١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)١(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.الحمد الله رب العالمين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

. وهي مكية،تفسير سورة الأعراف :-تعالىرحمه االله -قال المفسر

كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى *صالم * الله الرحمن الرحيمبسم{ؤمنينا تذ* للماء قليلا مليونه أووا من دلا تتبعو كمبن ركم ما أنزل إليوا ماتبعونسورة ) ٣-١([ }كر .]الأعراف

.قد تقدم الكلام في أول سورة البقرة على ما يتعلق بالحروف

}كأنزل إلي { هذا كتاب أنزل إليك أي من ربك:أي ]سورة الأعراف) ٢([ }كتابنهم جرح ركدكن في صفلا ي{

فاصبر كما صبر أولوا { به في إبلاغه والإنذار به لا تتحرج: وقيل، شك منه:قال مجاهد وقتادة والسديوذكرى { أنزلناه إليك لتنذر به الكافرين: أي }لتنذر به{ :ولهذا قال ]سورة الأحقاف) ٣٥([ }العزم من الرسل

ؤمنينسورة الأعراف) ٢([ }للم[.

المين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد الحمد الله رب الع، بسم االله الرحمن الرحيم :وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

القول الذي قد يكون ، وسبق بيان أول سورة البقرة بشيء من التفصيلعلى الحروف المقطعة سبق في فالكلام ليس لها معنى في اوأنه -حروف التهجي- وذلك أن هذه الحروف هي من حروف المعجم ،الأقوال أقرب

لحروف التي تركبون منها هذا القرآن مركب من هذه ا:كأنه يقولفنفسها وأنها تشير إلى الإعجاز بالقرآن، : هناتذكر هذه الحروف إلا ويذكر القرآن أو الوحي بعدها، كما في قوله ولذلك لا تكاد ،توا بمثلهالكلام فأ

}كأنزل إلي تمثل نصف الحروف الهجائية وأنها تمثل المقطعة الحروفأن وذكرنا ]الأعرافسورة ) ٢([ }كتاب عشرات الأقوال ذكر بعض أهل العلم في معناها فقد عدا ما ذكرنا، وبالنسبة لما هامن الحروف الهجائية أشرف

. ولا حاجة إلى التطويل في هذاهافي تفسير

مجاهد قال ": الحافظيقول ]سورة الأعراف) ٢([ } حرج منهفلا يكن في صدرك{ :-تبارك وتعالى-وقوله الحق من ربك فلا تكونن من { :-تبارك وتعالى-كقوله وعلى هذا تكون هذه الآية " منهشك: تادة والسديوق

ترينمو ]سورة البقرة) ١٤٧([ }المالممتري هو الشاك.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

والكفر بما فة التكذيب والإيذاء والمخالفة مخالا تتحرج : أي"بلاغه والإنذار بهلا تتحرج في إ: وقيل": يقول رأسي وايفلق نإذ(( :الذي أخرجه مسلم في صحيحه في الحديث -صلى االله عليه وسلم-جئت به، كما قال

))فيجعلوه خبزة)١(

.ثل هذه الآيةأنزل االله عليه م حتىيتحرج من تكذيبهمكان -صلى االله عليه وسلم-النبي ف،

فلعلك باخع نفسك على { :-عز وجل- كما قال االله لعدم استجابتهم وإيمانهمق صدرك أو يكون المعنى لا يضكقوله ،مهلك نفسك: أي }باخع نفسك{ :فقوله ]سورة الكهف) ٦([ }آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا

ولقد نعلم أنك { : تعالىوكقوله ]سورة هود) ١٢([ }فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضآئق به صدرك{: ىتعالقولونا يبم كردضيق صبمعنى ويدل على أن الحرج يأتي ، هذا تفسير للحرج بالضيقف ]سورة الحجر) ٩٧([} ي

]سورة الأنعام) ١٢٥([ }يجعل صدره ضيقا حرجا{ : تعالى وهي قوله في سورة الأنعام سبقتالضيق الآية التي

ما جعل عليكميعني ]سورة الحـج) ٧٨([ }وما جعل عليكم في الدين من حرج{ : في سورة الحجوقوله تعالى

. الشريعة وإنما وسع عليكم بتيسير هذه،من ضيق

لا يكن في يعني ]سورة الأعراف) ٢([ }فلا يكن في صدرك حرج منه{ :لاصة أن المعنى الأول لقولهالخ

. لا يكن في صدرك ضيق مما يقع بسبب تكذيب المكذبين شك منه، والمعنى الثانيصدرك

حيث ابن كثيرعبارة فإن كان المختصر دقق في نقل ، ذكر القول الأول هنا-رحمه االله-والحافظ ابن كثير القول بأنه ح يرج-رحمه االله– كان كذلك في الأصل فمعنى ذلك أن الحافظ إنأي ذكر القول الآخر بـ قيل،

.الشك

جمع بين المعنيين، وهذا وجه حسن من التفسير، وذلك فقد -رحمه االله-كبير المفسرين ابن جرير بالنسبة لو فقد تكون الكلمة في الآية تحتمل معنيين وكل ،دالة على المعاني الكثيرةأن القرآن يعبر به بالألفاظ القليلة ال

ولذلك يقال في ، تحمل الآية على ذلك جميعافي هذه الحال وه المعاني يشهد له آي من القرآنمعنى من هذ .ضيق ولا لا يكن فيه شك: أي ]سورة الأعراف) ٢([ }فلا يكن في صدرك حرج منه{ :قوله تعالى

يميل إلى -رحمه االله- وكأن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي،من المفسرين يفسرون الحرج بالضيقالجمهور و . أيضاتفسيره بالضيق

كما قال االله ،أنزلناه إليك لتنذر به الكافرين: أي "]سورة الأعراف) ٢([ }لتنذر به{ :ولهذا قال": ابن كثيريقول

.]سورة الليل) ١٤([ }فأنذرتكم نارا تلظى{ : تعالىوله وق]سورة مريم) ٩٧([ }ذر به قوما لداوتن{: -عز وجل-

فعول الأول ولا ر منه أي لم يذكر المر ولا المنذنذولم يذكر الم ]سورة الأعراف) ٢([ }لتنذر به{ :تعالىقال في الحقالذين يخاصمون خصومة شديدةتنذر به هؤلاء الكافرين لكن المراد معلوم أي ل،المفعول الثاني

]سورة الليل) ١٤([ }فأنذرتكم نارا تلظى{ : كما قال تعالىالنارعذاب وضوح دلائله، وتنذرهم من ويردونه مع

.]سورة الكهف) ٢([ }لينذر بأسا شديدا من لدنه{ :وكما قال

]سورة الأنعام) ١٩([ }لأنذركم به ومن بلغ{ : كما في قوله تعالىلإنذار في القرآن يأتي عاماعلى كل حال او

.والأسودألأحمر واأ سواء الأبيض لجميع الناس نذر بهذا القرآن م-صلى االله عليه وسلم-فالنبي

1

).٢١٩٧ص / ٤ج ) (٢٨٦٥ (بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار باب الصفات التي يعرف - أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

والتصديق والانقياد فإنه يبشرهم، وأما أهل الإيمان ،بمعنى خاص وهو إنذار المكذبينويأتي الإنذار أيضا فإنما يسرناه بلسانك { :-عز وجل-لآخرين كما قال االله منذرا لقوم ومبشرا يكون القرآنبهذا الاعتبارو

ي للإنذار وهو أنه يأتي الإطلاق الثانهذا بالنظر إلىف ]سورة مريم) ٩٧([ }لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا .خاصةللمكذبين

.أنذر جميع الناسيعني ]سورة المدثر) ٢-١([ }قم فأنذر *يا أيها المدثر{ :قوله تعالى ومن الإنذار العام

، وبهذا الاعتبار يكون الإنذار فهو الإعلام المقترن بتهديدهو إعلام خاص، وأصل الإنذار في كلام العربهذا إعلام وليس ف جاء زيد: بقولكإنسانا خبر حينما تف، اليس كل إعلام إنذاركل إنذار إعلام وما خاصا، فإعلافهذا كله قد أعد النار للمكذبين، -عز وجل- والساعة حق، واالله الموت قريب: ، وحينما تقول لإنساناإنذار

يقال ريرتك، فهذا كله إعلام غبة فعلك وعاقبة ج مسترى: حينما تقول لإنسان وكنه إعلام خاص، لمن الإعلام . إعلام مقترن بالوعيد والتهديد؛ لأنهله إنذار

لا يكن فيه شك : أي }فلا يكن في صدرك حرج منه{ : في هذه الآية-تبارك وتعالى-قوله فإن وعلى كل حال . وما تضمنهتبليغ الناس بهولا ريب ولا ضيق من

.من أجل الإنذار: أي ]سورة الأعراف) ٢([ }تنذر بهل{: وقوله

يكون ذلك متوجها إلى الأمة بحيث لا يقع من أحد شك في هذا القرآن بحال إن الحرج بمعنى الشك ف: وإذا قلنايء من الحرج بقدر ما رد منه صدره شفي من الأحوال، ومن آمن ببعض القرآن وكفر ببعض فإنه يكون

لأن ؛من لم يؤمن بأسماء االله وصفاته ففي صدره حرج منه :-رحمه االله- الحافظ ابن القيم ، كما يقولبوكذ

القرآن دل على هذه الأشياء، ومن لم يرض بالقرآن حاكما يتحاكم إليه، فإنه قد وقع في صدره حرج منه، .الناس يتفاوتون في ذلك و،نهومن شك في أخباره فقد وقع في صدره حرج م

أي اقتفوا آثار النبي الأمي ]سورة الأعراف) ٣([ }اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم{ للعالمالى مخاطباثم قال تع ]سورة الأعراف) ٣([ }ولا تتبعوا من دونه أولياء{ الذي جاءكم بكتاب أنزل إليكم من رب كل شيء ومليكه

.لرسول إلى غيره فتكونوا قد عدلتم عن حكم االله إلى حكم غيرهأي لا تخرجوا عما جاءكم به ا

كل من لم يتبع القرآن فهو متبع تدل على أن ]سورة الأعراف) ٣([ }ولا تتبعوا من دونه أولياء{ هذه الآيةليس فتباع الأولياء، أو ا-صلى االله عليه وسلم-اتباع الرسول و لأولياء من دونه، فليس هناك إلا اتباع القرآن

.هناك شيء وسط بين هذا وهذا

}ونا تذكر{ :كقوله ]سورة الأعراف) ٣([ }قليلا مؤمنينت بمصرح لوالناس و ا أكثرمسورة يوسف) ١٠٣([ }و[

وما { : وقوله]سورة الأنعام) ١١٦([ يةالآ }وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله{ :وقولهشركونم مهبالله إلا و مهأكثر ؤمنسورة يوسف) ١٠٦([ }ي[.

}قآئلون مه اتا أوينا بأسا باءها فجلكناهة أهين قركم منا إلا* وأسب ماءهإذ ج ماهوعد ا كانأن قالوا إنا فم كنا ظالمين *لينسرالم ألنلنسو همسل إليأر الذين ألنفلنس* ا كنا غآئبينمهم بعلم وليع ن٧-٤([ }فلنقص (

.]سورة الأعراف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

بذل فأعقبهم ذلك خزي الدنيا موصولا،الفة رسلنا وتكذيبهمبمخ: أي }وكم من قرية أهلكناها{ :يقول تعالى

}ونئولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهز{ : كما قال تعالى،خرةالآ

فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة { :وكقوله ]سورة الأنعام) ١٠([وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن { :وقال تعالى ]سورة الحـج) ٤٥([ }وقصر مشيد

مارثينالو نكنا نحإلا قليلا و دهمعسورة القصص) ٥٨([ }ن ب[.

فكان منهم من جاءه أمر االله وبأسه : أي ]سورة الأعراف) ٤([ }فجاءها بأسنا بياتا أو هم قآئلون{ :وقوله .ليلا: أي }بياتا{ ونقمته

}قآئلون مه { :وكلا الوقتين وقت غفلة ولهو كما قال، لة وهي الاستراحة وسط النهار من القيلو}أو أفأمنوننآئم مهاتا وينا بأسب مهأتيى أن يل القرأه*ونبلعي مهى وحنا ضأسب مهأتيى أن يل القرأه أمن أو {

أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب { :وقال ]سورة الأعراف) ٩٨-٩٧([ونرشعث لا ييح من* جزينعم بما هفم في تقلبهم مأخذهي ل *أو كمبر ف فإنلى تخوع مأخذهي رأووف ء

حيمسورة النحل) ٤٧-٤٥([ }ر[.

فما كان : أي ]سورة الأعراف) ٥([ }فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين{ :وقوله .وأنهم حقيقون بهذا قولهم عند مجيء العذاب إلا أن اعترفوا بذنوبهم

:-عز وجل- كما قال االله بالدعاءفسره بعض أهل العلم ]سورة الأعراف) ٥([ }كان دعواهمفما { : تعالىقوله

}مالله انكحبا سفيه ماهوعفوا هم، وفسره آخرون بالادعاء، يعني أنهم اعترؤدعا: أي ]سورة يونس) ١٠([ }دلا حقيقة لها ولا نصيب لها في بدونها من دون االله وأن المعبودات التي كانوا يعوأقروا بأنهم كانوا على باطل

.أنهم كانوا على ظلم وباطلأقروا على أنفسهم الإلهية، و

في الآيات -عز وجل-بينه االله ]سورة الأنبياء) ١٤([ }قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين{ : في قولهوهذا المعنىفلما أحسوا بأسنا إذا هم *من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرينوكم قصمنا { : كقوله،الأخرى

ونكضرا ينهم *ألونتس لكملع اكنكمسمفيه و ا أترفتموا إلى مجعاروا وكضلنا إن *لا تريا وا كنا قالوا يظالمين* ا خامدينصيدح ملناهعتى جح ماهوعد الت تلكا زهذه هي دعواهم، ف ]سورة الأنبياء) ١٥-١١([ }فم

فلم يعذبهم حتى جاءهم الرسل رسلا قد بعث لجميع الأمم -عز وجل-وأخذ من هذا بعض أهل العلم أن االله : وإنما قالوا رسول ما جاءنا من:يحتجوا فيقولوا ولم نهم أقروا على أنفسهم بالظلم لأ-عليهم الصلاة والسلام-

لم يعذبهم حتى بعث إليهم و، بمعنى أنه قد بلغهم ما تقوم عليهم به الحجة]سورة الأنبياء) ١٤([ } كنا ظالمينإنا{ .رسولا فكذبوه

سورة ) ١٥([ }خامدين{: إلى قوله ]سورة الأنبياء) ١١([ }انت ظالمة من قرية كوكم قصمنا{ :كقوله تعالى .]الأنبياء

ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم { : كقوله]سورة الأعراف) ٦([ يةالآ }إليهم الذين أرسلفلنسألن{ :وقولهلينسرسورة القصص) ٦٥([ }الم[.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

وهذا من النماذج والأمثلة الواضحة جدا في تفسير ؟ ماذا أجبتم المرسلين: هذا سؤال متوجه للمرسل إليهمقد يصيب وقد وبالتالي اجتهاد المفسرأن تفسير القرآن بالقرآن يدخله ذكرنا مراراوقد القرآن بالقرآن،

]سورة الأعراف) ٦([ }لن الذين أرسل إليهمفلنسأ{ :، فقولهكون في غاية الوضوحتأمثلة توجد يخطئ، لكن

.]سورة القصص) ٦٥([ }ماذا أجبتم المرسلين{ :أي

، إلا أن عن البلاغ -عليهم الصلاة والسلام-سأل الرسل يأي ]سورة الأعراف) ٦([ }ولنسألن المرسلين{ :وقولهخفى عليه خافية، وإنما المقصود بذلك ت لا -عز وجل- واستعلام؛ لأن االله سؤال استثباتهذا السؤال ليس

كما قال االله ،فهذا سؤال تقريع ]سورة القصص) ٦٥([ }ماذا أجبتم المرسلين{ :حينما يقال لهؤلاء ومعنى آخر،في مواضع متعددة من القرآن قال يوهكذا ]سورة الصافات) ٢٤([ }وقفوهم إنهم مسئولون{ :-عز وجل-

ذه أسئلة تقريع لا أسئلة فه،؟يعني ما الذي أدخلكم النار ]سورة المدثر) ٤٢([ }ما سلككم في سقر{ :كقوله .استعلاماستثبات و

]سورة الرحمن) ٣٩([ }نفيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جا{ : كقولهلمواضع التي نفى فيها السؤالبالنسبة لو

ينفي ذلك أنه يسأل سؤال تبكيت، كما أنه لا يسأل سؤال لالكن واستثباتأنه لا يسأل سؤال استعلام فالمعنى وإنما يسأل لتبكيته، فإن من وقع في ورطة ثم قيل له على ، لا،عذره فيقبل منهاستعتاب من أجل أن يذكر

مزيدا في فيهيكونن هذا فإ ؟ ما الذي أدخلك في هذا؟ لك كذاألم نقل ؟ ما الذي أوقعك في هذا:سبيل التبكيت .ألمه وعذابه

سورة ) ١٠٩([ }يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب{ :وقوله .]المائدة

.يسألهم عن البلاغكما أنه م؟ كم قومك ماذا أجابيعني ]سورة المائدة) ١٠٩([ }أجبتمماذا { لمرسلينلهذا سؤال

. عن إبلاغ رسالاته ويسأل الرسل أيضا،فيسأل االله الأمم يوم القيامة عما أجابوا رسله فيما أرسلهم به

عليهم -فيدخل فيه الرسل ]ة الأحزابسور) ٨([ }ل الصادقين عن صدقهمليسأ{ :-تبارك وتعالى-كقوله هذا .؟هم وماذا بلغو؟ قومهمهل بلغوا -الصلاة والسلام

ماذا أنتم ((: قال ف،ولون عنهئفي الموقف الأكبر يوم عرفة أننا مس أخبر -صلى االله عليه وسلم-نبي والصلى االله -كان وة، نشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمان: -عليه الصلاة والسلام- فقالوا له ))قائلون؟

فكان يشير بأصبعه إليهم ويرفعها إلى نشهد أنك قد بلغت،نعم،: قالوا))ألا هل بلغت؟((: يقول-عليه وسلم .ن البلاغ ع-عليهم الصلاة والسلام- والرسل ،سألون عن الإجابةفالناس ي ،))اللهم اشهد((السماء يقول

أتباع الرسل من الدعاة إلى االله سؤال ]سورة الأحزاب) ٨([ }ن صدقهمليسأل الصادقين ع{ :ويدخل في قوله

.ا يتعلق ببلاغ الناس ودعوتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكرم عن الإيمان وع-عز وجل-

فلنسألن { :الآيةفي تفسير هذه -مارضي االله تعالى عنه-ولهذا قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس لينسرالم ألنلنسو همسل إليأر قال ]سورة الأعراف) ٦([ }الذين:ا بلغوا عم.

سورة ) ٧([ }فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غآئبين{ :في قوله -مارضي االله تعالى عنه-وقال ابن عباس .ما كانوا يعملونيوضع الكتاب يوم القيامة فيتكلم ب ]الأعراف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

}ا كنا غآئبينميعني أنه تعالى يخبر عباده يوم القيامة بما قالوا وبما عملوا من قليل ]سورة الأعراف) ٧([ }و لأنه تعالى الشهيد على كل شيء لا يغيب عنه شيء ولا يغفل عن شيء بل هو العالم ؛وكثير وجليل وحقير

ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب و{ ،بخائنة الأعين وما تخفي الصدور .]سورة الأنعام) ٥٩([ }ولا يابس إلا في كتاب مبين

ك جميعا وكتبه قد أحصى ذل-عز وجل-يعني نخبر بما وقع منهم، فاالله }فلنقصن عليهم بعلم{ :قوله تعالى

يخبر الناس بما هو ف ]سورة الكهف) ٤٩([ }ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه{ :كما قال سبحانه فإذا نوقش الحساب ، العرض هوهذا و-عملت كذا وعملت كذا وعملت كذا-كل إنسان ويحاسبعملواليس سؤال ]سورة الأعراف) ٦([ }فلنسألن الذين أرسل إليهم{ :لهقو في، وهذا يدل على أن السؤالعذب

ولذلك قال ، يعلم ما عملوا وما حصل منهم-عز وجل-استعلام واستثبات وإنما هو سؤال تقريع؛ لأن االله

.]سورة الأعراف) ٧([ }فلنقصن عليهم بعلم{ :بعده

) ٤٢([ }ما سلككم في سقر{ : منها قوله تعالى،ت التي جاء السؤال فيها للتقريع والتبكيتجملة من الآياوهناك

:وقوله تعالى ]سورة المؤمنون) ١٠٥([ }ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون{ :وقوله تعالى ]سورة المدثر

لرسل فهذا عن بلاغ افهذا كله للتبكيت، أما سؤال الأمم ]سورة غافر) ٥٠([ }كم بالبيناتأولم تك تأتيكم رسل{عن ولون ئ أنهم مس-صلى االله عليه وسلم-النبي كذلك حينما أخبر سؤال تبكيت، وبالنسبة للمؤمنين ليس

فعميت عليهم الأنباء * بتم المرسلينماذا أج{سؤال تبكيت، لكن حينما يسأل الكفار ويقال لهم البلاغ فهذا ليس .فهذا سؤال تبكيت ]سورة القصص) ٦٦([ }يومئذ

واالله أعلم، وصلى االله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد الله رب العالمين

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)٢( فارعسورة الأ

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

. وعلى آله وصحبه أجمعين،صلى االله وسلم وبارك على نبينا محمدالحمد الله رب العالمين، و

ومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم والوزن ي { :في تفسير قوله تعالى - تعالى رحمه االله -قال المفسر ونفلحالم* ـوناتنـا يظلما كانوا بآيم بمهوا أنفسخسر الذين لئكفأو ازينهوخفت م نمسـورة ) ٩-٨([ }و

.]الأعراف

ونضع الموازين { :كقوله، لا يظلم تعالى أحدا :أي }الحق{القيامة للأعمال يوم : أي }والوزن{ :يقول تعالى ) ٤٧([ } بها وكفى بنا حاسـبين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا

}ويؤت من لدنه أجرا عظيما إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها { : وقال تعالى ]سورة الأنبياء

* وأما من خفت موازينه * فهو في عيشة راضية * فأما من ثقلت موازينه { :وقال تعالى ]سورة النساء ) ٤٠([

فإذا نفخ في الصور فلا { :وقال تعالى ]سورة القارعـة ) ١١-٥([ }نار حامية* وما أدراك ما هيه * أمه هاوية ف اءلونتسلا يئذ وموي منهيب ابأنس* ونفلحالم مه لئكفأو ازينهون ثقلت مخ * فم نمو لئـكفأو ازينهوفت م

ونخالد نمهفي ج مهوا أنفسخسر سورة المؤمنون) ١٠٣-١٠١([ }الذين[.

:فصل

إلا أن االله تعالى يقلبها يوم القيامة وإن كانت أعراضا ، الأعمال :والذي يوضع في الميزان يوم القيامة قيل كما جاء في الصحيح مـن -مارضي االله تعالى عنه -ا عن ابن عباس يروى نحو هذ : قال البغوي ،أجساما

)١(تان أو فرقان من طير صوافيم القيامة كأنهما غمامتان أو غياأن البقرة وآل عمران يأتيان يو.

:الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله، أما بعد، بسم االله الرحمن الرحيم

فمـن :أيبالحـسنات، فسره بعض السلف ]سورة الأعراف) ٨([ }لت موازينهفمن ثق{ :-تبارك وتعالى-قوله ف

يرجح بالميزان، وهـذا بمعنـى ف في الموازين أي ما يوضع فمن ثقلت موازينه : وبعضهم يقول ثقلت حسناته،

.هي الحسنات: أي-فهو من اختلاف التنوع-ي الواقع الأول فالقول

فهو ميزان حقيقـي لـه رجحت كفة على كفة، :أي ]سورة الأعراف ) ٨([ }وازينهفمن ثقلت م {: وبعضهم يقول

ى الكفتـين وكانت مرجحة لإحد الصالحة فإذا وضعت الحسنات والأعمال ان، وهذا أيضا لا ينافي ما قبله، كفت .فإن العبد يكون ناجيا

رضـي -امة أهل العلم من السلف ، وهذا الذي عليه ع لا شك أن الأعمال توضع في ميزان حقيقي له كفتان و

عند تفسير هذه الآية، والمسألة معروفة في كتـب -رحمه االله - وهو الذي اختاره ابن جرير -ماالله تعالى عنه

1

/ ١ج ) (٨٠٤(باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة - في كتاب صلاة المسافرين وقصرها أخرجه مسلم - .٥٥٣ص (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

ما وضع في الميزان شيء ((: قد جاء في الحديث ف ،هذا الميزان ميزان حقيقي وقد دلت الأدلة على أن العقائد،

))أثقل من حسن الخلق )٢(

يؤتى يوم القيامة بالرجل السمين فلا يزن عند االله جنـاح ((: الحديث أيضا وجاء في

))بعوضة)٣(

.

توضع في كفة الحـسنات حيث ، البطاقة المشهور بحديث الأعمال السيئة ب ءالمليكذلك حديث السجلات جاء و تلـك تي دونـت فيهـا ال الكفة التي فيها السجلات وتطيش ،فترجح" لا إله إلا االله "كتوب عليها متلك البطاقة ال

.السيئات

لا حاجة -عز وجل -ن االله إ: ميزان حقيقي توضع فيه الأعمال، وأما قول من قال هو والمقصود أن الميزان

تبارك -االله ؛ ف هذا قول معارض للنصوص ف ، وإنما يزن من لا يعرف مقادير الأشياء على حقيقتها ،به إلى ذلك

ومـن حكمتـه -سبحانه وتعالى -عدا وقدرا، ولكن من كمال عدله لا شك أنه قد أحصى كل شيء -وتعالى

قـد بالميزان، كما جعل الإنسان ناطقا شاهدا على نفسه بما عمل مـع أن االله البالغة أن جعل الأعمال توزن

الجوارح والجلود تـشهد علـى أصـحابها، فـاالله جعل كما جعل أيضا الأرض شاهدة عليه، و أحصى عمله،

مثل هذه الأمور إذا ثبتت عن الـشارع لكن حكم عدل حكيم، يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه، - وتعالى تبارك-

مع أن ذلك لا ينافي مقتضى العقول بل هو موافق لهـا غايـة ،فإنه يجب التسليم لها دون معارضتها بالعقول

.الموافقة

جلات التي تكتب بها الس ي ه مأ لسيئات؟ الحسنات وا يويبقى النظر في الشيء الذي يوضع في الميزان هل ه

يؤتى يوم القيامـة بالرجـل (( :سبقلحديث الذي يوزن هم الناس لأن الذي أمالأعمال كما في حديث البطاقة،

))السمين فلا يزن عند االله جناح بعوضة)٤(

.

االله عليـه صـلى -ثابت عن رسول االله ن ذلك كله واقع؛ لأنه إ :ت بمقتضاها قلتذا جمعت النصوص وحكم إفالإنسان يوضع في الميزان، وسجلات الأعمال توضع في الميزان، وتوضع في هذا الميزان الحسنات -وسلم

.والسيئات، واالله تعالى أعلم

مـن أنـت؟ (( : قصة القرآن وأنه يأتي صاحبه في صورة شاب شاحب اللون فيقول :ومن ذلك في الصحيح ))ت نهارك أنا القرآن الذي أسهرت ليلك وأظمأ:فيقول

)٥(.

ليـست أعـراض و -الحسنات والـسيئات - الأعمال نإ: يقولرد على من ي هذا الحديث ل -رحمه االله –أورد الإنسان جوهر، والضحك عرض، والكـلام عـرض، : يقولونهذه من عبارات أهل المنطق حيث ؛ و جواهر

2

/ ١ج ) (٢٧٠(أخرجه البخاري في كتاب الأدب - ما جاء باب -صلى االله عليه وسلم–والترمذي في كتاب البر والصلة عن رسول االله ) ١٠٣ص / ٤ج ) (٢٠٠٣ (في حسن الخلق / ١ج (لباني في صحيح الأدب المفرد وصححه الأ) ٣٦٣ص .١٢٢ص (

3/ ٤ج ) (٤٤٥٢( باب تفسير سورة الكهف – التفسير كتاب أخرجه البخاري في - ) ٢٧٨٥( صفات المنافقين وأحكامهم ومسلم في كتاب) ١٧٥٩ص

/ ٤ج ( .٢١٤٧ص (

4 .الحديث السابق نفسه -

5/ ٢ج ) (٣٧٨١(ن باب ثواب القرآ -أخرجه ابن ماجه في كتاب الأدب - : وقال شعيب الأرنؤوط) ٣٥٢ص / ٥ج ) (٢٣٠٢٦(وأحمد ) ١٢٤٢ص

". إسناده حسن في المتابعات والشواهد "

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

ة في الخـارج فهذه الأشياء ليست متشخص والسرور والانشراح عرض، والحزن عرض، والخوف عرض،

. أعراضافهم يسمونه

الأعمال أعراض، إن : ومن هنا فهم يقولون وهكذا، ،الفرس جوهر، والمسجد جوهر، واللذة عرض : ويقولونزعموا، وهذا الكلام غير صحيح؛ لأنه ثبت في ، هكذا الأعراض لا توزن ووالأشخاص الذين يعملون جواهر،

تيان كأنهما غمامتـان تأ البقرة وآل عمرانثبت أن و، ورة معينة عن صاحبه بصالحديث أن القرآن يأتي يحاج

على كل شيء قدير، لا يعجزه أن يزن الأعـراض -عز وجل -واالله ، أو غيايتان أو فرقان من طير صواف

ـ مثل هذه الفلسفات إنما نشأت وولا يعجزه أن يقلب الأعراض إلى جواهر، ن شـابههم عن أهل الكـلام وم

. والأفكار التي أنتجتها عقولهم واالله المستعانن على النصوص بمثل هذه الآراءيعترضوهم ووافقهم ف

حسن اللون طيـب شاب فيأتي المؤمن (( :في قصة سؤال القبر -رضي االله تعالى عنه – وفي حديث البراء

وذكر عكسه في شأن الكافر والمنافق))الصالح أنا عملك: فيقول؟ من أنت:الريح فيقول)٦(

.

به ويوضع له في كفـة تـسعة زن كتاب الأعمال كما جاء في حديث البطاقة في الرجل الذي يؤتى وقيل يو يا رب وما هذه البطاقة : فيقول"لا إله إلا االله" البصر ثم يؤتى بتلك البطاقة فيها كل سجل مدوتسعون سجلا

قـال رسـول االله ،ة الميـزان فتوضع تلك البطاقة في كف، إنك لا تظلم : فيقول االله تعالى ؟مع هذه السجلات

))فطاشت السجلات وثقلت البطاقة(( :-صلى االله عليه وسلم-)٧(

.رواه الترمذي بنحو من هذا وصححه

يؤتى يوم القيامة بالرجل السمين فلا يـزن عنـد االله جنـاح ((: وقيل يوزن صاحب العمل كما في الحديث ))بعوضة

.]سورة الكهف) ١٠٥([ } القيامة وزنافلا نقيم لهم يوم{ : ثم قرأ)٨(

أتعجبون ((: قال -صلى االله عليه وسلم - أن النبي -رضي االله تعالى عنه - وفي مناقب عبد االله بن مسعود )) في الميزان أثقل من أحدا والذي نفسي بيده لهم،من دقة ساقيه

)٩(.

، توزن الأعمال وتارة تـوزن محالهـا فتارة ،ثار بأن يكون ذلك كله صحيحا وقد يمكن الجمع بين هذه الآ . واالله أعلم،وتارة يوزن فاعلها

وهو قول عامة المحققين، -رحمه االله -قرره الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الذي هو الجمع الصحيح وهو هذا .-جل جلاله-الحكم بمقتضى هذه النصوص جميعا فلا يرد شيء، وهذا من كمال عدل االله هو و

ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما * فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون { :ىقال تعال وناتنا يظلممن رجحت حسناته على سيئاته فهذا هو المفلح الذي ينجـو : أي ]سورة الأعراف ) ٩-٨([ }كانوا بآي

دراك المطلوب، والنجاة من المرهوب، والعبرة برجحان الحسنات علـى إ، والفلاح هو -عز وجل -د االله عن

.السيئات، فهو بحسب ما غلب عليه

6

/ ٤ج ) (١٨٥٥٧(أخرجه أحمد - .٢٨٧ص (

7/ ٥ج ) (٢٦٣٩ (ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا االلهباب -أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان - بن ماجه في كتاب الزهد وا) ٢٤ص

/ ٢ج ) (٤٣٠٠(باب ما يرجى من رحمة االله يوم القيامة - .١٤٣٧ص (

8 .سبق تخريجه -

9/ ١ج (أخرجه البزار - / ٩ج ) (٨٤٧٣(والطبراني في الكبير ) ٢٩٤ص ).٧٨ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

فاالله ، إن كان محققا للإيمان الواجب -عز وجل -ومن رجحت سيئاته على حسناته فإنه يكون تحت مشيئة االله

وقد يدخل النار ثم يخرج منها بعد ذلك بشفاعة يدخل النار بشفاعة، يغفر له إن شاء، وقد لا -تبارك وتعالى -

فـإن ، وأما من لم يحقق الإيمان الواجب ممن وقع في الشرك الأكبر أو نحو ذلـك أو برحمة أرحم الراحمين .هؤلاء يدخلون النار ولا يخرجون منها أبدا

يوقفون كمـا الذين لاء هم أصحاب الأعراف ومن تساوت حسناتهم وسيئاتهم فكثير من أهل العلم قالوا إن هؤ

مع أن الآية فيها أقوال غيـر ]سورة الأعراف) ٤٦([ }وعلى الأعراف رجال{ :-تبارك وتعالى-سيأتي في قوله

.فاالله تعالى أعلمهذا،

]سورة الأعراف) ٩([ }ما كانوا بآياتنا يظلمونومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ب{: تعالىقول ي

وهذا الظلم يكون -عز وجل - ظلمهم لآيات االله للسببية، أي بسبب الباء }بما كانوا بآياتنا يظلمون {:في قوله

أي لهم أيـضا، بالتكذيب والرد والمعارضة وما أشبه ذلك، فهذه الآية يؤخذ من عمومها أن الكفار توزن أعما

عز -ليس لهم حسنات عند االله و ، الكفار توضع أعمالهم في الميزان الوزن ليس لأهل الإيمان فقط بل حتى أن

ليس لهم حسنة، لكن عمـوم وا ءجا -عز وجل -وا عند االله ءإذا جا في الدنيا حتى ؛ لأنه يعجل لهم ذلك -وجل

-تبارك وتعالى - خسروا أنفسهم بظلمهم بآيات االله أنهم أي بهذه الصفة لكفاريدخل فيه ا هذه الآية في ظاهرها

.فآخذ كتابه بشماله وآخذ كتابه بيمينه وتوزع الكتب على أصحابها تنشر الصحفثم بعد ذلك

} ونا تشكرايش قليلا معا مفيه لنا لكمعجض وفي الأر كناكمم لقديقول تعالى ممتنا ]سورة الأعراف ) ١٠([ }و وجعل لهم فيهـا منـازل وجعل فيها رواسي وأنهارا ن لهم من أنه جعل الأرض قرارا فيما مك على عبيده

وجعل لهم فيها معايش أي مكاسـب ، وسخر لهم السحاب لإخراج أرزاقهم منها، وأباح لهم منافعها ،وبيوتا

، وأكثرهم مع هذا قليل الـشكر علـى ذلـك ،سباب يكسبون بها ويتجرون فيها ويتسببون أنواع الأ وأسبابا .]سورة إبراهيم) ٣٤([ } الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفارةوإن تعدوا نعم{ :كقوله

. أي جعلناكم متمكنين]سورة الأعراف) ١٠([ }ولقد مكناكم في الأرض{ :تعالىفي قوله

فلينظر الإنسان إلـى { :-تبارك وتعالى -كقوله ]سورة الأعراف ) ١٠([ }وجعلنا لكم فيها معايش { :عالى ت وقوله } ونخلـا وزيتونـا * وعنبا وقضبا * فأنبتنا فيها حبا * ثم شققنا الأرض شقا * أنا صببنا الماء صبا * طعامه

وكمـا ،عايش التي أشارت إليها هذه الآية هذا من الم ف -عز وجل -إلى آخر ما ذكر االله ]سورة عبس ) ٢٩-٢٤([

}أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعـامهم وأنفـسهم { :قال تعالى

لنا في -عز وجل -كيف جعل االله وهو ، هذا المعنى وما شابه ذلك من الآيات التي توضح ]سورة السجدة ) ٢٧([

.هذه الأرض معايش

والـصواب الـذي عليـه ، إلا عبد الرحمن بن هرمز الأعرج فإنه همزها،وقد قرأ الجميع معايش بلا همز . ومعيشةشا لأن معايش جمع معيشة من عاش يعيش عي؛الأكثرون بلا همز

القراءة التـي عليهـا لكنت قراءة عبد الرحمن بن هرمز فقط، وليسهي قراءة سبعية بالهمز )شئمعا(قراءة

متها إلـى قاعـدة محاك فالقاعدة أنه لا يجوز فإذا ثبتت والقراءة سنة متبعة كما هو معلوم بالياء، عامة السبعة

صلى االله عليـه -القواعد أصلا إلا من القرآن وسنة النبي خذ لغوية أو نحوية وإن كانت مائة قاعدة، وهل تؤ

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

من قـول شـاعر ها أفضل وأكمل آلاف المرات من أخذ بل أخذ اللغات والقواعد من القرآن والسنة ؟-وسلم

.ن بقوله على صحة لغة من اللغاتيحتجو ممن مجهول لا يدرى من هو

فلما جمعت رجعت الحركة إلى الياء لـزوال ،يشةعفاستثقلت الكسرة على الياء فنقلت إلى العين فصارت م لأن الياء أصلية في الكلمة بخلاف مدائن وصحائف وبصائر جمـع ؛ فقيل معايش ووزنه مفاعل ،الاستثقال

وصحفمدينة وصحيفة وبصيرة من مدن ولهذا تجمع على فعائـل وتهمـز ، فإن الياء فيها زائدة، وأبصر

. واالله أعلم،لذلك

} لقدو اجدينالـس نكن مي لم ليسوا إلا إبدجفس موا لآددجلآئكة اسقلنا للم ثم ناكمروص ثم ١١([ }خلقناكم (

، ويبين لهم عداوة عدوهم إبلـيس ،ينبه تعالى بني آدم في هذا المقام على شرف أبيهم آدم ]سورة الأعـراف ولقد خلقناكم ثـم { : عليه من الحسد لهم ولأبيهم آدم ليحذروه ولا يتبعوا طرائقه فقال تعالى وما هو منطو

وإذ قـال ربـك { :كقوله تعالى اوهذ ]سورة الأعراف ) ١١([ }صورناكم ثم قلنا للملآئكة اسجدوا لآدم فسجدوا فإذا سويته ونفخت فيه مـن روحـي فقعـوا لـه * خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون للملائكة إني

اجدينعليه السلام -وذلك أنه تعالى لما خلق آدم ]سورة الحجر ) ٢٩-٢٨([ }س- ره بيده من طين لازب وصو فسمعوا كلهـم ،تعالى وجلاله الرب لشأن لائكة بالسجود له تعظيما ونفخ فيه من روحه أمر الم سويا بشرا

.وأطاعوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين

وإنمـا قيـل ذلـك ، أن المراد بذلك آدم على فدل ،وقد تقدم الكلام على إبليس في أول تفسير سورة البقرة صـلى االله عليـه -ن كانوا في زمن النبـي كما يقول االله تعالى لبني إسرائيل الذي ، لأنه أبو البشر ؛بالجمعوالمراد آباؤهم الذين كانوا ]سورة البقرة ) ٥٧([ }وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى { :-وسلم

واقـع علـى صار كأنه باء الذين هم أصل على الآ ةولكن لما كان ذلك من -عليه السلام -في زمن موسى .الأبناء

المقصود بـه فهل بصيغة الجمع جاء ]سورة الأعـراف ) ١١([ }ولقد خلقناكم{ :في قوله تعالىالخطاب يعني أن

أم جميع الناس؟-صلى االله عليه وسلم-آدم

تبـارك -ح خلقهم ثم صورهم، وقـد تمـد -عز وجل -االله ف الخلق والتصوير لا شك أنه واقع لجميع الناس،

الـذي جـاء بهذا الخطـاب المرادلكن في الآية قرينة تدل على أن بأنه هو الخالق البارئ المصور -وتعالى

سـورة ) ١١([ }ثم قلنا للملآئكة اسجدوا لآدم {: عقبه بقوله لأنه ؛ -صلى االله عليه وسلم - آدم هو بصيغة الجمع

وصورناه بعد الخلق ثم قلنـا للملائكـة اسـجدوا لـه، - وسلم صلى االله عليه -خلقنا أباكم آدم : أي ]الأعراف

وإذ قـال ربـك { :تبارك وتعـالى – وهي قوله -رحمه االله -افظ ابن كثير التي ذكرها الح الآية ذاه يوضحونفخت فيه مـن روحـي فقعـوا لـه فإذا سويته و *للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون

اجدين{ هذا معنى ]سورة الحجر ) ٢٩([ }س ناكمروص ثم خلقناكم لقديؤيد هـذا أيـضا و ]سورة الأعراف ) ١١([ }و

جهـة متوالخطاب يكون متوجها للأبناء فيما وقع للآباء؛ لأن المنة علـى الآبـاء وهي أن معروفةالالقاعدة

:قولـه تعـالى مـا فـي ك ،ة للأبناء إن كانوا على طريقتهم كما أن المذمة الواقعة على الآباء متوجه ،للأبناء

كما قال وقع لأجدادهم ذلك إنما أن مع ]سورة البقرة ) ٥٧([ }وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى {

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

وإذ قلتم يا موسى لـن { : وكما قال ]سورة البقرة ) ٦١([ } قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد وإذ{ :تعالى، فلما كانوا على طريقتهم صاروا فهذا إنما وقع من الأجداد ]سورة البقرة ) ٥٥([ }نؤمن لك حتى نرى الله جهرة

ولقد خلقناكم ثم { :يقول ف الناس على االلهيمتن هنا و لاحقة لهم وواقعة عليهم، هذه المذمة في حكمهم، فصارت موا لآددجلآئكة اسقلنا للم ثم ناكمرووهذا التفضيل يلحق ذريته، فهذا تفضيل لآدم]سورة الأعراف) ١١([ }ص .

آدم ه فإن المراد من ]سورة المؤمنون ) ١٢([ يةالآ }نا الإنسان من سلالة من طين ولقد خلق { :وهذا بخلاف قوله الجـنس لا }خلقنا الإنـسان { لأن المراد من ؛ هذا وصح ،المخلوق من السلالة وذريته مخلوقون من نطفة

. واالله أعلم،معينا

يعني باعتبار الأصل، فإن المراد منـه ]سورة المؤمنون ) ١٢([ }الة من طين ولقد خلقنا الإنسان من سل { :قوله

.من النطفف الذريةأما آدم المخلوق من السلالة و

يعنـي }ثم صورناكم{ نطفا: أي ]سورة الأعراف) ١١([ }ولقد خلقناكم{ :إن معنى قوله :من أهل العلم من يقول و

ـ" فإن ]سورة الأعراف) ١١([ }ثم قلنا للملآئكة اسجدوا لآدم{ :يأباه قوله بعده القول، لكن هذا بعد ذلك تـدل " مث

.على التعقيب والتراخي في أصل معناها

.في ظهرهيعني }ثم صورناكم{خلقنا آدم من تراب أي }خلقناكم{: وبعضهم يقول

أي سجدوا لآدم، بمعنى الواو، يعني ولقد خلقناكم ثم صورناكم وقلنا للملائكة ا الآية في "ثم " إن :ضهم يقول وبع

ولا يختص ذلك بآدم في الآية، يعني أن االله يكون الخلق والتصوير لعموم الخلق أنها ليست للتعقيب وعلى هذا

، اسـجدوا لآدم للملائكة نا ولقد خلقناكم ثم صورناكم وقل : فقال ذكر جملة من الأمور التي يمتن بها على الناس

.صل معناها تفيد التراخي والتعقيبفي أ" ثم" ولا حاجة إليه؛ لأن لكن هذا خلاف الأصل

صلبه كأمثال الـذر، حينما استخرجناكم من أي } صورناكم ثم{من ظهر آدم يعني }خلقناكم{: بعضهم يقول و

لذلك ،]سورة الأعراف ) ١١([ ؟}ثم قلنا للملآئكة اسجدوا لآدم { :ولهوماذا عن ق : لكن يقال وأخذنا عليكم الميثاق،

.هذا التكلف لمثلحاجة لا :نقول

يعني أعطي كـل إنـسان قالبـا ، الأشباح :أي }ثم صورناكم {خلقنا الأرواح : أي }خلقناكم{: وبعضهم يقول

.الروحوجسما وصورة تكون فيها هذه

.التصوير يكون في الأرحامرحام؛ ففي الأيعني } صورناكمثم{أصلاب الآباء في }خلقناكم{: وبعضهم يقول

الأول أن الـذي قبلـه هذا القول و الفرق بين ووروا في الأرحام، ثم ص ،خلقهم في ظهر آدم : وبعضهم يقول كـان ثـم لقوا في ظهر آدم خالثاني أنهم ووروا في أرحام الأمهات، لقوا في ظهور الآباء ثم ص هم خ معناه أن

: أي ]سورة الأعـراف ) ١١([ }ولقد خلقناكم {: تصويرهم في أرحام الأمهات، وهذا كله لا حاجة إليه، وإنما يقال

} قلنا للملآئكة اسجدوا لآدم ثم{ -عليه الصلاة والسلام -آدم } صورناكم ثم{ -صلى االله عليه وسلم - آدم خلقنا

.، واالله أعلم]سورة الأعراف) ١١([

.]سورة الأعراف) ١٢([ }قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين{

إذ لا تـسجد تقديره ما أحرجك وألزمك واضـطرك أ ]سورة الأعراف ) ١٢([ } تسجد ما منعك ألا {: قوله تعالى

.واالله أعلم، وهذا القول قوي حسن،قاله ابن جرير ،أمرتك ونحو هذا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

لا بهـذا الاعتبـار و، بمعنى أحرجك واضـطرك }منعك{ ا فسر -االلهما رحمه– وابن جرير كثيرالحافظ ابن

ذلـك ، و مشكلاالتي تدل على النفي فإن ذلك قد يكون " اللام"و" منع"ة ظرت إلى لفظ لكن إذا ن ،إشكال في الآية

) ١٢([ }ل ما منعك ألا تـسجد قا{ :هنا قال و ما منعك من السجود، أو منعك أن تسجد، ا م: المتبادر أن يقال أن

هذا موضع " لا"واجتماعها مع " منع"ة ، فلفظ أي ما منعك أن لا تسجد " لا"و" أن"مكونة من " ألا" ]سورة الأعراف

زائدة إعرابا، لكن "لا"إن : بعض أهل العلم قال إن ف ولذلك بهذا التركيب لا يخلو من إشكال، الإشكال، فالكلام

عـز - بـدليل أن االله جيء بها للتأكيد وتقوية الكلام؛ : القرآن شيء زائد، فقالوا من حيث المعاني لا يوجد في

ما منعك ألا { :إن قوله : فقالوا "لا"بدون ]سورة ص ) ٧٥([ }ما منعك أن تسجد { :ع الآخر قال في الموض -وجلدج{ يفسره قوله تعالى في الآية الأخرى ]سورة الأعراف ) ١٢([ }تس دجأن تس كنعا موهـذا ]سورة ص ) ٧٥([ }م

]سـورة الحديـد ) ٢٩([ }علم أهل الكتاب ألا يقدرون على شـيء لئلا ي { :أيضا -تبارك وتعالى -في قوله كما

سورة الأنعام مر بنـا ذلك، ففي اا فيه قالو نظائر هذال، و ذكر هذا من أجل أن يعلموا وذلك أنه "ليعلم"فالمعنى

وذكرنا في بعض توجيهاته قـول ]سورة الأنعام ) ١٠٩([ }وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون {: قوله تعالى

أن هذا التوجيـه ذكرنا على القراءتين ووسبق الكلام على هذا و وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون، : من قال

.وأما على قراءة الكسر فلا إشكال" أن"همزة فتح قراءة يقال على

]سورة الأنبياء) ٩٥([ }على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعونوحرام {: -تبارك وتعالى-قوله مثل وهكذا أيضا في

. وهكذا،على قرية أهلكناها أنهم يرجعونوحرام : أي

فيـه بعـد، وهـذا من قال لك لا تسجد؟ : أي "من"بمعنى " ما" ويجعلون "قال"هنا بمعنى " منع"وبعضهم يفسر .- االلهارحمهم- ابن كثير وابن جرير سجد، وهذا يشبه قولألا ت يعني ما دعاك :وبعضهم يقول

الأصـل عـدم : لكن نقول ألا تسجد؟ أحوجك منعك من الطاعة و ما : أي فيه تقدير محذوف، :وبعضهم يقول

.التقدير

وأحرجـك مـا حجـزك أي -رحمهما االله – ابن كثير وابن جرير ولذلك لعل أحسن الأقوال وأوضحها قول

) ٧٥([ }ما منعـك أن تـسجد { : بدليل الآية الأخرى في سورة ص بأنها زائدة إعرابا يليه القول وواضطرك،

.واالله أعلم ،القرآن يفسر بعضه بعضا ف]سورة ص

كأنـه ؛من العذر الذي هو أكبر مـن الـذنب ]سورة الأعراف) ١٢([ }أنا خير منه { :-لعنه االله -وقول إبليس وأنا خير منه فكيف تـأمرني -لعنه االله- يعني، لا يؤمر الفاضل بالسجود للمفضول لأنه ؛امتنع من الطاعة

بالسجود له؟

فنظر اللعين إلـى أصـل ، والنار أشرف مما خلقته منه وهو الطين ،لق من نار ثم بين أنه خير منه بأنه خ وقاس قياسا ،من روحه العنصر ولم ينظر إلى التشريف العظيم وهو أن االله تعالى خلق آدم بيده ونفخ فيه

.]سورة الحجر) ٢٩([ }فقعوا له ساجدين{: في مقابلة نص قوله تعالىفاسدا

وإذ قلنا { : كما قال تعالى منعه حقيقة هو الكبر، ، مع أن الذي أنا خير منه : قال ؟لما سأله ما منعك من السجود والحامل له على هذا الكبـر هـو ]سورة البقرة ) ٣٤([ } إلا إبليس أبى واستكبر للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

وأجـاب بهـذا فقال ما قـال، هو عرف أن هذا السجود للتفضيل والتكريم فأنه أفضل من آدم، الفاسد هاعتقاد

.لكبروأما العلة فهي ا، أورثه هذا التعاظم الذي الفاسدهاعتقاد و الامتناع وهعلة ذكر سبب الجواب حيث

ـ وهذا الموضع يتكلم فيه ال فاسـد "ـعلماء كثيرا على القياس الفاسد المصادم للنـصوص، والـذي يـسمونه ب قياس باطل لا حقيقة له ولا صحة له بحال مـن : أي يقال له فاسد الاعتبار، فكل قياس خالف النص " رالاعتبا

، اسـجد : وذلك أن االله تعالى قال لههو إبليس،مقابل النص دا أول من قاس قياسا فاس :الأحوال، ولهذا يقولون

وكل من قاس قياسـا بـاطلا والنظر الباطل، س، فهو أول من عارض النص بالرأي فرد هذا الأمر بهذا القيا

رحمـه -الحافظ ابن القـيم قد تكلم على هذه المسألة كثير من العلماء منهم فاسدا فله نصيب من هذه الصفة، و

. في إعلام الموقعين-االله

التـي كانـت فـي أطال في الكلام على هذه الآية في دروسـه -رحمه االله -والشيخ محمد الأمين الشنقيطي

حتى إنه حزم في القياس بكلام رصين متين رد على ابن العلى القياس و ففي درس كامل تكلم المسجد النبوي،

عز – فاالله هذا بصوتي لما صدقت أني قلته في الدرس، لو لم أسمع : قال -رحمه االله -لما كتب وعرض عليه

. ولذلك يحسن مراجعة ذلك،بأشياء كثيرة فتح عليه -وجل

والشنقيطي وغيـرهم ابن القيم وابن كثير وممن رد عليه -لعنه االله –إبليس ردوا على -رحمهم االله -العلماء و .من وجوه كثيرة وقد ردوا عليه -رحمهم االله–

.. الملائكة لترك السجود من بينفشذ

عـز -كما قـال االله من الجنأن إبليس من الملائكة فهو إنما كان لا يفهم منه " من بين الملائكـة فشذ: "قوله

أمـر وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن { : في سورة الكهف -وجلخلقـوا والملائكة ]سورة الأعراف ) ١٢([ }خلقتني من نار { :قالإنه ذكر أصله هنا ف ثم ]سورة الكهف ) ٥٠([ }ربه

)١٠( الصحيح في الحديث كمامن النور.

.-قبحه االله- هذا أبلس من الرحمة أي أيس من الرحمة فأخطألف، من بين الملائكة لترك السجودفشذ

عز -وهو بمعنى القنوط واليأس من رحمة االله مأخوذ من الإبلاس إنه : قيلحيث الاسم ا بهذته تسميوجه هذا .-وجل

فإن الطين من شأنه الرزانة والحلم ، في قياسه ودعواه أن النار أشرف من الطين أيضا -قبحه االله - فأخطأ .والأناة والتثبت

فهـو خطأ، واحتجاجهخطأفهمه ومعناه أن إبليس كان ،د الحافظ على إبليس في قياسه الفاس من وجوه رد اهذ

م غيـر يقول هذا كـلا - االلهرحمه-طين، فابن كثير المن آدم خلقت من نار وخلق ييقول أنا أشرف منه لأن بالتـسليم ته مقابلالذي يفترض ض على الأمر اعتر إضافة إلى كونه وذلك أنه ،صحيح أيضا إذا جئنا لمناقشته

؛ الطين أفضل من النار بل ليست النار أفضل من الطين غير صحيح؛ ف هذا الكلام ه قولفإن ذعان الإووالانقياد

10

.سيأتي تخريجه -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٩

صفة أصـل الطـين أن الحلم بهذا الكلام المقصود ليسو، الطين من شأنه الرزانة والحلم والأناة والتثبت لأن

.لذين خلقوا من النارا للافخمن شأنه الحلم والأناة والتثبت هو الذي المخلوق من الطين المقصود أنوإنما

خلقوا من مارج من حيث طيشال و الخفة صفة الجن أن من ولهذا ذكر شيخ الإسلام مثلا في بعض المناسبات

ر من وجوده فـي المـسلمين أكث والخفة والطيش لكذب والظلم ا يوجد فيهم الجن حتى المسلمين من ، يعني نار

نسان ويؤذيه غاية الإلبس ب يتمع ذلك ما يزعم أنه من أهل العلم و ورب ا ولذلك تجد الواحد منهم مسلم من الإنس

!! أو نحو ذلك أو جلس عليى،وما سمجلس في هذا المكان إنه : كأن يقولالأذية بحجج تافهة

.والطين محل النبات والنمو والزيادة والإصلاح

.من وجوه تفضيل الطين على النارهذه كلها

ونفـع آدم عنـصره بـالرجوع ، ولهذا خان إبليس عنصره ،لطيش والسرعة والنار من شأنها الإحراق وا

. والاعتراف وطلب التوبة والمغفرة،والإنابة والاستكانة والانقياد والاستسلام لأمر االله

بقدر ما فيها من الوقود، ثم تتلاشى وتـذهب، النار تبقى فأطول بقاء من النار، ن الطين إ: يمكن أن يقال كذلك

وأما النار فلم يذكر لها وجود في الجنة، بـل هـي ،ة أبقى منها وأطول، وهو موجود في الجن فهو لطينأما ا

سجد ، والنار لا م والطين مسجد وطهور ، والطين ليس بعذاب، والنار أيضا تحتاج إلى مكان تتحيز فيه عذاب، . بخلاف الطينولا طهور، ومن شأنها الإتلاف

مـع ذلـك أشرف من النار و والنور الملائكة خلقوا من نور : نقول ف رعلى إبليس من وجه آخ ويمكن أن نرد

الملائكة ما اعترضوا بهذا الاعتراض وهم ف لو فرضنا أن النار أفضل من الطين فحتى سجدوا، وأنت من نار نار فلماذا تعترض هذا الاعتراض؟ خلقت من حيث قطعا، وأنت دونهمكأشرف من

ظهـرت -عز وجل- علة خفية يعلمها االله كانت، ف بالسجود لآدم نما أمر حي ظهر ،هذا يدل على كبر في نفسه

امن لكـن لا تظهـر كـو وعبادة، أو يكون من أهل العلم، فإن الإنسان قد يكون فيه دين في هذا المقام، ولهذا اللهـم إنـا : لذلك الإنسان دائما يستعيذوك لذلك، نسأل االله العافية، العلل إلا إذا وجد المحر النفس وما فيها من

. وسيئات أعمالناانعوذ بك من شرور أنفسن

حينما أمر الملائكة بالسجود لآدم فـامتنع مـن إبليس حسد آدم على هذا التكريم والتفضيل وظهر هذا الحسد ف

المحـرك لهـا، لكن ما يظهر ما فيه من علة إلا إذا وجـد صلاح قد يكون في دين و السجود، وهكذا الإنسان وهـذا لـه بوجود محركها، ولكنها تظهر بعدوهذه مداخل دقيقة جدا في النفس قد لا يعرفها الإنسان من نفسه

من غيـرهم أشرف وأكمل يكونوا رض أنتفالذين ي لو نظرت إلى المنتسبين إلى العلم فقط فصور كثيرة جدا،

إلا -ت إلى العلل الكامنة في نفوس كثير من النـاس وإذا نظر، فإنك تجد عند بعضهم من هذه الأمور الخطيرة تجد من العلـل أشـياء كثيـرة، - وتنبه لعللها وفتش عنها وجاهد نفسه وأصلحها -عز وجل -من وفقه االله

ى عليه ثنفالرجل ي تبدأ تتحرك بعض النفوس ف ذكر بأوصاف من الكمالات والعلم والعمل والتحقيق والعبادة، وي

إذا وربمـا يفـرح ما يعيب هذا الإنسان وينقصه، بعض الحاسدين ربما يلتمس بدأ الحسد و بي وي التحرك السل فإن هـذا ،سمعته يقول كذا وحصل منه مرة كذا : لو قال قائل ف مما يحط من مرتبته، سمع كلمة حفظها إنسان

. من هذا التنقصالحاسد يتنفس

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١٠

لـب ثينطلق لسانه بالعيـب والـذم وال يتمالك فن وخفة العقل ما يجعله لاوبعضهم قد يكون فيه من ضعف الدي

لكن بعضهم قد يكـون كاذيب لينتقص هذا الإنسان، وكل ذلك من الحسد، وأمور ربما يلفق معها أشياء من الأ

فيبقى هـذا -عز وجل -وبعضهم يكون فيه دين وخوف من االله فيه ذكاء وعقل فيصل إلى هذا بطرق خفية، ما خلا جسد من حسد، ولكـن الكـريم : "-رحمه االله -خ الإسلام ابن تيمية كما قال شي في النفس لكنه يحبسه

"يخفيه واللئيم يبديه )١١(

أو غير ذلك ممـا يـصدر فهذه مشاعر إذا وجدت في النفس وما خرجت بقول أو فعل

يؤاخذ وما يغلب عليه لا يدافع هذا وينزه قلبه قدر المستطاع، وعليه أن من الإنسان فلا يؤاخذ الإنسان عليها، يفتش فـي وعليه أن ،هنفسإلى النظر في وة مثل هذا، عليه ما لم يصدر منه شيء، فالإنسان يحتاج إلى معرف

.عيوبه، وما أشبه ذلك

الكلمـة أو نحـو مون وربما يكون لهم شيء من يقداتجد بعض الناس أحيانا قد يدعى إلى مناسبة، ويرى أناس

قل عنهم، ثم ينتهي هذا الحفل أو هذا البرنامج من أوله إلى آخـره ومـا ى أنه أولى منهم أو لا ي ، وهو ير ذلك لخـرج وهـو ، تكلـم :قيل لهالمثالب والعيوب والملاحظات، ولو بعض يذكرلب منه شيء، فإذا خرج بدأ ط

ـ -ناك عيوب حقيقية إن كانت ه - الذي جعله يخرج وهو يذكر العيوب ف! يلوح في وجهه يثني، والسرور ي ه

ومـا وكان يظن أنه هو المقدم، تحركت في نفسه لما رأى غيره يقدم عليه، بعد أن ظهرت حيث شرور النفس ـم، فهذه قد لا يكون من أهل العلم أيضا لكنه يلبس زيه ونفعه العلم إن كان من أهل العلم حقيقة، وى ابتلـى بل

وتحركـت نفـسه بـسبب هـذا هذا إبليس امتنع فهذه أمور تحتاج إلى معالجة، و الناس بها، -عز وجل -االله

.التكريم والتفضيل لآدم

طيبـة رأوا الأستاذ يعامل أحدهم معاملة الطلاب الصغار إذا لا يختص بأهل العبادة وأهل العلم بل حتى وهذا

.وه ولاموه، وهكذاموذتسلطوا عليه وكرهوه وحسدوه

م غيره عليه أو ثم يقد ر كثير، ويحصل على يده خي -عز وجل -تجد الرجل يشتط ويجتهد في الدعوة إلى االله

وربما ينقطع مـن العمـل بالكليـة، وإذا ذا ه تبدأ تتحرك نفس ف ويعطى درعا أو نحو ذلك، إنسان آخر يكرم م غيره، وتحولت المعاني أنه يرى أنه يعمل وأن الذي يكر لماذا؟ وما الذي حصل له؟ وجدت تساءلت وبحثت

.لا شيء، فاالله المستعانلكلام والصدق وكذا تحولت إلى الجميلة التي يدعو إليها، والإخلاص وا

صـلى االله عليـه -قال رسول االله : قالت -وأرضاها ارضي االله تعالى عنه-وفي صحيح مسلم عن عائشة ))خلقت الملائكة من نور وخلق إبليس من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم(( -وسلم

)١٢(.

، وهذا لا شك أنه أخف النـار ، الأعلى ابعضهم فسره بطرفه و ،خان فيه المارج من النار هو اللهب الذي لا د طين بني آدم حيث خلقوا من مثلبل هم الجن عموما هم نار تتحرك أن ليس معنى هذا أن شياطين الجن أو و

، في الدنيا بها يعذبون بالنار في الآخرة وقد يحترقون مع ذلك و ،هم أصلهم من النار و ،طينفنحن أصلنا من ال

وهذا مشاهد فـي ، واالله تعالى أعلم ، لأنها قد لا تضرهم ؛هذا الاحتراق بالنار المحرقة هذه يكون لا يلزم أن ف

ممـن تـركبهم يبحثون عن اللهو والطـرب أعني أولئك الذين ،أن الإنسان الذي يتلبسون به قد يأكل الجمر

11

/ ١٠ج (مجموع الفتاوى - ).١٢٥ص

12/ ٤ج ) (٢٩٩٦ (باب في أحاديث متفرقة -لرقاق أخرجه مسلم في كتاب الزهد وا - ).٢٢٩٤ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١١

يتعاطون السحر والشعوذة والدجل على وكذلك من تركبهم الشياطين ممن شاهد أنهم يأكلون الجمر ي الشياطين

قد لا مثل هؤلاءف ويمشي الواحد منهم على النار ، والنار تخرج من أفواههم ولا يحترقون الجمر الناس يأكلون

وايمنع أن يعـذب المقصود أن كونهم خلقوا من النار لا و، كالرقية قد يحترقون بشيء آخر يحترقون بالنار لكن

،يشج رأسه أو على الأقل يموت فإنه قد ضرب بلبنة من الطين لمخلوق من الطين إذا ا الإنسانففي نار جهنم

. واالله تعالى أعلم، فيها-عز وجل- االله يعذبهمفكذلك هؤلاء خلقوا من نار ثم ؤذيهيضره وبمعنى أن الطين ي

قاس ": قال ]سورة الأعراف ) ١٢([ }خلقتني من نار وخلقته من طين { :وروى ابن جرير عن الحسن في قوله . إسناده صحيح"إبليس وهو أول من قاس

إسناد صـحيح "أول من قاس إبليس وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس ": عن ابن سيرين قال وروى .أيضا

-وجـل عز - واالله ،المقصود بهذه الآثار المقاييس الباطلة الفاسدة وإلا فإن المقاييس الصحيحة لا إشكال فيها

الاعتبار أن فإن حقيقة ولهذا ،والاعتبار فيه معنى المقايسة ]سورة الحشر) ٢([ }فاعتبروا يا أولي الأبصار { :قال

حيـث فهو من العبور والمجاوزة ، فلا تقع فيما وقع فيه ،تنتقل من حال هذا الإنسان المعتبر به إلى حالك أنت

ممـا ورد ها فهذه النصوص وغير،بصورة من الصوررة هي انتقال العب: ينتقل من حاله إلى حالك ولهذا قيل

صـلى -النبي فإن أما القياس الصحيح ،ض به النصوص عارفي ذم القياس المقصود به القياس الفاسد الذي ت لو مضمضت مـن المـاء أرأيت(( :لما سأله عن القبلة للصائم -رضي االله عنه - قال لعمر -االله عليه وسلم

))صائموأنت )١٣(

شبهة فـي المضمـضة -رضي االله عنه -ليس عند عمر و ،فالمضمضة أصل لا إشكال فيه

. مثلهاالقبلة للصائم والمضمضة ماء يدخل إلى الفمف ،لا تؤثر في الصومأنها

ويمكن أن ينظـر فيـه إلـى ،لما كانت المضمضة مقدمة للشرب فالقبلة مقدمة للجماع : بعض أهل العلم قال و

هذا لا يؤثر كمـا أن المضمـضة لا ما يخالطه و أن القبلة أصلا في الفم فيخالطه من الريق هو و ملحظ آخر

مقدمـة : قلنـا سواء ،ن هذه مقدمة لمحظور في الصوم والعلة الجامعة أ فالقبلة فرع والمضمضة أصل ،تؤثر

والحكم هـو ،ظور مقدمة لمح ي فه ،مقدمة للجماع : هو ما يحصل في الفم من مخالطة الريق أو قلنا لمحظور

الحكـم هـو هـذا على صومه وكذلك القبلة لا تـؤثر و لا تؤثر المضمضة جائزة للصائم ف ،الإباحةوالجواز

. واالله أعلم، كثيرأمثلة ذلك و،قياس هو الهذا و،الجامع

.وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد الله رب العالمين

13

/ ٢ج ) (٢٣٨٧ (باب القبلة للصائم -أخرجه أبو داود في كتاب الصوم - باب الرخصة في القبلة للصائم -والدارمي في كتاب الصوم ) ٢٨٤ص

/ ٢ج ) (١٧٢٤( / ١ج ) (١٣٨(وأحمد ) ٢٢ص ).٢٣٨٥(برقم وصححه الألباني في صحيح أبي داود ) ٢١ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)٣(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

. وعلى آله وصحبه أجمعين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد،الحمد الله رب العالمين

منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج قال فاهبط{ :في تفسير قوله تعالى - تعالىرحمه االله-قال المفسر

اغرينالص من إنك *ثونعبم يوني إلى يقال أنظر* نظرينالم من سورة الأعراف) ١٥-١٣([ }قال إنك[.

بسبب عصيانك لأمري وخروجك عن : أي}فاهبط منها{: بأمر قدري كوني يقول تعالى مخاطبا لإبيلس .طاعتي

،الضمير عائد إلى الجنة :قال كثير من المفسرين ]سورة الأعراف) ١٣([ }فما يكون لك أن تتكبر فيها{ .ويحتمل أن يكون عائدا إلى المنزلة التي هو فيها في الملكوت الأعلى

}اغرينالص من إنك جة ومكافأ، معاملة له بنقيض قصده؛الذليلين الحقيرين: أي ]ورة الأعرافس) ١٣([ }فاخر . فعند ذلك استدرك اللعين وسأل النظرة إلى يوم الدين،لمراده بضده

}ثونعبم يوني إلى يقال أنظر *نظرينالم من أجابه تعالى إلى ما سأل ]سورة الأعراف) ١٥-١٤([ }قال إنكله في ذلك من الحكمة والإرادة والمشيئة التي لا تخالف ولا تمانع ولا معقب لحكمه وهو سريع لما

.الحساب

}تقيمسالم اطكصر مله ندتني لأقعيا أغون *قال فبمعو انهممأي نعو خلفهم منو ديهمن أيين بم منهلآتي ثم

شاكرين مهأكثر لا تجدو آئلهمسورة الأعراف) ١٧-١٦([ }شم[.

فبما {: يخبر تعالى أنه لما أنظر إبليس إلى يوم يبعثون واستوثق إبليس بذلك أخذ في المعاندة والتمرد فقالتقيمسالم اطكصر مله ندتني لأقعيكما أغويتني: أي ]افسورة الأعر) ١٦([ }أغو.

الذين -عدن لعبادك كما أهلكتني لأق: وقال غيره،كما أضللتني: -مارضي االله تعالى عنه-قال ابن عباس لأضلنهم ، طريق الحق وسبيل النجاة: على صراطك المستقيم أي- هذا الذي أبعدتني بسببهتخلقهم من ذرية

.دوك ولا يوحدوك بسبب إضلالك إيايعنها لئلا يعب

.بعدو ،الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االلهسم االله الرحمن الرحيم، ب

سورة ) ١٦([ }قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم{ : عن قول إبليس-تبارك وتعالى-قوله

،كما أهلكتني: القول الآخر و،كما أضللتني: -رضي االله تعالى عنه-ذكر هنا قول ابن عباس ]الأعراف ، فقد أهلكه-عز وجل- ومن أضله االله ، فإن الإغواء بمعنى الإضلال؛والمعنى في هذا يرجع إلى شيء واحد

اللفظة ه ومثل هذا ظاهر من هذ، فهذا كله من اختلاف التنوع،وهذا هو عين الهلكة والخسار كما هو معلوم -عز وجل- فاالله ،ولا حاجة للتكلف في حمله على المحامل البعيدة ،الإغواء هو الإضلال ف،واالله تعالى أعلم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

يضل من أضله بعلم وحكمة ويهدي من ،كل ذلك بيده وراجع إلى مشيئتهف من يشاء ويهدي من يشاءيضل .هذا هو الواجب اعتقاده وهو الذي عليه أهل السنة والجماعةو ، فهو يحكم لا معقب لحكمه،هداه بعلم وحكمة

لأقعدن { يعني بسبب إغوائك لي،يمكن أن تكون الباء هنا للسببية ]سورة الأعراف) ١٦([ }فبما أغويتني{ :قولهتقيمسالم اطكصر مسورة الأعراف) ١٦([ }له[.

.يعني الحق }صراطك المستقيم{: قال مجاهد

صلى االله عليه -سمعت رسول االله : قال-الله تعالى عنهرضي ا-روى الإمام أحمد عن سبرة بن أبي الفاكه دينك ودين أتسلم وتذر: فقال، فقعد له بطريق الإسلام،إن الشيطان قعد لابن آدم بطرقه((: يقول-وسلم وإنما مثل ،أتهاجر وتدع أرضك وسماءك: فقال،قعد له بطريق الهجرةو: قال،فعصاه وأسلم: قال، ؟آبائك

)) فعصاه وهاجر؟،لو الطفيالمهاجر كالفرس )١(

.

،كيف تهاجر وتدع أرضك وسماءك: يقول لهمعناه أنه ، هذا من كلام إبليس))لكالفرس في الطو(( :قوله . يثبطه عن الهجرة فهو،؟وإنما المهاجر كالفرس في الطول

هذا حدود رس فييجول هذا الفف، الحبل الذي يربط طرفه في الوتد والطرف الآخر بيد الفرس هو لوالطو

الذي هاجر إليه فالإنسان المهاجر يكون غريبا في البلد،هذا النطاق يتعدىلا ف-يجول في طوله– الحبل

علاقاته وغريبه وا؛ لأنءالذين ينطلقون ويتصرفون كيف شاكأهلها يكونلاو وتقلبه فيها قليلا ويكون تحركهه من القرابات والعشيرة والتجارات وما أشبه ذلك مما يكون ومعارفه قليلة وليس عند،بالناس قليلة ومحدودة

كيف تترك بلدك وتذهب إلى : يقول لهالشيطان ولذلك ف ،كأنه يعيش في الظلفالغريب يبقى ،لأهل ذلك المحل ولا لكلا قرابةو فيه لا تتحرك إلا بنطاق محدود وربما تكون في بيتك فقط لا يعرفك أحد بلد أنت غريب

.؟قبيلةة ولا رعشي

: قال،؟ح المرأة ويقسم المالتقاتل فتقتل فتنك: فقال،ثم قعد له بطريق الجهاد وهو جهاد النفس والمال((

فمن فعل ذلك منهم فمات كان حقا على االله أن ((: -صلى االله عليه وسلم-وقال رسول االله ))فعصاه وجاهد أو ، وإن غرق كان حقا على االله أن يدخله الجنة، وإن قتل كان حقا على االله أن يدخله الجنة،يدخله الجنة

صته دابة كان حقا على االله أن يدخله الجنةقو(()٢(

.

قال علي بن أبي طلحة عن ابن ]سورة الأعراف) ١٧([ الآية }ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم{ :وقولهبهم أرغ }ومن خلفهم{كهم في آخرتهم أشك } لآتينهم من بين أيديهمثم{ :-مارضي االله تعالى عنه-عباس

.ي لهم المعاصيأشه }وعن شمآئلهم{ ه عليهم أمر دينهمأشب }وعن أيمانهم{ في دنياهم

، وهي الآخرة،ما يستقبلون: أيم ما بين أيديه ، أحد الأقوال في تفسير الجهات الأربع المذكورة في الآيةهذا وعن الشمال، الأعمال الطيبة وعن اليمين يعني،وهي الدنيام رهوه وراء ظهونما يتركومن خلفهم يعني

1

.سيأتي تخريجه عند تمامه -

2/ ٦ج ) (٣١٣٤ (ما لمن أسلم وهاجر وجاهد باب - النسائي في كتاب الجهاد أخرجه - / ٣ج ) (١٦٠٠٠(وأحمد ) ٢١ص وصـححه ) ٤٨٣ص

).١٦٥٢(الألباني في صحيح الجامع برقم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

ذكر الجهات الأربع؛ لأنها الجهات التي يأتي منها : يقولوبعضهم ، هكذا قال بعضهم، الأعمال السيئةيعنيالعدومام أو الخلف أو عن اليمين أو عن الشمال من الأ إما أن يأتيو فه،ه عدو.

وعن أيمانهم {: فقال" عن"عبر بـو ]سورة الأعراف) ١٧([ }من بين أيديهم ومن خلفهم{ :قالف" من"عبر بـآئلهمن شمعمنشخص اليأتي وقد ذكر بعض أهل العلم في وجه المغايرة أن الذي ]سورة الأعراف) ١٧([ }و

الشمال فإنه يكون منحرفا عنه وأاليمين الذي يأتي من أما،بدنه بكامل يكون متوجها إليهالأمام أو من الخلف

. واالله تعالى أعلم،لا مواجها له

به لكن القطع ، تحتمله الآيةهذايعني الآخرة ] سورة الأعراف) ١٧([ }من بين أيديهم{ :بأن قوله والقول ، يعني دنياهم ]سورة الأعراف) ١٧([ }من بين أيديهم{ :بعضهم يقولولذلك فإن ،ليس عليه دليل؛ إذ يصعب

}خلفهم منالأولعكس القوليعني ]سورة الأعراف) ١٧([ }و .

أنه يعني،شمال السيئات وال،الحسناتقيل اليمين ] سورة الأعراف) ١٧([ }وعن أيمانهم وعن شمآئلهم{: وقوله .يهم بهارمن جهة السيئات فيغيأتيهم و،عنهايأتيهم من جهة الحسنات فيثبطهم

من حيث يبصرون ومن حيث لا يعني ]سورة الأعراف) ١٧([ }وعن أيمانهم وعن شمآئلهم{: وبعضهم يقول وعلى ،شمالهعن يمينه ولا نوقد لا يبصر ع ، فالإنسان يبصر ما أمامه ولا يبصر من خلفه مثلا،يبصرون

أنه يأتيه من كل : والمقصود، لكن ليس عندنا دليل يحدد أحد هذه المعاني،تحتمله الآية كله هذاكل حال فإذا كان الإنسان فيه رغبة في الخير حاول ، فهو لا يترك سبيلا لإغوائه إلا سلكه، مستطاع لإضلالهطريق

، والعبادة أوقعه في الغلوإن كان فيه ميل إلى الدين ف،حاول أن يفسده عليهتثبط عنه فإن لم ي،أن يثبطه عنه وإن كان فيه ميل إلى ،إنكار المنكر والغيرة على الدين أوقعه في شيء من الإفراطوإذا كان فيه ميل إلى

يحاول أن ،الباب وهكذا وإن كان له ميل إلى المال فإنه يغويه من هذا ،النساء فإنه يدخل عليه من هذا الباب فإن لم يستطع فإنه يحرص أن يفسد عليه ، بالكلية-عز وجل-أن يوقعه في الشرك وترك عبادة االله و ،يضله منه إلا يترك سبيلا يستطيع إيذاءهفهو لا ، فإن لم يستطع فإنه يشغله بالوساوس والخواطر المزعجة،عمله .سلكه

.والشر يحببه لهم ر يصدهم عنهوالمراد جميع طرق الخير والشر، فالخي

ثم لآتينهم من بين { : في قوله-مارضي االله تعالى عنه-وقال الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس آئلهمن شمعو انهممأي نعو خلفهم منو ديهمزل وقهم؛ لأن الرحمة تنولم يقل من ف ]سورة الأعراف) ١٧([ }أي

.من فوقهم

سورة ) ١٧([ }ولا تجد أكثرهم شاكرين{ :-مارضي االله تعالى عنه-وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

. موحدين:قال ]الأعراف

ولقد صدق عليهم { : كما قال تعالى، وقد وافق في هذا الواقع،وقول إبليس هذا إنما هو ظن منه وتوهموما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن * س ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنينإبلي

.]سورة سبأ) ٢١-٢٠([ }هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

كما روى الإمام أحمد ،ث الاستعاذة من تسلط الشيطان على الإنسان من جهاته كلهاولهذا ورد في الحدي يدع -صلى االله عليه وسلم-لم يكن رسول االله : قال-مارضي االله تعالى عنه-عن عبد االله بن عمر

ك اللهم إني أسل،اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة((: هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي اللهم احفظني من بين ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي،العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي

من : قال وكيع)) وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، ومن خلفييديصحيح : وقال الحاكم، وابن حبان والحاكمه ورواه أبو داود والنسائي وابن ماج،تحتي يعني الخسف

)٣(الإسناد.

أكد تعالى ]سورة الأعراف) ١٨([ }وما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعينءقال اخرج منها مذ{سورة ) ١٨([ }وما مدحوراءاخرج منها مذ{: ة والطرد والإبعاد والنفي عن محل الملأ الأعلى بقولهعليه اللعن

.]الأعراف

.ومءمه ذأما فهو مذأذأمه يذ: يقال، العيب-غير مشدد- والذأم ،وم فهو المعيبءأما المذ: قال ابن جرير

. أبلغ في العيب من الذم والذام والذيم،ذمته أذيمه ذيما وذاما: ونويتركون الهمز فيقول

.مطرودى والمبعد الوالمدحور المقص: قال

.وم والمذموم إلا واحداءما نعرف المذ: وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم

اخرج منها { :-مااالله تعالى عنهرضي - عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس وريوقال سفيان الث .مقيتا: قال}وما مدحوراءمذ

. صغيرا مقيتا-ما عنهرضي االله تعالى-وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

.مقيتا مطرودا: وقال السدي

. مقيتاالعين: وقال قتادة

. مطروداامنفي: وقال مجاهد

. والمدحور المصغر،وما منفياءمذ: وقال الربيع بن أنس

رمن كان كذلك فهو صغي و،وم هو المستحق للذمء فإن المذ، كله من اختلاف التنوعاهذه الأقوال متقاربة وهذ هو والمدحور أيضا،وماء فإن ذلك يقع لمن كان مذ، ومن فسره باللعن أو نحو ذلك،وهو أيضا مقيت وذليل

لا و، فهذه المعاني التي يذكرها السلف يمكن أن ترجع إلى شيء واحد،فهو مدحور عن ومن ل،الطريد المبعد ، ينسب إليه الذم أو،مستحق للذم هو الومءمذال: بل يقال ،قيل كذا وقيل كذا والراجح هو كذا: حاجة أن يقال

فاللعن هو الطرد ،لعنه: وإن قلت،طردهوأبعده ودحره : يقال والمدحور هو المبعد ،أو هو منسوب إلى الذم .-عز وجل-والإبعاد عن رحمة االله

3

/ ٤ج ) (٥٠٧٦ ( باب ما يقـول إذا أصـبح -وأبو داود في كتاب الأدب ) ٤١١ص ) (١٢٠٠(أخرجه البخاري في الأدب المفرد - ) ٤٧٩ص

/ ٦ج ) (١٠٤٠١( باب ما يقول إذا أمسى –والنسائي في عمل اليوم والليلة / ٢ج ) (٤٧٨٥(وأحمد ) ١٤٥ص / ٣ج ) (٩٦١(وابن حبان ) ٢٥ص

).٥٠٨(وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم ) ٢٤١ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

وم ءمذ لكن ال، وإن كان في المعنى يرجع إلى شيء واحد وهو العيب،وم على المشهور غير المذمومءوالمذ ،ومذموموم ءمذ: أنها نفس الكلمة همزت فقيلبمعنى ، ولا يكون هذا من باب الهمز والتسهيل،أبلغ في العيب

غير - والذأم ،وم فهو المعيبءأما المذ: -رحمه االله- ولهذا قال ابن جرير ،وإنما هي على المشهور تختلف إلا بناء فقطلقضية من باب التسهيل والهمز فهي مادة أخرى فليست ا، يعني المشدد هو الذم، العيب-مشدد

يعني المسألة ،وم والمذموم إلا واحداءما نعرف المذ: على ما سبق من قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم . على هذا القولتكون من باب الهمز والتسهيل

ن تبعك منهم فإن جهنم قال اذهب فم{ : كقوله}لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين{: وقوله تعالى .]سورة الإسراء) ٦٣([ }جزآؤكم جزاء موفورا

: قولههي لام القسم والجواب: بعض أهل العلم يقول ]سورة الأعراف) ١٨([ }لمن تبعك{ : في قولهاللام

}لأنفي أي التي ولام القسم هي اللام الثانية ،كيدهذه اللام هنا للتو: وبعضهم يقول ]سورة الأعراف) ١٨([ }لأم .واالله أعلم ]سورة الأعراف) ١٨([ }لأملأن{ :قوله

واستفزز من استطعت منهم بصوتك *قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزآؤكم جزاء موفورا{ :كقولهإن *يهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراوأجلب عل

.]سورة الإسراء) ٦٥-٦٣([ }عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا

* وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمينويا آدم اسكن أنت{

الشجرة فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذهالخالدين تكونا من ن أولكيإلا أن تكونا م *الناصحين ا لمنا إني لكممهمقاسسورة الأعراف) ٢١-١٩([ }و[.

ولزوجته حواء الجنة أن يأكلا منها من جميع ثمارها إلا شجرة -عليه السلام-يذكر تعالى أنه أباح لآدم

فعند ذلك حسدهما الشيطان وسعى في المكر -وقد تقدم الكلام على ذلك في سورة البقرة- واحدة .والخديعةوالوسوسة

في كتب ]سورة الأعراف) ١٩([ }فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين{ :يقول تعالى لم يرد حيث وهذا كله لا دليل عليه،ير تجد أقوالا كثيرة في هذه الشجرة ما هي وفي كتب التفسالمبهمات

ولو كان في هذا نفع للناس ،-صلى االله عليه وسلم- ولا في سنة رسوله ،-عز وجل-تحديدها في كتاب االله

فالتنقيب عن مثل هذا والاشتغال به هو اشتغال بما لا ، ولكن لا خير لهم فيه-تبارك وتعالى-لذكره االله .يعني

وهو ،ريح وواضحنهي صهذا ]سورة البقرة) ٣٥([ }ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين{ : تعالىقال

أو لأمر على الندب الشجرة بأن حمل ا قد تأول في أكل-صلى االله عليه وسلم-ن آدم إ: بعد قول من قالي ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من { :قال -عز وجل-االله ؛ لأن هذا في غاية التكلفف ،النهي على الكراهة

سورة البقرة) ٣٥([ }الظالمين[.

هي الصوت صل الوسوسة في الأ ]سورة الأعراف) ٢٠([ }فوسوس لهما الشيطان{ :-عز وجل-يقول االله والحلي إذا مثل صوت الأساور أخرى والعرب يطلقون ذلك على أشياء، وتقال أيضا لحديث النفس،الخفي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

-تبارك وتعالى-ما يلقيه الشيطان ويزينه للإنسان من معصية االله فإن على كل حال و،تحركت في يد لابسها

.كل ذلك من الوسوسة ،أو ما يثبطه ويشغله به عن الطاعة أو ما يشوش عليه فكره

والخديعة ليسلبهما ما هما فيه من النعمة واللباس فعند ذلك حسدهم الشيطان وسعى في المكر والوسوسة : أي ]سورة الأعراف) ٢٠([ }ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين{ :الحسن وقال كذبا وافتراء

.ا ولو أنكما أكلتما منها لحصل لكما ذلكم،ن هاهناملكين أو خالديلئلا تكونا

يمكن أن تكون هذه اللام ]سورة الأعراف) ٢٠([ }ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما{ :قولهفي يمكن أن اتهما، وسوءما ووري عنهما من أن يبدي لهما من أجل ؟ لماذا وسوس لهما الشيطان يعني،للتعليل

من أجل الإزاغة والإضلال وكان من عاقبة ذلك في النهاية أن آل أي وسوس لهما الشيطان ،تكون للعاقبة ،ربما يكون هو المتبادرالقول بأنها للتعليل لكن ، سوءاتهما من جراء هذه المعصيةاالأمر إلى أن بدت لهم

، من أجل إخراجهما من الجنة وسوس لهماإنما و،وهذا ليس وحده الذي من أجله وسوس الشيطان لهما .-عليهما السلام-وإضلال آدم وحواء

ا لباس سواء كان أيا كان هذا الستر غطي وسترما يعني ]سورة الأعراف) ٢٠([ }ليبدي لهما ما ووري{ :قولهووهذا يدل على أن ، المعصيةبسبب هذه ذلك الستر بعد ذلك انكشف والمقصود أنه ،العوراتأو نورا يستر

، وحواء كانا كاسيين في الجنة-صلى االله عليه وسلم- فآدم ،ومن تزيين الشيطان التعري من عمل الشيطانيا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من { :-عز وجل- ولهذا قال االله ،الذي عراهما هو إبليسو

االجاتهمءوا سمهريا ليمهاسا لبمنهع نزعنشاهده من تعري النساء وإبداء وما ]سورة الأعراف) ٢٧([ }نة يالزينة والعورات في مناسبات شتى في الأفراح أو ما يفعله من لا خلاق له على الشواطئ والمسابح وما أشبه

انسلاخ من الكمال؛ لأن الكمال هو في أخذ الزينة وستر ه عمل الشيطان وهو لا شك أنهذا كل ذلك منكان في أكمل حال في حيث ،ا حصل له مثل هذ-صلى االله عليه وسلم-لما حصل النقص لآدم و،العورةهذا خلافا لما يزعمون ويظنون و ،م من النقص بقدر ما وقع لهم من هذا التعري فهؤلاء لا شك أن فيه،الجنة

الواحدة منهن أن تستحي حيث؛ وهكذا يفهم كثير من النساء،ا نوع من المدنية والتحضرويتوهمون من أن هذقروية إنها : بقولهملك ذويثبطونها عن يعيرونها في الكلية وفي المدرسة ؛ لأن غيرها تلبس عباءة ضافية

البنات لأن الصغيرة في الابتدائي تبكي وترفض أن تذهب إلى المدرسة بالعباءة؛ بنت بل حتى القديمةوتزيين ا، وهذا من ملفتاي تلبس لبسإن البنت المتمدنة المتحضرة هي الت: ذلك ويقولون لهايعيبون عليها

. واالله المستعان،الشيطان

سورة ) ٢٠([ }ينما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالد{ :تعالىقوله

هذا التفسير أسهل وهذا الإيضاح أو ،هذا على قول الكوفيين من النحاةو "أي لئلا تكونا ملكين": قال ]الأعرافما نهاكما ربكما عن : يقولف -رحمه االله-ابن جرير أما و ،-رحمه االله- كما قال الحافظ ابن كثير ،وأقرب

مثل هذا كما في في بعض الآيات مر وقد ،لأنها معلومة؛ "لا"ت فأسقط أي،هذا الشجرة إلا لئلا تكونا ملكين . واالله أعلم،لئلا تضلوا ينيع ]سورة النساء) ١٧٦([ }ن الله لكم أن تضلوايبي{ :-تبارك وتعالى-قوله

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

ن إ: ي يحتج بها من يقولأحد المواضع التا هذ ]سورة الأعراف) ٢٠([ }إلا أن تكونا ملكين{ :قوله تعالىو ]سورة الأنعام) ٥٠([ }ولا أقول لكم إني ملك{ :-تبارك وتعالى-قوله من ذلك و،الملائكة أفضل من البشر

الملك ليس له ؛ لأن هذه الآيات لا تدل على هذا لكن الصواب أن ،فيقولون هذا يدل على أن الملائكة أفضل وعلى كل حال هذه المسألة لا طائل ، للثقلينكما هو الحاصلنا ومبتلى ممتح ليس فهووبناء على ذلك شهوات

إذا لن يستفيد شيئا الإنسان؛ لأن والبحث فيها لا فائدة منه إطلاقا والاشتغال بها اشتغال بما لا يعني،تحتهايترك ن العمل وما هو بصدده مشتغل بي لذا ينبغي أن ،ي البشر أفضلأن صالح وأعرف أن الملائكة أفضل

.غنيه شيئاي والبحث عما لا الفضول

ن الله لكم أن يبي{ :كقوله ]سورة طـه) ١٢٠([ }قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى{ :كقوله ]سورة النحل) ١٥([ }ض رواسي أن تميد بكموألقى في الأر{ لئلا تضلوا: أي ]سورة النساء) ١٧٦([ }تضلوا

.لئلا تميد بكم: أي

.]سورة الأعراف) ٢١([ }إني لكما لمن الناصحين{ حلف لهما باالله: أي ]سورة الأعراف) ٢١([ }وقاسمهما{

.المعنى معلومن لأ؛"لا "ط فيهما أسق أي م على أن هذا من هذا القبيل يوافق ابن جرير-رحمه االله-ابن كثير

}الناصحين ا لمنوهذا من باب ،فإني من قبلكما هنا وأعلم بهذا المكان ]سورة الأعراف) ٢١([ }إني لكم

.المفاعلة والمراد أحد الطرفين

لا وأتي أحيانا تقد لكن ، تكون بين طرفينالأصل أنالمفاعلة مثل المكاتبة والمقاتلة والمجاهدة وما أشبه ذلك فالقسم صدر من ]سورة الأعراف) ٢١([ }وقاسمهما{ :هناقوله مثل ،من طرف واحد وإنما هي يراد بها ذلك

وهو أقسم لهما بأنه ،بعض أهل العلم يذكر أن آدم وحواء أقسما له بالطاعةوإن كان ، وهو إبليسطرف

صدر وإنما،بعيد فهو ين لكن هذا لا دليل عليه صدر من طرف قدالقسم وأنه ناصح وعلى هذا يكون صادق

. بيانههذا سائغ كما سبقإن جاء بصيغة المفاعلة ف والقسم من إبليس وحده

إني اللهحلف با: وقال قتادة في الآية،خدع المؤمن بااللهوقد ي، حلف لهما باالله على ذلك حتى خدعهما:أي .خلقت قبلكما وأنا أعلم منكما فاتبعاني أرشدكما

أنه ما كان بمعنىمن هذه الحيثيةأنه كان -صلى االله عليه وسلم- ذكر تأويل آدم -رحمه االله-ابن القيم حيث جاء ،ي جاء بها إبليس يؤكد هذا الكلامت فانظر إلى هذه الأشياء ال،يتصور أن أحدا يحلف باالله كاذبا

لمن : " في قولهوجاء باللام ،المؤكدة" إن"، ثم أتى بـقسم باالله أي أ،قاسمهما وهي أنه ،مؤكدات متعددةبما كان آدم يتصور أن أحدا يحلف بهذه ، وكل هذه الأشياء يؤكد بها قوله و،وجاء بلفظ النصح" الناصحين

قد قدر هذا -عز وجل- وعلى كل حال مهما يكن فاالله ، فصدقه، وهو يكذب-عز وجل-الطريقة باالله :-تبارك وتعالى- لا شك أنه معصية كما قال االله - الصلاة والسلامعليه- وهذا الذي وقع من آدم ،وقضاه

أحد الأدلة التي يستدل بها أهل السنة على أن المعاصي وهذا ]سورة طـه) ١٢١([ }وعصى آدم ربه فغوى{ منهم قبل هل يقع،مسألة الشرككن بالنسبة ل ل، تقع منهم المعاصي-عليهم الصلاة والسلام-ن الأنبياء تقع م عند الكلام على قول إبراهيم ون فيه، حيث ذكرنا ذلك الراجح أنهم لا يقع إن: سابقا قلنا فقد؟ يقع أو لاةالبعث

.]سورة الأنعام) ٧٦([ }هذا ربي{ : على الكوكب-صلى االله عليه وسلم-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

هذه الصغائر إن ثم،رون عليهاالصغائر لكن لا يص وإنما التي تقع منهم هي ،وأما الكبائر فإنها لا تقع منهم

ئالتي تنب وهي ي يسمونها صغائر الخسةت ال،ة التي تخل بالمروءاتسلمدنالتي تقع منهم ليست هي الصغائر ا

ولا حاجة للتكلف في -عليهم الصلاة والسلام- فهذه لا تقع من الأنبياء؛ لأنهم أشرف الناس نفسا ،عن لؤم

}وعصى آدم ربه فغوى{: إن قوله تعالى: من يتأولون معصية آدم بقولهمالمعاصي عنهم مطلقا كتكلف دفع

أي ، من كثرة ما رضع من الحليب بمعنى أنه بشم يعني ولد الناقة،،من غوى الفصيلهذا ]سورة طـه) ١٢١([" غوى"ا في إن قيل هذ ثم، غير صحيحهذا كلام ف،آدم أكل من الشجرة حتى انتفخ بطنه من كثرة الأكلأن

.]سورة طـه) ١٢١([} وعصى آدم ربه{: أين يذهبون بقولهف

فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما {ا عكمأنه ا ألممهبربينم ودا علكم طآنالشي ا إنأقل لكمة ورا الشجن تلكم * إن لمنا ونا أنفسنا ظلمبقالا ر

الخاسرين من نا لنكوننمحترلنا و سورة الأعراف) ٢٣-٢٢([ }تغفر[.

قال ، و دلوه في البئرىدل: تقول،الشيء من أعلى إلى أسفل إهباط هيةصل التدليأ }فدلاهما بغرور{ :قوله ىتدل: تقولو ،أنزله في البئر: أي]سورة يوسف) ١٩([ }وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه{ :تعالى

أهبطهما عن تلك المنزلة أو : من أهل العلم من يقول }فدلاهما بغرور{ :قولهو ، هبط يعنيالرجل من الحصن ، أو جرأهما، أو خدعهما،أوقعهما في الهلاكي أ: وهو كقول من قال-عز وجل-المرتبة إلى معصية االله

.زينه حتى أوقعهما فيما أوقعهما فيهوصور لهما أمرا لا حقيقة له والمعنى أنه

.ظهرت سوءاتهما: أي]سورة الأعراف) ٢٢([ } لهما سوءاتهمافلما ذاقا الشجرة بدت{ :قوله

.نه يسوء صاحبها ظهورها وانكشافها لأ؛سوءة العورة وسميت،العوراتهي والسوءات

. كثير شعر الرأس،لا كأنه نخلة سحوقاكان آدم رجلا طو: قال-رضي االله تعالى عنه-عن أبي بن كعب

.ة جداالطويلهي النخلة السحوق

، فانطلق هاربا في الجنة، وكان لا يراها،فلما وقع فيما وقع به من الخطيئة بدت له عورته عند ذلك -عز وجل-اه ربه فناد،إني غير مرسلتك: فقالت،أرسليني: فقال لهاةفتعلقت برأسه شجرة من شجر الجن

ابن مردويه من طرق عن الحسن عن فقد رواه ابن جرير و،يا رب إني استحييتك: قال؟ي تفريا آدم أمن . والموقوف أصح إسنادا، مرفوعا-صلى االله عليه وسلم-النبي عن -رضي االله تعالى عنه-أبي بن كعب

وأبي بن كعب ، من جهة الرأي هذا لا يقالإذا صح إسناد الموقوف فمثل هذا يكون له حكم الرفع؛ لأن

.إسرائيل لا يعرف بالأخذ عن بني -رضي االله عنه-

]سورة الأعراف) ٢٢([ }وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة{ :-ما تعالى عنهرضي االله-وعن ابن عباس

.كهيئة الثوب: جعلا يخصفان عليهما من ورق الجنة، قال: وقال مجاهد] صحيح إليه" [ورق التين" :قال

طفق فلان يفعل كذا يعني : تقول ،شرعايعني " طفقا"ومعنى ،لمقاربةأفعال ا من" طفق"الفعل }وطفقا{: قوله .شرع فيه

،راتويعني يقطعان الشجر ويلزقانه على الع ]سورة الأعراف) ٢٢([ }يخصفان عليهما من ورق الجنة{: قولهكا يحتمل ما يمر من أجل أن يكون سمي فوق بعضطبقات من الجلدوضعت فيه النعل إذا تخصف: تقول

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٩

بدلا من صارا يأخذان من ورق الجنة ويلزقانه على عورتهما لسترها المقصود أن آدم وحواء ، وعليه الماشي؛ فكشف ستر العورةبمباشرة بدليل أنهما قاما هذا يدل على أن الحياء قضية فطرية زال عنهما، واللباس الذي

لم تؤثر على لهما ي وقعتت المعصية والمصيبة الذهول أن بدليلحيةة فطر ذوأمر لا يقبله إنسانالعورة

فينبغي أن يتأمل الناس في ذلك ، فانشغل بهذا،عند آدم غير حواء لا أحد بستر العورات مع أنهالهما انشغيدعوهم إلى ملازمة الستر والحشمة واللباس اللائق بدلا من هذا التعري وهذه اللحوم التي تتكشف في أدنى ف

مناسبة، واالله المستعانوبدون مناسبة

كان لباس آدم وحواء نورا ": قال ]سورة الأعراف) ٢٧([ }ينزع عنهما لباسهما{ :وقال وهب بن منبه في قولهرواه [" كلا من الشجرة بدت لهما سوءاتهما فلما أ، ولا هذه عروة هذا،لا يرى هذا عورة هذه على فروجهما

. ]يهابن جرير بسند صحيح إل

ابن جرير فإن لهذا و،لا دليل عليه هذا.." كان لباس آدم وحواء نورا على فروجهما: "قول وهب بن منبه

فقد يكون هذا أو هذا أو ،هذا كله لا دليل عليه: لما ذكر هذه الأقوال لم يحدد شيئا منها بل قال-رحمه االله- . واالله تعالى أعلم،هذا

، نعرف أن الستر أمر فطري المهم أن لكن، غيرهو حريرا أولك هل كان نورا أثم إنه لا فائدة من معرفة ذ . يدعو إليه الذي وأن التعري من عمل الشيطان وتزيينه،وأنه مما ينبغي على الإنسان أن يفعله

اء الأزي فيها ي يصممونتأوكاره دور الأزياء العالمية ال معاقله ومن وكثيرة معاقل إبليس في هذه الدنياإن ألبسة في أن قد ظهرت اس في أقاصي المشرقويصيحون في هذا الخلق صيحة في المغرب يتداعى لها الن

. واالله المستعان،غاية العري

وأما ، أدخلك الجنةنإذ: قال،أي رب أرأيت إن تبت واستغفرت: قال آدم": وروى عبد الرزاق عن قتادة قال .عطى كل واحد منهما الذي سألهفأ ، وسأله النظرة،إبليس فلم يسأله التوبة

}ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين{ : في قولهموقال الضحاك بن مزاح

. الكلمات التي تلقاها آدم من ربههي ]سورة الأعراف) ٢٣([

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)١٠(تفسير سورة الأنعام

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.الحمد الله رب العالمين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

م مناظرا لقومه فيما كانوا فيه من الشرك ومما يؤيد أنه كان في هذا المقا :-رحمه االله تعالى -قال المفسر ني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء حآجووحآجه قومه قال أت { :لا ناظرا قوله تعالى

ونا أفلا تتذكرء علمي كل شيبر سعئا وي شيبر *كتم باللـه وأشر أنكم لا تخافونو كتما أشرف أخاف مكي ونلمتع ن إن كنتمق بالأمن أحالفريقي لطانا فأيس كمليل به عنزي ا لمم *مـانهوا إيملبسي لمنوا وآم الذين

بظلم أوونتدهم مهو نالأم مله لئك* كبر ن نشاء إنات مجرد فعمه نرلى قوع اهيمرا إبناهتنا آتيجح تلكوليمع كيمسورة الأنعام) ٨٣-٨٠([ }ح[.

فيما ذهـب إليـه مـن التوحيـد، حينما جادله قومه-عليه السلام -يقول تعالى مخبرا عن خليله إبراهيم تجادلونني في أمر االله وأنه لا إله إلا : أي}ني في الله وقد هدان حآجوأت{: وناظروه بشبه من القول أنه قال

؟رني وهداني إلى الحق وأنا على بينة منه فكيف ألتفت إلى أقوالكم الفاسدة وشبهكم الباطلةهو، وقد بص!.

ومن الدليل على بطـلان : أي ]سورة الأنعام) ٨٠([ }خاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا ولا أ { :وقولهدونها لا تؤثر شيئا وأنا لا أخافها ولا أباليها فإن كان لها كيد بقولكم فيما ذهبتم إليه أن هذه الآلهة التي تع

. بها ولا تنظروني بل عاجلوني بذلكيفكيدون

عز - استثناء منقطع أي لا يضر ولا ينفع إلا االله ]سورة الأنعام ) ٨٠([ }إلا أن يشاء ربي شيئا { :وله تعالى وق .-وجل

: أما بعد،الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االلهبسم االله الرحمن الرحيم،

ولا أخاف ما تـشركون بـه إلا أن { : لقومه-صلى االله عليه وسلم- عن قول إبراهيم -تبارك وتعالى -فقوله الذي عليـه هو و-رحمه االله-كما قال الحافظ ابن كثير -هذا الاستثناء ]سورة الأنعـام ) ٨٠([ }يشاء ربي شيئا

ويكون المعنـى ،منقطع باعتبار أن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه -المحققون ومنهم الحافظ ابن القيم

لا يخـاف مـن هـذه إنه : لحق بك ضررا فقال لهم ن آلهتنا ستخبلك أو تمرضك أو تقتلك أو ت إ: قالوا له أنهملا ]سورة الأنعام) ٨٠([ }إلا أن يشاء ربي شيئا { :ه فقول }إلا أن يشاء ربي شيئا { أن تلحق به ضررا المعبودات

إنمـا و، أن توصـله -عـز وجـل - توصل إليه ضررا مما شاء االله يرجع إلى ما قبله باعتبار أنه يخاف أن إلا أن يشاء ربي شيئا من الضرر فيلحقني من مرض أو موت أو فقر أو غير ذلك مما لا تعلق لـه المقصود

فهـي لا تـضر لا أخشى منها ضررا تكم الباطلة و أنا لا أخاف من آلهتكم ومعبودا : يقول أنهأي ،بهذه الآلهة الاعتبـار هذابو ، من جهة هذه الآلهة لا يكون واصلا إلي لكن إلا أن يشاء ربي ضررا يقع بي فيقع ولا تنفع

.من قبيل الاستثناء المنقطع هو ]سورة الأنعام) ٨٠([ }إلا أن يشاء ربي شيئا{: إن قوله: قيل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

.حاط علمه بجميع الأشياء فلا يخفى عليه خافيةأ: أي ]سورة الأنعام) ٨٠([ }وسع ربي كل شيء علما{

} ونعـن وا أفلا تعتبرون أن هذه الآلهة باطلة فتنزجـر ،ه لكم فيما بينت : أي ]سورة الأنعام ) ٨٠([ }أفلا تتذكر .؟عبادتها

حيث عنهم في كتابه ص على قومه عاد فيما ق -عليه السلام - الحجة نظير ما احتج به نبي االله هود هوهذإن نقـول إلا * قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين { :يقول

مم ريءوا أني بداشهالله و ء قال إني أشهدوتنا بسآله ضعب اكتراع ا * ا تشركونميعوني جونه فكيدمن دإني توكلت على الله ربي وربكم ما من دآبة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي علـى صـراط * ثم لا تنظرون

.]سورة هود) ٥٦-٥٣([ }مستقيم

كيف أخاف من هذه الأصنام التي تعبدونها مـن : أي ]سورة الأنعـام ) ٨١([ }ف ما أشركتم وكيف أخا { :وقوله .]سورة الأنعام) ٨١([ }ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا{ دون االله

أم لهـم { : وهذا كقوله تعـالى ،أي حجة: د من السلفوغير واح -مارضي االله تعالى عنه-قال ابن عباس أذن به اللهي ا لمين مالد نم موا لهعكاء شراء { :وقوله تعالى ]سورة الشورى ) ٢١([ }شرـمإلـا أس هي إن

.]سورة النجم) ٢٣([ }سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان

الـذي ؟فأي الطائفتين أصوب : أي ]سورة الأنعام ) ٨١( [}فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون { :وقوله أيهما أحق بالأمن من عذاب االله يوم ،عبد من بيده الضر والنفع أو الذي عبد من لا يضر ولا ينفع بلا دليل

؟القيامة

]سـورة الأنعـام ) ٨٢([ }الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون { : االله تعالى قال

لا شريك له ولم يشركوا به شيئا هـم الآمنـون يـوم القيامـة ههؤلاء الذين أخلصوا العبادة الله وحد : أي

.خرةالمهتدون في الدنيا والآ

قول إبراهيم تمام يحتمل أن يكون من ]سورة الأنعام ) ٨٢([ }الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم { : تعالى قولهفأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم { :قال لهم -صلى االله عليه وسلم -أن إبراهيم أي ،-صلى االله عليه وسلم - وإن ]سورة الأنعـام ) ٨٢([ }الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم { :قالفثم أجاب ]سورة الأنعام ) ٨١([ }علمونت

القول الذي عليه عامة أهل العلم وهو أن أي ،تحتمل هذا إلا أن غير هذا القول قد يكون أولى منه الآية كانتصلى - لما قال لهم إبراهيم وذلك أنه ، قاله على سبيل الفصل بين الفريقين ،-عالىتبارك وت -ذلك من قول االله

الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمـن وهـم { : حكم االله بينهم فقال ، ما قال -االله عليه وسلم ونتدهوهذا مما ]سورة الأنعـام ) ٨٢([ }مومـن وله نظائر في القرآن ،يسمونه بالموصول لفظا المقطوع معنى

]سورة يوسـف ) ٥٢([ }ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب { :فيما جرى من امرأة العزيز -عز وجل -ذلك قول االله

عـن الحق أنا راودتـه الآن حصحص { :هي قالت ف ،فهذا الكلام يحتمل أن يكون من تمام كلام امرأة العزيز يحتمل أن يكـون فهذا ]سورة يوسف) ٥٢([ }ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب { :ثم قالت ]سورة يوسف ) ٥١([ }نفسه

أكثر مـن خيانة بالغيب حصلفقط ولم ت إنها حصلت مراودة : وتقصد به زوجها باعتبار أنها تقول من كلامها ذلك لـيعلم أنـي لـم أخنـه { :قولهاأرادت بلكن باعتبار أنها يكون من كلامها أيضا يحتمل أن كما أنه ،لكذ

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

،ان فـي الـسجن ك -عليه الصلاة والسلام -هو ف -صلى االله عليه وسلم -يوسف ]سورة يوسف ) ٥٢([ }بالغيبأنا راودته عـن نفـسه { :قالت أمام الناس، ف نزاهتهلب أبى أن يخرج حتى يظهر صدقه وبراءته و فحينما ط

ادقينالص لمن إنهب { :وعقبت بقولها ]سورة يوسف ) ٥١([ }وبالغي أخنه أني لم لمعلي سورة يوسـف ) ٥٢([ }ذلك[

. في غيبتهلا أفتري عليهو لا أقول فيه إلا الصدق والعدل والحق: تقولنها إأي

صلى االله عليـه -يوسف كلام من ] سورة يوسف) ٥٢([ }ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب{ : قولهويحتمل أن يكون أنـي أي أني لـم أخنـه بالغيـب، يعني أنا طلبت هذا التحقيق ليعلم العزيز }ذلك{: يقول والمعنى أنه -وسلم

لا بـد أن بل ،أخرج من غير أن تظهر براءتي وينكشف الأمر على حقيقته ن أن فلا يمك السجن بتهمة دخلت أ

.على هذا القول يكون من الموصول لفظا المقطوع معنىو ،يعرف أني لم أخنه بالغيب

ل هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجع { : في سورة الأعراف -عز وجل -في قول االله ف أنواعذا الأسلوب وهمنها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنـا

الشاكرين من الحا لنكوننص * شر لا لهعالحا جا صما آتاها {: فقوله ]سورة الأعراف ) ١٩٠-١٨٩([ }كاءفلمفلمو أ مـن آدم وحـواء حـصل إلى ما قبله باعتبار أن هذا ا راجع إما أن يكون }آتاهما صالحا جعلا له شركاء

، الذرية وما وقع عندهم من الإشـراك وع معنى باعتبار أن الحديث انتقل إلى من الموصول لفظا المقط يكون الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلـم { : تعالى هنا في سورة الأنعام قوله ومنه ،كثيرة في القرآن ة هذا مثلوأ

ونتدهم مهو نالأم مله لئكعليـه الـصلاة -من قول إبـراهيم يحتمل أن يكون فهذا ]سورة الأنعام ) ٨٢([ }أووهذا هو الأقرب وهـو ، حكم بين الفريقين اعتبار أنه ب -عز وجل -من قول االله يكون ويحتمل أن -والسلام

والشنقيطي، وأبعد الأقوال أن هذا من قـول الكفـار الـذين الذي عليه عامة المحققين كابن جرير وابن القيم .ناظرهم إبراهيم كما يقول بعض المفسرين

سورة ) ٨٢([ }ولم يلبسوا إيمانهم بظلم { :لما نزلت : الق -رضي االله تعالى عنه -روى البخاري عن عبد االله ]سورة لقمان) ١٣([ }إن الشرك لظلم عظيم{ : فنزلت؟وأينا لم يظلم نفسه: قال أصحابه ]الأنعام

)١(.

آمنوا ولم يلبسوا الذين{ :لما نزلت هذه الآية : قال -رضي االله تعالى عنه -وروى الإمام أحمد عن عبد االله إنه ((: نا لم يظلم نفسه؟ قال أي، يا رسول االله : شق ذلك على الناس فقالوا ]سورة الأنعام ) ٨٢([ }إيمانهم بظلم

) ١٣([ }ميا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلـم عظـي { :ليس الذي تعنون ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح

))إنما هو الشرك ]سورة لقمان)٢(

.

سـورة ) ٨٢([ }ولم يلبسوا إيمانهم بظلـم { :قوله تعالى حينما استشكلوا -مرضي االله عنه -هذا وقع للصحابة

سياق والنكرة في ، نكرة في سياق النفي "لمظ"ا فهموه من لغتهم وذلك أن لفظة باعتبار م فقالوا ما قالوا ]الأنعامبأي نوع من أنواع الظلم سواء كـان أي ]سورة الأنعام ) ٨٢([ }ولم يلبسوا إيمانهم بظلم { :فقوله، النفي للعموم

صـلى - ولكن بين لهم النبي ، لغة العرب ي يفهم من ظاهر الكلام وهو مقتضى هذا الذ ،ذلك كبيرا أو صغيرا

1

/ ١ج ) (٣٢ (باب ظلم دون ظلم -أخرجه البخاري في كتاب الإيمان - .٢١ص (

2/ ٣ج ) (٣٢٤٦] (سورة لقمان) ١٢([} ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله{ : باب قول االله تعالى-أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء - ) ١٢٦٢ص

/ ١ج ) (١٢٤( باب صدق الإيمان وإخلاصه -ومسلم في كتاب الإيمان / ١ج ) (٣٥٨٩(وأحمد ) ١١٤ص .واللفظ لأحمد) ٣٧٨ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

، نوع خاص من الظلـم وهـو الـشرك أنه : أي ، المراد به الخصوص أن هذا من قبيل العام -االله عليه وسلم صلى االله عليـه -هذا من قبيل التفسير النبوي الذي فسر فيه النبي و -صلى االله عليه وسلم -ففسرها لهم النبي

-صلى االله عليه وسلم - والقاعدة أن التفسير إذا ثبت عن النبي ،فسره بآية لقمان حيث ، القرآن بالقرآن -وسلم

.فإنه لا يلتفت إلى قول أحد بعده

، للآية -صلى االله عليه وسلم - يتعرض فيه النبي لم نوع منه يدخله الاجتهاد وهو ما : نوعان والتفسير النبوي صـلى االله - ونوع لا يدخله الاجتهاد وهو الذي ذكر فيه النبي بتفسيره به، قد يخطئ المفسر وقد يصيب هذا ف

فلا مجال للنظر في قـول أحـد إذا صح فهذا من أجلى صوره ، في هذه الآية ما الآية وفسرها ك -عليه وسلم إن تفسير الظلم بالشرك مع لفظ اللـبس فـي : وبهذا نعرف جرأة الزمخشري حينما قال عند هذه الآية ،سواه

ـ ف -نسأل االله العافية - الآية لا يتأتى وأن انهو فهم أن اللبس هو مجرد الخلط وأنه لا يجتمع الشرك مع الإيم

مخـروم يمكن أن يبقى إيمان لأنه؛ غير صحيح وهذا الكلام ، منه شيئا ق الإيمان ولم يب أفسدالشرك إذا حدث

]سورة يوسـف ) ١٠٦([ }وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون { :-عز وجل - كما قال االله لا ينفع صاحبه

فهذا من ،لكن قد يكون هذا الشرك أو النفاق من النوع الأكبر إيمان ونفاق و ،فيوجد في الإنسان إيمان وشرك .، واالله أعلمهذا النوع

ذكـر كلامـا ]سورة الأنعام ) ٨٢([ }ولم يلبسوا إيمانهم بظلم { :قولهفي تفسير -رحمه االله -والحافظ ابن القيم لم يظلموا أنفسهم فـإن : ولم يظلموا أنفسهم؛ لأنه لو قال : قالما -صلى االله عليه وسلم -ن النبي إ: قال ف جيداولبس الشيء بالـشيء تغطيتـه }ولم يلبسوا إيمانهم { :ولكن قال نوع من أنواع الظلم سيتطرق إلى أي ذلك

بلـى { :-عز وجل- كما قال االله ، ولا يغطي الإيمان ويحيط به ويلبسه إلا الكفر ،وإحاطته به من جميع جهاته الخطيئة التي تحيط بالإنـسان ف ]سورة البقرة ) ٨١([ }من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار

هـذا ف ،-تبارك وتعالى -فلا يحيط شيء من الذنوب بالإنسان فيكون هالكا إلا الإشراك باالله ، إنما هي الشرك ، ن هذا المعنى متحقق بلا مريـة إ: ، إلا أن يقول قائل غي العدول عنه بحال من الأحوال الذي لا ينب هو القول

ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئـك لهـم {: أعني قوله تعالى دلالة على معنى آخر قد يكون في الآية أيضا لكننفي الدنيا وتحقق الخلاص ووجود شيء من الأمن للإنسان فيما يتعلق بالنجاة وذلك ]سورة الأنعام ) ٨٢([ }الأم

لا ينتفي عنـه الإيمـان إذ جد عنده ذنوب و ولو المنجي بالإيمان الصحيح للإنسانذا يحصل أن ه ووالآخرة

الشرك الأكبر فهذا لا يبقـى أو الأكبر أو النفاق الأكبر الكفرمنوجد عنده ما يخرم هذا الإيمان بالكلية إلا إذا ، لكن الحكم المعلق على وصف يزيد بزيادته ويـنقص بنقـصانه ، لانتفاء الإيمان بالكلية شيء من الأمن عنده

هـذا لم يخلطوه بظلم ف بحيث آمنوا إيمانا بهذه الصفة هو أنهم معلق على وصف فهو أن لهم الأمن الحكم هنا فيوم القيامـة ويزيـد مـن في الدنيا و يزيد من أمن الإنسان هو ف ، وينقص بنقصانه يزيد بزيادة الإيمان الحكم

وذلك أن المعاصي والذنوب تؤثر فـي ،اهتدائه بقدر ما حقق من الإيمان الذي لم يخالطه ظلم ولو بالمعاصي يكـون لهـم مـن و -عز وجـل -ن يوم القيامة بقدر ما عندهم من تقوى الله يمنآالناس يأتون ف ،أمن الإنسان

الذنوب والمعاصي متفرعة معلوم أن و ،تقامة على الصراط المستقيم لاسء بقدر ما عندهم من الإيمان وا الاهتداالإنسان إذا عمل المعاصـي فإنـه لا يكـون ف ، كما أن الطاعات متفرعة من شجرة الإيمان ،من شجرة الكفر

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

أهل الـسنة أن الإيمـان يزيـد بالطاعـة ويـنقص عقيدة لكن الخوارجذلك كما يزعم خارجا من الإسلام ب فالناس يتفاوتون في ، إيمانه وإذا ازداد من الطاعات ازداد إيمانه لإنسان المعاصي نقص إذا عمل ا ف ،بالمعصية

]سورة الأنعام ) ٨٢([ }أولئك لهم الأمن وهم مهتدون { :قولهو ،الإيمان وبناء عليه يتفاوتون في الأمن والاهتداء

هتداء إلى معرفـة الـصواب منه الا الاهتداء و ،الآخرةتداء في الأمن والاه في الدنيا و والاهتداء يشمل الأمن الاهتـداء و،الاهتداء بالتوفيق إلى العمل الصالحو ،الاهتداء على خير الخيرينو ،والحق وما اختلف فيه الناس

كل هذا من الاهتـداء ،وأن يختم له بذلك إلى الممات ى الحق والاهتداء أيضا إلى الثبات عل العلم، العمل ب إلى

بعد الموت عند سؤال الملكين حينما ومنه الاهتداء ]سورة الفاتحة ) ٦([ }اهدنا الصراط المستقيم {: كما قال تعالى اة الـدنيا يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحي { : وتثبيت كما قال تعالى يحتاج إلى هداية فهو يسألانه

، والاهتداء إلى الصراط ، عند الحساب الاهتداء وكذلك ]سورة إبراهيم ) ٢٧([ } ويضل الله الظالمين وفي الآخرة ) ٥-٤([ }لهمسيهديهم ويصلح با *والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم{ :-عز وجل-ولهذا قال االله

هديهم إلى منازلهم فـي ويهديهم إلى الجنة وي،إلى الصراط وعلى الصراط يهديهم بعد ما قتلوا: أي ]سورة محمد .الآخرة في فهذه هدايات،الجنة

فإنـه يختـل وأما المشرك أو الكافر أو العاصي مفي الدنيا بقدر إيمانه هم الأمن يحصل ل كما أن أهل الإيمان تساوره الهموم والأوهام ويعيش في حال مـن فهو يعيش في قلق و ولذلك ، إيمانه بقدر ما اختل ه أمنه واهتداؤ

ن النفس ئ وأما المؤمن فإنه مطم ،النكد والكدر والتخوف على مستقبله وعلى مستقبل أولاده ولا يدري ما ينتابه .في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، وإن قرير العين

ـ ، الإشراك عنده إذا وجد من الإنسان تماما ان ينتفي ة أن الأمن والاهتداء والخلاص واهتدائـه ه وينقص من أمنصـلى االله - هذا تفصيل لو قال به قائل فإن ذلك لا يعد تكذيبا وردا لتفـسير النبـي ،إيمانهمن نقص ما بقدر

.واالله تعالى أعلم للآية، -عليه وسلم

وجهنا حجته عليهم، قال مجاهـد : أي ]سورة الأنعام ) ٨٣([ }نا آتيناها إبراهيم على قومه وتلك حجت { :وقولهوكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينـزل بـه علـيكم { :يعني بذلك قوله : وغيره

لطانا فأينسق بالأمن أحسورة الأنعام) ٨١([الآية } الفريقي[.

وكيف أخـاف مـا {: يرى أن الحجة التي آتاها االله إبراهيم على قومه هي قوله-رحمه االله-الحافظ ابن كثير أنتم ما خفتم من االله الملـك الجبـار حيـث :يعني] سورة الأنعام ) ٨١([ }أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله

غاية الجرأة فكيف تريدون مني أن أخاف مـن أصـنام لا تنفـع ولا -عز وجل -أشركتم به واجترأتم عليه

.وهذا القول هو الذي مشى عليه كثير من أهل العلم من المفسرين! تضر؟ هذا غير معقول

مفرد مضاف إلى معرفة وهي الفاعـل ]سورة الأنعام ) ٨٣([ }ناوتلك حجت {: إن الحجة في قوله : ومنهم من قال وإذ {: -عليه الصلاة والـسلام - عن قول إبراهيم -تبارك وتعالى -إن الحجة هي ما ذكر االله : فقالوا }حجتنا{

-٧٥( [}...فلما جن عليه الليل *ي ضلال مبين قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك ف

على سبيل التنزل فاحتج علـيهم والشمس هذا ربيقمر الآيات وفيها أنه قال عن الكوكب وال ]سورة الأنعام ) ٧٦

أوصلته إلى أن يحـتج علـيهم هـي وهذه المجادلة التي دارت معهم : حتى بين لهم بطلان معبوداتهم، فقالوا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

وهذا الذي رجحه الـشيخ ]سورة الأنعام ) ٨٣([ }وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه {: المقصودة بهذه الآية

.-رحمه االله تعالى-محمد الأمين الشنقيطي

) ٨١([ }شركتموكيف أخاف ما أ { :-صلى االله عليه وسلم -ول إبراهيم قفوالصواب أن الآية تحتمل هذا وهذا،

من الأصنام هو أيضا بطلان معبوداتهم المتعلق ببيان ذاه الذي قبل هكلام هو من جملة الحجة، و ]سورة الأنعام .أعلم الحجة المذكورة في الآية، واالله احتجاجه عليهم، فهو داخل فيجملة من

ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم الذين آمنوا { :وقد صدقه االله وحكم له بالأمن والهداية فقال

ونتدهسورة الأنعام) ٨٢([ }م[.

}الذين آمنوا ولم يلبـسوا إيمـانهم بظلـم { :وقد صدقه االله وحكم له بالأمن والهداية فقال ": ابن كثير يقول

، بـين الفـريقين والفصل في الحكم -عز وجل - هذا من قول االله عدي ابن كثير أن معناه "]سورة الأنعام ) ٨٢([ختاره الحافظ ابن القيم والشيخ محمد الأمين الشنقيطي وعامـة أهـل هذا ا و ،ولعل هذا هو الأقرب واالله أعلم

الأقوال قول من بعدذكرنا آنفا أن أ و ، وليس من قول إبراهيم -عز وجل -هذا من قول االله : قالواحيث ،العلم .من قول الكفارإن هذا : قال

}وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم علـيم { :ثم قال بعد ذلك كله

ه ومن يضله وإن قامت عليه الحجج بمن يهدي: أي}عليم{حكيم في أقواله وأفعاله : أي ]سورة الأنعـام ) ٨٣([ ية حتى يروا العـذاب ولو جاءتهم كل آ * إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون { :والبراهين كما قال

{ :ولهذا قال هاهنا ]سورة يونس) ٩٧-٩٦( [}الأليمليمع كيمح كبر سورة الأنعام) ٨٣([ }إن[.

ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيـوب ويوسـف { سنينحزي المنج كذلكو ونارهى ووسمو * عيسى ويحيا وكريزو الحينالص نكل م اسإلياعيل * ى ومإسو

المينلى العلنا عفض كلالوطا وو ونسيو عساليو * مناهيـدهو مناهيتباجو انهمإخوو اتهميذرو ائهمآب منو* لله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملونذلك هدى ا* إلى صراط مستقيم

ـ وا بهسا ليما قوكلنا بهو ؤلاء فقدا هبه كفرة فإن يوالنبو كمالحو الكتاب مناهآتي الذين لئكأو ا بكـافرين *

ـالمينى للعإلا ذكر وه ا إنره أجليع ألكمقل لا أس اقتده ماهدفبه ى اللهده الذين لئكسـورة ) ٩٠-٨٤([ }أو .]الأنعام

امرأته سـارة و وأيس هو ، بعد أن طعن في السن -عليهما السلام -يذكر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق : وقالـت فتعجبت المرأة من ذلك، فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوم لوط فبشروهما بإسحاق ،من الولد

} جيبع ءذا لشيه خا إنلي شيعذا بهو وزجأنا عو لتى أألديا وـ * ي ه قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الل جيدم ميدح ت إنهيل البأه كمليع كاتهربفبشروهما مع وجوده بنبوته وبأن له نسلا ]سورة هود ) ٧٣-٧٢([ }و

وهذا أكمل في البـشارة ]سورة الصافات ) ١١٢([ }وبشرناه بإسحق نبيا من الصالحين {: وعقبا كما قال تعالى . في النعمةوأعظم

ويولد لهذا المولـود ولـد فـي : أي ]سورة هود ) ٧١([ }فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب {: وقالا كان ولـد ولم، لبقاء النسل والعقب ؛ فإن الفرح بولد الولد شديد ،حياتكما فتقر أعينكما به كما قرت بوالده

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

ب لضعفه وقعت البشارة به وبولده باسم يعقوب الـذي فيـه اشـتقاق قيعالشيخ والشيخة قد يتوهم أنه لا وهاجر ،زح عنهم ن حين اعتزل قومه وتركهم و -عليه السلام -ازاة لإبراهيم وكان هذا مج ،العقب والذرية

وعشيرته بأولاد صالحين من عن قومه -عز وجل-من بلادهم ذاهبا إلى عبادة االله في الأرض فعوضه االله فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسـحق { : لتقر بهم عينه كما قال تعالى ؛ دينه صلبه على

ة سور) ٨٤([ }ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا { :وقال هاهنا ]سورة مريم ) ٤٩([ }ويعقوب وكلا جعلنا نبيا .]الأنعام

ووهبنـا لـه ذريـة ، هديناه كما هـديناه ،من قبله :أي ]سورة الأنعام ) ٨٤([ }ونوحا هدينا من قبل { :وقوله

.صالحة

هذا باعتبار "وبولده باسم يعقوب الذي فيه اشتقاق العقب والذرية " :-صلى االله عليه وسلم -عن يعقوب قوله، فلا يقال فيه مثـل هـذا -كما هو الواقع -ليه باعتبار أنه اسم أعجمي ظرنا إ أن يعقوب اسم عربي لكن إذا ن

أشياء من هذا القبيل في أسماء الأنبيـاء ون يذكرأن المفسرين في كثير من الأحيان قد وجد و ،واالله تعالى أعلم فيهـا تكلف ي أن ينبغيولا وفي تعليلها ومعناها وما أشبه ذلك والواقع أنها أعجمية لا تعلل بمثل هذه التعليلات

لكـن يقال فيه ذلك فربما ،لاسم آخر ترجمة هذا الاسم عربي نإ: قيلإن إلا -واالله تعالى أعلم - هذا التكلف لكن قد تكون بصفة في لغـة العجـم ،وليس يعقوب منهم إلا أربعة أعجميةلأنبياء جميعا المعروف أن أسماء ا

" جيكـو " عنـه يقولـون باللاتينية ويعقوب "جوزيف"ية الأعجميقولون عنه ب يوسف، ف تختلف عن لغة العرب

،-صـلى االله عليـه وسـلم - محمـد ،إن أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة: الحاصل أن العلماء يقولون ونها أعجمية وأن إ: إذا كانوا يقررون هذا الأصل ويقولون و ،هنا ذكر ثمانية عشر نبيا و ،وصالح وشعيب وهود

مـشتركة بـين ، وأما على قول من يقول بوجود أسـماء إنه مشتق من العقب : فلا يقال ،يعقوب اسم أعجمي النكرات كإسـتبرق ومـشكاة أسماء فيأسماء الأنبياء وإنما يقولونه الأعلام ك فإنهم لا يقولون ذلك في اللغات

ولـذلك ، إشكال فيـه بالاتفاق تقال كما هي في اللغات وهذا لا فإنها الأعلام وبالنسبة لأسماء ،وما أشبه ذلك

، فهذا موجـود بالاتفـاق ،الأعلام نوع من قبيل : ثلاثة أنواع أجمعوا على أن أسماء الأعلام في باب المعرب ونوع لا خلاف في أنه غير موجود وهو الكـلام ،فيه خلافوهذا ونوع من قبيل النكرة مثل إستبرق ومشكاة

:هذا قال في المراقي ول، في القرآن كلام مركب أعجمي فلا يوجد ،المركب

ــه مثــل إســماعيل مــا كــان من

ــر ــاد الأكث ــه واعتق ــان من إن ك

ويوسف قـد جـاء فـي التنزيـل

ــر ــي للمنكـ ــشافعي النفـ والـ

فهذا المعنى من أراد أن يتوسع فيه فلينظر فـي مثـل كتـاب جرذكره هنا من أن االله عوضه لما ها وأما ما أن من ترك شيئا الله عوضه االله خيرا تدور على قضية ،هذا ذكر أمثلة على حيث القواعد الحسان لابن سعدي

من العقب والذرية ما -عز وجل - فعوضه االله -تبارك وتعالى - فإبراهيم اعتزل قومه وهجرهم في االله ،منه .رةيينسيه الوطن والقرابة والعش

ل الأرض إلا من آمن فإن االله تعالى لما أغرق أه-عليه السلام- أما نوح ،وكل منهما له خصوصية عظيمة وأمـا الخليـل ، فالناس كلهم من ذريتـه ، هم الباقين جعل االله ذريته -هم الذين صحبوه في السفينة و- به

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

وجعلنـا فـي { : كما قال تعـالى ، بعده نبيا إلا من ذريته -عز وجل - فلم يبعث االله -عليه السلام -إبراهيم الكتابة ووته النبيلنـا فـي { :وقال تعالى ، ]سورة العنكبوت ) ٢٧( [يةالآ }ذرعجو اهيمرإبا ولنا نوحسأر لقدو

الكتابة ووا النبتهمية { : وقال تعالى ]سورة الحديد ) ٢٦([ }ذريمن ذر ينالنبي نهم مليع الله مأنع الذين لئكأوآدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الـرحمن

: أي ]سـورة الأنعـام ) ٨٤([ }ومن ذريته { :قوله في هذه الآية الكريمة ]سورة مريم ) ٥٨([ }خروا سجدا وبكيا

لأنـه أقـرب ؛وعـود الـضمير إلـى نـوح ]سورة الأنعام ) ٨٤([ الآية }داوود وسليمان { وهدينا من ذريته

اختيار ابن جرير، وعوده إلى إبراهيم؛ لأنه الذي سيق الكـلام مـن وهو ، ظاهر لا إشكال فيه ،المذكورينية إبراهيم بل هو ابن أخيه ماران بن آزر، اللهم إلا أن حسن لكن يشكل عليه لوط فإنه ليس من ذر ،أجلهأم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما {: إنه دخل في الذرية تغليبا، وكما قال في قوله : يقال

إب ائكآب إلهو كإله دبدي قالوا نععمن ب وندبتع ونلمـسم لـه ننحا واحدا وق إلهحإساعيل ومإسو اهيمر{

فـسجد الملآئكـة كلهـم { : وكما قال في قولـه ، فإسماعيل عمه دخل في آبائه تغليبا ]سورة البقـرة ) ١٣٣([ونعمأج * اجدينالس عم كونى أن يأب ليسفدخل إبليس في أمـر الملائكـة ]سورة الحجـر ) ٣١-٣٠([ }إلا إب

بالسجود وذم على المخالفة؛ لأنه كان في تشبه بهم فعومل معالمتهم ودخل معهم تغليبا وإلا فهو كان مـن .الجن، وطبيعته من النار والملائكة من النور

يحتمـل أن ]سورة الأنعام ) ٨٤([ }يوسف وموسى وهارون ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب و { :قوله تعالى من ذرية إبراهيم داود وسليمان وأيوب ويوسـف وموسـى وهـارون، : يكون الضمير عائدا إلى إبراهيم أي

وهذا الذي اختاره ابن جرير واختاره الفـراء وابـن -صلى االله عليه وسلم -ويحتمل أن يكون من ذرية نوح

لم يكن من ذرية إبراهيم وإنمـا -عليه الصلاة والسلام- منها أن يونس ،واحتجوا لذلك بأمورعطية وجماعة، وهذا معـروف -عليهما السلام -براهيم لإ هو ابن أخ -صلى االله عليه وسلم -هو من ذرية نوح وكذلك لوط

.فهو ليس من ذريته

صـلى االله -ث عنه هو إبراهيم بأن المحدإن الضمير يعود إلى إبراهيم كالزجاج أجابوا عن هذا : والذين قالوا وإن كان نوح هو أقرب مذكور والقاعدة أن الضمير يعود إلى أقرب مذكور لكن السياق إنما هو ،-عليه وسلم

ثم أجـابوا -جل وعلا - وما حصل له من إكرام االله -صلى االله عليه وسلم -في الحديث والثناء على إبراهيم أب، ودليل ذلك قـول يوسـف : عمه إبراهيم والعم يقال له -ى االله عليه وسلم صل-ئك بأن لوط عن أدلة أولا

عليـه - فإسماعيل ]سورة يوسف) ٣٨([ }واتبعت ملة آبآئي إبراهيم وإسحق ويعقوب { :-صلى االله عليه وسلم -الخال والد والعم : بعض أهل العلم يقول عمه بالاتفاق وليس من أجداده ومع ذلك سماه أبا، و -الصلاة والسلام

))الخالة بمنزلة الأم ((: قال-صلى االله عليه وسلم-والد، والنبي )٣(

.

فسجد الملائكـة كلهـم { عن إبليس -عز وجل -الله اهذا مثل قول : وبعضهم خرج ذلك باعتبار التغليب فقال ونعمأج * ليسم ]سورة ص ) ٧٤([ }إلا إب ه الأمر إليـه ع أن إبليس ليس من الملائكة بل هو من الجن لكن توج

3

/ ٢ج ) (٢٥٥٢ (بيلته أو نسبهباب كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان وفلان بن فلان وإن لم ينسبه إلى ق -أخرجه البخاري في كتاب الصلح -

).٩٦٠ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٩

}ومن ذريتـه { الأقرب أن الضمير في قوله هم ويتشبه بهم فدخل في هذا الأمر، لكن معهم باعتبار أنه كان مع

. واالله تعالى أعلم-عليه الصلاة والسلام- يعود إلى نوح ]سورة الأنعام) ٨٤([

. وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد الله رب العالمينوصلى االله وسلم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)٥(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.بعدووعلى آله وصحبه أجمعين، الحمد الله رب العالمين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد

سورة ) ٢٩([ }كما بدأكم تعودون{ :لىوقوله تعا :سورة الأعراف في تفسير - تعالىرحمه االله-قال المفسر فقال ابن أبي }كما بدأكم تعودون{ لف في معنىاخت ]سورة الأعراف) ٣٠([ }الضلالة{ :إلى قوله ]الأعراف

.يحييكم بعد موتكم }كما بدأكم تعودون{: نجيح عن مجاهد

.يا كذلك تعودون يوم القيامة أحياءكما بدأكم في الدن: وقال الحسن البصري

. ثم يعيدهم، ثم ذهبوا،ولم يكونوا شيئا همقبدأ فخل: قال }كما بدأكم تعودون{: وقال قتادة

واختار هذا القول أبو جعفر بن بدأكم أولا كذلك يعيدكم آخرا، كما :وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلمصلى االله عليه -قام فينا رسول االله : قال -مارضي االله تعالى عنه-بن عباس ده بما رواه عن ا وأي،جريرأول خلق نعيده كما بدأنا{ لارتحشرون إلى االله حفاة عراة غ يا أيها الناس إنكم(( :فقال بموعظة-وسلم

نا إنا كنا فاعلينليا عدع١(هذا الحديث مخرج في الصحيحينو ))]سورة الأنبياء) ١٠٤([ }و(.

: أما بعد،والصلاة والسلام على رسول االله، الحمد الله ،بسم االله الرحمن الرحيم

كلها ترجع }كما بدأكم تعودون{ :-تبارك وتعالى-وله عند قعن طائفة من السلفالآثار التي ذكرها المفسر ف ،ابتداء الخلقبمحتجا على البعث -تبارك وتعالى- قدرتهالإخبار عن وهو الاحتجاج أو ،إلى شيء واحد

وهو من طرق إثبات ، وهذا كثير في القرآن،أولا من العدم قادر على أن يعيدهم ثانيةفالذي أنشأ الخلق

ييها الذي أنشأها أول قل يح{: قوله وك]سورة الروم) ٢٧([ }وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده{ :كقوله تعالىالبعث ذكر االله ،وطرق إثبات البعث في القرآن معروفة، كثيراه ذلك من النصوص شبأو ]سورة يــس) ٧٩([ }مرة

وجميع الآثار التي ، والمقصود هنا أن هذا القول في الآية هو بهذا المعنى،تعالى منها خمسة في سورة البقرة

أن الآية ، إلا الحافظ ابن القيم واختاره أيضا -رحمه االله-ا اختاره كبير المفسرين وهذا م،ذكرها ترجع إليهكما بدأكم { بقرينة ما بعد هذه الجملة -مرضي االله تعالى عنه-قال به طائفة من السلف تحتمل معنى آخر

ونودلالة *تعالض همليق عفريقا حى ود{ فالمعنى الثاني ]سورة الأعراف) ٣٠-٢٩([ }فريقا ه أكمدا بكمونودكما ،ما قدر عليكم في الكتاب الأول تصيرون إلىفإنكم أي كما قدر عليكم من السعادة والشقاوة }تع

فيسبق عليه الكتاب ،إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراع(( :جاء في الحديث وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس حتى ما يبقى بينه وبينها ،بعمل أهل النار فيدخلهافيعمل

1

باب فناء -ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ) ١٦٩١ص / ٤ج ) (٤٣٤٩( باب تفسير سورة المائدة –أخرجه البخاري في كتاب التفسير - ).٢١٩٤ص / ٤ج ) (٢٨٦٠(الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

))إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)٢(

هو أحد المعنيين في قوله هذا المعنى و

قد -عز وجل-أن االله أي ]سورة التغابن) ٢([ }ومنكم مؤمنهو الذي خلقكم فمنكم كافر { :-تبارك وتعالى- طبع قوما على الكفر وطبع آخرين ،ما للسعادة وخلق قوما للشقاوة خلق قو،وخلق قوما للجنة خلق قوما للنار

وهو اعتقاد أهل ، فالحاصل أن هذا المعنى من حيث هو صحيح، ولا بد أن يحصل مقتضى ذلك،على الإيمان

هذه الآية إن : قيل لكن لو لا شك أن الآية تحتمله؟ ولكن هل هو المراد بالآية،السنة والجماعة في باب القدر وذلك أن االله يحتج بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة لكان -عز وجل-محمولة على نظائرها في كتاب االله

.-عز وجل- والعلم عند االله ،هذا له وجه قريب من النظر

يا أيها الناس إنكم ((: حديث بوا استدلنه يحتج بالنشأة الأولى على النشأة الثانيةإ: الذين قالواف كل حال علىوكما {: أن قولهسبق في بعض المناسبات وقد ))}أول خلق نعيده كما بدأنا{ لارتحشرون إلى االله حفاة عراة غ

وهذا الذي مشى ،احتجاج بالنشأة الأولى على النشأة الآخرةأنه : الأول: حتمل معنييني }أول خلق نعيده بدأنا

كما بدأنا{ ،حتمل المعنى الآخر وهو المذكور في هذا الحديثي و،عليه ابن القيم وابن جرير وأمثال هؤلاء

هل خلق نعيدصلى -فالنبي -حفاة عراة غرلا-جد فيها أولا ة إلى الهيئة التي وأي أن الإنسان يرجع ثاني }أوهذه الآية وإن كانت في سياق تقرير البعث إلا أن عمومها لكن ، ذكر هذا المعنى عند الآية-االله عليه وسلم

قد يحمل الآية على معنى مما يحتمله عمومها وإن كان السياق في -صلى االله عليه وسلم- والنبي ،يشمل ذلك ، من الأدلة التي يستدل بها على أن العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسبابير وه ولهذا نظائ،غيره

في جدل وإن كانتذه الآيةفه ]سورة الكهف) ٥٤([ }وكان الإنسان أكثر شيء جدلا{ :-تبارك وتعالى-قوله كوهو جدل ذكرها في سياق آخر-صلى االله عليه وسلم-الكفار بالنبوة والوحي والوحدانية إلا أن النبي

رضي االله - فقال علي ))ألا تصليان؟((: فقال،أتى عليا وفاطمة وهما نائمانوذلك أنه حينما الإنسان مطلقا : فخذه ويقولضربوهو ي -صلى االله عليه وسلم-فرجع النبي : وفي الحديث. .إن أرواحنا بيد االله: -عنه

))وكان الإنسان أكثر شيء جدلا(()٣(

.

، قباء مسجدالسياق في؟ فمن المعلوم أن حينما سئل عن أي المسجدين أسس على التقوى أولا أنه ذلكومن وذلك لا ينفي هذا الوصف ،لأنه أحق بهذه الصفة؛ على مسجده-صلى االله عليه وسلم-ومع ذلك حملها النبي

.اءعن مسجد قب

فريقا هدى * كما بدأكم تعودون{ :قوله: -مانهرضي االله تعالى ع-وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس خلق ابن آدم مؤمنا وكافرا كما أإن االله تعالى بد: قال ]سورة الأعراف) ٣٠- ٢٩([ }وفريقا حق عليهم الضلالة

ثم يعيدهم يوم القيامة كما بدأهم مؤمنا ]لتغابنسورة ا) ٢([ }هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن{ :قالفوالذي ((: في صحيح البخاري-رضي االله تعالى عنه-ويتأيد هذا القول بحديث ابن مسعود : قلت،وكافرا

2

ص / ٦ج ) (٧٠١٦ (]سورة الصافات) ١٧١([ }ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين{ : قوله تعالىباب –أخرجه البخاري في كتاب التوحيد - / ٤ج ) (٢٦٤٣ (باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته -ومسلم في كتاب القدر ) ٢٧١٣ ).٢٠٣٦ص

3ص / ١ج ) (١٠٧٥ (على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب -صلى االله عليه وسلم-باب تحريض النبي -أخرجه البخاري في أبواب التهجد -

).٥٣٧ص / ١ج ) (٧٧٥ (أصبح حتى أجمع الليل نام فيمن روي ما باب -ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ) ٣٧٩

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا باع أو ذراع فيسبق عليه الكتاب لا إله غيره إن وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا باع أو ذراع ،ل النار فيدخلهافيعمل بعمل أه

))فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة)٤(

.

، يعني أن حديث ابن مسعود يؤيدهروذك.." بحديث ابن مسعودويتأيد هذا": -رحمه االله-يقول ابن كثير

ي كما قدر على الإنسان وكتب عليه من هدى أ ]سورة الأعراف) ٢٩([ }كما بدأكم تعودون{ : قولهالقول بأن ولذلك فإن بعض أهل العلم فهذا القول تؤيده هذه النصوص،،وضلال يرجع إليه ويصير إليه في آخر الأمر

العلم حمل الآية على معروفة عند أهل ال على طريقته -رحمه االله-مثل الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - صحة كل أن الآية قد تحتمل معنيين ويوجد ما يدل علىي وه، وقد ذكر قاعدة في أول الكتاب،المعنيين

المعاني فتحمل كل تلك غير قيام مانع يمنع من حملها على في الكتاب أو في السنة من المعانيهمعنى من هذكما بدأكم { :فهو يقول ولذلك ،يلة الدالة على المعاني الكثيرةلأن القرآن يعبر به بالألفاظ القل عليها جميعا؛

ونودوهذه القاعدة لا تمنع من أن يحمل ،احتجاج بالنشأة الأولى على النشأة الثانية ]سورة الأعراف) ٢٩([ }تع

،غرلا حيث خرجوا من بطون أمهاتهم حفاة عراة -عز وجل-ذلك على أن الناس يعودون كما خلقهم االله كما { :إن قوله: السابق، ويصح أن يقال أيضا كما دل عليه حديث ابن عباس،فيرجعون في الآخرة كذلك

ونودتع أكمدتبارك - فاالله ،كما قدر عليكم من هدى وضلال تصيرون إلى ذلكيعني ]سورة الأعراف) ٢٩([ }ب وعندنا ما -وهو كثير في القرآن- الأول صحيحوعندنا ما يدل على أن المعنى ذكر ذلك وأطلق،-وتعالى

: كما قال تعالىيدل على أن المعنى الثاني أيضا أنهم يرجعون بالصفة التي خرجوا فيها من بطون أمهاتهم

}هل خلق نعيدأنا أودا بإلى نكم تصيرون أيضا أي أعندنا ما يدل على المعنى الثالث ]سورة الأنبياء) ١٠٤([ }كم عليها تحمل بينها وإنما حتاج إلى الترجيحتلا هذه المعاني كلهاو ، من هدى وضلالما كتب عليكم وقدر

، واالله أعلمجميعا

على ية على الاحتجاج بالنشأة الأولى ما وجه المناسبة بين حمل الآ:السؤال الأول: لانالكن يبقى هنا سؤ ]سورة الأعراف) ٣٠([ ؟}يقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالةفر{ :النشأة الآخرة وما ذكر بعده من قوله

من الناس من طبع على حيث إن –الجمع بين معنى أنه يرجع إلى ما قدر عليه أولا كيف والسؤال الثاني هو ؟))ءخلقت عبادي حنفا((: -صلى االله عليه وسلم- وبين قول النبي - ومنهم من طبع على الإيمانالكفر

-رحمه االله-المعنى الذي اختاره ابن جرير عرفنا أنه رجح حيث الأول فقد أجاب عنه ابن القيم السؤالأما

أن هذه الآية قد تضمنت قواعد الدين -رحمه االله– يرىو ،أة الآخرة بالنشأة الأولىمن أنه احتجاج على النشمن لم يصدق هذا ثم ختم بذكر حال ، والإخلاصمن الإيمان بالقدر والشرع والمبدأ والمعاد والأمر بالعدل

حيث فانظر إلى سياق الآية،اتخذهم أولياء و،الخبر ولم يطع هذا الأمر بأنه قد والى الشياطين من دون ربه

) ٢٩([} له الدينعوه مخلصين قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد واد{{ : سبحانهيقول

له سبحانه، ثم ذكر بقية القواعد التي لإخلاص والتوحيدفإنه قد ذكر العدل وبين أنه يكون با ]سورة الأعرافسورة ) ٣٠-٢٩([ }فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة *كما بدأكم تعودون{ :يجب الإيمان بها فقال

4

).٢٤٣٣ص / ٦ج (أخرجه البخاري في كتاب القدر -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

الإيمان باالله والإيمان بالقدر والأمر وهييمةمتضمنة لهذه القواعد العظذه الآية ه يرى أنفهو ]الأعراف .كر اليوم الآخربالعدل والقسط وذ

.-رحمه االله-ذكره ابن كثير عن السؤال الثاني فقد أما الجوابو

فأقم وجهك للدين { :لى وبين قوله تعا-إن كان هو المراد من الآية-ولا بد من الجمع بين هذا القول : قلترضي -وما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة ]سورة الروم) ٣٠([ }حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها

يولد على الفطرة فأبواه يهودانه كل مولود((: قال-صلى االله عليه وسلم- أن رسول االله -االله تعالى عنه))ويمجسانهنصرانه يو

)٥(قال رسول : قال-رضي االله تعالى عنه-وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار

خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن ي إن: يقول االله تعالى((: -صلى االله عليه وسلم-االله )٦( الحديث))..دينهم

ثاني الحال وإن ووجه الجمع على هذا أنه تعالى خلقهم ليكون منهم مؤمن وكافر في عليهم الميثاق بذلك وجعله في كما أخذ، والعلم بأنه لا إله غيره،كان قد فطر الخلق على معرفته وتوحيده

}هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن{ ومع هذا قدر أن منهم شقيا ومنهم سعيدا،غرائزهم وفطرهم

))كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها((: حديثوفي ال ]سورة التغابن) ٢([)٧(

وقدر االله نافذ في سورة ) ٥٠([ }الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى{ و]سورة الأعلى) ٣([ }الذي قدر فهدى{ فإنه هو،بريته وأما من كان من ، لعمل أهل السعادةفسييسر فأما من كان منكم من أهل السعادة((: وفي الصحيحين ]طـه

))أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة)٨(

}فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة{ :ولهذا قال تعالى

سورة ) ٣٠([ ةالآي }إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله{ :علل ذلك فقال ثم]سورة الأعراف) ٣٠([.]الأعراف

عليه من أن الإنسان يولد على الفطرة وأن الآية تحتمل أن يرجع إلى ما كتبذكره منهذا المعنى الذي فالقلوب بين أصبعين من ،ينبغي للإنسان أن يكثر من دعاء ربه أن يثبته لذلك سعادة وشقاوة هو معنى كبير

نشأ في بيئة طيبة ومع ذلك ينتكس على يجد بعضهم قد الناسمن، فإن الناظر إلى حال كثير أصابع الرحمنذلك هو في غاية التهذيب في أرض غربة ومع كأن يكون ومن الناس من ينشأ في بيئة أسوأ ما يكون ،عقبيه

ربما عشرات السنين وهو ومن الناس من يبقى مدة طويلة-عز وجل-والصلاح والاستقامة على دين االله كان الضعف ربما يرجع إلى حال وفي غاية الثبات والقوة ثم ،تباع والسنةر ويدعوهم إلى الام الناس الخييعل

ويرجع إلى أمور كان ينكرها لبس على الناس في دينهميفيبتلى بالشبهات وذلك بأن في التدين أسهل منهاينبغي لا لذلك و أمن على نفسه والإنسان لا ي، فالناس في هذه الفتن يتقلبون ظهرا لبطن،ر لها ويستسيغهافينظ فإن ،يسلم له دينه وإيمانهفيقحم نفسه فيها ن أن ود يسعه أن يقف في كثير من الأشياء بل يستشرف للفتنأن

5

باب معنى كل مولود يولد -ومسلم في كتاب القدر) ٢٤٣٤ص / ٦ج ) (٦٢٢٦ (باب االله أعلم بما كانوا عاملين -خاري في كتاب القدر أخرجه الب - ).٢٠٤٧ص / ٤ج ) (٢٦٥٨(على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين

6 )٢١٩٧ص / ٤ج ) (٢٨٦٥ (يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النارباب الصفات التي - كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلهاأخرجه مسلم في -

7.٢٠٣ص / ١ج ) (٢٢٣( باب فضل الوضوء –أخرجه مسلم في كتاب الطهارة - (

8/ ٤ج ) (٤٦٦٦( باب تفسير سورة الليل –أخرجه البخاري في كتاب التفسير - ي باب كيفية الخلق الآدمي ف -ومسلم في كتاب القدر ) ١٨٩١ص

/ ٤ج ) (٢٦٤٧ (بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته ).٢٠٣٩ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

لماذا لم تخرج في : -عز وجل- ولن يسأله االله ، وإلا فليزم بيته وليغلق عليه بابه،وجد من يقبل منه حمد االله فعلى الإنسان أن،حفظ رأس المال مقدم على كل شيء؛ لأن قدمة الناس دائماالقنوات الفضائية وتكون في م

فالعبد بحاجة إلى كثرة ، على ذلك-عز وجل-لا يتنازل عن شيء منها ويلقى االله لى مبادئهثابتا عيبقى . واالله المستعان،الدعاء والصبر والثبات

والآن إذا ،وا فيه واجتهدوا غاية الاجتهادا العلم وجدطلبوا رأينا أناس ولقد،الإنسان لا يأمن على نفسهإن

غاية قد انحرف ؛ لأنه وانسلاخه من كل ما يميزه، وقبح هيئته،رأيت الواحد منهم ما عرفته من سواد وجهه . نسأل االله السلامة،الشبهاتفمن الناس من ابتلي بالشهوات ومنهم من ابتلي ب ،الانحراف والفسوق

أو ضلالة ب أحدا على معصية ركبهان الدلالة على خطأ من زعم أن االله لا يعذن أبيا موهذ: قال ابن جريراعتقدها إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها فيركبها عنادا منه لربه فيها؛ لأنه لو كان كذلك لم يكن

عالى بين أسمائهما وقد فرق االله ت، وفريق الهدى فرقبين فريق الضلالة الذي ضل وهو يحسب أنه هاد .وأحكامهما في هذه الآية الكريمة

"ون الله{ :تعالىمشعرة بالتعليل في قوله " إناء من دليأو اطيناتخذوا الشي موتدل ]سورة الأعراف) ٣٠([ }إنهنهم اتخذوا إ: ؟ الجوابلةفريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلا أي لماذا كانوا كذلك والمعنى، أيضاعلى التوكيد

ن هذا من أبي ": يقول-رحمه االله-ابن جرير ، ولذلك فويحسبون أنهم مهتدون الشياطين أولياء من دون االلهن يأتيها بعد علم منه الدلالة على خطأ من زعم أن االله لا يعذب أحدا على معصية ركبها أو ضلالة إلا أ

هذه الآية رد على كثير ممن قد يتوقف أو يجادل عن الأتباع ف"ا وجهها فيركبها عنادا منه لربه فيهبصوابهؤلاء يتدينون حقيقة ويبذلون أموالهم ويبكون في عبادتهم وعند : ون يقول وذلك أنهمالبدع ومن أهل الضلال

ويريدون هم صادقون ووإنما قد يكون الزندقة في رؤسائهم وكبرائهم وأما هؤلاء الأتباع فمساكينصلاتهم

!ر بأفعالهمالخي

،أهل البدع فقطإلى عوام اليهود وعوام النصارى وليس لو قلنا بهذا لانجر هذا القول أيضا إلى : نقولونحن قادة الشر والضلال والكفر و الكبراء منأخبر أن النار فيها الأتباع وفيها المتبوعون قد -عز وجل- لكن االله

عفا من أن يزيدهم ض-عز وجل- ويدعون االله ، من هؤلاءيتبرأ هؤلاء حيث كما سيأتي في الآيات القادمةداعي االله وسمعوا القرآن أن لا يقلدوا غيرهم وأن لا هؤلاء حينما سمعوا لذلك كان يجب على ،العذاب

لكنهم حينما ألغوا عقولهم وجعلوا الآخرين يفكرون ،هم مكلفون مسئولون بل يحسنوا الظن بكبرائهم وقادتهم جعلوا انقيادهم لهؤلاء الكبراء فهم، صاروا إلى هذه الحالة التي هي أسوأ من حالة الأنعامعنهم بالنيابة

هذه القضية لا بد أن تعرف لكن والنار فيها أتباع وفيها متبوعونف ، يقودونهم إلى النار حيثوعندئذ يندمون قال عنها النبي بلوغ الحجة ف،اقيام الحجة وبلوغهبعد و لا يعذب أحدا إلا بعد إرسال الرسل-عز وجل-االله لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ((: -صلى االله عليه وسلم–

))أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)٩(

وليس أن يفهم منها ما يصلح لمثلهذلك بوأما قيام الحجة ف

9

/ ١ج ) (١٥٣ (باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى االله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملة - أخرجه مسلم في كتاب الإيمان - ص ١٣٤. (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

أما أن يكابر ،ما يصلح لمثله وإنما يكفي بكر وعمربي بالضرورة أن يفهم منها فهم علماء المسلمين كأ من عباد االله وإذا أنكر عليه فيعبد قبر عبدمهاترةال أو يحمله الغضب على ،وجدنا الشيوخ على هذا: ويقول . ولا يلومن إلا نفسهقامت عليه الحجةقد هذا ف،أنت تنكر كرامات الأولياء: قال

سورة ) ٣١([ }نتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفينيا بني آدم خذوا زي{من الطواف بالبيت عراة كما رواه على المشركين فيما كانوا يعتمدونههذه الآية الكريمة رد ]الأعراف يث شعبة عن سلمة بن كهيل عن مسلم البطين عنمن حد -واللفظ له- وابن جرير ، والنسائي،مسلم

،كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء: قال -مارضي االله تعالى عنه-سعيد بن جبير عن ابن عباس فقال ، وما بدا منه فلا أحله،اليوم يبدو بعضه أو كله: وكانت المرأة تقول،الرجال بالنهار والنساء بالليل

.]سورة الأعراف) ٣١([ }ا زينتكم عند كل مسجدخذو{ :االله تعالى

) ٣١([ الآية }خذوا زينتكم عند كل مسجد{: في قوله -مارضي االله تعالى عنه-وقال العوفي عن ابن عباس

اللباس وهو ما يواري : والزينة،كان رجال يطوفون بالبيت عراة فأمرهم االله بالزينة: قال ]سورة الأعرافوهكذا قال مجاهد وا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد، والمتاع فأمر وما سوى ذلك من جيد البز،السوءة

ومالك عن الزهري وغير واحد من ،وعطاء وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وقتادة والسدي والضحاك

ولهذه الآية وما ورد في معناها ،شركين بالبيت عراةأنها نزلت في طواف الم: أئمة السلف في تفسيرها

، لأنه من الزينة؛ والطيب، ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد،من السنة يستحب التجمل عند الصلاة . لأنه من تمام ذلك؛والسواك

لق أيضا وتط-وهو ستر العورة- وهو المعنى الذي نزلت فيه الآيةتطلق على ما لا بد منه من اللباسالزينة فهذا ،والشائع في استعمال الزينة أنها تقال لما كان زائدا عن القدر الضروري ،على ما هو أعم من ذلك

ليس من الأمور و وما عدا ذلك فهو من باب الزينة،البناء مثلا القدر الضروري منه السقف والعمد والجدران كما قال كالحلي مثلا،د عن الضرورة يقال له زينة فالقدر الزائ، وهكذا أيضا ما يلبسه الإنسان،الضرورية

:القائل

وما الحلي إلا زينـة مـن نقيـصة

ــوفرا ــال م ــان الجم ــا إذا ك أم

اتتمم من حسن إذا الحـسن قـصر

اكحسنك لم يحتج إلـى أن يـزور

أن رجلا لبس لو ف،يكون نقيصة فيهيه بل يكمل النقص الذي في المرأة ولذلك فإن الرجل لا يحتاج إلفالحلي ،يكفيه جماله الطبيعي؛ لأنه فإن ذلك يكون في غاية القبح في حقه الخلاخل والأساور وما أشبه ذلك من الحلي

رد فهي في ستر العورات نزلتالآية و،الزينة تطلق على هذا وهذا وعلى كل حال ف،وكل شيء له ما يناسبه ويتدينون بإبداء العورة عند الطواف ويرون أن هذا -لعز وج-على المشركين الذين كانوا يتقربون إلى االله

، أن غير الحمس إما أن يطوف بثوب جديد وبعد الطواف يلقيه في المطاف؛ لأنهم كانوا يعتقدونربمن القإنهم لا يطوفون : وكانوا يقولون، يستعير ثوبا من أحمسي أو،ويسمونه اللقى يدوسه الناس بأقدامهم حتى يبلى

خذوا زينتكم عند كل { : وقالذاه فنهاهم عن،يتقربون إلى االله بهذافهم ، فيها-عز وجل- االله بثياب عصوا: يقال فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لكن لما كانت ،ستر العورات ب أي]سورة الأعراف) ٣١([ }مسجد

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

مما لا ولا يصلي بسراويل أو نحوها ،ان بثوب النوم باتخاذ الزينة عند الصلاة مطلقا فلا يصلي الإنسهو أمر: قال؟ أين تريد: لهقال ف، معه وهو حاسر الرأس خرجمولى ابن عباسقد جاء في الأثر أن و،يلقى به الناس

فلا،فاالله أحق أن يتجمل له: قال،لا: قال؟أتلقى الناس هكذا: حيث قال له فاحتج عليه بهذه الآية،الصلاةإلى

يتزين للناس إذا خرج وإذا صلى يصلي بأن أهون الناظرين إليه-عز وجل- يجعل االله للإنسان أنينبغي -صلى االله عليه وسلم-كان النبي حيث التزين لصلاة الجمعةينبغي وهكذا ،بهيئة يستحي أن يراه الناس فيها

لا يصلين أحدكم في (( لعاتقينوكذلك يدخل فيه ستر ا ، وهكذا الأعياد، كما هو معروفيلبس لها لبسا خاصا))الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء

)١٠( كمال الزينة فالعاتق وإن لم يكن عورة إلا أنه يستر من باب

.]سورة الأعراف) ٣١([ }خذوا زينتكم عند كل مسجد{ :لقوله تعالى

. أو موضع الصلاة، يعني عند كل صلاة]عرافسورة الأ) ٣١([ }عند كل مسجد{: قوله تعالىومعنى

: مرفوعا قال -مارضي االله تعالى عنه-ومن أفضل اللباس البياض كما روى الإمام أحمد عن ابن عباس

البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها ((: -صلى االله عليه وسلم-قال رسول االله رجاله على شرط ،هذا حديث جيد الإسناد ))د فإنه يجلو البصر وينبت الشعرم خير أكحالكم الإث وإن،موتاكم

)١١(حسن صحيح: وقال الترمذي،ه ورواه أبو داود والترمذي وابن ماج،مسلم .

ب البيضاء لها أثر ينعكس على قلب الثيا ف،أخذ الزينة له أثر في عبادة الإنسان وفي صلاته وفي إقبال ربهالحافظ ابن لك ذكر ذ كما يحصل للإنسان فيه انشراحو الطيب ينشرح له الصدرلك وكذ ،وعلى نفسهالعبد فمن المعلوم أن مثل هذه الأمور الظاهرة تؤثر في باطن الإنسان، أي أن المعاد في زاد-رحمه االله-القيم

]سورة المدثر) ٤([ }روثيابك فطه{ :هناك ملازمة بين الظاهر والباطن كما يذكر ذلك عند تفسير قوله تعالى

، جئت بإنسان يعمل في محطة أو عامل بناء وقد اعتاد على تلويث الثياب والبدن وما أشبه ذلكإذا ولذلكيجد أثر هذا في نفسه س فإنهوطيبته بأحسن الطيب وتنظف وأعطيته ثيابا بيضاء وأعطيته أنواع المنظفات

وكذلك يتغير حاله ،لى وبين دخوله المسجد في الثياب الثانيةبين دخوله المسجد بثيابه الأووسيكون هناك فرق

أخذوا المساجين حيثمل في بعض السجون في أمريكاأذكر أني قرأت تقريرا عحتى خارج المسجد و ،فوجدوا تغيرا في سلوك المساجين كل يوم بيضاء نظيفةاوصاروا يأمرونهم بالاغتسال يوميا ويعطونهم ثياب

تصل وكغير ملابستبحاجة إلى أن أنك شعر ستنظر إلى نفسك حينما تسافر سفرا شاقاولذلك ا ،وهذا مشاهد ،ت شعرت بالراحة والاطمئنان وتطيبت فإذا اغتسل، أحدتحب أن يراكفي غاية التثاقل ولا أنت وك إلى بيت

الرمي ويحلق تهي من نسان ما يصل إلى يوم النحر وين فالإخاصة أيام شدة الحر والحجوانظر إلى الحال في ، فإذا اغتسل وجد خفة ونشاطا وارتياحا،يحتاج أن يغتسل ويغير ملابسه و، في غاية الثقل يشعر أنهإلا وهو

كيف نرتاح في و ،الناس يسألون كيف نخشع في الصلاة في النفس، ومثل هذه الأمور تؤثرإن : لذلك نقولو

10وصححه ) ٩٩٨١(وأحمد ) ٧١ص / ٢ج ) (٧٦٩ (ل في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيءصلاة الرج -أخرجه النسائي في كتاب القبلة -

).٧٧٢٦(الألباني في صحيح الجامع برقم

11/ ٤ج ) (٣٨٨٠ (الأمر بالكحلي باب ف -أخرجه أبو داود في كتاب الطب - / ٨ج ) (٥١١٣( باب في الكحل –والنسائي في كتاب الزينة ) ٩ص

/ ٢ج ) (٣٤٩٧ (باب الكحل بالإثمد(-ه في كتاب الطبوابن ماج) ١٤٩ص / ١ج ) (٢٢١٩(وأحمد ) ١١٥٧ص وصححه الألباني في) ٢٤٧ص

).١٢٣٦(الجامع برقم صحيح

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

وقارن هذا اليوم بالأيام ك اغتسل قبل أن تذهب إلى العمل هذا الأمر وانظر الفرق، كذلجرب: نقول فالصلاة

. ذلك في نفسكأثرلا شك أنك ستجد ،الأخرى

رضي االله تعالى -قال ابن عباس :وقال البخاري ]سورة الأعراف) ٣١([الآية }وكلوا واشربوا{ :وقوله تعالى . خيلةسرف وم: ما أخطأتك خصلتان،كل ما شئت والبس ما شئت: -ماعنه

حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه : حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: وقال ابن جرير إسناده "أحل االله الأكل والشرب ما لم يكن سرف أو مخيلة ": قال-مارضي االله تعالى عنه-عن ابن عباس

)١٢(صحيح.

سمعت رسول االله : قال- تعالى عنهرضي االله-وروى الإمام أحمد عن المقدام بن معد يكرب الكندي

بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ،ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه((: يقول-صلى االله عليه وسلم-)) وثلث لنفسه شراب وثلث طعامفإن كان فاعلا لا محالة فثلث

: ورواه النسائي والترمذي وقال الترمذي )١٣(

.حسن صحيح: وفي نسخة،حسن

شتملت ا ]سورة الأعراف) ٣١([ }خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا{ يلاحظ أن هذه الآية . التي يرجع إليها خطاب الشارع الأمور هي وهذهعلى الأمر والنهي والإباحة

أن الزهد لا يكون في ترك الأكل بعض أهل العلم وأخذ منه، الأمر هنا للإباحة}وكلوا واشربوا{: قولهوهو أن تكون الدنيا في يده ولا تكون في قلبه، في القلبوالشرب وأخذ الزينة من اللباس وإنما الزهد معنى،

من مطاعمها متاع الدنيافكثير من الناس قد يكون في حالة من الرثاثة ويترك كثيرا من ،وهذا معنى وجيه وهو يملك أموالا طائلة أو يملك أموالا قليلة لكن الدرهم أو الريال لا يخرج ،ان اللباس الجيدومشاربها وألو

من اللباس والطعام الطيب لكن ا يترك كثير وتجده، فهذا لا يكون زاهدا، من قلبهةإلا وقد خرج معه قطع كان يحب الحلوى والحلو -عليه وسلمصلى االله -النبي إلا فإن و،لأنه بخيليتركه إما لأنه لا يجده أو يتركه

حبب إلي (( : ويقول، ويحب الطيب-وهو أطيب الطعام- يأكل الثريد -صلى االله عليه وسلم- وكان ،البارد))من الدنيا النساء والطيب

والتمتع يس الزهد أن يترك الإنسان الزواج فل،مثل هذا كله من الطيبات و)١٤(

فهذه الأشياء قد يتعاطاها ، وإنما الزهد ألا تدخل هذه الأشياء في قلبه،بألوان الطيبات من المآكل والمشارب فإذا كانت تسيطر على بها القلب مشغولا المشكلة أن يكونلكن ، فليس ثمة مشكلةالإنسان وقد لا يتعاطاها

سمن ينتسب إلى التصوف بلب م وما يفعله كثير من الناس،تركهاإن قلبه وهي غالبة عليه فليس بزاهد و ولا أصحابه وهم أزهد الناس -صلى االله عليه وسلم-هذا أمر لم يكن عليه النبي ف الطيباتالصوف وترك

لكن فالإنسان لا مانع من أن يركب مركبا جيدا وأن يلبس اللباس الجيد-م وأرضاهمرضي االله تعالى عنه-

12

".كل ما شئت والبس واشرب ما شئت ما أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة: "عن ابن عباس ولفظه) ٢١٨٠ص / ٥ج (أخرجه البخاري -

13والنسائي في السنن الكبرى في كتاب آداب ) ٥٩٠ص / ٤ج ) (٢٣٨٠( ما جاء في كراهية كثرة الأكل باب –ي في كتاب الزهد أخرجه الترمذ -

/ ٤ج ) (٦٧٧٠ (ذكر القدر الذي يستحب للإنسان من الأكل -الأكل وصححه الألباني في صحيح ) ١٣٢ص / ٤ج ) (١٧٢٢٥(وأحمد ) ١٧٨ص ).٢١٣٥(الترغيب والترهيب برقم

14وصححه الألباني في ) ١٢٨ص / ٣ج ) (١٢٣١٥(وأحمد ) ٦١ص / ٧ج ) (٣٩٣٩( باب حب النساء –أخرجه النسائي في كتاب عشرة النساء -

).٣١٢٤(صحيح الجامع برقم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٩

حيث يكون ذلك ذلك بلا يكثر من و،لا يخرجه ذلك إلى الإسراف والخيلاء ولا يفعل ذلك مباهاة للناسصلى االله -النبي إن وإلا ف،لئلا تشغل قلبه؛ يترك فضول هذه الأشياءينبغي عليه أن إنما و ،صارفا وملهيا له

مثل هذه الأشياء لا تخرج الإنسان ف ،لا تكاد تسبقما هي م والقصواء: كان عنده ناقة يقال لها-عليه وسلم فأهل العلم لهم ما ،يناسبه أيضا من اللباس والمراكب والمساكن وما أشبه هذا وكل إنسان له ما ،عن الزهد

قد يحسن من غيرهم لكنه لا يحسن و، يكون إزراء بهميناسبهم ويجملهم فإن خرجوا منه إلى غيره فإن ذلكن في طالب العلم الذي يسكو ، به من مركب وثوب ومسكن وما أشبه هذاما يليق كل إنسان له وهكذا،منهم معينا قد لا يكون لائقا به وإن كان اي وهكذا إذا لبس ز،لا يليق به التوسع بهذه الصورة في البناء هذا قصر

،ركب مركبا لا يصلح لمثله فهذا يكون منقصة في حقه وهكذا إذا ،لا يصلح لمثله فهذا يزري بهمباحا فإنه .واالله المستعان ،لا تناسبه و أشياء لا تليق بههناكلكن ،تخذ الرديء من هذه الأشياءيس معنى ذلك أنه ولي

وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا { : قوله-مارضي االله تعالى عنه-وقال عطاء الخرساني عن ابن عباس رفينسالم حبفي الطعام والشراب ]سورة الأعراف) ٣١([ }ي.

لا يحب االله إن : يقول االله تعالى]سورة الأعراف) ٣١([ }ه لا يحب المسرفيننإ{: وقوله: وقال ابن جريرل ما الغالين فيما أحل بإحلال الحرام أو بتحريم الحلال ولكنه يحب أن يحل،ه في حلال أو حرامالمتعدين حد

. وذلك العدل الذي أمر به،مم ما حر ويحر،أحل

كان إن وا تضييع المال فيما لا فائدة فيه يعتبر إسراف وكذلك،كان ذلك قليلاإن راف وإسبذل المال في المحرم وهكذا إذا توسع الإنسان في المأكل أو المشرب أو الملبس أو نحو هذا فوق حاجته فهذا يعتبر من ،قليلا

سبة لهذا من فقد يكون بالن، آخرإلى وهذا أيضا يختلف الحكم فيه في بعض الصور من شخص ،الإسرافهذا الإنسان الذي يشتري ف ، بحسب حال الإنسان من الغنى والفقر،الإسراف وبالنسبة لهذا ليس من الإسراف

به عشرة آلاف ويشتري ساعة بألف ليس من ت وإنسان آخر را،مسرفاساعة بألف وراتبه ثمانمائة ريال يعتبر اه ألفب راتأما من كان ،مسرفاليس ريال سين ألف أثاثا بخمإذا اشترى يملك الملايين وكذلك من ،الإسراف

يعيش على الذي فقير النسان والإ،هذا يعتبر من الإسراففريال ومائتي ريال ويشتري أثاثا بخمسين ألف ويلبس نعلا بحدود ،عمامة من أفخر الأنواع إلا ويلبس يجتمع من دخله خمسمائة ريالن إالصدقات ما

نوع من الجوالات ظهر ي راتبه سبعمائة ريال وكلما ذالفقير الكذلك و،فيه يحجر عليهذا سفه ،أربعمائة ريال .واالله المستعان ،يختلف من شخص إلى شخص، وهذا يعتبرون مسرفينفهؤلاء ،راهتشا

للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي{ونلمعم يات لقول الآينفص ة كذلكامالقي موسورة الأعراف) ٣٢([ }ي[.

يقول تعالى ردا على من حرم شيئا من المآكل أو المشارب أو الملابس من تلقاء نفسه من غير شرع من من حرم زينة الله التي { :د لهؤلاء المشركين الذين يحرمون ما يحرمون بآرائهم وابتداعهم قل يا محم:االله

هم فيها الكفار حبا في ك أي هي مخلوقة لمن آمن باالله وعبده في الحياة الدنيا وإن شر، الآية}أخرج لعباده .فإن الجنة محرمة على الكافرين؛ فيها أحد من الكفاركهم رش ولا ي،الدنيا فهي لهم خاصة يوم القيامة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١٠

هي للذين آمنوا في المعنى أن الطيبات من الرزق و،هذا استفهام إنكاري }قل من حرم زينة الله{: قوله تعالى ن بهاينفردوللمؤمنين خالصة الآخرة تكون لكن،هم وغيرهم من المشركينويشاركهم فيها غيرالحياة الدنيا

) ٣٥([ }وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين{ : كما قال تعالى، أحد فيهالا يشاركهم

:-صلى االله عليه وسلم-هيم في سورة البقرة لما قال إبراما مضى أيضا ويشهد لهذا المعنى ]سورة الزخرف

ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره {:فقال تعالى} أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخروارزق {صيرالم بئسذاب النار وسورة البقرة) ١٢٦([ }إلى ع[ يشهد ، و االله في الدنيا وعطاؤه لا يختص بالمؤمنينقفرز

سورة ) ٢٠([ }كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا{ :لهذا أيضا قوله تعالى

ثم جعلنا من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد{ : نفسها وقد قال قبل هذا في السورة]الإسراءمن كان يريد الحياة الدنيا { : وقال في آية أخرى]سورة الإسراء) ١٨([ }له جهنم يصلاها مذموما مدحورافيه مالهمأع همف إليا نوزينتهوونخسبا لا يفيه مها و* سلي الذين لئكأوة إلا النارفي الآخر م١٥([ } له-

؛ فالدنيا لا أنها في الدنيا يشترك فيها المؤمنون والكفار، أي هذا كله يؤيد ويشرح هذا المعنىف ]سورة هود) ١٦ لو كانت الدنيا تعدل عند االله جناح((: -صلى االله عليه وسلم– وقد قال النبي ،تساوي شيئا مما في الآخرة

)) شربة ماءها منسقى كافرابعوضة ما .خالصة للمؤمنينهي الآخرة ف وأما ، فالدنيا للجميع)١٥(

قريب مجيب، والحمد ، إن ربينسأل االله تعالى أن يجعلنا من المؤمنين الصادقين الفائزبن في الدنيا والآخرة .حبه أجمعينالله رب العالمين، وصلى االله وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الأمين وعلى آله وص

15

باني في صحيح وصححه الأل) ٥٦٠ص / ٤ج ()٢٣٢٠ (-عز و جل-باب ما جاء في هوان الدنيا على االله -أخرجه الترمذي في كتاب الزهد - ).٥٢٩٢(الجامع برقم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)٦( الأعراف سورة

ثمان السبت عخالد بن/ الشيخ

.وعلى آله وصحبه أجمعين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد، الحمد الله رب العالمين

حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن قل إنما { :في تفسير قوله تعالى - تعالىرحمه االله-قال المفسر ونلما لا تعلى الله مأن تقولوا علطانا ول به سنزي ا لمأن تشركوا بالله مق ور الحبغي غيالبو الإثم٣٣([ }و (

.]سورة الأعراف

لا ((: -صلى االله عليه وسلم-قال رسول االله : قال-رضي االله تعالى عنه-بد االله روى الإمام أحمد عن عأخرجاه )) ولا أحد أحب إليه المدح من االله،أحد أغير من االله فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن

)١(في الصحيحين . موتقدم الكلام على ما يتعلق بالفواحش ما ظهر منها وما بطن في سورة الأنعا،

أن تبغي غي والب،أما الإثم فالمعصية: قال السدي ]سورة الأعراف) ٣٣([ }والإثم والبغي بغير الحق{ :وقوله .ه على نفسه وأخبر أن الباغي بغي،الإثم المعاصي كلها: وقال مجاهدعلى الناس بغير الحق،

فحرم االله هذا ، والبغي هو التعدي إلى الناس،عل نفسهنه الخطايا المتعلقة بالفاأر به الإثم سوحاصل ما ف .وهذا

: أما بعد، والصلاة والسلام على رسول االله،الحمد الله، بسم االله الرحمن الرحيم

ا عرفن ]سورة الأعراف) ٣٣([ }قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن{ :-تبارك وتعالى-فقوله أن الفواحش هي الذنوب العظام وأنها لا تختص ال في تفسير ما ظهر من الفواحش هو بأن أقرب الأقوقبل

وفي دور البغاء في ،الزنا علانية مع البغايا ذوات الأعلام في الجاهلية يدخل فيما ظهر من الفواحشف ،بالزنا

.ا علانية ويدخل فيه أيضا سائر ألوان الفواحش وتعاطيه، الأيامهمثل هذ

وسائر ما يفعله ، الذنوب الكبار مثل الزنا سرا و، ما أخفاه الإنسان من الجرائم العظام}وما بطن{ :قوله .الإنسان من الكبائر ويخفيه عن الناس

لك من فيكون ذ،يطلق على المعصية سواء كان كبيرا أو صغيرا: الإثم }والإثم والبغي بغير الحق{ :قوله ويطلق الإثم أيضا ،من الفواحش فكل فاحشة لا شك أنها من الإثم وليس كل الآثام ،عطف العام على الخاص

وقد تطلقه ، وذلك يرجع إلى عرف الاستعمال لكنه هنا محمول على العموم،على بعض الذنوب خاصة

: كما قال الشاعر،العرب على أم الخبائث وهي الخمر

لـي شربت الإثـم حتـى ضـل عق

ــذ ــالعقول اك ــل ب ــم تفع ك الإث

1

/ ٤ج ) (٤٣٦١(باب تفسير سورة الأعراف –أخرجه البخاري في كتاب التفسير - باب غيـرة االله تعـالى -ومسلم في كتاب التوبة ) ١٦٩٩ص / ٤ج ) (٢٧٦٠ (وتحريم الفواحش ).٢١١٣ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

من فعل كذا فهو آثم، : المؤاخذة، تقوليوذكرنا في بعض المناسبات أن الإثم أيضا يطلق على تبعة الذنب وه .أعلمهي المؤاخذة، واالله التي يطلق على الذنب وعلى تبعة الذنب فهوفهذه هي التبعة، وهذا لا إشكال فيه

، وهذا القيد معتبر،ده هنا بأنه غير الحق وقي،المتعدي إلى الناس وهو النوع ،اأيض من الآثاموالبغي هو نوع من قبيل الصفة الكاشفة بل هو قيد معتبر؛ لأن البغي يكون تارة بحق وتارة يكون بمعنى أن هذا القيد ليس

سورة ) ٣٣([ }م ينزل به سلطاناتشركوا بالله ما ل وأن{ : كقوله تعالى بعد هذه، بخلاف بعض القيود،بغير حق

لا يمكن لأحد فهذا مبين للحقيقة كاشف لها وإلا ]سورة الأعراف) ٣٣([ }ما لم ينزل به سلطانا{ :هفقول ]الأعرافلها آخر لا ومن يدع مع الله إ{ :أمثلة ذلك قوله تعالى، ومن أن يشرك باالله ولديه سلطان على هذا الشرك

، برهانه آخر له فياإله ولا يمكن لأحد أن يدعو ]سورة المؤمنون) ١١٧([ }برهان له به فإنما حسابه عند ربهأن لا يمكن لأحد ف ]سورة البقرة) ٦١([ }ويقتلون النبيين بغير الحق{ :-تبارك وتعالى-وهكذا كما في قوله

وتارة لا تكون،على كل حال تارة تكون هذه القيود معتبرةو ،بحق -عليهم الصلاة والسلام-يقتل الأنبياء

والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما { : القيد في قوله تعالى:معتبرة، ومن أمثلة القيود المعتبرة .هذا قيد معتبرف ]سورة الأحزاب) ٥٨([ }اكتسبوا

شركاء في تجعلوا له: أي ]سورة الأعراف) ٣٣([ }وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا{ :وقوله تعالى

.عبادته

}ونلما لا تعلى الله مأن تقولوا عونحو ن دعوى أن له ولدامن الافتراء والكذب م ]سورة الأعراف) ٣٣([ }و

.]سورة الحـج) ٣٠([ الآية }وا الرجس من الأوثانفاجتنب{ :ذلك مما لا علم لكم به كقوله

أو يفسر القرآن أو ،ويدخل في هذا كل قول على االله بلا علم كالذي يفتي الناس بجهل ويتكلم في الأحكاموأن تقولوا على الله ما {: خل في عموم قوله كل ذلك يد، بغير علم-صلى االله عليه وسلم-حديث رسول االله

ونلمسورة الأعراف) ٣٣([ }لا تع[.

}ونتقدمسلا ية واعس ونتأخرسلا ي ملهاء أجل فإذا جة أجلكل أمو * نكمل مسر نكمأتيا يإم مني آدا بيونقصينونزحي ملا هو همليف عفلا خو لحأصن اتقى واتي فمآي كمليوا * عرتكباساتنا ووا بآيكذب الذينو

ونا خالدفيه مالنار ه ابحأص لئكا أونهسورة الأعراف) ٣٦-٣٤([ }ع[.

.قرن وجيل: أي} أمةولكل{: يقول تعالى

عليه – كما قال تعالى عن إبراهيم ،ة تطلق على الرجل الجامع لخصال الخير التي تفرقت في غيرهالأموادكر { :كما قال تعالى وتطلق أيضا على المدة الزمنية ]سورة النحل) ١٢٠([ }إن إبراهيم كان أمة{ :-السلام

مة من الناس وجد عليه أ{ : كما قال تعالىوتطلق أيضا على الجماعة من الناس ]سورة يوسف) ٤٥([ }بعد أمةقونس{ :-تبارك وتعالى-وتطلق أيضا على الطائفة المجتمعة على دين كقوله ]سورة القصص) ٢٣([ }ي إنو

الحافظ ابن كثير هنا قال كلها، وفالأمة تطلق على هذه الأشياء ]نونسورة المؤم) ٥٢([ }هذه أمتكم أمة واحدة

؛ لأن الطائفة المجتمعة على دين أدق-رحمه االله-ما ذكره ابن كثير ولعل " قرن وجيل:أي": -رحمه االله– .لا يزال حيا موجودايكون قد مات ومنها من منها من

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

وهؤلاء ، أجل وجماعة من الناس اجتمعت على شيء ل طائفة من الناسلكأي }ولكل أمة أجل{ :ومعنى قوله فاالله تبارك تعالى أرسل الرسل وأنزل ،يعني يكون لهم وقت محدد لنزول العذاب بهم يكونون في قرن وجيل

عليهم -له ت لهذه الأمم وقتا وزمانا ينزل عليهم به العذاب إذا كذبوا رسالكتب وبين حدوده وشرائعه فوقرضي - هذا قال به طائفة من السلف ، يمهلهم حتى يأتي هذا الأجل-تبارك وتعالى-فاالله -ة والسلاملصلاا

.-رحمه االله- وهو اختيار كبير المفسرين ابن جرير الطبري -ماالله تعالى عنه

.م إذا جاءت آجالهم يميته-عز وجل-أن االله أي يعني يموتون فيه}ولكل أمة أجل{: ومن أهل العلم من يقول

}ملهاء أج{ ميقاتهم المقدر لهم: أي }فإذا جونتقدمسلا ية واعس ونتأخرسسورة الأعراف) ٣٤([ }لا ي[.

}فمن اتقى وأصلح{ :فقال ر وحذر وبش،ثم أنذر تعالى بني آدم أنه سيبعث إليهم رسلا يقصون عليهم آياته

سورة ) ٣٥([} فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون{ ترك المحرمات وفعل الطاعات :أي ]سورة الأعراف) ٣٥([ .]الأعراف

كذبت بها قلوبهم واستكبروا عن العمل بها: أي ]سورة الأعراف) ٣٦([ }والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها{

}أص لئكأوونا خالدفيه مالنار ه ابداماكثون فيها مكثا مخل: أي ]سورة الأعراف) ٣٦([ }ح.

القول قرينة تقوي ]سورة الأعراف) ٣٥([ }يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي{ :قولهلعل هذا المقام يبين االله ف ، ينزل عليهم به العذابا محددامدة وزمان يعني }مة أجلولكل أ{: قولهأن أي ،الأول

.-عليهم الصلاة والسلام- شدة بأسه وعقابه لمن كذب رسله فيه للناس-تبارك وتعالى-

هذه "إن"فـ "ما" و"إن"كبة من أنها مر" إما" لفظة أصل]سورة الأعراف) ٣٥([ }يا بني آدم إما يأتينكم{: وقوله

.جاءت لتقوية الكلام وتأكيده نها صلة أو زائدة إعراباإ: ايقولون عنه" ما " و،هي الشرطية

كائنون منكميعني إن أتاكم رسل ]سورة الأعراف) ٣٥([ }يقصون عليكم آياتي إما يأتينكم رسل منكم{: وقوله

.ويبينونها لكمكامي يخبرونكم بأح

ه الجملة كون هذ ت يمكن أن ]سورة الأعراف ) ٣٥([ }فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون فمن اتقى وأصلح {: وقوله) ٣٥([ }يـاتي يقصون عليكم آ إما يأتينكم رسل منكم { : لقوله هي جواب الشرط التي هي فعل الشرط وجوابه

.، واالله أعلم فأطيعوهمهتقدير وا، مقدر الشرطجواب ويمكن أن يكون، ]سورة الأعراف

فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا {كانوا كافرين مأنه لى أنفسهموا عشهدنا ولوا عون الله قالوا ضمن د ونعتد ا كنتمم نقالوا أي منهفوتوي{

.]سورة الأعراف) ٣٧([

لا أحد أظلم ممن افترى الكذب على االله أو :أي }آياتهبفمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب {: يقول .كذب بآياته المنزلة

وذكرنا مرارا أن مثل هذا ، منه يعني لا أحد أظلم}فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا{ :قوله تعالى

هذه الآية للجمع بين؛فيه وأن ذلك في كل مقام يختص بالباب الذي ذكر ،الاستفهام مضمن معنى النفي

}ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها{ : المشابهة لها كقولهالآياتو

.مختصة بالباب الذي ذكرت فيهآية كون كل أي ت ،وما أشبه ذلك ]سورة البقرة) ١١٤([

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

منع من أن يزيد أحد هذه يمنع من التساوي وإنما ين أفعل التفضيل لا إ: يقالأن أو يكون الجواب عن هذا . واالله أعلم،المذكورات على الآخر

له ورزقه مع: قال]سورة الأعراف) ٣٧([ }أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب{ :يظقال محمد بن كعب القرإن الذين يفترون على الله الكذب { : كقوله،من بن زيد بن أسلم وكذا قال الربيع بن أنس وعبد الرح،وعمره

ونفلحلا ي* ونكفرا كانوا يبم الشديد ذابالع منذيقه ثم مهجعرنا مإلي ا ثمنيفي الد تاعسورة ) ٧٠- ٦٩([ }م* فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدورومن كفر { :وقوله ]يونس

. ]سورة لقمان) ٢٤- ٢٣([ الآية }نمتعهم قليلا

-رحمه االله-الحافظ ابن كثير جمع ]رافسورة الأع) ٣٧([ }أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب{: تعالىفي قوله

الكتاب إذا حمل على ف"عمله ورزقه وعمره": قال ف-مرضي االله تعالى عنه-بعض المعاني التي قالها السلف فيكون ذلك واقعا لا والذي قدر لهم هي السعادة والشقاوة ،ينالهم ما قدر لهم :يكون المعنىاللوح المحفوظ

.ما قدر لهم من العذابوكذلك در لهم من أرزاق وأعماريضا ما ق وكذلك أ،محالة

،حيث إن القرآن أخبر عما يقع بالمكذبين من العقوبة ، القرآن: في الآيةويحتمل أن يكون المراد بالكتاب . واالله تعالى أعلم،المعنى الأول أقرب من هذالكن ،لما أخبر بهفيكون ذلك تحقيقا

وحممما يرجع إلى هذا -مرضي االله تعالى عنه-ع المعاني التي ذكرها السلف له على اللوح المحفوظ وجم وسبقه إليه كبير المفسرين ، هنا-رحمه االله- وهذا الذي جرى عليه الحافظ ابن كثير ،أولى وأحسن وأقرب

، -رحمه االله- وجماعة من العلماء المحققين كالشنقيطي ،وكذلك الحافظ ابن القيم -رحمه االله-ابن جرير سورة ) ٣٧([ }أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب{: إن المراد بقوله تعالى: فهؤلاء العلماء وغيرهم يقولون

واقع فذلك من الهدى والضلال -عز وجل-اللوح المحفوظ مما قدره االله قع لهم ما قدر لهم في يأي ]الأعراف: -قال عليه الصلاة والسلام كما وأعمارهم من أرزاق لصلما يح، ويدخل في ذلك أيضا بهم لا يجاوزونه

))لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها(()٢(

.

.]سورة الأعراف) ٣٧([الآية }م رسلنا يتوفونهمحتى إذا جاءته{ :وقوله يخبر تعالى أن الملائكة إذا توفت .في مأين الذين كنتم تشركون به: م إلى النار يقولون لهمض أرواحهالمشركين تفزعهم عند الموت وقب

) ٣٧([ }قالوا ضلوا عنا{ ادعوهم يخلصوكم مما أنتم فيه؟الحياة الدنيا وتدعونهم وتعبدونهم من دون االله

: أي ]الأعرافسورة ) ٣٧([ }وشهدوا على أنفسهم{ ذهبوا عنا فلا نرجو نفعهم ولا خيرهم: أي ]سورة الأعراف

.]سورة الأعراف) ٣٧([ }أنهم كانوا كافرين{أقروا واعترفوا على أنفسهم

خوة إكما قال الضلال يفسر بالذهاب وذلك أن ،يعني ذهبوا ]سورة الأعراف) ٣٧([ }قالوا ضلوا عنا{: قولهلا يقصدون فهم ]سورة يوسف) ٩٥([ }لك القديمإنك لفي ضلا{ :-صلى االله عليه وسلم-يعقوب بيهم يوسف لأ

وإنما يقصدون أصل معناها ،الذهاب عن الهدى كما هو المعنى المتبادر عند إطلاق الضلالضلاله هنا

: كما قال الشاعر، وهو الذهاب عن حقيقة الشيء،اللغوي

2

/ ٢ج ) (٢١٤٤(ة باب الاقتصاد في طلب المعيش - كتاب التجارات أخرجه ابن ماجه في - وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ) ٧٢٥ص )٢٧٤٢.(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

ــة ــين جلي ــضلوه بع ــآب م ف

وغودر بـالجولان حـزم ونائـل

. فصار ذلك إخفاء له،دفنوه أنهم هنا يعنيمضلوهف

:ما قال الآخروك

شربت الإثـم حتـى ضـل عقلـي

ــم ت ــذاك الإث ــل ك ــالعقولفع ب

عقله، وهكذا توجد شواهد كثيرة تدل على أن الضلال يطلق بإزاء ذهاب الشيء تى ذهب شرب الخمر حيعني .عن حقيقته

الذهاب عن حقيقة ما وقع لا شك أن معناه]سورة يوسف) ٩٥([ }إنك لفي ضلالك القديم{ :خوة يوسفإوقول الضلال الشرعيا نبيا من أنبياء االله بأنه ضال إذ لا يمكن أن يصفو-عليه الصلاة والسلام-ليوسف

. إذ لو قصدوا ذلك لكفروا، واالله المستعانالمعروف؛

لجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من ا{اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف

}وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون* تعلمونولكن لا

يقول تعالى مخبرا عما يقوله لهؤلاء المشركين به المفترين عليه المكذبين بآياته ]سورة الأعراف) ٣٩-٣٨([}خلوا في أمممن أمثالكم وعلى صفاتك: أي ]سورة الأعراف) ٣٨([ }ماد.

. من أمثالكم وعلى صفاتكميعني في جملة أمم ]سورة الأعراف) ٣٨([ }ادخلوا في أمم{: قوله

) ٣٨([ }من الجن والإنس في النار{ من الأمم السالفة الكافرة: أي ]سورة الأعراف) ٣٨([ }قد خلت من قبلكم{

}في أمم{ويحتمل أن يكون ]سورة الأعراف) ٣٨([ }في أمم{: يحتمل أن يكون بدلا من قوله ]سورة الأعراف

.مع أمم: أي

ثم يوم القيامة{ :-عليه السلام-كما قال الخليل ]سورة الأعراف) ٣٨([ }كلما دخلت أمة لعنت أختها{ :وقوله

].سورة العنكبوت) ٢٥( [الآية }يكفر بعضكم ببعض

وقال الذين اتبعوا * إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب{ :ىوقوله تعالرة فنتبلنا كر أن لورا تبكم مأ منهء من م بخارجينا همو همليات عرسح مالهمأع الله ريهمي وا منا كذلك

.]سورة البقرة) ١٦٧([} النار

أنها ]سورة الأعراف) ٣٨([ }كلما دخلت أمة لعنت أختها{: أن قوله تعالى-رحمه االله-يقصد الحافظ ابن كثير عن بعضها بعضا ويتبرأ ليف اجتمع أولها وآخرها ،يعني إذا اجتمعت هذه الأمم في النار، تلعن أهل ملتها ، وليس المقصود أن كل أمة تلعن الأمة الأخرى، فالأمة الواحدة يحصل بينها هذا في النار،بعضها من بعض

،خل الأولون ودخل الآخرون وقع بينهم هذا اللعن والتبرؤدبأن ار في الن ركوااداوإنما الأمة الواحدة إذا نسأل - يتبرأ آخرهم من أولهم وأولهم من آخرهم و،يتبرأ الأتباع من المتبوعين ويتبرأ المتبوعون من الأتباعف

كلما أي ،وهذا المعنى هو المعنى المتبادر المشهور الذي عليه عامة المحققين من المفسرين، -االله العافيةرحمه - ككبير المفسرين ابن جرير من أهل العلموهذا صرح به جماعةدخلت أمة لعنت وشتمت أهل ملتها،

.]سورة الأعراف) ٣٩([ الآيات }وقالت أولاهم لأخراهم{ :ى هذا المعنى قوله تعالى بعد ذلك ويدل عل-االله

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

.اجتمعوا فيها كلهم: أي }حتى إذا اداركوا فيها جميعا{ :وقوله

. فيهااجتمعوافيعني أدرك بعضهم بعضا

}ماه{ الأتباع مأي أخراهم دخولا وه }قالت أخرملأنهم أشد جرما من أتباعهم ؛وهم المتبوعون }لأولاه.

ت أخراهم قال{ :قوله تعالىدقة عبارته جمع بين معنيين مشهورين في من -رحمه االله– الحافظ ابن كثيرمي دخلت ت الطائفة المتأخرة الأي ،أخراهم دخولا في النارأي : فالمعنى الأول ]سورة الأعراف) ٣٨([ }لأولاه فالحافظ ابن كثير ،يعني الأتباع يقولون للمتبوعين }قالت أخراهم{ والمعنى الثاني ،بلهالتي دخلت قتقول ل

دخولا وهم الأتباع أي : فقال عن الآخرة جمع بينهما بل،جح بين المعنيين ما احتاج أن ير-رحمه االله-

كانوا قبلهم وهم قدوتهم في الشر حيث موهم المتبوعين؛ لأن المتبوعين تقدالأتباع يدخلون بعدبمعنى أن .والضلال الكفر

،عهم فدخلوا قبلهمأي أخراهم دخولا وهم الأتباع لأولاهم وهم المتبوعون؛ لأنهم أشد جرما من أتباربنا هؤلاء { :هم الأتباع إلى االله يوم القيامة؛ لأنهم هم الذين أضلوهم عن سواء السبيل فيقولوننفيشكو

وم ي{ :كما قال تعالى ،أضعف عليهم العقوبة: أي ]سورة الأعراف) ٣٨([ }أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من الناروقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا *تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا

.]سورة الأحزاب) ٦٨-٦٦([ الآية }ربنا آتهم ضعفين من العذاب *فأضلونا السبيلا

الذين كفروا {: كقوله،بحسبه قد فعلنا ذلك وجازينا كلا: أي ]سورة الأعراف) ٣٨[( }قال لكل ضعف{ :وقولهالا مع وليحملن أثقالهم وأثق{ :وقال تعالى ]سورة النحل) ٨٨([ الآية }وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا

ر علم{ :وقال ]سورة العنكبوت) ١٣([ }أثقالهمم بغيضلونهي ار الذينزأو منسورة النحل) ٢٥([ الآية }و[.

الأتباع وهؤلاء ،يعني باعتبار أن الأتباع أضلوهم فتحملوا ذنوب أنفسهم وذنوب من وقع لهم الإضلال عليهمصلى االله – أو نحو ذلك كما قال على الكفرئ ولده منهم من أن يضل غيره كأن ينشأيضا لا يخلو الواحد

))فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه(( :-عليه وسلم ويقبل ، يقتدي به ويتأثر بهه أنمنكذلك يحصل و)٣(

) ٣٨[( }ل ضعفلك{ : قاللككما تحمل الذي قبله، لذ فيتحمل ذلك أيضا ، له فيحصل منه إضلاله غيرمنه

.]سورة الأعراف

}ماهلأخر مقالت أولاهل{ قال المتبوعون للأتباع: أي }ونا من فضليع لكم ا كانسورة الأعراف) ٣٩([ }فم[.

.فقد ضللتم كما ضللنا: قال السدي

نحن ما أجبرناكم وإنما جاءتكم الرسل يعني ]فسورة الأعرا) ٣٩([ }فما كان لكم علينا من فضل{: قولهم ، فأنتم ونحن سواء-عز وجل-لم تستعملوها ولم تعقلوا عن االله فونزلت عليكم الكتب وأعطاكم االله عقولا

.]هيمسورة إبرا) ٢٢([ الآية }إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم{ : كما يقول إبليسوهذا

}ونتكسب ا كنتمبم ذابوهذه الحال كما أخبر االله تعالى عنهم في حال ]سورة الأعراف) ٣٩([ }فذوقوا العل قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ب{ :محشرهم في قوله تعالى

3

/ ١ج ) (١٢٩٣ (باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام -أخرجه البخاري في كتاب الجنائز - ) ٤٥٦ص

/ ٤ج ) (٢٦٥٨ ( معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمينباب -ومسلم في كتاب القدر ).٢٠٤٧ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

رمينجبالله * كنتم م وننا أن نكفررار إذ تأمالنهل واللي كرل موا برتكباس عفوا للذينتضاس قال الذينولال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغ

لونمعسورة سبأ) ٣٣([ }كانوا ي[.

جمل في إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج ال{رمينجزي المنج كذلكاط والخي مس *زي الظالميننج كذلكاش وغو قهممن فوو ادمه نمهن جم م٤٠([ }له -

.]سورة الأعراف) ٤١

قاله مجاهد، صالح ولا دعاءلا يرفع لهم منها عمل: قيل المراد}لا تفتح لهم أبواب السماء{: قوله

وكذا رواه الثوري -مارضي االله عنه- ورواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس ،وسعيد بن جبير .-مارضي االله تعالى عنه-عن ليث عن عطاء عن ابن عباس

- مانهرضي االله تعالى ع-رواه الضحاك عن ابن عباس د لا تفتح لأرواحهم أبواب السماء، المرا: وقيل

أن رسول االله -رضي االله تعالى عنه-ما رواه ابن جرير عن البراء ويؤيده ،وقاله السدي وغير واحد

فيصعدون بها فلا تمر((: قال،صعد بها إلى السماءوأنه ي ذكر قبض روح الفاجر -صلى االله عليه وسلم-

بأقبح أسمائه التي كان يدعى بها - فلان: فيقولون ما هذه الروح الخبيثة؟: ملأ من الملائكة إلا قالواعلى صلى االله - ثم قرأ رسول االله )) حتى ينتهوا بها إلى السماء فيستفتحون بابها له فلا يفتح له-في الدنيا

وهو قطعة من حديث ، هكذا رواه،]سورة الأعراف) ٤٠([ الآية }لا تفتح لهم أبواب السماء{: -عليه وسلم

)٤(أبو داود والنسائي وابن ماجهرواه طويل .

لا تفتح لأعمالهم ولا ]سورة الأعراف) ٤٠([ }لا تفتح لهم أبواب السماء{: في قولهجوقد قال ابن جري . وهذا فيه جمع بين القولين واالله أعلم،لأرواحهم

لكن ، فلا مقال لأحد بعده-يه وسلمصلى االله عل- وإذا ثبت التفسير عن النبي ،المعنى الأول دل عليه الحديثقطع بالمعنى الذي ذكر في الحديث وهو بمعنى أنه ي،هذا لا يعني أن عموم الآية لا يدخل فيه المعنى الآخر

هذا القول ف ولهذا ، لا ينفي دخول المعنى الآخر وهو أنها لا تفتح لأعمالهم هذالكن ،أنها لا تفتح لأرواحهمرحمه -فسرها به ابن جرير هو الذي وهذا، بين المعنيينجمعهو -رحمه االله-الذي ذكره عن ابن جريج

-رحمه االله- والحافظ ابن القيم ،لا تفتح لأرواحهم ولا لأعمالهمأي ، وابن القيم وجماعة من أهل العلم-االله

يمان فالعمل بخلاف أهل الإ ،لم تفتح لأرواحهمة لما لم تفتح السماء لأعمالهم الصالح: يقول في بعض كتبه)٥(لأرواحهم السماء أبوابالصالح يرتفع لهم صباح مساء فإذا ماتوا فتحت

.

فترفع الأعمال ]سورة فاطر) ١٠([ }إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه{ : يقول-عز وجل-واالله وإذا ،وأما الكفار فلا يصعد لهم كلم طيب ولا عمل صالح ،وإليه يصعد الكلم الطيب -تبارك وتعالى-إلى االله

. واالله أعلم، منهاماتوا فإن أبواب السماء تغلق فلا تدخل أرواحهم

4

/ ٤ج ) (١٨٥٥٧(أخرجه أحمد - ).١٦٧٦(وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ) ٢٨٧ص

5/ ١ج ( كلام بهذا المعنى في مدارج السالكين -رحمه االله–له - ).٧٢ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

،فسروه بأنه البعير ]سورة الأعراف) ٤٠([ }ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط{ :وقوله تعالى .زوج الناقة: وفي رواية، ابن الناقة،هو الجمل: -رضي االله تعالى عنه-د قال ابن مسعو

حتى يلج الجمل في سم (ها إنه كان يقرؤ: -عنهمارضي االله تعالى -وقال مجاهد وعكرمة عن ابن عباس . يعني الحبل الغليظ في خرم الإبرة، بضم الجيم وتشديد الميم)الخياط

قال ابن ": قال الحافظ]سورة الأعراف) ٤٠([ }ن الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياطولا يدخلو{ :يقول تعالىالذي يقرأ هذا الكلام لأول "زوج الناقة: وفي رواية، ابن الناقة،هو الجمل: -رضي االله تعالى عنه-مسعود

؛ لأن هذا إيضاح لما لا زوج الناقة: قول ويبن الناقةا: إذ كيف يقولوهلة قد يستغرب من هذا الإيضاحرضي االله -بعض السلف فإن لهذا ، و ابتلي بمن ينقر ويسأل-رضي االله تعالى عنه-لكن ابن مسعود يخفى،

قيل عن ذلك من الناس من ينقر تنقيرا كما، والسبب أن الجمل الذي له أربع قوائم: لما ذكر هذا قال-عنه ما هو -وكان في المسجد أمام الناس- ذلك القارئ فسأل،بيتا وفيه ذكر الجمليه قرأ بعضهم علالأديب الذي

وما هو ابن الناقة؟ فغضب هذا : قال،ابن الناقة: ما هو البعير؟ قالو: قال،هو البعير: الأديبقال؟ فالجملهو الجمل : يقولكرغاء البعير وهو له رغاء والأديب وخرج عن طوره فجعل يحبو على أربع أمام الناس

!ي يقول هكذاذال !

لذلك لا تستغرب أن ،أتي مثل هذه العباراتتالأشياء الواضحة البينة ف من الناس من يسأل عنالمقصود أن ..".زوج الناقة.. ابن الناقة "ينقل عن ابن مسعود مثل هذا

مل هو الجمل المعنى المتبادر أن الج ]سورة الأعراف) ٤٠([ }حتى يلج الجمل في سم الخياط{ :تعالىل قوي فيمكن وهي قراءة متواترة )حتى يلج الجمل( وأما على القراءة الأخرى التي قرأ فيها ابن عباس ،المعروف

هو عبارة و، بحبل السفينة له وبعضهم يمثل،الجمل هو الحبل الغليظ: فيقال مثلا أن يفسر الجمل بمعنى آخر .مفتولة بحيث تكون في غاية الغلظ والضخامةالال عن مجموعة من الحب

حتى يلج الجمل في {على القراءة المتواترة راءات أخرى غير متواترة، وعلى كل حال فوفي هذه الآية أيضا قفيقال )الجمل( على قراءة وأما،الجمل المعروف يكون الجمل في الآية هو ]سورة الأعراف) ٤٠([ }سم الخياط

إذا أضيف إلى و،وأما السم والسم والسم فهو كل ثقب ،سلالق: الحبل الغليظ أو حبل السفينة الذي يقال لههو .، واالله أعلمثقب الإبرةفيراد به الخيط

: قال } مهادلهم من جهنم{: القرظي قال محمد بن كعب ]سورة الأعراف) ٤١([ }لهم من جهنم مهاد{ :وقوله

وكذا قال الضحاك بن مزاحم والسدي، ،فقال اللح ]سورة الأعراف) ٤١([ }ومن فوقهم غواش{ الفرش

}زي الظالميننج كذلكسورة الأعراف) ٤١([ }و[.

ونزعنا * أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدونوالذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها{ لا أنلو تديا كنا لنهمذا وانا لهدلله الذي ه دمقالوا الحو ارالأنه تهمري من تحغل تج نورهم مدا في صم

سورة ) ٤٣-٤٢([ }أورثتموها بما كنتم تعملون ودوا أن تلكم الجنةرسل ربنا بالحق ونهدانا الله لقد جاءت .]الأعراف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٩

منت آ: أي}والذين آمنوا وعملوا الصالحات{: الأشقياء عطف بذكر حال السعداء فقال تعالى حاللما ذكر .وا بآيات االله واستكبروا عنهارالصالحات بجوارحهم ضد أولئك الذين كفقلوبهم وعملوا

والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف {: وينبه تعالى على أن الإيمان والعمل به سهل؛ لأنه تعالى قالسورة ) ٤٣-٤٢([ } ما في صدورهم من غلونزعنا* الدوننفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خ

. من حسد وبغض:أي ]الأعراف

يمكن ]سورة الأعراف) ٤٢([ }والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها{ :تعالىاالله في قول جملة اعتراضية، وعلى هذا يكون معنى ]سورة الأعراف) ٤٢([ }ف نفسا إلا وسعهالا نكل{ :أن يكون قوله

جملة المعترضة جاء بهذه ال، وأولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون الذين آمنوا وعملوا الصالحاتو: الآية وعملوا الصالحات قاموا بكل الأعمال الصالحة أن هؤلاء الذين آمنواهو و لدفع توهم قد يتوهمه السامع

:وله فق،هذا غير صحيح؛ لأن االله لا يكلف نفسا إلا وسعهان أن عليها فبي غير المقدورالمقدور عليها و

، إلا وسعها؛ لأننا لا نكلف نفسا اما يقدرون عليه الصالحات موعملواعني ي}والذين آمنوا وعملوا الصالحات{بحسب الحاجة إليها لقيود في القرآن تأتي في كل موضع ومعلوم أن ا،جاء بهذا القيد لبيان هذا المعنىفهو .ي القرآن هذه القيود فاناك أمثلة وأنواع تذكر فيه فهمن شاء فليراجع قواعد التفسيرو ، أنواع كثيرةيوه

" من حسد وبغض:أي: " قال الحافظ]سورة الأعراف) ٤٣([ } ما في صدورهم من غلونزعنا{ :وقوله تعالى

أنهم يقفون على قنطرة بين الجنة والنار فيصفى ما في وهوهذا يمكن أن يفسر بهذا الحديث الذي ذكره هنا والإنسان قد ،دنيا فيدخلون الجنة بقلوب نقية طاهرة لا غل فيهاقلوبهم بسبب ما وقع بينهم من المظالم في ال

. نسأل االله العافية،يكون في قلبه غل على إخوانه

أرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان ممن قال االله : لما كان يوم صفين-رضي االله عنه-علي قد قال و وذلك أن ،وهذا يدل على أن الغل على اسمه ]سورة الأعراف) ٤٣([ } ما في صدورهم من غلونزعنا{: فيهم

فلا يهنأ الإنسان براحة ولا يلتذ بعيش وقلبه ، فهذا الغل يربط القلب،أصله الرباط الذي يكون في العنقالغل يتكدر عليه حيثأول من يعذب بهذا الغل هو صاحبه و-نسأل االله العافية- يحمل الغل على أحد من المسلمين

ونزعه من قلوبهم قبل ، عن أهل الجنة-عز وجل- يكدر النعيم نفاه االله الغللما كان لذلك ، ويتنغصهعيش

.أن يدخلوها

أنهم في بالآية ن المقصود أ-وبه قال طائفة من السلف-يرى -رحمه االله-وبعض أهل العلم كابن جرير م حسد بسبب ما يرون من تفاوت النعيم كما هو الجنة حينما يتفاضلون في المراتب والمنازل لا يقع في نفوسه

،ض والحطام الذي يتفاضلون فيهفي هذا العرهم يتحاسدون بما يرون من تفاوت فيهاالناسف ،الحال في الدنيا ذلك مما يحصل به التفاضل بين العقلية وغير ذلك من العلوم وما إلىاتوكذلك ما يتفاضلون فيه من القدر

.ا في الجنة فلا يحصل ذلك أم،الناس في الدنيا

غل ها يقع في فلاطاهرةتبقى فإن قلوبهم قبل دخولهم الجنةزع ما في صدورهم من الغلال إذا نعلى كل حو .وحسد بما يرون من التفاضل بين مراتب أهل الجنة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١٠

صلى -قال رسول االله : قال -رضي االله تعالى عنه-كما جاء في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار فاقتص لهم مظالم ((: -االله عليه وسلم

فوالذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله ،ذن لهم في دخول الجنةذبوا ونقوا أ حتى إذا ه،كانت بينهم في الدنيا)) منه بمسكنه كان في الدنيافي الجنة أدل

)٦(.

سورة ) ٤٣([ الآية }ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار{ :لهوقال السدي في قوإن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة وجدوا عند بابها شجرة في أصل ساقها عينان فشربوا من : ]الأعراف

رة ضمن الأخرى فجرت عليهم ن واغتسلوا ، فهو الشراب الطهور،إحداهما فينزع ما في صدورهم من غل .النعيم فلم يشعثوا ولم يتسخوا بعدها أبدا

يتعلق بتفسير ثم إنه ،لا يقال من جهة الرأيه يكون له حكم المرسل؛ لأن مثلمثل هذا هذا الأثر عن السدي، و .االله أعلمف ،ن هذا مما أخذ عن بني إسرائيلإ: ، إلا إذا قيلآية

صلى -قال رسول االله : قال-رضي االله تعالى عنه-لفظ له عن أبي هريرة روى النسائي وابن مردويه وال وكل ، فيكون له شكرا،لولا أن االله هداني: كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول((: -االله عليه وسلم

)) فيكون له حسرة،لو أن االله هداني: ر يرى مقعده من الجنة فيقولأهل النا)٧(

.

وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن { :-تبارك وتعالى- قوله من} ذاهدانا له{: قولهانا اللهدويشهد له الحديث الذي مضى آنفا وهو ، هدانا للجنة المعنى يحتمل أن يكون]سورة الأعراف) ٤٣([ }ه

،)) منه بمسكنه في الدنيافوالذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزله في الجنة أدل((: -صلى االله عليه وسلم-قوله * والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم{ :-تبارك وتعالى-وهو أيضا بعض ما يفسر به قول االله

مالهب لحصيو ديهمهيويهديهم على الصراط ويهديهم إلى ،هم إلى الصراطيهدي: أي ]سورة محمد) ٥-٤([ }س

. كل ذلك حاصل لهم، ويهديهم إلى منازلهم في الجنة،الجنة

يعني هدانا في الدنيا إلى الإيمان والعمل الصالح ]سورة الأعراف) ٤٣([ }هدانا لهذا{ ويحتمل أن يكون المرادلا حاجة للترجيح ف، وهما معنيان متلازمان،أدركوه فيها دخول الجنة وهذا النعيم المقيم الذي فيالذي تسبب

هدانا لسببه : أي]سورة الأعراف) ٤٣([ }الحمد لله الذي هدانا لهذا{ :هذا يقالعلى و، واالله تعالى أعلم، همابين وهذا الوجه من ،هم فيهاهداهم إلى منازل و،إلى هذا النعيم في الجنة وهدانا أيضا،وهو الإيمان والعمل الصالح

واالله تعالى من الاقتصار على أحد هذين المعنيين وهذا أحسن-رحمه االله-الجمع ذهب إليه الحافظ ابن القيم ومعلوم أن الآية إذا احتملت معنيين فأكثر وكان بينهما ملازمة فإنها تحمل ، ؛ لوجود الملازمة بينهماأعلم

.كعليهما إلا إذا وجد مانع يمنع من ذل

بسبب :ولهذا لما أورثوا مقاعد أهل النار من الجنة نودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون أيوإنما وجب الحمل على هذا لما ثبت ، أعمالكم نالتكم الرحمة فدخلتم الجنة وتبوأتم منازلكم بحسب أعمالكم

6

/ ٥ج ) (٦١٧٠ (باب القصاص يوم القيامة -ي في كتاب الرقاق أخرجه البخار - ).٢٣٩٤ص

7/ ٢ج ) (١٠٦٦٠(أخرجه أحمد - / ٢ج ) (٣٦٢٩(والحاكم ) ٥١٢ص .٤٥١٤(وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم ) ٤٧٣ص (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١١

: قالوا))أحدكم لن يدخله عمله الجنةعلموا أن او((: أنه قال-صلى االله عليه وسلم-في الصحيحين عنه

))ولا أنا إلا أن يتغمدني االله برحمة منه وفضل((: ولا أنت يا رسول االله؟ قال)٨(

.

جعلها الحافظ ابن وقد ]سورة الأعراف) ٤٣([ }الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون{ :أي أن الباء للسببية في قوله: يقال أيضاأن ذلك كما يمكن ولا إشكال في،نا سببا لنيل الرحمة التي بها تنال الجنة ه-رحمه االله-كثير

، المذكورلا يكفي وحده لدخول الجنة للحديث بمعنى أنه ،مستقلا لكن هذا السبب ليس،سبب لدخول الجنةإنها . واالله أعلم، فوق ذلك-عز وجل-رحمة االله و،وعلى كل حال العمل سبب

. أجمعين، والحمد الله رب العالمين وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبهوصلى االله

8

/ ٥ج ) (٦٠٩٨( باب القصد والمداومة على العمل - أخرجه البخاري في كتاب الرقاق - - ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم) ٢٣٧٣ص

/ ٤ج ) (٢٨١٦ (باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة االله تعالى .٢١٦٩ص (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

باح المنير في تهذيب تفسير ابن كثيرالمص

)٧(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.وصحبه أجمعينآله وعلى ، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد، الحمد الله رب العالمين

اب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما أصح ونادى{ :في تفسير قوله تعالى - تعالىرحمه االله-قال المفسر لى الظالميننة الله عأن لع منهيب ؤذنم فأذن ما قالوا نعقح كمبر دعا ودتم مجل وا فهقنا حبنا ردعو * الذين

.]سورة الأعراف) ٤٥-٤٤([ } ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرونيصدون عن سبيل الله

أن قد وجدنا ما { يخبر تعالى بما يخاطب به أهل النار على وجه التقريع والتوبيخ إذا استقروا في منازلهمقد وجدنا ما وعدنا ربنا {: أي قالوا لهمللتحقيق" قد"هاهنا مفسرة للقول المحذوف و" أن "}وعدنا ربنا حقا

ما قالوا نعقح كمبر دعا ودتم مجل وا فهقكما أخبر تعالى في سورة الصافات عن الذي كان له قرين من }ح* ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين* لتردينقال تالله إن كدت * فاطلع فرآه في سواء الجحيم{ الكفار

تينيبم نا نحتتنا الأولى* أفموإلا م ذبينعبم نا نحمينكر عليه مقالته التي : أي]سورة الصافات) ٥٩-٥٥([ }وهذه { : يقولون لهم،وكذلك تقرعهم الملائكة، نكالعه بما صار إليه من العذاب والويقر يقولها في الدنيا

ونا تكذبالتي كنتم به النار* ونصرلا تب أنتم ذا أمه رأفسح * كملياء عووا سبرلا تص وا أوبرا فاصهلواصلونمتع ا كنتمم نوزا تجورة الطورس) ١٦-١٤([ }إنم[.

ويا ،يا أبا جهل بن هشام(( : القليب يوم بدر فنادىى قتل-صلى االله عليه وسلم-ع رسول االله وكذلك قر

فإني وجدت ما ،؟هل وجدتم ما وعد ربكم حقا -وسهمءوسمى ر- ويا شيبة بن ربيعة،عتبة بن ربيعةوالذي نفسي بيده ما أنتم ((: قال،؟فواقوما قد جي تخاطب ،يا رسول االله: وقال عمر))وعدني ربي حقا

))ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا، بأسمع لما أقول منهم)١(

.

نبينا ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،الحمد الله رب العالمينبسم االله الرحمن الرحيم، : أما بعد، وعلى آله وصحبه أجمعين،محمد

فلم ]سورة الأعراف) ٤٤[( }فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا{: النار قالوا لهمإن أهل الجنة لما خاطبوا أهل ف

باعتبار أن الوعد هاهنا لا -واالله أعلم- وجه ذلك يحتمل أن يكونو ،هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا: يقولوا

لم يكن أي كذب وأعرضوتوعد من توعد جميع المكذبين-عز وجل-فاالله بل هو لكل الناس، ميختص به .إنما هو وعيد عام والوعيد متوجها لهؤلاء بأعيانهم أو بخصوصهم

أي ،خطابلسقوط مرتبة هؤلاء الكافرين عن رتبة التشريف بال الخطاب كان بهذه الصورة؛ أن يكون ويحتمل

.-تبارك وتعالى-والعلم عند االله ، لانحطاط مرتبتهم -عز وجل-لم يتوجه إليهم خطاب االله

1 )٢٦ص / ١ج ) (١٨٢(وأحمد ) ١٠٩ص / ٤ج ) (٢٠٧٥ (أرواح المؤمنين باب –أخرجه النسائي في كتاب الجنائز -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

.أعلم معلم ونادى مناد: أي ]سورة الأعراف) ٤٤([ }فأذن مؤذن بينهم{ :وقوله تعالى

من الكتاب على هذا دليل وليس ،من الملائكةإنه : بعض أهل العلم يقول لكن،هذا المؤذنمن حدد لم يهنا

. فاالله تعالى أعلم،ولا من السنة

.مستقرة عليهم: أي }المينأن لعنة الله على الظ{

سورة ) ٤٥([ }الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون{ :ثم وصفهم بقوله ويبغون أن تكون السبيل ،وما جاءت به الأنبياء يصدون الناس عن اتباع سبيل االله وشرعه: أي ]الأعراف

.حتى لا يتبعها أحد قيمةمعوجة غير مست

اتخذوا أيمانهم جنة { :-تبارك وتعالى-قوله يقال في ما }الذين يصدون عن سبيل الله{: في قوله تعالىيقاللذين ا{ :قوله ف،تأتي لازمة وتأتي متعدية" صد"باعتبار أن ]سورة المجادلة) ١٦([ }فصدوا عن سبيل الله أنها وباعتبار،يصدون في أنفسهم فلا يؤمنون ولا يتبعون صراط االله المستقيم أي}يصدون عن سبيل الله

. فكل ذلك داخل في معناها واالله تعالى أعلم،يصدون غيرهم ويضلونهمأي : متعدية يقال

عتبار أنهم ضلوا في أنفسهم ولم يكتفوا والقول بأنهم يصدون غيرهم عن سبيل االله قد يتضمن المعنى الأول با

. بل أضلوا غيرهم وصدوهم وصرفوهم،بهذا

}ونة كافرم بالآخره{أي وهم بلقاء االله في الدار الآخرة ]سورة الأعراف) ٤٥([ }وونجاحدون :أي }كافرلأنهم لا ؛لمول والعن الق فلهذا لا يبالون بما يأتون من منكر م،مكذبون بذلك لا يصدقونه ولا يؤمنون به

. في الناس أقوالا وأعمالا فهم شر،يخافون حسابا عليه ولا عقابا

} لم كمليع لامنة أن سالج ابحا أصونادو ماهبسيم كلا رفونعال ياف رجرلى الأععو ابا حجمنهيبو مها وخلوهديونعطماب النار قالوا *يحتلقاء أص مهارصرفت أبإذا صو م الظالمينالقو علنا معنا لا تجبر {

.]سورة الأعراف) ٤٧-٤٦([

من وهو الحاجز المانع ، ه أن بين الجنة والنار حجابا ذكر تعالى مخاطبة أهل الجنة مع أهل النار نبلما .صول أهل النار إلى الجنةو

فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة { :وهو السور الذي قال االله تعالى فيه :قال ابن جريرذابله العمن قب هظاهروهو الأعراف ]سورة الحديد) ١٣([ }و.

بين المؤمنين وبين : أي- ]سورة الحديد) ١٣([} نهم بسور له بابفضرب بي{: السور في قوله تعالىتفسير

ذكره أيضا كبير المفسرين ابن جرير وذكره و-رحمه االله- ذكره الحافظ ابن كثير الأعرافبأنه -المنافقين

لك من قبيل يكون ذ و،-رحم االله الجميع-كابن القيم وكذلك الشيخ محمد الأمين الشنقيطي من أهل العلم طائفة

، كذلك وقد لا يكونقد يكون ف ولكن في مثل هذا الموضع لا يجزم بأن هذا هو تفسيره،تفسير القرآن بالقرآن

وعلى الذين هادوا { :-تبارك وتعالى-كقوله تفسير القرآن بالقرآن منه ما يلوح فيه وجه الارتباطومعلوم أن }وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل{ :مع قوله ]ورة الأنعامس) ١٤٦([ }حرمنا كل ذي ظفر

) ٢([ }الحمد لله رب العالمين{ :هكذا في مثل قوله و،فآية النحل هذه تفسرها آية الأنعام ]سورة النحل) ١١٨([

) ٢٤-٢٣([ }قال رب السماوات والأرض وما بينهما* ا رب العالمينقال فرعون وم{ :مع قوله ]سورة الفاتحة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

فضرب {: بقوله ]سورة الأعراف) ٤٦([ }وبينهما حجاب{ :قوله تفسير لكن،بهذا يفسر هذا اللفظ ]سورة الشعراءابب ور لهم بسنهيبين ، وقد يكون السور الذي يضرب احتمال قد يكون كذلكهذا ]سورة الحديد) ١٣([} ب

.-عز وجل-العلم عند االله و،في سورة الأعرافالمؤمنين والمنافقين ليس هو الحجاب المذكور

ثم روى بإسناده عن ]سورة الأعراف) ٤٦([ }وعلى الأعراف رجال{ :وهو الأعراف الذي قال االله تعالى فيه . وهو السور وهو الأعراف:]سورة الأعراف) ٤٦([ }وبينهما حجاب{ : قوله تعالىالسدي أنه قال في

. سور له باب،الأعراف حجاب بين الجنة والنار: وقال مجاهد

وإنما قيل لعرف ،رفا وكل مرتفع من الأرض عند العرب يسمى ع،رفوالأعراف جمع ع: قال ابن جرير

. لأن أصحابه يعرفون الناس؛إنما سمي الأعراف أعرافا: ديوقال السك عرفا لارتفاعه، الدي

في مكان مشرف على مأصحابه يعرفون الناس باعتبار أنه أن يأ : مثل قول السديومن أهل العلم من وجهه

ويعرفون أهل ،ضع السجود التي لا تأكلها الناركموا بعلاماتهمأهل الجنة فيعرفون أهل الجنة وأهل النار

سورة ) ١٠٢([ }ونحشر المجرمين يومئذ زرقا{ : ومن علاماتهم ما ذكره االله تعالى في قوله،اتهمالنار بعلام

.]سورة آل عمران) ١٠٦([ }يوم تبيض وجوه وتسود وجوه{ :-عز وجل-يعرفونهم بالسواد كما قال و]طـه

.ئاتهموأصحاب الأعراف هم قوم استوت حسناتهم وسي

رضي االله - وهو الذي عليه عامة السلف من الصحابة ،هذا القول هو المشهور في تفسير أصحاب الأعراف

ولم يتفق -صلى االله عليه وسلم- ولم يرد تحديد ذلك في شيء ثابت عن رسول االله ،من بعدهم و-معنه

أنهم قوم : أي،ذا هو الأشهر لكن ه، وإنما فيه أقوال متعددة، على معنى فيه-مرضي االله عنه-الصحابة ؛ لأنهم لو كانوا أصحاب الأعراف بأنهم من الملائكة وهذا أحسن من أن يفسر ،استوت حسناتهم وسيئاتهم

سورة ) ٤٦([ }لم يدخلوها وهم يطمعون{ : تعالى كما سيأتي في قوله،كذلك فإن السياق بعده لا يساعد على هذا

.هذا لا يرد في الملائكة و-على الراجح- عرافيعني أصحاب الأ ]الأعراف

طلاع على حال هؤلاء ناس من أفضل أهل الإيمان قد فرغ من حسابهم فتفرغوا للا القول بأنهم وكذلكسورة ) ٤٦([ }لم يدخلوها وهم يطمعون{ : تعالىلقوله أيضا؛ بعدفيه قولفهذا -كما قال بعضهم– وهؤلاء

قوم ، وإنما يكون هذا في الجنةيطمعون في دخول من مثابةن لا يكونون بو الإيمان السابقهلفأ ]الأعراف

.خلهم الجنةأن تديرجون دخولها لم تبلغ بهم أعمالهم

لم يأذن ممن وقتلوا في سبيله-عز وجل-خرجوا للجهاد في سبيل االله إنهم الذين : يبعد قول من قال أيضاوأهل إنهم : قول من قالكذا و هؤلاء أولاد الزنا نإ: قول من قالكذلك و، لذلك آباءهم فحبسوا عن الجنةمله

والمقصود ،أنهم لم يدخلوها وهم يطمعونميعهم لا يحكم على ج ولذلك أهل الفترة ورد أنهم يمتحنونف ،الفترة

فيدخلوا النار أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم ترجح كفة السيئات -واالله أعلم- هذه الأقوال ربأقأن

. واالله أعلم، بسبب ذلك فبقوا على الأعراف،ولم ترجح كفة الحسنات فيدخلوا الجنة

نص عليه حذيفة وابن عباس وابن مسعود هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، : وأصحاب الأعراف

.-رحمهم االله-وغير واحد من السلف والخلف -مرضي االله تعالى عنه-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

هـم قـوم : فقال: أنه سئل عن أصحاب الأعراف قال -رضي االله تعالى عنه -ن حذيفة وروى ابن جرير ع فوقفـوا : قـال ، فت بهم حسناتهم عن النار فقعدت بهم سيئاتهم عن الجنة وخل ،استوت حسناتهم وسيئاتهم

.هناك على السور حتى يقضي االله فيهم

لم يدخلوها وهم { :الأنبياء لا يقال في حقهم ف،أصحاب الأعراف هم الأنبياءإن : من قال الأقوال قول وأبعدونعطمسورة الأعراف) ٤٦([ }ي[.

. هذا لا دليل عليه يشهدون على الناس الذين-الشهداء يوم القيامة-العدول من كل أمة من الأمم نهم إ: قولالو

واالله ما :قال ]سورة الأعراف) ٤٦([ }معونلم يدخلوها وهم يط{ إنه تلا هذه الآية: وقال معمر عن الحسن . أنبأكم االله بمكانهم من الطمعقد: وقال قتادةفي قلوبهم إلا لكرامة يريدها بهم، جعل ذلك الطمع

أو يطلب حصول شيء يستحيل وقوعه أو يبعد في،حصول شيء يستحيل وقوعهالمرء والتمني هو أن يرج

: كما قال الشاعرمجاري العادات

ــا ألا ــود يوم ــشباب يع ــت ال لي

ــشيب ــل الم ــا فع ــأخبره بم ف

،المهمل أن يكون متفوقا في دراسته ونتائج اختباره طالإنسان المفرومن صور طلب المستحيل أن يتمنى

.اتمنييسمى مثل هذا ف

قول فيطمع الذي فلا تخضعن بال{ :-عز وجل- ولهذا قال االله ،فهو الشيء قريب المنالأما الرجاء والطمع ضرجت وتكسرت مع الرجال الأجانب إذا خضعت بالكلام وتغناأنهوذلك ]سورة الأحزاب) ٣٢([ }في قلبه م

لأخرى النزيهة ا لخلاف غنجها وتكسرهاتذها قريب وأنها سهلة التناول ب أخ بمعنى أن،فإنهم يطمعون فيها ذلك الشيء يه حتى تجعلترج أي أنك أطمعته فطمع: تقول ولذلك، فيهالا يطمعون م فإنهالشريفة العفيفة

دخلوها أمر بدخولها؛ لأن وهم يطمعونا الجنة فهؤلاء لم يدخلو،قريب المنال بالنسبة إليه فيطمع في حصولهلك تمنيا ن ذولا يكال لم ييأسوا معها من دخول الجنة خلافا لأهل النار ولذلك فهم في ح ، بالنسبة إليهمقريب

طمعهم بدخول فهم من أهل الإيمان وعندهم من العمل الصالح ما ي،بالنسبة إليهم بل هو شيء قريب المنال

يضع الموازين وتوزن أعمال -عز وجل-فاالله ؛ والعبرة بما غلب ،أقعدهم هو الذي لهم السيئملكن ع الجنة .هذا هو الهالكف وويل لمن غلبت آحاده عشراته ،الناس فمن غلبت حسناته نجا

يعني ،العلمببعض أهل العلم يفسر الطمع ]سورة الأعراف) ٤٦([ }لم يدخلوها وهم يطمعون{ :تعالىوفي قوله

.، واالله أعلم وهذا خلاف الظاهر المتبادر،وهم يعلمون

جنة أم إلى أصحاب هل يرجع إلى أصحاب ال]سورة الأعراف) ٤٦([ }لم يدخلوها{: والضمير في قوله

وإنما ن أصحاب الجنة لم يدخلوا الجنة وهم يطمعونإ: هل أصحاب الأعراف يقولونالأعراف؟ بمعنى

لم يدخلوا الجنة أصحاب الأعرافإن : الجنة هم الذين يقولونأصحابم أن أ-عز وجل-برحمة االله دخلوها

؟وهم يطمعون في ذلك

وهذا ،عني أن أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون بدخولهاي ، واالله تعالى أعلم،الثاني هو الأقرب

فقد -رحمهما االله– وهو الذي يدل عليه قول قتادة وقول الحسن -رحمه االله-هو الذي اختاره ابن القيم المعنى

كرامة يريدها بهم، في قلوبهم إلا لواالله ما جعل ذلك الطمع : قال}لم يدخلوها وهم يطمعون{: الحسنقال

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

أي أن ،إلى أصحاب الأعراف، وهذا يدل على أن الضمير يعود قد أنبأكم االله بمكانهم من الطمع: وقال قتادة

. ما دخلوا الجنة بعد وهم يطمعون في دخولهامإنه: يقولاالله يصف حالهم في هذه الآية ف

سورة ) ٤٧([ }النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمينوإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب { :وقوله .]الأعراف

إن أصحاب الأعراف إذا نظروا إلى أهل النار : -مارضي االله تعالى عنه-قال الضحاك عن ابن عباس .]سورة الأعراف) ٤٧([ }ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين{: وعرفوهم قالوا

، يعني جهة اللقاء" تلقاء"معنى ]سورة الأعراف) ٤٧([ }وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار{ :يقول تعالى

.وهي جهة المقابلة

،الفتح وإلا فالباقي ب،فقط" تبيان "لا يوجد له في اللغة العربية نظير إلا فعالمصدر على وزن ت" تلقاء"لفظ و

.-بالكسر– تكرار يصحلاو -بالفتح– كرارت: تقولف

}ونتكبرتس ا كنتممو كمعمج نكما أغنى عقالوا م ماهبسيم مرفونهعالا ياف رجرالأع ابحى أصنادؤلاء *وأهبر الله منالهلا ي تممأقس الذينليف عنة لا خوخلوا الجة ادمحنونزتح لا أنتمو سورة الأعراف) ٤٩-٤٨([ }كم[.

وقادتهم يعرفونهم في النار إخبارا عن تقريع أهل الأعراف لرجال من صناديد المشركين يقول االله تعالى .]سورة الأعراف) ٤٨([ }ا كنتم تستكبرونوم{كثرتكم : أي }ما أغنى عنكم جمعكم{ :بسيماهم

وعلامة أهل النار كما سبق في ]سورة البقرة) ٢٧٣([ }تعرفهم بسيماهم{ : كما قال تعالى العلامةيالسيما ه

يوم { :ه تعالىقولمثل هذا و ،عيونهم زرقأي أن ]سورة طـه) ١٠٢([ }ونحشر المجرمين يومئذ زرقا{ :قولهوهجو دوتسو وهجو ضييعني ]سورة آل عمران) ١٠٦([ }تبيمهوهوجفون بسواد عر.

}ونتكبرتس ا كنتممبل صرتم إلى ،لا ينفعكم كثرتكم ولا جموعكم من عذاب االله: أي ]سورة الأعراف) ٤٨([ }و .ما أنتم فيه من العذاب والنكال

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ]سورة الأعراف) ٤٩([ }ء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمةأهؤلا{

) ٤٩([ }ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون{ أصحاب الأعراف:يعني: -مارضي االله تعالى عنه-

.]سورة الأعراف

فيكون ذلك ليس من كلام أصحاب إلى أصحاب الأعراف ةعائد أنها}أهؤلاء{: قوله في الإشارةتسرإذا ف

أنهم أقسمتم أيها المشركون الذين يعني أصحاب الأعراف}أهؤلاء{ :كلام متكلم آخر يقولهو ف وإنما الأعرا

.ادخلوا الجنة: يقال لهم ينالهم االله برحمة نل

أصحاب الجنة الذين أي }أهؤلاء{ :هل النارأصحاب الأعراف يقولون لأكلام من تمام أن هذا والقول الآخر

نإ: وتقولون ]سورة الأحقاف) ١١([ }لو كان خيرا ما سبقونا إليه{ : عنهمم تحتقرونهم في الدنيا وتقولونكنت

ما { : وكما قال بعضكم]سورة مريم) ٧٧([ } مالا وولدالأوتين{ : كما قال قائلكم لكم- بعث ثم كانلو-الآخرة حتقرونهم بهنتم توأشباه ذلك مما ك ]سورة هود) ٢٧([ }نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا

ادخلوا {: يقال لمن احتقرتموهموأي هاه! كم ل ستكونن الآخرةفإلو كان بعث ونشور ه أنمكون لأنفسرجتوليف عنة لا خوالجنونزتح لا أنتمو سورة الأعراف) ٤٩([ }كم[.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

المذكورة في لعله حمله على ذلك القرينة،أصحاب الأعرافعائد إلى }أهؤلاء{ :قوله إن: وقول من قال

إلابقيقد دخلوا الجنة وما باعتبار أن أهل الجنة ]سورة الأعراف) ٤٩([ }نةادخلوا الج{ : وهي قولهالآية

) ٤٩([ }ادخلوا الجنة{ : لكن يجدونهم قد قيل لهمأهل النار يسيئون الظن بهمن وذلك أ هؤلاء قد حبسوا عنها

.]سورة الأعراف

والعلم عند االله ،جنة ممن لم يدخل النارأصحاب الأعراف هم آخر من يدخل الإن : وقد قال جماعة من السلف

.-عز وجل-

ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما {لى الكافرينع * ماتخذوا دينه الذين مهمووا لقاء يا نسكم ماهننس موا فالينياة الديالح متهغرا ولعبا ووله

وندحجاتنا يا كانوا بآيمذا وسورة الأعراف) ٥١- ٥٠([ }ه[.

.ون إلى ذلكوأنهم لا يجاب من شرابهم وطعامهم يخبر تعالى عن ذلة أهل النار وسؤالهم أهل الجنة

؟من أين جاء الطعام "يخبر تعالى عن ذلة أهل النار وسؤالهم أهل الجنة من شرابهم وطعامهم: "في قوله

.، واالله أعلم على الطعاممحمول ]سورة الأعراف) ٥٠([} أو مما رزقكم الله{ :قولهم

سورة ) ٥٠([ }ء أو مما رزقكم اللهونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الما{ :قال السدي . يعني الطعام ]الأعراف

: ينادي الرجل أباه أو أخاه فيقول له: وقال الثوري عن عثمان الثقفي عن سعيد بن جبير في هذا الآية قال

) ٥٠([ }إن الله حرمهما على الكافرين{ :فيقولون، أجيبوهم: من الماء فيقال لهمترقت فأفض عليقد اح

.]سورة الأعراف

يعني طعام الجنة ]سورة الأعراف) ٥٠([ }إن الله حرمهما على الكافرين{: وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم .وشرابها

عبا واغترارهم بالدنيا وزينتها باتخاذهم الدين لهوا ولعالى الكافرين بما كانوا يعتمدونه في الدنياثم وصف ت . للآخرةلمن العمبه وزخرفها عما أمروا

يعاملهم معاملة من نسيهم؛ : أي ]سورة الأعراف) ٥١([ }فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا{ :وقولهسورة ) ٥٢([ }في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى{ :عن علمه شيء ولا ينساه كما قال تعالى ذشنه تعالى لا يلأ

كذلك أتتك { :وقال ]سورة التوبة) ٦٧([ }نسوا الله فنسيهم{: وإنما قال تعالى هذا من باب المقابلة كقوله ]طـهاتنا فنسيتهىآيتنس موالي كذلكلقاء { :وقال تعالى ]سورة طـه) ١٢٦([ }ا و ا نسيتمكم اكمننس موقيل اليو

.]سورة الجاثية) ٣٤([ }يومكم هذا

مهم فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يو{ :في قوله -مارضي االله تعالى عنه-وقال العوفي عن ابن عباس .نسيهم االله من الخير ولم ينسهم من الشر: قال]سورة الأعراف) ٥١([ }هذا

.نتركهم كما تركوا لقاء يومهم هذا: قال -مارضي االله تعالى عنه-وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

. يومهم هذانتركهم من الرحمة كما تركوا أن يعملوا للقاء: وقال السدي، نتركهم في النار: وقال مجاهد

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

ألم أسخر لك الخيل والإبل ؟ ألم أكرمك؟ألم أزوجك(( :وفي الصحيح أن االله تعالى يقول للعبد يوم القيامةك كما افاليوم أنس: فيقول االله تعالى،لا: ؟ فيقولأظننت أنك ملاقي: فيقول،بلى: فيقول؟وأذرك ترأس وتربع

))نسيتني)٢(

.

والسهو هو الذهول عنه مع - ، يأتي بمعنى ذهاب المعلوم من الذهن،يينالنسيان في كلام العرب يأتي لمعن

: كما قال صاحب المراقي،بقائه في الذهن

ــل ــم ق ــا عل ــاب م ــذه انيسن

والعلــم فــي الــسهو لــه اكتنــان

وهذا معنى معروف في كلام ،واالله تعالى أعلم وهو المراد هنا ،الترك هو بمعنى آخر النسيانويأتي-

.العرب

تركوه وراء ظهورهم فتركهم االله وأعرضوا عن أمره ونهيهأي ]سورة التوبة) ٦٧([ }نسوا الله فنسيهم{ :قوله

إن النسيان : ولا حاجة أن يقال، تركوا في النار بل في الآخرة وأعرض عنهم ولم تنلهم رحمته-عز وجل-النسيان في كلام العرب يأتي لهذا : يقالإنماو ،ولا يحتاج مثل هذا المقام إلى تطويل من قبيل المجازهنا

. تعالى أعلم واالله،والمقصود به هنا الترك ،وهذا

}ؤمنونم ية لقومحرى ودلى علم هع لناهم بكتاب فصجئناه لقدو * أتي تأويلهي موي إلا تأويله وننظرل يه الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير يقول

ونفترا كانوا يم منهل عضو مهوا أنفسخسر ل قدمعرافسورة الأ) ٥٣-٥٢([ }الذي كنا نع[.

عن إعذاره إلى المشركين بإرسال الرسل إليهم بالكتاب الذي جاء به الرسول وأنه كتاب يقول تعالى مخبرا ن كقولهمفصلت{: ل مبيفص ثم اتهت آيكمأح سورة هود) ٣[( الآية}كتاب[ .

}أنزله بعلمه{ : كقوله، علم منا بما فصلناه بهعلى: أي ]سورة الأعراف) ٥٢([ }فصلناه على علم{ :وقوله

.]سورة النساء) ١٦٦([

والمقصود أنه لما أخبر بما صاروا من الخسارة في الآخرة ذكر أنه قد أزاح عللهم في الدنيا بإرسال الرسل هل ينظرون إلا { : ولهذا قال] الإسراءسورة) ١٥([ }وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا{ :وإنزال الكتب كقوله

قاله مجاهد وغير واحد ،ما وعدوا به من العذاب والنكال والجنة والنار: أي ]سورة الأعراف) ٥٣([ }تأويله.

ل ولأن التأويل من ا؛ لأعني وقوع ما أخبر به ي]سورة الأعراف) ٥٣([ }هل ينظرون إلا تأويله{ :قوله تعالى

وتأويل الرؤيا يأتي بمعنى تفسير الرؤيا، وتأويل الكلام هو تفسيره،هو التفسير: الأول: معنيينلوذلك يأتي

كما قال وقوعها وتحققها وتأويل الرؤيا أيضا،أي بتفسيره ]سورة يوسف) ٣٦([ }نبئنا بتأويله{ :كما قال تعالى

.لما رأى الشمس والقمر قد سجدوا له وذلك ]سورة يوسف) ١٠٠([ }من قبلهذا تأويل رؤياي {: تعالى

حديث عائشة كما في تأويل الأمر هو فعل المأمورو ،حالالول إليه الشيء في ثاني ئما ي بمعنى التأويلويأتي

ك اللهم سبحان((: يقول في ركوعه وسجوده -صلى االله عليه وسلم– النبي نكا: أنها قالت-رضي االله عنها–

2 ) ٢٢٧٩ص / ٤ج ) (٢٩٦٨ (الزهد والرقائقأخرجه مسلم في كتاب -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

" يتأول القرآن))ربنا وبحمدك االله اغفر ليسورة ) ٣([ }فسبح بحمد ربك واستغفره{: قوله تعالى يمتثل : أي)٣(

.]النصر

]سورة الأعراف) ٥٣([ }هل ينظرون إلا تأويله{ :قوله تعالىبوقوع المخبر به وهو المراد يعني وتأويل الخبر

.وقوع ما أخبر به من القيامة والبعث والنشور والجنة والناريعني

فهذا اصطلاح حادث لا يفسر به القرآن؛ لأنه لا لمعنى الراجح إلى المعنى المرجوح وأما صرف اللفظ من ا .يجوز حمل القرآن على مصطلح حادث

.يوم القيامة: أي ]سورة الأعراف) ٥٣([ }يوم يأتي تأويله{ :وقوله

تركوا : أي ]سورة الأعراف) ٥٣([ }يقول الذين نسوه من قبل{ :-مارضي االله تعالى عنه-قال ابن عباس .العمل به وتناسوه في الدار الدنيا

صنا مما لافي خ: أي ]سورة الأعراف) ٥٣([ }قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا{ :كقوله ]سورة الأعراف) ٥٣([ }فنعمل غير الذي كنا نعمل{إلى الدار الدنيا }أو نرد{ صرنا إليه مما نحن فيه

}نكوننا وبات ربآي لا نكذبو دتنا نرا ليلى النار فقالوا يقفوا عإذ و ىتر لووؤمنينالم ا * منم ما لهدل ببونلكاذب مإنهو نهوا عا نهوا لمادوا لعدر لول ومن قب خفونكما قال هاهنا ]سورة الأنعام) ٢٨-٢٧([ }كانوا ي:

}ونفترا كانوا يم منهل عضو مهوا أنفسخسر خسروا أنفسهم بدخولهم النار : أي ]سورة الأعراف) ٥٣([ }قدذهب عنهم ما كانوا يعبدونهم من : أي ]سورة الأعراف) ٥٣([ }وضل عنهم ما كانوا يفترون{ وخلودهم فيها

.دون االله فلا يشفعون فيهم ولا ينصرونهم ولا ينقذونهم مما هم فيه

ي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه إن ربكم الله الذ{الع بر الله كارتب رالأمالخلق و ره ألا لهات بأمخرسم ومالنجو رالقمو سالشمثيثا وحسورة ) ٥٤([ }المين

.]الأعراف

ته وأرضه وما بين ذلك في ستة أيام كما أخبر بذلك في غير ما آية من يخبر تعالى أنه خلق العالم سماوا ،الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة وفيه اجتمع الخلق كله: والستة الأيام هي،القرآن .-عليه السلام-خلق آدم وفيه

أو كل يوم كألف سنة ؟ كما هو المتبادر إلى الأذهان،هل كل يوم منها كهذه الأيام تلفوا في هذه الأيامواخرضي - ويروى ذلك من رواية الضحاك عن ابن عباس ،كما نص على ذلك مجاهد والإمام أحمد بن حنبل

. وهو القطع،ه سمي السبت ومن،فأما يوم السبت فلم يقع فيه خلق؛ لأنه اليوم السابع ،؟-مااالله تعالى عنه

-صلى االله عليه وسلم-أخذ رسول االله : قال-رضي االله تعالى عنه-روى الإمام أحمد عن أبي هريرة

، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق الجبال فيها يوم الأحد،خلق االله التربة يوم السبت((: بيدي فقال

3ومسلم في كتاب ) ٢٨١ص / ١ج ) (٧٨٤(ح والدعاء في السجود باب التسبي -أخرجه البخاري في كتاب صفة الصلاة -

).٣٥٠ص / ١ج ) (٤٨٤(باب ما يقال في الركوع والسجود -الصلاة

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٩

وخلق آدم بعد ، وبث فيها الدواب يوم الخميس،ربعاء وخلق النور يوم الأ،وخلق المكروه يوم الثلاثاء)) فيما بين العصر إلى الليل،آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة،العصر يوم الجمعة

)٤(.

" ومنه سمي السبت وهو القطع،فأما يوم السبت فلم يقع فيه خلق؛ لأنه اليوم السابع": -رحمه االله–يقول

،ينقطعون عن الأعمال يوم :أي ]سورة الأعراف) ١٦٣([ }هم يوم سبتهم شرعايهم حيتانإذ تأت{: وقوله تعالى

.يوم إجازتهموذلك

خلق -عز وجل-واالله ،الذي دلت عليه الأدلة أن يوم السبت لم يقع فيه خلقعلى كل حال فالمشهور و

.لأحدالسماوات والأرض في ستة أيام وكان ابتداء الخلق يوم ا

كانوا ويوم الجمعة ،ويعتبرونه أول أيام الأسبوع" أول" يسمون يوم الأحد فإنهم كانواهل الجاهليةبالنسبة لأو

."عروبة"يسمونه

وآدم ، وآخر الخلق كان يوم الجمعة، ويوم السبت لم يقع فيه خلق،الحاصل أن ابتداء الخلق كان يوم الأحدو

. الجمعة يوماعة من خلق في آخر س-صلى االله عليه وسلم-

ل الخلق مبتدأأنه جع: الأول: فيه إشكالان -رضي االله عنه-أبي هريرة عن هذا الحديث الذي أخرجه مسلمو

. وهذا خلاف الأدلة الأخرى،يوم السبت

فذكر السبت والأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء ،كلها أيام خلق أيام الأسبوع أنه جعل:والإشكال الثاني

التربة والشجر -ق هذه الأشياء أضف إلى ذلك أنه ذكر في خل،ميس والجمعة فصار الخلق في سبعة أياموالخ

أنه خلق أخبر-عز وجل- واالله ،ق آدم في يوم الجمعة وخل، الخميس يوم-والمكروه والنور والدواب

مين فصار ما يتعلق أو قدر فيها أقواتها في يو بثهوأن وخلق السماوات في يومين الأرض في يومين

إن { :جعل الخلق في سبعة أيام وهو مخالف لقوله تعالىهنا ف ، في أربعة أياموحق ودمن خل بالأرض جميعا .]سورة يونس) ٣([ }ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام

مما هو وإنما-صلى االله عليه وسلم- إنه غلط وليس عن رسول االله :العلماء على هذا الحديث وقالواقد تكلم و

-عليه الصلاة والسلام-عه لا يصح إلى رسول االله ورف ، عن بني إسرائيل-رضي االله عنه-رواه أبو هريرة

كلاما جيدا يمكن في دروسه التي كانت في التفسير-رحمه االله-لشيخ محمد الأمين الشنقيطي ا قال قدو

.تفادة منهالاس

إن هذه الأيام المراد بها أوقاتها؛ لأنه في ذلك الوقت: والعلماء يقولون: -رحمه االله تعالى–قال الشنقيطي

إلا ، وإن لم يكن هنالك شمس لا يعرف اليوم،لم يكن هنالك يوم؛ لأن اليوم من طلوع الشمس إلى غروبها .بل وجود الشمسأن االله قبل أن يخلق الشمس والقمر يعلم زمن الأيام ق

والقرآن بين أنه خلق الأرض في ،قد جاء في روايات كثيرة أن أولها الأحد وآخرها الجمعةوهذه الأيام

، فهي ستة أيام، ثم خلق السماوات في يومين، ثم خلق فيها الجبال والأقوات والأرزاق في يومين،يومينأن االله -رضي االله تعالى عنه-ي هريرة وما جاء في صحيح مسلم من حديث أب،يوم السبت ليس منهاو

4 ).٢١٤٩ص / ٤ج ) (٢٧٨٩ (-عليه السلام- باب ابتداء الخلق وخلق آدم - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١٠

فهو وجعل في كل من أيام الأسبوع بعض الخلق وإن كان في صحيح مسلم ،خلق التربة يوم السبت

عن كعب الأحبار-رضي االله تعالى عنه- والظاهر أنه أخذه أبو هريرة ،ط بعض الرواة في رفعهل غ،طلغ

،لق فيها شيء أن السبت لم يكن من الأيام التي خ الصحيحالقرآنأو نحوه من الإسرائيليات؛ لأنه خلاف ،وأن السماوات والأرض وما بينهما خلقت في ستة أيام من الأسبوع أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة

.خلق االله فيه آدم بعد صلاة العصر

وإن يوما { : هو المذكور في قولهاليوم منها: وقال بعضهم،وهذه الأيام قال بعض العلماء إنها كأيام الدنياوندا تعمنة مكألف س كبر واالله خلق السماوات والأرض وما بينها في ستة أيام ]سورة الحـج) ٤٧([ }عند

.-جل وعلا- لحكمته -مع أنه قادر على أن يخلق الجميع في لحظة واحدة كلمح البصر-

وهو قادر على خلق ، ليقدروا عليها؛م خلقه التمهل في الأمور والتدرج فيهاعلأراد أن ي: قال بعض العلماء

كن :فهو يقول للشيء ]سورة القمر) ٥٠([ }وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر{ ما يشاء في لحظة واحدة .]سورة الأعراف) ٥٤([ }تة أيامالذي خلق السماوات والأرض في س{ : هذا معنى قوله،فيكون

فللناس في هذا ]سورة الأعراف) ٥٤([ }ثم استوى على العرش{: وأما قوله تعالى: الحافظ ابن كثيرقال الك في هذا المقام مذهب السلف الصالح، م وإنما نسلك ،المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها

والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين والأوزاعي والثوري والظاهر المتبادر إلى أذهان ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل،قديما وحديثا

سورة ) ١١([ } البصيرليس كمثله شيء وهو السميع{ه، وه شيء من خلقهالمشبهين منفي عن االله لا يشبمن شبه االله بخلقه : قال-شيخ البخاري- نعيم بن حماد الخزاعي : منهم،بل الأمر كما قال الأئمة ]ىالشور فمن ، وليس فيما وصف االله به نفسه ولا رسوله تشبيه، ومن جحد ما وصف االله به نفسه فقد كفر،كفر

بار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال االله ونفى عن أثبت الله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخ . االله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى

،ذا يذهب ظلام هذا بضياء ه:أي ]سورة الأعراف) ٥٤([ }يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا{ :وقوله تعالى . سريعا لا يتأخر عنه:ا أي وكل منهما يطلب الآخر طلبا حثيث،وضياء هذا بظلام هذا

عاصم وحمزة والكسائي لى أخرقراءة ]سورة الأعراف) ٥٤([ }يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا{: في قوله تعالى

.)يغشي الليل النهار(بالتشديد

يذهب ظلام هذا بضياء : أي" :}اريغشي الليل النه{ : تعالى قوله في معنى-رحمه االله- الحافظ ابن كثير يقولإلا واحدا ت الآية ويغشي النهار الليل مع أنه ما ذكر الليل النهار أي يغشي " وضياء هذا بظلام هذا،هذا

}ارل النهغشي الليكما ،إنه ما ذكره من باب الاكتفاء :بعض أهل العلمولذلك قال ]سورة الأعراف) ٥٤([ }ي

إن فولذلك ، قد يذكر أحد المتقابلين أو النظيرين اكتفاء به عن ذكر الآخر؛ لأنه يدل عليهأنه -مرارا-ذكرنا

،والشمال والجنوب: أي ]سورة المزمل) ٩([ }رب المشرق والمغرب{ : قوله تعالىبعضهم يجعل من هذا

سورة ) ٩([ }ذكر إن نفعت الذكرىف{ : تعالىفي قوله هو الحال وكذلك، وبعضهم يقول غير ذلك في هذا المثال

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١١

وجعل لكم سرابيل تقيكم { :قوله تعالى وكذلك،على أحد الأقوال في تفسير الآية يعني وإن لم تنفع ]الأعلىروالبرد: أي ]سورة النحل) ٨١([ }الح.

والشمس * يل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمونوآية لهم الل{ : كقوله، وعكسه،بل إذا ذهب هذا جاء هذالا الشمس * والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم* تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم

ركا أن تدغي لهنبيونحبسكل في فلك يار وابق النهل سلا الليو رسورة يــس) ٤٠-٣٧([} القم[.

ولهذا ،لا يفوته بوقت يتأخر عنه بل هو في أثره بلا واسطة يبنهما: أي}ولا الليل سابق النهار{: فقوله

ومنهم بصمنهم من ن ]سورة الأعراف) ٥٤([ }جوم مسخرات بأمرهر والنيطلبه حثيثا والشمس والقم{ :قال

. وكلاهما قريب المعنى،عمن رف

قراءة وهيقراءة ابن عامر فعفالر ،يعني في الشمس والقمر والنجوم "منهم من نصب ومنهم من رفع: "قوله

عناالله يخبر ،والخبرمبتدأ الا جملة اسمية من على أنه)رهأم بوالقمر والنجوم مسخراتوالشمس (متواترة

.تسخيرها

سورة ) ٥٤([ }خلق السماوات والأرض{ : قولهيكون ذلك عائدا علىوهي قراءة البقية قراءة النصب على و

. وخلق النجوم في حال كونها مسخرات يعني وخلق الشمس والقمر ]الأعراف

ولهذا ،ته الجميع تحت قهره وتسخيره ومشيئ: أي، وكلاهما قريب المعنى، رفعمنهم من نصب ومنهم من

.له الملك والتصرف: أي ]سورة الأعراف) ٥٤([ }ألا له الخلق والأمر{ :قال منبها

يشرع ويأمر وهو الذي يحكمويخلق هو الذي : أي ]سورة الأعراف) ٥٤([ }ألا له الخلق والأمر{ :يقول تعالى

.-سبحانه وتعالى- وينهى

وهو مما ،استدل به أهل السنة على أن الأمر غير الخلق اوهذا مم بين الخلق والأمر تعالى هنا قفرقد و

.، واالله المستعان بخلق القرآنردوا به على من قال

}المينالع بر الله كار{ :كقوله ]سورة الأعراف) ٥٤([ }تب كاراتبوجراء بمل في السع٦١([الآية }الذي ج (

.]سورة الفرقان

.تعاظم: يتبارك أ: وبعضهم يقول،تبارك بمعنى كثرت بركته واتسعت

ولك ،اللهم لك الملك كله": وروي مرفوعا-رضي االله تعالى عنه-وفي الدعاء المأثور عن أبي الدرداء

" وأعوذ بك من الشر كله،ألك من الخير كلهأس، وإليك يرجع الأمر كله، الحمد كله)٥(

.

5كما " موضوع: "وقال الألباني) ٩٧ص / ٤ج ) (٤٤٠٠( أبي سعيد الخدري في شعب الإيمان مرفوعا عني أخرجه البيهق-

).٩٦٤(في ضعيف الترغيب والترهيب برقم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)٨(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.بعدو ، وعلى آله وأصحابه أجمعين،وصلى االله وسلم على نبينا محمد، الحمد الله رب العالمين

ولا تفسدوا في الأرض *خفية إنه لا يحب المعتدينادعوا ربكم تضرعا و{ أعوذ باالله من الشيطان الرجيم .]سورة الأعراف) ٥٦-٥٥([} إن رحمت الله قريب من المحسنين بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا

ادعوا ربكم تضرعا {: فقال نياهم وأخراهمعباده إلى دعائه الذي هو صلاحهم في د -تبارك وتعالى-أرشد .]سورة الأعراف) ٢٠٥([ الآية }واذكر ربك في نفسك{ :كقوله }وخفية{ ،معناه تذللا واستكانة: قيل }وخفية

رسول لدعاء فقال رفع الناس أصواتهم با: قال-رضي االله عنه-وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري إن الذي ولا غائبا أصمن عوا على أنفسكم فإنكم لا تدعوبراأيها الناس ((: -صلى االله عليه وسلم-االله

)١( الحديث))ا قريباتدعون سميع.

بخشوع قلوبكم وصحة اليقين بوحدانيته : يقول }وخفية{ تهتذللا واستكانة لطاع }تضرعا{: وقال ابن جرير . بينكم وبينه لا جهرا مراءاةوربوبيته فيما

وكثير من المواضع في ، وبين النوعين ملازمة لا تخفى،الدعاء ينقسم إلى دعاء مسألة وإلى دعاء عبادة

: يقول-عز وجل-االله ف ،لى خلاف بين أهل العلم في تفاصيل تلك الأمثلة، عالقرآن محمولة على النوعين

السائلين أنه يجيب : أي ]سورة البقرة) ١٨٦([ }ني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانوإذا سألك عبادي عني فإ{ . ويثيب العابدين على عابدتهم وهذا هو دعاء العبادة،المسألةهو دعاء هذا و ،فيعطيهم سؤلهم

فهو -تبارك وتعالى- فإنما يطلب بهذه الصلاة ثواب االله فهو حينما يصلي،لا شك أن العابد سائل بفعلهون أفضل الدعاء الحمد إ((: -صلى االله عليه وسلم- وقد جاء عن النبي ، وهكذا أيضا الذاكر،سائل بهذا الفعل

وهو بإسناد حسن))الله)٢(تبارك -ثني على االله فمن أهل العلم من حمله على هذا المعنى باعتبار أن الم

.وبعضهم يقول غير هذا، ما عنده الحامد له إنما يفعل ذلك طلبا ل-وتعالى

وإن كان ،أن يحمل على النوعين يمكن ]سورة الأعراف) ٥٥([ }ادعوا ربكم تضرعا وخفية{ : تعالىقولهو

.لكن دعاء العبادة ملازم لدعاء المسألة ،تبادر أن المراد به دعاء المسألةالم

وكونوا متذللين -عز وجل-غير االله لا تعبدوا على معنى العبادةو ،غيرهلا تدعوا يعني }ادعوا ربكم{ :قولهف

فاالله غني -جل جلاله- على االله كالمان-تبارك وتعالى-بحيث لا يكون الإنسان حينما يعبد ربه له بعبادتكم

1

/ ٤ج ) (٣٩٦٨ (بر باب غزوة خي -أخرجه البخاري في كتاب المغازي - باب - الذكر والدعاء والتوبة والاستغفارومسلم في كتاب ) ١٥٤١ص / ٤ج ) (٢٧٠٤(استحباب خفض الصوت بالذكر .٢٠٧٦ص (

2/ ١ج ) (١٨٣٤(أخرجه الحاكم - / ٤ج )(٤٣٧١(والبيهقي في شعب الإيمان ) ٦٧٦ص وحسنه الألباني في صـحيح الجـامع بـرقم ) ٩٠ص )١١٠٤.(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

تحتمله المعنى هذا والمقصود أن ،ذلك أدعى للإخلاص ف وهكذا أيضا يخفي عمله الصالح،عنه وعن عبادتهفإنه يحمل هذه -رحمه االله- ومثل ابن القيم ، وإن كان المتبادر فيها هو دعاء المسألة-دعاء العبادة يأ–الآية

.النوعينالآية بخصوصها على

لا يدعو بشيء من العلو وفي حال من التذللينبغي على المسلم أن يدعو وهو دعاء المسألة ه فيالحاصل أنو أو ، كالذي يرفع صوته رفعا لا يليق-جل جلاله-ب لا يليق ولا يتأدب فيه مع االله والترفع أو يدعو بأسلو

م ضارعين أي بل عليهم أن يدعوا ربه،-جل جلاله-ناسب مع مقام المعبود تيتخير من العبارات ما لا ي . وذلك أدعى للإخلاص،متذللين مخفين لهذا الدعاء

يعلم السر وأخفى ولا حاجة -عز وجل-االله و،دا لإخفاء الدعاءذكروا فوائد كثيرة ج -رحمهم االله-والعلماء فلا حاجة ، وهي حاجة يرفعها العبد إلى مولاه الذي يعلم حاله ونجواهةاد فهذه عب،لرفع الصوت عند دعائه

فقد أطال الحافظ ، ومن شاء فلينظر في بدائع الفوائد، فإن مقتضى الإخلاص أن يخفيه،إلى إبداء ذلك للناس . في فوائد إخفاء الدعاء-رحمه االله-ن القيم اب

في ]سورة الأعراف) ٥٥([ }إنه لا يحب المعتدين{ : الخرساني عن ابن عباس في قولهثم روي عن عطاء .الدعاء ولا في غيره

لأنه ذكر في الدعاء دخولا أوليا؛ يدخل فيه الاعتداء ]سورة الأعراف) ٥٥([ }إنه لا يحب المعتدين{: أن قولهإي فيدخل فيه غير الدعاء ،لكنه لم يخصص الدعاء ، لأنه لا يحب المعتدين أي، مشعر بالتعليل}إنه{: فقوله،معه . الذين يجاوزون حدوده،لا يحب المعتدين مطلقافهو ،أيضا

.لا يسأل منازل الأنبياء: ] الأعرافسورة) ٥٥([ }إنه لا يحب المعتدين{: وقال أبو مجلز

اللهم إني أسألك القصر الأبيض : وروى الإمام أحمد عن أبي نعامة أن عبد االله بن المغفل سمع ابنه يقولصلى - فإني سمعت رسول االله ،يا بني سل االله الجنة وعذ به من النار: فقال،عن يمين الجنة إذا دخلتها

))وم يعتدون في الدعاء والطهوريكون ق((: يقول-االله عليه وسلم وأخرجه أبو ه وهكذا رواه ابن ماج)٣(

. واالله أعلم، وهو إسناد حسن لا بأس به،داود

عز - كأن يسأل أن يجعله االله ، فمن سأل ما يمتنع عقلا فهو معتد،الاعتداء في الدعاء يقع على صور وأنواعلك من سأل ما يمتنع شرعا بحيث إن الشارع حكم وكذ،فهذا ممتنع عقلا في مكانين في وقت واحد، -وجل

وكذلك من ، فهذا من الاعتداء في الدعاء، للكافر الذي مات على الكفر بالمغفرة والرحمة كالذي يدعوبامتناعه

وكذلك أيضا من سأل ، فهذا ممتنع في مجاري العادات، كالذي يسأل الولد من غير نكاح،سأل ما يمتنع عادة

وهكذا أيضا من رفع صوته ، فهذا لا يجوز وهو من الاعتداء،أن ييسر االله له ذلك الحراميدعو فشيئا محرما

لكن ]سورة الأعراف) ٥٥([ }تضرعا وخفية{ : فهذا من الاعتداء لا سيما أن االله قال بعدهرفعا زائدا في الدعاء

وأما رفع الصوت الزائد فهذا ،فعا يتأدب فيهه فيرفع رئنون على دعامإذا كان ذلك في محضر غيره ممن يؤ

.-تبارك وتعالى-خلاف الأدب مع االله

3

/ ١ج ) (٩٦ ( الوضوءيباب الإسراف ف -رجه أبو داود في كتاب الطهارة أخ - باب كراهية الاعتداء في -وابن ماجه في كتاب الدعاء ) ٣٦ص / ٢ج ) (٣٨٦٤ (الدعاء / ١ج ) (١٤٨٣(وأحمد ) ١٢٧١ص .٢٣٩٦(وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ) ١٧٢ص (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

- فهذا من سوء الأدب مع االله ،رفع الصوت بالبكاء أثناء الدعاء بحيث يتحول ذلك إلى مناحةمن الاعتداء و

.-تبارك وتعالى

هذا كصيل ايترك التف ووامع الكلميدعو بجأن ى الداعي علالذي ينبغي إنما و،سؤال التفاصيلمن الاعتداء و . فهذا من الاعتداء،سأل ربه قصرا أبيض عن يمين الجنةالذي

رب إني أسأل : فبدلا من أن يقول الداعيإلى موعظة كما يفعل كثير من الناستحويل الدعاء ومن الاعتداء ؛ هذا في غاية القبحو ، والصديد والدودلالجنادذكر و، وإذا سالت العيون،كذا يتحول إلى ذكر القبور واللحود

فعلى ،هذا غير صحيح ف،هامن اليبكو نفوسهم ا عواطف الناس وتستثار فيهاستجلب بهموعظة ت ليس الدعاءفويدعو -صلى االله عليه وسلم- ويثني عليه بما هو أهله ويصلي على النبي -عز وجل-يحمد االله أن الإنسان

.وعظةل الدعاء إلى ميحولا وبجوامع الكلم

الأسماء الحسنى المذكورة في بعض الأحاديث كما عند ون بيأتحيث ما يفعله بعض الناس من الاعتداء وتتحول القضية ويتكلف لكل اسم دعاء ثم -أعني التسعة والتسعين-أسانيدها التي لا تصح الترمذي والحاكم و

لأخرى تنتهي فيها الصلاة فيأتي للاستماع بعد أن امتلأ المسجد بالمصلين بل إن المساجد اإلى فرجة .، واالله المستعانكما يحصل في بعض البلادبالناس لأجل هذا الشوارع تمتلئ وليسمعوا هذا الدعاءالمصلون

هذا غير و ، ساعة القنوت يستمردعاءتكون نصف ساعة و الصلاة حتى إن مدة،ذلك التطويل الزائدمن و .صحيح

))اللهم اهدنا فيمن هديت((: ا إذا زاد عما ورد في حديث الحسنمع -رحمه االله-الإمام أحمد قد سئل و)٤(

؟ساعة وأ ا ساعة إلا ربع الذي يستمر إلىالدعاء رأى فكيف لو،اقطع صلاتك: قالف

بما كتب فيها لمدةيقلبها ويدعو فلا يراها الناس بحيث وريقات صغيرة في كف اليدون يضع الأئمة وبعض

!يليقلا هذا و ،ساعة كاملة

قد كنت وأطال إطالة زائدة ف،أن لا يطيل في الدعاء -كلمةأن يلقي أراد -مرة على أحدهم اشترطت قد و هذا الدعاء الطويل منها صغيرة بيده يقرأاه يقلب أوراقب أنظر إليه وإذا ت وجلسيصليت خلفه فرفعت رأس

! تقريباا ربع ساعة إلامدة

خشيت أن أخرج حتى ، ورفع صوته بالبكاء إلى درجة قبيحةاديديبكي بكاء شوكان وآخر صلى بجانبي ! وهذا دعاء؟ أهذه صلاة،ثم قطع صلاته وخرج من المسجد -عز وجل-بمقت االله

لو أعملوا عقولهم وملون عقولهمعولا ي ،لا الشرع تحكمهم عواطفهم الناس كثير منولكن ، يليق لاماهذا م .لما رضوا بمثل هذا

. وغير ما ذكرت، واالله المستعانيدخل فيها ما ذكرت صور الاعتداء في الدعاء متنوعةعلى كل حال

ينهى تعالى عن الإفساد في ]سورة الأعراف) ٥٦([ }ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها{ : تعالىوقوله ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد؛-وما أضره بعد الإصلاح- الأرض

4

/ ٣ج () ٢٧٠١(أخرجه الطبراني في الكبير - / ١٢ج ) (٦٧٥٩(وأبو يعلى في مسنده ) ٧٣ص ) ٣٢٦٦(والبيهقي في السنن الكبرى ) ١٢٧ص

/ ٢ج ( .٤٢٩(وصححه الألباني في الإرواء برقم ) ٢١٠ص (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

: وأمر بعبادته ودعائه والتضرع إليه والتذلل لديه فقال، فنهى تعالى عن ذلك،أضر ما يكون على العباد

وطمعا فيما عنده من ،خوفا مما عنده من وبيل العقاب: يأ ]سورة الأعراف) ٥٦([ }وادعوه خوفا وطمعا{

.جزيل الثواب

،ر شرائع الإسلامييدخل فيه تغي ]سورة الأعراف) ٥٦([ }لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحهاو{ :قوله تعالى كل ذلك من ، وفعل المعاصي، ومحادة رب العالمين، والكفر به،-تبارك وتعالى-والخروج على أحكام االله

هذا هو و، الرسل بالهدى ودين الحق أنزل الكتب وأرسل-عز وجل-االله ف،الإفساد في الأرض بعد إصلاحها أو يخرج عن شرعه فيكون -جل جلاله- فلا يجوز لأحد أن يخرج عن ذلك وأن يكفر باالله ،عين الإصلاح

.-عليهم الصلاة والسلام- بعد أن أصلحها الرسل أي،بذلك مفسدا في الأرض بعد إصلاحها

أو أشاع الفاحشة في المجتمع فهذا من الإفساد في س عليهم ولب، وفتن الناس عن الحق،ومن دعا إلى الضلال .الأرض بعد إصلاحها

وإفساد أموال الناس وقطع الأشجار وتخريب ،الإفساد في الأرض تخريب العمران والسكك ويدخل في

العبث والتخريب بالحروب وكذلك ، وما أشبه ذلك مما يحصل به إفساد حياة الناس،تغوير المياه و،الأنهار كل ذلك داخل ،سد ولا تصلح أو غير ذلك من صور الإفساد في الأرض وإفساد حياة الناس ومعاشهمالتي تف .]سورة الأعراف) ٥٦([ }ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها{ :في قوله

السابقة وأدبين أول الآية أدبين في -تبارك وتعالى– كرذ ]سورة الأعراف) ٥٦([ }وادعوه خوفا وطمعا{: ثم قال: أي ]سورة الأعراف) ٥٥([ }ربكم تضرعا وخفيةادعوا { :في آخر هذه الآية، فأما الأدبان في أول الآية فقوله

وادعوه خوفا {: قال حيث الطمع و الخوفوأما الأدبان في آخر هذه الآية فهما، تذلل وإخفاءبادعوه تعالى .يكون خائفا راجيا بين الخوف والطمعالإنسان بجمعه ف ]سورة الأعراف) ٥٦([ }وطمعا

بمعنى ، في دعائه-جل وعلا–ن مدلا لربه يعني لا يك]سورة الأعراف) ٥٦([ }وادعوه خوفا وطمعا{: وقوله .وفي حال من الطمع وإنما يدعو في حال من الخوف -عز وجل- وكأنه متفضل على االله أنه لا يدعو بترفع

حصول شيء أو يطلب حصول شيء محال أو بعيد لمؤهو أن ي أن التمني التمني الطمع والفرق بينو . الذي يرجى حصوله عن قريب: أيقريب المأخذالالشيء رجاء أما الطمع فهو ،المنال

عز -وهو يائس من إجابة االله ربه الإنسان أي لا يدعو ]سورة الأعراف) ٥٦([ }وادعوه خوفا وطمعا{: قولهأنا عند ظن ((: يقول-عز وجل-االله و-جل جلاله-سوء ظن بالرب لا يليق؛ لأنه فهذا ، لدعائه-وجل

))عبدي بي)٥(

:عز وجل يقول– فاالله ،يب دعوة الداعين أنه يج-عز وجل- باالله الظن يحسنعلى العبد أن ف

}لكم تجبوني أسعورة غافرس) ٦٠([ }اد[.

إن رحمته مرسلة للمحسنين الذين : أي ]سورة الأعراف) ٥٦([ }إن رحمت الله قريب من المحسنين{ :ثم قال الآية }ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون{ : كما قال تعالى،يتبعون أوامره ويتركون زواجره

5

ص / ٦ج ) (٦٩٧٠] (سورة آل عمران) ٢٨([ }ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير{: باب قول االله تعالى -أخرجه البخاري في كتاب التوحيد - / ٤ج ) (٢٦٧٥ (باب الحث على ذكر االله تعالى - الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار ومسلم في كتاب )٢٦٩٤ ).٢٠٦١ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

لأنها مضافة إلى ، أو ن الرحمة معنى الثوابقريبة؛ لأنه ضم: ولم يقل،قريب: وقال]سورة الأعراف) ١٥٦([ .]سورة الأعراف) ٥٦([ }قريب من المحسنين{: فلهذا قال،االله

أبي رواه ابن[" فإنه قضى أن رحمته قريب من المحسنين؛ موعود االله بطاعته تنجزوا" :وقال مطر الوراق .]حاتم

،مؤنث" الرحمة"مذكر و" قريب"لفظ ]سورة الأعراف) ٥٦([ }إن رحمت الله قريب من المحسنين{ : تعالىقولي -رحمه االله-ذكر الحافظ ابن كثير قد و،ة من المحسنين؟ هذا وجه السؤالرحمت االله قريبإن : فلماذا لم يقل

، لأنه ضمن الرحمة معنى الثواب؛ قريبةإن رحمت االله: لم يقله أن: لأول ا، عن هذا الإشكالهنا جوابينلعرب قد تضمن الفعل أو ما يقوم مقامه معنى فعل آخر وذلك ا ف، معلومالتضمينالمراد ب، ووالثواب مذكرنى الثواب أو تكون الرحمة مضمنة مع ]سورة الأعراف) ٥٦([ }إن رحمت الله قريب{ :قوله ف،أبلغ في الكلام . فيكون بذلك قد روعي المعنى، والثواب مذكر، إن ثواب االله قريب: يعني،مفسرة بالثواب

}قريب من المحسنين{: لأنها مضافة إلى االله، فلهذا قالأو : "والمعنى الثاني الذي ذكره الحافظ هو قوله

"]سورة الأعراف) ٥٦([

أن الكلام القاعدة و،إن رحمة االله شيء قريب من المحسنين: محذوف، أيفيه مقدر : ومن أهل العلم من يقوليعني لا حاجة لدعوى الإضمار والتقدير إذا كان يمكن ، الأصل الاستقلال فإذا دار بين الحذف والاستقلال

. هناا ممكنذهو ،للكلام أن يكون مستقلا على ظاهره من غير دعوى الحذف

إليه يكون العائدوالمؤنث غير الحقيقي يمكن أن الرحمة مؤنث غير حقيقيومن الأجوبة الحسنة في هذا أن .أن يكون مذكرا أو مؤنثايمكن أو نحو ذلك أو الضميرأو الصفة التي يوصف بها

ن لفظة قريب إذا أريد بها قرابة النسب فإنها إ:أن يقال -ن الذي قبلهم هذا أحسن ولعل– أيضا ومن الأجوبةفلانة : ومع المؤنث تقول، زيد قريب لعمرو،زيد قريبي: تقول، المؤنث ومذكرة مع المذكرتكون مؤنثة مع

قريب ولا : وأما إذا أريد قرب المسافة أو قرب الزمان أو نحو ذلك فإنه يقال،فلانة قريبة لزيدو ،قريبتي االله قريب ة رحم:نا وه،وذلك قرب الوقت والزمان وصف الساعة بأنها قريب-عز وجل- واالله ،قريبة: يقال

. عشرة أجوبةذاه بعضهم ذكر في حتى إن ،قيل غير ذلكقد و،هذا جواب جيد، فبهذا الاعتبارمن المحسنين

نزلنا به الماء وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأ{ونتذكر لكمتى لعالمو نخرج ات كذلكرنا به من كل الثمجالذي *فأخره وببإذن ر اتهنب جخري بالطي لدالبو

ات لقوف الآيرنص ا كذلكإلا نكد جخرث لا يخبونشكرسورة الأعراف) ٥٨-٥٧([ }م ي[.

لأنه ؛ وأرشد إلى دعائه،تعالى أنه خالق السماوات والأرض وأنه المتصرف الحاكم المدبر المسخر ذكر لماوهو الذي يرسل الرياح (: عيد الموتى يوم القيامة فقاله تعالى على أنه الرزاق وأنه ي نب،على ما يشاء قادر

ومن آياته أن يرسل { :كقوله }بشرا{ ومنهم من قرأ ،بين يدي السحاب الحامل للمطرناشرة : أي)شران .]سورة الروم) ٤٦([ }الرياح مبشرات

..."لما ذكر تعالى أنه خلق السماوات والأرض": قولهعني أ-رحمه االله-هذا الذي ذكره الحافظ ابن كثير

. وهو وجه الارتباط بين الآية وبين ما قبلها،سبة هذا يسمونه بالمنا،إلى آخره

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

، صماهذه قراءة ع -بضم الباء وإسكان الشين- }وهو الذي يرسل الرياح بشرا{ :-تبارك وتعالى- وقولهاح ومن آياته أن يرسل الري{: في الآية الأخرى-عز وجل-كما قال االله أنها تبشر بالمطروالمعنى .فهي تهب بين يدي المطر ]سورة الروم) ٤٦([ }مبشرات

ناشرة بين يدي السحاب الحامل : أي )وهو الذي يرسل الرياح نشرا(" :-رحمه االله-يقول الحافظ ابن كثير بضم )راشن( و،تبشر بالمطر والمعنى أنها ،هذه قراءة عاصم }بشرا{ :قلناو "}بشرا{للمطر، ومنهم من قرأ

)نشرا(وقرأ أهل الحرمين وأبو عمرو بضم النون والشين ،قراءة ابن عامرالنون وإسكان الشين هذه

من النواحي الرياح التي تهب من كل ناحية يعني )نشرا(إن : وبعضهم يقول،جمعالهذا جمع : بعضهم يقولف وفسر هذه القراءة كبير )نشرا(عني ي وقراءة حمزة والكسائي بفتح النون والشين على المصدر،المختلفة

.الرياح الطيبةا بأنه-رحمه االله-المفسرين ابن جرير الطبري

وهي رياح معينة،نزول المطربلوا إذا رآها الناس أمف ،أنها تبشر بالمطر يعني }شراب{قراءة فوعلى كل حال

وهذا الشيء الذي يستبشرون به لا يتنافى مع ما يداخله ويخالطه من ،ليست كل رياح يأتي معها المطرف

وأهل الخشية؛ لأن النبي ،-عز وجل- فهذا إنما يكون لأهل المعرفة باالله ،الخوف من أن يكون ذلك عذابا

صلى االله - ويخبر ، عليه أمارات الخوفت كان إذا رأى السحاب دخل وخرج وظهر-صلى االله عليه وسلم-هذا عارض { :قالوا استبشروا به و مع أنهم لما رأوه،فكان عذابا أن قوما قد رأوا هذا السحاب: -وسلمعليه

تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا * ه ريح فيها عذاب أليمممطرنا بل هو ما استعجلتم ب .]سورة الأحقاف) ٢٥-٢٤([ }هم كذلك نجزي القوم المجرمينمساكن

يخاف غاية الخوف حتى -صلى االله عليه وسلم- ولهذا كان النبي ،عذابا نعمة وقد يكون قد يكون فالسحاب .ا ناشرة للسحابالمعنى أنه ف)راشن(على قراءة وأما ،-تبارك وتعالى- فهذا لأهل المعرفة باالله ،ينزل المطر

وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما { : كما قال،بين المطر: أي ]سورة الأعراف) ٥٧([ }بين يدي رحمته{ :وقولهميدالح ليالو وهو تهمحر نشري{ :فقال ]سورة الشورى) ٢٨([ }قنطوا وحإلى آثار ر يي فانظرحف يت الله كيم

ء قديرلى كل شيع وهتى وويي المحلم ذلك ا إنتهوم دعب ضسورة الروم) ٥٠([ }الأر[.

كثرة ما من: أي}سحابا ثقالا{ياح حملت الر: أي ]سورة الأعراف) ٥٧([ }حتى إذا أقلت سحابا ثقالا{ :وقوله .فيها من الماء تكون ثقيلة كبيرة من الأرض مدلهمة

رياح ثم بعد تهب هذه اليعني "بين يدي المطر: أي ]سورة الأعراف) ٥٧([ }بين يدي رحمته{" : الحافظيقولالتي تسوق السحاب هي الرياح المثيرة للمطر ف،وهذا شيء معروف يدركه الناس ،ذلك يكون نزول المطر

وفي بعض النواحي لا يكاد يخطئ توقع الناس لنزول المطر حينما تهب الرياح ،تنشره فينزل المطر بعدهاو

.أتي السحاب من ناحية معينةيمن ناحية معينة أو حينما

لرياح هي هذه ا، فيعني حملت ورفعت }أقلت{ ]سورة الأعراف) ٥٧([ }حتى إذا أقلت سحابا ثقالا{ :قوله تعالى .-تبارك وتعالى-التي تحمل السحاب وتسوقه حيث أراد االله

وآية لهم { : كقوله،أرض ميتة مجدبة لا نبات فيهاإلى : أي ]سورة الأعراف) ٥٧([ }سقناه لبلد ميت{ :وقولهأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج ف{ : ولهذا قال]سورة يــس) ٣٣([ الآية }الأرض الميتة أحييناها

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

كما أحيينا هذه الأرض بعد موتها كذلك نحيي الأجساد بعد صيرورتها : أي ]سورة الأعراف) ٥٧([ }الموتى ماء من السماء فتمطر الأرض أربعين يوما فتنبت منه -سبحانه وتعالى- ينزل االله ،رميما يوم القيامة

يضرب االله مثلا ليوم القيامة وهذا المعنى كثير في القرآن،د في قبورها كما ينبت الحب في الأرضالأجسا .]سورة الأعراف) ٥٧([ }لعلكم تذكرون{ : ولهذا قال،بإحياء الأرض بعد موتها

يدل على قدرة يث ح،هو أحد أنواع الأدلة الدالة على البعث في القرآن إحياء الأرض بعد موتهار ذكيعني ومعلوم أن كل نوع من هذه الأنواع ،مر معنا خمسة أنواع من هذه في سورة البقرةقد و،-عز وجل-االله

تبارك -يستدل ربنا حيث يتكرر في القرآن كثيرا إحياء الأرض بعد موتهاف ،تحته أمثلة كثيرة في القرآن . بعد موتها به على قدرته على بعث الأجساد-وتعالى

والأرض الطيبة يخرج نباتها سريعا : أي ]سورة الأعراف) ٥٨([ }والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه{ :لهوقو .]سورة آل عمران) ٣٧([ }وأنبتها نباتا حسنا{ : كقوله،حسنا

.هاونحوكالسباخ : قال مجاهد وغيره ]سورة الأعراف) ٥٨([ }والذي خبث لا يخرج إلا نكدا{

هذا مثلإن : بعض أهل العلم قال فيه]سورة الأعراف) ٥٨([ }والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه: قوله تعالى

.لكن هذا القول فيه بعد ،سريع الفهم والبليدضربه االله تعالى ل

، فمنهم من إذا سمع الموعظة أثر فيه ذلك أبلغ التأثير،ثير الموعظةهذا مثل للقلوب من جهة تأ: وبعضهم قال .ومنهم من لا يرفع لذلك رأسا ولا يتأثر

.هذا مثل لقلب المؤمن وقلب المنافق: وبعضهم قال

-وسيأتي بعد قليل– ولعل الحديث الذي ذكره الحافظ ابن كثير هنا، والخبيث هذا مثل للطيب: وبعضهم يقول

حيث مثل حال الناس في قبول هدى االله -رضي االله تعالى عنه- حديث أبي موسى أعني،يدل على ذلك

والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه { :، فقال تعالىجعلهم على ثلاثة أقسام ف والانتفاع به-تبارك وتعالى-الذي خباوإلا نكد جخرفمن أراد االله هدايته وصلاح حاله إذا سمع هدى االله ]سورة الأعراف) ٥٨([ }ث لا ي

فأقبل ،ت ذلك في قلبه الخوف والرجاء والمحبةب ومواعظ القرآن أثرت فيه غاية التأثير فأن-تبارك وتعالى-ا خرجوا نهم إذإ :-تبارك وتعالى- كما قال االله ووأما الآخر فه ، وصار عابدا له-تبارك وتعالى-على االله

وأما الذين في قلوبهم مرض { ]سورة محمد) ١٦([ }ماذا قال آنفا{ : قالوا-صلى االله عليه وسلم-من عند النبي سهما إلى رجسرج متهادجل جلاله- ولا بوحي االله ،فلا ينتفعون بهذه الآيات ]سورة التوبة) ١٢٥([ }فز-.

مثل ما ((: -صلى االله عليه وسلم-قال رسول االله : قال-رضي االله عنه-ن أبي موسى وروى البخاري ع أصاب أرضا فكانت منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ ،بعثني االله به من العلم والهدى كمثل الغيث الكثير

وأصاب ،عوا وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع االله بها الناس فشربوا وسقوا وزر،والعشب الكثير

فذلك مثل من فقه في دين االله ونفعه ما بعثني ،منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ)) ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى االله الذي أرسلت به،مم وعلل فع،االله به

)٦(.

6

/ ١ج ) (٧٩(علم وباب فضل من علم -أخرجه البخاري في كتاب العلم - النبيبه ثعما بباب بيان مثل -ومسلم في كتاب الفضائل ) ٤٢ص

/ ٤ج ) (٢٢٨٢(من الهدى والعلم -صلى االله عليه وسلم- ).١٧٨٧ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

}ا قومه فقال يا إلى قولنا نوحسأر ظيملقدم عوي ذابع كمليأخاف ع إني هرإله غي نا لكم مم وا اللهدبم اع *

* قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين *قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين

ونلما لا تعالله م من لمأعو لكم حأنصي وبالات ررس لغكمسورة الأعراف) ٦٢-٥٩([ }أب[.

شرع تعالى في ذكر ،لما ذكر تعالى قصة آدم في أول السورة وما يتعلق بذلك وما يتصل به وفرغ منه

فإنه أول رسول بعثه االله إلى -عليه السلام-ذكر نوح الأول فالأول فابتدأ ب -عليهم السلام-قصص الأنبياء .، وهو إدريس وهو نوح بن لامك بن متوشلح بن خنوخ-عليه السلام-الأرض بعد آدم

داية إذا نظرت في الب واالله أعلم، ف،ن التحريفمشيء ، أي أنها يدخلها هذه الأسماء في الكتب تختلفطبعا وغير ذلك من المصادر التي ،والسيرة لابن هشام، الملوك لابن جريروتاريخ الأمم ووالنهاية لابن كثير،

بن خنوخ نوح بن لامك بن متوشلح ": يقول فهنا ،تجد فروقات في ضبط هذه الأسماء هذه الأسماء ذكر فيهات .أسماء أعجميةوبالطبع فإن هذه "وهو إدريس

كان قبل نوح وأنه من - عليه وسلمصلى االله-هذا بناء على أن إدريس "ابن خنوخ وهو إدريس": وقولهن إ: قال ابن العربي المالكي بل ،لا يثبته لكن، وذكره ابن إسحاق أيضا، وهذا ذكره بعض المؤرخين،هأجداد

-عليه الصلاة والسلام- ومعلوم أن نوح ،كان بعد نوح -صلى االله عليه وسلم-إدريس ، فالأقرب أن هذا وهم

. كان نبيا-صلى االله عليه وسلم- وآدم ،لم يكن قبله رسول فرضأرسل إلى أهل الأهو أول رسول

على هذا يكون من الأنبياء : من أجداد نوح يقولون-عليه الصلاة والسلام-ن إدريس إ: وعلى قول من قال . وعلى كل حال لا يثبت أنه كان قبله،وليس من الرسل

قلون من الأخبار الإسرائيلية والأشياء التي لا يمكن ين ممن من كتبوا في تاريخ الأهرام وتكلموا عليهاكثير مو وإن كانوا لا يذكرونه بهذا الاسم-عليه الصلاة والسلام-الذي بناها هو إدريس إن : يقولون،أن يوثق بها

بعد قبل الطوفان ولو كانت كانت قد بنيت إنها: ويقولون،-عليه الصلاة والسلام- إدريسلكنهم يقصدون هذا ،خبرها فحيث قد انقطع خبرهاوا لعرف الفراعنة مثلا هم هاو بنذين يعني لو كان ال، خبرهاالطوفان لعرفنا

.قبل الطوفانبنيت يدل على أنها

وطي في حسن يس وكذلك ال،ويمكن الرجوع في هذا إلى ما كتبه المقريزي في كتاب الخططهكذا يقولون، .أطال في الكلام على هذا حيث المحاضرة

، كان بعد نوح ولم يكن قبله-عليه الصلاة والسلام- أن إدريس -واالله أعلم-ل لعل الأقرب على كل حاوأن بالضرورة ولا يعني هذا ، على التوحيدا عشرة قرون كله-عليه الصلاة والسلام-وكان بين نوح وآدم

ثم ،وحيد عشرة قرونكانوا على التوإنما المقصود أن الذين ،كانت بين آدم وبين نوح عشرة قرونالمدة التي .وحا إليهم ن-عز وجل-فبعث االله وقع الشرك في قوم نوح

وهو أول من ،فيما يزعمون -عليه السلام- وهو إدريس النبي -ح بن خنوخلوهو نوح بن لامك بن متوش

هكذا نسبه محمد بن ،-عليه السلام- ابن برد بن مهليل بن قنين بن يانش بن شيث بن آدم -خط بالقلم .حاق وغير واحد من أئمة النسبإس

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٩

وكان أول ما عبدت الأصنام أن قوما صالحين ماتوا : قال عبد االله بن عباس وغير واحد من علماء التفسير فلما طال ، فيتشبهوا بهم،تذكروا حالهم وعبادتهمي قومهم عليهم مساجد وصوروا صورة أولئك فيها؛ لىفبن

وسموها بأسماء أولئك ،فلما تمادى الزمان عبدوا تلك الأصنام ،الزمان جعلوا أجسادا على تلك الصور

وله الحمد سبحانه وتعالى - فلما تفاقم الأمر بعث االله ،الصالحين ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسران إله غيره يا قوم اعبدوا الله ما لكم م{ : فقال، رسوله نوحا فأمرهم بعبادة االله وحدة لا شريك له-والمنة

إذا لقيتم االله وأنتم ،من عذاب يوم القيامة: أي ]سورة الأعراف) ٥٩([ }إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم .والسادة والقادة والكبراء الجمهور: أي ]سورة الأعراف) ٦٠([ }قال الملأ من قومه{ مشركون به

الحل أهل همف ،ون على الأمرئ؛ لأنهم يتمال ملأ: وقيل لهم،لا يقال للنساء وال خاصةملأ يقال لجماعة الرجال

ون صدور ئ؛ لأنهم يملإنهم قيل لهم ذلك: قيلهكذا قيل، و ،الكبراء والأشراف والسادةحيث إنهم ،والعقد قال الملأ{: وله فالمقصود أن ق،من أشراف الناسأي أنهم -وهذا يرجع أيضا إلى المعنى السابق- المجالس

.الكبراء من قومه قال يعني} من قومه

إنا لنراك في { :الجمهور والسادة والقادة والكبراء منهم: أي]سورة الأعراف) ٦٠([ }قال الملأ من قومه{ام التي وجدنا عليها في دعوتك إيانا إلى ترك عبادة هذه الأصن: أي]سورة الأعراف) ٦٠([ }ضلال مبين

.آباءنا

سورة ) ٣٢([ }وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون{ : كقوله،وهكذا حال الفجار إنما يرون الأبرار في ضلالم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه وإذ ل{ ]المطففين

إلى غير ذلك من الآيات ]سورة الأحقاف) ١١([ }قديم.

}لكني رلالة وبي ض سم ليا قوقال يالمينالع بن رول مما أنا ضال ولكن أنا : أي ]سورة الأعراف) ٦١([ }سأبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا { شيء ومليكه كل رب،رسول من رب العالمين

ونلمعالما باالله لا يدركهم أحد ،وهذا شأن الرسول أن يكون مبلغا فصيحا ناصحا ]سورة الأعراف) ٦٢([ }تع قال -صلى االله عليه وسلم-الله أن رسول ا كما جاء في صحيح مسلم،من خلق االله في هذه الصفات

))ما أنتم قائلون؟فولون عني ئأيها الناس إنكم مس((: لأصحابه يوم عرفة وهم أوفر ما كانوا وأكثر جمعا

اللهم (( : فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها عليهم ويقول،نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت: قالوا)) اشهدم الله،اشهد

)٧(.

لما تضمنت شرائع وأحكاما أطلق عليها ، فيعني رسالة ربي ]سورة الأعراف) ٦٢([ }غكم رسالات ربيأبل{ :قوله .االله خاطبهم بأمور كثيرةأي أن بالجمع، رسالات

وإنما يكون ،لخ لا يكون فيه غش ولا كتمان ولا د بحيثض لهم النصحيعني أنه يمح }وأنصح لكم{ :وقوله

.حضانصحا م

}ونمحتر لكملعلتتقوا وو كمنذرلي نكمل مجلى رع كمبن رم ذكر اءكمأن ج تمجبعأو * الذينو ناهيفأنج وهفكذب .]سورة الأعراف) ٦٤-٦٣([ }انوا قوما عمينمعه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم ك

7

/ ٢ج ) (١٢١٨ (-صلى االله عليه وسلم- باب حجة النبي-أخرجه مسلم في كتاب الحج - .٨٨٦ص (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١٠

؛لا تعجبوا من هذا: أي ]سورة الأعراف) ٦٣([ الآية }أوعجبتم{ :يقول تعالى إخبارا عن نوح أنه قال لقومه) ٦٣([ }لينذركم ولتتقوا{ فإن هذا ليس بعجب أن يوحي االله إلى رجل منكم رحمة بكم ولطفا وإحسانا إليكم

.]سورة الأعراف) ٦٣([ }ولعلكم ترحمون{ ،نقمة االله ولا تشركوا به ]سورة الأعراف

وما آمن معه منهم إلا ،تمادوا على تكذيبه ومخالفته: أي ]سورة الأعراف) ٦٤([ }فكذبوه{ :قال االله تعالى

. كما نص عليه في موضع آخر،قليل

}فأنجيناه وأصحاب السفينة{ : كما قال،السفينة: أي ]سورة الأعراف) ٦٤([ }ين معه في الفلكفأنجيناه والذ{

.]سورة العنكبوت) ١٥([

نارا فلم يجدوا مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا{ :كما قال ]سورة الأعراف) ٦٤([ }وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا{ .]سورة نوح) ٢٥([ }لهم من دون الله أنصارا

فبين ،لا يبصرونه ولا يهتدون له عن الحق :أي ]سورة الأعراف) ٦٤([ }إنهم كانوا قوما عمين{ :وقوله أعداءهم من ك وأهل، وأنجى رسوله والمؤمنين،تعالى في هذه القصة أنه انتقم لأوليائه من أعدائه

أن وهذه سنة االله في عباده في الدنيا والآخرة ]سورة غافر) ٥١([ الآية }إنا لننصر رسلنا{ : كقوله،الكافرين

.نوحا وأصحابه المؤمنينى كما أهلك قوم نوح بالغرق ونج،العاقبة فيها للمتقين والظفر والغلبة لهم

وكان لسانه أحدهم جرهم،اس أنه نجا مع نوح في السفينة ثمانون رجلابلغني عن ابن عب: قال ابن وهب

.-مارضي االله عنه- وروي متصلا من وجه آخر عن ابن عباس ،رواه ابن أبي حاتم" عربيا

أخبر أنه ما -عز وجل- لكن االله ، فاالله أعلم،هذا مما يؤخذ عن بني إسرائيل ولا يمكن التحقق من صحته ، وأزواج بناته- الابن الذي غرقاعد-ما آمن إلا بنوه : حتى إن بعض المفسرين قال،آمن معه إلا قليل

. واالله أعلم،هؤلاء الذين ركبوا معه في السفينة

. أجمعين، والحمد الله رب العالمينوعلى آله وصحبه، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)٩(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/الشيخ

.وعلى آله وصحبه أجمعين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد، الحمد الله رب العالمين

خاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما وإلى عاد أ{: في تفسير قوله تعالى -تعالى رحمه االله-قال المفسر أفلا تتقون هرإله غي نلكم م * من ة وإنا لنظنكفاهفي س اكمه إنا لنروا من قوكفر لأ الذينقال الم

الكاذبين *فاهبي س سم ليا قوقال يالمينالع بن رول مسلكني رة و * ناصح أنا لكمي وبالات ررس لغكمأبم * أميند قوعخلفاء من ب لكمعوا إذ جاذكرو كمنذرلي نكمل مجلى رع كمبن رم ذكر اءكمأن ج تمجبعنوح أو

ونتفلح لكموا آلاء الله لعطة فاذكرسفي الخلق ب كمادزسورة الأعراف) ٦٩-٦٥([ }و[.

عليه - هودا مكذلك أرسلنا إلى عاد أخاه -عليه السلام-وكما أرسلنا إلى قوم نوح نوحا : يقول تعالى .-السلام

.-عليه السلام-ن عوص بن سام بن نوح هم ولد عاد بن إرم ب: قال محمد بن إسحاق

ن إرم الذين كانوا يأوون إلى العمد في البر ب وهم أولاد عاد ،هؤلاء هم عاد الأولى الذين ذكرهم االله: قلتسورة ) ٨-٦([ }لبلادالتي لم يخلق مثلها في ا* إرم ذات العماد* ألم تر كيف فعل ربك بعاد{ :كما قال تعالى

فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من { :كما قال تعالى وذلك لشدة بأسهم وقوتهم ؛]الفجر .]سورة فصلت) ١٥([ }بآياتنا يجحدون نواأشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكا

نبينا محمد ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، الحمد الله رب العالمين، بسم االله الرحمن الرحيم : أما بعد،وعلى آله وصحبه أجمعين

أسماء و ،اب التي يذكرونها هذه الأنس، إلى آخر ما ذكر.."هم ولد عاد بن إرم: قال محمد بن إسحاق": فقولهاختلاف في الروايات الواردة في ذلك وجد فيها ي ، وأسماء الأنبياء الذين بعثوا إليهم من جهة النسب،هذه الأمم

. فاالله تعالى أعلم، أيضاوضبط هذه الأسماء وما يتعلق بحروفها، والتقديم والتأخير،من جهة الزيادة والنقص

كانوا يضعون الخيام ذات -على ما ذكره بعض المؤرخين- يعني أنهم "إلى العمدالذين كانوا يأوون " :وقوله وقد ذكروا من ضخامة أجسامهم وطول قاماتهم شيئا كثيرا حتى أوصله ، لطول قاماتهم؛العماد العالية الرفيعة

بعضهم أن وزعم ،حتى زعم بعضهم أن رأس الواحد منهم بقدر القبةو ، في السماءابعضهم إلى ستين ذراع ذكروا أن حبة البر في حتى، وذكروا أشياء هي من قبيل المبالغات،عين الواحد منهم تلد فيها الذئبة أو الكلبة

تعالى فاالله، وأشياء قد لا تصدق، وأن الرمانة يجلس فيها العشرة من الرجال،ذلك الزمان بقدر كلية البقرة

ء التي يذكرها بعض المؤرخين قد يكون فيها كثير من ذكر أنه أعطاهم بسطة وقوة ولكن مثل هذه الأشيا . فاالله تعالى أعلم،المبالغات

. وهي جبال الرمل،وقد كانت مساكنهم باليمن بالأحقاف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

وهذا ،الكثبان المتواصلة والمقصود بحبال الرمل ،وأظن أنها أدق" وهي حبال الرمل "وفي بعض الروايات

وذكر ، في جنوب الربع الخالي فهم،ما يعرف بالربع الخالي الآن وهو،معروف في جنوب الجزيرة العربية

إنها :بعضهم قال ف،وهي معروفة إلى اليوم حرالش: بعضهم أن إرم هذه تطل على البحر عند بلدة يقال لها . في حبال الرمل قريبا من حضرموت، وعلى كل حال هم في تلك الناحية،كانت تطل على البحر

وهذا يدل على أن هذا المكان ،يعني حبال الرمل ]سورة الأحقاف) ٢١([ } أنذر قومه بالأحقافإذ{ :قوله تعالى

وهو بهذه الصفة -قبل إبراهيم و-عليه الصلاة والسلام- نوح زمن مناقريب– منذ ذلك الحين وذلك الزمان

فالآية ؛ هذا فيه نظر كانت شيئا آخرتلك الناحية ليست كما هي الآن وإنما أن وما يزعمه بعضهم،تقريبا لا لكن لا يلزم أن تكون حبال الرمل،حبال الرمليعني ]سورة الأحقاف) ٢١([ }أنذر قومه بالأحقاف{ :تقول

. من الجنات وما أشبه ذلك شيءيتخللها أنهار أو لا يكون فيها

رضي االله - سمعت عليا - االله تعالى عنهرضي-وروى محمد بن إسحاق عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ر كثير د وسذا أراك رة حمراءد يخالطه مهل رأيت كثيبا أحمر": من حضرموت يقول لرجل-تعالى عنه

"؟بناحية كذا وكذا من أرض حضرموت، هل رأيته

.هو قطع الطين اليابس المدر

قال " ولكني قد حدثت عنه،لا ": قال؟رآهواالله إنك لتنعته نعت رجل قد ،نعم يا أمير المؤمنين: قال .]رواه ابن جرير[ "-عليه السلام-فيه قبر هود ": وما شأنه يا أمير المؤمنين؟ قال: الحضرمي

وقد كان من أشرف قومه ، دفن هناك-عليه السلام- فإن هودا ،وهذا فيه فائدة أن مساكنهم كانت باليمن

د خلقهم شدد على د ولكن كان قومه كما ش،فضل القبائل وأشرفهمنسبا؛ لأن الرسل إنما يبعثهم االله من أ إلى عبادة االله وحده لا شريك -عليه السلام- ولهذا دعاهم هود ، الأمم تكذيبا للحق وكانوا من أشد،قلوبهم

. وإلى طاعته وتقواه،له

عليه الصلاة - أنه قبر هود يزعم الناس وكان يزار محل، في تلك الناحية-عليه الصلاة والسلام-قبر هود يزورون محلا هناك نو القبوريأهل البدعفلا؟ وأ ولست أدري هل لا يزال عندهم شيء من هذا -والسلام

الشام مكان ولذلك يوجد عند أهل ، أنه قبر هود لكن طبعا لا يثبت مكان بعينه،قبر هودويزعمون أنه والآن أأيضا هل هذا الأمر موجود إلى ولست أدري ،-معليه الصلاة والسلا- أنه قبر هود ون أيضايزعم

في -رضي االله عنه-قبر الحسين ؛ ف وهذا لا يستغرب،أهل العلم في كتبهمذا ه ذكر على كل حال لا؟ لكن، وهكذا تجد وفي الشام موجودة في مصركما يزعمون وكذلك السيدة زينب ، وفي الشام،في مصر، وكربلاء

!في أكثر من مكان ا موجودالقبر الواحد !

وهو في في المنام الولي الفلانيإنه رأى : بعضهميقولبأن على كل حال هؤلاء أحيانا يخترعون مكانا و

يأتون أنه في ذلك المكان وينسب إلى هذا الشخصف ،اتخذ هنا مكانا أو مقاما أو مزارا: يقولالمكان الفلاني و .تلعب بهم الشياطين وهكذا ،ة لنفس الشخص بهذه الطريقةأماكن جديد ، وهكذا تبتكرويتعبدون عنده

إنا لنراك { هم الجمهور والسادة والقادة منهموالملأ ]سورة الأعراف) ٦٦([ }قال الملأ الذين كفروا من قومه{الكاذبين من ة وإنا لنظنكفاهفي ضلالة حيث تدعونا إلى ترك عبادة : أي ]سورة الأعراف) ٦٦([ }في س

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

أجعل { : واحد فقالواب الملأ من قريش من الدعوة إلى إله كما تعج،الأصنام والإقبال على عبادة االله وحده .]سورة ص) ٥([ الآية }الآلهة إلها واحدا

}ن رول مسلكني رة وفاهبي س سم ليا قوقال يالمينالع لست كما تزعمون :أي ]سورة الأعراف) ٦٧([ }ب . شيء فهو رب كل شيء ومليكهبل جئتكم بالحق من االله الذي خلق كل

}أمين ناصح أنا لكمي وبالات ررس لغكموهذه الصفات التي يتصف بها الرسل ]سورة الأعراف) ٦٨([ }أب .مانةالبلاغ والنصح والأ

}كمنذرلي نكمل مجلى رع كمبن رم ذكر اءكمأن ج تمجبعأن بعث االله لا تعجبوا: أي ]سورة الأعراف) ٦٣([ }أو .على ذاكماالله لينذركم أيام االله ولقاءه بل احمدوا إليكم رسولا من أنفسكم

، رجلا رسولا-عز وجل- يستنكفون ويتعجبون أن يبعث االله عن الأمم أنهم كانوا-عز وجل-ذكر االله هكذا هذا شيء عندهم في غاية الاستغراب ف ]سورة الإسراء) ٩٤([ }أبعث الله بشرا رسولا{ :كما قال االله تعالى عنهم

لك من المرسلين وما أرسلنا قب{ : وقال، أجاب عن هذا في مواضع من القرآن-عز وجل- واالله ،والاستبعاد ،كانوا رجالا أخبر أن المرسلينهكذا و ]سورة الفرقان) ٢٠([ }إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق

ههذ -عليهم الصلاة والسلام-من أنبيائهم و -تبارك وتعالى-قضية استغراب الأمم والرد عليهم من االله و .ي القرآن فةكثير

واذكروا نعمة االله عليكم في جعلكم : أي ]سورة الأعراف) ٦٩([ }واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح{ .الذي أهلك االله أهل الأرض بدعوته لما خالفوه وكذبوه -عليه السلام-من ذرية نوح

جعلكم أطول من : أي،زاد طولكم على الناس بسطة: أي]لأعرافسورة ا) ٦٩([ }وزادكم في الخلق بسطة{

.]سورة البقرة) ٢٤٧([ }وزاده بسطة في العلم والجسم{ : كقوله في قصة طالوت،أبناء جنسكم

: وقيل،جمع إل: ءوالآلا ]سورة الأعراف) ٦٩([ }لعلكم تفلحون{نعمه ومننه عليكم : أي }فاذكروا آلاء الله{

إلى.

م و، مثل عنب وأعناب، وآلاءإلىا وآناء وإن، وأمعاءاع.

}ادقينالص نا إن كنت منا تعداؤنا فأتنا بمآب دبعي ا كانم نذرو هدحو الله دبقالوا أجئتنا لنع * قعو قال قدكم مليلطان عا من سبه ل اللها نزآؤكم مآبو ا أنتموهتميماء سمادلونني في أسأتج بغضو سرج كمبن ر

نتظرينالم نكم معوا إني ما *فانتظرنا دقطعنا وة ممحبر هعم الذينو ناهياتفأنجوا بآيكذب الذين ا برمنا وؤمنينسورة الأعراف) ٧٢-٧٠([ }كانوا م[.

قالوا أجئتنا لنعبد الله { :-عليه السلام-وعنادهم وإنكارهم على هود يخبر تعالى عن تمردهم وطغيانهمهدح{ : كقول الكفار من قريش،]سورة الأعراف) ٧٠([ الآية}و عندك ق منالح وذا هه إن كان مإذ قالوا اللهو

.]سورة الأنفال) ٣٢([ }فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم

،صمود: ل له وآخر يقا،صدى: فصنم يقال له،وقد ذكر محمد بن إسحاق وغيره أنهم كانوا يعبدون أصناماقد : أي }قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب{: -عليه السلام- ولهذا قال هود ،الهباء: وآخر يقال له

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

رضي االله تعالى -وعن ابن عباس ، قيل هو مقلوب من رجز،وجب عليكم بمقالتكم هذه من ربكم رجس . معناه سخط وغضب:-ماعنه

ي في هذه الأصنام التي ونأتحاج :أي ]سورة الأعراف) ٧١[( }ي أسماء سميتموها أنتم وآبآؤكمأتجادلونني ف{ ولهذا ، ولا جعل االله لكم على عبادتها حجة ولا دليلا، وهي لا تضر ولا تنفع،سميتموها أنتم وآباؤكم آلهة

وهذا تهديد ]سورة الأعراف) ٧١[( }ظروا إني معكم من المنتظرينما نزل الله بها من سلطان فانت{: قالفأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا { :ولهذا عقبه بقوله ،لرسول لقومهمن اووعيد

ؤمنينا كانوا مماتنا وسورة الأعراف) ٧٢([ }بآي[.

سورة ) ٥٣([ }ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك{ :-عليه الصلاة والسلام-قالوا لهود قوم هود

ونه في هذه الآلهةيجادل هكذا كانوا ]سورة هود) ٥٤([ }إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء{ :وقالوا له ]هود

صلى االله - إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-ف قوم إبراهيم ويخوفونه من أن توصل إليه مكروها كما خو ]سورة الأعراف) ٧١[( }أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآبآؤكم{ : فهو يقول لهم، من آلهتهم-عليه وسلم

ة وهي جمادات لا تنفع ولا تضر ولا حقيقة آلهوها اخترعتم لها هذه الأسماء وجعلتمنما وإيعني لا حقيقة لها !لها وليس لها نصيب من الإلهية

ما تذر من { بأنه أرسل عليهم الريح العقيم وقد ذكر االله سبحانه صفة إهلاكهم في أماكن أخر من القرآنكالر لتهعه إلا جليء أتت علكوا بريح { :كما قال في الآية الأخرى ]سورة الذاريات) ٤٢([ }ميمشيفأه ادا عأمو

سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل * صرصر عاتيةفكانت لما تمردوا وعتوا أهلكهم االله بريح عاتية ]سورة الحاقة) ٨-٦([ }هل ترى لهم من باقيةف* خاوية

:ولهذا قال ،بينه من جثته رأسه فتثلغ رأسه حتى ته على أمستحمل الرجل منهم فترفعه في الهواء ثم تنك

.]سورة الحاقة) ٧([ }كأنهم أعجاز نخل خاوية{

، وكانوا مع ذلك قد فشوا في الأرض،كانوا يسكنون باليمن بين عمان وحضرموت: وقال محمد بن إسحاق وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها من دون االله فبعث االله إليهم ،أهلها بفضل قوتهم التي آتاهم االله وقهروا

وحدوا االله ولا يجعلوا معه إلها ي فأمرهم أن،وهو من أوسطهم نسبا وأفضلهم موضعا -عليه السلام-هودا واتبعه ]سورة فصلت) ١٥([ }من أشد منا قوة{ : وقالوا، فأبوا عليه وكذبوه،غيره وأن يكفوا عن ظلم الناس

، فلما عتت عاد على االله وكذبوا نبيه وأكثروا في الأرض الفساد، يكتمون إيمانهم وهم يسير،منهم ناسوتتخذون * أتبنون بكل ريع آية تعبثون{ : كلمهم هود فقال،يع آية عبثا بغير نفعوتجبروا وبنوا بكل رونتخلد لكملع انعصم *ارينبج طشتمطشتم بإذا بون* وأطيعو سورة الشعراء) ١٣١-١٢٨([ }فاتقوا الله[.

.فوق حاجتهمأي ،على الأماكن المرتفعة قصورا لا حاجة لهم بهاشرهم كانوا يبنون من شدة بطرهم وأيعني

لوحيدة في ذكرنا مرارا أنها الآية ا ]سورة الشعراء) ١٢٩([ }وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون{ :وقوله تعالىكأنه ن معملهي و ،المصانع بأنها القصورفسرت ، و والباقي للتعليل"كأن"ـب" لعل"القرآن التي تفسر فيها

.سيخلد في هذه الدنيا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

التي لم * إرم ذات العماد* ألم تر كيف فعل ربك بعاد{ :ومن أوصاف قوم عاد ما ذكره االله عنهم في قوله . به حالهم وجبروتهم وقوتهم-عز وجل- االله هذا بعض ما وصف ]سورة الفجر) ٨-٦([ }يخلق مثلها في البلاد

}ؤمنينبم لك نا نحمو لكن قوتنا عبتاركي آله نا نحمنة ويا جئتنا ببم ودا هقالوا ي * اكترإن نقول إلا اع* ال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركونق{ بجنون: أي]سورة هود) ٥٤([ }بعض آلهتنا بسوء

إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دآبة إلا هو آخذ بناصيتها * من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرونر اإنلى صري عتقيمبسسورة هود) ٥٦- ٥٤([ }ط م[.

خرجت أشكو العلاء بن الحضرمي : قال-رضي االله تعالى عنه- وروى الإمام أحمد عن الحارث البكري

فإذا بعجوز من بني تميم ،فمررت بالربذة -صلى االله عليه وسلم-إلى رسول االله -رضي االله تعالى عنه- . بهاعطمنق

، لا تجد وسيلة تصل بها إلى مبتغاها أو ،يعني لا تجد من يبلغها إلى المكان الذي تريد " بهاعطمنق: "قوله، فعلى بعد وهي ناحية شرقي المدينة-رضي االله عنه-كان فيها أبو ذر وهي التي معروفةمنطقة الربذة و

نحو داخل الصحراءي ف فإذا دخلت -على الطريق القديم-تأتي الحناكية تقريبا مائة وعشرين كيلو من المدينة . لا زال بعض أطلالها إلى اليومالتي من أربعين كيلو تأتي الربذةاالحناكية قريب

- صلى االله عليه وسلم- لي إلى رسول االله إن،يا عبد االله: فقالت لي، بهاعبعجوز من بني تميم منقط فإذا

، وإذا راية سوداء تخفق، بأهلهالمسجد غاص فإذا ،فحملتها فأتيت المدينة: هل أنت مبلغي إليه؟ قال،حاجةيريد أن : ما شأن الناس؟ قالوا: فقلت-صلى االله عليه وسلم-وإذا بلال متقلد سيفا بين يدي رسول االله

.يبعث عمرو بن العاص وجها

هذا ب وفي بعض الروايات أن عمرو بن العاص قد قدم، ذات السلاسل سريةجاء في بعض الروايات أنها .قد وصل إلى المدينة ويشالج

هل بينكم وبين (( :قال فدخلت وسلمت ف، فاستأذنت عليه فأذن لي،رحله: فدخل منزله أو قال،فجلست: قال . وكانت لنا الدبرة عليهم،نعم: قلت))؟تميم شيء

. أيضاللهزيمة رةب الدقاليف وهي من الأضداد ،نصر والغلبة تقال للالدبرة

: فقلت، فأذن لها فدخلت،لتني أن أحملها إليك وها هي بالباب فسأ، بهاعم منقطومررت بعجوز من بني تمي

: فحميت العجوز واستوفزت وقالت،إن رأيت أن تجعل بيننا وبين تميم حاجزا فاجعل الدهناء: يا رسول االله

؟ فإلى أين تضطر مضرك،يا رسول االله

.تضيق عليهم بهذا يعني "ركتضطر مض": قولها و من مضر-صلى االله عليه وسلم-النبي

، هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصما حملت؛" حتفهازى حملتمع" :إن مثلي مثل ما قال الأول : قلتقالولكن وهو أعلم بالحديث منه ))وما وافد عاد؟((: قال لي،أعوذ باالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد

يستطعمه

.ثيعني يستزيده من الحدي" يستطعمه": قوله

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

، بمعاوية بن بكر فأقام عنده شهرا يسقيه الخمر فمر،ليق: لهم يقال لها فبعثوا وافد،طوا قحاإن عاد: قلتاللهم إنك تعلم أني لم : فقال، فلما مضى الشهر خرج إلى جبال مهرة،الجرادتان: وتغنيه جاريتان يقال لهما

،فمرت به سحابات سود ،م اسق عادا ما كنت تسقيه الله،أجئ إلى مريض فأداويه ولا إلى أسير فأفاديه لا تبق من عاد أحدا، ،دامد رمادا رخذها: فنودي منها،ها سوداء فأومأ إلى سحابة من،فنودي منها اختر

: قال أبو وائلما يجري في خاتمي هذا حتى هكلوا، أنه بعث عليهم من الريح إلا قدر فما بغلني: قال

هكذا رواه الإمام أحمد في ،لا تكن كوافد عاد: وكانت المرأة والولد إذا بعثوا وافدا لهم قالوا: قال،وصدق

)١(مذي نحوه ورواه النسائي وابن ماجه ورواه التر،المسند.

ذكر له عدةقد وهو في المسند ، وبعضهم مختصرا،بعضهم رواه بسياق أطول من هذا وأكثر تفصيلا

ويذكرون الأشعار التي ،أكثر من هذافي كتب التاريخ يذكرون تفاصيل و ،لمسند وحسنه محقق ا،روايات

فرددنها على وأن معاوية بن بكر لما أطالوا المكث عنده لقن هؤلاء الجواري أبياتا،كانت تغني بها الجاريتان ، عندهمقل مكثهحرج معهم وكره أن يشعرهم بشيء لئلا يظنوا أنه قد استثمن أجل أنه أ مسامع هؤلاء الوفد

.واالله أعلمما سمعوا بعض الأبيات حصل ما حصل، لو

وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة {واذكروا إذ جعلكم خلفاء * كل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليمالله لكم آية فذروها تأ

ه ولا من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء اللفسدينض ما في الأرثوتع * أن ونلمأتع ممنه نآم نعفوا لمتضاس مه للذينوا من قورتكباس لأ الذينقال الم

ؤمنونسل به ما أره قالوا إنا بمبن رل مسرا مالحقال ا *صونبه كافر نتمآم وا إنا بالذيرتكباس لذين *

لينسرالم نا إن كنت منا تعدائتنا بم الحا صقالوا يو همبر رأم نا عتوعوا الناقة وقرفة * فعجالر مفأخذتهارهموا في دحبفأصاثمينسورة الأعراف) ٧٨-٧٣([ } ج[.

وكذلك قبيلة ،ن عاثربثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح وهو أخو جديس : قال علماء التفسير والنسب

،وكانت ثمود بعد عاد -عليه السلام- كل هؤلاء كانوا أحياء من العرب العاربة قبل إبراهيم الخليل ،مسطصلى االله - رسول االله وقد مر،وما حولهى ر إلى وادي الق،لحجاز والشامرة فيما بين اوومساكنهم مشه

.على ديارهم ومساكنهم وهو ذاهب إلى تبوك في سنة تسع -عليه وسلم

-صلى االله عليه وسلم-ا نزل رسول االله لم: قال-مارضي االله تعالى عنه-روى الإمام أحمد عن ابن عمر

، فاستقى الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود،ثمود ر عند بيوتج نزل بهم الح،بالناس على تبوك فأهرقوا القدور وعلفوا العجين -صلى االله عليه وسلم- فأمرهم النبي ،فعجنوا منها ونصبوا لها القدور

ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ونهاهم أن يدخلوا على القوم ،الإبل))إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم((: الذين عذبوا وقال

)٢(.

1

/ ٣ج ) (١٥٩٩٦(أخرجه أحمد - .إسناده حسن: "وقال شعيب الأرنؤوط) ٤٨٢ص "

2/ ٢ج ) (٥٩٨٤(أخرجه أحمد - ".إسناده صحيح على شرط الشيخين: "وقال شعيب الأرنؤوط) ١١٧ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

صلى االله عليه -قال رسول االله : قال-مارضي االله تعالى عنه-وروى أحمد أيضا عن عبد االله بن عمر ن فلا تدخلوا فإن لم تكونوا باكي لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين(( :جر وهو بالح-وسلم

وأصل هذا الحديث مخرج في الصحيحين))عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم)٣(

.

بها فأراد أن يدخلها لكن من مر،أن الإنسان لا يقصد هذه الأماكن لزيارتها والفرجةالحديث يؤخذ من هذا ن إلى السير في الأرض والنظر بها في القرآ-عز وجل-أرشد االله التي والآيات ،فإنه يدخل باكيا أو متباكيا

، لمن كان عنده تردد وشك فإنه يذهب وينظر في حال هؤلاء وما حصل لهم ليعتبرهذهكذبين المفي عواقب .وأما من عرف الحق وآمن به فلا حاجة به لمثل هذا

م صالحا قال يا قومأخاه{ قد أرسلنا إلى قبيلة ثمودلو: أي]سورة الأعراف) ٧٣([ }وإلى ثمود{ :قوله تعالى

هرإله غي نا لكم مم وا اللهدبفجميع الرسل يدعون إلى عبادة االله وحده لا شريك ]سورة الأعراف) ٧٣([ }اعسورة ) ٢٥([ }ا أنا فاعبدونوما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إل{ : كما قال تعالى،له

.]سورة النحل) ٣٦([ }ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت{ :وقال ]الأنبياء

أن-أتيكما سي- لم يذكر في دعوتهم -عز وجل-لأن االله ؛-عليه الصلاة والسلام-ويدخل في هذا قوم لوط

، خاطبهم بالتوحيد ولهذا فهم منه بعض أهل العلم أنه لم يكن عندهم إشراك-صلى االله عليه وسلم-لوطا وهو هذه ،وا بأمر لم يسبقوا إليهء وإنما كان هؤلاء قد جا، وهذا ليس بلازم،وإنما كان عندهم الفاحشة

يعني هذا بحال من الأحوال أن لوطا لاف ، فأنكرها عليهم-صلى االله عليه وسلم- فجاءهم لوط ،الفاحشة

لما فعلوا -تبارك وتعالى-لو كان هؤلاء عندهم إيمان باالله ثم ، ما خاطبهم بالتوحيد-صلى االله عليه وسلم-وهموا بإخراجه وإخراج -عليه الصلاة والسلام-وا بلوط ءهذا الفعل حتى كابروا غاية المكابرة واستهز

وكانوا يراودونه ]سورة الأعراف) ٨٢([ }أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون{ : حيث قالواالمؤمنين معهإبراهيم ؟ فالإيمان إن كانوا مؤمنين فمن أين جاءهم ذلك ثم،هذا لا يفعله أناس من أهل الإيمانو ،عن ضيوفه

على بل حتى ولم يكن في تلك الناحية، ابن أخيه وهو، هاجر إلى الشام وآمن له لوط-صلى االله عليه وسلم-قد كانت لكم أسوة حسنة في { :-تبارك وتعالى-قوله العلماء استشكل ولهذا،وجه الأرض أحد من المؤمنين

رإنا ب مهمإذ قالوا لقو هعم الذينو اهيمروءإبدبا تعممو ون اللهاء منكممن د من ف ]سورة الممتحنة) ٤([ }نتلك الناحية عند في عرف أنه آمن له أحد حينما كان ولا ي-صلى االله عليه وسلم-الذين كانوا مع إبراهيم

سورة ) ٢٦([ }وقال إني مهاجر إلى ربي{عند هجرته هاجر آمن له لوط أو آمن له لوط ثم بعد ذلك لما ؟قومه

فمن أين جاءهم من فلسطينة ذهب إلى ناحية قريب-عليه الصلاة والسلام- ولوط ،فهاجر إلى الشام ]العنكبوت ؟-صلى االله عليه وسلم-التوحيد قبل إبراهيم

عز - فاالله ، ولا يلزم ذلك أنه لم يدعهم إليه، لم يذكر أنه دعاهم إلى التوحيد-عز وجل-الحاصل أن االله ]سورة الأنبياء) ٢٥([ }رسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدونوما أ{ : يقول-وجل

3

/ ٤ج ) (٤٤٢٥(باب تفسير سورة الحجر – أخرجه البخاري في كتاب التفسير - باب لا تـدخلوا -ومسلم في كتاب الزهد والرقائق ) ١٧٣٧ص / ٤ج ) (٢٩٨٠ (مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين ).٢٢٨٥ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

رسول أي كل ]سورة النحل) ٣٦([ }ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت{ :ويقول

. -صلى االله عليه وسلم-لوط هم ومن،بعبادة االله وحده قومه يأمركان

قد جاءتكم حجة من االله :أي ]سورة الأعراف) ٧٣([ }ه ناقة الله لكم آيةقد جاءتكم بينة من ربكم هذ{ :وقولهعليه بأن أن يأتيهم بآية واقترحوا -ه السلامعلي- ا وكانوا هم الذين سألوا صالح،على صدق ما جئتكم به

فطلبوا بة ثالكاجر يقال لها في ناحية الح منفردة وهي صخرة،تخرج لهم من صخرة صماء عينوها بأنفسهمراء تشمنه أن تخرج لهم منه ناقة عخضم.

. الحملفيبلغت الشهر العاشر ي هي التراءشعال

، لئن أجابهم االله إلى سؤالهم وأجابهم إلى طلبتهم ليؤمنن به وليتبعنهخذ عليهم صالح العهود والمواثيقفأ -عز وجل- إلى صلاته ودعا االله -عليه السلام- قام صالح ،فلما أعطوه على ذلك عهودهم ومواثيقهم

فعند ذلك ، يتحرك جنينها بين جنبيها كما سألوا،فتحركت تلك الصخرة ثم انصدعت عن ناقة جوفاء وبراء وأراد بقية أشراف ثمود أن يؤمنوا فصدهم ،س القوم جندع بن عمرو ومن كان معه على أمرهآمن رئي

وكان لجندع بن عمرو ابن ، ورباب بن صمعر بن جلهس،باب صاحب أوثانهمذؤاب بن عمرو بن لبيد والح

أن فأراد، وكان من أشراف ثمود وأفاضلها، شهاب بن خليفة بن وخلة بن لبيد بن جواس:عم يقال لهله مهوش بن عنمة بن : فقال في ذلك رجل من مؤمني ثمود يقال،ئك الرهط فأطاعهميسلم أيضا فنهاه أول

:-رحمه االله-الدميل

وكانــت عــصبة مــن آل عمــرو

ــز ــا عزي ــم جميع ــود كله ثم

ــالح ــبح ص ــزالأص ــا عزي فين

ــواة ــن الغ ــر ولك ــن آل حج م

عـوا شـهابا إلـى ديـن النبـي د

ــو فهــم ــب فل ــأن يجي ــا ب أجاب

ــا ــصاحبهم ذؤاب ــدلوا ب ــا ع وم

ــ ــا تول ــدهم ذؤاب ــد رش وا بع

وكانوا تشرب من بئرها يوما وتدعه لهم يوما وأقامت الناقة وفصيلها بعدما وضعته بين أظهرهم مدة :وا من أوعيتهم وأوانيهم كما قال في الآية الأخرىءون ما شائيحتلبون فيمل يشربون لبنها يوم شربها

} مئهنبورتضحب مكل شر منهية بماء قسالم { :وقال تعالى ]سورة القمر) ٢٨([ }أن لكمو با شرذه ناقة لهه وتصدر من غيره من فجدوكانت تسرح في بعض تلك الأودية تر ،]سورة الشعراء) ١٥٥([ }شرب يوم معلوم

ت بأنعامهم نفرت رم إذا ،كر خلقا هائلا ومنظرا رائعا وكانت على ما ذ،ضلع من الماءليسعها؛ لأنها كانت تتعزموا على قتلها ليستأثروا بالماء -عليه السلام- النبي فلما طال عليهم ذلك واشتد تكذيبهم لصالح ،منها

.إنهم اتفقوا كلهم على قتلها: فيقال،كل يوم

وعلى حتى على النساء في خدورهن، طاف عليهم كلهم أنهم راضون بقتلهابلغني أن الذي قتلها: قال قتادة

سورة ) ١٤([ }فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها{ :وهذا الظاهر لقوله تعالى: قلت،الصبيان .]الشمس

على أن قتلها دليلال و،ين الذين آمنوا حينما رأوا هذه الآية المؤمنما عداوا على قتلها جميعا ئ أنهم تواطيعني

وعتوا عن أمر فعقروا الناقة{ : فقالرها إليهم أن االله نسب عق-من غير المؤمنين-كان بمواطأة من الجميع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٩

همب{: وقال تعالى ]سورة الأعراف) ٧٧([ }را صقالوا يوائتنا بم ناالحاالله قال نبيف ؛]سورة الأعراف) ٧٧([ }ا تعد قالوا -عز وجل-فلما عتوا عن أمر االله ]سورة الأعراف) ٧٣([ }ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم{ :لهم .ائتنا بهذا العذاب الذي توعدتنا به: له

.]سورة الإسراء) ٥٩([ } فظلموا بهاة مبصرةوآتينا ثمود الناق{ :وقال

.مبصرةأنها الناقة صفومبصرة، وليس المقصود آيةأي } ة مبصرةوآتينا ثمود الناق{: قوله

، فأسند ذلك على مجموع القبيلة فدل على رضا جميعهم بذلك ]سورة الأعراف) ٧٧([ }فعقروا الناقة{: وقال .واالله أعلم

عقرت: تقول،هو قطع عضو يؤثر في تلف النفس: وبعضهم يقول ، الجرح هور في كلام العربأصل العق

. قوائمه بالسيفت إذا ضربالفرس

ثم أطلق بعد ذلك على نحره؛ لأن كسر عرقوبه يؤدي ،كسر عرقوب البعيرر هو أصل العق: وبعضهم يقولحتى و، يضربون عرقوبه مثلا من أجل أن يسهل عليهم نحره يعني هم،يكون سببا لنحره أي ،إلى ذلك غالبا

أنهم لما تآمروا على ذلك -وهذا من المأخوذ عن بني إسرائيل– في تفاصيل قتل الناقة في بعض الرواياتوفي ، ثم جاء الآخر وضربها في لبتها فنحرها، ضرب عرقوبهات بهكمن لها أحدهم في صخرة فلما مر

يعني عمل ]سورة القمر) ٢٩([ }فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر{: فقال قر إلى واحد منهمالآية الأخرى أضاف العفاالله تعالى ، وأسبابه ذلك فعلهم ويذكرون في التواريخ تفاصيل كثيرة في،وهذا هو أحيمر ثمود عملا فعقر،

.مأعل

: بب قتل الناقة أن امرأة منهم يقال لهاأن س وذكر الإمام أبو جعفر بن جرير وغيره من علماء التفسير

. كافرةا كانت عجوز،م بن مجلز وتكنى أم غنمنعنيزة بنت غ

تها لمطالب افكان هذا سبب ، منهاإذا مرت نفرت الغنم الناقةكانتم كبير ونكان لها غ: يقالم نعنيزة بنت غ

.قتل الناقةب

بنت غنم لكثرة غنمها، أو من باب أن لكل : ى غنمها فقيللكون نسبت إتقد ف-عنيزة–وأما اسم هذه المرأة على ما ورد في إنها كنيت بأم غنم لكثرة غنمها : يل وق،عنيزة بنت غنممسمى له من اسمه نصيب سميت

وليس بفتحها، ومن -بتسكين النون– ميرد غنفقادة التاريخ الإسلامي بعضفي أسماءأما ،بعض الأخبار

. كما يقول بعض الناسبن غنم وليس ا،منن بن غعبد الرحمأولئك

وكان زوجها ، وكانت لها بنات حسان ومال جزيل-عليه السلام- لصالح وةدا الناس عوكانت من أشدصدوف بنت المحيا بن دهر بن المحيا ذات : وامرأة أخرى يقال لها،ذؤاب بن عمرو أحد رؤساء ثمود

، لمن التزم لهما بقتل الناقةن تجعلاا فكانت،م من ثمود ففارقته وكانت تحت رجل مسل،حسب ومال وجمالفدعت ابن عم لها ، فعرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة فأبى عليها،بابفدعت صدوف رجلا يقال له الح

، بن سالف بن جندعدار ودعت عنيزة بنت غنم ق،مصدع بن مهرج بن المحيا فأجابها إلى ذلك: يقال له وأنه لم يكن من أبيه الذي ينسب إليه وهو ،ة يزعمون أنه كان ولد زني، أحمر أزرق قصيراوكان رجلا

بناتي شئت أعطيك أي: وقالت له ،لد على فراش سالف ولكن و،صهياد: له وإنما هو من رجل يقال،سالف

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١٠

ن ثمود فاتبعهما فعند ذلك انطلق قدار بن سالف ومصدع بن مهرج فاستغويا غواة م،على أن تعقر الناقةوكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض { : وهم الذين قال االله تعالى،سبعة نفر فصاروا تسعة رهط

ونلحصلا يوكانوا رؤساء في قومهم فاستمالوا القبيلة الكافرة بكمالها فطاوعتهم على ]سورة النمل) ٤٨([ }وقد كمن لها قدار بن سالف في أصل صخرة على وفرصدوا الناقة حين صدرت من الماء فانطلقوا ،ذلك

،م به عضلة ساقهاتظ فان، فمرت على مصدع فرماها بسهم،طريقها وكمن لها مصدع في أصل أخرى رته وشدم فسفرت عن وجهها لقدار وذوخرجت أم غنم عنيزة وأمرت ابنتها وكانت من أحسن الناس وجها

.هابقر س تحذ، ورغت رغاة واحدة، فخرت ساقطة إلى الأرض،ناقة بالسيف فكسف عرقوبهاعلى ال

. يعني ولدها"تحذر سقبها": قوله

حتى أتى جبلا منيعا فصعد أعلى صخرة فيه -وهو فصيلها-بها وانطلق سق،ثم طعن في لبتها فنحرهاإنه : ويقال؟ يا ربي أين أمي: ه قالفروى عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن البصري أن، ورغى

. فاالله أعلم،هبل اتبعوه فعقروه مع أم: ويقال،رغى ثلاث مرات وإنه دخل في صخرة فغاب فيها

فلما رأى ، فجاءهم وهم مجتمعون-عليه السلام- صالحا فلما فعلوا ذلك وفرغوا من عقر الناقة وبلغ الخبر .]سورة هود) ٦٥([ الآية }اركم ثلاثة أيامتمتعوا في د{ :الناقة بكى وقال

:جوز زيارتها؟تار قوم معذبين فلا هي ديهلالأهرامات

وكثير ،-عليه الصلاة والسلام-قبل نوح أي ،غالب الظن أنها كانت قبل الطوفان: بعض المؤرخين يقول

ولا يثبت أن إدريس ،نه كان قبل نوح على أ-صلى االله عليه وسلم-منهم يذكرون أن الذي بناها هو إدريس

. والأقرب أنه كان بعده،هذا وهم: ابن العربي يقول و، كان قبل نوح-عليه الصلاة والسلام-

وإن كانت بعد الطوفان فينظر ، ليست أماكن أناس معذبينيإن كانت قبل الطوفان فه الأهرامفوعلى كل حال

فهذا أيضا محل وإن كانت كما يزعمون للفراعنة،ليها هذاإن كانت لقوم ليسوا من المعذبين فلا ينطبق عأرضا ها وإلا لكانت تلك الناحية جميع أرض مصرتباعتبار أن محل العذاب الذي وقع هو البحر وليس؛ نظر

.محل الذي نزل به العذاب أن الذي لا يجوز زيارته هو الالمقصود؛ و وهذا لم يقل به أحد،للمعذبين

لأنه المكان الذي ؛ أسرع-صلى االله عليه وسلم-به النبي لما مر رمحسي العلم أن وادوقد ذكر بعض أهل وربما كان ،ذكر بعضهم مكانا آخرلذلك و-كأعني أن االله أهلك الفيل هنا- وهذا لا يثبت، االله فيه الفيلكأهل

أنه لما -رضي االله عنه- وكذلك نقل عن علي، لأن المحل يقتضي هذا؛ أسرع-صلى االله عليه وسلم-النبي .مر بأرض الخسف من بابل أسرع وتلثم وأخر الصلاة حتى تجاوزه

توجد محلات ومصانع تصنع ألوان المستحضرات حيث منتجات البحر الميتوالناس يسألون كثيرا عن هو المكان اهل هذ: يقولونف ،ه مستخرجة من وكلهاية وأشياء أخرى مما يتعالج به الناس وما أشبه ذلكالتجميل

؟-صلى االله عليه وسلم-قوم لوط الذي عذب االله فيه

* وإنكم لتمرون عليهم مصبحين{ : قال-عز وجل- واالله ،أظنه لا يثبت إلا أني بعضهموإن قال بهذا : فأقول

أو أن لهم قرى كانوا ر الميتفهل المقصود بذلك أنهم كانوا يمرون على البح ]سورة الصافات) ١٣٨([ }وبالليلالأحكام لا تجري عليهمحل للمعذبين ه لا يثبت أن المكان الذي الأصل أن، ففاالله تعالى أعلميمرون عليها،

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١١

جن وما ع،نهاهم أن يستقوا من الآبار حيث ،على مدائن قوم صالح -صلى االله عليه وسلم-النبي التي رتبها . واالله أعلم، الحكم ساريا على المكان الذي عرف بهذاهذاوإنما يكون ،وابعلفوه الدأمرهم أن يبتلك المياه

.وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد الله رب العالمين

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)١٠(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين الحمد الله رب العالمين،

ا أمسى أولئك التسعة الرهط عزمـوا فلم ،وكان قتلهم الناقة يوم الأربعاء : - تعالى رحمه االله -قال المفسر قـالوا { وإن كان كاذبا ألحقناه بناقتـه ،إن كان صادقا عجلناه قبلنا: وقالوا-عليه السلام- على قتل صالح

ومكروا مكـرا ومكرنـا *لصادقونتقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا ونرشعلا ي مها وكرم * كرهمة ماقبع ف كانكي لما عزموا على ذلـك ف ]سورة النمل ) ٥١-٤٩([ الآية }فانظر

عليهم -له وله العزة ولرسوسبحانه وتعالى- أرسل االله ف من الليل ليفتكوا بنبي االله واءوا عليه وجا ئوتواط

-وهو اليوم الأول من أيام النظرة- وأصبح ثمود يوم الخميس ،حجارة فرضختهم سلفا وتعجيلا قبل قومهم

وهو يوم - وأصبحوا في اليوم الثاني من أيام التأجيل -عليه السلام -ووجوههم مصفرة كما وعدهم صالح ووجـوههم -وهو يـوم الـسبت -متاع وأصبحوا في اليوم الثالث من أيام ال ،ة ووجوههم محمر -الجمعة

عياذا باالله من ذلـك - فلما أصبحوا من يوم الأحد وقد تحنطوا وقعدوا ينتظرون نقمة االله وعذابه ،ةمسود-

جاءتهم صيحة مـن الـسماء ورجفـة ، وأشرقت الشمس،كيف يأتيهم العذاب فعل بهم ولا لا يدرون ماذا ي

.النفوس في ساعة واحدةح وزهقت اشديدة من أسفل منهم ففاضت الأرو

} اثمينج ارهموا في دحبفة فأصجالر مولم يفلـت ،صرعى لا أرواح فيهم: أي]سورة الأعراف) ٧٨([ }فأخذته

ويقال ،قلإلا جارية كانت مقعدة واسمها كلبة بن الس : قالوا ، لا ذكر ولا أنثى ،منهم أحد لا صغير ولا كبير

فلما رأت ما رأت من العـذاب أطلقـت ،-عليه السلام - وكانت كافرة شديدة العداوة لصالح ،قةيرالز: لها ثـم ، بقومهـا فأتت حيا من الأحياء فأخبرتهم بمـا رأت ومـا حـل ، فقامت تسعى كأسرع شيء ،رجلاها

.استسقتهم من الماء فلما شربت ماتت

نبينا محمد ،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،الحمد الله رب العالمين ، بسم االله الرحمن الرحيم : أما بعد،وعلى آله وصحبه أجمعين

هذا جمع بين مـا ورد فـي "جاءتهم صيحة من السماء ورجفة شديدة من أسفل منهم ": -رحمه االله -فقوله

: والرجفـة ،ذتهم الرجفـة أخم أنه-تبارك وتعالى- فقد ذكر االله ،ذكر فيه عقوبتهم مما ي-عز وجل-كتاب االله

. أي اضطربت بهم الأرض واهتزت بهم،هي الزلزلة

وأخذ الذين ظلموا الـصيحة { : في سورة هود -عز وجل - كما قال االله ،أي الصيحة الشديدة : وبعضهم يقول اثمينج ارهموا في ديحبهـو مـا ذكـره -االله تعالى أعلم و-وأحسن ما يقال في هذا ]سورة هود ) ٦٧([ }فأص

مـد الأمـين الـشنقيطي مـن ممن قال بـه الـشيخ مح و ،الحافظ ابن كثير ومشى عليه جماعة من المحققين

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

ورجفت فاضطربت بهم الأرض حيث صاح بهم الملك ، أخذهم بالرجفة -عز وجل -أن االله المعاصرين، وهو

. فصاروا في دارهم جاثمينبهم

ومـاتوا وفارقـت والمقصود أنهم هلكوا ، على الركب والوجوه يثلأرض والج وأصل الجثوم هو اللصوق با .أرواحهم أجسادهم

ه هكذا ضبط- الزريعة: يقال لها و"الزريقة: ويقال لهاقلجارية كانت مقعدة واسمها كلبة بنت الس إلا ": يقولبار أن العرب تقـول للكـلاب باعت ؛-رحمه االله-وهو الذي رجحه الشيخ محمود شاكر ، ابن جريرفي تفسير .أولاد زارع

والعرب تقول ، الزريعة لهذه يقاللذلك و ،أولاد زارع يعني الكلاب و كلبة بن السلق فهي ،ق هو الذئب ل والس :

.بأن الذئب ينزو على الكلبة ويولدها

-ماالله عنهرضي - ومن تبعه -عليه السلام-من ذرية ثمود أحد سوى صالح ولم يبق : قال علماء التفسير

غال كان لما وقعت النقمة بقومه مقيما إذ ذاك في الحرم فلم يصبه شـيء فلمـا أبو ر: يقال لهإلا أن رجلا . جاءه حجر من السماء فقتله،خرج في بعض الأيام إلى الحل

ل بقبر أبي رغا مر -صلى االله عليه وسلم - أن النبي ةقال عبد الرزاق عن معمر أخبرني إسماعيل بن أمي غال رجل من ثمود كان في حرم هذا قبر أبي ر ((: قال ،االله ورسوله أعلم : قالوا) )؟أتدرون من هذا ((: فقال

االله فمنعه حرم فلما خرج أصابه ما أصاب قومه فدفن هاهنا ودفن معه غصن من ذهب فنزل ، االله االله عذاب أبـو : بد الرزاق قال معمر قال الزهري وقال ع ))القوم فابتدروه بأسيافهم فبحثوا عنه فاستخرجوا الغصن

)١(رغال أبو ثقيف.

فهـي واضـحة أنهـا مـن -صلى االله عليه وسلم -معمر عن إسماعيل بن أمية عن النبي عن الرواية هذه .أعلماالله المرسل، ولذلك ضعفها أهل العلم، ف

} الة ررس لغتكمأب م لقدا قوقال يو منهلى علكفتوو ت لكمحنصي وب الناصـحين ـونسـورة ) ٧٩([ }ن لا تحب

دهم علـى االله وتمـر ، لما أهلكهم االله لمخالفتهم إياه ، لقومه -عليه السلام -هذا تقريع من صالح ]الأعرافعا وتوبيخا لهم صالح ذلك بعد هلاكهم تقري قال ، وإعراضهم عن الهدى إلى العمى ،وإبائهم عن قبول الحق

على أهل بـدر لما ظهر -صلى االله عليه وسلم-أن رسول االله كما ثبت في الصحيحين ،وهم يسمعون ذلك علـى القليـب حتى وقـف ثم أمر براحلته فشدت بعد ثلاث من آخر الليل فركبها ثم سار ،أقام هناك ثلاثا

عة يا شيبة بن ربيعة ويا فلان بن فلان هل يبيا أبا جهل بن هشام يا عتبة بن ر ((: فجعل يقول -قليب بدر - ما تكلم من أقوام ،يا رسول االله : فقال له عمر ))؟وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا

)) ولكن لا يجيبون، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم،والذي نفسي بيده((: قد جيفوا؟ فقال)٢(

.

1

/ ٣ج ) (٣٠٩٠ (باب نبش القبور العادية يكون فيها المال - الخراج أخرجه أبو داود في كتاب - / ٣ج ) (٢٧٨٨(والطبراني في الأوسط ) ١٤٨ص

/ ١١ج ) (٢٠٩٨٩(وعبد الرزاق في مصنفه ) ١٥٨ص ).٤٧٣٦(وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم ) ٤٥٤ص

2/ ٤ج ) (٣٧٥٧( باب قتل أبي جهل –أخرجه البخاري في كتاب المغازي - باب عرض -كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ومسلم في ) ١٤٦١ص

/ ٤ج ) (٢٨٧٣ (ه وإثبات عذاب القبر والتعوذ منهمقعد الميت من الجنة أو النار علي ).٢٢٠٢ص

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

:أي ]سورة الأعـراف ) ٧٩([ }لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم { :ومه قال لق -عليه السلام -وهكذا صالح

) ٧٩([ }ن لا تحبون الناصـحين ولك{ : ولهذا قال، ولا تتبعون ناصحا،فلم تنتفعوا بذلك لأنكم لا تحبون الحق

.]سورة الأعراف

،؛ لأنه ذكـره بعـد إهلاكهـم -تبارك وتعالى -أهلكم االله أن لك بعد أنه قال لهم ذ -واالله تعالى أعلم -الأقرب أن يكون قال ذلك لهم حينما عقروا الناقة واستوجبوا العذاب فقال لهم ذلك وفارقهم قبل أن أيضا والآية تحتمل

يـر لكن الأقرب هو ما ذكره ابن كث ، وهذا قال به طائفة من السلف ،ونقمته -عز وجل -ينزل بهم عذاب االله وكونه يوجه لهم هذا الخطـاب ، أنه قال ذلك بعد نزول العقوبة بهم أي، ويدل عليه ظاهر القرآن -رحمه االله -

.-صلى االله عليه وسلم- الذي سبق عن رسول االله بعد ما هلكوا ليس ذلك بمشكل للحديث

إنكم لتأتون الرجال شهوة مـن * من أحد من العالمين ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها {رفونسم مقو ل أنتماء بون النسسورة الأعراف) ٨١-٨٠([ }د[.

. واذكر لوطا إذ قال لقومه، أو تقديره،ولقد أرسلنا لوطا: يقول

وكان قد آمن مـع إبـراهيم -عليهما السلام-اهيم الخليل وهو ابن أخي إبر،بن هاران بن آزر اولوط هو

وما حولها من القرى يدعوهم إلـى ومد وهاجر معه إلى أرض الشام فبعثه االله إلى أهل س -عليه السلام -التـي والمحارم والفـواحش اهم عما كانوا يرتكبونه من المآثم ه ويأمرهم بالمعروف وين -عز وجل -االله

وهذا شيء لم يكـن ، وهو إتيان الذكور دون الإناث،ولا غيرهم بها أحد من بني آدم اخترعوها لم يسبقهم

بنو آدم تعهده ولا تألفه ولا يخطر ببالهم حتى صنع ذلك أهل سعليهم لعائن االله-وم د-.

ين لنصب لوط وجه -رحمه االله -ذكر الحافظ ابن كثير ]سورة الأعراف ) ٨٠([ }ولوطا إذ قال لقومه { :قولهفي عليـه - االحاصل أن لوط و ،لقد أرسلنا لوطا : أو يكون التقدير ،واذكر لوطا : الأول -عليه الصلاة والسلام -

قال ]سورة الأعراف ) ٨٠([ }أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين {: قال لقومه -الصلاة والسلام يشعر بأنها -واالله تعالى أعلم -كأن ذلك و ،"لأ"دخل عليها أ و وعبر عنها بالفاحشة ،ستنكارذلك على سبيل الا

فيها ما لم يـذكره فـي -عز وجل - وذكر االله ، فهي في غاية الفحش ،قد استحقت الوصف الكامل في الفحش بل أنتم { : وقال ،]سورة الأعراف ) ٨٠([ }العالمينأتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من {: قال هنا ف ،الزنا

رفونسم مء { :الذكر قرية هؤلاء وق و ]سورة الأعراف ) ٨١([ }قووس مكانوا قو مائث إنهل الخبمالتي كانت تعانوا يعملون الخبائث ووصفهم بالفسقيعني أهلها أنهم كوالقرية وصف فهو]سورة الأنبياء) ٧٤([ }فاسقين.

فوصـفهم ]سـورة العنكبـوت ) ٣٠([ }رب انصرني على القوم المفسدين { :-صلى االله عليه وسلم -وقال لوط لمـا جـاءت وذلك ]سورة العنكبوت ) ٣١([ }إن أهلها كانوا ظالمين { : في قوله ووصفهم أيضا بالظلم ،بالإفساد

. وبشروه بهلاكهم-صلى االله عليه وسلم-ملائكة لإبراهيم ال

هو في غاية البـشاعة ف لهؤلاء الذين يقارفون هذا المنكر الشنيع-عز وجل-صاف جميعا ذكرها االله فهذه الأو ذكر ذلك في القرآن لما صـدقت أن -عز وجل -لولا أن االله : بني أمية وقد قال بعض خلفاء ،روالمنافاة للفط

. ذكره في كتابه-عز وجل-لا يتصور أن يقع هذا من أحد لولا أن االله ، أي أنه يقارف ذلكأحدا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

وقد ذكر الحافظ ابن القيم ،القبائح والرذائل والرزايا من األوانفإن فيها أيضا وهذه الفاحشة مع منافاتها للفطرة

ل فيفسد فطرته ويحـصل لـه يدخل في كل عصب ومفصفإن ماء الرجل أن من وقع عليه ذلك -رحمه االله - .بسبب ذلك من المسخ والانتكاس ما لا يقادر قدره

ـ : "يقول وقـال "دوموهذا شيء لم يكن بنو آدم تعهده ولا تألفه ولا يخطر ببالهم حتى صنع ذلك أهـل س :

" جموعـة مـن م سدوم هـذه و "وما حولها من القرىوم وهاجر معه إلى أرض الشام فبعثه االله إلى أهل سد ]سورة التوبـة ) ٧٠([ }والمؤتفكات{ :قالكما و ]سورة النجم ) ٥٣([ }والمؤتفكة أهوى { : كما قال االله تعالى القرى

، والمؤتفكات باعتبار أنها قرى وليست قرية واحدة ، يعني القرى المؤتفكة ،فالمؤتفكة جنس يشمل جميع القرى أما القـول و، أنها من أعمال حلبذكر بعضهمي، واصمة تلك البلادعهي يعني ،إنها الأم : عنها فسدوم يقولون

أخبـر أنـه وإنما ، ما ذكر أنها تحولت إلى بحر -عز وجل - واالله ،لا أعلم عليه دليلا ففي البحر الميت ها بأنأي أنه رفعهـا ثـم ،يعني المنقلبة ]سورة النجم ) ٥٣([} والمؤتفكة أهوى { : وقال ،هالف جعل عاليها سا قلبها وأنه

.-عز وجل-العلم عند االله و ،ذلك بالحجارةقلبها ثم أتبع

ما نزا ذكـر : قال ]سورة الأعراف) ٨٠([ }ما سبقكم بها من أحد من العالمين { :قال عمرو بن دينار في قوله الفاحشة ما سبقكم بها من أحـد أتأتون{ :-عليه السلام- ولهذا قال لهم لوط ،على ذكر حتى كان قوم لوط

المينن العاء* مون النسن دة موال شهجالر لتأتون سورة الأعراف) ٨١-٨٠([ }إنكم[.

لبـاقون وقـرأه ا ،يكون ذلك على سبيل الإخبار افع وحفص، و هذا على قراءة ن }إنكم لتأتون الرجال { :قوله .يوبخهم على هذا الفعلفهو ، على سبيل الاستفهام الذي يراد به التوبيخ ذلكفيكون }أئنكم{بهمزتين

لأنه وضع الشيء في أي عدلتم عن النساء وما خلق لكم ربكم منهن إلى الرجال وهذا إسراف منكم وجهل؛ .غير محله

لا يأتون ذلك لأمـر أو لمعنـى أنهم يعني،ر منتكسة يدل على أن الفط}ةإنكم لتأتون الرجال شهو { :في قوله

ناشـئ عـن فطـرة ثم أيضا يفعلون ذلك قضاء لـوطر ، والشهوة لا تتوجه إلى مثل هذا ، وإنما شهوة ،آخر .منكوسة وشذوذ

لتـي جعلهـا االله أنهم فعلوه شهوة من غير اعتبار ولا نظر للمعاني ا-عز وجل-وهذا الذي فعلوه وأخبر االله

في فطر الرجـال الميـل -عز وجل- حيث أودع االله ، وهو مقتضى الفطرة، في المحل النظيف -عز وجل -يحصل بسببه المـودة والرحمـة و ، وذلك يجده الرجال في نفوسهم فيحصل بسبب هذا النكاح ،الطبيعي للنساء

) ٢١([ }وجعل بينكم مودة ورحمة { :، قال تعالى وقومها وعشيرتها التي تنسى معها المرأة أباها وأمها وأخاها

، إلا إذا جربهـا لا يعرفهـا الإنـسان فهناك معان ،وهذا المعنى لا يتصوره الإنسان إلا إذا تزوج ]سورة الروم لمن لـم ، وهذا مثلما لو تحدثت عن حلاوة الإيمان لا يعرفه إلا من له ولد هذا شعور الآباء نحو الأبناء : مثل لا فإنه تتحدث عن إعجاز القرآن لفاسد السليطة وكذلك عندما ، فإن ذلك الحديث لا ينفعه ق حلاوة الإيمان وذتي

فهناك جملـة مـن المعـاني لا ،لكنه لا يتذوق هذا إطلاقا وإن ردد مع الناس كلمة الإعجاز يتذوق الإعجاز فـاالله ، فيدرك عندئذ هـذا المعنـى ،اع أو التصور السم إلا إذا تحقق أمر زائد على مجرد يتصورها الإنسان

بـل إن ، وجعل من مقتضى النكاح المودة والرحمة ، جعل في فطر الرجال الميل إلى النساء -تبارك وتعالى -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

ولا ، وقد ذكره جمع من أهـل العلـم ،الوطء يكون سببا لمزيد من الإلف والمودة والرحمة وهو شيء معلوم

ـ، وبقاء النسل الآدمي، وهو أيضا سبب للولد،ه عليهيحتاج مثل هذا أن ينب الأنبيـاء والـصلحاء ه ويخرج من وأما هـذه ، ويحصل فيه قضاء الوطر أيضا ، كل ذلك بسبب هذا النكاح ، والعلماء ،والمجاهدون في سبيل االله

ذلك هو لا يلتـذ هذا الممسوخ الذي يقع عليه إن ثم ، إطلاقا من ذلك شيءها الفاحشة والشناعة فلا يحصل من .ربه ولكنه فساد الفط

فأرشدهم إلى نـسائهم ]سورة الحجر ) ٧١([ }هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين { :ولهذا قال لهم في الآية الأخرى .فاعتذروا إليه بأنهم لا يشتهونهن

باعتبـار أن -رحمه االله -ير الحافظ ابن كث وهذا كما يقول }بناتي{ : مع أنه قال "فأرشدهم إلى نسائهم ": قال : قـال -تبارك وتعـالى - واالله ،ههم بنات قومه أبناءه وبنات فبهذا الاعتبار يكون أبناء ،النبي بمنزلة الأب لقومه

} ماتههأم هاجوأزو أنفسهم من ؤمنينلى بالمأو وهـو أب (: وفي القراءة الأخرى ]سورة الأحزاب ) ٦([ }النبي هـي أبـوة وهذه الأبوة - وقراءة ابن عباس قراءة أبي - حادية معروفة أ ة وهي قراء )لهم وأزواجه أمهاتهم

وأمـا ، ورجحها بعض أهل العلم على أبوة النسب؛ لأن أبوة النسب يخرج فيها الإنسان إلى الحياة الدنيا ،تربية

الكاملة التي يسعد بها فـي الـدنيا ى الحياة الحقيقية إل و هذه الأبوة فيخرج بها الإنسان من الظلمات إلى النور يقـول فهـو ، بنات قومه أو ،يعني بنات القبيلة ]سورة هود ) ٧٨([ }هؤلاء بناتي { :قوله ف ،ويسعد بها في الآخرة

. فأبوا ذلك عليه،إنه عرض بناته عليهم ليتزوجوهن: وبعضهم يقول،النساءتزوجوا هؤلاء : لهم

} قالوا لقد ق وح من ناتكا لنا في بت ملمع ا نريدم لملتع ل: أي ]سورة هود ) ٧٩([ }إنك ب قد علمت أنـه لا أر . وإنك لتعلم مرادنا من أضيافك،لنا في النساء ولا إرادة

} تكمين قرم موهمه إلا أن قالوا أخرجقو ابوج ا كانمو ونرتطهي أناس مما : أي ]سورة الأعراف ) ٨٢([ }إنه وأهلكهم في ، فأخرجه االله تعالى سالما ،وا بإخراجه ونفيه ومن معه من بين أظهرهم أجابوا لوطا إلا أن هم

.أرضهم صاغرين مهانين

}إنهم أناس يتطهـرون {: وقال مجاهد ، ب عي عابوهم بغير : قال قتادة }إنهم أناس يتطهرون {: وقوله تعالى

.أيضا -مارضي االله تعالى عنه- وروي مثله عن ابن عباس من أدبار الرجال وأدبار النساء،

ويحتمل أنهم قـالوا ذلـك ،يحتمل أنهم قالوا ذلك على سبيل التهكم والسخرية }إنهم أناس يتطهرون {: قولهم

لا يرون أن هـذا مـن التطهـر فعلى أنهم إنهم قالوا هذا على سبيل السخرية : ومن قال ،قيقةعلى سبيل الح ،لهـم مين لهم سوء ع فز ،يرون أن هذا هو عين الذوق والكمال صاروا لما فسدت فطرهم ، وذلك أنهم والتنزه

،يسة أن تعاشر المرأة في الكن لمرأةحيث تجد أنه يقر ل -عز وجل -كما هو مشاهد الآن في بلاد لا تعرف االله رسـمية ذلك بصورةبالبلاد التي لا يعترف لهم في و،في غاية القبح والمسخ، وهذا يتزوج الرجل أن لرجللو

بعض رؤساء الدول الكبـار تجد بل قد كما يزعمون، حاشدة يطالبون بحقوقهم مظاهرات ب بالملايين يخرجون وهذا يدل علـى ، بحقوقهم وما أشبه ذلكوايعترفونهم بأن هؤلاء في مقارهم ويعد ن ويزور في أيام الانتخابات

. وأنهم أعداد كبيرة هائلة لا يستهان بها،أن هؤلاء يمثلون وزنا وثقلا في المجتمع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

ويقـع علـيهم حيث يقعون على كل شيءفحدث ولا حرج في تلك المجتمعات الأمر يتعاطون هذا ذينالوأما

.نسأل االله العافية، ممسوخةالر ط، وهكذا هي الفبنتهايقع الرجل على و ،الكلاب وغير الكلاب حتى ،كل شيء

ـ ذه ال التي تنتشر فيها المخدرات وه الأمريكية قامت مظاهرة في إحدى الولايات رف أهلهـا بالـشر ولاية عتلك الولاية ونزل في فندق وهو فـي غايـة حضر إلى رجل من المسلمين حيث حكى ذلك والفساد والشراسة تحمل أعـلام لمجموعة من الشواذ فأطل وإذا بمظاهرة عارمة كبيرة ، فسمع جلبة بعد يوم ، والخوف التوجس

فحملـه ، بعض مـن يحملـون الأعـلام أخرى وإذا هم جلبة في ناحية سمع ثم ،جميع الدول وتحمل لافتات ، تحملونه لا: يقولونو " االله إلالا إله "إذا بأناس من المسلمين ينازعونهم علم فلما وصل ،الفضول على النزول

االله ف ، رسميا الأمر قر هذا تالمظاهرة على جميع الدول لماذا لا ي هذه فوهم يحتجون ، نحمله بل :وهم يقولون .المستعان

} الغابرين كانت من أتهرإلا ام لهأهو ناهيف *فأنجكي ا فانظرطرهم ملينا عطرأمو ـرمينجـة الماقبع كان{

.]سورة الأعراف) ٨٤-٨٣([

فأخرجنا من { : كما قال تعالى، ولم يؤمن به أحد منهم سوى أهل بيته فقط ،فأنجينا لوطا وأهله : يقول تعالى ؤمنينالم ا منفيه كان* لمينسالم نت ميب را غينا فيهدجا وسورة الذاريات) ٣٦-٣٥([ }فم[.

عليهم الصلاة - وأن جميع الأنبياء خاطبهم بالتوحيد -صلى االله عليه وسلم - يستدل به على أن لوطا وهذا مما أنه لا إله إلـا أنـا { : ما أرسل من رسول إلا أوحى إليه -تبارك وتعالى -فاالله دعوا إلى التوحيد، -والسلام

، وقوم لوط ممن لم يكونوا على التوحيد، فهاجر لـوط فهذه دعوة جميع الرسل ]سورة الأنبياء ) ٢٥([ }فاعبدون

أنـه تهفكونه لم يذكر في دعو -تبارك وتعالى -إلى االله الناس إلى تلك الناحية ودعا -صلى االله عليه وسلم -كروا بهذه الشناعة التـي لـم ما ذ وإن، أو أنهم كانوا موحديندعاهم إلى التوحيد لا يعني أنه لم يوجه ذلك إليهم

.يسبقوا إليها

؛ فيه نظر ا القول هذف ،ممن لم يقع لهم شرك ون نهم قد يكون إ: جواب على قول من قال من أهل العلم الهذا هو .؟تعلموا التوحيدوإلا فمن أين

عليه مـن ضـيفانه لمهم بمن يقدم عهم عليه وت ئبل كانت على دين قومها تمال إلا امرأته فإنها لم تؤمن به .بإشارات بينها وبينهم

يعني امرأة نـوح وامـرأة ]سورة التحريم) ١٠([ }فخانتاهما{ : قال-عز وجل -فاالله هذه هي خيانة امرأة لوط،

تحمل الخيانة علـى ولا يجوز بحال من الأحوال أن ،أنها كانت تدل على أضيافه فالخيانة المقصود بها ،لوطذلك ؛ لأن يحفظ عرض أنبيائه ويصونه -عز وجل -االله ف، ما خانت امرأة نبي قط لك أنه ذالفجور والفاحشة و

.هذا لا يجوز بحال من الأحوالف ،لو وقع فإنه يرجع إلى النبي فيدنس عرضه بهذا

بل : ومنهم من يقول،مر ألا يعلمها ولا يخرجها من البلد ليسري بأهله أ -عليه السلام -مر لوط ولهذا لما أ والأظهر أنها لم تخرج من البلد ولا أعلمها لـوط ، هي فأصابها ما أصابهم تهم فلما جاء العذاب التفت اتبعت

: وقيـل ،الباقين: أي ]سورة الأعراف ) ٨٣([ }إلا امرأته كانت من الغابرين { : ولهذا قال هاهنا ،بل بقيت معهم

. وهو تفسير باللازم،من الهالكين

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

إلا امرأتـه كانـت مـن { : فقوله تعـالى ،تأتي بمعنى ذهب وتأتي بمعنى بقي ف ،من الأضداد ي ه "رغب "لفظةهذا هو المعنى المـشهور و ،أي الباقين : -رحمه االله -يقول الحافظ ابن كثير ، ]سورة الأعراف ) ٨٣([ }الغابرين

كما قاله أبو عبيـدة ،أي من المعمرين : من قال فالذين فسروه بالباقين منهم -الباقين : معنى الغابرين أنأي - أي أنها بقيـت ،من الباقين قيل: قال وإنما وذكره كبير المفسرين ابن جرير لكنه لم يرجحه ،معمر بن المثنى

فهي ]سورة الشعراء ) ١٧١([ }إلا عجوزا في الغابرين { : قال -عز وجل -واالله ، زمانا طويلا قبل نزول العذاب إن : يقال أن -واالله تعالى أعلم - وأحسن من هذا ، هكذا قال بعضهم ، ثم جاء العذاب فهلكت ،عاشت مدة طويلة

الباقين في العذاب فلم تـنج كانت من :أي ]سورة الأعراف ) ٨٣([ }إلا امرأته كانت من الغابرين {: بقولهالمراد

. الهالكينمن: لذاهبين أيمن اكانت : وعلى المعنى الآخر يقال ،منه

،"غبر"هو أحد المعنيين للفظة وذلك أن معنى ذهب "وهو تفسير باللازم ": -رحمه االله -قال الحافظ ابن كثير يه أو معانيه ما يالحاصل أن المشترك يجوز حمله على معن و ،وهذا من المشترك الذي يحمل المعاني المتضادة

اعة من أهل العلـم وذكره جم" الرسالة" في -رحمه االله- ذكره الشافعي وهذا الذي،لم يوجد مانع يمنع من هذا وفي هذا الموضع يمكن حمـل ،هي يجوز حمل المشترك على معني أي أنه ،وهو الراجح من أقوال الأصوليين

ا الـذين ذهبـو أي من الباقين في العـذاب ]سورة الأعراف ) ٨٣([ }ن الغابرين م{: يه فيقال يالمشترك على معن .وهلكوا من الهالكين

يلزم مـن ذلـك أنهـا و بقيت في العذاب معناه أنها ن هذا من التفسير باللازم إ: -رحمه االله -ل ابن كثير وقف .واالله أعلمبين هذين المعنيين، إلى الترجيح ةلا حاج بهذا الاعتبارو ،هلكت

ليها حجـارة مـن سـجيل وأمطرنا ع { :ر بقوله مفس ]سورة الأعراف ) ٨٤([ }وأمطرنا عليهم مطرا {: وقوله

.]سورة هود) ٨٣-٨٢([ }مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد* منضود

فالسجيل ]سورة الـذاريات ) ٣٣([ }حجارة من طين{ :-تبارك وتعالى-يل المنضود مفسر أيضا بقوله السج وهذا .هو الطين

كان عاقبة من انظر يا محمد كيف : أي ]سورة الأعراف ) ٨٤([ }فانظر كيف كان عاقبة المجرمين { :ولهذا قال .ويكذب رسله -عز وجل-يجترئ على معاصي االله

ـ -مارضي االله تعالى عنه -عن ابن عباس ه وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماج قـال : الق))عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به لممن وجدتموه يع((: -صلى االله عليه وسلم-رسول االله

)٣(.

كمـا فعـل االله ،يلقى من أعلى بناء ثم يتبع بالحجـارة : فبعضهم قال ،العلماء اختلفوا في عقوبة من فعل ذلك

والراجح هـو ،وقال بعضهم غير ذلك ، بالحجارة القرى ثم أتبعهم حيث رفعهم ثم قلب عليهم بهم -عز وجل -

ولا ،إذا كان راضيا فإنه يقتـل بالـسيف والمفعول به ، بهذه الطريقة يقتل الفاعل ، أي ما ورد في هذا الحديث

أيـضا -رضي االله عنهما– ابن عباس عنجاء في الحديث الآخر قد و ، بين بكر ولا ثيب الأمر يفرق في هذا

3

/ ٤ج ) (٤٤٦٤ (ل قوم لوطل عمباب فيمن عم -أخرجه أبو داود في كتاب الحدود - باب حد اللـوطي –اب الحدود والترمذي في كت) ٢٦٩ص / ٤ج ) (١٤٥٦( / ٢ج ) (٢٥٦١ (ل قوم لوط ل عم من عم باب –وابن ماجه في كتاب الحدود ) ٥٧ص / ١ج ) (٢٧٣٢(وأحمـد ) ٨٥٦ص ص

.٢٤٢٢(وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم ) ٣٠٠ (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

قتل البهيمة مـع أنـه لا قد ذكر بعض أهل العلم أن الحكمة من و ،قتل وقتلت البهيمة من وقع على بهيمة أن . واالله تعالى أعلم،من رآها تذكر هذه الفاحشة ف،ر بهذا الفعل القبيحذكأنها ت ذنب لها

.وصلى االله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد الله رب العالمين

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)١١(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.وعلى آله وصحبه أجمعين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد، الحمد الله رب العالمين

ن أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما وإلى مدي{ :في تفسير قوله تعالى -تعالى رحمه االله-قال المفسر لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا

لاحهإص دعض بفي الأرؤمنينإن كنتم م لكم رخي سورة الأعراف) ٨٥([ }ا ذلكم[.

: قال،بن ميكيل بن يشجرا وشعيب هو ،بن إبراهيم بن مديانهم من سلالة مدين: محمد بن إسحاققال

ان من طريق عي التي بقرب موه ،مدين تطلق على القبيلة وعلى المدينة: قلت،واسمه بالسريانة يثرونوهم ]سورة القصص) ٢٣([ }ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون{ :قال االله تعالىلحجاز، ا

.أصحاب الأيكة كما سنذكره إن شاء االله وبه الثقة

: أما بعد،والصلاة والسلام على رسول اهللالحمد الله، ، بسم االله الرحمن الرحيم

قد " وشعيب هو ابن ميكيل بن يشجر،هم من سلالة مدين بن مديان بن إبراهيم" :قال ابن إسحاق": فقوله واالله تعالى أعلم،، وتارة بسبب آخر،تارة بسبب الطباعة أن هذه الأسماء وقع فيها تحريفمن قبل ذكرت

والعرب لا ،الاختلالهذه أسماء أعجمية في الغالب وحينما حولت إلى اللغة العربية وقع فيها شيء من ولة وما يقع من التصحيف في بسبب النقكانت أكثر الأخطاء وعلى كل حال يبدو أن،يدققون في نقل الأعجمية

وأمم الأنبياء إذا -عليهم الصلاة والسلام-الأسماء التي مرت في أنساب الأنبياء ، و واالله تعالى أعلم،الكتب .لافا كثيراتنظرت في المصادر وجدت إخ

وفي تفسير ابن ، حصل تحريفقد يكون ف،في بعض المصادر ميكائيلو "وشعيب هو ابن ميكيل": وهنا يقول

وفي بعض "يشجر" وفي القرطبي "يشجن" وفي البداية والنهاية بالنون "ابن يشجر": كما هناجرير قال

.لغالببنتيجة في ا معها تجد أشياء لا تخرجت وهكذا كلما تتبع"يشجب"المصادر بالباء

: وبعضهم يقول،هو شعيب بن عيفاء بن ثويب بن مدين بن إبراهيم: يقول ف،غير هذابعضهم يقول في اسمه و

شعيب بن حشعيب بن صفوان بن عيفاء ين : وبعضهم يقول،ة بن يشجب بن لاوي بن يعقوب بن إسحاقر . فاالله أعلم،ثابت بن مدين بن إبراهيم

.هذه دعوة الرسل كلهم ]سورة الأعراف) ٨٥([ }لله ما لكم من إله غيرهقال يا قوم اعبدوا ا{

}كمبن رنة مياءتكم بج أي }قد :م بهكعلى صدق ما جئت ناتقد أقام االله الحجج والبي.

لا يخونوا : أيثم وعظهم في معاملتهم الناس بأن يوفوا المكيال والميزان ولا يبخسوا الناس أشياءهم .وتدليساخفية وهو نقص المكيال والميزان ،الناس في أموالهم ويأخذوها على وجه البخس

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

ف اسم الآلة فعط،الكيل مصدر والميزان اسم آلةف }فأوفوا الكيل والميزان{: يقول-تبارك وتعالى-االله

اسم فيكون عطف ،أوفوا الكيل والوزن: ولا قال، والميزانفأوفوا المكيال: ، فما قالعلى المصدر -الميزان– المقصود :فبعض أهل العلم يقول }فأوفوا الكيل والميزان{ :وإنما قال ،مصدر على مصدرأو ،على اسم

، الوزن يقصد بهالميزان: يقولف وبعضهم يعكس، من قبيل عطف الاسم على الاسم هذاالمكيال فيكون الكيلب .االله تعالى أعلمف

.]سورة المطففين) ٦([ }لرب العالمين{ :إلى قوله ]سورة المطففين) ١([ }ويل للمطففين{ :كما قال تعالى

ولا يبخسوا : يقولهنا -رحمه االله-الحافظ ابن كثير و ]فارسورة الأع) ٨٥([ }فأوفوا الكيل والميزان{ :قال لهم . ويأخذوها على الوجه البخس،لا يخونوا الناس في أموالهم: س أشياءهم أيالنا

من ذلك العبث بالموازيين والمكاييل و،الصور التي يقع بهاأي صورة من ب، ويكونالبخس هو النقصوالوا على الناس اكت الذين إذا *ويل للمطففين{ :قال تعالى ، لهمهكالذي ينقص ما يكيله للناس أو يزن

فونتوسي *ونخسري منوهزأو و مإذا كالوهتارة فهم ينقصون حينما يكيلون للناس ]سورة المطففين) ٣-١([ }و ويكون بخس الناس أشياءهم بالاحتيال ،لون من الحيل التي لا يطلع عليها الناسبأي وأبالإخلال بها و اثقيلهبت

خدع به ه أو غير ذلك مما ي وعيبه وذم، كالتزهيد فيه،دون ما يستحقه من الثمنب ما في أيديهم م لأخذهعلي فمن فعل ،هذه فيها عيوبأو ، أحدا لا يرغب به هذه أو،ئا تساوي شيهذه لا: كأن يقال له،صاحب السلعة

ءهم أيضا التجني عليهم ن بخس الناس أشياوم، الحط من قيمتها فهذا من بخس الناس أشياءهمذلك بقصد .بوصفهم بما ليس فيهم

أو غير ، أو العلم أو العمل،يسلبه من كل المقومات في الدين والأخلاقفحينما يكون الإنسان مبغضا لآخر وفلان ليس من أهل : قولمن ذلك أن ي و،بخسه حقههذا من ف،فلان لا خير فيه؛ لأنه لا يحبه: كأن يقول،ذلك

امة ومحدثا وأعطاه الأوصاف التي لا بمراحل جعله عللك وإذا أحب أحدا ولو كان دون ذ،هالعلم؛ لأنه يبغضواالله المستعانكل ذلك مذموم و،هذا من بخس الناس أشياءهمكل ف ،ر معشارهاشيستحق ع ،.

وهذا ]سورة المطففين) ٦([ }ينلرب العالم{ :إلى قوله ]سورة المطففين) ١([ }ويل للمطففين{ :كما قال تعالى .نسأل االله العافية منه، تهديد شديد ووعيد أكيد

لفصاحة عبارته وجزالة ؛ الذي يقال له خطيب الأنبياء-عليه السلام- ل تعالى إخبارا عن شعيبثم قامن آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله { :موعظته

فسدينة الماقبع ف كانوا كيانظرو كمقليلا فكثر نوا بال *كنتمآم نكمطآئفة م إن كانطآئفةوسلت به وذي أر

تى يوا حبرؤمنوا فاصي لماكمينالح رخي وهننا ويب الله كمسورة الأعراف) ٨٧-٨٦([ }ح[.

}ولا تقعدوا بكل صراط توعدون{ : عن قطع الطريق الحسي والمعنوي بقوله-عليه السلام-ينهاهم شعيب

.تتوعدون الناس بالقتل إن لم يعطوكم أموالهم: أي ]سورة الأعراف) ٨٦([

.ارينكانوا عش: ل السدي وغيرهقا

من ذلك أخذهم و،اع الطرقطيقعدون في طريق الناس ويقطعون عليهم الطريق كققطع الحسي معناه أنهم ال .المكوس من الناس

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

أهل يفعله ، وهذا كانناحية تلك اليعني يأخذون العشر من أموال الناس الذين يجتازون "كانوا عشارين": قولهلقد تابت توبة لو تابها صاحب ((: قال في المرأة التي زنت-صلى االله عليه وسلم-والنبي ،ضا أيالجاهلية.مكس .((

. فالمكوس بهذه المنزلة من الإثم)١(

،قطاع الطرقصنيع هذا و "أي تتوعدون الناس بالقتل إن لم يعطوكم أموالهم" :-رحمه االله-يقول الحافظ أي أنهم ]سورة الأعراف) ٨٦([ }ولا تقعدوا بكل صراط توعدون{ : فهو قولهقطع الطريق المعنويأما و

:ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام- ويحذرونهم من الإيمان بشعيب -عز وجل-يصدون الناس عن دين االله

}آم نبيل الله من سع وندتصاوجا عوغونهتببه و ريقالطأن تكون تريدون: أي ]عرافسورة الأ) ٨٦([ }ن

يقطعون على الناس الطريق بهذا أو بهذا أو بالأمرين كانوا هكذا ، لأهوائكم وشهواتكممائلة عن الحق تابعة .معا

) ٨٦([ }ولا تقعدوا بكل صراط توعدون{ : ومجاهد وغير واحد-مارضي االله تعالى عنه-وعن ابن عباس

: والأول أظهر؛ لأنه قال، ليتبعوه-عليه السلام- تتوعدون المؤمنين الآتين إلى شعيب: أي ]فسورة الأعرا

}وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا{ : وهذا الثاني هو قوله،وهو الطريق }بكل صراط{

.]سورة الأعراف) ٨٦([

-عليه السلام-ينهاهم شعيب " : حيث قال بين المعنيين-رحمه االله-ابن كثير الحافظ جمعفي أول الكلام

ولا تقعدوا بكل صراط { :قولهمن باعتبار الجملتين الكلامهذا قاللكن "عن قطع الطريق الحسي والمعنويولا تقعدوا {: قولهمل بعض أهل العلمإن كان قد حو ]سورة الأعراف) ٨٦([ }توعدون وتصدون عن سبيل الله

الحافظ لكن ،لآية تحتمل هذافا -عز وجل-صرف الناس عن دين االله أي المعنوي على الصراط}بكل صراط الجملة الأولى أنيقصد بهذاولا "ينهاهم عن قطع الطريق الحسي والمعنوي": كلامهابن كثير قال في أول

فنهاهم عن قطع الطريق ": حيث قالمعنيين؛ لأن كلامه في النهاية واضح في الترجيحتحمل على الهي التي وتصدون { : بقولهوالطريق المعنوي ]سورة الأعراف) ٨٦([ }ولا تقعدوا بكل صراط توعدون{ :الحسي بقوله

من لجملة الثانية لئلا تكون ا؛ واالله تعالى أعلم، حسنوهذا أ "]سورة الأعراف) ٨٦([ } سبيل الله من آمن بهعن: فما معنى الجملة الثانيةالطريق المعنوي إذا كان مضمنا في الجملة الأولى قبيل التكرار؛ لأن قطع

]سورة الأعراف) ٨٦([ ؟}وتصدون عن سبيل الله من آمن به{

،قوةال الطريق الحسي بأخذ المكوس أو سلب أموال الناس بتحمل الأولى على قطعمن هنا كان الأحسن أن .، واالله أعلمقطع الطريق المعنوي معناها والجملة الثانية

: أي ]سورة الأعراف) ٨٦([ }وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا{ :وهذا الثاني هو قوله

. مائلةوتودون أن تكون سبيل االله عوجا

سورة ) ٢٧([ }ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما{ :-عز وجل-االله هذه الآية هي كقول

يكون - بالفتح- "عوج"يكون في المعاني و -بالكسر-" عوج "إن: يقول-كالزجاج–وبعض أهل اللغة ، ]النساء .أهل اللغة بين المكسور والمفتوحق بعض كذا فره ،في الأمور المحسوسة

1 ).١٣٢١ص / ٣ج ) (١٦٩٥(ا باب من اعترف على نفسه بالزن -أخرجه مسلم في كتاب الحدود -

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

}كمقليلا فكثر وا إذ كنتماذكركنتم مستضعفين لقلتكم: أي ]سورة الأعراف) ٨٦([ }و،ة لكثرة فصرتم أعز . فاذكروا نعمة االله عليكم في ذلك،عددكم

}فسدينة الماقبع ف كانوا كيانظروما حل،من الأمم الخالية والقرون الماضية: أي ]سورة الأعراف) ٨٦([ }و

.بهم من العذاب والنكال باجترائهم على معاصي االله وتكذيب رسله

قد : أي ]سورة الأعراف) ٨٧([ }وإن كان طآئفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطآئفة لم يؤمنوا{ :وقولهوا{ اختلفتم عليبرننا{ انتظروا: أي ]سورة الأعراف) ٨٧([ }فاصيب الله كمحتى يأي ]سورة الأعراف) ٨٧([ }ح :

.يفصل

االله احتبسوا حتى يأتي حكم و وإنما معناه انتظروا،على الكفرهو الصبر ليس المطلوب هنا الصبر أنيعني .يفصل فيه بين الفريقينف

.على الكافرين مارفإنه سيجعل العاقبة للمتقين والد ]سورة الأعراف) ٨٧([ }ير الحاكمينوهو خ{

أو لتعودن في ملتنا قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا{الله منها وما يكون لنا أن لتكم بعد إذ نجاناقد افترينا على الله كذبا إن عدنا في م * أولو كنا كارهينقال

ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق توكلنانعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على اللهالفاتحين رأنت خيسورة الأعراف) ٨٩-٨٨([ }و[.

ومن معه من المؤمنين في -عليه السلام-ا شعيب الكفار نبيه بههذا خبر من االله تعالى عما واجهت

، والدخول معهم فيما هم فيه،أو الإكراه على الرجوع في ملتهم ، ومن معه بالنفي عن القرية،توعدهم إياه .الرسول والمراد أتباعه الذين كانوا معه على الملة وهذا خطاب مع

الذي طالبوهم به هو عود إلى ما كانوا عليه من العود هل ]سورة الأعراف) ٨٨([ }أو لتعودن في ملتنا{ :مقوله ؟نبيا رسولافي قومه الكفر قبل أن يبعث على -عليه الصلاة والسلام-ل كان شعيب ه و الإيمان،الكفر قبل

باعتبار أن العود ،يروا كفارا، فيكون المعنى ص؟أم أن العود هنا يحمل على معناه الآخر وهو الصيرورة . الأول العود إلى الحال السابقة والثاني بمعنى الصيرورة:يفسر بمعنيين

صلى االله عليه -إبراهيم إن : ، وعلى هذا يقولونالأنبياء كانوا على دين قومهم إن :من يقولمن أهل العلم إلا أن الأرجح أنه قال ذلك ،ناظرا لا مناظرا: قاله ]سورة الأنعام) ٧٦([ }هذا ربي{ حينما قال للكوكب-وسلم

.مناظرا، أي قال ذلك على سبيل التنزل ليبين بطلان قولهم

أي ،على سبيل التغليب كان ]سورة الأعراف) ٨٨( [}أو لتعودن في ملتنا{: إن قولهم: هل العلم قالوبعض أ فتركوا دين قومهم لما دعاهم ،على دين قومهم قبل كانوا معه فقوم شعيب ممن آمن،خاطبوا المجموعم هأن

عليه -وهو شعيب -لا يعني أن واحدا منهم يه فعل و،طالبوهم بالرجوع إلى ما كانوا عليهالكفار ف،إلى االلهأو لتعودن في { : فقالوا،؛ لأنهم الأكثريةهبوا أصحابوإنما خاطبوا المجموعة فغل كان كذلك-الصلاة والسلام

خطاب مع الرسول وهذا ":قالحيث -رحمه االله-هذا معنى كلام ابن كثير و ]سورة الأعراف) ٨٨([ }ملتنا

لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من {: فالخطاب في قوله"اد أتباعه الذين كانوا معه على الملةوالمر ومن -عليه الصلاة والسلام-لشعيب ،خطاب للجميعهو ]سورة الأعراف) ٨٨([ }قريتنا أو لتعودن في ملتنا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

معنى الرجوع إلى الحال التي سبقت الحال العود بوهذا على تفسير ،الأتباعب لغ: العلماء قالواف ،معه .الحاضرة

: أي ]سورة الأعراف) ٨٨([ }أو لتعودن في ملتنا{ :إن قوله: قالواالصيرورةبمعنى العود واومن فسر

عاد الماء : وتقول،عاد الطين صخرا: تقولا و عاد الخل خمرا أي صار خمر: كما تقول،تصيرون إليها .وهكذا، الصبي شيخا وعاد ،ثلجا

من ذاه إن: قالحيث "فقه اللغة"ه الثعالبي في كتاب ذلك ذكر كما يأتي في اللغة لمعنيين" عاد"فالفعل .خصائصها

لا؟و الأنبياء على دين قومهم أهو أحد المواضع التي يتكلم العلماء فيها هل كان من القرآن هذا الموضعو

بل هو من أشهر المواضع التي يحتجون ،كانوا على دين قومهم يحتجون بمثل هذا الموضع: الذين يقولونو . مع الكواكب-عليه الصلاة والسلام-قصة إبراهيم ومن ذلك ،بها

ر إشارة قصيرة لهذا أشا حيثي أضواء البيانحول هذه المسألة ف جيد له كلام-رحمه االله-والشنقيطي . في مكان آخرتكلم بشكل أطول و،المعنى

أن شعيبا قد دخل هناوفي هذه الآية الكريمة سؤال معروف مشهور؛ لأن ظاهر القرآن :-رحمه االله-قال ل شعيب ووق ]سورة الأعراف) ٨٨([ } لتعودن في ملتناأو{: ن لهيبفي ملتهم سابقا يوما ما؛ لأن قولهم مخاط

يدل ]سورة الأعراف) ٨٩([ }قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها{ :مجيبا لهم . قد كان فيها سابقا يوما ماهبظاهره على أن

: واالله يقول، ومحل الخيرادن وحي مع-صلوات االله وسلامه عليهم-إن الأنبياء : وأكثر العلماء يقولون

}التهل رسعجث ييح لمأع ال( :وفي القراءة الأخرى ]سورة الأنعام) ١٢٤([ }اللهل رسعجث يي١٢٤([ )اتهح (

فبعض ،فلا يكفرون باالله؛ لأن فطرتهم التي ولدوا عليها لا يبدلها االله بالكفر لمكانتهم عنده ]سورة الأنعام ،لو فرضنا أنهم وقع منهم بعض الشرك وأنابوا إلى االله فإنهم يصيرون إلى مثل حالهم قبله: العلماء يقول

.وصار كأنه لم يكن

: ويجاب عن ظاهر الآية بجوابين،أن شعيبا لم يكن كافرا يوما ما وأكثر الأصوليين وعلماء التفسير

: والثاني تقول العرب،عاد إلى أمر كان فيه سابقا: أحدهما : إطلاقين"عاد"أحدهما أن العرب تطلق لفظة

ولا شك أن ل خمرا، خزفا، وعاد الخعاد الطين: ومنه قولهم، بمعنى صار إلى كذا من جديد،كذا عاد كذاولم يتقدمه وصف ، أي صار إلى الرجولة،عاد رجلا فلان: تقول العرب"عاد"هذا الاستعمال موجود في

: ومنه بهذا المعنى قول الشاعر،مماثل قبلها

حتى إذا مـا تركتـه أخـا هوربيت

وبالمحض حتى عاد جعدا عطنطنا

القوم واستغنى عن المسح شـاربه

إذا قام ساوى غارب الفعل غاربـه

.معناه صار جعدا: قالوا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

فالذين آمنوا به ،عه جماعة من قومه آمنوا بهأن نبي االله شعيبا كان م: الوجه الثاني وبه قال غير واحدر باسم العدد الكثير وغلبوه على ب وهم عدد كثير وهو رجل واحد فع،من قومه كانوا كفارا على ملة قومهم

. والتزم معهم شعيب في هذا الخطاب تغليبا لقومه الأكثرين،ذلك الواحد

ية الكريمة من سورة الأعراف ذاهبا أن شعيبا كان في تفسير هذه الآ -رحمه االله-وظاهر كلام ابن جرير فلما جن عليه الليل { : في قوله-عليه السلام- وكذلك قال صريحا عن إبراهيم ،معهم سابقا على ملتهمأن :-ماعنهرضي االله تعالى -فنقل ابن جرير عن ابن عباس ]سورة الأنعام) ٧٦([ }رأى كوكبا قال هذا ربي

-عليه السلام-إن قوله في الخليل إبراهيم : ونحن نقول،إبراهيم كان يظن ربوبية الكوكب في ذلك الزمن

رحت ؛ لأن الآيات القرآنية ص-مارضي االله تعالى عنه- نسبه إلى ابن عباس وإن،غلط محض لا شك فيه والكون الماضي يستغرق كل ،اضي ونفى عنه الشرك في الكون الم،بأن إبراهيم لم يكن من المشركين

) ٦٧([ }ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين{ : كقوله،الزمن

.]سورة آل عمران

والكون ،رك عن إبراهيم في الكون الماضينفى الش ]سورة آل عمران) ٦٧([ }وما كان من المشركين{: قوله

) ١٢٠([ }ولم يك من المشركينإن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا { : ومنه قوله تعالى،الماضي مستغرق

عليه - ونفيه عن شعيب، صريح-عليه السلام-ن إبراهيم ع ي هذا فنف،ونحو ذلك من الآيات ]سورة النحل وهذا معنى ،وأقوال أهل العلم قد ذكرناها لكم الآن فيه، لم يقم دليل عليه في الصراحة كإبراهيم -السلام

. الشريعة والدين: الملة]سورة الأعراف) ٨٨([ }أو لتعودن في ملتنا{ :قوله

؟أنتم فاعلون ذلك ولو كنا كارهين ما تدعونا إليهأو : يقول ]سورة الأعراف) ٨٨([ }أولو كنا كارهين{ :وقوله

أو إنكار وقوع ما طلبوا ،ما طالبوهم به لإنكارهي ]سورة الأعراف) ٨٨([ }أولو كنا كارهين{ :الهمزة في قولهلم نعد تخرجونا من قريتنا إن أيعني ؟ أنتم فاعلون ذلك ولو كنا كارهينأو، والمعنى من العود إلى ملتهممنهم

؟في ملتكم

، ودخلنا معكم فيما أنتم فيه فقد أعظمنا الفرية على االله في جعل الشركاء معه أندادافإنا إن رجعنا إلى ملتكم .وهذا تعبير منه عن أتباعه

فإنه يعلم كل المشيئة وهذا رد إلى ]سورة الأعراف) ٨٩([ }وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا{ .وقد أحاط بكل شيء علما، شيء

يشاء الكفر دينا-عز وجل-أن االله ]سورة الأعراف) ٨٩([ }إلا أن يشاء الله ربنا{ :مليس المقصود بقوله

الله غني إن تكفروا فإن{ : قال-عز وجل-؛ لأن االله المشيئة الكونيةبالمشيئة هنا وإنما المقصود ،وشريعةاده الكفرى لعبضرلا يو نكمالإرادة - لا يشاء وقوع الكفر دينا -تبارك وتعالى-فاالله ]سورة الزمر) ٧([ }ع

لا يقع في الكون تحريكة ولا تسكينة إلا بمشيئته ف،وأما كونا فما شاء االله كان وما لم يشأ لم يكن -الشرعية

ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من { :ال االله تعالى ق-تبارك وتعالى-عينمالناس أجسورة السجدة) ١٣([ }الجنة و[.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

على قول أهل السنة وهو ما - ]عرافسورة الأ) ٨٩([ }إلا أن يشاء الله ربنا{ :-تبارك وتعالى-قوله معنى و أما ، ذلكنا نعود فيه فلا بد من وقوعنيعني إلا أن يكون سبق في علم االله أ -رحمه االله-عبر به ابن جرير

يقع منا الرجوع إلى الكفر موافقة لإرادتكم ودعائكم يصلح أن لا : نقولف بحسب ما نعتقده الآن وما نؤمن به فهو ، أن يقع منا ذلك-تبارك وتعالى-إذا كان سبق في علمه ، أي يشاء االله ربنا نفعل إلا أن ننحن لف ،لنا

.لا بد أن يحصلف -عز وجل- فما قدره االله ،لم يكنما شاء االله كان وما لم يشأ ؛ لأن واقع لا محالة

.في أمورنا ما نأتي منها وما نذر: أي]سورة الأعراف) ٨٩([ }على الله توكلنا{

}بقرمنا بالحقو نيبننا ويب احكم بيننا وبين قومنا وانصرنا عليهم: أي ]سورة الأعراف) ٨٩([ }نا افتح.

والفاتح والفتاح هو ،والفتح هو الحكم ،تاحة هي الحكومةف ال]سورة الأعراف) ٨٩([ }وأنت خير الفاتحين{ :قولي

.ك يعني تعال أقاض،تعال أفاتحك: ويقال ،فتاح و، فاتح: يقولون للقاضيحيث وهي لغة لبعض العرب،الحاكم

]سورة الأنفال) ١٩([ }إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح{ : يقول-عز وجل- واالله ،احكم: أي }افتح بيننا{: وقوله

. فقد جاءكم الفتحتطلبوا الحكم بين الفريقين إن يعني

.لا يجور أبدا فإنك العادل الذي،خير الحاكمين: أي]سورة الأعراف) ٨٩([ }خير الفاتحينوأنت {

}ونإذا لخاسر با إنكميشع تمعمه لئن اتبوا من قوكفر لأ الذينقال الماره *ووا في دحبفة فأصجالر مفأخذته ماثمينج* الخاسرين ما كانوا هبيوا شعكذب ا الذينا فيهغنوي ا كأن لمبيوا شعكذب سورة ) ٩٢-٩٠([ }الذين . ]الأعراف

وما جبلت عليه قلوبهم من المخالفة ، الضلالنيخبر تعلى عن شدة كفرهم وتمردهم وعتوهم وما هم فيه م

:به بقولهفلهذا عق ]سورة الأعراف) ٩٠([ } إنكم إذا لخاسرونلئن اتبعتم شعيبا{ : ولهذا أقسموا وقالوا،حقلل

}اثمينج ارهموا في دحبفة فأصجالر مسورة الأعراف) ٩١([ }فأخذته[.

،وأصحابه وتوعدوهم بالجلاء -عليه السلام-ما أرجفوا شعيبا أخبر تعالى هنا أنهم أخذتهم الرجفة وذلك ك ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت{ :كما أخبر عنهم في سورة هود فقال

ج ارهموا في ديحبة فأصحيوا الصظلم الذينسورة هود) ٩٤([ }اثمين[.

]سورة هود) ٨٧([ الآية }أصلاتك تأمرك{ : أنهم لما تهكموا به في قولهم-واالله أعلم-والمناسبة هناك

.فجاءت الصيحة فأسكتتهم

} كان عذاب يوم عظيمفكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه{ : الشعراء إخبارا عنهم في سورةوقال تعالى

الآية }فأسقط علينا كسفا من السماء{ : لأنهم قالوا له في سياق القصةوما ذاك إلا؛ ]سورة الشعراء) ١٨٩([

وقد اجتمع عليهم ذلك كله فأخذهم عذاب يوم ، فأخبر أنه أصابهم عذاب يوم الظلة]سورة الشعراء) ١٨٧([ ثم جاءتهم صيحة من السماء ورجفة ،بة أظلتهم فيها شرر من نار ولهب ووهج عظيم وهي سحا،الظلة

.من الأرض شديدة من أسفل منهم فزهقت الأرواح وفاضت النفوس وخمدت الأجسام

) ٩١([ }فأخذتهم الرجفة{ : هنا-عز وجل- حيث قال االله ، التي تذكر عقوبتهمهذا جمع لما ورد في الآيات

صاح بهم الملك أي ]سورة هود) ٩٤([ }وأخذت الذين ظلموا الصيحة{ :في سورة هودقال و ]لأعرافسورة ا . واالله تعالى أعلم،ورجفت بهم الأرض

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

صلى االله عليه -إن شعيبا : من أهل العلم من يقول ]سورة الشعراء) ١٨٩([ }عذاب يوم الظلة{ :بالنسبة لقولهوأصابهم حر شديد ثم رأوا سحابة فذهبوا ومن ذلك أنهم ، جميعا العذاب أرسل إلى قوم وقع لهم ذلك-وسلم

. في قوم معينينو فه، فوقع لهم العذاب يوم الظلة،يستظلون تحتها

وطائفة أخذهم ،أخذتهم الصيحة والرجفةالتي طائفة هذه ال: إنه أرسل إلى طائفتين: ومن أهل العلم من يقول ]سورة الشعراء) ١٨٩([ }عذاب يوم الظلة{ : بقوله-عز وجل- ذلك الذي وقع لهم بما وصفه االله أي،العذاب

. له كلام في هذا-رحمه االله-الشنقيطي والإمام

:-رحمه االله–يقول

يمة وهو أن االله في هذه الآية الكر،وفي هذه الآية الكريمة سؤال معروف مشهور عند العلماء وطلبة العلمفأخذتهم الرجفة فأصبحوا في { : حيث قال،اف بين أن الذي أهلك االله به قوم شعيب رجفةمن سورة الأعراثمينج ارهموكل واحد منهم منكب على وجهه لا روح في . موتى:جاثمين أي ]سورة الأعراف) ٩١([ }د

: ومنه قول زهير في معلقته،كان على وجهه كما هو معروف والجاثم الذي يلزم محلا واحدا لربما ،جسده

بها العين والآرام فـة ل خ يمـشين

وأطلاؤها ينهضن ـ من كـل م مثج

الموهو المكان الذي كان فيه منكبا على وجهه غالبا،مكان الجثوم: ثمج .

وأخذت { : حيث قال،كهم صيحةح بسورة هود بأن سبب إهلا وصر،إن سبب إهلاكهم بالرجفة: وهنا قالاثمينج ارهموا في ديحبة فأصحيوا الصظلم سورة هود) ٩٤([} الذين[.

فأخذهم { : المذكور في قوله،وصرح في سورة الشعراء أن قوم شعيب أصحاب الظلة كان عذابهم في ظلةكان م الظلة إنهوي ذابظيمعم عوي ذابسورة الشعراء) ١٨٩([ } ع[، ر عن سبب إهلاكهم بالرجفةتارة يعب،

. فهذا هو وجه السؤال المعروف في هذه الآيات، وتارة بالظلة،وتارة بالصيحة

هل شعيب أرسل إلى أمة واحدة أو أرسل إلى أمتين؟ وكان ،أن العلماء اختلفوا كما قدمنا: وحاصل الجواب

أرسل إلى مدين فأهلكم االله ،أرسل شعيب إلى أمتين: في طائفة من العلماء يقولون-حمه االلهر-قتادة وهذا القول قال به بعض ، وأرسل إلى أصحاب الأيكة بعد أن هلك أصحاب مدين فأهلكم االله بالظلة،بالصيحة

) ٨٥([ } مدين أخاهم شعيباوإلى{ : وفي أن االله قال في أهل مدين، واستدلوا باختلاف نوع العذاب،العلماء

وأنها أمة ، وأكثر العلماء على أن أهل مدين هم أهل الأيكة،ولم يقل في أصحاب الأيكة أخاهم ]سورة الأعراف

،غيضة ملتفة من الشجر يعبدونها وأنه كانت لهم أيكة ، وأنهم نسبوا إلى جدهم مدين بن إبراهيم،واحدة . واالله تعالى أعلم،أيكتهم من شجر الدومكانت : وبعض المؤرخين يقول

أن كل ذلك وقع ، في تفسيره-رحمه االله- به ابن كثير وممن ألم، هو ما قال به غير واحدالجواب عن هذا .والاسم مختلف فيهما والمسمى واحد، وأن أصحاب مدين هم أصحاب الأيكةلقوم شعيب،

. يعني تعرض له" بهألم": قوله

}وأخذت الذين ظلموا الصيحة{ :د االله أن يهلكهم صاح بهم الملك صيحة شديدة ولهذا قيللما أرا: قالوا

فصار هو معنى ،ورجفت بهم رجفة قوية ،فلما صاح الملك اهتزت الأرض بهم هزا عنيفا ]سورة هود) ٩٤([

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٩

فاجتمعت لهم ، أضرم عليهم الظلة نارا فاحترقواثم إن االله ]سورة الأعراف) ٩١([ }فأخذتهم الرجفة{ :قوله .والعياذ باالله تعالى، واجتمع لهم ذلك كله ، وأحرقهم االله، والرجفة من أسفل،الصيحة من أعلى

: ميرا والثاني يسمى س:أنهم كان لهم كاهنان أحدهما يسمى: وممن ذكره ابن كثير: قال بعض العلماء

فأطلعه االله ،عمر بن جلهاء نظر إلى الأيكة ورأى فيها العذاب: يقال له وأن رجلا منهم،عمران بن شداد : يقول لهم، وأنه كان يقول لهم أبياته المعروفة،عليه

مرسـل فـذروا ايا قوم إن شـعيب

ية يا قوم قـد طلعـت بإني أرى غ

وإنكم لن تروا فيهـا ضـحى غـد

ميرا وعمران بـن شـداد عنكم س

يالـواد انة م بصوت على ص تدعو

ــاد ــين أنج ــشي ب ــرقيم يم إلا ال

. لكونهم قد أبادهم االله؛رى إلا الكلب وحده يمشيفي ضحى غد لن ي: يقول،والرقيم كلبهم

أنها أسماء ملوك مدين ،شترفص وقعن وسملي وكطز وحجد وهوأن أب: وزعم جماعة من المؤرخين وأنه لما أهلكه ،ي ذلك الوقت ملك مدين المسمى كلمن وأن وقت إهلاكهم كان ف، أرسل إليهم شعيبنالذي

: تبكيه-أخته: وبعضهم يقول-االله قالت ابنته

ــلك ــدمـ ــين قـ ــد ركنـ هـ

ــوم ــيد القـ ـــأسـ ــاه الـ تـ

ــيهمج ــارا علــ ــت نــ علــ

هلكــــه وســــط المحلــــة

لـــةحتـــف نـــارا وســـط ظ

ــم كالمــــ ـ ةلحمضدارهـــ

.صيحة والإحراق بعذاب يوم الظلةوعلى كل حال فقد أهلكهم االله ودمرهم بالرجفة وال

أخبر تعالى هنا أنهم أخذتهم الرجفة وذلك كما ]سورة الأعراف) ٩٠([ }وقال الملأ الذين كفروا من قومه{ولما جاء أمرنا نجينا { :أرجفوا شعيبا وأصحابه وتوعدوهم بالجلاء كما أخبر عنهم في سورة هود فقال

شعاثمينج ارهموا في ديحبة فأصحيوا الصظلم أخذت الذيننا وة ممحبر هعنوا مآم الذينا وبسورة ) ٩٤([ }يموا كأنهم لما أصابتهم النقمة لم يقي: أي ]سورة الأعراف) ٩٢([ }كأن لم يغنوا فيها{ :ثم قال تعالى ]هود

.بديارهم التي أرادوا إجلاء الرسول وصحبه منها

أو مكثت فيه أو بقيت فيه أي غنيت بالمكان: يقال ]سورة الأعراف) ٩٢([ }كأن لم يغنوا فيها{ : االله تعالىيقول يعني ، غنينا بأرض كذا: تقول،يعني المكث والحلول بالمكان" الغنى " فهذه المادة،نزلت فيهأو حللت فيه كأنهم لم ينزلوا خاوية وخالية يعني أنها صارت ]سورة الأعراف) ٩٢([ }كأن لم يغنوا فيها{ :، فقولهامكثنا فيه

تبارك -أهلكهم االله بعد أن وأسواقها فارغة ،ولا يعمر دورها أحد، لا يمشي فيها أحدفيها، وذلك أنها صارت .-وتعالى

فلان لا يغني : ويقال، يعني ليس به نفع،فلان ليس به غناء: يقال ف، يعني النفع،لغناءا: يقال" الغنى "ومن مادة . هو الطرب الخبيث-بالمد-ناء والغ،ينفلان غ: نقول ،ى هو كثرة العرضن والغ،عنك

عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم تولىف* كانوا هم الخاسرينالذين كذبوا شعيبا { :ثم قال تعالى مقابلا لقيلهمم كافرينلى قوى عف آسفكي ت لكمحنصي وبالات رشعيب فتولى عنهم: أي ]سورة الأعراف) ٩٣-٩٢([ }رس

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١٠

قوم لقد أبلغتكم يا{: وقال مقرعا لهم وموبخا،ما أصابهم من العذاب والنقمة والنكال بعد-عليه السلام-رست لكمحنصي وبوقد ،قد أديت إليكم ما أرسلت به فلا آسف عليكم: أي]سورة الأعراف) ٩٣([ }الات ر

.]سورة الأعراف) ٩٣([ }فكيف آسى على قوم كافرين{: فلهذا قال،كفرتم بما جئتكم به

فتولى عنهم وقال يا {: حيث قال االله تعالى،مه يشبه خطاب نبي االله صالح لقومههذا الخطاب من شعيب لقو .]سورة الأعراف) ٧٩([ }ن لا تحبون الناصحينقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولك

.مد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد الله رب العالمينواالله أعلم، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا مح

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)١٢(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.الحمد الله رب العالمين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

ي قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء وما أرسلنا ف{ : في تفسير قوله تعالى-رحمه االله-قال المفسر ونعرضي ملهاء لعرالضاء * ورالساء وراءنا الضآب سم قالوا قدفوا وتى عنة حسئة الحيالس كانلنا مدب ثم

مهغتة وم بفأخذناهونرشعسورة الأعراف) ٩٥-٩٤([} لا ي[.

يعني بالبأساء ،يقول تعالى مخبرا عما اختبر به الأمم الماضية الذين أرسل إليهم الأنبياء بالبأساء والضراء .ما يصيبهم من فقر وحاجة ونحو ذلك والضراء ،ما يصيبهم في أبدانهم من أمراض وأسقام

}ونعرضي ملهأي }لع: وتقدير الكلام أنه ،عون ويخشعون ويبتهلون إلى االله تعالى في كشف ما نزل بهميد

فقلب عليهم الحال إلى الرخاء ليختبرهم فيه ،ة ليتضرعوا فما فعلوا شيئا من الذي أراد منهمابتلاهم بالشد، ومن ،لنا الحالة من شدة إلى رخاءحو: أي]عرافسورة الأ) ٩٥([ }ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة{ :ولهذا قال

.ليشكروا على ذلك فما فعلوا؛ ومن فقر إلى غنى، مرض وسقم إلى صحة وعافية

. الشيء إذا كثراعف: يقال،كثروا وكثرت أموالهم وأولادهم: أي }حتى عفوا{: وقوله

.]سورة الأعراف) ٩٥([ } فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرونالضراء والسراء وقالوا قد مس آباءنا{

لا هذا ولا هذا ولا انتهوا بهذا فيهمعجليتضرعوا وينيبوا إلى االله فما ن ؛ابتليناهم بهذا وهذا :يقول تعالى

باءنا في قديم الزمان ما أصاب آ ثم بعده من الرخاء مثل،نا من البأساء والضراءقد مس: بل قالوا،ولا بهذاابتلاء االله لهم في بل لم يتفطنوا لأمر االله فيهم ولا استشعروا ، وإنما هو الدهر تارات وتارات،والدهر كما ثبت في ،ويصبرون على الضراءين الذين يشكرون االله على السراء وهذا بخلاف حال المؤمن ،الحالين ، له صبر فكان خيرا إن أصابته ضراء، إلا كان خيرا لهعجبا للمؤمن لا يقضي االله له قضاء((: الصحيح

شكر فكان خيرا لهوإن أصابته سراء (()١(

ولهذا ،فالمؤمن من يتفطن لما ابتلاه االله به من الضراء والسراء بالعقوبة بغتة أخذناهم: أي ]سورة الأعراف) ٩٥([ }فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون{ :عقب هذه الصفة بقوله

ة وأخذ،رحمة للمؤمنالفجأة موت ((: ديثأخذناهم فجأة كما في الح: أي، على بغتة وعدم شعور منهم: أي))أسف للكافر

)٢(.

: أما بعد،والصلاة والسلام على رسول االله، الحمد اللهبسم االله الرحمن الرحيم،

1

/ ٤ج ) (٢٩٩٩(باب المؤمن أمره كله خير -أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق - لأمر المؤمن إن أمره كله خير عجبا((: ولفظه) ٢٢٩٥ص

.)) له له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا إن أصابته سراء شكر فكان خيرا؛وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن

2/ ٦ج ) (٢٥٠٨٦(أخرجه أحمد - .٥٨٩٦ ( الجامع برقم وضعفه الألباني في ضعيف))راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر((: ولفظه) ١٣٦ص (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

من " عفوا"لفظة ]سورة الأعراف) ٩٥([ }يئة الحسنة حتى عفواثم بدلنا مكان الس{ :-تبارك وتعالى- يقول االلهفكثرت : أي }حتى عفوا{ :بقوله وهو المراد -رحمه االله-تأتي بالمعنى الذي ذكره الحافظ ابن كثير فالأضداد

. وما أشبه ذلك،أموالهم وكثروا وحصل لهم الرخاء والقوة بعد الضعف

وعفت ديارهم إذا ، اندرست:عفت آثارهم أي: تقول، ذهب واندرس بمعنى أي،هذا المعنىبضد " اعف "وتأتي

.ذهبت وتلاشت

وإنما تحصل ،هذه أمور لا علاقة لها بالأعمال: فقالوا، بين هذا وهذا-عز وجل-بهم االله قل الأقواموهؤلاء

أكثر هيقول ماوهذا ،ومعصيةأ أو كفر وطاعة بإيمانالأمر هذال ولا علاقة ،بل ق فالدهر،للناس جيلا بعد جيللات والعقوبات التي تنزل هنا ثون من أضاف تلك المب يعاق إنهم بل،الأمم المكذبة الكافرةالخلق اليوم من

ويتندرون بهذا ، -عز وجل- وأنه بسبب جرمهم وكفرهم وعتوهم على االله ،إلى أعمال الناس وهناك .ن واالله المستعا،ويتهكمون به

وإنما هي أمور تعرض للخلق لا ليس بعذابهملوما حصل لآبائنا كله وقع هذا: الحاصل أن هؤلاء يقولونف

.تتعلق بأعمالهم

}وا فأخذناهلكن كذبض والأراء ومالس نكات مرهم بلينا عاتقوا لفتحنوا وى آمل القرأه أن لوا كانوا وم بمونكسبي *وننآئم مهاتا وينا بأسب مهأتيى أن يل القرأه ى * أفأمنحنا ضأسب مهأتيى أن يل القرأه أمن أو

ونبلعي مهالله إلا* و كرم نأمالله فلا ي كرأفأمنوا مونالخاسر مسورة الأعراف) ٩٩-٩٦([ } القو[.

فلولا كانت قرية آمنت فنفعها { : كقوله تعالى،يخبر تعالى عن قلة إيمان أهل القرى الذين أرسل فيهم الرسلسورة ) ٩٨([ }ي الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حينإيمانها إلا قوم يونس لمآ آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي ف

:كما قال تعالى ،ما عاينوا العذاب فإنهم آمنوا وذلك بعد، قرية بتمامها إلا قوم يونستما آمن: أي ]يونس

}ونزيدي إلى مئة ألف أو لناهسأرإلى حين* و مناهتعنوا فموقال تعالى ]سورة الصافات) ١٤٨-١٤٧([} فآم:

.]سورة سبأ) ٣٤([ الآية }وما أرسلنا في قرية من نذير{

آمنت قلوبهم بما جاءت به :أي ]سورة الأعراف) ٩٦([ }واتقوا أن أهل القرى آمنواولو{ :وقوله تعالىلفتحنا عليهم بركات من السماء { بفعل الطاعات وترك المحرمات }اواتقو{ وصدقت به واتبعوه ،الرسل

.قطر السماء ونبات الأرض: أي ]سورة الأعراف) ٩٦([ }والأرض

ولكن كذبوا رسلهم : أي ]سورة الأعراف) ٩٦([ }ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون{ :قال تعالى .عاقبناهم بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارمف

ى{ :على زواجرهؤ را لمخالفة أوامره والتجرفا ومحذثم قال تعالى مخول القرأه سورة ) ٩٧([ }أفأمن .]سورة الأعراف) ٩٧([ }ونوهم نآئم{ ليلا }بياتا{عذابنا ونكالنا : أي}أن يأتيهم بأسنا{أي الكافرة ]الأعراف

}ونبلعي مهى وحنا ضأسب مهأتيى أن يل القرأه أمن في حال شغلهم : أي]سورة الأعراف) ٩٨([ }أو .وغفلتهم

هم بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سهو: أي]سورة الأعراف) ٩٩([ }أفأمنوا مكر الله{ .وغفلتهم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

}ونالخاسر مالله إلا القو كرم نأمرحمه االله-ولهذا قال الحسن البصري ]سورة الأعراف) ٩٩([ }فلا ي- :

. والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن، خائفلالمؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وج

}ى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرضولو أن أهل القر{ :-تبارك وتعالى- االلهقولي

،وبركات الأرض بنبات الأرض، قطر السماء الحافظ ابن كثير بركات السماء برفس ]سورة الأعراف) ٩٦([ت الأرض لا فبركات السماء لا تختص بالمطر وبركا-واالله تعالى أعلم- ذلكوأوسع من والمعنى أعم . والسلوىأنه أنزل على بني إسرائيل المن أخبر -عز وجل- واالله ،تختص بالنبات

وزوجة ن ولدالبركة في شيء للإنسان ماالله فإذا أنزل ،-عز وجل-البركة من االله فإن وعلى كل حال

،نتفاع فيحصل له الا، ومطلوبه وزيادةهومتاع ومال وزرع وضرع وغير ذلك فإنه يحصل به مقصود .بركات الأرض لا تختص بالنبات وهكذا بركات السماء لا تختص بالمطرف

،]سورة الأعراف) ٩٩([ }أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون{ :-تبارك وتعالى-قوله في و : كقوله تعالى، تأتي كذلكفي بعض المواضعع أنه م، على سبيل المقابلةيلاحظ أن هذه الصفة لم تأت

}كرماوكرنا مكرما وكر{ : وكقوله تعالى]سورة النمل) ٥٠([ }وا مالله كرميو ونكرميسورة الأنفال) ٣٠([ }و[ ،ذلك في مقابل وتضاف إليه إذا كان -عز وجل-إن هذه الصفات تنسب إلى االله : كثير من أهل العلم يقولونو

سورة ) ٩٩([ }أفأمنوا مكر الله{ -عز وجل- يرده هذا الموضع من كتاب االله القول وهذا،فعل الكافرين .ه في مقابل مكرهم مكرلم يجعل حيث ]الأعراف

سورة ) ١٦-١٥([ }اوأكيد كيد* إنهم يكيدون كيدا{ : كقوله تعالى كيدهمةفي مقابل يأتي وهكذا الكيد تارة .]سورة الأعراف) ١٨٣([ }وأملي لهم إن كيدي متين{ : كقوله تعالىالمقابلةبغير وقد يأتي ، ]الطارق

تبارك - فنحن نثبت الله ، على ما يليق بجلاله وعظمته-عز وجل-هذه الصفات ثابتة الله والمقصود أن من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا -صلى االله عليه وسلم- أو أثبته له رسوله ما أثبته لنفسه-وتعالىعز - االله إن: فلا يقال، على سبيل الإطلاق-عز وجل- ولكن مثل هذه الصفات لا تضاف إلى االله ،تعطيلسميع وبصير وعليم وحكيم؛ لأن السميع والبصير والعليم والحكيم والرزاق : كما يقال ، ماكر أو، كائد-وجل

وأما هذه الصفات فإنها تكون كمالا في المحل الذي ،ه ذلك هي أوصاف كمال على سبيل الإطلاقوما أشب

. واالله تعالى أعلم، مقيدة-عز وجل-تطلق على االله ولذلك فإنها ، وتكون نقصا في غير ذلك،تكون كمالا فيه

،العلم ممن ينتسب إلى السنة بعض طلاب القول عند وقد تجد هذا،من قبيل المشاكلةبأن هذا وبعضهم يعبر ذه أنه لا حقيقة لهأ في كتبهم يقصدون قرمشاكلة ممن ي: والذين يقولون،المشاكلة نوع من المجازالحقيقة أن و

:ة اللفظية كما قال القائلكل وإنما ذكرت للمشا،أنه عبر بعبارة لا حقيقة لها فيما أطلقت فيهأي ،الصفات

خـه جد لـك طب قالوا اقترح شيئا ن

ـ ة وقميـصا قلت اطبخوا لـي جب

لمهم أنه ليس بحاجة إلى فلما أراد أن يع،ن هم عبروا بالطبخ لك،الجبة والقميص ما تطبخ ف،قالوا هذه مشاكلة .اطبخوا لي جبة وقميصا: وقال ل عبارتهم شاك،طعام وإنما بحاجة إلى لباس

استعمل نفس ]سورة الأنفال) ٣٠([ }ويمكرون{ :ل قا لما-عز وجل-االله : يقولون،فهؤلاء الذين يقولون هذا }وأكيد كيدا* إنهم يكيدون كيدا{ :ومثلها قوله تعالى }ويمكر الله{ : فقال-عز وجل- هاللفظة فيما يتعلق ب

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

ماذا تقولون في قوله و: لكن يقال لهم ، إلى هذا بصلةلا يمتفسماه كيدا مع أنه ]سورة الطارق) ١٦-١٥([ }أفأمنوا مكر الله{ : الآية وماذا يقولون في هذه]سورة الأعراف) ١٨٣([ }وأملي لهم إن كيدي متين{ :تعالى

.فيها مشاكلة: لا توجد مشاكلة ولا يستطيعون أن يقولوا التي يزعمون؟ين المشاكلة أ]سورة الأعراف) ٩٩([

أنمعلومو ،هذه الأوصاف ثابتة لكن حيث يكون ذلك لائقا ومناسبا وكمالا: هل السنة يقولونالحاصل أن أو

، وينتهك الأعراض، يسفك الدماء، في الفسادبا فلو أن أحدا مفسدا ضار،هذا قد يكون كمالا وقد يكون نقصاي سيئ عمله واستراح الناس منه فجاء من استدرجه حتى أوقعه ف، ولا يبالي بهم،ويؤذي الناس غاية الأذية

لكن الذي يمكر ،حمد صاحبه الحالة في كمال في هذه الاستدراج؟ هذا الذي استدرجهحمد هذايألا ،ومن شره بل هذا ،لا يحمدفمثل هذا ،بالناس لينتهك أعراضهم ويسفك دماءهم ويوقعهم في حبائله من غير جرم اقترفوه

.ه في حقهذا نقص و،صاحب حيلة وماكر

في ت قد وردت إن كان-عز وجل-طلق على االله فهذه ت، بإطلاقكون كمالاتمن الصفات ما والخلاصة أن الخبر أوسع من باب التسمية معلوم أن و،على سبيل الخبر هذا الوصف أو ذاك وقد يقال،الكتاب والسنة

كلها هذه،الرحيم وما أشبه ذلكوالقدير والرزاق والحكيم و،اسم يتضمنه صفة كمال مثلا العليمف ،والوصف .-عز وجل-تقال الله أوصاف كمال

بالنسبة للمخلوق كمالفإنه مثل الولد ،سبة للمخلوق ونقصا بالنسبة للخالقالنوهناك أوصاف تكون كمالا بوق بالنسبة للمخلأي ،نسبيالكمال ال وهذا يسمى -عز وجل-ضاف إلى االله ت فلا ،نقصا بالنسبة للخالقيكون و

هذا ن ك ل،مريض ينام كمال والذي لا بالنسبة للمخلوق فهو النوم ومن أمثلة ذلك ،كمال وبالنسبة للخالق نقص .]سورة البقرة) ٢٥٥([ }لا تأخذه سنة ولا نوم{ : كما قال-سبحانه وتعالى-؛ فهو -عز وجل-لا يقال على االله

فهذه لا تقال ، كهذه التي مرت معنا آنفاصا في موضع آخروهناك أوصاف تكون كمالا في موضع وتكون نق . واالله أعلم-تبارك وتعالى- لهعلى االله بإطلاق ولا يشتق منها اسم

م فهم لا أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبه{ونعمسسورة الأعراف) ١٠٠([ }ي[.

سورة ) ١٠٠([ }أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها{: في قوله-مارضي االله عنه-قال ابن عباس . وكذا قال مجاهد وغيره؟،أولم نبين لهم أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم: ]الأعراف

ستخلفون في الأرض من بعد إهلاك أولم نبين للذين ي:يقول تعالى: فر بن جرير في تفسيرهاوقال أبو جع) ١٠٠([ ؟}أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم{قبلهم كانوا أهلها فساروا سيرتهم وعملوا أعمالهم وعتوا آخرين

.]سورة الأعراف

إهلاك آخرين قبلهم بعد ن للذين يستخلفون في الأرض من بأولم ي" هكذا عبارة ابن جرير بالياءالصواب أن سورة ) ١٠٠([ ؟}أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم{كانوا أهلها فساروا سيرتهم وعملوا أعمالهم وعتوا

."]الأعراف

،؟م والقضاء عليهمظهر لهم قدرتنا على إهلاكهم وإفنائهتو تبين لهؤلاء الذي حلوا مكان المعذبينوالمعنى ألم ي . واالله تعالى أعلم،هذا هو المراد

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

في الأرض من بعد إهلاك ن للذين يستخلفونأولم يب: يقول تعالى: وقال أبو جعفر بن جرير في تفسيرها

أن لو نشاء أصبناهم { أهلها فساروا سيرتهم وعملوا أعمالهم وعتوا على ربهمآخرين قبلهم كانوا { أن لو نشاء فعلنا بهم كما فعلنا بمن قبلهم :يقول ]سورة الأعراف) ١٠٠([ ؟}بذنوبهملى قلوبهمع عنطبو{

موعظة ولا ]سورة الأعراف) ١٠٠([ }فهم لا يسمعون{ونختم على قلوبهم :يقول ]سورة الأعراف) ١٠٠([ .تذكيرا

كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلم يهد لهم{ :وهكذا قال تعالى: قلتأولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في { :وقال تعالى ]سورة طـه) ١٢٨([ }لأولي النهى

أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من { : وقال]سورة السجدة) ٢٦([ }ك لآيات أفلا يسمعوني ذلمساكنهم إن ف .]سورة إبراهيم) ٤٥-٤٤([ الآية }وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم* زوال

الأخرى المواضع ما جاء في هذه الآية تفسر ]سورة إبراهيم) ٤٥([ }يف فعلنا بهموتبين لكم ك{ :قوله تعالىيعني أولم ]سورة طـه) ١٢٨([ }أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم{ :كقوله تعالى

.؟ويظهر لهميتضح ويتبين

: أي ]سورة مريم) ٩٨([ }وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا{ :قال تعالى

نقمه بأعدائه وحصول إلى غير ذلك من الآيات الدالة على حلول،هل ترى لهم شخصا أو تسمع لهم صوتاتلك القرى نقص عليك من أنبآئها { :أصدق القائلين ورب العالمين ولهذا عقب بقوله وهو ،نعمه لأوليائه

قلوب الكافرين لىع الله عطبي ل كذلكوا من قبا كذبؤمنوا بما كانوا لينات فميم بالبلهسر ماءتهج لقدا *ومو .]سورة الأعراف) ١٠٢-١٠١([ }دنا أكثرهم لفاسقينكثرهم من عهد وإن وجوجدنا لأ

لما قصوما كان من ،خبر قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب -صلى االله عليه وسلم-ه تعالى على نبي

حق بالحجج على ألسنة الرسل وأنه تعالى أعذر إليهم بأن بين لهم ال،إهلاكه الكافرين وإنجائه المؤمنين

من { يا محمد: أي ]سورة الأعراف) ١٠١([ }تلك القرى نقص عليك{ :قال تعالى -صلوات االله عليهم أجمعين-الحجج على صدقهم :أي ]سورة الأعراف) ١٠١([ }ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات{ من أخبارها: أي}أنبآئها

ذلك{ :وقال تعالى، ]سورة الإسراء) ١٥([ }وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا{ : كما قال تعالى،فيما أخبروا به

صيدحو ا قآئممنه كليع هى نقصاء القرأنب من* مهوا أنفسلكن ظلمو مناها ظلممورة س) ١٠١-١٠٠([ }و .]هود

انوا فما ك: أي،الباء سببية ]سورة الأعراف) ١٠١([ }فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل{ :وقوله تعالىوهو -رحمه االله-حكاه ابن عطية تكذيبهم بالحق أول ما ورد عليهم، ليؤمنوا بما جاءتهم به الرسل بسبب

شع{ : كقوله،ه حسنمتجا يموؤمنوناءت لا يا إذا جأنه كمؤمنوا به *ري ا لمكم مهارصأبو متهأفئد نقلبو .]سورة الأنعام) ١١٠-١٠٩([ الآية }أول مرة

ييحتمل معان ]سورة الأعراف) ١٠١([ }فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل{ : أعني قوله تعالىهذا الموضعأن االله وما ذكره في آية الأنعام هو ،فيه ما ذكره في آية الأنعام قال -رحمه االله-الحافظ ابن كثير ف ،متعددة

يعني عقوبة ]امسورة الأنع) ١١٠([ }ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة{ : قال-عز وجل-

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

سورة ) ١٠٩([ }وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون{ : قال-عز وجل-االله ف ،م طلبوا الآيات حيث إنه،لهمونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما {: فقوله)ؤمنونتوما يشعركم أنها إذا جاءت لا (القراءة الأخرى في و ]الأنعام

،لما كذبوا به أول مرة قلب االله قلوبهم وأبصارهم عن الحق يعني ]سورة الأنعام) ١١٠([ }لم يؤمنوا به أول مرةكما قال االله تعالى، وفاقافزاغوا وضلوا جزاء : }مهقلوب اغ اللهاغوا أزا زوكما قال ]سورة الصف) ٥([ }فلم

ا أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم وإذا م{: تعالى .الجزاء من جنس العمل ف]سورة التوبة) ١٢٧([ }قوم لا يفقهون

أن االله جازاهم : أي ]سورة الأنعام) ١١٠([ } كما لم يؤمنوا به أول مرةونقلب أفئدتهم وأبصارهم{ :قوله تعالى ولا تصل ،نفع فيهم الآيات والمعجزات ودلائل الحقلم تعد تف قلوبهم وأبصارهمعلى كفرهم الأول بأن قلب

بالآيات وولا تنتفع بالبراهين فلا يصل إليها وعظ ولا تذكير ، بل سدت منافذ هذه القلوب،المواعظ إلى قلوبهم وهذا المعنى استحسنه الشنقيطي -عليهم الصلاة والسلام-ما جاء به الرسل صدق الواضحات الدالة على

.-رحمه االله-

ما ف{: قوله تعالىو ]سورة الأنعام) ١١٠([ }كما لم يؤمنوا به أول مرة{ :الآية هذه اومن المعاني التي تحتملهما سبق في علم االله حينما ك لم يؤمنوايعني ]سورة الأعراف) ١٠١([ }كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل

تبارك - وهذا كقوله ،أنهم يكفرون ولا يهتدون وأخذ عليهم الميثاق،استخرجهم من ذرية آدم على هيئة الذرولو جاءتهم * لمت ربك لا يؤمنونإن الذين حقت عليهم ك{ :ة على أحد المعاني التي تحتملها الآي-وتعالى

الأليم ذابا العورتى ية حتنفع فيهم لن ف االله تعالى أنهم لا يؤمنونيعني سبق في علم ]سورة يونس) ٩٧([ }كل آيوما تغني {: كما قال تعالىئل الحق فإنهم لا يؤمنون على أسماعهم وشاهدوا من دلاتمهما ورد الآيات

ؤمنونم لا ين قوع النذرات وسورة يونس) ١٠١([ }الآي[.

سبق في علم االله كما :ي أ]سورة الأنعام) ١١٠([ }كما لم يؤمنوا به أول مرة{ :وهذا المعنى في قوله تعالى

وهو اختيار كبير المفسرين ، هذا قاله بعض أهل العلم، أنهم لن يؤمنوانما أخذ عليهم الميثاق حي-عز وجل-

.-رحمه االله-ابن جرير الطبري

سورة) ١٠١([ }فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل{ :قوله تعالى نإ :فيقولوبعضهم يذكر معنى آخر

كما قال كما لم يؤمنوا به أول مرة به ولو ردوا لكذبوايتمنون الرجعة إلى الدنيا أنهم عندما يعني : ]الأعراففيه هذا المعنى لكن ]سورة الأنعام) ٢٨([ }ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون{ :-عز وجل-االله

تلك ويكون المعنى أن }بما كذبوا من قبل{: ة في قولهإن الباء سببي: يقاليمكن أن، لذلك بعد، واالله أعلمب بسب -عليهم الصلاة والسلام– المهلكة التي نقص عليك لم تنفعهم الآيات التي اقترحوها على الأنبياء القرى

، قال عقوبة لهم لم ينفعهم ذلك ولم يؤمنوا لكن ناقةنريد ناقة فخرجت لهم : تكذيبهم الأول، فقوم صالح قالواسورة ) ١١٠([ }ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون{ :تعالى

.]الأنعام

عز -الله أن يؤمن به وأن ينقاد ويذعن ويمتثل أمر ا الإنسان إذا عرف الحق وقامت دلائلهينبغي على ولذلك : أما إذا أذعن وانقاد وقال، قد يكون سببا للطمس على القلب، فإن المكابرة والإعراض، ولا يكابر-وجل

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

،فإن هذا يكون سببا لهداية قلبه ونقله من هداية إلى هداية -صلى االله عليه وسلم-سمعا وطاعة الله ورسوله عن اليهود الذين -عز وجل- كما قال االله ،عهومعلوم أن من أعرض عما هو بصدده شغل بما يضره ولا ينف

أي أنهم عوقبوا ]سورة البقرة) ١٠٢([ }واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان{ :تركوا العمل بالتوراةلوحي فيه اف ، يقابل الوحيار اتباعهم للشياطين والسحر الذيبدلا من اتباع الوحي صبنقيض ما هم بصدده ف

.-عز وجل- والمحادة الله ، والسحر هو معدن الشر والضلال،الهدى الكامل

: أي]سورة الأعراف) ١٠٢-١٠١([ }وما وجدنا لأكثرهم* كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين{ :ولهذا قال هنا

]رافسورة الأع) ١٠٢([} من عهد{ لأكثر الأمم الماضية

}جإن وولفاسقين مهنا أكثرولقد وجدنا أكثرهم فاسقين خارجين عن الطاعة : أي]سورة الأعراف) ١٠٢([ }د .والامتثال

المعذبة هذا في الأمم: بعض العلماء يقول ]سورة الأعراف) ١٠٢([ }وما وجدنا لأكثرهم من عهد{ :قوله تعالى .وما وجدنا لأكثرهم من عهد تلك القرى نقص عليك من أنبائهايعني ،أخبارهاالتي قص االله

وهذا ، هذا في عموم الناس ]سورة الأعراف) ١٠٢([ }وما وجدنا لأكثرهم من عهد{: إن قوله:وبعضهم يقول ، من صلب آدم- وجلعز-خذ عليهم حينما استخرجهم االله العهد بعضهم يحمله على الميثاق الأول الذي أ

الذي مال إليه الحافظ ابن كثير المعنى هو وهذا،وما عملوا بمقتضاهى هذا العهد فما بقي أكثرهم علوالمعنى لا يحمل على خصوص هذا العهد الذي كان ف يبعد أن يكون المعنى أوسع من هذا وأعملا لكن -رحمه االله-

سورة ) ١٠٢([ }وما وجدنا لأكثرهم من عهد{ :-ه االلهرحم-كما قال ابن جرير - بل يقال ،في الأصلاب والقيام بحقه وتوحيده -عز وجل- وأمرناهم من الإيمان وطاعة االله ، من وفاء بما وصيناهم به: أي]الأعراف

. والعمل بطاعته،اع رسلهبوات

،هذه نافية" إن: "بعض العلماءقال ]سورة الأعراف) ١٠٢([ }دنا أكثرهم لفاسقينوإن وج{ :تعالىقوله في و وذلك أن"ها للنفي شاهد ابن هشام في تأتي أحيانا للنفي، وأحيانا تكون مخففة من الثقيلة، ومن شواهد مجيئ" إن

: ابن مالكلألفيةشرحه

ــستولي إن ــو م ــد ه ــى أح ا عل

إلا علــى أضــعف المجــانين

.إلا على أضعف المجانين يعني ما هو مستوليا على أحد

،يعني ما أنتم إلا بشر مثلنا ]سورة إبراهيم) ١٠([ }إن أنتم إلا بشر مثلنا{ : مجيئها للنفي قوله تعالىومن شواهديعني وما وجدنا : ]سورة الأعراف) ١٠٢([ }دنا أكثرهموإن وج{: في قوله تعالىبعضهم يقول والمقصود أن

وما وجدنا أكثرهم إلا : ويكون معنى الآية "إلا "بمعنىهي }لفاسقين{: قولهإن اللام في : قالواو، همأكثر . واالله أعلم، هو الظاهر المتبادرليس و، لا يخلو من تكلفذا المعنىه لكن،فاسقين

وأنه لا ،ليكهموالعهد الذي أخذه هو ما جبلهم عليه وفطرهم عليه وأخذ عليهم في الأصلاب أنه ربهم وم

وعبدوا مع االله غيره ، وخالفوه وتركوه وراء ظهورهم، فأقروا بذلك وشهدوا على أنفسهم به،إله إلا هو

وجاءت الرسل الكرام من أولهم ، ة خلاف ذلكمي وفي الفطرة السل،بلا دليل ولا حجة لا من عقل ولا شرعإني خلقت عبادي حنفاء : االله تعالىيقول ((: كما جاء في صحيح مسلم،إلى آخرهم بالنهي عن ذلك

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

)) وحرمت عليهم ما أحللت لهم،فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهمكل مولود ((: وفي الصحيحين)٣(

)٤( الحديث))فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، يولد على الفطرة.

3

/ ٤ج ) (٢٨٦٥ (باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار -كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها أخرجه مسلم في - .٢١٩٧ص (

4/ ٤ج ) (٤٤٩٧( باب تفسير سورة الروم –أخرجه البخاري في كتاب التفسير - معنى كل مولود يولد باب -ومسلم في كتاب القدر ) ١٧٩٢ص

/ ٤ج ) (٢٦٥٨ (على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين .٢٠٤٧ص (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)١٣(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.الحمد الله رب العالمين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

ا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه ثم بعثن{ : في تفسير قوله تعالى-رحمه االله تعالى-قال المفسر فسدينة الماقبع ف كانكي ا فانظروا بهسورة الأعراف) ١٠٣[(} فظلم[.

صلوات -الرسل المتقدم ذكرهم كنوح وهود وصالح ولوط وشعيب : أي}ثم بعثنا من بعدهم {:يقول تعالى .- وسلامه عليهم وعلى سائر أنبياء االله أجمعيناالله

قومه، : أي}وملئه{ وهو ملك مصر في زمن موسى،}إلى فرعون{بحججنا ودلائلنا : أي}موسى بآياتنا{قنتها أنفسهم وجحدوا بها واستي{: جحدوا وكفروا بها ظلما منهم وعنادا، كقوله تعالى: أي}فظلموا بها{

الذين صدوا عن سبيل االله وكذبوا : أي ]سورة النمل) ١٤[( }فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ظلما وعلواانظر كيف فعلنا بهم، أغرقناهم عن آخرهم بمرأى من موسى وقومه، وهذا أبلغ في النكال : رسله، أي

. من المؤمنين به-موسى وقومه- أولياء االله بفرعون وقومه، وأشفى لقلوب

:بسم االله الرحمن الرحيم، الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول االله، أما بعد

، ]سورة الأعراف) ١٠٣[( }ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه{: -تبارك وتعالى-يقول االله فون ئلأنهم يمل: علية القوم بصرف النظر عن السبب الذي من أجله سموا بذلك، كقول بعضهمفالملأ هم

ون على الأمر، ئإنهم يتمال: صدور المجالس، يعني أنهم في مقدمة القوم، أي أنهم الكبراء، أو قول من قال .ونئ الذين يتماليعني هم أهل الحل والعقد، فكل هذا حاصل في الملأ، فهم الذين يتصدرون المجالس، وهم

فإذا كان الملأ يطلق على "قومه: أي": -رحمه االله- قال الحافظ ابن كثير }إلى فرعون وملئه{: قوله تعالى فما وجه تخصيص ذلك بالملأ مع أنه أرسل للجميع؟-كما ذكرنا-علية القوم

فلا "إلى فرعون وقومه": -رحمه االله-ر نه عبر بالملأ؛ لأن غيرهم تبع لهم، ولهذا قال ابن كثيأ: الجواب . كل القوم، بل علية القوماالملأ ليسو: أحد ويستدرك على ابن كثير هذا التفسير ويقوليأت

".جحدوا وكفروا بها ظلما منهم وعنادا: أي": قال الحافظ]سورة الأعراف) ١٠٣[( }فظلموا بها{ :قال االله تعالى

.كفروا بها: أي}فظلموا بها {:ويمكن أن يختصر فيقال

لا تشرك بالله إن الشرك { : كما قال االله تعالى،لأن الكفر أظلم الظلم: لماذا سمي الكفر ظلما؟ يقال: فإن قيلظيمع سورة لقمان) ١٣[( }لظلم[.

موضعه فقد ظلم، ومنه قول أصل الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، فكل من وضع شيئا في غير و :المرأة التي تضرب اللبن قبل أن يروب قائلة

ــقائيظلمــــت لكــــم ســ

ـعوهل يخفى علـى ال لـيم الظ دك

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

ع زبده، :ظلمت لكم سقائي: د هو عصب اللسان، وقولهاكالعيعني أنها ضربته قبل أن يروب، وهذا يضي القبر لما كان محفورا في مكان ليس محلا للحفر، كون بذلك قد وضعت الضرب في غير موضعه، وهكذاتف

.المظلومة: قيل لتلك الحفرة

:كفروا، كما قال عنهم: أي]سورة الأعراف) ١٠٣[( }فظلموا بها{: وعلى كل حال فقوله تعالى عن فرعون

. فكفر فرعون كان من قبيل الجحود]لنملسورة ا) ١٤[( }وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا{

}المينالع بن رول مسإني ر نوعا فرى يوسقال مجئتكم * و ق قدلى الله إلا الحلى أن لا أقول عقيق عح-١٠٤[( } إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقينقال* ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل

.]سورة الأعراف) ١٠٦

لفرعون وإلجامه إياه بالحجة، وإظهاره الآيات البينات -عليه السلام-يخبر تعالى عن مناظرة موسى }ن إني رسول من رب العالمينوقال موسى يا فرعو{: بحضرة فرعون وقومه من قبط مصر، فقال تعالى

.أرسلني الذي هو خالق كل شيء وربه ومليكه: أي] سورة الأعراف) ١٠٤[(

واجب وحق علي ذلك، أن لا أخبر : أي] سورة الأعراف) ١٠٥[( }حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق{ .علم من جلاله وعظيم شأنهعنه إلا بما هو حق وصدق لما أ

حقيق علي أن لا أقول على ( وقرأ بعضهم " ذلكأي واجب وحق علي": يقول}حقيق على أن لا أقول{: قوله) ١٠٥[( )حقيق ألا أقول على االله إلا الحق (:في قراءة لابن مسعود، و]سورة الأعراف) ١٠٥[( )االله إلا الحق

.]سورة الأعراف

]سورة الأعراف) ١٠٥[( }حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق{لعلم في القراءة المشهورة وبعض أهل ا

حقيق بأن لا أقول على االله إلا :بمعنى الباء، ومعلوم أن حروف الجر تتناوب، فيكون المعنى" على"إن : قال .)حقيق بأن لا أقول(سلف كأبي والأعمش ، وبهذا وردت قراءة غير متواترة قرأ بها بعض ال"الحق

في الآحادية يستفاد منها ثلاث فوائد، ومن هذه الفوائد أنه يفسر بها القراءة المتواترة، فقوله تعالىوالقراءة ة أبي تفسرها قراء]سورة الأعراف) ١٠٥[( }حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق{ المشهورة القراءة

.حقيق بأن لا أقول على االله إلا الحق: أي: والأعمش فيقال

}حقيق{إن لفظة : وبعض أهل العلم يقول بتضمين الفعل وما في معناه معنى الفعل، ففي هذا الموضع يقولون

فلان حريص على فلان، :فتقول" على"، ولفظة حريص تعدى بـليست فعلا لكنها مضمنة معنى الفعل حرصحقيق على أن لا أقول على الله إلا {: وفلان حريص على ماله، وفلان حريص على شبابه، وهكذا فإن قوله

حريص على أن لا أقول على : إذا كانت مضمنة معنى حريص يكون المعنى]سورة الأعراف) ١٠٥[( }الحق

.االله إلا الحق

عينا يشرب بها عباد {:فعل فإنه يعدى تعديته كما في قوله تعالىوإذا ضمن الفعل أو ما في معناه معنى ال ، مضمن معنى يرتوي أو يلتذ، فيكون المعنى عينا يرتوي بها}بها يشرب {: فقوله]سورة الإنسان) ٦[( }الله

أنه مضمن معنى }حقيق على{: حيث ضمن الشرب معنى الارتواء أو الالتذاذ، وهكذا يمكن أن يقال في قولهحريص على أن لا أقول على االله إلا الحق، : ويكون المعنى كما سبق" على"حريص، وحريص يتعدى بـ

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

إنه أوضح وأقرب وأسهل منه، لكن تضمين الفعل وما في : وهذا ليس ببعيد، وإن كان القول الذي قبله قد يقال .معناه معنى الفعل أبلغ، واالله أعلم

} قدكمبن رنة ميبحجة قاطعة من االله أعطانيها دليلا على صدقي فيما : أي ]سورة الأعراف) ١٠٥[( }جئتكم بب .جئتكم به

أطلقهم من أسرك وقهرك، ودعهم وعبادة ربك : أي]سورة الأعراف) ١٠٥[( }فأرسل معي بني إسرائيل{ . إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمنوربهم، فإنهم من سلالة نبي كريم

}ادقينالص ا إن كنت منة فأت بهلست : قال فرعون: أي]سورة الأعراف) ١٠٦[( }قال إن كنت جئت بآي .ا ادعيتبمصدقك فيما قلت ولا بمطيعك فيما طلبت، فإن كانت معك حجة فأظهرها لنراها إن كنت صادقا فيم

}بينم انبثع فإذا هي اهصفألقى ع* اء للناظرينضيب فإذا هي هدي عنزسورة الأعراف) ١٠٨-١٠٧[( }و. [

كر، الحية الذ}ثعبان مبين{: في قوله-رضي االله تعالى عنهما-قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .والضحاكوكذا قال السدي

ن الظاهر الذي لا لبس فيه، أي أن العصا تحولت إلى فسر الثعبان بأنه الحية الذكر، وأما المبين فيعني البيحتمل أن ليس ذلك من الأمور التي ت و واضحة بل هيحية لا لبس فيها ولا خفاء، فأمرها لا يلتبس أنها حية

.ية ظاهرة لا لبس فيها بل هي ح،يكون البصر اختلط عليه الأمر أو نحو ذلك

"الحية الذكر: "-رضي االله عنهما–قال ابن عباس ] سورة الأعراف) ١٠٧[( }فإذا هي ثعبان مبين {:يقول تعالى

سورة ) ١٠([ }فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب {:-تبارك وتعالى-وفي موضع آخر قال االله

.تلحيا على صغار االعرب تطلق الجانف ]النمل

فإذا هي حية { : تعالىوقوله ]سورة الأعراف) ١٠٧[( }فإذا هي ثعبان مبين{: وبالنسبة للجمع بين قوله تعالىر الحيات لا تكاد نها في ضخامتها ثعبان مبين وفي سرعة الحركة كأنها صغاإ: يقال ]سورة طـه) ٢٠([ }تسعى

.تدركها لسرعتها وخفة حركتها، واالله أعلم

وفكها وضعت فكها الأسفل في الأرض أن هذه الحية ن ذلك ومث ولا حرج،حدفالإسرائيلية لروايات أما اوتوجهت إنها :ويقولونول الحية وضخامتها الشيء العجيب، وكذلك يذكرون من طالأعلى على جدار القصر،

منيستحي الإنسان مورا أ كرونيذ ووجعل يستغيث بموسى، هاربا ىولاغرة فاها وأن الرجل إلى فرعون ف

.، فاالله تعالى أعلمذكرها

عن سعيد بن تون من رواية يزيد بن هارون عن الأصبغ بن زيد عن القاسم بن أبي أيوبوفي حديث الفلت حية عظيمة فاغرة فاها مسرعة حوفألقى عصاه فت :قال -رضي االله تعالى عنهما-جبير عن ابن عباس

.ها عنه ففعلفلما رآها فرعون أنها قاصدة إليه اقتحم عن سريره واستغاث بموسى أن يكف، إلى فرعون

سورة ) ١٧١[( }وإذ نتقنا الجبل{ :من قوله تعالىحديث النتوق : وفي بعض الكتب يقولون-حديث الفتون

ليس و -رضي االله عنه- من حديث ابن عباس وهوي عشرة صفحةت اثنحديث طويل في نحوهو -]الأعراف دون أن -صلى االله عليه وسلم-ابن عباس يورد فيه خبر موسى ف -صلى االله عليه وسلم-النبي من حديث

أن هذا الحديث يوجد منه قطع -واالله أعلم-يظهر لكن -صلى االله عليه وسلم- رسول االله يضيف ذلك إلى

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

صلى -ن النبي سمعها م -رضي االله عنهما– ابن عباس أي أن -صلى االله عليه وسلم-بي هي من كلام النرضي االله -أخبار بني إسرائيل، فابن عباس فيه قطع أخرى هي من مباشرة أو بواسطة، و-االله عليه وسلم

.حديث الفتونهو ، هذا ذلك في سياق واحد طويل مزج-ماعنه

الذكر من الحيات، فاتحة فاها، : الثعبان ]سورة الأعراف) ١٠٧([ } ثعبان مبينفإذا هي{ :وقال السدي في قولهفي الأرض والأعلى على سور القصر، ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه فلما رآها ذعر سفل واضعة لحيها الأ

.حدث قبل ذلك ولم يكن ي،منها ووثب وأحدث

.ولا يكذبق لا يصدهذا الكلام هذا كله من الإسرائيليات، و

فعادت -عليه السلام-فأخذها موسى ،ك بني إسرائيلرسل معوصاح يا موسى خذها وأنا أؤمن بك وأ . عصا

أخرج يده من درعه بعدما أدخلها : أي]سورة الأعراف) ١٠٨[( }ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين{ :وقولهاء { : كما قال تعالى،ص ولا مرضفيه فإذا هي بيضاء تتلألأ من غير برضيب جتخر بكيفي ج كدخل يأدو

.]سورة النمل) ١٢[(الآية }من غير سوء

يعني من ] سورة النمل) ١٢[( }من غير سوء{ :في حديث الفتون -رضي االله تعالى عنهما-وقال ابن عباس وكذا قال مجاهد وغير واحدلى لونها الأول، ه فعادت إغير برص، ثم أعادها إلى كم.

لآية التي ا هذه آية غير ]سورة النمل) ١٢[(} وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء{: قوله تعالىه كان إذا أدخل يده في فالأولى هي أن]سورة القصص) ٣٢[( }واضمم إليك جناحك من الرهب{: في قوله تعالى

إليه جناحه ضمفإذا أصابه شيء من الخوف جيبه ثم أخرجها صار لها نور ساطع، أما الثانية فهي أنه أهل الأرض فإنه يصيبه ما يصيبه ىذا جاء إلى فرعون أعتفإنفسه وذهب عنه ما يجد من الخوف، اطمأنت

عز -االله ف ]سورة طـه) ٤٥[( } أن يفرط علينا أو أن يطغىإننا نخاف{ : الخوف الذي ذكره االله في قولهمنوأرشده إلى أنه إذا ضم إليه جناحه ذهب ]سورة طـه) ٤٦[( }لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى{ : قال-وجل .ية غير إدخال اليد في الجيبالآهذه المقصود أن ف،هذا الخوفعنه

}قال المليمع احرذا لسه إن نوعم فرلأ من قو*ونراذا تأمفم ضكمأر نكم مخرجأن ي ريد١١٠-١٠٩[( } ي (

موافقين لقول فرعون فيه بعدما -وهم الجمهور والسادة من قوم فرعون-قال الملأ : أي]سورة الأعراف

بعد ذلك قال للملأ حوله،ملكتهه واستقر على سرير مرجع إليه روع : }ليمع احرذا لسه سورة ) ١٠٩[( }إنلتهم في كيف يصنعون في أمره، وكيف تكون حي، فوافقوا وقالوا كمقالته، وتشاوروا في أمره]الأعراف

يكون وتخوفوا أن يستميل الناس بسحره فيما يعتقدون، ف، وظهور كذبه وافترائهإطفاء نوره وإخماد كلمته ونري{ :ذلك سببا لظهوره عليهم وإخراجه إياهم من أرضهم، والذي خافوا منه وقعوا فيه كما قال تعالى

ونذرحا كانوا يم ما منهمهنودجو انامهو نوعا في شأنه وائتمروا فيه و فلما تشاور]سورة القصص) ٦[( }فر* قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدآئن حاشرين{ :لى عنهم في قوله تعالىاتفق رأيهم على ما حكاه االله تعا

. ]سورة الأعراف) ١١٢-١١١[( }يأتوك بكل ساحر عليم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

وفي الموضع الآخر إلى الملأ، هذا القول أضافف أن يجمع بين الآيات-رحمه االله– الحافظ ابن كثيرأراد

أن يجمع بين فهو أراد ]الشعراءسورة ) ٣٤[( }إن هذا لساحر عليم{ : قولهنيع، أهذا من قول فرعونن إ: قال من ؛تشاوروا فيما بينهم ماذا يقولون وذهب عنه الفزع حينما رأى الحيةفرعون ألما هد:: فقالهذه الآيات

فاتفقوا وائتمروا ه الإسقاطات تؤثر في الناس، هذذلك أن ، وصدر عنهم كلمة موحدة يتناقلها الناستأجل أن فاجتمعوا ،راء جميعا فيتبعهم الناس في ذلك وينفرهم من موسىد على ألسنة هؤلاء الكبعلى إطلاق معين ير

يصدر على ف-صلى االله عليه وسلم-كما اجتمع كبراء قريش لينتقوا بعناية لقبا أو إطلاقا يطلقونه على النبي من فرعون وا الناس منه، فهنا ائتمروا فصدر ذلك الإطلاق ر وينطبع ذلك فيه لينفاقله الناسألسنتهم ويتن

. يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون؟نه ساحر عليم،إ: كلهم قالواحيث وصدر من الملأ

نهم هم أهل لأمع؛ إلى الملأ؛ لأنها بصيغة الجاموجه من كلام الملأ يحتمل أن يكونفماذا تأمرون : وقولهم وجهوا وا ويحتمل أن يكون؟فعل تجاه موسىي تتفقون عليه وترون أن يأي ما هو الشيء الذالحل والعقد،

ماذا : ماذا تأمر وإنما قالوا: فما قالوا لهالخطاب إلى فرعون ولكن خاطبوه بصيغة الجمع من باب التعظيم، ماذا ترون في هذا الأمر؟أي تأمرون،

وفرعون ]سورة الأعراف) ١٠٩[( }إن هذا لساحر عليم{ :الملأ قالواذا من كلام فرعون، فحتمل أن يكون هويل معنى، ويكون بهذا الاعتبار من قبيل الموصول لفظا المفصو]سورة الأعراف) ١١٠[( }فماذا تأمرون{ :قال

سورة ) ٣٤[( }لوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلونوجع{ :في سورة النمل كقوله تعالى ،وذكرنا له أمثلة من قبل

يحتمل أن يكون من كلام ملكة سبأ، ويحتمل أن يكون من كلام االله يقرر }وكذلك يفعلون{: فقوله تعالى ]النملفي قوله تعالى و]سورة آل عمران) ٣٦[( }وليس الذكر كالأنثى{ :من ذلك قوله تعالى في سورة مريمكلامها، و

ويحتمل ، يحتمل أن يكون من بقية كلامها]سورة يوسف) ٥٢[( }ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب{ :سورة يوسف

.-عليه الصلاة والسلام-أن يكون من كلام يوسف

قالوا أرجه { : تعالى عنهم في قوله تعالىا في شأنه وائتمروا فيه اتفق رأيهم على ما حكاه االلهوفلما تشاوراشرينآئن حدسل في المأرو أخاهليم* واحر عبكل س أتوكسورة الأعراف) ١١٢-١١١[( }ي[.

رة سو) ١١١[( }وأرسل{ أخره ]سورة الأعراف) ١١١[( }أرجه{ :-رضي االله تعالى عنهما-قال ابن عباس من يحشر لك السحرة من : أي}حاشرين{في الأقاليم ومدائن ملكك : أي }في المدآئن{ ابعث: أي]الأعراف

.سائر البلاد ويجمعهم

وقد كان السحر في زمانهم غالبا كثيرا ظاهرا، واعتقد من اعتقد منهم وأوهم من أوهم منهم أن ما جاء به ارضوه بنظير ما أراهم من سحرتهم، فلهذا جمعوا له السحرة يعبذه تشع من قبيل ما -عليه السلام-موسى وبينك موعدا لا نخلفه نحن فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا{ : كما أخبر تعالى عن فرعون حيث قالالبينات

}فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى *م الزينة وأن يحشر الناس ضحىقال موعدكم يو *ولا أنت مكانا سوى

.]سورة طـه) ٦٠-٥٨[(

لكوفيين عدا عاصما لمتواترة أخرى قراءة ها في]سورة الأعراف) ١١٢[( }يأتوك بكل ساحر عليم{ :قوله تعالى)حبكل س أتوكليميعظيم أو شديد السحر، والمعنى والسحار صيغة مبالغة]سورة الأعراف) ١١٢ [()ار ع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

، والروايات همأعلم السحرة وأشدوإنما جمعوا كل من اشتغل بالسحر أي أنهم لم يجمعوا له السحر،فقط، وهذا من أنهم عشرات ذكر وبعضهم يا،رهم بثمانيين ألفقديبعضهم في ذكر ذلك، فالإسرائيلية كثيرة

هذا من جبر الكسر أو نحو : قال ي يمكن أنفلم يكن الفرق يسيرا حتى، التباين الشديد في الأخبار الإسرائيليةهم : آلاف، وبعضهم يقولإنهم: يقول وبعضهم، مئات: يقول وبعضهم،عشراتأنهم بعضهم يذكر وإنما ،ذلك .لماالله أعف، لكأكثر من ذ: ، وبعضهم يقولان ألفوثمان

.وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد الله رب العالمين

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)١٤(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.الحمد الله رب العالمين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

رة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنـا وجاء السح {: في تفسير قوله تعالى -رحمه االله تعالى -قال المفسر الغالبين ننح * بينقرالم لمن إنكمو ميخبر تعالى عمـا تـشارط عليـه ]سورة الأعراف ) ١١٤-١٣[( }قال نع

هم وليعطيـنهم يبنث إن غلبوا موسى لي -عليه السلام -فرعون والسحرة الذين استدعاهم لمعارضة موسى .عطاء جزيلا، فوعدهم ومناهم أن يعطيهم ما أرادوا، ويجعلهم من جلسائه والمقربين عنده

: بسم االله الرحمن الرحيم، الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول االله، أما بعد

سـورة ) ١١٣ [(}نحن الغـالبين إن لنا لأجرا إن كنا { :في هذه الآية عن قول السحرة -تبارك وتعالى -فقوله

وا به بصيغة خبرية ليتوثقوا منه، وكأنه شيء قريب المنـال، أو أنـه شـيء ء جاا يكون هذا تقرير ]الأعـراف

وفـي ،-صلى االله عليه وسـلم -لنا أجر إذا كنا نحن الذين غلبنا موسى : يتوقعونه أو يثقون بحصوله، فقالوا

هل تعطينا أجرا؟ : أي أنهم يسألونه]سورة الـشعراء ) ٤١[( }أئن لنا لأجرا{ هامالآية الأخرى جاء بأسلوب الاستف

والفرق بين القراءتين ظاهر، لكن هذه الآية وإن لم تكن بصيغة الاستفهام إلا أن المقام والسياق يشعر به، فهم

كأنهم يـشترطون ذلـك عليـه ]سورة الأعراف ) ١١٣[( }إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين {: يقولون لفرعون

.فجاءوا به على صيغة الخبر

قـال ألقـوا * قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين{ -لعنه االله-فلما توثقوا من فرعون هذه مبـارزة ]سورة الأعراف) ١١٦-١٥ [(}سترهبوهم وجاءوا بسحر عظيمفلما ألقوا سحروا أعين الناس وا

قبلك، كمـا : أي }إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين {: في قولهم -عليه السلام -من السحرة لموسى :-عليه الـسلام - فقال لهم موسى ]سورة طـه ) ٦٥[( }قىوإما أن نكون أول من أل {: قال في الآية الأخرى

. أي أنتم أولا]سورة الأعراف) ١١٦[( }ألقوا{

مـستعدون يدل على شدة ثقتهم بأنفسهم وأن ما سيأتي بـه } إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين {: قولهم

.لإبطاله، فهم واثقون من أنفسهم تماما

عتاده من يتبارون من أهل العلوم أو الصناعات اإنهم قالوا ذلك من باب الأدب الذي : ومن أهل العلم من يقول

تسأل أو أسأل؟ لكن هذا : كما يقال في المناظرة مثلا ،أو الأعمال المختلفة إذا كانوا في مقام التباري والتنافس لا فإنه يطلب شيئا معينا؛ لأنه قد رتب عليه أمرا آخر، فيخـاف لا يقوله إلا من كان واثقا بنفسه تمام الثقة، وإ

.أن يفوته

ليرى الناس صنيعهم ويتأملوا، فإذا فرغوا من بهرجهم ومحالهم جاءهم -واالله أعلم -قيل الحكمة في هذا بعد التطلب له والانتظار منهم لمجيئه فيكون أوقع في النفوس، وكذا كانالحق الواضح الجلي .

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

ليكـون : وا أنتم، فيقول ءابد: -صلى االله عليه وسلم - يعلل لماذا قال لهم موسى -رحمه االله -فظ ابن كثير الحا

.ذلك أوقع في نفوس الناس، باعتبار أنهم يرون البهرج ثم بعد ذلك ينتظرون ماذا سيلقي موسى

يكون الحق هو آخر مـا إنه أراد أن : -وكل هذا وجه ظاهر واالله تعالى أعلم -ويمكن أن يقال بعبارة أخرى يلامس أو يصادف أو يراه الناس؛ فإنه يعلق في آذان الناس عادة آخر ما يرون، ولذلك فالنهايات معتبرة فـي

كل شيء، فمن كانت نهايته سيئة فلا عبرة بحسن بدايته، فلو أن إنسانا دعا ناسا وأكرمهم ثم في آخر المجلس

لك الإساءة التي نسخت كل الإحسان، وهكذا فـي كـل شـيء يبقـى أساء إليهم فإن الذي يعلق في الأذهان ت واالله تعـالى - أراد -عليه الـسلام –الإنسان يعلق في ذهنه ما كان في آخر المطاف، أو آخر الأمر، فموسى

أن يكون آخر ما يقع عليه أبصار الناس وآخر ما يقفون عليه هو الحق؛ ليكون هو العالق في الأذهان؛ -أعلم

دمه ينتقل إلى الذاكرة ويختزن فيها وقد يفوت منه ما يفوت فإذا جاء بعده أخـذ نـصيبا مـن الأول، لأن ما تق

فإذا كثرت الأشياء أنسى بعضها بعضا، وما يأتي ثانيا فالعادة أنه يذهل عن الذي قبله، فالمقـصود أن ،وهكذا . واالله أعلم،س أراد أن يكون الحق هو آخر ما يراه النا-صلى االله عليه وسلم-موسى

إلـى خيلـوا : أي ]سورة الأعـراف ) ١١٦[( }فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم { :ولهذا قال تعالى .الأبصار أن ما فعلوا له حقيقة في الخارج ولم يكن إلا مجرد صنعة وخيال

هو مـن بـاب -صلى االله عليه وسلم-على موسى السحرة الذين أرادوا أن ينتصروا به السحر الذي جاء به

الـسحر : بعض أهل العلم يقـول ، فلكن ليس معنى ذلك أن السحر بجميع أنواعه من هذا القبيل ، سحر التخييل هـذا ن مثلا أيتراءى للإنسان فإنما هو تخييل وتزييف و لا حقيقة للسحر فقط بمعنى أنه سحر أعين الناس هو

ويجعله معلقا بالهواء يرفع الإنسان فمثلا من ، تخييل، لكن ليس كل السحر تخييلا ذافهيدخل حديدة في جوفه،

الشياطين هـي كون وقد ت ،هو ليس كذلك للناس و قد يكون تخييلا هذا -كما تعرض بعض القنوات الفضائية -يبطـل عمـل يث ح،يسقطفإن هذا المعلق جاء أحد وذكر االله، وقال رقية أو نحو ذلك إذا ولذلك التي ترفعه،

فلمـا حـصل ناس كانوا يرتفعون بالهواء ويطيـرون كما حصل لأ ويتخلى عنه الشيطان الذي يحمله الساحر

.تحطمت عظامهوسقط وتكسر االله لما ارتفع لبعض من ورث ذلك عن أبيه وذكر

ـ من سحرة فرعون الذي وقع والمقصود أن السحر ا لـه كان من قبيل سحر التخييل، وإلا فإن السحر منه م

هـل : مثل بقى بعض التفاصيل تلكن -عز وجل -، وقد يقتل بإذن االله -عز وجل -مرض بإذن االله يو ،حقيقة

ماء تكلموا عليها لكن هذه مسائل العل لا؟ م أ مثل تغيير الإنسان إلى بهيمة فعلا يستطيعون تغيير حقائق الأشياء

هو من قبيل سـحر -صلى االله عليه وسلم-للنبي وقع الذي وبالنسبة للسحر أن السحر له حقيقة، يبقى الأصل

.لييالتخ

وألق ما في يمينك تلقف ما * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى *فأوجس في نفسه خيفة موسى { :كما قال تعالى

.]سورة طـه) ٦٩-٦٧[( }حر حيث أتىولا يفلح السا صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر

: ألقوا حبالا غلاظا وخشبا طوالا، قـال : -رضي االله تعالى عنهما -بن عيينة عن ابن عباس روى سفيان

.فأقبلت يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

وكيف كانت ها، وكم ي ألقو ت في الأشياء ال ذكرت عجيبة وغريبة مور أهناك فالإسرائيليات في هذا لا تحصى،

.مثل هذه الإسرائيليات لا يعول عليهاتملأ الوادي، لكن

} أفكونا يتلقف م فإذا هي اكصألق ع ى أنوسنا إلى ميحأوو * بق والح قعفو لونمعا كانوا يوا * طل مفغلباغرينوا صانقلبو نالكأ *هواجدينة سرحالس لقي* المينالع نا بربقالوا آم *ونارهى ووسم ب١١٧[( }ر-

.]سورة الأعراف) ١٢٢

في ذلك الموقف العظيم الـذي فـرق االله -عليه السلام - عبده ورسوله موسى يخبر تعالى أنه أوحى إلى سـورة ) ١١٧[( }فإذا هـي تلقـف { ما في يمينه وهي عصاهيأمره بأن يلقي -تعالى فيه بين الحق والباطل

. وهو باطلما يلقونه ويوهمون أنه حق: أي]سورة الأعراف) ١١٧[( }ما يأفكون{تأكل : أي]الأعراف

لا يخفى ما ، والتعبير بالمضارع وهذا يدل على التكثير )فقتل(أخرى متواترة، وهي قراءة الأكثر وفي قراءة

صورة كأنك تطالعها وتشاهدها وأنت تسمع هذا السياق والخبـر عمـا بيدل عليه؛ لأنه يصور الأمر الماضي .حصل

فجعلت لا تمر بشيء من حبالهم ولا من خـشبهم إلا التقمتـه، : -رضي االله تعالى عنهما -قال ابن عباس رب * آمنا برب العـالمين { : فخروا سجدا وقالوا ،ليس هذا بسحر فعرفت السحرة أن هذا شيء من السماء

ونارهى ووسسورة الأعراف) ١٢٢-١٢١[( }م[.

لوادي قليل ولا كثير بارى واحدة واحدة حتى ما ي جعلت تبتلع تلك الحبال والعصي :وقال محمد بن إسحاق لوا آمنـا بـرب قـا { ، ووقع الـسحرة سـجدا في يده كما كانت امما ألقوا، ثم أخذها موسى فإذا هي عص

المينالع* ونارهى ووسم بما غلبناا لو كان هذا ساحر]سورة الأعراف) ١٢٢-١٢١[( }ر .

فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فاغر فاه، يبتلع ،أوحى االله إليه أن ألق عصاك : وقال القاسم بن أبي بزة .وسهم حتى رأوا الجنة والنار وثواب أهلهماءفما رفعوا رلقي السحرة عند ذلك سجدا فأ،حبالهم وعصيهم

؛ لأنه له حكم الرفع : حتى لو قيل أنهم رأوا الجنة والنار، لكن مثل هذا ورد في بعض الآثار عن بعض السلف

تـساءل قـد ي ا فإن هذا يكون في حكم المرسل، لكن لو أن ذلك صح فهو يفسر أمر لم يؤخذ من الإسرائيليات أن هؤلاء سحرة وهم أسوأ الناس وأظلم الناس نفوسا، وأبعد النـاس عـن وذلك -وراد تماما هو و- هنا عنه

الخير، وهو جاء بكل سحار عليم، وهؤلاء السحرة بهذه المثابة وبهذه المنزلة معناها أنه جاء بأقذر مـن فـي

يل التي جاءت بعده في هـذه والعجيب أن التفاص ، مصر وأظلم الناس نفوسا وقلوبا وأبعدهم عن الحق والهدى ) ٧٣[( }إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقـى {االسورة وفي غيره

ومن يأته مؤمنـا قـد عمـل *وت فيها ولا يحيى إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يم { و ]سورة طـه وتفاصيل من أين عرفوها بهـذه ]سورة طـه ) ٧٦-٧٤[( }جنات عدن * الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى

!اللحظات؟

، كيف عرفوا هذه التفاصـيل العجيبـة، ما الذي وقع للسحرة : الآيات وأقول أنا كنت أقف دائما عند مثل هذه

ذا الثبات كيف كان منهم ه من أين عرفوا هذه التفاصيل كلها و ؟أبعد الناس عن الخير و وهم أظلم الناس نفوسا فألقي السحرة سجدا قـالوا آمنـا { :ب بالفاء في بعض الآيات كقوله عق -تبارك وتعالى –ثم إن االله ، ؟العظيم

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

بى بروسمو وناروثبتوا ،مجرد ما رأوا هذا خروا سجدا ب م أنه أي فيدل على المباشرة ]سورة طـه ) ٧٠([ } ه

قال نعـم * أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين{ :كانوا يقولونهم قبل لحظات أمام من؟ و ، و هذا الثبات العظيم عند فرعون وهـم إنمـا اي يستطيع أن يكون مقرب ذمن ال ف ]سورة الشعراء ) ٤٢-٤١[( }لمقربينوإنكم إذا لمن ا

كل أمراض الدنيا موجودة في نفـوس هـؤلاء العتـاة مـن ف وا لطمع، ولا تسأل عن الآفات والأمراض ءجا

ـال وعلى غير الشريف، والتهافت على الدنياالسحرة، من الحسد والتنافس هـذا فذر الأشـياء، توصل إليها بأق

، فـي الـرد وهذه التفاصيل،إلى هذا الثبات العظيم، وهذا الرد البليغمع كل ذلك يتحولون مباشرة معروف، و أن هؤلاء لما رأوا ، أي جوابا هذا فقد يكون أو الجنة والثواب أنهم رأوا الجنة والنار لو صح كيف عرفوها؟ ف

،كما حصل لفرعون ، ولا يؤمن قد يرى آية الإنسان ف ت العظيم، باالجنة ذكروا هذه الأشياء وحصل لهم هذا الث

لنفـوس يكـون ل ة أو المغالبة موقفهم لا يقل عن موقف فرعون؛ لأنه في مقام المباراة والمناظرة أو المحاج فالعلماء في الفقـه إذا حـصل ف هم أوسخ الناس، نيالسحرة الذ حضور كبير عند العلماء بالشريعة فضلا عن

ه يحتج بأشياء هو تجد، و ولذلك تجد الوجه يحمر لحظوظ النفس حضور كبير، تناظر أو نحو ذلك يكون بينهم

ربما رد الآية أو الحديث مع ذلك يتمسك بها و ولا يرى أنها تصلح متمسكا في الاحتجاج، و لا يرتضيها أصلا

يصل الأمر إلى أنه : وجماعة -كابن قدامة والجويني -في مقام المناظرة والطيش ونحو ذلك، بل ذكر بعضهم فإذا كـان ! من الغضب أثناء المناظرة وهم علماء ربما قذفه في عرضه وأمه أن الرجل يأخذ بلحية صاحبه، و

ام فرعون وأمام الناس في وا أم ء فتصور سحرة جا ،هذا يحصل بين علماء في مقام المناظرة في أمور شرعية

ذلك فقط بل هزيمة ساحقة، وليس ن يتفرجون فرأوا وهم جالس ة و جازأ ذلك اليوم في مالعاليوم عيد حيث إن .االله أعلم، و لم يؤمنواحتى لو وسيكون مآلهم القتل خذلتموني: حيث سيقول لهم سيسحقهم فرعونالقضية أن

وأأيـام خـلال توقع أنه يكـون ي فهل ليس لهم صنعة إلا السحر ا هؤلاء الناس حينما أتو أن ذلك أضف إلى

ج أن يبدأ من الصفر يحتامثل هذا ؟ كأن يتحول إلى فقيه أو عالم أو نحو ذلك في مجالات أخرى احناجشهور اهفـسم منـه اي أفرد جـزء في كتاب التنكيل الذ -رحمه االله - اليماني يلشيخ المعلم افإن ، ولهذا في الكتاتيب

ومنهم من يكون لـه فـي ": قال فق،فصلا في غاية الأهمية في أسباب رد الح ذكر" القائد إلى تصحيح العقائد "

الباطل شهرة ومعيـشة، فالـساحر لـه يفم أي أن بعض الناس يردون الحق؛ لأن له "الباطل شهرة ومعيشة

التي كانـت لـه الأضواء شهرته وعنى ذلك أن الحق وأعلنه فماتبع ر في باله أنه إذا فهو يقدشهرة وله معيشة ا لا يجد لـه وظيفـة إذ ليـست عنـده فقيرا من الناس وسيصر ي يأخذه تال وستذهب معها الأموال ،ستذهب

.مؤهلات

ى ذلك أن الحق ظهـر معنصاحب الحق ف الحق أو اتبعت إذا أعلنت : مثلا يقول أخرى ف ومنهم من يقدر أشياء وهذا باب مـن ،؟ ويجيء الحق على يده كيف يفضل علي فكيف أقر له بهذا إذ صار له فضل علي على يده و

علـى نـي كنـت أعنى ذلك إن ما مع الآخر هو الحق فم: إذا قلت: يقولأخرى ف ثم يقدر أشياء لحسد،أبواب ا

قومي كلهم على والأهل والعشيرة حسب بل وليس ذلك ف ! حتى شابت مفارقي الذي ذهب عمري طولالباطل الحق، وردها ولـو الباطل، إذا ما هو الحل؟ الإصرار على هذا الباطل والتمسك به ومكابرة الأدلة وبراهين

!كانت أوضح من الشمس

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

ولـم أنهم كانوا على باطـل لحظة ومع ذلك أقروا في هذه الأمور كلها مجتمعة لهؤلاء السحرة والمقصود أن

عن مشاهدةفرعون غيبة : لقيلغياب فرعون حصل منهم هذا الرجوع إلى الحق في ولو كان ،يبالوا بفرعون

حاضر بكـل مـا وهو أمامه العجيب أن هذا كله حصل وس وأثرا لكن ذلك أخف وطأة في النف الحدث جعلت كل هذه الأمـور مجتمعـة تجعلهـم يتمـسكون بالباطـل ، فعنده من إمكانية في الحضور من جنده ووزرائه

في لحظات رجعوا إلى الحق وصاروا أناسـا الذي حدث أنهم لكن -صلى االله عليه وسلم -ويكابرون موسى

. مقرين بالحقفسجدوا الله خاضعين تهذبينم

قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منهـا أهلهـا فـسوف {ونلملأ * تع خلاف ثم نلكم مجأرو كمديأي نلأقطععينمأج نكملبص* وننقلبنا مبمنا * قالوا إنا إلى ر ا تنقممو

لمينسفنا متوا وربنا صلينا أفرغ عباءتنا را جنا لمبات رنا بآيآم سورة الأعراف) ١٢٦-١٢٣ [(}إلا أن[.

وما أظهره للناس -عليه السلام - السحرة لما آمنوا بموسى -لعنه االله - فرعون د به توع عما يخبر تعالى ]سورة الأعـراف ) ١٢٣[( }إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها { :من كيده ومكره في قوله

إنه { :ذلك، كقوله في الآية الأخرى ب منكم ورضامنكم غلبته لكم في يومكم هذا إنما كان عن تشاور إن :أي رحالس كملمالذي ع كمسورة طـه) ٧١[( }لكبير[؛ أن هذا الذي قاله من أبطل الباطل وهو يعلم وكل من له لب

والحجج وأظهر المعجزات الباهرة بمجرد ما جاء من مدين دعا فرعون إلى االله-عليه السلام-فإن موسى

القاطعة على صدق ما جاء به، فعند ذلك أرسل فرعون في مدائن ملكه ومعاملة سـلطنته، فجمـع سـحرة مصر ممن اختاره هو والملأ من قومه، وأحضرهم عندهم ووعدهم بالعطاء ببلاد متفرقين من سائر الأقاليم

ذلك والتقدم عند فرعـون، الجزيل، ولهذا قد كانوا من أحرص الناس على ذلك وعلى الظهور في مقامهم لا يعرف أحدا منهم ولا رآه ولا اجتمع به، وفرعون يعلم ذلك، وإنمـا قـال هـذا -عليه السلام -وموسى

]سورة الزخـرف ) ٥٤[( }فاستخف قومه فأطاعوه { :تسترا وتدليسا على رعاع دولته وجهلتهم كما قال تعالى

.ل خلق االله وأضلهمه من أج]سورة النازعات) ٢٤[( } ربكم الأعلىأنا{ :فإن قوما صدقوه في قوله

رضي االله - من الصحابة بإسناده المشهور عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما هوقال السدي في تفسير التقى : قال]رة الأعرافسو) ١٢٣[( }إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة { :في قوله تعالى -م أجمعين تعالى عنه

أرأيتك إن غلبتك أتؤمن بي وتشهد أن ما جئت بـه : وأمير السحرة فقال له موسى -عليه السلام -موسى لآتين غدا بسحر لا يغلبه سحر، فو االله لئن غلبتني لأؤمنن بك ولأشـهدن أنـك حـق، : حق؟ قال الساحر

.فلهذا قال ما قال: ا، قالواموفرعون ينظر إليه

لا يقال من جهة الرأي، فإن لم يكن مـأخوذا إنه مما لو صح إسناده ف حال هذا عن السدي، ومثل هذا ى كل عل

.أصلا، فاالله أعلم عن بني إسرائيل فإنه يكون له حكم الرفع، لكن طريق السدي لا تصح

. مكر:التدبير بخفاء يقال له ف، يعني خطة مبيتة]سورة الأعراف) ١٢٣[( }لمكر مكرتموه في المدينة{ :وقوله

في نتم هذا المكر حيك حينما ك يكون المعنى أن يحتمل أن ]سورة الأعراف ) ١٢٣[( }مكرتموه في المدينة { :قوله

، يعني هي خطة اتفقتم عليها في المدينة هاوقع في بمعنى أن هذا المكر ظرفا للمكر المدينة المدينة، يعني تكون يعني أنكم دبرتم أمـرا ]سورة الأعراف ) ١٢٣[( }لمكر مكرتموه في المدينة { صر، ويحتمل أن يكون ي هي م تال

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

ـ ؛ وعلى هذا لا يكون المعنى أن ضد البلد وأهل البلد أو ، من أهل المدينة ضد هؤلاء الناس سج المكر وقع ون

المقصود أن هذا مكر موجه إلى البلـد وأهـل البلـد أي أن داخل المدينة، وهذا هو الأقرب واالله تعالى أعلم،

. واالله أعلم]سورة الأعراف) ١٢٣[( }لتخرجوا منها أهلها{

تجتمعوا أنتم وهو وتكون لكـم دولـة وصـولة : أي ]سورة الأعراف ) ١٢٣[( }لتخرجوا منها أهلها { :وقوله .خرجوا منها الأكابر والرؤساءوت

هدى ولا نبوة ولا رسالة دعوة ولا وحي ولا لة أوليست مس أنتم فقط تريدون السلطة : يريد أن يقول يعني هو .ولا شيء

: أي ]سورة الأعراف ) ١٢٣[( }فسوف تعلمون {وتخرجوا منها الأكابر والرؤساء وتكون الدولة والتصرف لكم

يعنـي ]سورة الأعراف) ١٢٤[( }يديكم وأرجلكم من خلافلأقطعن أ{ :ما أصنع بكم، ثم فسر هذا الوعيد بقوله يقطع يد الرجله اليسرى أو بالعكسل اليمنى ورج.

}عينمأج نكملبلأص ذوع النخل{ : وقال في الآية الأخرى}ثمعلى الجذوع: أي]سورة طـه) ٧١[( }في ج.

لب وأول من قطع الأيدي والأرجل من خـلاف من ص وكان أول : -ى عنهما رضي االله تعال -قال ابن عباس .فرعون

ليه راجعون وعذابه أشـد قد تحققنا أنا إ : أي ]سورة الأعراف ) ١٢٥[( }إنا إلى ربنا منقلبون { :وقول السحرة اليوم فلنصبرن ،ن نكالك ونكاله على ما تدعونا إليه اليوم وما أكرهتنا عليه من السحر أعظم م من عذابك

منـا ع: أي]سورة البقـرة ) ٢٥٠[( }ربنا أفرغ علينا صبرا{: لنخلص من عذاب االله، ولهذا قالوا ؛على عذابك عليه -متابعين لنبيك موسى : أي]سورة الأعـراف ) ١٢٦[( }وتوفنا مسلمين{ بالصبر على دينك والثبات عليه

.-السلام

إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا ومـا * فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا { :وا لفرعون وقال* ا يموت فيها ولا يحيى ه جهنم ل إنه من يأت ربه مجرما فإن ل *أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى

فكانوا في أول النهار ]سورة طـه) ٧٥-٧٢[( }ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى .سحرة، فصاروا في آخره شهداء بررة

كانوا في أول النهار سحرة : بن عمير وقتادة وابن جريج وعبيد -رضي االله تعالى عنهما -قال ابن عباس .وفي آخره شهداء

} منـاءهـنقتل أبقال س تكآلهو كذريض ووا في الأرفسدلي همقوى ووسم أتذر ونعم فرلأ من قوقال المو قهإنا فوو ماءهيي نستحنسو ونقاهر ـا * مورثهلله ي ضالأر وا إنبراصتعينوا بالله ومه اسى لقووسقال م

تقينة للماقبالعاده وعب شاء منن يل أن تأ * ما جئتنا قالتينا قالوا أوذينا من قبد معمن بـ و م أن عسى ربك .]سورة الأعراف) ١٢٩-١٢٧[( }فينظر كيف تعملون يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض

. وقومه من الأذى والبغضة-عليه السلام-ه وما أضمروه لموسى عليه فرعون وملؤيخبر تعالى عما تمالأ

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٧

} ونعم فرلأ من قوقال الم{ عونلفر: أي }و ـهمقوى ووسم تـدعهم أ: أي ]سـورة الأعـراف ) ١٢٧[( }أتذر} تكآلهو كذريض ووا في الأرفسديفسدوا أهل رعيتك ويدعوهم إلى عبـادة : أي ]سورة الأعراف ) ١٢٧[( }لي

.ربهم دونك

مه هم المفسدون ولكـن لا قو ألا إن فرعون و!يا الله العجب؛ صار هؤلاء يشفقون من إفساد موسى وقومه .]سورة الأعراف) ١٢٧[( }ويذرك وآلهتك{: ولهذا قالوايشعرون،

رضـي االله - وآلهته فيما زعم ابن عباس :]سورة الأعراف ) ١٢٧[( }ويذرك وآلهتك {: وقال السدي في قوله أن يعبدوها فلذلك أخرج لهم السامري كانت البقر، كانوا إذا رأوا بقرة حسناء أمرهم فرعون -تعالى عنهما

.عجلا جسدا له خوار

يحتمـل أن يكـون ] سورة الأعـراف ) ١٢٧[( }أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك {:قوله

؟ن الأمرينليفسد في الأرض، ويذرك وآلهتك، كيف ترضى منه هذيقصود مجموع الأمرين، يعني أتتركه الم

فعلـى هـذه )ويذرك( فيها قراءة أخرى بالرفع }ويذرك{: ، وذلك أن قوله ويحتمل أن يكون المعنى غير هذا

هي نتيجة لـذلك ، ثم ذكروا قضية أخرى ؟أتتركه يفسد في الأرض : هم قالوا أنيعني يكون كأنه نتيجة، القراءة

.وتتمثل في أن يذرك وآلهتك

أخبـر االله فكيف ]سورة النازعـات ) ٢٤[( }أنا ربكم الأعلى{ :لمعروف أن فرعون كان يقول ا }وآلهتك{: وقوله

؟ هل كان له آلهة}ويذرك وآلهتك{: قالف -عز وجل-

إن فرعون أصلا : ويقال ، كان يعبدون البقر مأنه: -رضي االله عنهما - ما ذكره عن ابن عباس نرجع إلى هنا

كون جاءته عبادة البقـر مـن تلـك أنه أصلا من أهل المشرق، فقد ت بعض الروايات وفير، من أهل اصتخ

ـ أي أنهـم إنهم كانوا يعبدون النجوم، :-كما قيل – ، ويحتمل لكن هذه لا يثبت فيها شيء الناحية، لهـم ت كان

) ٢٤[( }نا ربكم الأعلى أ{: كانوا يعبدون الأصنام تقربا إلى فرعون، فإذا قال : معبودات متعددة، وبعضهم يقول

) ٣٨[( }ما علمت لكم من إله غيـري { :وقوله، لهم أرباب لكن هو الرب الأعلىفالمعنى أنهم ]سورة النازعـات

يكون باعتبار أنهم كانوا يعبدون الأصنام تقربا إليه؛ لأنه أمرهم بهذا، هكذا جـاء فـي بعـض ]سورة القصص

.-عز وجل-تابعين والعلم عند االله الروايات عن ال

سـورة ) ٣٨[( }ما علمت لكم مـن إلـه غيـري {: قالقد نهم كانوا يعبدون الشمس، ويمكن أن يكون إ: وقيل

هنا في مقام الإلزام والرد فقال ذلك على سبيل المبالغة ولا سيما أنه يرى أن كل شيء لا ه باعتبار أن ]القصص

؟فرعون هو ، والآمر الناهي-عز وجل-ه، فكيف يعبدون االله بد أن يكون بإذن

يذرك وعبادتك، وهذا يكون أوضـح : فسره بعض أهل العلم أي كما }ويذرك وآلهتك { : قوله ويمكن أن يكون

؛ وهـذه واضـحة )وإلهتـك (: اترة عن علي وابن عباس والضحاك في القراءة الأخرى وهي قراءة غير متو

. يعني عبادة، والمألوه هو المعبود،أله يأله إلهة: هي العبادة، تقولادتك، فالإلهة يعني عبفإلهتك

وهذه واضحة صريحة، )ليفسدوا في الأرض وقد تركوك أن يعبدوك ( بن كعب بيلأوفي قراءة غير متواترة

. بة لهم، فاالله أعلميزعم أنه هو الإله الوحي بالنسذلك أنه و،الآلهة بمعنى المعبودات الأخرىوعليها لا تكون

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٨

وهذا أمر ثان]سورة الأعراف) ١٢٧[( }سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم{ :فأجابهم فرعون فيما سألوه بقوله

فكان خلاف مـا رامـه حذرا من وجوده -عليه السلام -ل بهم قبل ولادة موسى وقد كان نك الصنيع، بهذا عومل في صنيعه أيضا لما أراد إذلال بني إسرائيل وقهرهم فجاء الأمر على وضد ما قصده فرعون، وهكذا

.خلاف ما أراد، أعزهم االله وأذله وأرغم أنفه وأغرقه وجنوده

، ويقتـل فصار يقتل يكون ذهاب ملكك على يديه نه سيولد ولد إ: أن الكهنة قالوا له سببه القتل الأول المشهور

فمعنى ذلك أن الفراعنة سيتولون الخدمة في الأمور المهينة، فصار يقتل سـنة إن قتلت هؤلاء جميعا : فقيل له

يبقي بقية منهم من أجل امتهانهم وابتذالهم ليعملوا لـه أي أنه فعل ذلك لإضعافهم أن يكون ويترك سنة، ويمكن

يقتلونها من أجـل لا يبقون البنت حية معناه أنهم واستحياء النساء ، في الأمور الوضيعة؛ لئلا يتولاها الفراعنة

أن تبقى بنت الإنسان في قبضة عدوه يذلها ويهينهـا أي الخدمة، وهذا لا يقل عن القتل بل هو أشد من القتل،

.هذا لا شك أنه أمر صعب وشديد على النفوسفويستعملها في الأمور المهينة ويحملها التكاليف الشاقة،

كيـف تتـرك هـؤلاء يفـسدوا فـي :قالوا لهحيث ذا ظاهر والتقتيل الثاني أيضا من أجل الاستضعاف، وه

لهـم شـأن قليلة جدا ضعيفة، لا يكون نحن سنقتل أولادهم وسيبقون بقية فتحت السيطرة، هم : ، قال ؟الأرض

.ولا قوة

}استعينوا بالله واصبروا { :ولما صمم فرعون على ما ذكره من المساءة لبني إسرائيل، قال موسى لقومه

إن الأرض لله يورثها من يشاء { : ووعدهم بالعاقبة وأن الدار ستصير لهم في قوله ]سورة الأعراف ) ١٢٨[( تقينة للماقبالعاده وعب من * ل أن تأتيا جئتناقالوا أوذينا من قبد معمن بسورة الأعـراف ) ١٢٩-١٢٨[( }نا و[

.قد فعلوا بنا مثل ما رأيت من الهوان والإذلال من قبل ما جئت يا موسى ومن بعد ذلك: أي

مـن وبني إسرائيل من الفراعنة قبل ذلك من كونهم يعملون في الخدمة، ليدخل فيه كل الأذى الذي حصل هذا

ة لتخصيص نوع معـين لا حاج و ، وغير ذلك واستحياء النساء ىي المرة الأول كون التقتيل وقع على أبنائهم ف

}فأرسل معنا بني إسرائيل ولـا تعـذبهم { : فقال طالبه -صلى االله عليه وسلم -موسى فإن ولذلك من الأذى،

فكـانوا أمـة ،م القبضة عليهم مبقيهم عنده يعملون بالأعمال الشاقةحكمعنى ذلك أنه كان م و ]سورة طـه ) ٤٧[(

بإطلاقهم وتركهم، -صلى االله عليه وسلم -ة الحقوق عند هؤلاء الفراعنة، فطالبه موسى مصادرممتهنة مبتذلة ]سورة الأعـراف ) ١٢٩[( }نا ومن بعد ما جئتناقالوا أوذينا من قبل أن تأتي{ :لذلك قالوا وترك تعذيبهم وأذيتهم،

. من بعد ما جئتنايتوعدنا بهذه الأمورو: أي

الآية }عسى ربكم أن يهلك عدوكم { : منبها لهم على حالهم الحاضر وما يصيرون إليه في ثاني الحال فقال

. وهذا تحضيض لهم على العزم على الشكر عند حلول النعم وزوال النقم]سورة الأعراف) ١٢٩[(

عـسى أن يجعـل : قال إذا -عز وجل–االله فهي متحققة الوقوع، ف -عز وجل -إذا كانت من كلام االله "عسى"

عسى من االله واجبة، وهكذا إذا صدر من : عسى أن يحصل كذا، فيقولون كما جاء عن ابن عباس وغيره ،كذا

}إنني معكمـا أسـمع وأرى { :االله يقول ف، لهم فهو مؤيد بالوحي -عز وجل -نبي كريم يخبرهم عن وعد االله

لأن أصـل معنـى عـسى ؛ الوقـوع ة متحقق افمعنى ذلك أنه نبي اينما يقوله ح" عسى"ـ ف ]سورة طـه ) ٤٦[(

جرت عادة الكبـراء والعظمـاء ا نهإ: قال بعض أهل العلم لكن الترجي، فيكون ذلك على سبيل الوعد الثابت،

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٩

عسى أن نفعل لك كذا، عسى أن يحصل مقصودك، وهـو : والملوك أنه إذا أراد أن ينجز حاجة غيره يقول له

.ة، واالله تعالى أعلمدلعيقصد ا

.وصلى االله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد الله رب العالمين

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

1

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)15( سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.وعلى آله وصحبه أجمعين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد،الحمد الله رب العالمين

نا آل فرعون بالسنين ونقص من ولقد أخذ{ :في تفسير قوله تعالى -تعالىرحمه االله -قال المصنف ونذكري ملهات لعرألا *الثم هعن ممى ووسوا بمرطيئة ييس مهإن تصبذه ونة قالوا لنا هسالح ماءتهفإذا ج

.]سورة الأعراف) 131-130([ }رهم لا يعلمونإنما طائرهم عند الله ولكن أكث

الجوع ينوهي س }بالسنين{ اختبرناهم وامتحناهم وابتليناهم: أي}ولقد أخذنا آل فرعون{ :يقول تعالى: يوةء بن حوقال أبو إسحاق عن رجا، وهو دون ذلك :قال مجاهد }ونقص من الثمرات{ بسبب قلة الزروع

.]سورة الأعراف) 130([ }لعلهم يذكرون{ كانت النخلة لا تحمل إلا ثمرة واحدة

هذا لنا بما : أي}قالوا لنا هذه{ من الخصب والرزق :أي ]سورة الأعراف) 131([ }فإذا جاءتهم الحسنة{ ،وا بهءهذا بسببهم وما جا: أي }يطيروا بموسى ومن معه{حط جدب وق: أي }وإن تصبهم سيئة{نستحقه

ألا إنما {: -مارضي االله تعالى عنه-قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس }ألا إنما طائرهم عند الله{ .]سورة الأعراف) 131([ }لا يعلمونولكن أكثرهم {مصائبهم عند االله : يقول }طائرهم عند الله

: أما بعد،والصلاة والسلام على رسول االله، الحمد اللهبسم االله الرحمن الرحيم،

ونقص {يعني الجوع والقحط ]سورة الأعراف) 130([ }ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين{ :-عز وجل-يقول االله فبل يصيبها أن الثمار لا تخرج كما كانت تخرج في مجاري العادات : أي،]سورة الأعراف) 130([ }من الثمرات

.من الآفات التي تنقصها وتضعفها

}ونذكري ملهيسوق إليهم ذلك من أجل أن -عز وجل- فاالله ،من أجل أن يتذكروا: أي،لعل تفيد التعليل }لع .-عز وجل- يهيعودوا ويرجعوا إل

.يعني هذا لنا بما نستحقه ]سورة الأعراف) 131([ }فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه{ :عالى تيقول

والسيئة فةالحسنة معر جاءت ]سورة الأعراف) 131([ }وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه{ :قال

الشيء ي ه الحسنةف ،باعتبار أن الحسنة هي الأصل جاء هذا التفاوت أن-أعلمواالله تعالى -ويحتمل ،رةمنك ، شيء عارض على خلاف الأصلاجاءت منكرة باعتبار أنهوأما السيئة ف ،المستمر أو الغالب أو المعهود

. شيء نادر أو قليل الوقوعيفه

ما ،هذا بسببك :فيقولون ،يعني أنهم يتشاءمون به ]سورة الأعراف) 131([ }يطيروا بموسى ومن معه{: قولهوإن تصبهم { : عن المشركين-عز وجل- كما قال االله ، إلا منك حينما جئتنا والآفات والرزايارأينا الشر

عندك ذه منقولوا هئة ييلح لنبيهم صا-عليه الصلاة والسلام-وقال قوم صالح ،]سورة النساء) 78([ }س:

}تفتنون مقو ل أنتمالله ب عند كمقال طائر كعن مبمو نا بكرأصحاب القريةكذلك و ،]سورة النمل) 47([ }اطي

2

سورة ) 19-18([ }قالوا طائركم معكم* يمقالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أل{

.]يــس

المراد ما كتب إن: وقيل ،مصائبهم عند االله: أي ]سورة الأعراف) 131([ }ألا إنما طائرهم عند الله{ :قالعز - قال االله كما، والطائر يطلق على العلم-عز وجل- سبب خيرهم وشرهم هو عند االله إن: وقيل ،عليهمسورة ) 13([ }وكل إنسان ألزمناه طآئره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا{ :-وجل

ما :يعني ]سورة الأعراف) 131([ }ألا إنما طائرهم عند الله{ ويمكن أن يراد به هنا في هذا الموضع ،]الإسراءعند { : ولهذا قال، بسبب مجيئكليس و-تبارك وتعالى- كله عند االله ،ر عليهم من خير أو شرقد نم قل كل

.ره وخلقه وكتبه وأراده قد-تبارك وتعالى-االله عند لك ذكل ]سورة النساء) 78([ }الله

}نا بهرحة لتسا تأتنا به من آيمهقالوا موؤمنينبم لك نا نحل * ا فمالقمو ادرالجو الطوفان همليلنا عسفأررمينجا ممكانوا قووا ورتكبلات فاسفصات مآي مالدو فادعالضى * ووسا مقالوا ي زجالر همليع قعا ولمو

عآئيلادرني إسب كعم سلنلنرو لك لنؤمنن زجنا الرلئن كشفت ع كعند هدا عبم كبا كشفنا * لنا رفلمنكثوني مإذا ه الغوهم بل هإلى أج زجالر منهسورة الأعراف) 135-132([ }ع[.

وإصرارهم على الباطل في عن تمرد قوم فرعون وعتوهم وعنادهم للحق-عز وجل-من االله إخبار هذا آية أي: ونيقول ]سورة الأعراف) 132([ }مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين{ :قولهم

.ها منك ولا نؤمن بك ولا بما جئت بهجئتنا بها ودلالة وحجة أقمتها رددناها فلا نقبل

كثرة : في رواية -مارضي االله تعالى عنه-عن ابن عباس }فأرسلنا عليهم الطوفان{: قال االله تعالى، هو كثرة الموت: في رواية أخرى-رضي االله تعالى عنه- وعنه ،الأمطار المغرقة المتلفة للزروع والثمار

.الماء والطاعون على كل حالالطوفان : وقال مجاهد

أو غير ذلك مما ،مغرقةا يطوف بالإنسان من آفة مرض أو مياه ن الطوفان كل مإ: جعفر النحاسقال أبون الطوفان هو أمر من االله أ: -رحمه االله- قريب مما ذكره ابن جرير المعنى وهذا ،ك يقال له طوفانهلي

. طاف بهم-عز وجل-

لكن مثل معاني القرآن لا ،رف الناس اليوم إذا أطلق فهو لا يتجه إلا إلى الماء خاصةالطوفان بالنسبة لعو فالطوفان ، عرف المخاطبين بالقرآنعلى تحمل وإنما،ف في العصر الحديثتحمل على ما استقر عليه العر

.صعرب خلعندهم أعم من الماء وهم

سألت عبد االله بن : يحين عن أبي يعفور قالوأما الجراد فمعروف مشهور وهو مأكول لما ثبت في الصح سبع -صلى االله عليه وسلم-غزونا مع رسول االله ": فقال، عن الجراد-رضي االله تعالى عنه-أبي أوفى

"غزوات نأكل الجراد)1(

.

ومن عادة الناس أن يصيدوه ليلا ولا يترك شيئا إلا أكله، فإنه يغطي وجه الأرض،إذا نزل الجراد بمكان ما .لنزوله على الأشجار والأرض

1

).1952: (، برقم)3/1546(جراد، رواه مسلم، كتاب الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان، باب إباحة ال-

3

من حديث عبد الر حمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر هوروى الشافعي وأحمد بن حنبل وابن ماج الحوت ،أحلت لنا ميتتان ودمان((: قال-صلى االله عليه وسلم- عن النبي -مارضي االله تعالى عنه-

))والجراد والكبد والطحال)2(

.

]سورة الأعراف) 133[( }فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد{ : مجاهد في قوله تعالىوقال ابن أبي نجيح عن

. كانت تأكل مسامير أبوابهم وتدع الخشب: قال

وعنه أنه ،هو السوس الذي يخرج من الحنطة: -مارضي االله تعالى عنه-ل فعن ابن عباس موأما الق

وعكرمة وقتادة، وعن الحسن وسعيد بن قال مجاهد، وبه ،ي لا أجنحة لهالصغير الذ وهو الجراد،الدبى .ل دواب سود صغارمالق: جبير

لا و ،لا يبقى منها إلا مثل بقايا القطن إذا ضربويفسدها تماما و ، يكون بالحنطةالذي السوسهول مالق .تصلح للأكل

الجراد الكبير ينزل في ؛ لأنظم آفة من الجراد الكبير وهو أع،الجراد الصغير: الدبى"أنه الدبى: وعنه": قالجالس وهو يطير فإنه لا أما الدبى،يفسد مكانا ثم ينتقل إلى آخرفثم بعد ذلك يغادر إلى مكان آخر ما، مكان

. ويفتك فتكا ذريعا، ولا يؤكل،لا يطير ولا يغادرف ،هقرضيفي مكان معين

صل الذي يكون في البهائم وتصغيرالهو نوع من القراد : وبعضهم قالل هو البراغيث، مالق: وقال بعضهمالرقم مؤهل : ولا يزالون يكتشفون ويقولون،حوالي خمس وثلاثين ألف نوعإلى اكتشفت منه التيالأعداد

. يوجد في البيوت، منه نوع طفيلي صغير يعيش على جسم الإنسان:أنواعوهو ،اإلى الخمسين ألف

،ل حشرة صغيرة مزعجة مؤذيةمكل هذه الأقوال تدور على أن القل هو الجعلان، ومالق: وقال بعضهم ،ل هو الذي يكون في الحنطة والسوسم أن الق-واالله أعلم- وإن كان المشهور ،تنغص عليهم عيشهم وحياتهم

.ري قراءة الحسن البص، وفيه قراءة غير متواترة،لموبعضهم فسره بالق

فأرسل { : فرعون قال له-عليه السلام-لما أتى موسى : وروى أبو جعفر بن جرير عن سعيد بن جبير قال عليهم وهو المطر فصب فأرسل االله عليهم الطوفان ،رسلهمفلم ي ]سورة الأعراف) 105([ }معي بني إسرائيل

فنؤمن لك ونرسل معك بني ،لنا ربك يكشف عنا المطرادع : فقالوا لموسى،منه شيئا خافوا أن يكون عذابا فأنبت لهم في تلك السنة شيئا ، فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل، فدعا ربه فكشف عنهم،إسرائيل

فأرسل االله عليهم الجراد فسلطه ،هذا ما كنا نتمنى: فقالوا،لم ينبته قبل ذلك من الزروع والثمار والكلأ فيكشف عنا ادع لنا ربك يا موسى: فقالوا،ما رأوا أثره في الكلأ عرفوا أنه لا يبقي الزرع فل،على الكلأ

فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه ، فدعا ربه فكشف عنهم الجراد، فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل،الجرادوهو السوس الذي -ل مالققد أحرزنا، فأرسل االله عليهم : فقالوا،بني إسرائيل فداسوا وأحرزوا في البيوت

يا موسى ادع : فقالوا، فلا يرد منها إلا ثلاثة أقفزةىجربة إلى الرح فكان الرجل يخرج عشرة أ-يخرج منه فأبوا أن يرسلوا ، فدعا ربه فكشف عنهم،ل فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيلملنا ربك يكشف عنا الق

ما تلقى أنت وقومك : سمع نقيق ضفدع فقال لفرعونمعه بني إسرائيل فبينما هو جالس عند فرعون إذ

2.5723: (، برقم)2/97(، وأحمد )3314: (، برقم)2/1102( رواه ابن ماجه، كتاب الأطعمة، باب الكبد والطحال - (

4

فما أمسوا حتى كان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع ،؟وما عسى أن يكون كيد هذا: فقال،؟من هذاادع لنا ربك يكشف عنا هذه الضفادع فنؤمن لك : فقالوا لموسى،ويهم أن يتكلم فيثب الضفدع في فيه وأرسل االله عليهم الدم فكانوا ما استقوا من ، فلم يؤمنوا، فكشف عنهمونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه

إنا قد ابتلينا بالدم وليس : فشكوا إلى فرعون فقالوا،الأنهار والآبار وما كان في أوعيتهم وجدوه دما عبيطااء إلا وجدناه تنا شيئا من الميمن أين سحرنا ونحن لا نجد في أوع: فقالوا،إنه قد سحركم: فقال،لنا شراب ، فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل، فأتوه وقالوا يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم،؟دما عبيطا

. فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل،فدعا ربه فكشف عنهم

اشتد فلما ،ار دما وإذا استقت الفرعونية صلم يتغير،إذا استقت المرأة الإسرائيلية الماء : تقول بعض الروياته من فمها إلى فمها فتمج،ي الماء في فميجم: تقول لجارتها الإسرائيلية الفرعونية كانت المرأة،بهم العطش

. واالله تعالى أعلم،بالرعاف: وبعض أهل العلم فسر الدم هنا،فيتحول إلى دم

ادة وغير واحد من علماء والسدي وقت-مارضي االله تعالى عنه-وي نحو هذا عن ابن عباس وقد ر .أنه اخبر بذلك: السلف

االله فرعون حين آمنت السحرة مغلوبا مغلولا ثم فرجع عدو: -رحمه االله-وقال محمد بن إسحاق بن يسار ،سل عليه الطوفانر فأخذه بالسنين وأ، فتابع االله عليه الآيات، والتمادي في الشر،أبى إلا الإقامة على الكفر

فأرسل الطوفان وهو الماء ففاض على وجه ، آيات مفصلات،ل ثم الضفادع ثم الدممالقثم الجراد ثم : قالوا، فلما بلغهم ذلك،جهدوا جوعاحتى ، ثم ركد لا يقدرون على أن يحرثوا ولا أن يعملوا شيئا،الأرض

}نا الرلئن كشفت ع كعند هدا عبم كبلنا ر عى ادوسا مآئيليرني إسب كعم سلنلنرو لك لنؤمنن زج{

.به فكشف عنهمرفدعا موسى ]سورة الأعراف) 134([

}كعند هدا ع{: وقال بعضهم ،بما استودعك من العلم: أي ]سورة الأعراف) 134([ }بمكعند هدا ع134([ }بم (

بما عهد {: وبعضهم يقول،الاسم الأعظم الذي إذا سألت ربك به أعطاك من معرفة :يعني ]سورة الأعرافكمن النبوة واختصك به من القرب والاصطفاء -عز وجل-بما أعطاك االله ]سورة الأعراف) 134([ }عند

.والتكليم

جر فيما فأرسل االله عليهم الجراد فأكل الش، فلم يفوا له بشيء مما قالوا،فدعا موسى ربه فكشف عنهم ، فقالوا مثل ما قالوا، حتى تقع دورهم ومساكنهم،بلغني حتى إن كان ليأكل مسامير الأبواب من الحديدعليه - فذكر لي أن موسى ،لم فأرسل االله عليهم الق،فدعا ربه فكشف عنهم فلم يفوا له بشيء مما قالوا

ال عليهم ثيب أهيل عظيم فضربه بها فان فمشى إلى كث،مر أن يمشي إلى كثيب حتى يضربه بعصاه أ-السلام فدعا ربه ، فلما جهدهم قالوا مثل ما قالوا، ومنعهم النوم والقرار،حتى غلب على البيوت والأطعمةقملا

فلا ، فأرسل االله عليهم الضفادع فملأت البيوت والأطعمة والآنية، فلم يفوا له بشيء مما قالوا،فكشف عنهم ، فلما جهدهم ذلك قالوا له مثل ما قالوا، إلا وجد فيه الضفادع قد غلبت عليهيكشف أحد ثوبا ولا طعاما

، فأرسل االله عليهم الدم فصارت مياه آل فرعون دما، فلم يفوا له بشيء مما قالوا،فسأل ربه فكشف عنهم .لا يستقون من بئر ولا نهر ولا يغترفون من إناء إلا عاد دما عبيطا

5

ليس في الدنيا و ، وكل شيء له آفة إلا نعيم الجنة، لا تحصى-عز وجل- وجنود االله ،هذه كلها من العقوبات . والمصالح الخالصة في الجنة، وإنما هي مشوبة،مصلحة خالصة

ثم أصيب في ركبته فلا يستطيع ،رجل أتى بوالدته وزوجته من مصر لأداء فريضة الحج: يقول:)مسألة( ، ويمكن أن يصطحبها، بمكة علما بأن خال الزوجة موجود،دون محرم فهل يجوز أن يذهبا ب،الذهاب معهم في المناسك؟

جاء رجل إلى : قال-رضي االله عنهما-ابن عباس حديثدليل ذلكو ،في السفر من محرم لا بد:)الجواب(: ة، قاليا رسول االله، إني كتبت في غزوة كذا وكذا وامرأتي حاج: فقال-صلى االله عليه وسلم-النبي

))ارجع فحج مع امرأتك(()3(

.

آيات معينة تقرأ على المصروع أو الممسوس؟هل يصح تحديد :)مسألة(

إذا ف، والأصل في باب الطب الإباحة ما لم يشتمل على شيء محرم، من أبواب الطببابالرقى :)الجواب( إذا دلت التجربة على ،ة بآيات معين تكون أو أمور مبهمة غامضة فلا بأس أن، من شيء محرم الرقىسلمت

فمثلا الذي ، ولا بأس أن يقرأ الإنسان في كل مقام بحسب ما يناسب المقام-عز وجل-أنها تؤثر بإذن االله رقى أن ييمكنف والذي يعاني من الخوف،يعاني من الضيق والاكتئاب يقرأ عليه الآيات التي فيها الانشراح

وقيل يا أرض { -عز وجل- قول االله على جبين من أصيب بالرعاف يكتب ، وكان شيخ الإسلامبآيات السكينةاء أقلعي وما سياءك ولعي مابرالأم قضياء والم عز - فيقف الرعاف بإذن االله]سورة هود) 44([ }غيض

)4(وجل-.

3 ).2896: (، برقم)3/1114(الإمام الناس رواه البخاري، كتاب الجهاد، باب كتابة -

4 .)326 / 4( في زاد المعاد– رحمه االله–نقل عنه ذلك تلميذه ابن القيم -

١

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)١٦(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.الحمد الله رب العالمين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين

هم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا فانتقمنا من{ : في تفسير قوله تعالى-رحمه تعالى-قال المفسر ا غافليننهكانوا عا * وكنا فيهارا التي بهغاربمض وشارق الأرم فونعتضسكانوا ي الذين مثنا القورأوو

ى على بني إسرآئيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا وتمت كلمت ربك الحسنرشونعسورة الأعراف) ١٣٧ - ١٣٦([ }ي[.

انتقم منهم -مع ابتلائه إياهم بالآيات المتواترة واحدة بعد واحدة-يخبر تعالى أنهم لما عتوا وتمردوا ثم ورده ، فجاوزه وبنو إسرائيل معه -عليه السلام-وهو البحر الذي فرقه لموسى ، قه إياهم في اليمبإغرا

وذلك بسبب تكذيبهم بآيات ، فلما استكملوا فيه ارتطم عليهم فغرقوا عن آخرهم،فرعون وجنوده على أثرهم

مشارق -هم بنو إسرائيلو- وأخبر تعالى أنه أورث القوم الذين كانوا يستضعفون ،االله وتغافلهم عنها

.الأرض ومغاربها

]سورة الأعراف) ١٣٧([ }مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها{ :قولهوعن الحسن البصري وقتادة في

.يعني الشام

: أما بعد،الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله، بسم االله الرحمن الرحيم

وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض {: -تبارك وتعالى–في قوله الأرض المذكورةف :فيها خلاف على قولين، ]سورة الأعراف) ١٣٧([ }بها التي باركنا فيهاومغار

صلى االله عليه – موسى جميع الأرض مشارقها ومغربها، ومعلوم أن الذين كانوا مع الأرض هي:الأول بعد أن أغرق االله فرعون لم يحصل لهم ملك الأرض جميعا، ولكن الذي قال بهذا القول قصد به أن -وسلم

يبلغ ذلك، وعلى -عليه الصلاة والسلام–ملك الأرض حصل لبني إسرائيل فيما بعد، فقد كان ملك سليمان .في الأرض للعهد" أل"هذا لا تكون

أو مصر ، هل هي الشام أو فلسطين،يبقى النظر في هذه الأرضو في الأرض عهدية "أل"أن : الثاني أن الأرض المباركة هي أرض الشام-رحمه االله– واختار ابن جرير ،؟والشام

الذين كانوا في بلاد الشام هم ف ،باعتبار أنها حصلت لهم بعد غيرهم} وأورثنا{: في قولهوالتعبير بالإيراث .بنو إسرائيلفجاءها ،العمالقة

سبحان الذي أسرى بعبده ليلا { :-تبارك وتعالى– إن الأرض المباركة هي فلسطين قول االله :ودليل من قاللهوكنا حارى الذي بجد الأقصسام إلى المرجد الحسالم نسورة الإسراء) ١([ }م[.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٢

قال مجاهد وابن ]سورة الأعراف) ١٣٧([ } كلمت ربك الحسنى على بني إسرآئيل بما صبرواوتمت{ :وقولهسورة ) ٥([}أرض ونجعلهم أئمةونريد أن نمن على الذين استضعفوا في ال{ :وهي قوله تعالى: جرير

.]القصص

]سورة الأعراف) ١٣٧([ }سنى على بني إسرآئيلوتمت كلمت ربك الح{: في قوله-وتعالىتبارك –صرح ربنا

هم بنو أن القوم الذين أورثهم الأرض ]سورة الشعراء) ٥٩([ }كذلك وأورثناها بني إسرائيل{ :وفي قوله .إسرائيل

:أي ]سورة الأعراف) ١٣٧([ }مت كلمت ربك الحسنى على بني إسرآئيلوت{ :-تبارك وتعالى–ومعنى قوله

كما ، من غير تخلف ولا نقصان فمكنهم في الأرض،على ما وعد وعدهم فتم وعدهوقد ،مضت على التمام* رض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثينونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأ{ :-عز وجل-قال االله

ونذرحا كانوا يم ما منهمهنودجو انامهو نوعنري فرض وفي الأر مله كننمسورة القصص) ٦ - ٥([ }و[.

وخربنا ما كان فرعون وقومه : أي ]سورة الأعراف) ١٣٧([ }ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه{ :وقولهرضي االله -قال ابن عباس ]سورة الأعراف) ١٣٧([ }وما كانوا يعرشون{ ،يصنعون من العمارات والمزارع

. يبنون:يعرشون: ومجاهد -ماتعالى عنه

من :أي، ]سورة الأعراف) ١٣٧([ }عرشونوما كانوا ي{: -تبارك وتعالى–ن معنى قوله إ :قال بعض أهل العلم والمشهور أن،]سورة الأنعام) ١٤١([ }جنات معروشات وغير معروشات{ :-عز وجل- كما قال االله ،الجنات

وهو ، وذلك معروف في كلام العرب، يبنون: أي]سورة الأعراف) ١٣٧([ }وما كانوا يعرشون{ : قولهمعنى .-رحمه االله– ختيار ابن جريرا

} ما لها كمل لنا إلهعى اجوسا مقالوا ي منام لهلى أصع كفونعم يلى قوا عفأتو رحآئيل البرني إسنا ببزاوجولونهتج مقو ة قال إنكمآله* رتبؤلاء مه ا كانوا إناطل مبفيه و ما هم لونمعسورة ) ١٣٩- ١٣٨([ }ي

.]الأعراف

حينما جاوزوا البحر وقد رأوا من آيات االله -عليه السلام-يخبر تعالى عما قاله جهلة بني إسرائيل لموسى

} يعكفون على أصنام لهمعلى قوم{ أي فمروا ]سورة الأعراف) ١٣٨([ }فأتوا{ وعظيم سلطانه ما رأوا

: قال ابن جرير،كانوا من لخم: وقيل،نيكانوا من الكنعاني: قال بعض المفسرين ]سورة الأعراف) ١٣٨([

يا { : فلهذا أثار ذلك شبهة لهم في عبادتهم العجل بعد ذلك فقالوا،وكانوا يعبدون أصناما على صور البقر .]سورة الأعراف) ١٣٨([ }ها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلونموسى اجعل لنا إل

. ولا يعتمد عليها،ة الإسرائيليهذه الروايات تستند إلى الأخبار

:يأ ،الطويل هو المكث، العكوف]سورة الأعراف) ١٣٨([ }يعكفون على أصنام لهم{: -تبارك وتعالى–قوله ما هذه التماثيل التي أنتم لها { :-تبارك وتعالى–ها وانكبابهم عليها، وهذه الآية كقوله تم قد اشتغلوا بعبادأنه

اكفونسورة الأنبياء) ٥٢([ }ع[.

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٣

}لونهتج مقو عنه من تجهلون عظمة االله وجلاله وما يجب أن ينزه : أي]سورة الأعراف) ١٣٨([ }قال إنكم }وباطل ما كانوا يعملون{ هالك: أي ]سورة الأعراف) ١٣٩([ }إن هؤلاء متبر ما هم فيه{ ،الشريك والمثيل

.]سورة الأعراف) ١٣٩([

أنهم -رضي االله تعالى عنه- وروى الإمام أبو جعفر بن جرير في تفسير هذه الآية عن أبي واقد الليثييعكفون عندها وكان للكفار سدرة: قال، إلى حنين-صلى االله عليه وسلم- مكة مع رسول االله خرجوا من

يا رسول االله : فقلنا: قال،رنا بسدرة خضراء عظيمةفمر: قال،ذات أنواط :يقال لهابها أسلحتهم ويعلقوناجعل { :قوم موسى لموسىقلتم والذي نفسي بيده كما قال ((: فقال،اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط

لونهتج مقو ة قال إنكمآله ما لها كملنا إله* لونمعا كانوا ياطل مبفيه و ما هم رتبؤلاء مه إن{(()١(

.]سورة الأعراف) ١٣٩-١٣٨([

سوء العذاب وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم *ضلكم على العالمينقال أغير الله أبغيكم إلها وهو ف{ظيمع كمبن رلاء مفي ذلكم بو اءكمنس ونيتحسيو ناءكمأب قتلونسورة الأعراف) ١٤١-١٤٠([ }ي[.

وما كانوا فيه من ،ر فرعون وقهره االله عليهم من إنقاذهم من أسمعن -عليه السلام-يذكرهم موسى

والنظر إليه في حال هوانه وهلاكه وغرقه ، وما صاروا إليه من العزة والاشتفاء من عدوهم،الهوان والذلة

. وقد تقدم تفسيرها في البقرة،ودماره

يحتمل ]سورة الأعراف) ١٤١([ }سومونكم سوء العذابعون يوإذ أنجيناكم من آل فر{ :-تبارك وتعالى–قوله وأن عليهم،-عز وجل-روا بنعمة االله ك ذ فقد خوطب به أولئك الذين عبدوا العجل، الخطابأن يكون هذا

وهذا في غاية الإساءة، ويحتمل أن-عز وجل- غير االله ا من ماء البحر حتى طلبوا إله لم تجفأقدامهم

يذكرهم ويخاطبهم من اليهود، فهو-صلى االله عليه وسلم-يكون ذلك متوجها إلى الذين كانوا في زمن النبي عليهم، والقاعدة أن النعمة على الآباء نعمة على الأبناء، كما أن النقم والرزايا التي -عز وجل-بنعمة االله

هذا يرد الخطاب كثيرا في القرآن لبني إسرائيل تحصل على الآباء تلحق الأبناء إذا كانوا على طريقتهم، وليا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم { -صلى االله عليه وسلم-الذين عاصروا النبي

المينلى العسورة البقرة) ٤٧([ }ع[.

مع أن الذي قال ذلك هو أجدادهم ]سورة البقرة) ٥٥([ }وإذ قلتم يا موسى{: -تبارك وتعالى–وهذه الآية كقوله وهذا اختيار ابن جرير أسلافهم، لكن لما كانوا على طريقتهم صح أن يخاطبوا بذلك، فهم أمة واحدة، و

.رحمه االله

ترجع إلى ]سورة الأعراف) ١٤١([ }م عظيموفي ذلكم بلاء من ربك{: -تبارك وتعالى–الإشارة في قوله و

،القولينلآية تحتمل وا إن الإشارة راجعة إلى العذاب، :يل، وق}بلاء من ربكم عظيم{الإنجاء : أي الإنجاء،

1، والهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع )٣٢٩١(، برقم )٣/٢٤٤(والطبراني في المعجم الكبير ، )٢١٩٤٧(، برقم )٥/٢١٨( رواه الإمام أحمد في مسنده -

. ر وحسن الترمذي حديثهفيه كثير بن عبداالله وقد ضعفه الجمهو: ، وقال)١١٠١٦(، برقم )٣٨٧ / ٦(الفوائد

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٤

بين ت وعبارة ابن جرير جمع، عظيمم لكم بهذا العذاب بلاء من ربكناعذيب أو في ت،إنجائنا لكمفي :أي .بلاء من ربكم أي اختبار لكم وإنعام: أي }وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم{ : فقد فسر قوله،ينيالمعن

ن اخلفني وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارو{فسدينبيل المس لا تتبعو لحأصمي وسورة الأعراف) ١٤٢([ }في قو[.

وإعطائه -عليه السلام- بتكليمه موسى ،يقول تعالى ممتنا على بني إسرائيل بما حصل لهم من الهداية

فصامها : قال المفسرون،ثين ليلةفذكر تعالى أنه واعد موسى ثلا ،التوراة وفيها أحكامهم وتفاصيل شرعهم فأمره االله تعالى أن يكمل بعشر ،ستاك بلحاء شجرةا فلما تم الميقات ، وطواها-عليه السلام-موسى يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من { : فلما تم الميقات وعزم موسى الذهاب إلى الطور كما قال تعالى،أربعين

اعوو كمودناكعدنمالطور الأي انبج على بني -عليه السلام- استخلف موسى فحينئذ ]سورة طـه) ٨٠([ }م

نبي -عليه السلام- تنبيه وتذكير وإلا فهارون وهذا، ووصاه بالإصلاح وعدم الإفساد،إسرائيل أخاه هارون .لى سائر الأنبياءصلوات االله وسلامه عليه وع-شريف كريم على االله له وجاهة وجلالة

غير وأن الألواح ،عطي التوراة والألواح أ-عليه الصلاة والسلام-ن موسى إ: من أهل العلم من يقول تصل وبعض هذه الأحاديث قد،لا تخلو من ضعف ثارآ وورد في هذا -عز وجل- والعلم عند االله ،التوراة

.إلى درجة الحسن

}ى لميقاتنا ووساء ما جلمل فإن وبإلى الج لكن انظراني وقال لن تر كإلي أرني أنظر بقال ر هبر هكلمحبا أفاق قال سعقا فلمى صموس خرا وكد لهعل جبللج هبلى را تجاني فلمف تروفس كانهم تقرت استب انك

ؤمنينل المأنا أوو كسورة الأعراف) ١٤٣([ }إلي[.

، وحصل له التكليم من االله تعالى، أنه لما جاء لميقات االله تعالى-عليه السلام-يخبر تعالى عن موسى " لن"حرف ]سورة الأعراف) ١٤٣([ }رب أرني أنظر إليك قال لن تراني{ :سأل االله تعالى أن ينظر إليه فقال

بأن -صلى االله عليه وسلم-هاهنا على نفي الرؤية في الدنيا؛ لأنه قد تواترت الأحاديث عن رسول االله إلى ربها * وجوه يومئذ ناضرة{ : كما سنوردها عند قوله تعالى،المؤمنين يرون االله في الدار الآخرة

.]سورة القيامة) ٢٣-٢٢([ }ناظرة

"لن" ولا تفيد ، أو لن تراني في الدنيا، لن تراني في هذا المقام: أي]سورة الأعراف) ١٤٣([ }لن تراني{ معنى

.النفي المؤبد

واستدلوا عليهم بأدلة ، في الآخرة-تبارك وتعالى–وقد رد أهل العلم على المعتزلة الذين ينفون رؤية االله ، ]سورة القيامة) ٢٣-٢٢([ }إلى ربها ناظرة * وجوه يومئذ ناضرة{ :-تبارك وتعالى-قوله كثيرة، فمن ذلك

والنظر إذا ،تنظر إلى ربها: ، أي]سورة القيامة) ٢٣([ }إلى ربها ناظرة{ من النضارة والحسن:ناضرة ومعنىنظرت في أمرك أي: تقول،النظر بالقلب والفكرهو ف وإذا عدي بفي،دي بإلى فهو النظر بالبصر العينع:

.عداه بإلى وفي هذه الآية ،تفكرت فيه

عن ربهم يومئذ كلا إنهم{ :-تبارك وتعالى–ومما يدل على أن أهل الإيمان يرون ربهم في الآخرة قول االله ونوبجحفأهل الرضا يرونه،لسخط والغضبفلما حجب عنه أهل ا، ]سورة القيامة) ٢٣([ }لم .

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٥

لا تضامون في إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر((: -صلى االله عليه وسلم–وقد قال النبي ))رؤية

)٢( .لا تتزاحمونو ،يلحقكم ضيم، فلا

ـ {: لما قال له -عليه الصلاة والسلام – على موسى -تبارك وتعالى –ولم ينكر ربنا }ر إليـك رب أرنـي أنظ

عـز -قال االله ف ]سورة هود ) ٤٥([ }رب إن ابني من أهلي {: ، كما أنكر على نوح لما قال ]سورة الأعراف ) ١٤٣([ أعظـك أن يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علـم إنـي { : له -وجل

اهلينالج من لم يطلب محالا، وليـست - الصلاة والسلام عليه– فدل على أن موسى ،]سورة هود ) ٤٦([ }تكون .ذنب وإساءة، كانت من ]سورة الأعراف) ١٤٣([ }تبت إليك{توبة موسى المذكورة في قوله

ولا ،يا موسى إنه لا يراني حي إلا مات: -لسلامعليه ا-وفي الكتب المتقدمة أن االله تعالى قال لموسى

فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك {: ولهذا قال تعالىيابس إلا تدهده، كت إليسورة الأعراف) ١٤٣([ }تب[.

-صلى االله عليه وسلم- عن النبي -رضي االله تعالى عنه-أنس بن مالك روى الإمام أحمد في مسنده عن

"يعني أنه أخرج طرف الخنصر-قال هكذا ": قال ]سورة الأعراف) ١٤٣([ }فلما تجلى ربه للجبل{: في قوله)٣(

.

)٤(هذا حديث حسن صحيح غريب: وهكذا رواه الترمذي في تفسير هذه الآية ثم قال رواه الحاكم في وهكذا.

)٥(صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه هذا حديث: وقال،مستدركه من طرق عن حماد بن سلمة به.

فلما تجلى ربه {: في قول االله تعالى-مارضي االله تعالى عنه-وقال السدي عن عكرمة عن ابن عباس : قال ]سورة الأعراف) ١٤٣([ }جعله دكا{ر الخنصر، ما تجلى منه إلا قد: قال ]سورة الأعراف) ١٤٣([ }للجبل

.]سورة الأعراف) ١٤٣([ }وخر موسى صعقا{ ترابا

ترابا مدكوكا متفتتا تفتت :أيعلى قراءة أهل المدينة والبصرة، ]سورة الأعراف) ١٤٣([ }جعله دكا{: قوله . لا سنام لها:ة دكاء، أيهذه ناق: تقول، بالهمزة}دكاء{ ئوقر الجبل،

رواه ابن جرير؛ لأن هنا قرينة تدل على ،مغشيا عليه: قال ]سورة الأعراف) ١٤٣([ }وخر موسى صعقا{

. والإفاقة لا تكون إلا عن غشي]سورة الأعراف) ١٤٣([ }فلما أفاق{ :الغشي وهي قوله

}انكحبت {: وقوله ،ا وتعظيما وإجلالا أن يراه أحد في الدنيا إلا ماتتنزيه ]سورة الأعراف) ١٤٣([ }قال ستبك{ ،أن أسألك الرؤية: قال مجاهد ]سورة الأعراف) ١٤٣([ }إليؤمنينل المأنا أوقال ، ]سورة الأعراف) ١٤٣[(}و

. ر واختاره ابن جري،من بني إسرائيل: ومجاهد-مارضي االله تعالى عنه-ابن عباس

]سورة الأعراف) ١٤٣([ }وأنا أول المؤمنين{: -مارضي االله تعالى عنه-وفي رواية أخرى عن ابن عباس

.أنه لا يراك أحد

2

، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع )٥٢٩(، برقم )١/٢٠٣) (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة( رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول االله تعالى - .٦٣٣: (، برقم)١/٤٣٩(الصلاة، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما (

3إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجـال الـشيخين : ، وقال محققو المسند)١٢٢٦٠: (، برقم)٢٨١ / ١٩( مسنده رواه الإمام أحمد في -

.غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم

4 .)٣٠٧٤(، برقم )٢٦٥ / ٥( الترمذي، كتاب التفسير، باب سورة الأعراف -

5.٣٢٤٩(، برقم )٢/٣٥١( الأعراف المستدرك على الصحيحين، كتاب التفسير، تفسير سورة- (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

٦

-مارضي االله تعالى عنه-أبو سعيد وأبو هريرة فيه ]سورة الأعراف) ١٤٣([ }وخر موسى صعقا{ :وقوله

فأسنده البخاري في -رضي االله تعالى عنه-فأما حديث أبي سعيد -صلى االله عليه وسلم-عن النبي يا : وقال،طم وجهه قد ل-صلى االله عليه وسلم-جاء رجل من اليهود إلى النبي : صحيحه هاهنا عنه قال

))لم لطمت وجهه؟((: قال، فدعوه))ادعوه((: قال،محمد إن رجلا من أصحابك من الأنصار لطم وجهي

: تقل: قال،الذي اصطفى موسى على البشرو: إني مررت باليهودي فسمعته يقول،يا رسول االله: قال

فإن الناس يصعقون يوم ،لا تخيروني من بين الأنبياء((: فقال،وعلى محمد؟ وأخذتني غضبة فلطمته فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي،القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش

))بصعقة الطورأبو داود ومسلم في أحاديث الأنبياء و، وقد رواه البخاري في أماكن كثيرة من صحيحه،)٦(

فرواه الإمام أحمد والشيخان -رضي االله تعالى عنه-وأما حديث أبي هريرة في كتاب السنة من سننه، .بنحوه

يؤدي إلى الا تخيروني تخيير :أي ،))لا تخيروني من بين الأنبياء(( -صلى االله عليه وسلم–معنى قوله . من الأنبياء، تعصبا وحميةتنقيص غيري

رأى النصارى يسبون وإذا وقف من ن جهلة المسلمينأن م: -رحمه االله-وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك بعض جهلة أهل -صلى االله عليه وسلم- في الحرب، قام بسب عيسى -صلى االله عليه وسلم-النبي

لإغاظتهم، كما قال -رضي االله تعالى عنه-لسنة إذا سمعوا الرافضة يسبون الشيخين، قاموا بسب علي ا

:قائلهم

بوا عليا كما سعتيقكمبواس * * * )٧(كفر بكفر وإيمان بإيمان .

القوقد ، أفضل الأنبياءهومنزلته فلا شك أنه لبيان فضل -صلى االله عليه وسلم–أما إذا ذكرت فضائل النبي

))أنا سيد ولد آدم((: -صلى االله عليه وسلم–)٨(

.

6

ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن اسـتقر { رواه البخاري، كتاب التفسير، باب - كتاب الفضائل، باب فـي فـضائل ،ومسلم، )٤٣٦٢(، برقم )٤/١٧٠٠] (سورة الأعراف ) ١٤٣[(} فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا مكانه فسوف تراني

.)٢٣٧٣(، برقم )٤/١٨٤٤(موسى صلى االله عليه وسلم

7 .)٢٦ / ٦(مجموع الفتاوى : انظر -

8.٢٢٧٨(، برقم )٤/١٧٨٢( على جميع الخلائق، -صلى االله عليه وسلم-نا رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب تفضيل نبي- (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

1

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)17(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

. وعلى آله وصحبه أجمعين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد،الحمد الله رب العالمين

ى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي قال يا موس{: في تفسير قوله تعالى- تعالىرحمه االله-قال المفسر الشاكرين نكن مو تكا آتيبكلامي فخذ مء *وتفصيلا لكل شيعظة ووء ماح من كل شيفي الألو نا لهكتبو

.]سورة الأعراف)145 -144([ }حسنها سأريكم دار الفاسقينفخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأ

ولا ، بأنه اصطفاه على أهل زمانه برسالاته تعالى وبكلامه-عليه السلام-يذكر تعالى أنه خاطب موسى

ولهذا اختصه االله تعالى بأن، سيد ولد آدم من الأولين والآخرين-صلى االله عليه وسلم-شك أن محمدا

وأتباعه أكثر من أتباع سائر الأنبياء ،جعله خاتم الأنبياء والمرسلين الذي تستمر شريعته إلى قيام الساعة

ثم موسى بن عمران كليم -عليه السلام- وبعده في الشرف والفضل إبراهيم الخليل ،والمرسلين كلهم من الكلام : أي،]سورة الأعراف)144[( }فخذ ما آتيتك{: ولهذا قال االله تعالى له-عليه السلام-الرحمن

ثم أخبر ، على ذلك ولا تطلب ما لا طاقة لك به:أي ]سورة الأعراف)144[( }وكن من الشاكرين{ ،والمناجاةن أكانت الألواح من جوهر و: قيل، لكل شيءتعالى أنه كتب له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا

وكانت هذه الألواح مشتملة على ،ها مواعظ وأحكاما مفصلة مبينة للحلال والحرام كتب له فيىاالله تعال

}ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس{ :التوراة التي قال االله تعالى فيها

. واالله أعلم، قبل التوراة-عليه السلام-وسى الألواح أعطيها م: وقيل،]سورة القصص) 43([

) 145[( }وأمر قومك يأخذوا بأحسنها{ ، بعزم على الطاعة:أي ،]سورة الأعراف)145[( }فخذها بقوة{: وقوله

.]سورة الأعراف

أمر : قال -امرضي االله تعالى عنه-حدثنا أبو سعد عن عكرمة عن ابن عباس : قال سفيان بن عيينة . أن يأخذ بأشد ما أمر قومه-عليه السلام-موسى

سترون عاقبة من خالف أمري وخرج عن :أي ]سورة الأعراف) 145[( }سأريكم دار الفاسقين{: وقوله

. كيف يصير إلى الهلاك والدمار والتباب،طاعتي

: أما بعد،رسول اهللالحمد الله والصلاة والسلام على ، بسم االله الرحمن الرحيم

،]سورة الأعراف)145([ }يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي{: -تبارك وتعالى-قول االله ف هم صفوة قومهم-عليهم الصلاة والسلام- والأنبياء ، على أهل زمانه-عليه الصلاة والسلام- اصطفاه :يعني

كان بسبب الرسالات هذا الاصطفاءإن : لا يقالو ، من بين سائر الناس-عز وجل-م االله يصطفيهف ،وأفضلهمصلى االله - بعده النبي وأتى وهو أفضل منه، -عليه الصلاة والسلام-إبراهيم والكلام، فقد جاء قبل موسى

. وهو أفضل منه-عليه وسلم

. للجنس في الناس"لأ"إن : فإن قيل

2

- عز وجل-كلمه االله فقد ، برسالاته وبكلامه-عز وجل- اصطفاه االله -ليه وسلمصلى االله ع-النبي : نقول

.-عليه الصلاة والسلام-وكلم االله آدم

بعزم :يعني، ]سورة مريم) 12([ }يا يحيى خذ الكتاب بقوة{: كقوله}فخذها بقوة{: -تبارك وتعالى- وقوله . وتكاسلودون تراخ

، يعني بالعزائم، على بابها فسر الأحسن هنا باعتبار أن أفعل التفضيل}مك يأخذوا بأحسنهاأمر قوو{: قال . بفعل المأمور واجتناب المنهي: يعني}بأحسنها{: وبعضهم قال

كما قال االله ،ها فأمرهم بالأخذ ب،حسن فكل ما في الرسالة ،ويحتمل أن يكون أفعل التفضيل لا يراد على بابه) 55([ }واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون{: -عز وجل-

. الله تعالى أعلم وا، باعتبار أن أفعل التفضيل ليست على بابها،عوا ما أنزل االله إليكمب ات: يعني،]سورة الزمر

هذه الآية بتفسير قريب وهو الحافظ ابن كثير فسر ، ]سورة الأعراف)145( [ }سأريكم دار الفاسقين{: وقوله

سأريكم نهاية الفاسقين وسوء المنقلب : يعني،"سترون عاقبة من خالف أمري": قالف -واالله أعلم-المتبادر .والمصير الذي يرجعون إليه

:يعني }دار الفاسقين{: فقال، وأراد أن يفسرها وينزل التفسير عليها،ل العلم من نظر إلى لفظة الدارومن أه

. فيه بعد القولوهذا ،-تبارك وتعالى-أغرقهم االله فقد ،دار الفراعنةوهي ،مصر

هذا كان و ، للميقات-عليه الصلاة والسلام- موسى فيهالذي جاء الوقت في،هلكوا الفراعنة أ:وبعضهم يقولممن أراد أن يحذو -ولهذا قال بعض أهل العلم -عز وجل-االله ونجاهم تجاوز موسى وقومه البحربعدما

سيديلهم -عز وجل-بمعنى أن االله دار الفاسقين هي أرض العمالقة في الشام، نإ :-هذا الحذو في التفسير

.م وتتلاشى دولته،عليهم ويخذل أولئك ويهزمهم

ن دار إ: -رحمه االله- جرير ولهذا قال ابن،عائد إلى التفسير الأول ، دار الفاسقين هي النار بأنقالمن وقول .واالله تعالى أعلم، الفاسقين هي النار

وا بها وإن يروا سبيل سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمن{الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها

بطت*غافلينة حلقاء الآخراتنا ووا بآيكذب الذينولونمعا كانوا يإلا م نوزجل يه مالهم147- 146([ } أع (

.]سورة الأعراف

أمنع س: أي ،]سورة الأعراف ) 146([ }سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق {: يقول تعالى ريعتي وأحكامي قلوب المتكبرين عن طـاعتي ويتكبـرون علـى فهم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي وش

ونقلب أفئدتهم وأبـصارهم {: كما قال تعالى، كما استكبروا بغير حق أذلهم االله بالجهل: أي ،الناس بغير حق سـورة ) 5([ }ا زاغوا أزاغ اللـه قلـوبهم فلم{: وقال تعالى،]سورة الأنعام) 110([ }كما لم يؤمنوا به أول مرة

.]الصف

في مناسبات شتى أن الإنسان قد لا وقد ذكرت ،دقيق تفسير-رحمه االله-هذا التفسير من الحافظ ابن كثير في أو كان له اطلاع ،ارنه بغيرهيتبين له جودة التفسير وحسنه وما ينطوي عليه من المعاني والدقة إلا إذا ق

3

سأصرف عن آياتي الذين {: في قوله ابن كثير فقال ، فيعرف قيمة الكتاب الذي يقرأ فيه، التفسيرتبكسأمنع فهم الحجج والأدلة الدالة على عظمتي ": ]سورة الأعراف) 146([ }يتكبرون في الأرض بغير الحق

الآياتبيحتمل أن يكون المراد ف ،لام جمع أنواع الآيات الثلاثهذا الكو ،"وشريعتي وأحكامي قلوب المتكبرين

ويحتمل أن يكون ، ويحتمل أن يكون المراد الآيات الكونية، فلا يفهمها أو لا يؤمن بها، المنزلةهي الآيات فالحافظ ابن ، وعلى عظمته -عز وجل-كل هذه براهين وأدلة تدل على وحدانية االله و ، المعجزاتاالمراد به

وهذا يوجد في الآيات الكونية وفي ،"الأدلة الدالة على عظمتي" ،ثير جاء بهذه العبارة التي تشمل ذلك جميعاك وصدق ، والمعجزات تدل على صحة الشريعة،"وأحكامي" ، وهذا يوجد في الآيات المنزلة"وشريعتي" ،غيرها

.بهامن جاء

،الصرف عن الإيمان بها: بمعنىيحتمل أن يكون الصرف }سأصرف عن آياتي{: -تبارك وتعالى-وقوله ؛ولا نحتاج إلى ترجيح أحدهما ، والقولان بينهما ملازمة، عن فهمها والانتفاع بهاصرفويحتمل أن يكون ال

يحضرون مع النبي الذين كما كان حال المنافقينلأن الصرف عن فهم الآيات ملازم للصرف عن الإيمان بهاماذا : قالوا-صلى االله عليه وسلم- فإذا خرجوا من عند النبي ،ن القرآن ينزل ويرو-صلى االله عليه وسلم-

. فلا ينتفعون بالآيات المنزلة ولا ينتفعون بالمعجزات، على قلوبهم وأعماهم-عز وجل- فطبع االله ؟قال آنفا

هو ات المنزلة والمعجزات والآيات الكونيةالآي وهي التي ذكرتها آنفاةحمل الآيات على المعاني الثلاثو

. -رحمه االله- وهذا اختيار ابن جرير -واالله أعلم-الراجح

الذين إن: فلا يقال لا يستفاد منها التقييدةهذه الصف }الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق{: في قولهو ،صل وإنما هو يكشف عن الأمر الواقع الحا،غير معتبرقيد فال ،يتكبرون بالحق لا يصرفون عن آيات االله

: -تبارك وتعالى- كقوله وهذه الآية، فهو متكبر بغير الحق-عز وجل-وهو أن كل من تكبر عن آيات االله

.بحقا أحد يقتل نبيفليس هناك ]سورة البقرة) 61[( }ويقتلون النبيين بغير الحق{

سورة ) 146([ }سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق{: في قولهن عيينةوقال سفيان ب .أنزع عنهم فهم القرآن وأصرفهم عن آياتي: قال ]الأعراف

أراد أن هذا بلازم؛ لأن ابن عيينة إنماليس: قلت،وهذا يدل على أن هذا الخطاب لهذه الأمة: قال ابن جرير . واالله أعلم، في حق كل أمة ولا فرق بين أحد وأحد في هذامطردهذا

فهو مصروف الوصفكل من كان متصفا بهذا }سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق{ وأ -صلى االله عليه وسلم-موسى في زمن سواء كان، بهاعن فهمها والإيمان و-عز وجل-عن آيات االله صرفون عن فهم يؤخذ من هذه الآية أن الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ي: فإذا قيل،في زماننا هذا

. فهذا المعنى صحيح،القرآن والانتفاع به

إن الـذين حقـت علـيهم {: كما قال تعالى ، ]سورة الأعراف ) 146([ }وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها {: وقولهؤمنونلا ي كبت ركلم*الأليم ذابا العورتى ية حكل آي ماءتهج لوسورة يونس) 97 -96([ }و[.

ـ فتدخل ،أقوى صيغ العمومهي "كل"لوم عن علماء الأصول أن المعمن مـن الآيـات التـي ةالأنواع الثلاث . المعجزات والآيات الكونية والآيات المنزلة: وهي،ناهاذكر

4

: أي، وإن ظهر لهم سبيل الرشد: أي]سورة الأعراف) 146([ }وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا{: وقوله

ى هذه ثم علل مصيرهم إل، وإن ظهر لهم طريق الهلاك والضلال يتخذوه سبيلا،طريق النجاة لا يسلكوها }وكانوا عنها غافلين{ ، كذبت بها قلوبهم: أي]سورة الأعراف) 146([ }ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا{: الحال بقوله

.أي لا يعلمون شيئا مما فيها: ]سورة الأعراف) 146([

من فعل منهم ذلك : أي]سورة الأعراف) 147([، }ت أعمالهموالذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبط{: وقوله

.واستمر عليه إلى الممات حبط عمله

إنما نجازيهم بحسب أعمالهم التي :أي ،]سورة الأعراف) 147([، }هل يجزون إلا ما كانوا يعملون{: وقوله .ان وكما تدين تد، فشرا فخير وإن شراأسلفوها إن خير

ع ما أنبت الربيوإن كل ((: -صلى االله عليه وسلم- يقول النبي ،البطلان: هوالحبوط }حبطت أعمالهم{ :قولهيلمطا أويقتل حب ((

.، ثم بعد ذلك تموتفتنتفخهذا الطعام لدابة إذا أكلت كثيرا ولم تجتر ، وا)1(

أو ضجرت من كثرة ما تذهب به إلى ،الأرضقضى حاجته على إذا بعض الأمهات تدعو على ولدهالذلك وهذا معنى ،فحبطت أعمالهم بمعنى بطلتحبط، وهي لا تعرف معنى هذا الدعاء، : تقول لهف، هالميادورة . واالله أعلم،الحبوط

ه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أن{كانوا ظالمينو اتخذوه * ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا الخاسرين من الأعرافسورة) 149- 148([ }لنكونن [.

من حلي ، من بني إسرائيل في عبادتهم العجل الذي اتخذه لهم السامرييخبر تعالى عن ضلال من ضل

ثم ألقى فيه القبضة من التراب التي أخذها من أثر ، فشكل لهم منه عجلا،القبط الذي كانوا استعاروه منهم .صوت البقر: لخواراو ،جسدا له خوار فصار عجلا -عليه السلام-فرس جبريل

عنايـة بهـذا الـشيء الالاتخاذ يدل على ، ] الأعراف سورة) 148([ }واتخذ قوم موسى {: -تبارك وتعالى –قوله وأضافه إليهم جميعا مع أن الذي فعل هذا هو السامري؛ لأنهم رضوا به وأقروه وعبدوه فنسب ذلـك ،ذالمتخفنـادوا { : مع أن االله قال-عليه الصلاة والسلام-ناقة إلى قوم صالح قتل ال-عز وجل- كما أضاف االله ،إليهم

قراطى فعفتع مهاحبا{ :وقال ،]سورة القمر) 29([ }صث أشقاهعسورة الشمس) 12([ }إذ انب [.

من الفرعونيـات ،لي يستعرن الح كن،إن النساء الإسرائيليات : المفسرون بناء على الروايات الإسرائيلية يقولتجد من أعيـاد اليهـود ولذلك ،في يوم عيد خرجوا: وبعضهم يقول ، الذي استعاروه ،فخرجوا ومعهم الحلي

وأخـذ ،صور لهم منه عجـلا وافق اليوم الذي حصل فيه الاجتياز، فأخذ السامري هذا الحلي وجمعه يو اعيد .صوت عليه فصار له فألقاها-عليه الصلاة والسلام-قبضة من أثر فرس جبريل

كتاب في، ومسلم)6063 (:، برقم)5/2362(باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها - كتاب الرقائق فيرواه البخاري - 1

).1052: (، برقم )2/728(باب تخوف ما يخرج من زهرة الدينا - الزكاة

5

صـار لحمـا أم أنـه ،العجل بقي من ذهب هل }عجلا جسدا {: -تبارك وتعالى -والعلماء مختلفون في قوله

مجـرد صـورة فهـو ، أنه لا حياة فيه يدل على }عجلا جسدا له خوار {: -تبارك وتعالى - لكن قوله ،؟ودما .وهيئة دون أن يكون له حياة حقيقية

} ارخو وهـذا ، جاء عن ابن عباس أن الخوار هو الهواء الذي يدخل من فمه ويخرج من دبره فيـصوت ،}له . واالله تعالى أعلم،ممكن

بعـض إلـى جاء فقد ذكر العلماء أن رجلا، من الحيل التي يحتال بها السحرة للتلبيس على الناس الفعل اوهذ ثـم ،فكان الطائر يصدر صوتا معينا ،ة الزيتون عندهم كثير جارأش فلاحظ أن ،اليهود ووجدهم يعظمون قبرا

فألقى الشيطان في نفس هذا الإنـسان ، وتأخذ حب الزيتون وتلقيه عليه ،تأتي الكبار من هذا النوع من الطيور مثـل صـوت ، ويجعل فيها شيئا يصدر هذا الصوت ،ويجعل فيها فتحة في الأعلى ،أنه يجعل لهذا الميت قبة

فكانت تأتي الطيور وتلقي الزيتون على هذه الفتحة التي يصدر منهـا ،ر إذا جاء الهواء في أوقات معينة الطائ فهذا الـسامري -عز وجل - فعظم اعتقادهم به وظنوا أن ذلك لكرامته وولايته ومنزلته عند االله ،هذا الصوت

. واالله تعالى أعلم،ممكن أن يكون فعل هذه الطريقة

،يتعدى إلى مفعولين، }واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا{: له تعالى في قو"اتخذ"وفعل وحذف المفعول الثاني في جميع المواضع التي ذكرت فيها هذه ،وأما جسدا فهي صفة له، فالفعل الأول عجلا

، بد من دون االله تعالى العجل قد عإن: ويقالذكريأن لا يتصور ولا يعقل ولا يليق ، فهاإل، وتقديره القصة .ولهذا السبب حذف المفعول الثاني

.]سورة طـه) 88[( }فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي{ :هإلى عبادتهم للعجل بقول -عز وجل- وقد أشار االله

تعالى بذلك وهو على الطور، حيث يقول وكان هذا منهم بعد ذهاب موسى لميقات ربه تعالى، فأعلمه االله .]سورة طـه) 85([ }قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري{: تعالى إخبارا عن نفسه الكريمة

بسم االله الرحمن الرحيم

في تهذيب تفسير ابن كثيرالمصباح المنير

)18(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.الحمد الله رب العالمين وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وقد :])148(سورة الأعراف[ }له خوارعجلا جسدا {: ى في تفسير قوله تعال- تعالىرحمه االله-قال المفسر

أو استمر على كونه من ذهب إلا أنه يدخل ،اختلف المفسرون في هذا العجل هل صار لحما ودما له خوارنهم لما صوت العجل رقصوا حوله وافتتنوا إ : ويقال، على قولين واالله أعلم،؟فيه الهواء فيصوت كالبقر

أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا {: قال االله تعالى،])88(سورة طـه[ }م وإله موسى فنسيهذا إلهك{: وقالوا،بهألم يروا أنه لا يكلمهم ولا {: وقال في هذه الآية الكريمة،])89(سورة طـه[ }ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا

وذهولهم عن خالق ، ينكر تعالى عليهم في ضلالهم في العجل،])148(سورة الأعراف[ }يهم سبيلايهد

لا يكلمهم ولا يرشدهم ، أن عبدوا معه عجلا جسدا له خوار، ورب كل شيء ومليكه،السماوات والأرض

. ولكن غطى على أعين بصائرهم عمى الجهل والضلالة،إلى طريق الخير

ولما سقط في أيديهم ورأوا { ، ندموا على ما فعلوا: أي])149(سورة الأعراف[ }ا سقط في أيديهمولم{: وقولهحري لوا قالوا لئن لمض قد ملناأنه غفرينا وبنا ر{: وقرأ بعضهم])149(سورة الأعراف[ }م ناتلئن لممحر{

من : أي])149(سورة الأعراف[ }غفر لنا لنكونن من الخاسرينتو{ منادى }ربنا{ ،بالتاء المثناة من فوق

. -عز وجل- وهذا اعتراف منهم بذنبهم والتجاء إلى االله ،الهالكين

: أما بعد،الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله، بسم االله الرحمن الرحيم

كما قاله ، أنهم ندموا على فعلهم-واالله تعالى أعلم- يعني }ولما سقط في أيديهم{: -تبارك وتعالى-فقوله فكأن فمه سقط : قالوا،على أصابعه الإنسان إذا ندم يعضو ، وهو تفسير قريب،-رحمه االله-الحافظ ابن كثير

. عن القلب والنفس بهإن ذلك يعبر: قال آخرونو ،صلههذا أ: قالوا،}سقط في أيديهم{ ،في يده

والعرب تضيف ما يقع للإنسان إلى يده؛ لأن غالب ،يعبر به عن القلب والنفس } في أيديهمسقط{ :وقوله .الاكتساب بها

ما إن: وقالوا،فه إلى اليد فتضي،خكتا وفوك نفويداك أ: تقول])10(سورة الحـج[ } بما قدمت يداكذلك{ :وقوله: وقوله ،])42(سورة الكهف[ }فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها{: كقوله ،على يدهيظهر يقع في النفس

يظهر على فما يقع في نفس الإنسان ،])119(سورة آل عمران[ }وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ{ وابن جرير ،غيرهم و، وأبي جعفر النحاس، قال جماعة كالأزهري الإمام المعروف في اللغة هكذا،جوارحه

، إلى ظهرهلقى على الأرض وتكتف يداه يرى أن أصل ذلك من الأخذة والأسر بحيث إنه ي-رحمه االله-

ا حلف يأخذ بيمين صاحبه تأكيدا للحلف أصلها أن الرجل كان إذ: كما يقال في اليمينفهذا أصل هذه الكلمة، ،الحلف بإطلاق وإن لم يكن فيه مثل هذا التصرف ثم بعد ذلك صار يطلق على، القول والفعل: يعني،بالفعل

قد يكون كذلك وقد لا و ،وهكذا في كثير من الاستعمالات يذكر بعض أهل العلم الأصل في هذا الإطلاقفلان فعل كذا وكذا ثم : تقول، ندموا:يعني: }ولما سقط في أيديهم{ :بقوله المقصودف ، فاالله تعالى أعلم،يكون

واالله ،عكس ذلك مما يستوجب الندم والتحير والتحسر بل حصل، بمعنى أنه لم يحصل مطلوبه، في يدهسقطأ .أعلم

وهي }رحمناتلئن لم {قرأ بعضهم : يقول }نا ربنا ويغفر لنا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمورأوا{ :وقوله . من الهالكين:أي: }لنكونن من الخاسرين{: قال،قراءة حمزة والكسائي وهي متواترة

سورة [ }جلا جسدا له خوارواتخذ قوم موسى من بعده من حليهم ع{ :-تبارك وتعالى-في قوله سياق الو

رجع وقالوا ما قالوا بعدما، وفي الآية الثانية ذكر ندمهم ومقالتهم، أخبر عن اتخاذهم العجل])148(الأعراف

ولما رجع موسى إلى قومه غضبان {: ولذلك قال بعدها، ونهاهم عن هذا،-صلى االله عليه وسلم-موسى لئن لم {: حينما قالوافالأسف والندم وقع لهم ،])150(سورة الأعراف[ }ل بئسما خلفتموني من بعديأسفا قادم ولكنه ق، فهذا من المقدم الذي حقه التأخير،مه هنا فقد-صلى االله عليه وسلم- بعد مجيء موسى }يرحمنا .أجل أن يجمع القول والفعلإنه قدم من : فمن أهل العلم من يقول،لنكتة

وما الذي صدر منهم ،هذا فعلهم وصنيعهم السيئ }واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا{: قوله ثم ،هم هنا فجمع ما يتعلق ب، ندموا على هذا}لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا{: أيضا؟ صدر منهم قول وهو

في سورة البقرة في قصة البقرة لما -عز وجل- كما قال االله -عليه الصلاة والسلام-ذكر مجيء موسى وإذ قتلتم نفسا فادارأتم {: ثم قال، ثم ذكر أوصافها،])67(سورة البقرة[ }إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة{: قال وهؤلاء ،هؤلاء قتلوها: هؤلاء يقولون،يعني التدافع- ؤروالتدا فهذا القتل للنفس ،])72(سورة البقرة[ }فيها

هو سبب الأمر لهم بذبح البقرة و ،-عليه الصلاة والسلام-مجيء موسى حصل قبل -هؤلاء قتلوها: يقولون .رخفأ

بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال{وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا

سورة [ }قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين* ني مع القوم الظالمين تجعل .])151- 150(الأعراف

قال ، لما رجع إلى قومه من مناجاة ربه تعالى وهو غضبان أسف-عليه السلام-يخبر تعالى أن موسى . الأسف أشد الغضب: -رضي االله تعالى عنه-أبو الدرداء

}ديعوني من با خلفتممبئسما صنعتم في عبادة العجل بعد أن ذهبت وتركتكم: يقول}قال بئس.

. وهو مقدر من االله تعالى،استعجلتم مجيئي إليكم: يقول}أعجلتم أمر ربكم{: وقوله

الميعاد : يعني}أعجلتم أمر ربكم{ :قيل و، وهو مقدر من االله،مجيئي إليكم استعجلتم } ربكمأعجلتم أمر{ :قوله }وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر{ ،-صلى االله عليه وسلم- موسى -عز وجل-الذي وعده االله

ط الرب سخ:أي: }أعجلتم أمر ربكم{: ومن أهل العلم من يقول،ن فهو الأربعو،])142(سورة الأعراف[

. واالله أعلم،فيه بعد وهذا،-تبارك وتعالى-

ليس الخبر ((: في هذا دلالة على ما جاء في الحديثو ،}وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه{: وقوله))كالمعاينة

)1(.

عليه - وموسى ،ه وأضلهم السامريد بأنه فتن قومه من بع-صلى االله عليه وسلم-يعني أن االله أخبر موسى .ورآهم يعبدون العجل ألقى الألواح فلما وصل إليهم ، فما ألقى الألواح،على الطور -الصلاة والسلام

.مهور العلماء سلفا وخلفا وهذا قول ج،أنه إنما ألقى الألواح غضبا على قومه ثم ظاهر السياق

قال يا {: كما قال في الآية الأخرى ، خوفا أن يكون قد قصر في نهيهم }وأخذ برأس أخيه يجره إليه {: وقوله* هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * ألا تتبعن أفعصيت أمري نا ابأسي إني قال يلا برتي ويلا تأخذ بلح أم

ابـن أم إن {: وقال هاهنـا ،])94-92( سورة طـه[ }خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي قتلونني فلا تشمت بيوا يكادفوني وعتضاس مالقو م الظـالمينالقـو ـعلنـي معلا تجاء وـدسـورة [ } الأع

وإلا ، وإنما قال ابن أم ليكون أرق وأنجـع عنـده ،ني مساقهم ولا تخلطني معهم ق لا تس : أي ])150(الأعراف

.فهو شقيقه لأبيه وأمه

وذكر بعض المؤرخين ، شقيقه لكن المشهور أنه،لأمهإنه : شقيقه، ومنهم من قالإنه : قالمن أهل العلم من وكان لينا مع بني ،-عليه الصلاة والسلام- كان أكبر سنا من موسى -عليه الصلاة والسلام-أن هارون

يا {: -تبارك وتعالى- وقوله ، هكذا قال بعض المؤرخين، ولذلك كانوا يركنون إليه ويميلون إليه،إسرائيل مما ذكر فيه أن ،])69(سورة الأحزاب[ }ا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالواأيها الذين آمنوا لا تكونو

صلى االله عليه - زعم من زعم من بني إسرائيل أن موسى حينما مات-عليه الصلاة والسلام- هارون كان يعاملهم - االله عليه وسلمصلى- فموسى ، لطبعهلأنك تحسده لميل قومه إليه: قالوا، هو الذي قتله-وسلمإن القوم {: كما قال-عليه الصلاة والسلام- بينما هارون ، ولذلك لما رجع انتهت المشكلة؛بالحزم

وقومه ،هارون نبي من خيار الخلقف ، وهذا فيه عبرة،}استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء مهما ،لأنه ما يسلم أحد؛ }فلا تشمت بي الأعداء{: على قول هؤلاء المؤرخين يميلون إليه ومع ذلك يقول

الذين خرجوا ونجوا وكانوا في وهم ، إسرائيلو وقومه هم بن،عامل الناس بلطف ومداراة ومراعاة لهم .صل مثل هذا منهم من يشمتون به ويعادونه ويتهكمون به إذا ح،صحبته

ولقد قال لهم {: كما قال تعالى،-عليه السلام- براءة ساحة هارون -عليه السلام-فلما تحقق موسى فعند ذلك ،])90(سورة طـه[ }هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري

سورة [ }رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين{: -عليه السلام-قال موسى .])151(الأعراف

صلى االله عليه -قال رسول االله : قال-مارضي االله تعالى عنه-وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس تنوا بعده فلم يلق أن قومه ف-عز وجل- أخبره ربه ،ر كالمخبيرحم االله موسى ليس المعاين((: -وسلم

)) فلما رآهم وعاينهم ألقى الألواحالألواح)2(

.

حديث صحيح، : ، وقال محققوه)1842( برقم،)3/341( رواه أحمد في المسند من حديث ابن عباس رضي االله عنهما- 1 ).5373( رجاله ثقات رجال الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم

* حياة الدنيا وكذلك نجزي المفترينإن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في ال{ الذينوحيمر ا لغفوردهعمن ب كبر نوا إنآما ودهعوا من بتاب ئات ثميملوا الس153-152(سورة الأعراف[ }ع([.

االله تعالى لم يقبل لهم توبة حتى قتـل بعـضهم أما الغضب الذي نال بني إسرائيل في عبادة العجل فهو أن فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب علـيكم {: كما تقدم في سورة البقرة ،بعضا

حيمالر ابالتو وه صغارا في الحياة الدنياوة فأعقبهم ذلك ذلا وأما الذل،])54( سورة البقرة[ }إنه.

فإن ذل البدعة ومخالفة الرسالة متصلة من ، نائلة لكل من افترى بدعة}وكذلك نجزي المفترين{: وقولهإن ذل البدعة على أكتافهم وإن هملجت بهم البغلات وطقطقت : كما قال الحسن البصري،قلبه على كتفيه

وكذلك نجزي {: وهكذا روى أيوب السختياني عن أبي قلابة الجرمي أنه قرأ هذه الآية. بهم البراذينفترينكل صاحب بدعة ذليل: وقال سفيان بن عيينة. إلى يوم القيامةهي واالله لكل مفتر: فقال}الم.

ي عزتهم، فعلى قدر كأصحاب البدع والمعاصي فإن ذلك يكون نقصا ف-وجل عز–فكل من خالف أمر االله .اتباع الإنسان واستقامته يكون له من العزة والهيبة بحسب حاله، فالناس يتفاوتون في هذا تفاوتا كبيرا

يذكر الحكم خاصا في قضية من القضايا، فإذا كان الجزاء -عز وجل- االله }وكذلك نجزي المفترين {:وقولهوكذلك : جاء بالحكم العام بعده؛ لئلا يفهم أن ذلك يختص بهم، فلم يقللا يختص بهؤلاء فأراد أن يعممه

الذل والصغار والعذاب، -وليس هؤلاء-كل من افترى ل: ، أي}وكذلك نجزي المفترين{: نجزيهم، بل قالسورة [ }الظالمينوكذلك نجزي {وهكذا في مواضع كثيرة في القرآن يذكر قضية خاصة ثم يعقبها بحكم عام

عز - ونحو ذلك، ليشمل هؤلاء الذين فعلوا هذا الفعل، وغيرهم ممن شابههم، كما قال االله ])41(الأعراف .])83(سورة هود[ }وما هي من الظالمين ببعيد{: -وجل

من كفر أو شرك أو حتى ولو كان،ثم نبه تعالى عباده وأرشدهم إلى أنه يقبل توبة عباده من أي ذنب كان

}والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك{: ولهذا عقب هذه القصة بقوله،نفاق أو شقاق

،أي من بعد تلك الفعلة: }من بعدها{ ، يا محمد يا رسول التوبة ونبي الرحمة: أي])153(سورة الأعراف[ .}ور رحيملغف{

عن الرجل : يعني، سئل عن ذلكه أن-رضي االله تعالى عنه-روى ابن أبي حاتم عن عبد االله بن مسعود و

والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من {: فتلا هذه الآية،يزني بالمرأة ثم يتزوجها فلم يأمرهم ، عشر مرات-رضي االله تعالى عنه- فتلاها عبد االله ،])153(سورة الأعراف[ }غفور رحيمبعدها ل

.)3(بها ولم ينههم عنها

} ـونبهري همبلر مه ة للذينمحرى ودا هختهفي نسو احأخذ الألو بى الغضوسن مكت عا سلمسـورة [ }و

.])154(الأعراف

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه، كتاب التفسير، : ، وقال)3435( رواه الحاكم في المستدرك برقم - 2 . إسناده صحيح على شرط مسلم: يب الأرنؤوطوقال شع) 6214(تفسير سورة طه، وابن حبان في صحيحه برقم

ر الآية على ما نزلت فيه أو نسخها، ، كتاب النكاح، باب ما يستدل به على قص)13664(رواه البيهقي في السنن الكبرى - 3.2/61(إسناده صحيح، عمدة التفسير : ، وقال الشيخ أحمد شاكر)6/200(وابن سعد في الطبقات (

أي التي : }أخذ الألواح{ ،أي غضبه على قومه: }عن موسى الغضب{ ،أي سكن: }ولما سكت{: يقول تعالى .}ورحمةوفي نسختها هدى { ،كان ألقاها من شدة الغضب على عبادتهم العجل غيرة الله وغضبا له

عن يعني، سكن:أي ،جرى الوادي ثم سكت: ويقال، سكن:أي }غضبولما سكت عن موسى ال{:قوله ، ثم بعد ذلك سكت، وأن يفعل ما فعل،كأن الغضب كان يدفعه ويحركه إلى أن يقول لهم ما قالف ،جريانه

سكت موسى : يعني}سكت عن موسى الغضب{: يقولون،هذا من القلب في اللغة: ومن أهل العلم من يقول

. واالله أعلم،الغضبعن

وأدخلت ،أدخلت الخاتم بأصبعي: كأن تقول، وإن كان يتأتى في بعض الصور وبعض الأمثلة،لا حاجة لهذاو .أهدسكن وأي : }سكت عن موسى الغضب{ لكن ،هذا قلب: يقولون، هذا لا إشكال فيه،أصبعي بالخاتم

ثم ،إنها لما ألقاها تكسرت: يقول كثير من المفسرين}ين هم لربهم يرهبونوفي نسختها هدى ورحمة للذ{ .جمعها بعد ذلك

فيما نسخ له من اللوح : يعني}وفي نسختها{: من أهل العلم من يقول}وفي نسختها هدى ورحمة{ :قوله ،هو النقل: أحد هذين المعنيين،صل النسخ يأتي لمعنيينلماذا سميت نسخة؟ أ }في نسختها{، المحفوظ يعتقدون أن الروح تنتقل من هذا ، وهي عقيدة فاسدة باطلة، كتناسخ الأرواح، النقل مع ذهاب الأصل:هبنوعي

}وفي نسختها{ :فقوله ،والأصل يبقى فهذه نسخة ،نسخت الكتاب: تقول، والنقل مع بقاء الأصل،إلى هذا

.أنها نسخت من اللوح المحفوظ فقيل لها ذلكأي ،مما نسخ من اللوح المحفوظ: يقولون

، وهذا اختيار ابن جرير، هو الكتابة والنسخ، وفيما كتب له فيها هدى ورحمة:أي: }وفي نسختها{: قولهوفي { ليس المقصود ،د وهذا فيه بع، ما نسخ من الألواح المتكسرة}وفي نسختها{: ومن أهل العلم من يقول

. واالله تعالى أعلم، ما نسخ من الألواح المتكسرةأي: }نسختها

.إنها لما ألقاها تكسرت ثم جمعها بعد ذلك: يقول كثير من المفسرين

سورة [ } ترك آل موسى وآل هارونإن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما{ :قوله

إن الله اصطفى آدم {على ذات الشخص أحيانا فالآل يطلق ، مما ترك موسى وهارون: يعني])248(البقرةانرآل عمو اهيمرآل إبا ونوحإبراهيم وعمران على قول بعض المفسرين: يعني])33(سورة آل عمران[ }و ،

عز - والعلم عند االله ،ن الذي كان في التابوت هو ما ترضض من هذه الألواحإ: هل العلم من يقولمن أف .-وجل

ثم صاروا يضعونه ، وكانوا يضعونه ويصلون إليه،ئيل ينقلونه معهم في حروبهم ومعاركهمكان بنو إسراو . واالله أعلم،إلى الصخرةثم بعد ذلك صاروا يصلون ،على الصخرة إذا كانوا في البلد ثم يصلون إليه

فوجد فيها : ولهذا قال بعض السلف،إنها لما ألقاها تكسرت ثم جمعها بعد ذلك: يقول كثير من المفسرين وزعموا أن رضاضها لم يزل موجودا في خزائن الملوك لبني إسرائيل ،هدى ورحمة وأما التفصيل فذهب

الدليل القاطع على أنها تكسرت حين ألقاها وهي من وأما ، واالله أعلم بصحة هذا،إلى الدولة الإسلامية }هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون{ فقد أخبر تعالى أنه لما أخذها بعدما ألقاها وجد فيها ،جوهر الجنة

. ولهذا عداها باللام، ضمن الرهبة معنى الخضوع])154(سورة الأعراف[

بتضمين الحرف معنى يقال ف،يرهب لفلان: لكن حينما تقول،فلان يرهب فلانا: ولالرهبة تتعدى بنفسها تق أن تضمين الفعل وما في معناه أبلغ؛ لأن ذلك يكون أوسع في ، ومعلوم كما عليه كثير من أهل اللغة،الحرف . والقرآن يعبر به بالألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة،المعنى

،من معنى الخضوع فض،رهبة: الخوف الشديد يقال له،شدة الخوف: الرهبة }م يرهبونلربه{ :وقولهاالله و ،دى بنفسه فع،هو يرهبه: وتقول،خضع فلان لفلان: يقال،دى باللام فالخضوع يع،يرهبون مع خضوع

.أعلم

بسم االله الرحمن الرحيم

في تهذيب تفسير ابن كثيرالمصباح المنير

)19(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.الحمد الله رب العالمين وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ى قومه سبعين رجـلا لميقاتنـا فلمـا واختار موس{ : تعالى في تفسير قوله تعالى-رحمه االله-قال المفسر أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل

* اء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين بها من تشاء وتهدي من تش واكتب لنا في هذه الدنيا كنا إليدة إنا هفي الآخرنة وس156-155(سورة الأعراف[ }ح([.

كان االله أمره أن : ر هذه الآيةفي تفسي -مارضي االله تعالى عنه-قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : وكان فيما دعوا االله أن قالوا، فاختار سبعين رجلا فبرز بهم ليدعوا ربهم،يختار من قومه سبعين رجلا

قال ، فأخذتهم الرجفة، فكره االله ذلك من دعائهم،اللهم أعطنا ما لم تعطه أحدا قبلنا ولا تعطه أحدا بعدنا . الآية}هلكتهم من قبل وإيايرب لو شئت أ{ :موسى

،إن االله أمر موسى أن يأتيه في ثلاثين من بني إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل: وقال السدي فلما أتوا ذلك ، ثم ذهب بهم ليعتذروا، على عينيه}واختار موسى قومه سبعين رجلا{ ،ووعدهم موعدا

،عقةا فأخذتهم الص، فإنك قد كلمته فأرناه،لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى االله جهرة: ا قالو،المكان ،رب ماذا أقول لبني إسرائيل إذا لقيتهم وقد أهلكت خيارهم: فقام موسى يبكي ويدعو االله ويقول،فماتوا

}ايإيل ون قبم ملكتهشئت أه لو بر{.

انطلقوا إلى االله : وقال،ر فالخيرتار موسى من بني إسرائيل سبعين رجلا الخياخ: وقال محمد بن إسحاق ، صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم،مفتوبوا إليه مما صنعتم وسلوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومك

فيما ذكر -بعون فقال الس، وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم،ته له ربه لميقات وق؛فخرج بهم إلى طور سينا ،أفعل: فقال، اطلب لنا نسمع كلام ربنا:لموسى - وخرجوا معه للقاء ربه،ما أمرهم بهعوا لي حين صن

وقال ، موسى فدخل فيها ودن،ى الجبل كله وقع عليه عمود الغمام حتى تغش، موسى من الجبلافلما دن

لا يستطيع أحد من بني آدم أن ،ر ساطع نوى موسة وقع على جبه وكان موسى إذا كلمه االله،ادنوا: للقوم

فسمعوه وهو يكلم ، القوم حتى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجوداا ودن، فضرب دونه بالحجاب،ينظر إليه: فأقبل إليهم فقالوا، فلما فرغ إليه من أمره انكشف عن موسى الغمام،موسى يأمره وينهاه افعل ولا تفعل

،])78(سورة الأعراف[ }فأخذتهم الرجفة{ ،])55(سورة البقرة[ }ك حتى نرى الله جهرةيا موسى لن نؤمن ل{رب لو {: فقام موسى يناشد ربه ويدعوه ويرغب إليه ويقول، أراحهم فماتوا جميعالتت فافت،وهي الصاعقة

ايإيل ون قبم ملكتها قد سفهو}شئت أه،ن ورائي من بني إسرائيل أفتهلك م.

إنهم أخذتهم الرجفة لأنهم لم : وقتادة ومجاهد وابن جرير-مارضي االله تعالى عنه-وقال ابن عباس ،}أتهلكنا بما فعل السفهاء منا{: ويتوجه هذا القول بقول موسى،يزايلوا قومهم في عبادة العجل ولا نهوهم

.}هي إلا فتنتكإن {: وقوله

بسم االله الرحمن الرحيم

: أما بعد،الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله

}لميقاتنـا { ، اختار من قومه سبعين رجـلا :أي }واختار موسى قومه سبعين رجلا {: -تبارك وتعالى -قوله ف

: الرجفـة هـي ،}فلما أخذتهم الرجفة { ، له لتكليمه ومناجاته -لعز وج -ته االله للموعد والوقت الذي وق :أي

.])55(سورة البقرة[ }الصاعقةفأخذتكم { وفي سورة البقرة ،ة الشديدةلالزلز

ي ذكرها الحـافظ ت الأقوال ال }هاء منا قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السف { :وقولهلأنها من الإسـرائيليات، والأمـور ؛ابن كثير عن جماعة من السلف فمن بعدهم ليس فيها شيء تقوم به حجة

، وهـذه -عليه الـصلاة والـسلام - تحتاج إلى خبر عن المعصوم بل، الرواياتلا تتلقى من مثل هذه الغيبية اللهم أعطنا ما لـم : فاختيار الموعد والميقات وسبب صعقهم قد يكون بسبب قولهم القضايا لا يدخلها الاجتهاد،

لما سمعوه يكلـم موسـى -عز وجل - أنهم طلبوا رؤية االله بسبب تعطه أحدا قبلنا، ولا تعطه أحدا بعدنا، أو ى لن نـؤمن لـك حتـى وإذ قلتم يا موس{ ويكون هذا المقام هو المذكور في سورة البقرة ،طمعوا في الرؤية

ونتنظر أنتماعقة والص ة فأخذتكمرهج ى اللهأو أن هؤلاء لما سمعوه يـأمر موسـى ،])55(سورة البقرة [ }نر بدلوا وغيـروا وهـم ف وإن شئتم فلا تفعلوا، ،فعلوااإن شئتم ف: سمعناه يقول كذا وكذا وكذا ثم قال : وينهاه قالوا

كما قاله بعـض -تبارك وتعالى-على الطور، أو أن هؤلاء جاءوا للاعتذار من عبادة العجل، والتوبة إلى االله العجل، لم يفارقوهم ةداعبالسلف وهو اختيار ابن جرير، فهذا كله يحتمل، أو أخذتهم الرجفة؛ لأنهم لم يزايلوا

ولـم : رهم، قالا، فهؤلاء خي- الصلاة والسلامعليه-ويفاصلوهم، وإنما بقوا معهم ينتظرون حتى رجع موسى وهنا قد يكـون إشـكال ،}أتهلكنا بما فعل السفهاء منا {: بهذا، وهكذا قوله -عز وجل -يزايلوهم فعاقبهم االله

، -عليه الصلاة والسلام -وهو أن هؤلاء وهم خيار بني إسرائيل، أمة عظيمة جدا يختار منها في زمن موسى أتهلكنـا بمـا { سفهاء،ذلك يكونون، ثم بعد بالوحيا مؤيد-الذي يصطفيهم هو نبي االله صلى االله عليه وسلم و

بسبب إما يليق، لا ما ععقة أو الرجفة التي وقعت بسبب سؤال هؤلاء اهذا باعتبار أن الص ،}السفهاء منا فعلأتهلكنا بمـا فعـل {: أو أن قولهم ، أحدا قبلهم أو بعدهم لم يعط أن يعطيهم ما سؤالهم أو بسبب ،الرؤيةسؤال

كون الرجفة بسبب ما وقع من عبادة ت، و -واالله أعلم - الذين عبدوا العجل، ولعل هذا أقرب :أي }السفهاء منا واالله ،}فهاء منا إن هي إلا فتنتـك أتهلكنا بما فعل الس {: قال -عليه الصلاة والسلام -العجل، يبينه أن موسى

}فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري {: قبل ذلك -صلى االله عليه وسلم - يقول لموسى -عز وجل -

ن هـذا إ: من يشاء، فلو قال قائل فاالله يضل من يشاء ويهدي،}إن هي إلا فتنتك {: فهنا يقول ،])85(سورة طـه [مـل غيـر هـذا ت لم يكن ذلك بعيدا، لكنه يح ،ن هذه الرجفة وقعت بسبب هذا إالقول هو أقرب هذه الأقوال، و

وإذ قلـتم {: -عز وجل- مثل هذا يصعب؛ لأنه قد يكون بسبب سؤالهم كما قال االله الجزم في وطع والقأيضا، وكل هذا من تفسير القـرآن ])55(سورة البقرة[ }ك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة يا موسى لن نؤمن ل

أهل العلم فمن في سورة البقرة، ويحتمل غيره، المراد بهذا الموطن هو المشار إليه فيحتمل أن يكون بالقرآن، ، ومثل هذا لا شك أنـه وقـع -عز وجل - عند االله هو نفسه، الرجفة بسبب سؤالهم الرؤية، فالعلم : من يقول

بسبب إساءة وذنب، فكان عقوبة لهم، أما تحديد السبب ما هو، فمثل هذا بالنسبة إلينا لا يترتب عليـه عمـل، . -االله أعلمو-الدخول في مزيد من التفصيلات، وليس عندنا فيها مستند، وليس من الصواب

،-مارضي االله تعالى عنه- قاله ابن عباس ، ابتلاؤك واختبارك وامتحانك:أي: }كإن هي إلا فتنت{: وقوله ولا معنى له غير ، وغير واحد من علماء السلف والخلف،وسعيد بن جبير وأبو العالية والربيع بن أنس

ولا، تضل من تشاء وتهدي من تشاء، فما شئت كان، وإن الحكم إلا لك،إن الأمر إلا أمرك: يقول،ذلك

، فالملك كله لك، ولا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا مضل لمن هديت،هادي لمن أضللت . لك الخلق والأمر،والحكم كله لك

، هو الستر وترك المؤاخذة بالذنب: الغفر}أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين{: وقولهأي لا يغفر : }وأنت خير الغافرين{ ،والرحمة إذا قرنت مع الغفر يراد بها ألا يوقعه في مثله في المستقبل

.الذنب إلا أنت

}ذه الدلنا في ه اكتبةوفي الآخرنة وسا حوهذا لتحصيل ، من الدعاء لدفع المحذورالفصل الأول }ني

وقد تقدم ، أوجب لنا وأثبت لنا فيهما حسنة:أي: }نيا حسنة وفي الآخرة لنا في هذه الدواكتب{ ،المقصود

.تفسير الحسنة في سورة البقرة

}كنا إليدوسعيد بن جبير -مارضي االله تعالى عنه- قاله ابن عباس ،أي تبنا ورجعنا وأنبنا إليك: }إنا ه

.وهو كذلك لغة ،والضحاك وإبراهيم التيمي والسدي وقتادة وغير واحدومجاهد وأبو العالية

هو كذلك يتـضمن ،الغفر هو الستر وترك المؤاخذة : قال ،])155 (سورة الأعراف [ }أنت ولينا فاغفر لنا {: قوله

،عدم المؤاخذة و ، عن الذنب والتجاوز ،وعدم الفضيحة يعني أنك تطلب الستر ،رب اغفر لي : إذا قلت ،أمرينوأنـت خيـر {: قال، يستر الرأس ويقي لابسه من الضربللذير فغالم: كما يقال ،الوقاية من شؤم المعصية و

نا { ،}الغافرينمحارلنا و يراد بهـا ألا يوقعـه فـي مثلـه فـي ،والرحمة إذا قرنت مع الغفر : يقول }فاغفر ،ستر الذنب وعدم المؤاخـذة بـه : الغفر ، بالعبد -عز وجل - من رحمة االله ، هذا جزء من الرحمة ،المستقبل

أن يفيض عليهم ألوان الإفضال معناه }وارحمنا{ ، فستره وعدم المؤاخذة به من الرحمة ،والرحمة أعم من هذا ،الجنة ويباعدهم من النـار ويدخلهم ، ويصلح أحوالهم ، فيهدي قلوبهم ،}فاغفر لنا وارحمنا {في الدنيا والآخرة فطلبوا الـسلامة ،-عز وجل- فالعبد لا يستغني عن رحمة االله ، كل هذا داخل في الرحمة ،يرفع لهم الدرجات

وطلبوا أمرا أكبر من هذا وهو الرحمة العامة الشاملة التي تحصل لهم فـي الـدنيا ،من آفة هذا الذنب وتبعته

ـ ،رةتقدم تفسير الحسنة في البق : يقول ،}نيا حسنة هذه الد واكتب لنا في {: يقول ،والآخرة الحسنة كل ما ي سر

وكل ألـوان الفـلاح فـذلك مـن ،به الإنسان في الدنيا والآخرة من إفضال االله وإنعامه من النصر والتمكين

كل ما : والسيئة ،ك في الآخرة دخول الجنة وكذل ،])79(سورة النساء [ }ما أصابك من حسنة فمن الله { ،الحسنات ارجـع : يعني، هد يا أيها المذنب هد، من هاد يهود إذا رجع }إنا هدنا إليك { ،يسوء الإنسان في الدنيا والآخرة

ـ ])6(جمعـة سـورة ال [ }قل يا أيها الذين هادوا { ،يعني رجعنا إليك : }إنا هدنا إليك {: قالوا ،ارجع موا بـذلك س

وذلـك ،- واالله تعالى أعلم -كما قاله بعض العلماء - لتوبتهم العظيمة المعروفة في التاريخ التي قصها القرآن

سـورة [ }فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفـسكم {حينما عبدوا العجل فكانت توبتهم كما ذكر االله في سورة البقرة

جاء في ،تل منهم خلق كثير فق، ليقتل بعضكم بعضا: أي، اقتلوا أنفسكم،ار يقتل بعضهم بعضا فص ،])54(البقـرة

تل منهم في يوم واحد سـبعون أنه ق -وهي من المأخوذ عن بني إسرائيل -بعض المرويات عن بعض السلف فحصلت فيهم مقتلـة ، وأقرب الناس إليه ، فكان الرجل يضرب وجه أبيه بالسيف ،ألقي عليهم الغمام حيث ،ألفا

. وقبل توبتهم، حتى رفع االله ذلك عنهم وتاب عليهم،عظيمة

عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم قال{ؤمنوناتنا ي156(الأعرافسورة [ }بآي([.

عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي {: قال، الآية}إن هي إلا فتنتك{: يقول تعالى مجيبا لنفسه في قوله سبحانه لا إله إلا ، ولي الحكمة والعدل في كل ذلك، وأحكم ما أريد،أي أفعل ما أشاء: }وسعت كل شيء

.هو

كقوله تعالى إخبارا عن حملة ، الشمول والعمومةعظيم آية }ورحمتي وسعت كل شيء{ :وقوله تعالى وروى الإمام أحمد ،])7(سورة غافر[ }ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما{: العرش ومن حوله أنهم يقولون

ثم ،جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها: قال-رضي االله تعالى عنه-عن جندب وهو ابن عبد االله البجلي أتى راحلته -صلى االله عليه وسلم- فلما صلى رسول االله -صلى االله عليه وسلم-صلى خلف رسول االله

صلى - فقال رسول االله ،اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا أحدا: فأطلق عقالها ثم ركبها ثم نادى رحمة ترحظلقد ((: قال،بلى: قالوا))ون هذا أضل أم بعيره؟ ألم تسمعوا ما قال؟أتقول((: -االله عليه وسلم

، وبهائمها، خلق مائة رحمة فأنزل رحمة يتعاطف بها الخلق جنها وإنسها-عز وجل- إن االله ،واسعة االله . رواه أحمد وأبو داود،)1())؟ه أتقولون هو أضل أم بعير،ون وتسععنده تسعو

خبر ، أصل الخبر، مثل، لكن بعض ما ورد فيه يوجد من الصحيح ما يشهد له،إسناده ضعف الحديث في هذا

))موه بولهرزلا ت((: قال-صلى االله عليه وسلم- والنبي ، فزجروه ونهروه،الأعرابي الذي بال في المسجد)2(

هم ارحمني ومحمدا ولا الل: الشاهد أن الرجل قال،أن هذه المساجد لا تصلح لشيء من أذى الناس: مهثم عل))لقد حجرت واسعا((: -صلى االله عليه وسلم- وقال له النبي ،ترحم أحدا معنا

)3(عليه الصلاة - أو كما قال

. وكذلك في الرحمة خلق مائة رحمة،-والسلام

، كتاب )4885(إسناده ضعيف لاضطرابه، وأبو داود برقم :، واللفظ له، وقال محققوه )18322(ند برقم رواه أحمد في المس - 1 ).1041(الأدب، باب من ليست له غيبة، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود برقم

2ارة، بـاب وجـوب ، كتاب الطه )285(، كتاب الأدب، باب الرفق في الأمر كله، ومسلم برقم )5679(رواه البخاري برقم -

. حصلت في المسجد وأن الأرض تطهر بالماء من غير حاجة إلى حفرهااغسل البول وغيره من النجاسات إذ

.، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم)5664(رواه البخاري برقم - 3

إن ((: قال-صلى االله عليه وسلم- عن النبي -رضي االله تعالى عنه-وروى الإمام أحمد أيضا عن سلمان ر وأخ، وبها تعطف الوحوش على أولادها، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق، مائة رحمة-عز وجل-الله

))ين إلى يوم القيامةعستسعة وت)4(

.تفرد بإخراجه مسلم.

ة مني وإحسانا إليهم كما قال فسأوجب حصول رحمتي من: يعني، الآية}فسأكتبها للذين يتقون{: وقولهأي سأجعلها للمتصفين : }للذين يتقون{: وقوله،])54(سورة الأنعام[ }كتب ربكم على نفسه الرحمة{: ىتعال

.أي الشرك والعظائم من الذنوب: }للذين يتقون{ ،-صلى االله عليه وسلم- وهي أمة محمد ،بهذه الصفات

، فإن الآية مكية، ويحتمل أن تكون عامة لهما، وقيل الأموال،زكاة النفوس: ل قي}ويؤتون الزكاة{: قوله}ؤمنوناتنا يم بآيه الذينيصدقون:أي: }و .

سورة [ }من تزكىقد أفلح {: يكون كقوله تعالىف ، زكاة النفوسالمقصود :قال قوم }ويؤتون الزكاة{:وقوله

الزكاة لا إشكال أن يفسر ذلك في الزكاة؛ لأنو ،في المدينةإلا لم تفرض اعتبار أن الزكاة ب ،])14(الأعلى أن أصل الزكاة فرض -واالله أعلم-والراجح ، هذا على القول بأن الزكاة لم تفرض بمكةفرضت في المدينة

،])141(سورة الأنعام[ }وم حصادهوآتوا حقه ي{ سورة الأنعام ففيبمكة، وأن تفاصيل الزكاة كان في المدينة، ومن أهل العلم ،لأن الزكاة لم تفرض أصلا بمكة والسورة مكية: قالوا،المقصود زكاة النفوس: الذين قالواف

وهو ليس بإشكال في ،يخرج من هذا الإشكالو ،هذه الآية مدنية: يقولف ، آخر في مثل هذاى منحمن ينحو

والخطاب في ، على فرض أن الزكاة فرضت بالمدينة،حكما مما نزل قبل فرض الهذ: ويمكن أن يقال،الواقع وهو يشمل هؤلاء من بني ،-عليه الصلاة والسلام- لموسى }ويؤتون الزكاة فسأكتبها للذين يتقون{ :قوله

. ويشمل كل من كان متصفا بهذه الأوصاف،إسرائيل

وأحمـد فـي المـسند ، كتاب التوبة، باب في سعة رحمة االله تعالى وأنهـا سـبقت غـضبه، )2752( رواه مسلم برقم - 4 .إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك فمن رجال مسلم: ، وقال محققوه)9607(برقم

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)20(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.بينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينالحمد الله رب العالمين وصلى االله وسلم وبارك على ن

الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الـذي يجدونـه {: في تفسير قوله تعالى - تعالى رحمه االله -قال المفسر المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن

وا النـورعاتبو وهرنصو وهرزعنوا به وآم فالذين همليالأغلال التي كانت عو مهرإص منهع عضيآئث والخب .]سورة الأعراف) 157([ }ك هم المفلحونالذي أنزل معه أولئ

سـورة ) 157([، }الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم فـي التـوراة والإنجيـل { م أممهـم ببعثـه وأمـروه بـشروا ، في كتب الأنبياء -صلى االله عليه وسلم -وهذه صفة محمد ،]الأعراف كما روى الإمام أحمد عـن أبـي ، يعرفها علماؤهم وأحبارهم ، ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم ،بمتابعته

جلبت حلوبة إلى المدينة فـي حيـاة : حدثني رجل من الأعراب قال -رضي االله تعالى عنه -صخر العقيلي : قـال ،لألقين هذا الرجـل فلأسـمعن منـه : فلما فرغت من بيعي قلت -صلى االله عليه وسلم -رسول االله

ها يعـزي ؤ ناشرا التوراة يقر ، فتبعتهم حتى أتوا على رجل من اليهود ،فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون :-صـلى االله عليـه وسـلم -فقال رسـول االله ،بها نفسه عن ابن له في الموت كأجمل الفتيان وأحسنها

ـ))؟يي كتابك هذا صفتي ومخرج هل تجد ف ،أنشدك بالذي أنزل التوراة (( فقـال ، أي لا، هكـذا ه فقال برأس وأشهد أنك ، وإني أشهد أن لا إله إلا االله ، صفتك ومخرجك كتابنا والذي أنزل التوراة إنا لنجد في ،إي: ابنه

)) ثم تولى كفنه والصلاة عليه ،أقيموا اليهودي عن أخيكم ((: فقال ،رسول االله )1(

لـه ،هذا حديث جيد قوي . .-رضي االله تعالى عنه-هد في الصحيح عن أنس شا

: فقلـت -مـا هرضـي االله تعـالى عن -لقيت عبد االله بن عمرو : جرير عن عطاء بن يسار قال وروى ابن

واالله إنـه لموصـوف فـي ،أجل": قال ، في التوراة -صلى االله عليه وسلم -أخبرني عن صفة رسول االله

ـ يا أيها النبي إ : التوراة كصفته في القرآن ن أنـت عبـدي ينا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأمياب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ليس بفظ ولا غليظ ولا سخ ،ورسولي سميتك المتوكل

ويفتح به قلوبا غلفا وآذانـا ، ولن يقبضه االله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا االله ،ويصفح

: فما اختلف حرفا إلا أن كعبا قال بلغتـه قـال ،ثم لقيت كعبا فسألته عن ذلك : قال عطاء ،صما وأعينا عميا

1

)5/411) (23539: (برقم رواه الإمام أحمد -

"قلوبا غلوفيا وآذانا صموميا وأعينا عموميا 2

لـيس بفـظ ": وزاد بعد قولههوقد رواه البخاري في صحيح . "سيئة ولكن يعفو ويصفحاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة الولا سخ" ":ولا غليظ

3 .

ويقع في كلام كثير مـن الـسلف إطـلاق : ثم قال،مارضي االله تعالى عنه-وذكر حديث عبد االله بن عمرو . وقد ورد في بعض الأحاديث ما يشبه هذا واالله أعلم،التوراة على كتب أهل الكتاب

: أما بعد،الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله، بسم االله الرحمن الرحيم

: قـال -صلى االله عليه وسلم –بعض الآثار في التبشير ببعثة النبي -رحمه االله -بعد أن ذكر الحافظ ابن كثير

هذا جواب على إشكال وارد، وهو ، و"ثم يقع في كلام كثير من السلف إطلاق التوراة على كتب أهل الكتـاب "قون التوراة على كتب أهل الكتاب كلها، وهذه الكتب قد أن هذه الآثار قد لا توجد في التوراة؛ لأن العلماء يطل

تجعلونـه {: وقد سبق الكلام على هذه المسألة عند تفـسير قـول االله تعـالى حرفت وفي نسخها تباين كبير، ني هـذا أن ولا يع والراجح في هذه الكتب أنها محرفة، ، ]سورة الأنعام ) 91[(} قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا

.ناقل هذه الروايات كذاب، ككعب الأحبار وغيره من الرواة

فقد ذكر الـرازي -صلى االله عليه وسلم –وقد اعتنى غير واحد من علماء التفسير بنقل المبشرات ببعثة النبي بعـض هـذه ]سورة الصف) 6([ }ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد {: -تبارك وتعالى -عند قول االله

.المبشرات

تاب الذين اهتموا بنقل المبشرات صديق حسن خان في فتح البيان، والكرواني الهنـدي فـي إظهـار ومن الك . الحق، وغيرها من الكتب

صلى االله -هذه صفة الرسول ]سورة الأعراف ) 157[( }يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر {: وقوله تعالى لا يأمر إلا بخير ولا ينهـى إلا -عليه الصلاة والسلام - وهكذا كانت حاله ، في الكتب المتقدمة -عليه وسلم

}يا أيها الذين آمنوا {: إذا سمعت االله يقول (( -رضي االله تعالى عنه - كما قال عبد االله بن مسعود ،عن شر

))تنهى عنه فإنه خير تؤمر به أو شر ،عها سمعك رفأ ومن أهم ذلك وأعظمه ما بعثه االله به من الأمـر ،)4(

: كما قـال تعـالى ، كما أرسل به جميع الرسل قبله ، والنهي عن عبادة من سواه ،بعبادته وحده لا شريك له

ويحـل لهـم {: وقوله ،]سورة النحل ) 36[( }ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت { همليع مرحيات وبيحل لهم ما كانوا حرموه علـى أنفـسهم مـن :أي، ]سورة الأعراف ) 157[(} الخبائثالطي

} الخبائـث ويحرم عليهم { ،البحائر والسوائب والوصائل والحام ونحو ذلك مما كانوا ضيقوا به على أنفسهم

2

إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها {: ، وقوله ]سورة البقرة ) 275[(} وأحل الله البيع وحرم الربا {: عز وجل كتاب البيوع وقول االله ،رواه البخاري - نكمي282[(} ب ( سورة البقرة[ اب كروق ، بخب في السة الساهي)عمرو بن العاص رضي االله عنهمـا أن عن عبد االله بن : ، بلفظ )2018: (، برقم )2/747

في التوراة يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين أنـت : هذه الآية التي في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، قال سيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه االله حتى يقيم به الملة عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع ال

)). العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا االله فيفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا

3 .ذيراباب إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ون-كتاب المغازي ) 4558: (برقم ،)4/1831( رواه البخاري-

4 .)130 / 1(حلية الأولياء -

كلحـم الخنزيـر : مـا رضي االله تعالى عنه -قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، ]سورة الأعراف ) 157([ .والربا وما كانوا يستحلونه من المحرمات من المآكل التي حرمها االله تعالى

ما حرموه علـى يدخل فيه ف ، لا يلزم أن يكون ذلك بمقابل ما حرموه على أنفسهم }ويحل لهم الطيبات { :قولهبعـض ما كان نفعه غالبا وإن وجـد فيـه و، أنفسهم ويدخل فيه كل ما أباحه الشارع للناس من أكل الطيبات

، فعـن لحومهـا داء أخبر أن ألبان البقر شفاء -صلى االله عليه وسلم - فالنبي ،فهو من جملة الطيبات الضرر ،عليكم بألبان البقر وسـمنانها ((: قال -سلمعليه و صلى االله -ن النبي ع -رضي االله عنه – عبد االله بن مسعود

)) ولحومها داء ،ها دواء وشفاء ان فإن ألبانها وسمن ،وإياكم ولحومها ، ليس معناه أن هذا هو الغالب عليهـا و ،)5(

فسائر اللحوم وسائر المطعومـات لا بـد أن أما في الدنيا ،المصالح الخالصة هي في الجنة ومن المعلوم أن .عض الآثار السلبيةبتشتمل على

، دليل على تحريم الحشرات، وكـل ]سورة الأعراف ) 157[( }الخبائث يبات ويحرم عليهم يحل لهم الط {: وقوله؛ لأنها من جملة والجربوع اللأمة الكنغر على جواز أكل ، و ما يستخبث، كالخنافس والوزغ والحيات والعقارب

.الطيبات

أمـا غيـرهم ،أعدل الناس ذوقا وطبعـا ؛ لأنهم ضابط الخبائث ما استخبثته العرب : بعض أهل العلم وقد قال ، فمن الناس في بعض البلدان من يأكل الكلاب، ويفضلونها على سـائر الأطعمـة، معكوسة فأذواقهم منكوسة

ويصل الطبـق الواحـد الحيات وهي حية، ويأكلون ، لضفادع، ويأكلون مخ القرد وهو حي ويأكلون الحيات وا . لبيع وشراء هذه المستخبثات أسواق واسعةولهم ،اإلى ثلاثين دولارمن لحم الحية

أنه جـاء بالتيـسير : أي ،]سورة الأعراف ) 157[( }ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم {: وقوله -مـا رضي االله تعـالى عنه -يريه معاذ وأبي موسى الأشعري لأم-صلى االله عليه وسلم - وقال ،والسماحة

)) وتطاوعا ولا تختلفا، ويسرا ولا تعسرا،بشرا ولا تنفرا((: لما بعثهما إلى اليمن)6(

.

-صلى االله عليه وسـلم -إني صحبت رسول االله : -رضي االله تعالى عنه -وقال صاحبه أبو برزة الأسلمي

فوسع االله على هذه الأمـة أمورهـا ،يق عليهم ي قبلنا في شرائعهم ض وقد كانت الأمم الت ،وشهدت تيسيره ثت به أنفسها مـا ي ما حدتإن االله تجاوز لأم((: -صلى االله عليه وسلم- ولهذا قال رسول االله ،وسهلها لهم

))لم تقل أو تعمل ))رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ((: وقال ،7

أرشـد االله : ولهذا قال ،)8(

ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الـذين {: هذه الأمة أن يقولوا

5 . )8/ 1( وحسنه الألباني في السلسلة ، )448 / 4(، )8232: (أخرجه الحاكم في المستدرك، برقم -

6ولا تنازعوا فتفشلوا : (امه وقال االله تعالى باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إم- كتاب الجهاد والسير،رواه البخاري -

كمريح بتذهيسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا ((:، بلفظ)1733: (برقم) 3/1359( كتاب الجهاد والسير، باب تحريم الغدر ، ومسلم ، )3/1104) (2873( )و .))تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا

7 لكل امرئ ما نـوى ولا نيـة :، باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق إلا لوجه االله وقال النبي صلى االله عليه وسلم رواه البخاري، كتاب العتق -

: ، بـرقم )1/116(، ومسلم، كتاب الإيمان، باب تجاوز االله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر )2391: (، برقم )2/894(للناسي والمخطئ،

.))إن االله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم(: (بلفظ، )127(

8وصححه الألباني في إرواء الغليل في ، ))إن االله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه((: ، بلفظ)1/659(، )2045 (هرواه ابن ماج -

.)123 / 1(تخريج أحاديث منار السبيل

أنت مولانا فانصرنا علـى القـوم وارحمنا من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا قـد ،قد فعلـت ((: وثبت في صحيح مسلم أن االله قال بعد كل سؤال من هذا ،]سورة البقرة ) 286([ }الكافرين

))فعلت9

.

فتوبـة ، على النفوسالآصار هي التكاليف الشاقية الثقيلة ،]سورة الأعراف ) 157[( }ويضع عنهم إصرهم { :قوله على ألا يعود إلى مأما في هذه الأمة فالتوبة بالندم والإقلاع عن الذنب والعز ،بني إسرائيل كانت بقتل أنفسهم

.بالمخلوقين فيرد المظالم إلى أهلها يتعلق الذنبوإن كانالذنب،

وكانت ، بالماء م أن يغسل ثوبه في هذه الأمة فيكفي المسل وأما ،نجاسةالذي أصابته ثوبه اليهودي يقطع وكان أما المسلم فيأكل مـع المـرأة ويجالـسها ،لا يجالسون المرأة الحائض ولا يأكلون معها ولا يخالطونها اليهود

. من يسر هذه الشريعةههذا كلويباشرها و

. ووقروه عظموه: أي]سورة الأعراف) 157[( }فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه{: وقوله

استـشار ولـذلك من المنع من العدو، النصر أبلغ و ،منعوه من عدوه : أي ومعنى عزروه ،أصل العزر المنع

أن -صلى االله عليه وسـلم – لما جاء يوم بدر، وأراد الناس وسألهم عدة مرات -صلى االله عليه وسلم -النبي .وهكانت للدفاع عنه من عد ؛ لأن مبايعته لهميعرف ما يقول الأنصار

القرآن والوحي الذي جاء به مبلغا إلـى :أي، ]سورة الأعراف ) 157[( }واتبعوا النور الذي أنزل معه {: وقوله . أي في الدنيا والآخرة]سورة الأعراف) 157[( }أولئك هم المفلحون{ ،الناس

إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميـت قل يا أيها الناس إني رسول الله { ونتدته لكملع وهاتبعاته وكلمبالله و ؤمنالذي ي يالأم وله النبيسرـ ) 158([ }فآمنوا بالله و ،]رافسورة الأع

وهـذا خطـاب ،}يا أيها النـاس { : قل يا محمد :-صلى االله عليه وسلم -يقول تعالى لنبيه ورسوله محمد

جميعكم وهذا من شـرفه وعظمتـه : أي،}إني رسول الله إليكم جميعا{ ،للأحمر والأسود والعربي والعجمي

قل الله شـهيد {: كما قال االله تعالى، مبعوث إلى الناس كافة وأنه، أنه خاتم النبيين-صلى االله عليه وسلم -ومن يكفـر بـه {: وقال تعالى،]سورة الأنعام) 19[( }ومن بلغ بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به

هعدوم اب فالنارزالأح {: وقال تعالى ،]ودسورة ه ) 17[( }من فـإن تملمأأس ينيالأمو توا الكتابأو قل للذينو كمـا أن ، والآيات في هذا كثيـرة ،]سورة آل عمـران ) 20[( }أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ

صـلوات االله وسـلامه -وهو معلوم من دين الإسلام ضـرورة أنـه صر، الأحاديث في هذا أكثر من أن تح في تفسير هذه الآية عـن أبـي الـدرداء -رحمه االله - روى البخاري ، رسول االله إلى الناس كلهم -عليه

فأغضب أبـو ، محاورة-مارضي االله تعالى عنه -كانت بين أبي بكر وعمر ((: قال -رضي االله تعالى عنه - فلم يفعل حتى أغلق بابـه فـي ، فأتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له ،رف عنه عمر مغضبا بكر عمر فانص

فقال رسـول - ونحن عنده : فقال أبو الدرداء -صلى االله عليه وسلم - فأقبل أبو بكر إلى رسول االله ،وجهه ما كـان لىوندم عمر ع : قال ، أي غاضب وحاقد ،أما صاحبكم هذا فقد غامر : -صلى االله عليه وسلم -االله

صـلى االله عليـه - وقص على رسول االله ،-صلى االله عليه وسلم - فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي ،منه

9 ).126: (، برقم)1/116(مان، باب تجاوز االله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر رواه مسلم، كتاب الإي -

االله يـا و: وجعل أبو بكر يقـول -صلى االله عليه وسلم-فغضب رسول االله : قال أبو الدرداء ، الخبر -وسلمهـل : -صلى االله عليه وسلم - رسول االله فقال ،واالله يا رسول االله لأنا كنت أظلم رسول االله لأنا كنت أظلم،

: كذبت وقال أبـو بكـر : فقلتم ،يا أيها الناس إني رسول االله إليكم جميعا : أنتم تاركو لي صاحبي؟ إني قلت

))صدقت)10(

.انفرد به البخاري.

ى رأو لمـا أقبـل -رضي االله عنه - أبا بكر يعني ))أما صاحبكم هذا فقد غامر (( :قوله صلى االله عليه وسلم ويحتمل أن يكون أي غاضب، "غامر": بالفراسة، ومعنى قوله -صلى االله عليه وسلم - وقد عرف ذلك هيئته،

.استدراك التقصير والاعتذارأنه بذل جهده وفعل ما عليه في المعنى

-صلى االله عليه وسلم –اعتذر له، وخاف أن يسبق من النبي أنه لعمر -رضي االله عنه –ومن محبة أبي بكر

أنـا : أنـا أظلـم، أي : فقـال -صلى االله عليه وسلم –عمر شيء بسببه فأراد أن يهدئ من غضب النبي إلى .طئالمخ

صـلى االله عليـه -أن رسـول االله : مرفوعا -مارضي االله تعالى عنه -اس وروى الإمام أحمد عن ابن عب ،س كافة الأحمر والأسـود بعثت إلى النا ،أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي ولا أقوله فخرا ((: قال -وسلم

، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهـورا ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ،ونصرت بالرعب مسيرة شهر )) فهي لمن لا يشرك باالله شيئا،وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي يوم القيامة

. جيد ولم يخرجوهه إسناد،)11(

صفة االله تعالى ]سورة الأعراف ) 158[( }الأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت الذي له ملك السماوات و {: وقوله

الذي أرسلني هو خالق كل شيء وربه ومليكه الذي بيـده الملـك والإحيـاء : أي ،}رسول الله {: في قوله .والإماتة وله الحكم

أخبرهم أنه رسول االله إليهم ثـم أمـرهم ]سورة الأعراف ) 158[( }ميفآمنوا بالله ورسوله النبي الأ {: وقوله فإنه منعوت بـذلك ، به وبشرتم به في الكتب المتقدمة وعدتم الذي : أي }النبي الأمي { ،باتباعه والإيمان به

.}النبي الأمي{ : ولهذا قال،في كتبهم

}وهاتبعأي إلى الصراط المستقيم: }لعلكم تهتدون{قتفوا أثره، واه اسلكوا طريق: أي،}و.

، اختلف أهـل العلـم فـي ]سورة الأعراف ) 158([ }فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي {: -تبارك وتعالى -قوله :معنى الأمي، على أقوال

.الأمي منسوب إلى هذه الأمة الأمية التي لا تعرف الكتابة: الأول

: -عز وجـل – أن االله تعالى أخرج الإنسان من بطن أمه وهو لا يعرف شيئا، قال :نسبة إلى الأم، أي : لثانيا

} ونتـشكر لكـمة لعالأفئدو ارصالأبو عمالس ل لكمعجئا وشي ونلملا تع اتكمهطون أمن بكم مجأخر اللهو{

.]سورة النحل) 78([

10

).3461: (، برقم)3/1339(نبي صلى االله عليه وسلم ولو كنت متخذا خليلا الكتاب فضائل الصحابة، باب قول ، رواه البخاري -

11خاري، كتاب الصلاة، باب قول النبي صلى االله عليه وسلم جعلت لي الأرض مـسجدا الب ، ورواه )2742: (، برقم )1/301(رواه أحمد في مسنده -

: عنهما قالاالله من حديث جابر بن عبد االله رضي )521: (، برقم)1/370( كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، ومسلم، )427: (، برقم )1/168(وطهورا

هن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا أعطيت خمسا لم يعط: ((قال رسول االله صلى االله عليه وسلم . )) وأعطيت الشفاعة، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة،وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل

. وهذا بعيد،مي نسبة إلى أم القرى الأ:الثالث

إنـه :يقـال لا وحتـى بهذه الصفة؛ تحقيقا للمعجزة، -صلى االله عليه وسلم –وقد امتن االله تعالى ببعثة النبي

. وتصديقا للأخبار التي وردت في الكتب السماوية تعلم على يد أحد الناس،-ليه وسلمصلى االله ع–

وهو يؤمن بما أنزل إليه ، يصدق قوله عمله :أي ،]سورة الأعراف ) 158[( }الذي يؤمن بالله وكلماته {: وقوله

.من ربه

:ر الكلمات على أقولياختلف أهل العلم في تفس

.الكلمات هي الكتب المنزلة: الأول

وكلمته {: -عز وجل –قال " كن "بكلمةه كان لأن -عليه الصلاة والسلام –المقصود بالكلمات هو عيسى : الثانينهم وحرو ميرا إلى مسورة النساء) 171([ }ألقاه[.

قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربـي لنفـد {: -تبارك وتعالى -من أهل العلم من فسر الكلمات بقوله : الثالثولو أنما في الأرض مـن {: وبقوله، ]سورة الكهف ) 109[( }البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا

من ب هدمي رحالبو ة أقلامرشج كيمح زيزع الله ات الله إنت كلما نفدر محة أبعبده سسـورة لقمـان ) 27([ }ع[

.فهذا يشمل الكلمات الكونية والكلمات الشرعية

إن الكلمات هي الكلمات الشرعية والكونية لم يكن : فمن قال ،فيفيد العموم معرفة، جمع مضاف إلى الكلمات و .- أعلمواالله- عن الصواب بعيدا

))أعوذ بكلمات االله التامات من شر ما خلق ((: -صلى االله عليه وسلم –قول النبي و)12(

هي الكلمات الكونيـة، ، ))أعوذ بكلمات االله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فـاجر ((ولهذا ورد في بعض الروايات،

)13(، فـالتي لا

.في مراتب القدر بالخلق ر عنها، وهي المعبية هي الكلمات الكونيجاوزها بر ولا فاجر

يقول تعالى مخبرا عن بنـي ]سورة الأعراف ) 159([ }ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون { :قولهة قآئمة يتلون آيـات من أهل الكتاب أم {: كما قال تعالى ،إسرائيل أن منهم طائفة يتبعون الحق ويعدلون به

وندجسي مهل وباللـه {: وقال تعالى،]سورة آل عمـران ) 113[( }الله آناء اللي ؤمنن يل الكتاب لمأه من إنوت الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن وما أنزل إليكم ومآ أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيا

* الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنـون {: وقال تعالى ،]سورة آل عمران ) 199[( }الله سريع الحساب

أولئك يؤتون أجرهم مرتين بمـا * إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلـى علـيهم يخـرون { : وقال تعالى ، الآية ]سورة القصص ) 54([ }صبروا

* كان وعد ربنا لمفعولا ويقولون سبحان ربنا إن * للأذقان سجدا }ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا

.]سورة الإسراء) 109 - 107 ([

12

).2708: (، برقم)4/2080(ار، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغف، مسلم رواه-

13 .)15461: (، برقم)202 / 24(رواه أحمد في مسنده -

أي ،}يهدون بـالحق {: قال ابن جرير أي يهدون الناس ويدعونهم إلى الحق، و ،}يهدون بالحق {: قوله تعالى . في تعاملاتهم وأخذهم وعطائهم}وبه يعدلون{تهتدون بالحق،

سـورة ) 159([ }ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعـدلون {: قول االله -رحمه االله –وقد فسر ابن كثير

، ومما تميز بـه كتـاب القرآن بالقرآن بتفسير -رحمه االله –من عناية المصنف وهذارها، ذك بآيات ،]الأعراف .-رحمه االله–ابن كثير

وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومـه أن اضـرب { :-عز وجل –قال جفانب رجالح اكصعب همليلنا عأنزو امالغم همليظللنا عو مهبشركل أناس م لمع نا قدية عشراثنتا ع ت منهس

ونظلمي مهلكن كانوا أنفسونا وا ظلممو قناكمزا رات مبى كلوا من طيلوالسو نالم * وإذ قيل لهم اسـكنوا سنينحالم نزيدس خطيئاتكم لكم ا نغفردجس ابخلوا البادقولوا حطة وو ث شئتميا حكلوا منهة ويذه القره *

-160([ }ي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذ

]سورة الأعراف) 162

ونبهنا على الفرق بين هذا الـسياق ، وهذا السياق مكي ،تقدم تفسير هذا كله في سورة البقرة وهي مدنية

.نة والله الحمد والم،وذاك بما أغنى عن إعادته هنا

اعتنت بالمتشابه اللفظي ككتـاب درة التنزيـل سبق الكلام على هذا كله في تفسير سورة البقرة، وهناك كتب }فانبجـست منـه اثنتـا عـشرة عينـا {للإسكافي، والبرهان للكرماني، فيذكرون مثلا الفرق بين قول االله

، والتقديم والتأخير ]سورة البقرة ) 60[(} جرت منه اثنتا عشرة عينا فانف{ :وبين قوله تعالى ،]سورة الأعراف )160([وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلـوا البـاب {: في مثل قوله تعالى

وإذ قلنا ادخلوا هـذه القريـة {، وقول االله ]سورة الأعراف ) 161([ }اتكم سنزيد المحسنين سجدا نغفر لكم خطيئ ) 58([ }نينفكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحـس

ففي آية الأعراف قدم القول على الفعل، وفي آية البقرة قدم الفعل على القول، ولا تخلو مثل هذه ، ]سورة البقـرة .الكتب من تكلف في بعض التعليلات

الولـد، أصل السبط هو ولـد ، ]سورة الأعـراف ) 160([}وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا{ -تبارك وتعالى –قوله .-عليه السلام–والأسباط يتفرعون من أولاد يعقوب

اختلف العلماء فـي مكـان ]سورة الأعـراف ) 161([ }وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية{ -تبارك وتعالى–وقوله ر الطبري بن جري ا بل هي بيت المقدس، وهو اختيار :هي أريحا، وقال آخرون : القرية، فقال بعض أهل العلم

.-رحمه االله–

عنـا ذنوبنـا حط :أي ]سورة الأعراف ) 161([ }وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة {: -عز وجل –ومعنى قوله

فبـدل الـذين {، فقد أمروا أن يدخلوا في هيئة السجود، الركوع بالسجود المقصودفمسألتنا حطة، و ،وخطايانا .فقالوا حنطة، ودخلوا يزحفون على أدبارهم، ]سورة الأعراف) 162[( }قيل لهم م قولا غير الذيهظلموا من

واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم { :-عز وجل –قال .]سورة الأعراف) 163([ }هم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقونسبت

،الآيـة ]سـورة البقـرة ) 65([} ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت {: هذا السياق هو بسط لقوله تعالى واسأل هؤلاء اليهود الذين بحضرتك عن قصة :أي ،}واسألهم{ : لنبيه صلوات االله وسلامه عليه يقول تعالى

ر وحـذ ،أصحابهم الذين خالفوا أمر االله ففاجأتهم نقمته على صنيعهم واعتدائهم واحتيالهم فـي المخالفـة وهذا القرية هـي ،هم وسلفهم بهم ما حل بإخوان لئلا يحل ،هؤلاء من كتمان صفتك التي يجدونها في كتبهم

. وهي على شاطئ بحر القلزمةأيل

القرية هي طبرية، :قال بعض أهل العلم، ]سورة الأعـراف ) 163([} واسألهم عن القرية{ -تبارك وتعالى –قوله من البحـث أخذ العظة والعبرة من هذه القصة، ولا فائدة والأهم من هذا هوهي أيلة، : هي مدين، وقيل : وقيل

وجاء البلنسي وضمن في كتابه كلام السهيلي وزاد عليـه أشـياء ،السهيلي كتابا ، وقد ألف فيها عن المبهمات .في مثل هذه الكتب قليلة ولكن الفائدة ،كثيرة

: ما جاء من طريق محمد بن زياد قـال ، مثال ذلك تاج إلى ذكر المبهمات إلا لدفع تهمة مثلا وهذا نادر حلا ي و

سـنة هرقـل : سنة أبي بكر وعمر، فقال عبد الرحمن بـن أبـي بكـر : ا بايع معاوية لابنه، قال مروان لم((، فبلغ ذلـك ] سورة الأحقاف ) 17[( }والذي قال لوالديه أف لكما {مروان هذا الذي أنزل االله فيه : وقيصر، فقال ...))الذي أنزلت فيه لسميته كذب واالله ما هو به ولو شئت أن أسمي :عائشة، فقالت

)14(.

ما في قولـه الله تعالى عنه رضي ا -قال محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ةأيل: هي قرية يقال لها : قال ، ]سورة الأعراف ) 163([ }واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر {: تعالى

يعتـدون : أي ،}إذ يعدون في السبت {: وقوله ، وكذا قال عكرمة ومجاهد وقتادة والسدي ،الطوربين مدين و قال الضحاك عن ،}شرعا إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم { ،اك ذ فيه ويخالفون أمر االله فيه لهم بالوصاة به إذ

.رة على الماء أي ظاه:-مارضي االله تعالى عنه-ابن عباس

أنهـا كانـت تـأتي ،وأما ما ورد من بعض الأخبـار الإسـرائيلية كانت الحيتان تأتيهم ظاهرة منكشفة بينة، .حاجة إليه ولا ، فمثل هذا االله أعلم به، وتصل إلى أبوابهم،كالخراف

، ]سورة الأعـراف ) 163([ }بما كانوا يفسقون يوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم و{: وقوله :قال ابن جرير

وإخفائه عنهم فـي اليـوم ، نختبرهم بإظهار السمك لهم على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده :أي

.الحلال لهم صيده

علـيهم -لعز وج - االله حرمأصل معنى السبت القطع، فقد ، ]سورة الأعراف ) 163([ }يسبتونيوم لا و{ :قوله

ولهذا ،هذا من الحيل و ،ها يوم الأحد يضعون الشباك يوم الجمعة ويأخذون ف ،العمل يوم السبت فصاروا يحتالون أن القرد فيه شبه بالإنسان إلا أنـه -رحمه االله- وقد ذكر الحافظ ابن القيم ، إلى قردة -عز وجل -مسخهم االله

14

، وأصل الحديث )11491: (، برقم )6/458] (سورة الأحقاف ) 17[(} الذي قال لوالديه أف لكما و{: باب قوله كتاب التفسير، سنن النسائي الكبرى، - كان مروان على الحجاز استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال : (( يوسف بن ماهك قالفي البخاري من حديث

لكمـا والذي قـال لوالديـه أف {{ إن هذا الذي أنزل االله فيه : خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا، فقال مروان : بكر شيئا، فقال له عبد الرحمن بن أبي ـرواه )) ما أنزل االله فينا شيئا من القرآن إلا أن االله أنزل عذري : ، فقالت عائشة من وراء الحجاب ] سورة الأحقاف ) 17[(} داننيأتع ، كتـاب اريالبخ

والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا {باب التفسير، لينالأو اطير4550: (برقم) 1827 / 4( ] الأحقافسورة ) 17[( }أس .(

وهؤلاء مسخوا الأحكام الشرعية وجـاءوا بـالمحرم ،في هيئة وصورة بشعة وهو يختلف عنه أصلا ووصفا . مع أنه يخالفه في أصله وفي وصفه،بصورة فيها شبه من الحكم الشرعي

ولذلك ذكر شيخ الإسلام في الاقتـضاء بـالكلام علـى الأعيـاد ،وتحريم العمل يوم السبت مختص باليهود يكـون يـوم ألا ذلـك وليس معنى ،يوم الجمعة بأنه لا يجوز للمسلمين مضاهاة اليهود بترك العمل ،والتشبه .ترك العمل فيه بالكلية كما تترك اليهود العمل في يوم السبت بالكليةلكن المحرم جازة رسمية، أ الجمعة

والمـصلحة ، مضاهاة لليهود في تعظيمهم لهذا اليوم ؛ لأن هذا الفعل جازة في يوم السبت لألنا أن نضع ا وليس .لحة الدنيويةالدينية مقدمة على المص

وهـؤلاء قـوم ،بفسقهم عن طاعة االله وخروجهم عنها : يقول }بما كانوا يفسقون {نختبرهم }كذلك نبلوهم {

وقد ، بما تعاطوا من الأسباب الظاهرة التي معناها في الباطن تعاطي الحرام ،احتالوا على انتهاك محارم االله

أن رسول االله -رضي االله تعالى عنه - عن أبي هريرة -رحمه االله -ن بطة روى الفقيه الإمام أبو عبد االله ب ))لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم االله بأدنى الحيل ((: قال -صلى االله عليه وسلم -

وهـذا ،)15(

.إسناد جيد

15

.)375 / 5(وصححه الألباني في الإرواء ، )47 / 1(أخرجه ابن بطة في إبطال الحيل -

بسم االله الرحمن الرحيم

في تهذيب تفسير ابن كثيرالمصباح المنير

)21(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

. وعلى آله وصحبه أجمعين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد،الحمد الله رب العالمين

ت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو وإذ قال {: عند تفسير قوله تعالى - تعالى رحمه االله -قال المفسر تقوني ملهلعو كمبة إلى رذرعا قالوا ما شديدذابع مهذبعـن * مع نونهي نا الذينيوا به أنجا ذكروا ما نسفلم

فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهـم كونـوا * الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون السوء وأخذنا ة خاسئيند166 -164(سورة الأعراف[ }قر([.

وا على اصطياد ارتكبت المحذور واحتال فرقة،هل هذه القرية أنهم صاروا إلى ثلاث فرقيخبر تعالى عن أ: رة ولكنها قالت للمنك ولم تنه وفرقة سكتت فلم تفعل، وفرقة نهت عن ذلك واعتزلتهم،السمك يوم السبت

لم تنهون هؤلاء وقد علمتم أنهم قد هلكوا : أي،}لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا{ فيما أخذ : أي،}معذرة إلى ربكم{: رة قالت لهم المنك، فلا فائدة في نهيكم إياهم؟ن االلهواستحقوا العقوبة م

ولعلهم لهذا الإنكار يتقون ما هم : يقولون}ولعلهم يتقون{ ،علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرفلما نسوا ما {: قال تعالى،اب االله عليهم ورحمهم فإذا تابوا ت، ويرجعون إلى االله تائبين،فيه ويتركونه

: }أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا{ ،أي فلما أبى الفاعلون قبول النصيحة: }ذكروا به

كت عن الساكتين؛ لأن س على نجاة الناهين وهلاك الظالمين و فنص،أي ارتكبوا المعصية بعذاب بئيس . فهم لا يستحقون مدحا فيمدحوا ولا ارتكبوا عظيما فيذموا،الجزاء من جنس العمل

لم {: الذين قالوااما أدري أنج: قال، في الآية-مارضي االله تعالى عنه-وعن عكرمة عن ابن عباس ملكههم ا اللهمقو فلم أزل به حت: قال،؟ أم لا}تعظونة فكساني حل،فته أنهم قد نجواى عر.

وبئيس ، فيه دلالة بالمفهوم على أن الذين بقوا نجوا،}وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس{: وقوله تعالى

. واالله أعلم، والكل متقارب،موجع: وقال قتادة، وفي رواية أليم،الشديد: معناه في قول مجاهد

.أي ذليلين حقيرين مهانين: }خاسئين{: وقوله

االله الرحمن الرحيم بسم

: أما بعد، والصلاة والسلام على رسول االله،الحمد الله

المشهور ،}وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا{: -تبارك وتعالى-قوله ف ومن ،أنهم انقسموا إلى ثلاث طوائف: -رحمه االله-يه عامة المفسرين هو ما ذكره الحافظ ابن كثير الذي عل

ن االله إ: إذا كنتم تقولون: قالوا للذين نصحوهم وأنكروا عليهم،أهل العلم من يقول بأن هؤلاء هم أهل المنكرمعذرة إلى {: فأجابوهم،}لكهم أو معذبهم عذابا شديدالم تعظون قوما الله مه{ ،سيعذبنا فلما تتعبون أنفسكم

كمبوظاهر القرآن يدل على خلافه؛ لأن االله ، فهذا القول وإن قال به بعض أهل العلم إلا أنه قول مرجوح}ر

ن هذا قول الطائفة الثانية وأنهم انقسموا إلى لو كاف }وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما{: قال-عز وجل- . واالله تعالى أعلم، لكان التعبير بغير هذا،فرقتين

لم {: فلو كان هؤلاء يتحدثون عن أنفسهم حينما قالوا ،])174(سورة الأعراف[ }ولعلهم يرجعون{: قالثم إنه ملكههم ا اللهمقو {وفي ،م ترجعون ولعلك:لقال }تعظونتقوني ملهلعلكنه قالو ،ولعلكم تتقون: لقال ،}و :

}تقوني ملهلعو{.

،أي فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يقول الحافظ}قالوا معذرة إلى ربكم{: قولهو}كمبة إلى رذرعأن الإنسان وهي ،فائدة من فوائد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرتضمن القول هذا }م

ولكنه ، عن المنكر فإن ذلك لانتفاع الناس الذين يأمرهم وينهاهم، وقد لا ينتفعونىنهيحينما يأمر بالمعروف و

تبرأ الذمة ولا يسلم الإنسان فإنها لا}قالوا معذرة إلى ربكم{ ،التبعة هو أيضا ويقوم بما أوجب الله عليهبيلقي كان لا يرجو انتفاع المأمور يأمر وينهى حتى لو أن الإنسان :هوو وتضمن حكما من التبعة إذا قصر،

،س العلما ودفعا لاندر، وإحياء لهذه الشعيرة، وإقامة للحجة على الخلق،-عز وجل- إعذارا إلى االله ،والمنهي في هذا -تبارك وتعالى- والقيام بالعبودية الله ،ء لحيوية القلب تجاه المنكر وإبقا، وإلف المنكر،وظهور الجهل

به لقول رسول االله مأمور هوإذعلى تركه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الإنسان سيحاسب و ،المقام))من رأى منكم منكرا فليغيره بيده(( :-صلى االله عليه وسلم-

فذكر إن {: -تبارك وتعالى-أما قوله و ،)1( الانتفاع لا يجب عليه التذكير والأمر فقد لا يكون حجة للقول بأنه إن لم يرج،])9(سورة الأعلى[ }نفعت الذكرى

:أي ، ليدل به على الآخر؛إنه ذكر أشرف الأمرين: من أهل العلم من يقول}فذكر إن نفعت الذكرى{والنهي

الراجح أن الإنسان يجب ف ، اكتفى بأحد الأمرين ليدل على ما يقابله، وإن لم تنفع}فعت الذكرىفذكر إن ن{انتفاع المأمور والمنهيعليه أن يأمر وينهى وإن لم يرج .

،}ربكم إلى معذرة{ وقرأه الباقون بالرفع ، قراءة حفص عن عاصم بالنصبه هذ}معذرة إلى ربكم{: قولهو وعلى القراءة الأخرى قراءة الجمهور ، فعلنا ذلك معذرة: أي،ا مصدر"معذرة"يكون النصب راءة قفعلى

. موعظتنا معذرة إلى االله: يعني،يكون على تقدير مبتدأ

ء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سو{حيم167(سورة الأعراف[ }ر([.

.أمر: قاله مجاهد وقال غيره، أعلم: أي،تفعل من الأذان: تأذن

}إذ تأذناء{ يعني آذن ،أعلم: قال }وولى سع الإيذان هو ، أعلمتكم:ي أ،])109(سورة الأنبياء[ }فقل آذنتكم ])167(سورة الأعراف[ }وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة{ ،الإعلام بالصلاة والأذان هو ،الإعلام

شهد : تقول، شهد االله،علم االله: كما تقول ،}وإذ تأذن ربك ليبعثن{ ،وفي قوة الكلام ما يفيد معنى القسم: قال .}وإذ تأذن ربك{ ، فهو في قوة القسم، علم االله أني ما ذهبت إليه،االله أني ما قلت كذا

، كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأمر )49( رواه مسلم برقم-1

.نبالمعروف والنهي عن المنكر واجبا

على : أي،}ليبعثن عليهم{: باللام في قولهتلقيت ولهذا،وفي قوة الكلام ما يفيد معنى القسم من هذه اللفظة

بسبب عصيانهم ومخالفتهم : أي،])167(سورة الأعراف[ } القيامة من يسومهم سوء العذابإلى يوم{ ،اليهود .احتيالهم على المحارمو ،أوامر االله وشرعه

.}سوء العذاب{يعني يذيقهم : }م القيامة من يسومهمإلى يو{ :قوله

وكان أول من ،ثلاث عشرة سنة: وقيل،هم الخراج سبع سنين ضرب علي-عليه السلام-إن موسى : ويقال

ثم صاروا إلى قهر ، ثم كانوا في قهر الملوك من اليونانيين والكشدانيين والكلدانيين،ضرب الخراج -صلى االله عليه وسلم-ومحمد ثم جاء الإسلام ، وأخذهم منهم الجزية والخراج،النصارى وإذلالهم إياهم

.دون الخراج والجزيةؤ ي،متهفكانوا تحت قهره وذ

عهم في الأرض أمما قط، ولذلكم لا تكاد تجد بقعة في العالم إلا وفيها حفنة من اليهود،يخ اليهود مليء بهذاتار حتى إنه كان ينادى في ممالك الروم في أوقات ، وحصل لهم من العذاب والقتل الشيء الكثير،كما أخبر

ونادوا على كل ، في بعض النواحي بالشام،عليهم بعض الأمراء من الرومان ولربما قام ،مختلفة بقتل اليهود

وكانوا أقذر الناس في ممالكهم ،ا كانوا يلقون منهم من الدسائس والفساد والشرمن في البلد من اليهود لم

ون بقتل كل فكانوا يأمر، كان أولئك لا يطيقون ما يرونه منهم،إفسادا في الأرضو ،وأسوأ الناس طوية وخلقا . واالله المستعان،اليهود

: اليهودةسبب قل

جميع هم ديانة ليسوا كالنصارى، النصارى ينشرون دينهم، فنشروه في السبب في قلتهم ليس القتل لهم؛ ولكن لهداية خراف بني إسرائيل الضالة، تإنما بعث: قال-عليه الصلاة والسلام-أن عيسى البلدان، وقد روي

، أما اليهود فهم منطوون على أنفسهم، وحتى من يدعي ])49(سورة آل عمران[ }إلى بني إسرائيلورسولا {عون إلى ولذلك هم لا يد يهودية؛كون أم هذا الإنسانلأنهم يشترطون أن تاليهودية منهم، لا يعترفون به،

الذين يأتون إلى ف ؛بي به الإسرائيليون، ولذلك لا يخاطبون بدينهم سائر الناسهذا شرف حأن دينهم، هم يرون لم يثبت أن أمه لأنه إلى الآن، يهوديه بأنهرف بتعلا يعندهم مشكلات، فمنهم من واذ الآفاق ذفلسطين ش

أمريكا وهذا ، هذا جاء من ليكونوا دولة، أبوه يهودي لكن أمه ليست يهودية، جاءوا من بيئات شتىةيهوديجاء من روسيا، وهذا جاء من أثيوبيا وهذا جاء من اليمن، وهذا جاء من الهند، ومن كل مكان، ولذلك تجد

،العرب يعملون في النظافة، والأعمال المهنية الوضيعة، ويعاملونهم بشيء من الازدراء والاحتقاريهود يرونالمجتمع عندهم هناك، هو الآخرين، هذا والأوروبي تجد أن منزلته والوظائف التي يتقلدها تختلف عن

من الشر وأسباب التفكك والتشرذم، إضافة إلى ما بينهم من بعيد أنهم دولة متقدمة وحضارية، وهم بينهم .، فالسبب في قلتهم أنهم أصحاب ديانة مغلقة داخل اليهود أصلاالذيالتشرذم

هي المسكنة وأخذ الجزية : قال،في تفسير هذه الآية -مارضي االله تعالى عنه-قال العوفي عن ابن عباس .منهم

ثم آخر أمرهم أنهم : قلت،يستحب أن يبعث الأنباط في الجزية: وروى عبد الرزاق وسعيد بن المسيب قال . وذلك آخر الزمان،-عليه السلام- فيقتلهم المسلمون مع عيسى ابن مريم ،يخرجون أنصارا للدجال

لمن تاب إليه : أي}وإنه لغفور رحيم{ ، لمن عصاه وخالف شرعه: أي}ك لسريع العقابإن رب{: وقوله فيقرن تعالى بين الترغيب والترهيب ، لئلا يحصل اليأس، وهذا من باب قرن الرحمة مع العقوبة،وأناب . لتبقى النفوس بين الرجاء والخوف،كثيرا

رض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون وقطعناهم في الأ{ن يأتهم عرض فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإ*

مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة قلونأفلا تع تقوني للذين رخي*كونسمي الذينلاة إنا ل ووا الصأقامبالكتاب و لحينصالم رأج سورة [}ا نضيع

.])170- 168(الأعراف

كنوا {: كما قال، طوائف وفرقا: أي،قهم في الأرض أممايذكر تعالى أنه فرائيل اسرني إسده لبعقلنا من بو .])104(سورة الإسراء[ }خرة جئنا بكم لفيفاالأرض فإذا جاء وعد الآ

}ذلك وند ممنهو ونالحالص ممنا {: كقول الجن، فيهم الصالح وغير ذلك: أي}منهو ونالحأنا منا الصو .])11(سورة الجن[ }دون ذلك كنا طرائق قددا

}مناهلوبئات{ ، اختبرناهم:أي: }ويالسنات وسوالرغبة والرهبة والعافية ، بالرخاء والشدة:أي: }بالح

.}لعلهم يرجعون{والبلاء

فخلف : يقول تعالى،الآية }فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى{: ثم قال تعالى وقد ورثوا دراسة الكتاب وهو ،بعد ذلك الجيل الذين فيهم الصالح والطالح خلف آخر لا خير فيهممن

لا يشرف لهم شيء في الدنيا إلا : قال}يأخذون عرض هذا الأدنى{: وقال مجاهد في قوله تعالى،التوراة . وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه،اسيغفر لن: ويقولون، ويتمنون المغفرة،أخذوه حلالا كان أو حراما

ورثوا الكتاب بعد أنبيائهم ،ي واالله لخلف سوءأ: }يأخذون عرض هذا الأدنى{: وقال قتادة في قوله

. أورثهم االله وعهد إليهم،ورسلهم

ذونه غيـر مبـالين ويتيسر ويتحصل لهم فإنهم يأخ ، ما يتاح لهم من الدنيا }يأخذون عرض هذا الأدنى { :قوله ينظرون إلى المتاع القريب غيـر ،فالحلال عندهم ما حل باليد }يأخذون عرض هذا الأدنى { ،بحله أو بحرمته

يأخذون :أي ، ومن أهل العلم من فسر الأدنى هنا بما يدل على معنى الدناءة ،-عز وجل -عابئين بحساب االله الذي يلوح لهم من الطمع في هـذه الحيـاة الـدنيا ف ،-عز وجل- العرض الدنيء مستعيضين به عما عند االله

ولا يكتفون بهذا بل إذا حـصل لهـم مـرة أخـرى لا ،سيغفر لنا : لون ويقو يأخذوه العاجلة المتقضية الفانية

: م من يقـول ومن أهل العل ،ليست مرة واحدة ثم يتوبون ،}وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه {يترددون في أخذه

} أخذوهي مثله ضرع أتهمي إنهم أنفـسهم كلمـا بل ،كعملهميعملون ف أنه إذا جاء بعدهم قوم ورثوهم :أي }و الخلف: قالف ،ف من أهل العلم من فرق بينهما لف والخ ل والخ ،وتهافتوا عليه ،لاح لهم طمع سارعوا إلى أخذه

لف مـن بعـدهم خثم إنها ت ((: -صلى االله عليه وسلم -لحديث النبي ،يئ الس وارثف لل ل والخ ،للوارث الطيب ..)) يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرونوفلخ

. ومن أهل العلم من لم يفرق بينهما،(2)

: قال،الآية ])59(سورة مريم[ }فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة{: وقال االله تعالى في آية أخرى

وإن يأتهم { ،ة يغترون بها وغر تمنوا على االله أماني،}يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا{أخذوهي مثله ضرلا ، كلما هف لهم شيء من الدنيا أكلوه،لا يشغلهم شيء ولا ينهاهم شيء عن ذلك ،}ع

.لا كان أو حرامايبالون حلا

. خف: هف، كلما أتيح لهم:أي ،هميلإ خف لهم وأسرع : يعني،كلما هف لهم

كانت : قال،])169(سورة الأعراف[ }ودرسوا ما فيه{: إلى قوله}فخلف من بعدهم خلف{: قوله: وقال السدي فأخذ بعضهم على بعض ،خيارهم اجتمعوا وإن،بنو إسرائيل لا يستقضون قاضيا إلا ارتشى في الحكم

ما شأنك ترتشي في : فيقال له،العهود أن لا يفعلوا ولا يرتشوا فجعل الرجل منهم إذا استقضى ارتشى ،زع فإذا مات أو ن، فتطعن عليه البقية الآخرون من بني إسرائيل فيما صنع،سيغفر لي: فيقول؟الحكمالآخرينوإن يأت: يقول،رتشيعل مكانه رجل ممن كان يطعن عليه فيوج الدنيا يأخذوه عرض .

لترحل التقوى من ؛يفعل كفعلهم مهبعديأتي الذيثم ، يأتي بعده يرتشيالذي : يعني}وإن يأتهم{ :قوله .قلوبهم

،الآية] )169(سورة الأعراف[ }إلا الحقألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله {: قال االله تعالى ، الحق للناس ولا يكتمونه ليبينن،يقول تعالى منكرا عليهم في صنيعهم هذا مع ما أخذ عليهم من الميثاق

فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه{: كقولهونشترا يم نا قليلا فبئستعالى رضي االله-قال ابن عباس : وقال ابن جريج،])187(سورة آل عمران[ }به ثم

فيما يتمنون على االله في : قال}الحقألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا {: -ماعنه .غفران ذنوبهم التي لا يزالون يعودون فيها ولا يتوبون منها

فهم حينما يفعلون ذلك ويقدمون ، والحال أنهم قد درسوا ما في الكتاب وعلموه: يعني}ودرسوا ما فيه{: قوله وهذا هو المتبادر من ،-عز وجل- بأحكام االله وإنما عن علم وفهم ومعرفة،لا يفعلونه جهلاعليه فإنهم

من ،}ودرسوا ما فيه{: ومن أهل العلم من قال،لم يكن ذلك عن جهل وغفلةأي : ودرسوا ما فيه،معناها واالله ، والقول الأول أرجح وهو المتبادر،تاب قد ذهب وانمحى لترك العمل به أن ما في الك:ندراس يعنيالا

.أعلم

، يرغبهم في جزيل ثوابه،])169(سورة الأعراف[} والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون{: الىوقوله تع وأقبل على ، وثوابي وما عندي خير لمن اتقى المحارم وترك هوى نفسه: أي،ويحذرهم من وبيل عقابه

ؤلاء الذين اعتاضوا بعرض الدنيا عما عندي عقل يردعهم عما أفليس له: يقول}أفلا تعقلون{ ،طاعة ربه- ثم أثنى تعالى على من تمسك بكتابه الذي يقوده إلى اتباع رسوله محمد ،؟ والتبذيرهفالسهم فيه من

، من حديث عبداالله بن مسعود رضي االله عنه، كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر مـن )50( مسلم برقم رواه - 2 .الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان

])170(سورة الأعراف[ }والذين يمسكون بالكتاب{: قال تعالىف ، كما هو مكتوب فيه-صلى االله عليه وسلم

.}إنا لا نضيع أجر المصلحينوأقاموا الصلاة { ، اعتصموا به واقتدوا بأوامره وتركوا زواجره:أي

بسم االله الرحمن الرحيم

في تهذيب تفسير ابن كثيرالمصباح المنير

)٢٢(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.الحمد الله رب العالمين وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع وإذ نتقنا {: في تفسير قوله تعالى- تعالىرحمه االله-قال المفسر وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم * قونبهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تت

لى أنفسهمع مهدأشهوذا غافلينه نة إنا كنا عامالقي مونا أن تقولوا يلى شهدقالوا ب كمبت برسورة [ } ألس .])١٧٢-١٧١(الأعراف

: يقول}وإذ نتقنا الجبل فوقهم{: قوله: -مارضي االله تعالى عنه-قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

.])١٥٤(سورة النساء[}ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم{: وهو قوله،هرفعنا

رفعته : -مارضي االله تعالى عنه-وقال سفيان الثوري عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس .} ورفعنا فوقهم الطور{: وسهم وهو قولهءالملائكة فوق ر

ثم سار بهم : قال-مارضي االله تعالى عنه- عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وقال القاسم بن أبي أيوب وأخذ الألواح بعدما سكت عنه الغضب وأمرهم بالذي أمر االله ، إلى الأرض المقدسة-عليه السلام-موسى

عته رف: قال،ة أن يقروا بها حتى نتق االله الجبل فوقهم كأنه ظلا فثقلت عليهم وأبو،أن يبلغهم من الوظائف . رواه النسائي بطوله،وسهمءالملائكة فوق ر

بسم االله الرحمن الرحيم

: أما بعد،الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله

أو أن ،أصله أن ترفع الشيءالنتق إن : من أهل العلم من قال}وإذ نتقنا الجبل{: -تبارك وتعالى-قوله ف كل شيء أظلك من : والظلة، قلعه من مكانه:معنىالفيكون ،ترمي بهتستخرج الشيء من مكانه بقوة ثم

، بجد وعزيمة:أي }خذوا ما آتيناكم بقوة{ ،وسهمء صار كأنه سحاب فوق ر}كأنه ظلة{ ،سحاب ونحوه}تتقون لكما فيه لعوا ماذكراذكروا ما فيه من ،يكم العمل بها من العهود والمواثيق التي أخذنا عل:أي }و

.الأحكام

وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن {أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم * ين تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافل

طلونبل الما فعلكنا بم١٧٣-١٧٢(سورة الأعراف[ }أفته([.

نه لا إله وأ،يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم شاهدين على أنفسهم أن االله ربهم ومليكهمفأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي {: قال تعالى، كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه،إلا هو

رضي االله تعالى - وفي الصحيحين عن أبي هريرة ،])٣٠(سورة الروم[ } لا تبديل لخلق اللهفطر الناس عليهاكل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ((: -صلى االله عليه وسلم-قال رسول االله : قال -عنه

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

)) كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء،وينصرانه ويمجسانه وفي صحيح مسلم ،)١(

: ول االلهيق((: -صلى االله عليه وسلم-قال رسول االله : قال-رضي االله تعالى عنه-عن عياض بن حمار

)) وحرمت عليهم ما أحللت لهم، عن دينهمفاجتالتهم عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين تلقخإني )٢(

وقد . وتمييزهم إلى أصحاب اليمين وأصحاب ،-عليه السلام-وردت أحاديث في أخذ الذرية من صلب آدم

.الشمال

: قال-صلى االله عليه وسلم- عن النبي -رضي االله تعالى عنه-روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك

: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا به؟ قال: يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة((

فأبيت إلا ، قد أخذت عليك في ظهر آدم ألا تشرك بي شيئا،قد أردت منك أهون من ذلك: فيقول،نعم: فيقول))أن تشرك بي

. أخرجاه في الصحيحين،)٣(

صلى -قال رسول االله : قال-رضي االله تعالى عنه-وروى الترمذي عند تفسيره هذه الآية عن أبي هريرة لما خلق االله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم ((: -االله عليه وسلم

أي رب من هؤلاء؟ : قال ثم عرضهم على آدم ف، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور،القيامةهذا رجل : قال،؟أي رب من هذا: فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه قال،هؤلاء ذريتك: قال

أي رب وقد : قال،ستين سنة: قال،؟رب وكم جعلت عمره: قال،من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود من عمري أولم يبق: قال،ملك الموت فلما انقضى عمر آدم جاءه ، له من عمري أربعين سنةوهبت

وخطئ ، ونسي آدم فنسيت ذريته،آدم فجحدت ذريتهفجحد : قال،أولم تعطها ابنك داود؟: أربعون سنة؟ قال

))آدم فخطئت ذريته وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة ،هذا حديث حسن صحيح: ثم قال الترمذي،)٤(

صحيح على : ورواه الحاكم في مستدركه وقال،- عليه وسلمصلى االله- عن النبي -رضي االله تعالى عنه-)٥(شرط مسلم ولم يخرجاه

.

من صلبه وميز بين أهل الجنة آدمةذري استخرج -عز وجل-هذه الأحاديث وأمثالها دالة على أن االله ف

أي أوجدهم شاهدين بذلك قائلين له : }ى بربكم قالوا بللستأوأشهدهم على أنفسهم {: ثم قال،وأهل النار وتارة ، الآية])١٣٠(سورة الأنعام[ }قالوا شهدنا على أنفسنا{: والشهادة تارة تكون بالقول كقوله،حالا وقالا

سورة [} فسهم بالكفر على أنما كان للمشركين أن يعمروا مساجد االله شاهدين{: تكون حالا كقوله تعالى

، كتاب القدر، باب ما )٢٦٥٨(، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، ومسلم برقم )١٣١٩(رواه البخاري برقم - 1 .قيل في أولاد المشركين

.، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها)٢٨٦٥( رواه مسلم برقم- 2

، كتاب صفة القيامة والجنة )٢٨٠٥(، كتاب الرقائق، باب صفة الجنة والنار، ومسلم برقم)٦١٨٩(رواه البخاري برقم - 3إسناده : ال محققوه، وق)١٢٢٨٩(، برقم )١٩/٣٠٢(والنار، باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهبا، وأحمد في المسند

.، واللفظ لهصحيح على شرط الشيخين

، باب ومن تفسير سورة -صلى االله عليه وسلم-، كتاب تفسير القرآن عن رسول االله )٣٠٧٦( رواه الترمذي برقم - 4.٥٢٠٨(الأعراف، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (

. التفسير، في تفسير سورة الأعراف، وهو صحيح كما تقدم، كتاب)٣٢٥٧(برقم) ٢/٣٥٤( رواه الحاكم في المستدرك - 5

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

}وإنه على ذلك لشهيد{: وكذا قوله تعالى، لا أنهم قائلون ذلك، حالهم شاهد عليهم بذلك:أي ])١٧(التوبة

وآتاكم من كل ما {: كقوله، يكون بالحال وتارة،يكون بالقال كما أن السؤال تارة ،])٧(سورة العاديات[وهألتمأن جعل هذا الإشهاد حجة عليهم في ،ومما يدل على أن المراد بهذا هذا: قالوا])٣٤(سورة إبراهيم[ }س إخبار : فإن قيل،ن حجة عليه لكان كل أحد يذكره ليكو، فلو كان قد وقع هذا كما قال من قاله،الإشراك

لمشركين يكذبون بجميع ما أن المكذبين من ا: فالجواب، في وجوده كاف-صلى االله عليه وسلم-الرسول فدل على أنه الفطرة التي فطروا عليها ،عل حجة مستقلة عليهم وهذا ج،جاءتهم به الرسل من هذا وغيره

أي التوحيد : }إنا كنا عن هذا{: لئلا تقولوا يوم القيامة: أي}أن تقولوا{: ولهذا قال،من الإقرار بالتوحيد} اؤن* غافلينآب كا أشرتقولوا إنم الآية}اأو .

وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم {: أن الميثاق والعهد في قوله تعالى-يرى الحافظ ابن كثير رحمه االلهلى أنفسهمع مهدأشهو متهيوإنما بلسان الحال، س بلسان المقاليرى أن الإشهاد ليميثاق الفطرة، وهو : }ذر ،

يخبر تعالى أنه استخرج : يقولوكما أنه تعالى فطرهم على ذلك، : -رحمه االله- كما قالفحالهم شاهدة بهذا، يتناسلون فيخرجون ، الذرية من الأصلاب استخراجفهو يرى أن استخرج ذرية آدم، :ولم يقلذرية بني آدم،

العبارة دقيقة، ه، فهذنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهمإ: عنده، فهو يقولعلى الفطرة، هذا معنى الإشهاد فهم فطرهم على ذلك وجبلهم عليه، -تعالى-، فاالله على أنفسهم أن االله ربهم، شاهدين بلسان الحالنشاهدي

،الدينطروا على وأن االله أودع في فطرهم ما يقتضي ذلك، ف،يخرجون شاهدين على أنفسهم بلسان الحالأحاديث استخراج الذرية من صلب آدم، ثم صرح بعد ذلك بأن المراد و أحاديث الفطرة، رعلى التوحيد، وذكو

رحمه االله-أنهم خرجوا إلى الدنيا شاهدين بلسان الحال، وهذا الكلام مطابق لما ذكره الحافظ ابن القيم : بذلك

رحمه - ، ومن أهل العلم مثل ابن قتيبةكام أهل الذمةكتاب أح، وفي وقد أطال الكلام في ذلكفي كتاب الروح أخرجهم من بطون أمهاتهم عارفين بتوحيده، ورد عليه -عز وجل-أن االله : من فسر ذلك بالمعرفة-االله

على استخراج الذرية من ة في كتاب خاص، وساق الأدلة الكثير-رحمه االله-الإمام محمد بن نصر المروزي

أن يوجه كلام ابن قتيبة؛ لأن الرد كان -رحمه االله-ابن القيم حاول ، فهيث وغيرصلب آدم، مثل هذا الحدتلطف وحاول أن يحمل كلام ابن قتيبة على ف، -رحم االله الجميع- محمد بن نصر المروزي من الإمامقاسيا

وأن المقصود الإشهاد بلسان الحال، أن -رحمه االله-معنى غير الذي فهمه الإمام المروزي، وقرر ابن القيم بذلك الفطرة، وهذا مخالف لهذه الأحاديث الصريحة التي تدل على استخراج الذرية من صلب آدم من ظهر

ومن وافقهم على -رحمهم االله-مثل هؤلاء العلماء كابن كثير وابن القيم و ،آدم، وأن االله أشهدهم على أنفسهم

بأن هذا جعله االله حجة عليهم وهم لا يذكرونه، -رحمه االله-هذا يحتجون بما أشار إليه الحافظ ابن كثير من : ولم يقل }وإذ أخذ ربك من بني آدم{: -تبارك وتعالى-ويقول ، ؟فكيف يحتج عليهم بشيء لا يذكرونه

احتج به فالشاهد أن هذا أكثر ما ، }من ظهورهم ذرياتهم{: وفي قراءة ابن كثير}من ظهورهم ذريتهم{آدم، المأخوذ هم الذرية جيلا بعد جيل : فقالواهؤلاء واحتجوا بأشياء أخرى، ومن أهل العلم من يقول غير هذا

فقامت عليهم هذه الدلالة مقام الإشهاد، والذين فسروه بالأحاديث التي ،ونسلا بعد نسل، ودلهم بخلقه عليهم }وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم{: إن قوله: تدل على استخراج الذرية من صلب آدم قالوا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

هذا معروف واقع في كلام : من آدم، فاستخرج منه الذرية، كما تدل عليه الأحاديث، وقالوا:من بني آدم أيائهم، استخرج ولد آدم من أصلاب آب: يقول-رحمه االله- يعبر بمثل هذا التعبير، وابن جرير العرب، أن

أن تحمل على هذه الأحاديث الصريحة الواضحة في أن االله : -واالله تعالى أعلم-الآية والراجح في تفسير، لا كلام مع حديث نهر معقل وإذا ورد نهر االله بطل،استخرج الذرية من صلب آدم وأشهدهم على أنفسهم

ثبت ض ما عارفلا يا العهد والميثاق، إن الناس لا يذكرون هذ: ، ولا يقال-صلى االله عليه وسلم-رسول االله أخذ الذرية من صلب آدم وأشهدهم على -عز وجل-بمثل هذا، فاالله -صلى االله عليه وسلم-عن النبي

أنفسهم ألست بربكم، أخرجهم كهيئة الذر، كما تدل عليه هذه الأحاديث، ولكن ذلك لا يتوقف عليه الجزاء فهو ،))لود يولد على الفطرةكل مو((ودع في فطرهم مقتضى التوحيد والحساب، ودخول الجنة أو النار، ثم أ

لا يحاسبهم بمقتضى هذه -عز وجل- ومع ذلك االله ،، لا يفطر على الشرك-عز وجل-يفطر على توحيد االله

الفطرة، ثم أقام االله لهم الدلائل، والبراهين مما يشاهدونه من الآيات في الآفاق وفي الأنفس الدالة على عز -االله أعطاهم عقولا تدرك وتعرف أنف ، لا يحاسبهم بمقتضى هذا-عز وجل-، ومع ذلك االله حدانيةوال

عز - كأسماء االلهوتفاصيل ذلك يؤخذ من الوحي واحد لا شريك له، وأدرك جملا من هذه المعاني، -وجل وما أشبه هذا، ،دير ق، عليم،ن االله حيأ مثل ،كما أن العقل قد يدرك بعض هذه الأمور، وصفاته-وجل

لا تكون بمجردها سببا لدخول الجنة أو النار، بل أرسل إليهم وهذه الفطرة ،ذه الأمور توقيفيةوتفاصيل ه ظهر آدم،في وهم عليهم أخذهفهذا العهد، ])١٥(سورة الإسراء[ }وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا{الرسل،

. واالله تعالى أعلم،حاسبة ودخول الجنة أو النار، فكونهم لا يذكرونه لا يغير من الحكملكن لا يتوقف عليه الم

ن هذا من كلام الملائكة، إ }قالوا شهدنا{: ، ومن أهل العلم من يقولكلامهم هذا من }قالوا شهدنا{ :قوله . العلمعامة أهلو، وهذا اختيار ابن جرير للذريةوالأرجح والأصل أن الكلام

في قراءة أبي عمرو في ،])١٧٢(سورة الأعراف[ }أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين{ :وقوله . كراهة أن تقولوا: كراهة أن يقولوا، وبالتاء: يعني}إنا كنا عن هذا{ ،}أن يقولوا{الموضعين بالياء،

.}عه الشيطان فكان من الغاوينب آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتوأتل عليهم نبأ الذي{

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

بسم االله الرحمن الرحيم

في تهذيب تفسير ابن كثيرالمصباح المنير

)23(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

. وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،الحمد الله رب العالمين

م نبأ الذي آتيناه آياتنـا فانـسلخ منهـا واتل عليه{: في تفسير قوله تعالى -تعالىرحمه االله -قال المفسر الغاوين من فكان طانالشي هعفأتب * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثـل

ه يليمل عالكلب إن تح ـملهلع صص القـصاتنا فاقـصوا بآيكذب م الذينثل القوم ث ذلكلهي كهتتر ث أولهونتفكري * ونظلمكانوا ي مهأنفساتنا ووا بآيكذب الذين مثلا القواء م177-175(سورة الأعراف[ }س([.

واتل عليهم نبأ الذي {: في قوله تعالى-رضي االله تعالى عنه-روى عبد الرزاق عن عبد االله بن مسعود وكذا رواه ،بن باعوراءبلعم : هو رجل من بني إسرائيل يقال له: قال، الآية}آتيناه آياتنا فانسلخ منها

. شعبة وغير واحد عن منصور به

،هو صيفي بن الراهب: -مارضي االله تعالى عنه-د بن أبي عروبة عن قتادة عن ابن عباس وقال سعي وكان مقيما ببيت المقدس مع ، وكان يعلم الاسم الأكبر،كان رجلا من أهل البلقاء: وقال كعب: وقال قتادة

.الجبارين

آتاه االله ،بلعم: لهيقالهو رجل من أهل اليمن : -مارضي االله تعالى عنه-وقال العوفي عن ابن عباس .آياته فتركها

بعثه نبي االله ، يقدمونه في الشدائد، وكان مجاب الدعوة،كان من علماء بني إسرائيل: روقال مالك بن ديناعليه - فتبع دينه وترك دين موسى ،وأعطاه يدعوه إلى االله فأقطعه ، إلى ملك مدين-عليه السلام-موسى .-السلام

هو : -مارضي االله تعالى عنه-نة عن حصين عن عمران بن الحارث عن ابن عباس بن عييسفيان وقال وأما المشهور في سبب ،هو أمية بن أبي الصلت: وقالت ثقيف، وكذا قال مجاهد وعكرمة،بلعم بن باعر

رضي - فإنما هو رجل من المتقدمين في زمن بني إسرائيل كما قال ابن مسعود ،نزول هذه الآية الكريمة . وغيره من السلف- تعالى عنهاالله

: هو رجل من مدينة الجبارين يقال له: -مارضي االله تعالى عنه-وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

. وكان يعلم اسم االله الأكبر،بلعام

بهم -عليه السلام-لما نزل موسى : -مارضي االله تعالى عنه- أبي طلحة عن ابن عباس بنوقال علي

ومعه ،إن موسى رجل حديد: أتاه بنو عمه وقومه فقالوا-يعني بلعم- أتاه -ن ومن معهيعني بالجباري-

إني إن دعوت االله أن : قال، فادع االله أن يرد عنا موسى ومن معه، وإنه إن يظهر علينا يهلكنا،جنود كثيرة فذلك ،كان عليه فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه االله ما ، ذهبت دنياي وآخرتي،يرد موسى ومن معه

. الآية}فانسلخ منها فأتبعه الشيطان{: قوله تعالى

بسم االله الرحمن الرحيم

: أما بعد،الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله

في هذه الآية مثلا لصاحب العلم الذي لم ينتفع بعلمه، ولم يرتفع به، وهو أسوأ -ضرب االله تبارك وتعالىف..فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث{ل في القرآن مث وهذا مثل ، ])176(سورة الأعراف[ }.

-صلى االله عليه وسلم- قريش حيث أنزل االله عليهم القرآن وبعث منهم محمدا من ةإنه مضروب لأم: قيل

أنها في رجل من بني إسرائيل آتاه االله : ، والمشهورإنها في أهل الكتاب: ل وقيفكذبوه، وهذا خلاف المشهور،من الإسرائيليات التي لا ، وإنما هي -صلى االله عليه وسلم-العلم، وليس في ذلك شيء مرفوع إلى النبي

: قيلوكان مجاب الدعوة، ويعلم الاسم الأعظم كان إنه : وقيلنه من علمائهم، إ: ، فمن قائلتصدق ولا تكذب

كانت له ثلاث دعوات مستجابة، وكانت له امرأة فطلبت وألحت : وقيلإنه من علمائهم ويعلم الاسم الأعظم، : عليه أن يدعو ربه أن تكون أجمل بني إسرائيل، فلما صارت كذلك ترفعت عليه، فدعا عليها، يقولون

اس وأنه نزل بهم ما لا طاقة لهم ، فجاءه أولادها وجعلوا يتضرعون أنهم قد افتضحوا أمام النةفمسخت كلبثة، فرجعت إلى حالها، فضيع هذه الدعوات الثلاث في امرأة، ل، فدعا لها الدعوة الثاةبه، أن أمهم صارت كلب

إنه دعا على موسى، وقيل غير ذلك، فهذا رجل آتاه االله العلم ولكنه لم ينتفع بهذا العلم، فانسلخ منها، : قيلوهناك مثل آخر في القرآن لا بدائع التفسير، من المجلد الثاني في ، كلام جيد-االلهرحمه -وللحافظ ابن القيم

عنه، وهو أن أمة أوتيت العلم وحملت التوراة ثم أنها لم تعمل بها ولم تهتد بما فيها من المواعظ ايقل سوء

أقواها على الحمل وهو من والعبر، فكان مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا، والحمار من أبلد الحيوانات، ومن سورة [ }والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون{: -عزوجل-أقلها زينة كما ذكر االله

اة ثم لم يحملوها مثل الذين حملوا التور{: ، وهو من أصبرها على التحمل مع غاية الذل، قال االله])8(النحلالظالمين مدي القوهلا ي اللهات الله ووا بآيكذب م الذينثل القوم ا بئسفارمل أسحار يثل الحمسورة [ }كم

وهذه الأمثال في القرآن د، على هذا المثل بكلام مفيد جي-رحمه االله–الحافظ ابن القيم وتكلم ،])5(الجمعة والعلم يراد به ،])43(سورة العنكبوت[ }وما يعقلها إلا العالمون{: عنها-عز وجل-قال االله ،للاعتبار والاتعاظ

في عمله، بحيث لا يزيد، هالعمل والاعتبار والاتعاظ، وأما أن يتعلم الإنسان ولا يظهر ذلك في سمته وهدي وصار ،ر وانسلخ نقصا في حقه، وأسوأ من ذلك إذا تحول العالم، لا سيما في أوقات الفتن وغيفإن هذا يكون

.يضلل الناس، ويلبس عليهم ويستغل ما عرفه من العلم في التلبيس على الناس وإضلالهم، فهذا أشد ما يكون

الذي منعه غيره فترك العمل فشبه سبحانه من آتاه كتابه وعلمه العلم ": تعالى-رحمه االله-قال ابن القيم والمخلوق على الخالق بالكلب الذي هو من ، وآثر سخط االله على رضاه ودنياه على آخرته،به واتبع هواه

ومن ، وأشدها شرها وحرصا، وهمته لا تتعدى بطنه، وأوضعها قدرا وأخسها نفسا،أخس الحيوانات

لا يزال يشم دبره دون سائر ،روح حرصا وشرها ويست، وخطمه في الأرض يتشممإلا حرصه أنه لا يمشي

وهو من أمهن الحيوانات وأحملها ، وإذا رميت إليه بحجر رجع إليه ليعظه من فرط نهمته،أجزاء جسمه

وإذا ، العذرة أحب إليه من الحلوى، والجيف القذرة المروحة أحب إليه من اللحم،للهوان وأرضاها بالدنايا

،نها شيئا إلا هر عليه وقهره لحرصه وبخله وشرهه لم يدع كلبا يتناول معه مظفر بميتة تكفي مائة كلب

كأنه يتصور ،ومن عجيب أمره وحرصه أنه إذا رأى ذا هيئة رثة وثياب دنية وحال رزية نبحه وحمل عليه ، وضع له خطمه بالأرضة وإذا رأى ذا هيئة حسنة وثياب جميلة ورياس، ومنازعته في قوته،مشاركته له

.وخضع له ولم يرفع إليه رأسه

،وفي تشبيه من آثر الدنيا وعاجلها على االله والدار الآخرة مع وفور علمه بالكلب في حال لهثه سر بديع إنما كان لشدة لهثه على الدنيا ، هواهعهتبااووهو أن هذا الذي حاله ما ذكره االله من انسلاخه من آياته

ولهفه نظير لهث الكلب الدائم في حال إزعاجه ، فهو شديد اللهث عليها،لانقطاع قلبه عن االله والدار الآخرة

. واللهف واللهث شقيقان وأخوان في اللفظ والمعنى،وتركه

فهو مثل الذي يترك ، إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، لا فؤاد له،الكلب منقطع الفؤاد: قال ابن جريجمراده بانقطاع فؤاده أنه ليس له فؤاد يحمله على الصبر وترك : قلت،الهدى لا فؤاد له إنما فؤاده منقطع

وترك اللهث ، لم يبق معه فؤاد يحمله على الصبر عن الدنيا، وهكذا هذا الذي انسلخ من آيات االله،اللهث

فالكلب من أقل ، وهذا يلهث من قلة صبره عن الماء، فهذا يلهث على الدنيا من قلة صبره عنها،عليها وعلى كل ، وإن كان فيه صبر على الجوع،الثرى من العطشأكل وإذا عطش ،برا عن الماءالحيوانات ص

فحرارة الحرص في ، وذلك لشدة حرصه، يهلث قائما وقاعدا وماشيا وواقفا،حال فهو أشد الحيوانات لهثا فإن ،ام اللهث وحرارة الشهوة في قلبه توجب له دو، فهذا مشبهه شدة الحرص،كبده توجب له دوام اللهث

. وإن تركته ولم تعظه فهو يلهث،حملت عليه بالموعظة والنصيحة فهو يلهث

إن تحمل : -ماضي االله تعالى عنهر- وقال ابن عباس ،ذلك مثل الذي أوتي الكتاب ولم يعمل به: قال مجاهد .طرد لهث كالكلب إن كان رابضا لهث وإن ، إلى خيرتتركه لم يهتد وإن ،عليه الحكمة لم يحملها

عظ أو لم يوعظ كالكلب يلهث طردا و،عي أو لم يدعهو المنافق لا يثبت على الحق د: وقال الحسن"وتركا

)1(.

، قول من قال بأنه أمية بن أبي الصلت، وأمية بن أبي الصلت كان من -رحمه االله-قول الحافظ ابن كثير مها من أهل العظات والأمور التي لا شك قد تعلالشعراء الذين كثر في شعرهم ذكر الآخرة، وفي شعره من

الكتاب، ويذكر أمورا كثيرة من حقائق الآخرة في شعره، ويعظ في هذا الشعر، ويذكر أشياء من عظمة االله

أسلم شعره ولم : العجيب أنه لم يسلم، كما قيلو، فشعره من أعجب الشعر ،هتادعب، والدعاء إلى -عز وجل- أعرض -صلى االله عليه وسلم- وظهر رسول االله -صلى االله عليه وسلم-ته دعوة النبي يسلم قلبه، فلما بلغوأما ": -رحمه االله- وقول الحافظ ابن كثير ، المشهور أنها في رجل من بني إسرائيل، لكنوكابر ونأى بجانبه

ي العبارة، وإلا هذا على سبيل التوسع فف ،"المشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة فإنما هو رجل متقدمالآيات تتحدث عنه أيام وقوعه، أما أخبار الماضين فإن ذلك ليس من سبب النزول هو ما نزلت الآية أوف

، وإنما مثل هذا، فليس هذا هو سبب النزول العلماء في التعبير فيعبرون ب قد يتوسع بعضأسباب النزول، لكن .هذا من قصص بني إسرائيل

.، للإمام ابن القيم)196- 1/194(ين عن رب العالمين إعلام الموقع- 1

، من أهل ])176(سورة الأعراف[ }فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث{: -لعزوج-ووجه الشبه في قوله عليه الصلاة -إنه على ظاهره أن الرجل يلهث حقيقة، أو اندلع لسانه لما دعا على موسى : العلم من يقول

، لكن -عزوجل-الكلب، مسخه االله أنه صار بهيئة ا، فخرج لسانه كالكلب، فيكون وجه الشبه ظاهر-والسلاموما ذكره الحافظ ابن القيم هيئته هيئة الكلب بكل شيء وإنما شابهه بخروج لسانه، تليس معنى ذلك أن صار

، وبالنسبة لهذا الإنسان في قلة صبره عن عن الشربما نقله عن بعض السلف في قلة صبره في-رحمه االله-: يصبر عن العطش، وذاك لا يصبر عن شهواته، وهذا كقول من قال هذا لا،شهواته، فهذا الجامع المشترك

لقلة صبره، وهذا الإنسان أيضا كبده حراء وفؤاده منقطع لا صبر :أيإن كبد الكلب حراء، وفؤاده منقطع، لأنه لا ؛-واالله تعالى أعلم- يفسر به ما يمكن أن له شهوة سارع إليها، وهذا تله عن الشهوات، فكلما لاح

خبار نها من الألأإن لسانه خرج حقيقة، : بت مثل تلك الأخبار فيبنى عليها حكم، ويفسر بها القرآن فيقاليثته فإنه يلهث، وإن تركته في حاله فهو يلهث وهو رابض على د، والكلب إن حملت عليه وطرسرائيليةالإ

ذا من أسوأ صور الكلب، ته، وهيلهث وهو واقف، فالكلب يلهث في جميع حالاوجنبه، ويلهث وهو يمشي، ن إ :إن تحمل عليه أي: أهل العلم من قالولا يعرف هذا عند أي حيوان بصورة مستمرة كالكلب، فمن

.-واالله أعلم-والأول أحسن من هذا، : هكذا قال بعضهم، يطاردكفإنهتطارده فهو يجري ويلهث، وإذا تركته

.])176(سورة الأعراف[ } ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواهولو شئنا لرفعناه بها{: وقوله تعالى

رحمـه - يقول ابن جرير ،أتبعه الشيطان ])175(سورة الأعراف [} نها فأتبعه الشيطان فانسلخ م {: قوله تعالى وتبعه الشيطان، كمـا : أي }فأتبعه الشيطان {: والمشهور، ، صار من أتباع الشيطان " صيره تابعا له :أي": -االله

فأتبعـه الـشيطان فكـان مـن { تدل على أنه لحقه وأدركه الـشيطان، }فأتبعه{هذه اللفظة : يقول ابن القيم بالوسـاوس يتبع الإنسان لكنه قد يدركه ويتمكن منه، وقد لا يتمكن منـه فيـشغله أن الشيطان :أي ،}الغاوين

: -صلى االله عليه وسـلم -، ولهذا قال النبي ه لأن هذا غاية ما استطاع ؛والخواطر والأحلام والرؤى المزعجة

)) إلى الوسوسةكيده رد الذي الله الحمد(()2(

فيقـول له أشغله بالخواطر والأفكار،ضفإذا يئس من ابن آدم أن ي، يصلي أن يريده لأنه لا يعيد الوضوء عدة مرات، جعله ، في يقلقه في طهارته و، ، من خلق كذا من خلق كذا :له

، تبعـه :أي ])175(سورة الأعـراف [ }فأتبعه الشيطان { في -واالله تعالى أعلم - قربيكون الأ أصلا، فعلى هذا مع الإنـسان مثـل : -في بعض كتبه-، والشيطان كما قال الحافظ ابن القيم }فأتبعوهم مشرقين {: كما قال االله

الكلب مع الغزال، الغزال سريع جدا، لا يقارن بسرعة الكلب، قفزة واحدة وإذا الكلب في ناحية والغزال فـي فالذي يحـصل كيـف يـصطاد : يطارده الكلب بلا توقف، يقول ابن القيم؟ناحية أخرى، لكن ما الذي يحصل

ت الغزال، فإذا التفت ضعف وخارت قواه، فيظفر بـه ، يطارده ثم بعد ذلك يلتف ؟الكلب الغزال والغزال أسرع الإنـسان إذا التفـت للـشيطان : الكلب، بهذه الطريقة، وإلا فهو أسرع منه، وهذا حاصل للإنسان، هو يقـول

لا للوسـاوس ولا للخـواطر ولا ت أدركه الشيطان، وإذا انطلق ولم يلتف ،وطاوعه في خطواته وتزيينه وكذا

، وقال )2097(، برقم)4/10(، كتاب الأدب، باب في رد الوسوسة، وأحمد في المسند )5112(رواه أبو داود برقم - 2سلام ، وفي تحقيق كتاب الإيمان لشيخ الإ)658(إسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في ظلال الجنة : محققوه

).102(ابن تيمية

وإذا التفت إليه فإنه يزين له خطواته فيوقعه فيها، فيقـع ر سيرا صحيحا مستقيما، لخطوات الشيطان صار يسي

الوسوسـة منبعض الناس فيه في المنكرات والفواحش، وغير ذلك من النظر في كتب الشبه، وكذلك ما يقع مـن في الوضوء مما يجعله يتوضأ عدة مرات حتى يخرج وقت الصلاة، فإذا لم يلتفـت لـه فإنـه سـينجو

. الوسوسة بإذن االله تبارك وتعالى

، لرفعناه من التدنس عن قاذورات الدنيا بالآيات التي آتيناه إياها:أي: }ولو شئنا لرفعناه بها{: يقول تعالى .أي مال إلى زينة الحياة الدنيا وزهرتها: }ولكنه أخلد إلى الأرض{

:وقيل أي، "رفعناه من التدنس عن قاذورات الدنيا بالآيات": -رحمه االله- الحافظ ابن كثير قال}لرفعناه{ :قوله

الكفر والمعصية،في رفعناه فلم يقع : وقيلرفعناه في الآخرة، : وقيلشرفناه، وهذا يرجع إلى هذا المعنى،

-رحمه االله-ير الطبري كما قال كبير المفسرين ابن جر-واالله تعالى أعلم-، وكل ذلك داخل فيه وغير ذلك

رفعه عن الكفر، رفع ،، رفعه عن الدنايا والمدنسات، رفعه عن الذنوب" شرفناه بالعلم:رفعناه" :}لرفعناه بها{

ولو شئنا { من أن يكون إماما في الحق، صار مثله مثل الكلب، أخس الأمثلة، مرتبته في الدنيا والآخرة، فبدلاكل أمتي يدخل (( : فصار إماما يقتدى به، مترفعا عن كل دنس ورزية وخلق مشين، لكنه أبى}هالرفعناه ب

))فقد أبىمن أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني ((: ومن يأبى يا رسول االله؟ قال: قيل))الجنة إلا من أبى)3(

.

وغرته كما ،أقبل على لذاتها ونعيمها و،وزهرتها مال إلى زينة الحياة الدنيا : أي}ولكنه أخلد إلى الأرض{

.غرت غيره من غير أولي البصائر والنهى

أخلد إلى { ، يمكثون أبدا بلا انقطاع:أي ،)]85(المائدةسورة [ }خالدين فيها{ ومنه الخلود ،أصل الإخلاد اللزومه بها ل وصار تشاغ،ي غايته ومطلوبه الأكبر وصارت ه، بهاغللزم الدنيا شمن و ، ركن إليها: أي}الأرض

.على حساب الآخرة

لما نزل في -عليه السلام-أن موسى : وقال محمد بن إسحاق بن يسار عن سالم أبي النضر أنه حدث قد جاء ،هذا موسى بن عمران في بني إسرائيل: أرض بني كنعان من أرض الشام أتى قوم بلعام فقالوا له

وإنا قومك وليس لنا منزل وأنت رجل مجاب الدعوة فاخرج ،ويقتلنا ويحلها بني إسرائيليخرجنا من بلادنا

ذهب أدعو عليهم وأنا أعلم من االله أ كيف ، نبي االله معه الملائكة والمؤمنون!ويلكم: قال،فادع االله عليهم فركب ،فتنوه فافتتن فلم يزالوا به يرققونه ويتضرعون إليه حتى ،ما لنا من منزل: قالوا له،!؟ما أعلم

فلما سار عليها غير ،حمارة له متوجها إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل وهو جبل حسبان فلم تسر به كثيرا حتى ربضت به ، فنزل عنها فضربها حتى إذا أزلقها قامت فركبها،كثير ربضت به

أما ترى الملائكة ،؟يحك يا بلعم أين تذهبو: فقالت،فضربها حتى إذا أزلقها أذن لها فكلمته حجة عليه فلم ينزع عنها فضربها فخل ؟ تذهب إلى نبي االله والمؤمنين لتدعو عليهم،؟أمامي تردني عن وجهي هذا

على عسكر موسى وبني ،االله سبيلها حين فعل بها ذلك فانطلقت به حتى إذا أشرفت به على رأس حسبان

ولا يدعو لقومه بخير إلا ،يهم بشر إلا صرف االله لسانه إلى قومهإسرائيل جعل يدعو عليهم ولا يدعو عل

.لاقتداء بسنن رسول االله صلى االله عليه و سلما، باب بالكتاب والسنة، كتاب الاعتصام)6851(رواه البخاري برقم - 3

، إنما تدعو لهم وتدعو علينا،؟ يا بلعم ما تصنعأتدري: فقال له قومه،صرف االله لسانه إلى بني إسرائيلقد ذهبت : ه فوقع على صدره فقال لهماناندلع لسو قال ، هذا شيء قد غلب االله عليه،فهذا ما لا أملك: قاللوا النساء وأعطوهن من جم، فسأمكر لكم وأحتال، المكر والحيلة ولم يبق إلا،ني الآن الدنيا والآخرةم

ى فإنهم إن زن، امرأة نفسها من رجل أرادهاع ومروهن فلا تمن،السلع ثم أرسلوهن إلى العسكر يبعنها فيه ةاسمها كسبى ابن-أة من الكنعانيين امرت فلما دخل النساء العسكر مر، ففعلوا،يتموهمفرجل منهم واحد ك

وهو زمري بن شلوم رأس سبط شمعون بن يعقوب بن ، برجل من عظماء بني إسرائيل-ور رأس أمتهص

إني أظنك : فقام فأخذ بيدها وأتى بها موسى وقال، فلما رآها أعجبته،-عليهم السلام-إسحاق بن إبراهيم فدخل بها ،فواالله لا أطيعك في هذا: قال، هي حرام عليك،أجل: قال،؟هذا حرام عليك لا تقربها: ستقول

فنحاص بن العيزار بن هارون وكان ، الطاعون في بني إسرائيل-عز وجل- وأرسل االله ،قبته فوقع عليها فجاء والطاعون يجوس فيهم فأخبر ،ن شلوم ما صنعبصاحب أمر موسى وكان غائبا حين صنع زمري

ثم خرج بهما ،همهما بحربتظحديدة كلها ثم دخل القبة وهما متضاجعان فانتالخبر فأخذ حربته وكانت من وأسند الحربة إلى لحييه ،ته والحربة قد أخذها بذراعه واعتمد بمرفقه على خاصر،رافعهما إلى السماء

ن هلك من بنيسب م فح،فع الطاعون ور، اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك: وجعل يقول-وكان بكر العيزار-

إسرائيل في الطاعون فيما بين أن أصاب زمري المرأة إلى أن قتله فنحاص فوجدوه قد هلك منهم سبعون فمن هنالك تعطي بنو إسرائيل ولد فنحاص من،عشرون ألفا في ساعة من النهار: والمقلل لهم يقول،ألفا

ففي ، لأنه كان بكر أبيه العيزار؛م والبكر من كل أموالهم وأنفسه،ىكل ذبيحة ذبحوها الرقبة والذراع واللح إلى ،])175(سورة الأعراف[ }واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها{ :بلعام بن باعوراء أنزل االله

.])176(سورة الأعراف[ }لعلهم يتفكرون{ قوله

الرجل والمرأة نه رفعإ: يقولون،سرائيل لا تصدق ولا تكذبأخبار بني إو ،هذا من أخبار بني إسرائيل .االله أعلم بهذا ف، حمامتينرافع كأنه ،الإنسان والرمحثقل مع ،ن معهن بالرمح ما ينزلاا متعلقابالرمح وهم

اختلف ،])176(سورة الأعراف[ }لهث أو تتركه يلهثفمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه ي{: وقوله تعالى ، اندلع لسانه على صدرهان بلعام فعلى سياق ابن إسحاق عن سالم عن أبي النضر أ،المفسرون في معناه

فتشبيهه بالكلب في لهثه في كلتا حالتيه إن زفصار مثله في ضلاله : وقيل معناه،جر وإن ترك ظاهر وعدم الدعاء كالكلب في لهثه في حالتين إن حملت،مان وعدم انتفاعه بالدعاء إلى الإي،واستمراره فيه

.وإن تركته هو يلهث في الحالينعليه

رحمه - وهو اختيار كبير المفسرين ابن جرير ، وهو المشهور الذي عليه عامة أهل العلم،هذا هو الأقرب . فهو على حاله،هوعظته أو لم تعظ سواء ،في الوعظ وإنما ،نهساخرج لأأن التشبيه ليس أن هذا : -االله

وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم {: فكذلك هذا لا ينتفع بالموعظة والدعوة إلى الإيمان ولا عدمه كما قال تعالىؤمنونلا ي مه{، ])10(سورة يــس[ }تنذرس مله تغفرإن تس مله تغفرلا تس أو مله تغفرة فلن اسرم عينب

مله الله غفرأن قلب الكافر والمنافق والضال ضعيف فارغ من : وقيل معناه، ونحو ذلك])80(سورة التوبة[ }ي: وقوله تعالى، نقل نحوه عن الحسن البصري وغيره، فعبر عن هذا بهذا،الهدى فهو كثير الوجيب

}ص القصتفكفاقصي ملهلع صونصلى االله عليه وسلم-يقول تعالى لنبيه محمد ،])176(سورة الأعراف[ }ر-:

}ملهلع صص القصلعل بني إسرائيل العالمين بحال بلعام وما جرى له في إضلال االله إياه : أي}فاقص ذا سئل به أعطى وإذا في تعليمه الاسم الأعظم الذي إ-وإبعاده من رحمته بسبب أنه استعمل نعمة االله عليه

بل دعا به على حزب الرحمن وشعب الإيمان أتباع عبده ورسوله في ، في غير طاعة ربه-دعي به أجاب أن وا فيحذر: أي، لعلهم يتفكرون: ولهذا قال،-عليه السلام- كليم االله موسى بن عمران ،ذلك الزمان هم صفة محمد يهم من الأعراب وجعل بأيد فإن االله قد أعطاهم علما وميزهم على من عدا،يكونوا مثله

لاهم باتباعه ومناصرته فهم أحق الناس وأو، يعرفونها كما يعرفون أبناءهم-صلى االله عليه وسلم-علم به ولهذا من خالف منهم ما في كتابه وكتمه فلم ي،هم بذلك وأمرتهم بهؤ كما أخبرتهم أنبيا،ومؤازرته

.لدنيا موصولا بذل الآخرة أحل االله به ذلا في ا،العباد

القوم الذين { ساء مثلا مثل: يقول تعالى،])177(سورة الأعراف[ }ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا{: وقوله فمن خرج ،ة لها إلا في تحصيل أكلة وشهوة ساء مثلهم أن شبهوا بالكلاب التي لا هم: أي}كذبوا بآياتنا

ولهذا ،ه مثل وبئس المثل،عن حيز العلم والهدى وأقبل على شهوة نفسه واتبع هواه صار شبيها بالكلب

العائد في هبته كالكلب ،ليس لنا مثل السوء((: قال-صلى االله عليه وسلم-ثبت في الصحيح أن رسول االله ))يعود في قيئه

)4(.

ولكن هم ظلموا أنفسهم ، ما ظلمهم االله:أي ])177(سورة الأعراف[ }مونوأنفسهم كانوا يظل{: وقوله

والإقبال على تحصيل اللذات ،بإعراضهم عن اتباع الهدى وطاعة المولى إلى الركون إلى دار البلاء

.وموافقة الهوى

}ونالخاسر مه لئكلل فأوضن يمتدي وهالم وفه د اللههن يمن هداه : يقول تعالى ] )178(سورة الأعراف[ }م وما لم يشأ لم ، فإنه تعالى ما شاء كان، وضل لا محالة، ومن أضله فقد خاب وخسر،االله فإنه لا مضل له

، ونستعينه،إن الحمد الله نحمده((: -رضي االله تعالى عنه- ولهذا جاء في حديث ابن مسعود ،يكن ومن ، من يهد االله فلا مضل له، ومن سيئات أعمالنا، من شرور أنفسنا ونعوذ باالله، ونستغفره،ونستهديه

)) عبده ورسولها وأشهد أن محمد، وأشهد أن لا إله إلا االله وحده لا شريك له،يضلل فلا هادي له)5(

.الحديث بتمامه رواه الإمام أحمد وأهل السنن وغيرهم

هذه لا تصح"نستهديه"وزيادة )6(

.

، كتاب )1298(، كتاب الهبة، باب ذكر الاختلاف لخبر عبد االله بن عباس فيه، والترمذي برقم )3698( رواه النسائي برقم - 4 ).5426(ما جاء في الرجوع في الهبة، صححه الألباني في صحيح الجامع البيوع، باب

، والنسائي برقم "ونستهديه ونستغفره"، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، دون لفظة )868( رواه مسلم برقم - 5 .، كتاب النكاح، باب ما يستحب من الكلام عند النكاح)3278(

: ، وقال الشيخ الألباني)1/179(، وأخرجها في كتاب الأم )287(، برقم )67( الإمام الشافعي مسند فيتورد هذه اللفظة - 6

، والسبب في نكارتها هو تفرد إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي قال الحافظ ابن "الاستهداء والاستنصار"منكر جدا بزيادة قال ،وهاك كلام العلماء على الرجل) 1/93(تقريب التهذيب: انظرهو أبو إسحاق المدني متروك من السابعة، : حجر رحمه االله

كان قدريا معتزليا: لا ولا ثقة في دينه، وقال عبد االله بن أحمد عن أبيه: سألت مالكا عنه أكان ثقة؟ قال: يحيى بن سعيد القطان

ن يروي أحاديث منكرة لا أصل لها، وكان ترك الناس حديثه كا،لا يكتب حديثه: جهميا كل بلاء فيه، وقال أبو طالب عن أحمديأخذ أحاديث الناس يضعها في كتبه، وقال بشر بن المفضل سألت فقهاء أهل المدينة عنه فكلهم يقولون كذاب، وقال علي بن

، فهي)1/137(تهذيب التهذيب: انظر" كنا نتهمه بالكذب: كذاب، وقال المعطي عن يحيى بن سعيد: المديني عن يحيى بن سعيد

.فهي منكرة جدافيكون تفرده من قبيل المنكر، ، وهذا حال الرجل ،زيادة تفرد بها

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)24(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.الحمد الله رب العالمين وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب ولقد ذرأن{: في تفسير قوله تعالى- تعالىرحمه االله-قال المفسر مه لئكل أوأض مل هام بكالأنع لئكا أوبه ونعمسلا ي آذان ملها وبه ونصربلا ي نيأع ملها وبه ونفقهلا ي

179(سورة الأعراف[ }الغافلون([ .

ناهم لها وبعمل أ هي: أي}كثيرا من الجن والإنس{ خلقنا وجعلنا لجهنم :أي: }ولقد ذرأنا لجهنم{: يقول تعالى فكتب ذلك عنده في كتاب ، فإنه تعالى لما أراد أن يخلق الخلق علم ما هم عاملون قبل كونهم،أهلها يعملون

كما ورد في صحيح مسلم عن عبد االله بن عمرو ،رض بخمسين ألف سنةقبل أن يخلق السماوات والأ

إن االله قدر مقادير الخلق قبل أن ((: قال-صلى االله عليه وسلم- أن رسول االله -مارضي االله تعالى عنه-)) وكان عرشه على الماء،يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة

)1( والأحاديث في هذا كثيرة ومسألة

.ر كبيرة ليس هذا موضع بسطهاالقد

بسم االله الرحمن الرحيم

: أما بعد،الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله

قدر مقادير الخلائق منذ -تبارك وتعالى- مسألة القدر وأن االله على أهل السنة والجماعة استدل بهاهذه الآية ف على أحد ،])2(سورة التغابن[ }قكم فمنكم كافر ومنكم مؤمنهو الذي خل{: -تبارك وتعالى- كقوله وهي ،الأزل

هذه للجنة ولا : قبض قبضة فقال، خلق قوما للجنة، منذ خلقهم-عز وجل- وذلك أن االله ،المعنيين للآيةعمل بعمل من أهل النار فإنه يأنه -عز وجل- فمن كتب االله ،هذه للنار ولا أبالي: وقبض قبضة فقال،أبالي

))إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة((: كما في الحديث،أهل النار أو يختم له بعمل أهل النار ، إلى آخره)2(

، من تذروه الرياح، ألقينا: أي])179(سورة الأعراف[ }ولقد ذرأنا لجهنم{: بخلاف قول المعتزلة الذي يقولون خلق الخلق -عز وجل- واالله ،يرة من الكتاب والسنة تدل على خلاف هذا والأدلة الكث، وهذا باطل، تلقيه:أي

.وهو أعلم بهم

ليس : يعني}لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها{: وقوله تعالىوجعلنا لهم سمعا وأبصارا {: كما قال تعالى،لها االله سببا للهدايةينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جع

، كتاب القدر، باب حجاج آدم وموسى عليهما ...))كتب االله مقادير الخلائق قبل ((: ، بلفظ)2653(رواه مسلم برقم - 1 .السلام

ربك للملائكة إني جاعل في وإذ قال { :، كتاب الأنبياء، باب قول االله تعالى)3154(جزء من حديث رواه البخاري برقم - 2، كتاب القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته )2643(، ومسلم برقم }الأرض خليفة

.وسعادته، من حديث عبد االله بن مسعود رضي االله عنه

سورة [ }وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله ، هذا في حق المنافقين،])18(سورة البقرة[ }صم بكم عمي فهم لا يرجعون{: ى وقال تعال،الآية])26(الأحقاف

ولم يكونوا صما ولا بكما ولا ،])171(سورة البقرة[ }صم بكم عمي فهم لا يعقلون{: وقال في حق الكافرين }له فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضونولو علم ال{: كما قال تعالى،عميا إلا عن الهدى

،])46(سورة الحـج[ }فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور{: وقال،])23(سورة الأنفال[* شيطانا فهو له قرينحمن نقيض لهومن يعش عن ذكر الر{: وقال وإنهم ليصدونهم عن السبيل

ونتدهم مأنه ونبسحيام{: وقوله تعالى،])37-36(سورة الزخرف[ }وكالأنع لئكأي])179(سورة الأعراف[}أو :

كالأنعام السارحة التي لا تنتفع بهذه الحواس ،عونه ولا يبصرون الهدىهؤلاء الذين لا يسمعون الحق ولا يومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا {: كقوله تعالى،منها إلا في الذي يقيتها في ظاهر الحياة الدنيا

كمثل الأنعام إذا -في حال دعائهم إلى الإيمان- ومثلهم: أي،])171(سورة البقرة[ }يسمع إلا دعاء ونداء من الدواب؛ : أي}بل هم أضل{: ولهذا قال في هؤلاء،دعاها راعيها لا تسمع إلا صوته ولا تفقه ما يقول

ولأنها تفعل ما خلقت له ،لأنها قد تستجيب مع ذلك لراعيها إذا أبس بها وإن لم تفقه كلامه بخلاف هؤلاء .الكافر بخلاف ، وإما بتسخيرهاإما بطبعها

-عز وجل-افر فقد أعطاه االله وأما الك، فهي بهذه المنزلة،لم يجعل لها عقولاوالأنعام خلق -عزوجل-االله

مع أن البهيمة قد تعي بعض ما يتصل بمصلحتها وشأنها ،عقلا ومع ذلك لم ينتفع به فصار أحط من البهيمة

ساقها :أي ، أو يزجرها عن شيء، يدعوها إلى العلف أو نحو هذا، بس،بس: إذا قال لها،كما إذا أبس بها

. نعم ليزجرها أو يدعوها لشيء، بكسر الباء وبضمها أيضا،بس بس: وزجرها يقول لها

لق ليعبد االله وليوحده فكفر فإنه إنما خ،وإما بتسخيرها بخلاف الكافرنها تفعل ما خلقت له إما بطبعها ولأ ومن كفر به ، ولهذا من أطاع االله من البشر كان أشرف من مثله من الملائكة في معاده،رك بهباالله وأش

.}أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون{: ولهذا قال تعالى،من البشر كانت الدواب أتم منه

هم لا يفقهون حقائق ما جاء به ف ،}وب لا يفقهون بهاهم قلل{ هذه الآية هي وصف لأهل النار في الحياة الدنياهم معكوسة وقلوبهم متعلقة بهذه الحياة الدنيا، ليس لهم م لا فقه عندهم، أفها،-صلى االله عليه وسلم-الرسول

ن لا يبصرون بها لهم أعي{مهما رأوا وشاهدوا دلائل الحق وبراهينه، فإنهم لا ينتفعون بها فنظر وراءها، الإنسان إذا ، و مهما سمع من الآيات والمواعظ والعبر والعظات فكأنه لم يسمع}ولهم آذان لا يسمعون بها

لئلا؛ ؟هو متصف بشيء منهاأهل النار فإنه يرجع إلى نفسه وينظر هل من صفات هذه الصفةأن عرف

يدور عليها العلم والمعرفة والفهم، فالسمع السمع والبصر والفؤادس الحوا، وهذه يكون مشابها لهؤلاء فبها يقتبس الأمور ، وذلك إنما يكون بهذه الوسائطلقلب،والبصر آلتان وميزابان يصبان في القلب، والوعي ل

والبصر والفؤاد كل أولئك كان ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع {: -عز وجل-التي يعيها، كما قال االله سم نهفمن ، والناس يتفاوتون تفاوتا كبيرا في الانتفاع بما يشاهدون وما يسمعون،])36(سورة الإسراء[ }ولائع

كان إذا جاء في وليمة فجاء من يدور عليهم بالطعاممن ن السلف مفالناس من ينتفع بكل ما يراه ويعتبر به،

}ويطوف عليهم ولدان مخلدون{: -عز وجل-تذكرت قول االله : قالبكائه أو بالشراب بكى، فإذا سئل عن

نعيم أهل الجنة، وإذا انطفأ السراج بكى، فإذا أوقد السراج شوهدت دموعه على ر تذك])19(سورة الإنسان[ولهذا من أطاع االله " :-رحمه االله-قول الحافظ ابن كثير و ته،وكان سبب بكائه أنه تذكر القبر وظلملحيته،

هذه ، "من البشر كان أشرف من مثله من الملائكة في معاده، ومن كفر به من البشر كانت الدواب أتم منهعليه الصلاة -أشرف من الملائكة، بدليل أن االله أسجد الملائكة لآدم المطيع الإنسان أي كونمسألة ال

. ينبغي الاشتغال بهالا طائل تحتها، ولاهي مسألة بمثل هذا، ونابه ذلك مما يستدل به القائل، وما ش-والسلام

}لونمعا كانوا يم نوزجيآئه سمفي أس ونلحدي وا الذينذرا وبه وهعنى فادساء الحملله الأسسورة [ }و .])180(الأعراف

إن الله تسعة ((: -صلى االله عليه وسلم-قال رسول االله : قال-رضي االله تعالى عنه-ة عن أبي هرير)) مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر،وتسعين اسما

)3( ،أخرجاه في الصحيحين.

.وأخرجه الترمذي في جامعه مثله

نى من حيث الألفاظ، ليس فيها لغة في الحسن غايته، فهي حس البا:أي الحسنى }ولله الأسماء الحسنى{ :قوله يستقبح عند سماعه وإن كان معناه حسنا، وهي أيضا في غاية الحسن من ناحية المعاني؛ لأن كل أسماء اسم مشتقة، فهي تتضمن أوصافا من أوصاف الكمال، منها ما يتضمن صفة ومنها ما يجمع -عز وجل-االله

كثيرة جدا، وقد ذكر بعض أهل العلم كابن العربي هي فهي حسنى من هذه الحيثية، وجميع صفات الكمال،؛ لأن من العلماء من يجمع طائفة ، وهي ربما لا تبلغ هذاأن من العلماء من جمع من الكتاب والسنة ألف اسم

بحيث يميزها كثيرة من الأوصاف ويجعلها من جملة الأسماء، ومسألة الأسماء وتحديد الضابط الذي يضبطها ولذلك العلماء ؛، أو نحو ذلك، قد يصعب أن يؤتى بضابط دقيق يميزها-عز وجل-عما هو صفة أو فعل الله

يختلفون في بعض الأسماء إذا حاولوا جمع الأسماء الواردة مثلا في القرآن والسنة، فتجدهم -رحمهم االله- . واالله تعالى أعلمها،منهم من يذكر بعض الأسماء، ومنهم من لا يذكر يتفاوتون،

صلى -من القرآن تسعة وتسعين اسما، من أجل أن يوافق قول النبي -رحمه االله-الحافظ ابن حجر وقد جمع ، وأما الحديث الوارد في هذا عند ))إن الله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة((: -االله عليه وسلم

ولهذا قال ابن حزم بأنها مضطربة، وضعفها ؛الأسماء لا يصحغيرهما، فإن سرد الترمذي والحاكم و روايات، فهي- سرد الأسماءأي أحاديث- والحافظ ابن حجر -رحمه االله-المحققون كالحافظ ابن كثير

من (( فإنه حديث ثابت في الصحيحين وغيرهما، ومعنى ))إن الله تسعة وتسعين اسما((مدرجة، أما حديث ن له و وتسعة هو تسعالذي من هذه الأسماء هذا القدر ، أسماء االله كثيرة جداأن: أي ))أحصاها دخل الجنة

أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته ((: ورد في الحديث لأنه؛لا تحصىوإلا فأسماء االله مزية،

نيا في الإقرار والشروط التي يتعارفها الناس ما يجوز من الاشتراط والث، كتاب الشروط، باب)2585(اه البخاري برقم ور - 3، فهي من زيادة همام عن أبي هريرة كما عند ))وهو وتر يحب الوتر((: بينهم وإذا قال مائة إلا واحدة أو ثنتين، بدون زيادة

. تعالى وفضل من أحصاها، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في أسماء االله)2677(مسلم برقم

))أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك)4(

عن -عز وجل-الله أخبرنا اف،

، لكن هذا الحديث ليس فيه -صلى االله عليه وسلم-جملة كثيرة من أسمائه في الكتاب، وكذلك أخبرنا النبي : ومعنى أحصاها يعني، هي هذا العدد فقط إطلاقا-لعز وج-الحصر، ليس فيه ما يدل على أن أسماء االله

بمقتضاها، فهذا كله -عز وجل-كمال، وتعبد االله ما دلت عليه من أوصاف الوبالعد عرفها وفهم معانيها، .داخل في الإحصاء

يدخل فيه دعاء العبادة ودعاء المسألة، دعاء المسألة أن تدعو بكل اسم بما يناسب }فادعوه بها{ :وقوله ، تب علي يا رب إنك أنت التواب يا تواب تب علي،يا رحمن ارحمني، يا غفور اغفر لي: الحال، فتقول

، وقد ذكر -تبارك وتعالى- بذكر الرب }ربنا{الرحيم، هذا هو المناسب، وأكثر دعاء الأنبياء في القرآن من معاني كل هذاالشاطبي في الموافقات أن ذلك يرجع إلى أن إجابة دعاء الداعين وإعطاء السائلين،

؛ يا منتقم اغفر لي: ولا يقالعطي،يا رب يا رب، فالرب هو المتصرف المدبر الرازق الم: الربوبية، فيقال بمقتضاها، فإذا عرف أن االله -عز وجل-الله الإنسان تعبد ي، وكذلك دعاء العبادة، أن لأنه غير مناسب

هو الغفور الرحيم -تبارك وتعالى- أن االله إذا عرفتوكل عليه،سي لمتين فإنه هو القوي ا-تبارك وتعالى-

عبد ربه بمقتضى هذه الأسماء، فيدخل في،يتوب إليه وهكذالجأ إليه ويمته، وإنما يأس من رحيقنط ولا فإنه لا ي .فيه دعاء العبادة ودعاء المسألة

عن بدليل ما رواه الإمام أحمد في مسنده ،ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى غير منحصرة في تسعة وتسعينما أصاب ((: أنه قال-االله عليه وسلمصلى - عن رسول االله -رضي االله تعالى عنه-عبد االله بن مسعود

عدل في ،ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمكابن عبدك اللهم إني عبدك : أحدا قط هم ولا حزن فقال

أو ، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، سميت به نفسك، أسألك بكل اسم هو لك،قضاؤك وذهاب ، وجلاء حزني، ونور صدري،القرآن العظيم ربيع قلبي أن تجعل ،استأثرت به في علم الغيب عندك

ينبغي ،بلى((: يا رسول االله أفلا نتعلمها؟ فقال: فقيل)) إلا أذهب االله حزنه وهمه وأبدل مكانه فرحا،همي))لكل من سمعها أن يتعلمها

)5(.

. لجهالة أحد رواته؛على كل حال الحديث بهذا السياق لا يخلو من ضعف فيه

،}وذروا الذين يلحدون في أسمآئه{ : في قوله تعالى-مارضي االله تعالى عنه-ل العوفي عن ابن عباس وقا . إلحاد الملحدين أن دعوا اللات في أسماء االله:قال

، والحاكم )5/201(بإسناد ضعيف كما قال ذلك الإمام الدارقطني في العلل ) 3712(، برقم )6/247(رواه أحمد في المسند - 4هذا حديث صحيح على : ، كتاب الدعاء و التكبير و التهليل و التسبيح و الذكر، وقال)1877(، برقم )1/690(في المستدرك سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد االله عن أبيه فإنه مختلف في سماعه عن أبيه، وصححه الألباني في السلسلة شرط مسلم إن

.199(، برقم )1/198(الصحيحة (

إسناده مسلسل بالضعفاء، وصححه الألباني في صحيح : ، وقال محققوه)3712(، برقم )6/246(رواه أحمد في المسند - 5.1822(، برقم )2/171(الترغيب والترهيب (

والعزى من ،اشتقوا اللات من االله: قال}وذروا الذين يلحدون في أسمآئه{: وقال ابن جريج عن مجاهد .العزيز

والميل ،العدول عن القصد: وأصل الإلحاد في كلام العرب،يشركون في أسمائه: }يلحدون{: وقال قتادة . جهة القبلة عن سمت الحفرى ومنه اللحد في القبر لانحرافه إل،والجور والانحراف

العدول : ، والمقصود بالإلحاد في أسمائه-رحمه االله- الميل، كما ذكر الحافظ ابن كثير :هوفي اللغة الإلحاد -عزوجل-كمن يسمي االله بها عن حقائقها ومعانيها وما دلت عليه من الحق الثابت لها، ويكون بالزيادة،

ن من إ :، فبعض طوائف أهل البدع يقولون-عزوجل-بغير ما سمى به نفسه، وهذا فيه إساءة للأدب مع االله كجحود ل الفعال وغيرها من الأسماء التي اخترعوها، ويكون الإلحاد بالنقص أسمائه واجب الوجود، أو العق

إنما هي أعلام : ، أو ما دلت عليه من الأوصاف كالذي يثبت الأسماء ويقول-عز وجل-بعض أسماء االله ، ويكون أيضا بالتحريف لمعانيها،محضة، كما يقوله طوائف من أهل البدع، وبه قال ابن حزم، فتجهموا

ل أهل افعمن أ وهذا أخر، رفها عن دلالاتها التي دلت عليها وتضمنتها من الأوصاف الكاملة إلى معانفيص فأهل التعطيل أهل التحريف، ، من صفات الكمال التي دلت عليها هذه الأسماء-عز وجل-عطلوا االله فالبدع،

ى لمعبودات الباطلة بها، كالعزما ذكره طوائف من السلف من تسمية اوكل هؤلاء داخلون في هذا الإلحاد، هذه : منهم من يقولف منه، اان، إن كان مشتق منه، واللات من االله، ومناة من المنا إذا كان مشتقمن العزيز

النصارى ف، وهكذا تسميته بما لا يليق، -عز وجل-نها لا تعلق لها بأسماء االله إ:وقيلاشتقت من أسماء االله، المعاني داخلة في هذا بصفات المخلوقين، كل هذه-عز وجل-أيضا تشبيه صفات االله يسمون االله أبا، وكذلك

.الإلحاد

}دلونعبه يق وبالح وندهة يخلقنا أم نممخلقنا{: يقول تعالى،])181(سورة الأعراف[}و نممبعض :أي }و يعملون : }وبه يعدلون{ هو يدعونا إليه، :يقولون }الحقيهدون ب{لا، قائمة بالحق قولا وعم}أمة{الأمم،

ويقضون، وقد جاء في الآثار أن المراد بهذه الأمة المذكورة في هذه الآية هي هذه الأمة المحمدية، وفي االله عليه صلى -قال رسول االله : قال-ماعنهرضي االله تعالى -الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان

لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم ((: -وسلم))الساعة

))حتى يأتي أمر االله وهم على ذلك(( :وفي رواية ،)6())وهم بالشام(( : وفي رواية،)7(

)8(.

عن النبي صلى االله عليه : لم يأت بهذا اللفظ في الصحيحين، وإنما رواه البخاري عن المغيرة بن شعبة رضي االله عنه - 6عتصام بالكتاب ، كتاب الا)6881( برقم ))أمر االله وهم ظاهرونلا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم ((: وسلم قال

وهم أهل العلم، ومسلم عن ثوبان )) لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق: ((نبي صلى االله عليه وسلموالسنة، باب قول ال ،لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم((: قال رسول االله صلى االله عليه وسلم: رضي االله عنه قال

ائفة من أمتي طلا تزال : ((مارة، باب قوله صلى االله عليه و سلم، كتاب الإ)1920(برقم )) حتى يأتي أمر االله وهم كذلك عند الحاكم في المستدرك من حديث عمر بن ))حتى تقوم الساعة((: لفظةت، وورد))ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم

الألباني في السلسلة هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححها: ، وقال)8389(، برقم)4/496(الخطاب رضي االله عنه ). 7287(، وفي صحيح الجامع برقم )1956(، برقم )4/455(الصحيحة

.])40(سورة النحل[ }إنما قولنا لشيء{: ، كتاب التوحيد، باب قول االله تعالى)7022(رواه البخاري برقم - 7

،}وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون{ :صفة أهل النار في الدنيا قال -عزوجل-ذكر االله أن ثم بعد لأهل النار، ومنهم من يكون على حال صحيحة -عز وجل-فالناس منهم من كان بتلك الصفة التي ذكر االله

ع الأنبياء على الصراط المستقيم، وهذا موجود في الأمم قبلنا من أتبا-تبارك وتعالى-مستقيمة على مراد االله وإن كان ،، والذي يظهر أن هذا لا يختص بهذه الأمة وهو موجود في هذه الأمة،-عليهم الصلاة والسلام-

يكون سياق الآيات في ذكر صفة أهل النار، ثم بعد ذلك ذكر أن من الناس منلأن تحققه في هذه الأمة أكمل، . -واالله تعالى أعلم-، -عليهم الصلاة والسلام-اء ، وهذا موجود في أتباع الأنبيعلى الحق والصراط المستقيم

.رواه البخاري بالرقم السابق - 8

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)25(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

. وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعيننالحمد الله رب العالمي

بوا بآياتنا سنـستدرجهم مـن حيـث لا والذين كذ {: عند تفسير قوله تعالى - تعالى رحمه االله -قال المفسر ونلمعي*تيندي مكي إن ملي لهأمسورة الأعراف) 183-182([} و[

الرزق أنه يفتح لهم أبواب: ومعناه ،}والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون{: يقول تعالىفلما نسوا ما {: كما قال تعالى،ووجوه المعاش في الدنيا حتى يغتروا بما هم فيه ويعتقدوا أنهم على شيء

ونلسبم مغتة فإذا هم با أوتوا أخذناهوا بمتى إذا فرحء حكل شي ابوأب هملينا عوا به فتحذكر * ابرد فقطعالمينالع بلله ر دمالحوا وظلم م الذين{: ولهذا قال تعالى،]سورة الأنعام) 45-44([ }القوملي لهأمأي}و :

. قوي شديد:أي} كيدي متينإن{ ،ل لهم ما هم فيه أي أطو،وسأملي لهم

: أما بعد، الله والصلاة السلام على رسول اهللالحمد، بسم االله الرحمن الرحيم

]سـورة الأعـراف ) 182([ }والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيـث لا يعلمـون {: -تبارك وتعالى -قوله ف

يملـي -عـالى تبـارك وت - فـاالله ،ة فعله حتى يوقعه في مغب،الاستدراج هو الأخذ بالتدريج منزلة بعد منزلة ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهـم ليـزدادوا { :-عز وجل –، قال للكافرين

هينم ذابع ملها ووالخيرات فـي فيعطيهم ويغدق عليهم من الأموال والأرزاق ]سورة آل عمران ) 178([ }إثم .ثم يأخذهم فيهلكهم ،الدنيا حتى تستحكم الغفلة على قلوبهم

لهـؤلاء -عز وجـل – االله فمن الكيد أن يملي ،تعليل لما سبق ، ]سورة الأعراف ) 183[(} ن كيدي متين إ{: قوله مما يدل علـى ،ةل القرآن من المواضع التي ذكر فيها الكيد في غير مقابفي وهذا الموضع ،الكفار ويستدرجهم

لكـن وهو نوع من المجـاز، ، المشاكلة أو من قبيل ،كون من قبيل المقابلة ا أن ت يشترط فيه هذه الصفة لا أنعـز -االله : فيقـال ، بإطلاق وإنما بقيـد -جلوعز - ولا تقال الله -عز وجل -هذه الصفة لا تطلق على االله

.ال بهذا الاعتبارفهي صفة كم ،للظالمينوللمجرمين و يكيد للكافرين -وجل

}بينم إلا نذير وه ن جنة إناحبهم ما بصوا متفكري لم{: يقول تعالى]سورة الأعراف) 184([ }أو لمأو : أي}من جنة{ ،-صلى االله عليه وسلم-يعني محمدا : }ما بصاحبهم{هؤلاء المكذبون بآياتنا }يتفكروا

كان له لب ن ظاهر لم:أي: }إن هو إلا نذير مبين{ ،ليس به جنون بل هو رسول االله حقا دعا إلى حققل إنما {: وقال تعالى،]سورة التكوير) 22([ }وما صاحبكم بمجنون{: كما قال تعالى،وقلب يعقل به ويعي به

قوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي أعظكم بواحدة أن ت ،إنما أطلب منكم أن تقوموا قياما خالصا الله ليس فيه تعصب ولا عناد: يقول،]سورة سبأ) 46([ }عذاب شديد

في هذا الذي جاءكم بالرسالة من االله أبه جنون أم }ثم تتفكروا{ ، مجتمعين ومتفرقين: أي}مثنى وفرادى{ . حقا وصدقا-صلى االله عليه وسلم- فإنكم إذا فعلتم ذلك بان لكم وظهر أنه رسول االله ،؟لا

فدعا قريشا فجعل كان على الصفا -صلى االله عليه وسلم-ذكر لنا أن نبي االله : وقال قتادة بن دعامةإن صاحبكم هذا : فقال قائلهم، فحذرهم بأس االله ووقائع االله، يا بني فلان يا بني فلان،يفخذهم فخذا فخذا

أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن {: فأنزل االله تعالى،لمجنون بات يصوت إلى الصباح أو حتى أصبح إلا نذير وهبينسورة الأعراف) 184([ }م[.

. بأحاديث مسندةا وإن كان وقوف النبي على الصفا ثابتوهذا مرسل عن قتادة،

} ملهأج بقد اقتر كونى أن يسع أنء ومن شي ا خلق اللهمض والأرات واوملكوت السوا في منظري لمأوح فبأيؤمنوني هدعأولم ينظر هؤلاء المكذبون بآياتنا في ملك االله : يقول تعالى ]سورة الأعراف) 185([ }ديث ب

ذلك ويعلموا أن ، فيتدبروا ذلك ويعتبروا به،وسلطانه في السماوات والأرض وفيما خلق من شيء فيهما فيؤمنوا به ،عبادة والدين الخالص إلا لهل من لا ينبغي أن تكون الن فع وم، لا نظير له ولا شبيهلمن

ويحذروا أن تكون آجالهم قد اقتربت ، وينيبوا إلى طاعته ويخلعوا الأنداد والأوثان،ويصدقوا رسوله

.فيهلكوا على كفرهم ويصيروا إلى عذاب االله وأليم عقابه

سورة ) 185([ } وما خلق الله من شيءالأرضأولم ينظروا في ملكوت السماوات و{ :-تبارك وتعالى–قوله

: قوله وهو على ما قبلها،}ما خلق الله من شيءو{ :-عز وجل–قوله الواو هذه عاطفة تعطف ، ]الأعراف

عز - وينظروا في ما خلق االله ،أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض: ، ويكون المعنى}ملكوت{ .فكروا ويعتبروا فيت-وجل

على ملكوت، معطوفةهذه الجملة أيضا ]سورة الأعراف) 185([} وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم{: قوله

. وينزجروا عما هم فيه، يتفكروا في هذا، أجلهم أن عسى أن يكون قد اقترب،تفكروا في قرب آجالهمييعني

بعد تحذير -فبأي تخويف وتحذير وترهيب : يقول ]سورة الأعراف) 185([ }ده يؤمنونفبأي حديث بع{: وقوله إن لم يصدقوا ، يصدقون- وترهيبه الذي أتاهم به من عند االله في آي كتابه-صلى االله عليه وسلم-محمد

.!؟-عز وجل-بهذا الحديث الذي جاءهم به محمد من عند االله

اجع الضمير رايحتمل أن يكون، ]سورة الأعراف) 185([ }أي حديث بعده يؤمنونفب{: -تبارك وتعالى–قوله فبأي حديث بعد أي ، ويحتمل أن يكون عائدا إلى القرآن،ةإلى ما تقدم من التفكر والنظر في الأمور المذكور

ويحتمل ،-صلى االله عليه وسلم- ويحتمل أن يكون عائدا إلى النبي، ولعل هذا هو المتبادر،؟القرآن يؤمنونوأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده {: في قولهأن يكون عائدا إلى الأجل المذكور

ؤمنونواالله تعالى - ولكن هذا فيه بعد ،باعتبار أن الضمير يرجع إلى أقرب مذكور ]سورة الأعراف) 185([ }يفبأي تخويف وتحذير ": -رحمه االله- ولهذا قال الحافظ ابن كثير ، والأقرب أن ذلك يرجع إلى القرآن-لمأع

عبرف " وترهيبه الذي أتاهم به من عند االله في آي كتابه-صلى االله عليه وسلم-وترهيب بعد تحذير محمد

.والقرآن -صلى االله عليه وسلم- أنه محمد ابن كثير بهذه العبارة التي تشتمل على

:يقول تعالى] سورة الأعراف) 186([ }من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون{: ثم قال تعالى

ومن يرد االله ، فإنه لا يجزي عنه شيئا، ولو نظر لنفسه فيما نظر،من كتب عليه الضلالة فإنه لا يهديه أحد

.فتنته فلن تملك له من االله شيئا

قل انظروا ماذا في السماوات {: وكما قال تعالى ، فإنه لا يجزي عنه شيئا،ولو نظر لنفسه فيما نظرؤمنونم لا ين قوع النذرات وا تغني الآيمض والأرسورة يونس) 101([ }و[ .

ونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات يسأل{ }د الله ولكن أكثر الناس لا يعلمونوالأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عن

]سورة الأعراف) 187([

: قيل]سورة الأحزاب) 63([ }يسألك الناس عن الساعة{: كما قال تعالى}يسألونك عن الساعة{: يقول تعالى

وكانوا يسألون عن وقت الساعة ،ية مكية والأول أشبه؛ لأن الآ،في نفر من اليهود: وقيل،نزلت في قريش

سورة ) 25([ }ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين{: كما قال تعالى،استبعادا لوقوعها وتكذيبا بوجودهاقون منها ويعلمون أنها الحق ألا يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشف{: وقال تعالى ،]الملك

.]سورة الشورى) 18([ }إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد

سؤال تكذيب واستبعاد، ومنهم ه عن الساعة منهم من سأل-صلى االله عليه وسلم– النبي نالذين كانوا يسألو

عن الساعة، وجاء -صلى االله عليه وسلم-سأل النبي ي فقد جاء أعرابي ،تعلممسوسؤال مستخبر من سأل

لتعليم الناس أن هذا الأمر عن الساعة؛-صلى االله عليه وسلم-سأل النبي و -عليه الصلاة والسلام-جبريل . به-عز وجل-ختص االله امما

كما دلت الأحاديث على ،عة وقوعها وسميت بهذا الاسم لسر، كما هو معلومالقيامةوالساعة اسم من أسماء ، حوضه فلا يسقي منه وربما يصلح الرجل،يتبايعانه فلا يتم البيع فربما ينشر الرجلان الثوب ، المعنىهذا

. بلبن لقحته ولا يشربه الرجل أخذوربما

-لعز وج- فحساب جميع النفوس عند االله ،لسرعة وقوع الحساب فيهاسميت الساعة بهذا الاسم؛ : وقيل

.الساعة: وما كان كذلك فإنه يقال له،لأنها مؤقتة بوقت: وقيل ،كحساب نفس واحدة

رضي االله تعالى - قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ،]سورة الأعراف) 187([ }أيان مرساها{: وقوله .آخر مدة الدنيا الذي هو أول وقت الساعة: وأيان،؟ متى محطها: أي،"منتهاها" -ماعنه

المكان الذي تقف انتهت إلى :أي ،رست السفينة: تقول،الأقوال التي قالها السلف في معنى مرساها متقاربة .؟متى وقتها الذي تجيء به، ومتى تحل بالخلق: يأ، }أيان مرساها{ فمعنى ، ووقفت عندها،فيه

}قتها لوليهجي لا يبر ا عندها علمقل إنموصلى االله عليه -أمر تعالى رسوله ]سورة الأعراف) 187([ }ا إلا ه أي يعلم جلية ، فإنه هو الذي يجليها لوقتها، إذا سئل عن وقت الساعة أن يرد علمها إلى االله تعالى-وسلم . لا يعلم ذلك إلا هو تعالى، ومتى يكون على التحديد،أمرها

لا يبديها عن وقتها إلا ولا يظهرها و لا يكشف عنها :أي، صلها بمعنى الإظهارأ: التجلية}لا يجليها{ :قوله .هو

قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في ]سورة الأعراف) 187([}ثقلت في السماوات والأرض{: ولهذا قال .ماوات والأرض أنهم لا يعلمون ثقل علمها على أهل الس:قال، }ثقلت في السماوات والأرض{: قوله

وذلك باعتبار -رحمه االله-اختيار ابن جرير ثقل علمها، وهذا هو : أي، }ثقلت في السماوات والأرض{: قولهومثال ، فإنه يخف عليه ويسهل، فإذا علمه وانكشف له حقيقته وعرفه،أن ما لا يعلمه الإنسان فإنه يثقل عليه

سورة ) 78([ }سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا{: -صلى االله عليه وسلم-وسى قول الخضر لمذلك

م ذلك مستثقلاا كان عللمف ]سورة الكهف) 82([ }ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا{: علمه قالأثم لما ،]الكهف

منشغل -عليه الصلاة والسلام- وموسى ،}لم تستطع{ قال له في الأولى -صلى االله عليه وسلم-عند موسى خف وي عنه سر، هذه التصرفاتءعن حقائق هذه الأشياء وما ورا فلما أخبره ،بهذه الأشياء التي شاهدها

.عنه

.رت عليهم يقول كب،إذا جاءت ثقلت على أهل السماوات والأرض: قال الحسن: معمرقال

الساعة فإنهاإذا وقعت، ف}ثقلت في السماوات والأرض{ :-تبارك وتعالى-آخر في معنى قوله قول هذا

وتضع كل ذات ، يشيب الصغير،الأوجال ما لا طاقة للبشر بهوتكون ثقيلة شديدة تحصل فيها من الأهوال وتسجر البحار ،لزل هذه الأرض وتز، وتتغير هذه الأفلاك، وتنكدر النجوم، وتنفطر السماوات،حمل حملها

. عنها-عز وجل- إلى غير هذا من الأمور التي أخبر االله ،أماكنهاوتزال الجبال عن

}ثقلت في السماوات والأرض{: في قوله تعالى-مارضي االله تعالى عنه-وقال الضحاك عن ابن عباس

.ةليس شيء من الخلق إلا يصيبه من ضرر يوم القيام: قال

وكورت ،إذا جاءت انشقت السماء وانتثرت النجوم: قال}ثقلت في السماوات والأرض{ :وقال ابن جريج

. فذلك ثقلها-عز وجل- وكان ما قال االله ،الشمس وسيرت الجبال

. ثقل علمها:أي ، الأولمعنىالهذه الروايات الثلاث ترجع إلى

،م وصفها عظ: أي}ثقلت في السماوات والأرض{: -تبارك وتعالى–وقال بعض أهل العلم في معنى قوله ثقل علمها، وإذا وقعت فإنها نه في معنى هذه الآية أ-واالله أعلم–والراجح ، ثقلت المسألة عنها:أي: وقيل

. وهذا هو القول الأول والثاني،تكون شديدة على الخلق

ها حين فلا يعلم قيام،خفيت في السماوات والأرض: يقول،}وات والأرضثقلت في السما{: وقال السديمقرب ولا نبي مرسلتقوم ملك .

.ي علمه ثقل على النفوس حتى ينكشف وما خفا،خفي علمهأي ،هذا يرجع إلى القول الأول

قضى }لا تأتيكم إلا بغتة{: في قوله تعالى وقال قتادة، تأتيهم على غفلة، يبغتهم قيامها،}لا تأتيكم إلا بغتة{إن الساعة تهيج (: ( كان يقول-صلى االله عليه وسلم-وذكر لنا أن نبي االله : قال،االله أنها لا تأتيكم إلا بغتة

والرجل يقيم سلعته في السوق ويخفض ميزانه ،بالناس والرجل يصلح حوضه والرجل يسقي ماشيته

). )ويرفعه

لا ((: قال-صلى االله عليه وسلم- أن رسول االله -رضي االله تعالى عنه-أبي هريرة وروى البخاري عن فذلك حين لا ينفع ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون،تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها

ثوبهما ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ،نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ولتقومن ،ته فلا يطعمهح ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لق، فلا يتبايعانه ولا يطويانه،بينهما

ولتقومن الساعة والرجل قد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها،يط حوضه فلا يسقي فيهلالساعة وهو ي (()1(

.

1

.)6141: (، برقم)5/2386(ربها، رواه البخاري كتاب الرقائق، باب طلوع الشمس من مغ -

بسم االله الرحمن الرحيم

المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير

)26(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

.الحمد الله رب العالمين وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

.الآية ]سورة الأعراف) 187[( }ن الساعةيسألونك ع{: في تفسير قوله تعالى -تعالى رحمه االله-قال المفسر

]سورة الأعراف) 187[( }يسألونك كأنك حفي عنها{: -مارضي االله تعالى عنه-وقال العوفي عن ابن عباس

. كأنك صديق لهم، بينك وبينهم مودةكأن: يقول

عن الساعة -لى االله عليه وسلمص-لما سأل الناس النبي : -مارضي االله تعالى عنه-قال ابن عباس

فأوحى االله إليه إنما علمها ،حفي بهم -صلى االله عليه وسلم-سألوه سؤال قوم كأنهم يرون أن محمدا والصحيح عن مجاهد من رواية ابن أبي نجيح . استأثر به فلم يطلع االله عليها ملكا مقربا ولا رسولا،عنده

. وقتها عنها السؤال حتى علمتفيتحاست: قال،]سورة الأعراف) 187[( }ي عنهايسألونك كأنك حف{وغيره

: أما بعد،الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله، بسم االله الرحمن الرحيم

كما ، العالم بهالحفي بالشيء هو ]سورة الأعراف) 187[( }يسألونك كأنك حفي عنها{: -تبارك وتعالى-قوله ف .كثرة السؤال عن الشيء: وذكر له معنى آخر وهو-رحمه االله-قال ابن فارس

:نيمعني }حفي عنها{: لمعنى قوله-رحمه االله-ذكر الحافظ ابن كثير وقد

ك حفي عن الساعة كأنأي يسألونك عنها جملة معترضة، ويكون المعنى }كأنك حفي عنها{: المعنى الأول وورد هذا في بعض ،الخلائق لتطلعهم على أمر لم يطلع عليه أحد من ، للقرابة التي بينك وبينهم،بهم

.القراءات الشواذ

وهذا ، واستقصيت أمرها حتى علمت وقتهاالسؤالب عنها استحفيت: أي، }كأنك حفي عنها{ :المعنى الثاني . واالله تعالى أعلم ،القول هو الأقرب

ولهذا لما جاء ]سورة الأعراف) 187 [(}قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون{: ولهذا قالصلى االله عليه - فجلس من رسول االله ، في صورة أعرابي ليعلم الناس أمر دينهم-عليه السلام-جبريل ثم ، عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان-عليه السلام- وسأله ، مجلس السائل المسترشد-وسلم))ما المسئول عنها بأعلم من السائل((: -صلى االله عليه وسلم-فمتى الساعة؟ قال له رسول االله : قال

)1( ،

ه إن الله عند{: -صلى االله عليه وسلم- ثم قرأ النبي ، ولا أحد أعلم بها من أحد، لست أعلم بها منك:أي ثم ، فبين له أشراط الساعة، وفي رواية فسأله عن أشراط الساعة،الآية ]سورة لقمان) 34[( }علم الساعة

1

كتاب الإيمان، باب بيـان ، ومسلم ]سورة لقمان ) 34[(} إن الله عنده علم الساعة {باب ، كتاب الإيمان، )4499: (، برقم )4/1793(رواه البخاري - .)9: (، برقم)1/39(م ووجوب الإيمان بإثبات قدر االله سبحانه وتعالى وبيان التبري ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه، الإيمان والإسلا

))في خمس لا يعلمهن إلا االله((: قال ولهذا ،صدقت: وفي هذا كله يقول له بعد جواب، وقرأ هذه الآية)2(

: -صلى االله عليه وسلم-قال رسول االله ثم لما انصرف ، يسأله ويصدقه،عجب الصحابة من هذا السائل

))هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم(( إلا صورته ،وما أتاني في صورة إلا عرفته فيها((: وفي رواية قال،)3(

))هذه)4(

.

كانت الأعراب إذا قدموا على رسول : ت قال-ارضي االله تعالى عنه-وروى مسلم في صحيحه عن عائشة إن ((: فينظر إلى أحدث إنسان منهم فيقول؟ متى الساعة، سألوه عن الساعة-مصلى االله عليه وسل-االله

))يعش هذا لم يدركه الهرم حتى قامت عليكم ساعتكم يعني بذلك موتهم الذي يفضي بهم إلى الحصول ،)5(

صلى - أن رجلا سأل رسول االله -رضي االله تعالى عنه- ثم روى مسلم عن أنس ،في برزخ الدار الآخرةإن يعش هذا الغلام فعسى أن لا ((: -صلى االله عليه وسلم- فقال رسول االله ، عن الساعة- عليه وسلماالله

))يدركه الهرم حتى تقوم الساعة . انفرد به مسلم)6(

يقول -صلى االله عليه وسلم-سمعت رسول االله : قال-مارضي االله تعالى عنه-وعن جابر بن عبد االله وأقسم باالله ما على ظهر الأرض اليوم ، عن الساعة وإنما علمها عند االلهتسألوني((: قبل أن يموت بشهر

))من نفس منفوسة تأتي عليها مائة سنة)7(

.رواه مسلم.

تعجيز أو استهزاء هم سؤاللؤا عن الساعة لم يكن س-صلى االله عليه وسلم–بعض الذين كانوا يسألون النبي .كان سؤال استعلامأو اختبار، وإنما

..))وأقسم باالله ما على الأرض(( - صلى االله عليه وسلم–قول النبي وفي دليل على أن الخضر قد مات، . .وفيه رد على الصوفية الذين يقولون بحياة الخضر إلى الآن

ولا يدخل الدجال في عموم هذا الحديث؛ لأنه يعيش في جزيرة من جزر البحر ولا يراه الناس وهو من أمر .الغيب

مثله-مارضي االله تعالى عنه-ين عن ابن عمر وفي الصحيح)8(

.

.نخرام ذلك القرنا -صلى االله عليه وسلم-وإنما أراد رسول االله : -مارضي االله تعالى عنه-قال ابن عمر

2

ان، باب بيـان كتاب الإيم ، ومسلم ]سورة لقمان ) 34[(} إن الله عنده علم الساعة {باب ، كتاب الإيمان، )4499: (، برقم )4/1793(رواه البخاري - .)9: (، برقم)1/39(الإيمان والإسلام ووجوب الإيمان بإثبات قدر االله سبحانه وتعالى وبيان التبري ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه،

3 كتاب الإيمان، باب بيان ، ، ومسلم ]ة لقمان سور) 34[(} إن الله عنده علم الساعة {باب ، كتاب الإيمان، )4499: (، برقم )4/1793(رواه البخاري -

.)9: (، برقم)1/39(الإيمان والإسلام ووجوب الإيمان بإثبات قدر االله سبحانه وتعالى وبيان التبري ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه،

4 ).5883: (، برقم)3/446( سنن النسائي الكبرى -

5 ).2952: (، برقم)4/2269(ساعة، باب قرب الساعة، رواه مسلم، كتاب الفتن وأشراط ال-

).2953: (، برقم)4/2269 (رواه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قرب الساعة - 6

7 :، بـرقم )4/1966(لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليـوم : رواه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى االله عليه وسلم -

)2538.(

8أرأيتكم ليلتكم هذه، : (( العشاء في آخر حياته فلما سلم قام، فقال -صلى االله عليه وسلم -صلى بنا النبي : عن عبد االله بن عمر رضي االله عنهما قال -

ومـسلم، ، )116: (، برقم)1/55(رواه البخاري، كتاب العلم، باب السمر في العلم، )) فإن رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد ).53: (، برقم)4/1965(كتاب فضائل الصحابة، باب قوله صلى االله عليه وسلم لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم،

: لمقصود وإنما ا،البشرية تهلك وتموت على رأس المائة سنةأن قصد لم ي-صلى االله عليه وسلم–أي أنه

.اءأولئك الذين كانوا أحي

لقيت ((: قال-صلى االله عليه وسلم- عن النبي -رضي االله تعالى عنه-وروى الإمام أحمد عن ابن مسعود عليه -فردوا أمرهم إلى إبراهيم : قال،ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا أمر الساعة

فقال ، فردوا أمرهم إلى عيسى،لا علم لي بها: فردوا أمرهم إلى موسى فقال،لا علم لي بها: فقال-السلام ، أن الدجال خارج-عز وجل- ربي وفيما عهد إلي-عز وجل-أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا االله : عيسى

حتى إن ، إذا رآني-عز وجل-فيهلكه االله : قال، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص،ومعي قضيبان: قال

ثم يرجع الناس -عز وجل-فيهلكهم االله : قال، فتعال فاقتلهيا مسلم إن تحتي كافرا: الشجر والحجر يقول فيطئون بلادهم لا ،فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون: قال،إلى بلادهم وأوطانهم

فأدعو ، فيشكونهمثم يرجع الناس إلي: قال، ولا يمرون على ماء إلا شربوه، أهلكوهيء إلايأتون على ش فينزل االله : قال، أي تنتن،وى الأرض من نتن ريحهم عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تج-عز وجل-االله

ثم : قال يزيد بن هارون:قال الإمام أحمد. )) فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر، المطر-عز وجل-أن : -ز وجلع-ففيما عهد إلي ربي : ثم رجع إلى حديث هشيم قال،نسف الجبال وتمد الأرض مد الأديمت

)) ليلا أو نهارا،ذلك إذا كان كذلك فإن الساعة كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفاجئهم بولادتها)9(

ورواه ، )10( نحوههابن ماج

.

أحاديث ثابتة في -كما هو معلوم-ي هذا الحديث لكن بعض الجمل الواردة ف،الحديث بهذا السياق فيه ضعف .أخرى

-صلى االله عليه وسلم–وقد قال النبي ، وهي مؤذنة بقرب وقوع الساعة،ت الصغرى أكثر العلاماوقد مضت

))بعثت أنا والساعة كهاتين((: )11(

.

أن هذه -صلى االله عليه وسلم- وقد ذكر النبي ،والعلامات الكبرى مؤذنة بأن الساعة على وشك الوقوعواللحظة التي ،وكل هذا يشعر بقرب قيام الساعة ،)12(العلامات الكبرى تتابع تتابعا سريعا كالعقد إذا انفرط

}وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب{: -عز وجل-لحظة سريعة كما قال االله تقع فيها القيامة هي

.-عز وجل-إلا االله وهذه اللحظة لا يعلمها ،]سورة النحل) 77[(

حتى تأتي الريح الطيبة -عليه الصلاة والسلام- يكون أهل الإيمان مع عيسى ،ات الكبرىبدايات العلاموفي

لا تقوم الساعة إلا ((: -صلى االله عليه وسلم- ولهذا يقول النبي ،يموتون من تحت آباطهمف وتأخذ أرواحهم

9 .وقال محققو المسند إسناده ضعيف، )3556: (، برقم)1/375( رواه الإمام أحمد -

10 )81 / 9 (هوضعفه الألباني في ضعيف ابن ماج، )4081: (، برقم)2/1365( رواه ابن ماجه -

11، ومسلم، كتـاب الفـتن )6140: (، برقم )5/2385( رواه البخاري، كتاب الرقائق، باب قول النبي صلى االله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين -

).2950: (، برقم)4/2268(وأشراط الساعة، باب قرب الساعة،

12المعجم )) بعضها على إثر بعض، يتتابعن كما تتتابع الخرز في النظام, خروج الآيات : ((قال , -صلى االله عليه وسلم -نبي عن أبي هريرة، عن ال -

.)3210(انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم . قال الألباني صحيح بشواهده، )814: (، برقم)334 / 19(الكبير للطبراني

رواه )) ...الآيات خرزات منظومات في سلك، فإن يقطع السلك : ((قال رسول االله صلى االله عليه وسلم : قال -رضي االله عنه -وعن عبد االله بن عمرو .)1762(، برقم )261 / 4(وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ، )7040(، برقم )617 / 11(أحمد

))على شرار الناس)13(

االله : ولا تقوم الساعة ويقال في الأرض، يتسافدون في الطرقات تسافد الحمرفهم آمن الناس ، فإذا طلعت من مغربها، فعندئذ تطلع الشمس من مغربها-عز وجل-عرف االله يعني لا ي،االله

سورة ) 158[( }لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا{ فذلك حين،أجمعون

.]الأنعام

، فينسى إلى طبيعتهاآمن الناس أجمعون، ثم ترجعمغربها إذا طلعت الشمس من : العلموقد قال بعض أهلفعندئذ تنفع التوبة، ولكن هذا قول ضعيف، والأقرب جعون إلى حالهم التي كانوا عليها الناس هذه الآية وير

.لناسوتقوم على شرار ا ،لق إذا طلعت الشمس من مغربها إلى أن تقوم الساعةأن باب التوبة يغ

وإنما ردوا الأمر إلى ،فهؤلاء أكابر أولي العزم من المرسلين ليس عندهم علم بوقت الساعة على التعيين

صلى - منفذا لأحكام رسول االله ،نزل في آخر هذه الأمة بأنه ي، فتكلم على أشراطها-عليه السلام-عيسى فأخبر بما أعلمه ، ومأجوج ببركة دعائه هلاك يأجوج ويجعل االله، ويقتل المسيح الدجال،-االله عليه وسلم

.االله تعالى به

عن -صلى االله عليه وسلم-سئل رسول االله : قال-رضي االله تعالى عنه-وروى الإمام أحمد عن حذيفة

ولكن سأخبركم بمشاريطها وما ، لا يجليها لوقتها إلا هو-عز وجل-علمها عند ربي ((: فقال،الساعة

، قال ؟ فما الهرج،يا رسول االله الفتنة قد عرفناها: قالوا)) إن بين يديها فتنة وهرجا،يكون بين يديها))ى بين الناس التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحدالقوي: القتل، قال(( :بلسان الحبشة

)14(لم يروه أحد من .

.ه الوجهذاأصحاب الكتب الستة من

لا يزال يذكر من شأن الساعة حتى - عليه وسلمصلى االله-كان رسول االله : عن طارق بن شهاب قال

. ورواه النسائي وهذا إسناد جيد قوي،]سورة الأعراف) 187([ }يسألونك عن الساعة أيان مرساها{: نزلت

، نبي الرحمة ونبي التوبة ونبي -صلوات االله عليه وسلامه-فهذا النبي الأمي سيد الرسل وخاتمهم محمد لحمة والعاقب والمقفي والحاشر الذي تحشر الناس على قدميه، مع قوله فيما ثبت عنه في الصحيح من الم

بعثت أنا والساعة كهاتين، وقرن بين أصبعين ((: -مارضي االله تعالى عنه-حديث أنس وسهل بن سعد ))السبابة والتي تليها

قل {: إذا سئل عنها، فقال، ومع هذا كله قد أمره االله أن يرد علم وقت الساعة إليه)15(ونلمعالناس لا ي أكثر لكنالله و ا عندها علمسورة الأعراف) 187([ }إنم.[

وليس بعده الذي يحشر الناس على قدمه فكأنه بعث ليحشر الناس، والعاقب الذي جاء عقب الأنبياء حاشرال فقفى االله به على آثار من سبقه من الرسل، وهذه اللفظة ،من تقدمههو الذي قفى على آثار نبي، والمقفي

.قفاه يقفوه إذا تأخر عنه، ومنه قافية الرأس وقافية البيت: مشتقة من القفو، يقال

13

).2949: (، برقم)4/2268( رواه مسلم، باب قرب الساعة، كتاب الفتن وأشراط الساعة -

14 .)274 / 6(وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، )23354: (، برقم)5/389( رواه أحمد -

15، ومسلم، كتـاب الفـتن )6140: (، برقم )5/2385( رواه البخاري، كتاب الرقائق، باب قول النبي صلى االله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين -

).2950: (، برقم)4/2268(عة، وأشراط الساعة، باب قرب السا

رت من الخير وما مسني قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكث{ؤمنونم يلقو شيربو أنا إلا نذير إن وءسورة الأعراف) 188([ }الس[.

ولا اطلاع له على ، وأن يخبر عن نفسه أنه لا يعلم الغيب المستقبل،أمره االله تعالى أن يفوض الأمور إليه

سورة ) 26([ }عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا{: كما قال تعالى،عليهشيء من ذلك إلا بما أطلعه االله .]الجن

) 188([}ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير{: -مارضي االله تعالى عنه-قال الضحاك عن ابن عباس

فلا أبيع شيئا إلا ربحت ،لمت إذا اشتريت شيئا ما أربح فيهلع: وفي رواية، من المال: أي]سورة الأعراف .فيه

سورة ) 188([}الخيرولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من { -تبارك وتعالى–قوله في معنى الخير المذكور في

: قولان،]الأعراف

أي ]سورة العاديات) 8([ }وإنه لحب الخير لشديد{: -تبارك وتعالى–وهذه الآية كقوله الخير هو المال : الأول إن ترك مالا، : يعني]قرةالبسورة ) 180[(}إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين{: وكقوله، لحب المال

. من مال:، أي]سورة البقرة) 215[( }قل ما أنفقتم من خير{: وكقوله

واالله -والأقرب -تبارك وتعالى- من العمل الصالح الذي يقربني إلى االله : أي}الخير من لاستكثرت{ :الثاني كان مجتهدا في -صلى االله عليه وسلم– هو القول الأول، لأنه الأكثر ورودا في القرآن، والنبي -تعالى أعلم .ن يعلم الغيب وهذا لا يحتاج أ-عز وجل–طاعة االله

}وءالس نيسا مممعنى ذلك لو : وقال ابن جرير وقال آخرون،ولا يصيبني الفقر ]سورة الأعراف) 188[(}و فاستعددت له من ، ولوقت الغلاء من الرخص،كنت أعلم الغيب لأعددت للسنة المجدبة من المخصبة

.الرخص

لاجتنبت ما يكون من : قال ]سورة الأعراف) 188[(} السوءوما مسني{وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم للمؤمنين بالجنات كما قال وبشير ، نذير من العذاب: أي، ثم أخبر أنه إنما هو نذير وبشير،الشر واتقيته

.]سورة مريم) 97([ }افإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لد{: تعالى

: يقول-عليه السلام- فهذا نوح ، لا يعلمون الغيب-عليهم الصلاة والسلام–وردت آيات تدل على أن الرسل

سورة ) 46([ } فلا تسألن ما ليس لك به علم{: له-عز وجل- فقال االله ،]سورة هود) 45[( }إن ابني من أهلي{

ثم بعد ذلك ، وأتعب أهله في صنع الطعام، ذبح عجله وأنضجه-صلى االله عليه وسلم- إبراهيم وكذلك،]هودلو أن لي بكم قوة {: قال لقومه-عليه الصلاة والسلام- ولوط ، وأنهم لا يأكلونلم يعلم أن هؤلاء من الملائكة

فلم يكن يعرف أن ،]سورة هود) 81- 80([ } رسل ربك لن يصلواقالوا يا لوط إنا *أو آوي إلى ركن شديدعليهم الصلاة – الرسل التي تدل على أن رةي إلى غير هذا من الأمثلة الكثالضيوف الذين أتوه ملائكة،

صلى االله عليه -ن النبي إ: الذين يضللون الناس ويقولونف ،وهم أشرف الخلق لا يعلمون الغيب -السلام .؟ االله المستعان في مثل هذه الآياتماذا سيقولون ، الغيبيعلمون أو أن الأولياء، يعلم الغيب-لموس

بسم االله الرحمن الرحيم

في تهذيب تفسير ابن كثيرالمصباح المنير

)27(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

. وعلى آله وصحبه أجمعين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد،الحمد الله رب العالمين

لقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها هو الذي خ {: في تفسير قوله تعالى - تعالى رحمه االله -قال المفسر الحا لنكـوننتنا صآتي ا لئنمهبر ا اللهوعا أثقلت دت به فلمرلا خفيفا فمملت حما حا تغشاها فلمهإلي كنسلي

الشاكرين من* فلم ـشركونـا يمع ـالى اللـهـا فتعما آتاهكاء فيمشر لا لهعالحا جا صمسـورة [ }ا آتاه .])190-189(الأعراف

ثم انتشر ، وأنه خلق منه زوجته حواء،-عليه السلام-ينبه تعالى على أنه خلق جميع الناس من آدم لناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن يا أيها ا{: الناس منهما كما قال تعالى

الله أتقاكم عند كممن نفس {: وقال تعالى،])13(سورة الحجرات[ }أكرالذي خلقكم م كمباتقوا ر ا الناسها أيي .الآية ])1(سورة النساء[ }حدة وخلق منها زوجهاوا

بسم االله الرحمن الرحيم

.بعدو ،الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله

فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيمـا آتاهمـا فتعـالى اللـه عمـا {: -عزوجل-الإشراك في قول االله ، أو أن -صـلى االله عليـه وسـلم –لعلم من الصحابة ومن بعدهم كلام، هل وقع مـن آدم لأهل ا ، }ركونيش

صـلى االله -أن المراد به آدم ، والمشهور الذي عليه عامة أهل العلم ولا ينبغي العدول عنه، ؟المقصود غيره خلق النـاس مـن -عزوجل-الله أن ا : ، أي وحواء، وإن قال من قال بأن المراد بالنفس الواحدة -عليه وسلم

من هيئة وشكل واحد، وهو هيئة الإنسان وحقيقتها، وإن اختلفوا في بعض الفـوارق غيـر : نفس واحدة، أي ، والذي دعاهم إلـى من هيئة واحدة، وهذا تأويل بعيد :أي }من نفس واحدة {: المؤثرة في هذه الحقيقة، فقوله

وحواء لم يقع منهما هذا الإشراك ولـيس -إن آدم صلى االله عليه وسلم : لواهذا القول هو أنهم يريدون أن يقو

الهيئـة النفس على هو المراد، وكان بإمكانهم أن يقولوا غير هذا الكلام الذي فيه ما فيه من التعسف في حمل عليـه إن أول الكلام فـي آدم صـلى االله : الواحدة، وليس في فصل أول الكلام عن آخره أي إشكال، فيقولوا

صـلى االله عليـه -، فالآية لا تتحدث عن آدم ليس في آدم }جعلا له شركاء فيما آتاهما {، وإن آخره -وسلم ، وخلق منه زوجه حواء كمـا قـال االله -صلى االله عليه وسلم -والمشهور كما سبق أن االله خلق آدم ، -وسلم

سـورة [ } ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلـق منهـا زوجهـا يا أيها الناس اتقوا {: -تبارك وتعالى -

: أي }هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منهـا زوجهـا {: ، ومن أهل العلم من يقول بأن قوله ])1(النـساء

، وظاهر ])72(سورة النحل [ }له جعل لكم من أنفسكم أزواجا وال{: -تبارك وتعالى - كقوله فهوجعله من جنسها، الآيات تدل على خلاف هذا المعنى بالنسبة لآية الأعراف، وإن كان ذلك ملزوما للمعنى المشهور وهو أن االله

.-واالله أعلم- خلق آدم وخلق منه حواء، فهي من جنسه، -عز وجل-

ومن {: كقوله تعالى، ليألفها ويسكن بها: أي}وجعل منها زوجها ليسكن إليها{: وقال في هذه الآية الكريمة ألفة فلا،])21(سورة الروم[ }آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة

ولهذا ذكر تعالى أن الساحر ربما توصل بكيده إلى التفرقة بين المرء ،عظم مما بين الزوجينبين روحين أ

.وزوجه

إنما هي النطفة ثم ، وذلك أول الحمل لا تجد المرأة له ألما}حملت حملا خفيفا{ ، وطئها: أي}فلما تغشاها{ .العلقة ثم المضغة

.استمرت بحمله: مجاهد قال}فمرت به{: وقوله

وقال ،هاستخفت: وقال ميمون بن مهران عن أبيه، عن الحسن وإبراهيم النخعي والسدي نحوهيورو

. إنما هي فاستمرت به،لو كنت رجلا عربيا لعرفت ما هي: قال}فمرت به{: سألت الحسن عن قوله: أيوب

. استبان حملها}فمرت به{: وقال قتادة

.معناه استمرت بالماء قامت به وقعدت: ابن جريروقال

.ت أحملت أم لااستمرت به فشك: -مارضي االله تعالى عنه-وفي عن ابن عباس وقال الع

ويدل عليه قراءة ابن عباس ، -واالله تعالى أعلم- هو المشهور والأقرب ،استمرت: أي }فمرت به{ :قوله

والقراءة الشاذة تفسر القراءة المتواترة، هذا الذي عليه ،}فاستمرت به{، وهي في الشواذ -رضي االله عنه-

مرت : استمرت فسره بمعنيين، الأولف ،معناه استمرت بالماء قامت به وقعدت: قال ابن جريروأكثر السلف، م يو{ المور هو الحركة، ،}فمارت به{قامت به وقعدت؛ لأنه جاء في قراءة أخرى شاذة : قالفاستمرت، : أي

- لعله راعى هذه القراءة وهي قراءة أيضا منسوبة لابن عمر ، و])9(سورة الطور[ }تمور السماء مورا

:أي }فمرت به{، وفي قراءة أخرى أيضا مروية عن ابن عباس ويحيى بن يعمر -مارضي االله تعالى عنه

. -واالله أعلم-الأول أشهر وجزعت بهذا الحمل،

.كبر الولد في بطنها: وقال السدي، صارت ذات ثقل بحملها: أي}أثقلتفلما {

. إذا كبر الولدصارت ذات ثقل: أي }فلما أثقلت{ :قوله

رضي االله تعالى - كما قال الضحاك عن ابن عباس ، بشرا سويا:أي }صالحادعوا الله ربهما لئن آتيتنا { .أشفقا ألا يكون إنسانا: وكذلك قال أبو البختري وأبو مالك، أن يكون بهيمة أشفقا:-ماعنه

، هذا الدعاء يمكن أن يحمل على أعم معانيه، وهذا الذي اختاره أبو جعفر بن جرير }لئن آتيتنا صالحا{: قولهها، بحيث لا يكون ، فيدخل فيه صلاح الدين، وصلاح العقل، وكمال الخلقة وصلاح-رحمه االله-الطبري

. مشوها

* لنكونن من الشاكرين{لئن آتيتنا غلاما : وقال الحسن البصري فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما شركونا يمع الى اللها فتعمآتاه{.

كان هذا في بعض : قال} له شركاء فيما آتاهماجعلا{: -عنهرضي االله تعالى-روى ابن جرير عن الحسن .أهل الملل ولم يكن في آدم

، فكأنه يتحدث عن قضية واحدة، لكنه في المعنى مفصول، فالكلام الأول ىفالكلام موصول لفظا مقطوع معنذي خلقكم من نفس هو ال{: آدم وحواء، وضمير التثنية يدل عليه في قولهفي -وعليه عامة أهل العلم-

فلما آتاهما صالحا جعلا {، }واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت بهشركونا يمع الى اللها فتعما آتاهكاء فيمشر كاء {ل هذا في آدم وحواء ك}لهشر لا لهعالحا جا صما آتاهفلم

ويذكرون ، }فلما آتاهما صالحا{: ، ذهب كثير من السلف إلى أن المراد به آدم وحواء في قوله}فيما آتاهماخافت من هذا فق بطنك، ويش يكون له قرن أيل هإن: أنه جاءهما إبليس وطاف بهما، وقالةروايات إسرائيلي

فأرشدها إلى المخرج من هذا كله، وهو أن تسميه بعبد الحارث، وأن الحارث هو الشيطان، فسموه بعبد ، الشجرة منكلالأ ب من قبلأغواهما والشيطان قد- وحواء-صلى االله عليه وسلم-يعني آدم -الحارث

في الشرك، هذا إليه، ثم بعد ذلك يقع مرة ثانيةنبي، يوحىآدم و، فنزلا إلى دار الشقاء،خرجا من الجنةفأشيء لا يمكن أن يعقل ولا يقبل، نبي ويقع في الشرك، ويخدعه الشيطان مرتين، والثانية أشد من الأولى،

هذا ، فسموه بهذا الاسم خوفا من حصول مشكلة، وهذا شرك تسمية، وشرك التسمية ما هو بشرك: قالوا شيء في هذا، ومثل هذه -صلى االله عليه وسلم-ل ولا يصح إطلاقا عن النبي الكلام غير صحيح، ولا مقبو

ن هذا الكلام من قبيل الموصول إ: بها، لذلك قال الحسن وطائفةينل عليها، مع كثرة القائلالروايات لا يعو صالحا جعلا له فلما آتاهما{ وهذا الجزء الأخير ،، فيكون أول الآية في آدم وحواءىلفظا المفصول معن

ومن أهل ، بعض أهل الملل، يعني في غير آدم وحواء، هذا فيمن وقع من ذريته من الإشراكفي }شركاء

آدم وحواء، لكن المفصول : أي }فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء{: من قال-رحمه االله-العلم كابن جرير عما وقع من إشراك من أشرك باالله }فتعالى الله عما يشركون{ت بصيغة الجمع لأنها جاءفي الذرية؛عنده

نظر إلى التثنية في الضمير -رحمه االله-، فابن جرير -صلى االله عليه وسلم- من ذرية آدم -عز وجل-ن هذا من إ: الواهذا كله في آدم وحواء، ق: وأنه متسق مع كل ما قبله ثم جاء بصيغة الجمع، والذين قالوا

فإن {: -عز وجل-الالتفات، التفت من التثنية إلى الجمع، وقد يعبر عن الاثنين بصيغة الجمع، كما قال االله يحصل بأخوين، تحجب الأم من الثلث إلى السدس، -حجب النقصان-، ومعلوم أن هذا الحجب }كان له أخوة ليس في آدم وحواء، }جعلا له شركاء{: وأن قوله، أن أول الآية في آدم وحواء-واالله أعلم-فالذي يظهر .-واالله أعلم- هو الأقرب والأحسن وقول الحسن

.}جعلا له شركاء فيما آتاهما{ يعني ، بها ذرية آدم ومن أشرك منهم بعدهىعن: وعنه قال

دوا نصارى رزقهم االله أولادا فهوهم اليهود وال: يقول-رضي االله تعالى عنه-كان الحسن : وعن قتادة قالوهو من أحسن ، أنه فسر الآية بذلك،-رضي االله تعالى عنه- وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن ،رواونص

وإنما المراد من ذلك ، وأنه ليس المراد بهذا السياق آدم وحواء،التفاسير وأولى ما حملت عليه الآية

ولقد زينا السماء الدنيا { : كقوله،ر الشخص إلى الجنس وهو كالاستطراد من ذك،المشركون من ذريتهابيحصومعلوم أن المصابيح وهي النجوم التي زينت بها السماء ليست هي التي ،الآية ])5(سورة الملك[ }بم

. واالله أعلم، ولهذا نظائر في القرآن، وإنما هذا استطراد من شخص المصابيح إلى جنسها،يرمى بها

.لا يرجم بالمصباح، ولكن يرجم بالشهب }وجعلناها رجوما للشياطين{ :قوله

} خلقوني مهئا وخلق شيا لا يم شركونأي * ونرنصي مهلا أنفسا ورنص مله ونتطيعسلا يو * موهعتد إنوإلى اله امتونص أنتم أم موهتموعأد كمليع اءوس وكمتبعى لا يد * ادون الله عبد من ونعتد الذين إن

ادقينص كنتم إن وا لكمتجيبسفلي موهعفاد ثالكما أ* أمبه شونمل يجأر مأله مله ا أمبه طشونبد يأي مله مإن وليي الله * أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون

الحينلى الصتوي وهو ل الكتابالذي نز * مهلا أنفسو كمرنص ونتطيعسونه لا يد من ونعتد الذينو ونرنصي *ونصربلا ي مهو كإلي وننظري ماهتروا وعمسى لا يدإلى اله موهعتد إن191(سورة الأعراف[}و -

199[(.

وهي مخلوقة الله ،مشركين الذين عبدوا مع االله غيره من الأنداد والأصنام والأوثانهذا إنكار من االله على ال

بل هي جماد ، ولا تبصر ولا تنتصر لعابديها، لا تملك شيئا من الأمر ولا تضر ولا تنفع،مربوبة مصنوعةيشركون ما أ{: ولهذا قال، وعابدوها أكمل منها بسمعهم وبصرهم وبطشهم، ولا تبصرتسمعلا وتحرك تلا

خلقوني مهئا وخلق شيكقوله ،؟ أتشركون به من المعبودات ما لا يخلق شيئا ولا يستطيع ذلك:أي }لا ي ولو اجتمعوا يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا {: تعالى

طلوبالمو ف الطالبعض منه تنقذوهسئا لا يشي ابالذب مهلبسإن يو له* الله ره إنق قدح وا اللهرا قدمزيزع بل لو ،تطاعوا خلق ذبابة أخبر تعالى أن آلهتهم لو اجتمعوا كلهم ما اس،)]74 - 73(سورة الحج[}لقوي

د عبن هذه صفته وحاله كيف ي فم،سلبتهم الذبابة شيئا من حقير المطاعم وطارت لما استطاعوا إنقاذه منهاولهذا قال تعالى،!؟ستنصرليرزق وي :}خلقوني مهئا وخلق شيكما ، بل هم مخلوقون مصنوعون: أي}لا ي

.الآية ])95(سورة الصافات[} أتعبدون ما تنحتون{: -عليه السلام-قال الخليل

سياق الآية يدل على أن إلى آخره، }ولا يستطيعون لهم* أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون { :قولهاء وآخرها في الذرية وما وقع المراد بأول الآيات آدم وحوأن ن، وهي قرينة تدل على والمراد بها المشرك

.-واالله أعلم-منهم من الإشراك،

ولا لأنفسهم : يعني}ولا أنفسهم ينصرون{ ، لعابديهم: أي}ولا يستطيعون لهم نصرا{: ثم قال تعالى

نها غاية يكسر أصنام قومه ويهي-عليه الصلاة والسلام- الخليل ن كاكماينصرون ممن أرادهم بسوء : وقال تعالى،])93(سورة الصافات[ }فراغ عليهم ضربا باليمين{: كما أخبر تعالى عنه في قوله،الإهانة

}ونجعره يإلي ملهلع ما لهذاذا إلا كبيرج ملهعوكما كان معاذ بن عمرو بن الجموح ،])58(سورة الأنبياء[} فج

-صلى االله عليه وسلم- وكانا شابين قد أسلما لما قدم رسول االله -مارضي االله تعالى عنه-عاذ بن جبل وم

ليعتبر ، فكانا يعدوان في الليل على أصنام المشركين يكسرانها ويتلفانها ويتخذانها حطبا للأرامل،المدينة فكانا ، صنم يعبده ويطيبه- في قومهوكان سيدا- فكان لعمرو بن الجموح ،قومهما بذلك ويرتئوا لأنفسهم

، فيجيء عمرو بن الجموح فيرى ما صنع به،يجيئان في الليل فينكسانه على رأسه ويلطخانه بالعذرة حتى ، ويعود إلى صنيعه أيضا، ثم يعودان لمثل ذلك،انتصر: فيغسله ويطيبه ويضع عنده سيفا ويقول له

حبل في بئر هناك فلما جاء عمرو بن الجموح ورأى ذلك نظر ياه فيأخذاه مرة فقرناه مع كلب ميت ودل

: فعلم أن ما كان عليه من الدين باطل وقال

* نتدس ما إلهتاالله لو كنت * لم تك والكلب جميعا في قرن*

. وجعل جنة الفردوس مثواه- وأرضاهرضي االله تعالى عنه- وقتل يوم أحد شهيدا ،ثم أسلم فحسن إسلامه

، أن هذه الأصنام لا تسمع دعاء من دعاها: يعني،الآية }وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم{: وقولهيا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا {: -عليه السلام- كما قال إبراهيم ،وسواء لديها من دعاها ومن دحاها

بل ،ثلهم مخلوقات م: أي،ر تعالى أنها عبيد مثل عابديها ثم ذك،])42(سورة مريم[ }يبصر ولا يغني عنك شيئا . وتلك لا تفعل شيئا من ذلك،الأناسي أكمل منها؛ لأنها تسمع وتبصر وتبطش

، واجهدوا جهدكم، فلا تؤخروني طرفة عين، استنصروا بها علي: أي، الآية}قل ادعوا شركاءكم{: وقوله وهو نصيري وعليه متكلي ، وحسبي االله كافي:أي} ي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحينإن وليي الله الذ{

لما -عليه السلام- وهذا كما قال هود ، وهو ولي كل صالح بعدي، وهو وليي في الدنيا والآخرة،ألجأ إليهوا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتن{: قال له قومه

إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ * من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون * ا إنتهتقيمبناصيساط ملى صري عب{: -عليه السلام-وكقول الخليل ، ])56 – 54(سورة هود[} ر اؤكمآبو أنتم

ونمالأقد * المينالع بلي إلا ر ودع مدين* فإنههي والآيات )]78 - 76(سورة الشعراء[}الذي خلقني فه، سورة [ }وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون* إلا الذي فطرني فإنه سيهدين {: وقومهوكقوله لأبيه

.)]28 - 27(الزخرف

وذلك بصيغة ، إلا أنه بصيغة الخطاب، إلى آخر الآية مؤكد لما تقدم}إن الذين تدعون من دون االله{: وقوله

.])197(سورة الأعراف[ }لا يستطيعون نصركم ولآ أنفسهم ينصرون{: ولهذا قال ،الغيبة

إن {: كقوله تعالى ،}وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون{: وقولهعوا دعمسلا ي موهعتدالآية])14(سورة فاطر[ }اءكم .

كأنها ،ينظرون إليك أي يقابلونك بعيون مصورة: إنما قال}وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون{: وقولهوتراهم ينظرون { ، ولهذا عاملهم معاملة من يعقل؛ لأنها على صورة مصورة كالإنسان،ناظرة وهي جماد

كفعبر عنها بضمير من يعقل }إلي.

نظرت إلى التمثال المصور الذي له فإنك إذا }وتراهم ينظرون إليك{تتحدث عن آلهة المشركين هذه الآيات ظاهر السياق، ومن أهل وهذاكأنه ينظر إليك، ينظر إلى من ينظر إليه، أو يقابله، لكنه لا يبصر،تراه أعين،

لا يبصرون الحق، لكن هذا : أي}وهم لا يبصرون{المشركين، : أي }راهم ينظرون إليكوت{: العلم من قال

، ولم يقل}وتراهم ينظرون إليك{ :إلى هذا القول التعبير بصيغة العقلاء في قولهألجأ القائل القول بعيد، والذي

اد لهذه الأصنام، وهذا لا بالمراد الع: صنام لا تنظر، فقالواأن الأ: والأمر الآخر هو، هذا أمرتنظر إليكالضمائر إرجاع داعي له؛ لأن هذه التماثيل على هيئة من ينظر، وإن كانت لا تبصر، والسياق كله في هذا، و

عها إلى وإن تد:ولم يقل }وإن تدعوهم{: إلى مرجع واحد أولى من التفريق بها بلا شك، وقال في هذه الآيات .تنظر إليك: ولم يقل}وتراهم ينظرون{: لا تتبعكم، وقال: ولم يقل ،}يتبعوكملا {الهدى

لا تستطيع، فالتعبير عن غير : ولم يقل}لا يستطيعون{: لا تبصر، ثم قال :أي} وهم لا يبصرون{: وقوله يستطيعون، وما أشبه ذلك، فعبر عنها بهذه ،ينظرون: وعن العقلاء، تنظر، لا تستطيع: بهذه الطريقةالعقلاء

جعلوها آلهة، فجاراهم في ذلك، ، بل مجرد عقلاءون للعقلاء؛ لأن هؤلاء ما جعلوهاالصيغة التي تك

يكون قد :الخطاب في القرآن قد يأتي بحسب نظر المخاطب، وإن كان المخاطب لا يعتقده، وهو نوعانو

سورة [}يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون{ :فقوله وقد يكون صحيحا، ،باطلالاعتقاد المخاطب

وهو حق ا، لا يعتقد أنه نزل إليه الذكر،ب لا يعتقد هذالمخاطو خاطبوه بناء على قوله واعتقاده، ])6(الحجر

كما هؤلاء ليسوا بآلهة، فتقده مثل هذا، المخاطب لا يعكونه أنزل إليه الذكر، وأحيانا لا يكون صحيحا، وحجة، شبهات الكفارسمي أحياناي }متهجبناء على اعتقادهم أنها حجج، ولكن قال هذاشبهة، ، مع أنها }ح

ويسمي هذه المعبودات الباطلة أحيانا آلهة بناء على اعتقادهم، جعلوها آلهة، وهكذا التعبير عنها بهذه الصيغ،

والشمس والقمر {: -صلى االله عليه وسلم-ل غير العاقل منزلة العاقل عومل معاملته، كما قال يوسف زفإذا ناجدينلي س متهأيلأن الشمس والقمر أضيف إليها فعل من ؛ رأيتها لي ساجدة: ولم يقل، ])4(سورة يوسف[ }ر

.-واالله تعالى أعلم- العقلاء، أفعال العقلاء وهو السجود، فعوملت معاملة

بسم االله الرحمن الرحيم

في تهذيب تفسير ابن كثيرالمصباح المنير

)٢٨(سورة الأعراف

خالد بن عثمان السبت/ الشيخ

. وعلى آله وصحبه أجمعين، وصلى االله وسلم وبارك على نبينا محمد،الحمد الله رب العالمين

* وأمر بالعرف وأعرض عن الجـاهلين خذ العفو{: في تفسير قوله تعالى -تعالى رحمه االله -قال المفسر

ليمع ميعس تعذ بالله إنهغ فاسطان نزالشي من غنكنزا يإم٢٠٠-١٩٩(سورة الأعراف[ }و([.

المشركين عشر أمره االله بالعفو والصفح عن}خذ العفو{: وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله . ثم أمره بالغلظة عليهم،سنين

.من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تجسس: قال}خذ العفو{: وقال غير واحد عن مجاهد في قوله

يأخذ العفو من أخلاق أن -صلى االله عليه وسلم-أمر االله رسول االله : وقال هشام بن عروة عن أبيه . لك من أخلاقهمفيخذ ما ع: وفي رواية قال،الناس

-مارضي االله تعالى عنه-وفي صحيح البخاري عن هشام عن أبيه عروة عن أخيه عبد االله بن الزبير

" من أخلاق الناس}خذ العفو{إنما أنزل ": قال)١(

.

وفي رواية عن هشام عن ،-مارضي االله تعالى عنه-وفي رواية لغيره عن هشام عن أبيه عن ابن عمر

. أنهما قالا مثل ذلك واالله أعلم-ارضي االله تعالى عنه-شة أبيه عن عائ

لما : حدثنا سفيان هو ابن عيينة عن أمي قال: وروى ابن جرير وابن أبي حاتم جميعا حدثنا يونس قال ،}جاهلينخذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن ال{: -صلى االله عليه وسلم- على نبيه -عز وجل-أنزل االله

عمن ظلمك وتعطي وإن االله أمرك أن تعف: ما هذا يا جبريل؟ قال((: -صلى االله عليه وسلم-قال رسول االله

))من حرمك وتصل من قطعك)٢(

.

بسم االله الرحمن الرحيم

:الحمد الله والصلاة والسلام على رسول االله، أما بعد

الصفح عن إساءة المسيء، والإعراض : ، المعنى الأولة معانثفيها ثلا }خذ العفو{: -تبارك وتعالى-فقوله ل ا زاد فيما يتصل بأمو: أيا وهو ما عف:والتجاوز عن ذلك بحيث لا يقف عند الإساءة، والمعنى الثاني

الناس، بحيث يتصدق بما زاد عن حاجته وحاجة أهله، وهذا كان في أول الإسلام، حينما كان الناس في شدة رضي االله -لا يجوز للإنسان أن يدخر شيئا، وهذا الذي فارق عليه أبو ذر : ال بعض أهل العلم فقد ق،وضيق ، وذهب إلى قومه وبقي فيهم سنين متطاولة، ثم جاء إلى النبي-صلى االله عليه وسلم- النبي -عنهتعالى

سورة [}خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين{، كتاب التفسير، باب )٤٣٦٧( رواه البخاري برقم - 1 )].١٩٩(الأعراف

وابن أبي حاتم في تفسيره ، )١٥٥٤٨(، برقم )١٣/٣٣٠(ي جامع البيان في تأويل القرآن رواه ابن جرير الطبري ف - 2 .)٩٤٤٩(، برقم )٦/٣٢٠(

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

سع على المسلمين، قد و-عز وجل- في المدينة بعد ذلك بزمن طويل وكان االله -صلى االله عليه وسلم- ت ذمته، وأما أبو ذر ئوصار يجوز للإنسان أن يدخر، وأن ذلك لا يكون كنزا وأنه إذا أخرج الزكاة بر

دخر فهو كنز يكوى به جبينه وجنبه وظهره، وخالفه على هذا فكان يرى أن كل ما ي-رضي االله تعالى عنه- وهو الأقرب في ي عليه عامة السلفلمعنى المشهور الذوهو ا- والمعنى الثالث،-مرضي االله عنه-الصحابة

الناس في فيكون المعنى لا تستقص من أخلاق الناس،: أي}خذ العفو{أن المراد : -تفسيرها واالله تعالى أعلم ، كل حق وتستقص،معاشرتهم ومخالطتهم، وتطلب حقك منهم، فلا تطالبهم بكل حقوقك وتدقق معهم في هذا

، فالنفس من شأنها أن تضعف، شيئا لا دقيقا ولا جليلا، فإن من فعل ذلك فإنه سيتعب ويتعب الناسفلا تفوت ن لها حالات من الإقبال والإدبار، وقد تسوء النفس وتسوء الطباع والأخلاق بسبب ظاهر، أو بغير سبب وويك

والعجز، فخذ التقصيروم الضعف طبيعته فالبشر من ،أحيانا، فالنفس تمر في حالات من الارتفاع والهبوط

ولا تطالبهم بأكثر من هذا، وهذا أصل كبير في التعامل ، يعني ما جاء منهم سهلا بإقبال نفس فاقبل به:العفو

ك ولهؤلاء الناس أيضا، أما الذي يريد أن يحاسب الناس على كل صغيرة وكبيرة، ماذا لقلب وراحة ،مع الناس، أو أنهم ما اكترثوا به أو ما ؟ وكيف استقبلوه، وطريقتهم في الاستقبالواف وكيف تصر؟قالوا وماذا فعلوا

تعب الآخرين معه، أعاروه اهتماما، وكأنهم لا يعرفونه حينما سلموا عليه، ثم يغضب، فمثل هذا سيتعب، وسيواالله تعالى -نهم سيتكلفون ويتصنعون له، فيكون مستثقلا، فهذا أحسن ما فسرت به إفوإذا عرفوا منه ذلك،

.-رحمهم االله-اختيار ابن جرير وابن القيم، وهو ،-أعلم

ثم روى عن ابن ،المعروف: العرف}خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين{: قوله:ال البخاريوق.. أنه قال-مارضي االله تعالى عنه-عباس .

كل خصلة جميلة يحبها االله ورسوله : هوالمعروفوالعرف هو المعروف، : قال}وأمر بالعرف{ :قوله

كل ما و، ل كل ما تطمئن إليه النفوس، وتستحسنه العقول السوية من الأقوال والأعما،-صلى االله عليه وسلم-منه وما يدرك ، الشريعةه بحسن فهو من المعروف، فالمعروف أقرت-صلى االله عليه وسلم-جاء به الرسول

لا يمكن للعقول السوية أن تستقبح المعروف، لكنها قد تتوقف في البعض و فإن العقول تستحسنه، ؛بالعقلعرف ذلك من جهة الشرع فيما لا مجال للعقول في إدراكه، فمن بحيث لا تدرك ما فيه من الحسن، وإنما ي

وهناك أشياء لها قبح ذاتي، ولو لم يأت درك بالعقل وإن لم يأت النقل بتقريره، الأفعال ما فيه حسن ذاتي، ي تدرك ذلك العقول السوية، وجاءت الشرائع بتقرير ،حقبائ ها والفواحش والظلم كلالكذب والزنىف، اذمهبالنقل

؛ لأن العقل الصحيح هو من جملة أدلة العقلو الشرع يقال، ولا قررها العقل والنقل، فمثل هذه الأمورهذا }خذ العفو{ :وقوله ، العقل والنقل والفطرة:أدلة الشرعوالعقل والنقل، : ع، وإنما يقالالشرع، فلا يقابل بالشر

}وأمر بالعرف{ حقك منهم، في التعامل مع الناس، وتستأصللا تستقص: جمعت أصولا عظيمة، ومعناها أي

وينتفع به من ينتفع، ،يقبله ويرفعهم، ويقبل ذلك من ، ويهذب الأخلاق،ؤمرهم بما يعمر القلوبا :أي

ء لا تقف ويستجيب من يستجيب، وستجد سفهاء لا يتعاملون بطريقة صحيحة، يصدر منهم ما يؤذيك، فهؤلا ، وعدوانهم على الناس، معهم في أخلاقهم تستو، فتكون منحدرا منسفلا،هم بهذاتجارلا معهم على الإساءة و

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

رنا لهم ونظيرا لهم، إذا نزل مع هؤلاء وأراد أن يجاريهم فإنه يكون ق وحماقاتهم، فإن الإنسان،وجهالاتهملقول االلهعرض عن الجاهلينفتكون مرتبته بذلك منحطة، فالواجب على الإنسان أن ي : } مهإذا خاطبو

، فإذا ])٥٥(سورة القصص[ }غي الجاهلينسلام عليكم لا نبت{: وقوله ،])٦٣(سورة الفرقان[ }الجاهلون قالوا سلاما أمر بالصفح والعفو -تبارك وتعالى-، فاالله جهالات الجاهلينمروا باللغو أعرضوا عنه، واللغو يشمل

: -عز وجل-قال االله - وحماقاتهم، إلا في موضع واحدنوالإعراض في القرآن، إزاء جهالات الجاهلي

في مقام المدح للمؤمنين، وهذا لا يعارض -])٣٩(سورة الشورى[}بغي هم ينتصرونوالذين إذا أصابهم ال{واالله تعالى -حمل ذلك وإنما ي،)]٣٤(، وسورة فصلت)٩٦(سورة المؤمنون[ }ادفع بالتي هي أحسن{الآيات الأخرى

المؤمن ف يتعين الانتصار، ففي هذا الموطن على معنى وهو أن الإنسان إذا كان في مقام يورثه المذلة،-أعلملا يكون ذليلا، فالعفو الذي يورده موارد الذل لا يقبل به، لا يستذل، يستذل ثم يأعفو : ستذل ويقولستذل ثم ي

المؤمن ذلة وضعة وهوانا يزيدالذي العفو و، ورفعةةهو الذي يزيد الإنسان عزالممدوح وأصفح، وإنما العفو ))لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه(( :-صلى االله عليه وسلم-النبي لقول ؛يكون للمؤمنينبغي أن هذا لا

)٣( ،

.}والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون{فجاء في هذا الموضع الواحد

وستجد من مخالطة الناس التقصير }جاهلينخذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن ال{: يقولوفي هذه السورةوبكل قول وفعل ،-صلى االله عليه وسلم-ر بطاعة االله وطاعة رسوله في حقك فخذ العفو ولا تعنتهم، وأم

ولا ينضبطون ،جميل، ومع هذا فستجد منهم ما تتأذى به من الأقوال والأفعال ممن لا يحسبون للكلمة حسابا

واالله - هم في هذه الجهالات والحماقات، فتكون بمنزلتهملا تجارلا تهبط معهم وء بضوابط الشرع، فمثل هؤلا .أعلم

قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن : قاله أن-مارضي االله تعالى عنه-ثم روى عن ابن عباس ورته وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشا-وكان من النفر الذين يدنيهم عمر-أخيه الحر بن قيس

،يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه: فقال عيينة لابن أخيه،-كهولا كانوا أو شبانا-هي يا : فلما دخل عليه قال،فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر: قال ابن عباس،سأستأذن لك عليه: قال

فقال له ، أن يوقع به فغضب عمر حتى هم،ل فو االله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعد،ابن الخطابخذ العفو وأمر بالعرف وأعرض {: -صلى االله عليه وسلم-يا أمير المؤمنين إن االله تعالى قال لنبيه : الحر

اهلينن الجاالله افا عند كتاب وكان وق، واالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وإن هذا من الجاهلين}ع

)٤( انفرد بإخراجه البخاري،-عز وجل-.

، كتاب الفتن عن رسول االله صلى االله عليه و سلم، باب ما جاء في النهي عن سب الرياح، )٢٢٥٤(رواه الترمذي برقم - 3، )٣٨/٤٣٥(، وأحمد في المسند "يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم" :لى، كتاب الفتن، باب قوله تعا)٤٠١٦( برقمهابن ماجو

وصححه من حديث حذيفة رضي االله عنه، إسناده ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان، : ، وقال محققوه)٢٣٤٤٤(برقم ).٤١٣(، برقم )٢/١١٢( الصحيحة ةالألباني في السلسل

سورة [}خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين{ باب ، كتاب التفسير،)٤٣٦٦( رواه البخاري برقم- 4 .)]١٩٩(فالأعرا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

الذي هو في قمة النزاهة، والزهد، والخوف من وهذا يوضح عدل عمر رضي االله عنه الذي يضرب به المثل هذا المال نلئن بقيت ليصل: لو عثرت بغلة في العراق لكنت مسئولا عنها، ويقول: يقول، -عز وجل-االله

بعيرا من إبل الصدقةيخرج يطاردولى جبل في صنعاء دون أن يأتي إليه، إلى راعي الغنم في غنمه ع

ويمشي وهو يستقبل في الفتح، فتح الشام، بلاد إمبراطورية وفيها ناس ووجهاء وناس ،خارج المدينة

عليه هو والخادم وفترة يجعلونه يرتاح، ليس لديه موكبيستقبلونه، يأتي يخوض الماء رافعا ثيابه، ويتعاقب

. ولا غير ذلك حرسولا

:وقد أخذ بعض الحكماء معنى الآية فسبكه في بيتين فيهما جناس فقال

* خذ العفو وأمر بعرف كما * وأعرض عن الجاهلينمرتأ *

* ن في الكلام لكل الأنامول * * فمن من ذوي الجاهلينستحس

ولا ما ، ولا تكلفه فوق طاقته،نه لك من إحسا فرجل محسن فخذ ما عفا،الناس رجلان: وقال بعض العلماء

فإن تمادى على ضلاله واستعصى عليك واستمر في جهله فأعرض ،ره بالمعروفم وإما مسيء ف،يحرجهوقل * ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون{: كما قال تعالى ،عنه فلعل ذلك أن يرد كيده

أع باطين رات الشيزمه من ون* وذ بكرضحأن ي بر وذ بكأعوقال تعالى،])٩٨-٩٦(سورة المؤمنون[ }و :

}دع نهيبو نكيفإذا الذي ب نسأح بالتي هي فعئة اديلا السنة وستوي الحلا تسوليو ة كأنهاوميما * حمو

. هذه الوصية: أي،])٣٥-٣٤(سورة فصلت[}يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم

}ليمالع ميعالس وه تعذ بالله إنهغ فاسطان نزالشي من غنكنزا يإموقال في هذه ،])٣٦(سورة فصلت[}و

.])٢٠٠(سورة الأعراف[ }وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم{ :السورة الكريمة أيضا

عدو الإنسان قد يكون من الإنس، وقد يكون من الشياطين، فالأول قد تنفع فيه المصانعة؛ لطيب أصله، فإذا ه تحول وكف إساءته، وربما تحول إلى ولي حميم، أما الآخر فهذا لا تنفع معه المصانعة ولا إليأحسن

هو : النزغ، و}فاستعذ بالله{ أخبرنا بشيء نتخلص به منه هو الاستعاذة -تبارك وتعالى-الإحسان، لكن االله والمنكر والإساءة زين له الباطلحرك الإنسان ويوسوس له، ويفي، الشيطانما يلقيه :المقصود بهوالنخس،

فيحرك }وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله{، -واالله تعالى أعلم- والظلم والعدوان على الناس إن: ة، ويأمره بالانتقام أو العدوان والظلم، ويلقي في نفسه الخواطر والوساوس السيئة، يقول لهمغضبالنفس ال

، فيحمله على رد الإساءة هكذا فانتقم، و،عفوت فإن هذا يحمل على غير وجه، ويظن أنك تضعف عن الانتقام .بإساءة مثلها أو أكثر منها، فكل هذه المعاني يفسر بها النزغ

معاملة إلى ن فإنه تعالى يرشد فيه،جدة لا رابع لهن السموحفهذا الآيات الثلاث في الأعراف والمؤمنون ولهذا ،بالتي هي أحسن فإن ذلك يكفه عما هو فيه من التمرد بإذنه تعالىوي من الإنس بالمعروف العاص

، ثم يرشد تعالى إلى الاستعاذة به من شيطان الجان،}فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم{: قال . فإنه عدو مبين لك ولأبيك من قبلك،ك ودمارك بالكلية وإنما يريد هلاك،فإنه لا يكفه عنك الإحسان

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

ك وإما يغضبك من الشيطان غضب يصد:}وإما ينزغنك من الشيطان نزغ{: وقال ابن جرير في تفسير قولهنه سميع إ{فاستجر باالله من نزغه : يقول}فاستعذ بالله{عن الإعراض عن الجاهل ويحملك على مجازاته

ليملا يخفى عليه منه ، ولغير ذلك من كلام خلقه، والاستعاذة به من نزغه،سميع لجهل الجاهل عليك: }ع

وقد قدمنا أحاديث الاستعاذة في أول ،ذهب عنك نزغ الشيطان وغير ذلك من أمور خلقه عليم بما ي،شيء

.التفسير بما أغنى عن إعادته هاهنا

* تقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرونإن الذين ا{ وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا ونقصر٢٠٢-٢٠١(سورة الأعراف[ }ي([.

أصابهم :أنهم إذا مسهم أي ،عالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجريخبر ت ومنهم من ، وقيل بينهما فرق، وهما قراءتان مشهورتان فقيل بمعنى واحد،}طائف{ وقرأ الآخرون ،طيف

ومنهم ، ومنهم من فسره بالهم بالذنب،فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه

...}تذكروا{: وقوله،من فسره بإصابة الذنب

إذا أصابهم {قراءة أهل البصرة وابن كثير، وهي ،أصابهم طيف، هذه قراءة متواترة: أي }إذا مسهم{ :ولهقبمعنى واحد، وهذا هو المشهور، وذكر هما وهما قراءتان مشهورتان، }طائف{ وقرأ الآخرون ،}طيف

واالله تعالى -يطان، وهذا فيه بعد هو الش: الطيف هو التخيل، والطائف: بعضهم فرقا بينهما، فبعضهم قال .-أعلم

: هو الشيطان، وقيل:، فقيل}إذا مسهم طائف من الشيطان{: ثم اختلف العلماء في المراد بالطائف في قوله

:هو الغضب، ويكون الطائف والطيف بمعنى الغضب، ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه، وقيل

آدم، وتشبه ما ألم به هو الوسوسة؛ لأنها من إلمام الشيطان بقلب ابن: فس إصابة الذنب، وقيل ن:الذنب، وقيل ههذ ما يتخيله قلب الإنسان أو ما يراه في المنام، والأقرب حمل الآية على: في قلب الإنسان، وقيلمن الخيال

.-االله تعالى أعلمو- المعاني جميعا

إذا ألم بهم لمم من الشيطان من غضب :أي } إذا مسهم طائف من الشيطان تذكرواإن الذين اتقوا{: قوله أو ألقى في قلبهم الوساوس والخواطر الرديئة، والأفكار المضلة، أو الإغراء بالشهوات، ،يحركهم إلى الانتقام

ون يتذكر فإن الذين اتقوا إذا أصابهم هذا،أو زين لهم المنكر، أو غير ذلك من المعاني التي ذكرها السلف

االله جل جلاله، فإذا كان هذا الذي عند حدودوالتبصر هذا التذكرورثهم فيوعد االله ووعيده وثوابه وعقابه، لما قال معاوية ،}تذكروا{، -عز وجل-ألقاه في قلبه هو الغضب وتحريكه إلى الانتقام تذكر ما عند االله

من بحضرة من حضرميزيد فتكلجاء إلى المدينة وكان يريد أن يأخذ البيعة لولده حين -عنهرضي االله -من يرى أنه أحق منا بهذا الأمر، فليخرج قرنه فنحن أحق به منه ومن أبيه، : الصحابة ومنهم ابن عمر وقال

، ؟ك وأباك على الإسلامن قاتل م، أحق به منك:أراد أن يقولهممت أن أتكلم، وفحللت حبوتي : يقول ابن عمرطائف من إذا أصابهم ،تذكرت ما عند االله: لقا لكنه تذكر ما عند االله، غضب وأراد أن يرد عليه، لكنه

لا يتحول إلى ، ما يليق فلا يصدر منه إلا،الشيطان تذكروا، فعلى الإنسان أن يكون منضبطا بضوابط الشرع

، عن شيء، وربما قد حصل منه الطلاق أو الضرب العنيفواالله ما كنت أدري : سفيه، فمن الناس من يقول

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

هم إذا مس{حال الغضب، أي أنه يتصرف كالمجنون في ،يدري ما يقول، وما يعمليفتخر أنه إذا غضب ما ف ويتبصر ويعرض عن فيتذكر،س عليهيأتي الشيطان فيشككه ويلب وفي حال الوساوس}طائف من الشيطان

، فإنه يتذكر وعد تزيين المنكرإذا ألم بذنب أو حصل له و ، ويكف عن الاسترسال مع هذه الوسوسةهذا كله، : الأبواب وقالتتقوغل دعته امرأة العزيز -صلى االله عليه وسلم-يوسف فاالله ووعيده وثوابه وعقابه ويكف،

ولقد همت به وهم بها لولا أن {: قال-عز وجل-مع أن االله ،])٢٣(سورة يوسف[}قال معاذ الله{هيت لك، -صلى االله عليه وسلم- فهم يوسف ،])٢٤(سورة يوسف[ }رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء

ثم غلقت الأبواب،قدفهم امرأة العزيز من قبيل العزم كان من قبيل الخواطر التي لا يؤاخذ عليها الإنسان، وكقول ينزل منزلة الفعل ويحاسب الإنسان عليه، على الأمر، فهذا م يصمت الهوالعزم دعته إلى الفاحشة، و

إنه كان حريصا على ((: لما سئل عن هذا قال))القاتل والمقتول في النار((: -صلى االله عليه وسلم-النبي ))قتل صاحبه

عز -يتذكر ما عند االله فإنه ، الإنسان بالفاحشة أو بالمنكرىوغ إذا أ الشيطانأن: ، فالمقصود)٥( ،ما عملويندم على بل يتوب مباشرة ويتذكر أن هذا بلاء نزل به من الشيطان، ،لا يستمر عليهو، -وجل

أما الإنسان الغافل اللاهي فيكون حاله أحسن من حاله قبل اقتراف الذنب، لما يقع في نفسه من الندم والتوبة، }استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله{: -عز وجل- استحوذ عليه الشيطان فإنه كما قال االله الذي

وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا {: فهو لا يرعوي ولا يكف، ولهذا قال بعده])١٩(سورة المجادلة[ونقصر{المتقين أن :أي ،])٢٠٢(سورة الأعراف[}يونصربم موا فإذا هطان تذكرالشي نطائف م مهسإذا م{ ،

الإنسي أخ للشيطان من الجن، هذه الأخوة أن إخوان الشياطين من الإنس، يعني :أي }وإخوانهم{كفوا : لمن شابه غيره أو سار على سننه وخطاه فإنه يكون أخا له-لعز وج- كما قال االله ،للمشابهة والمتابعة

أحد فهذا لأنهم يسيرون على نهجهم، وشابهوهم، ؛])٢٧(سورة الإسراء[ }إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين{يحتمل أخوة النسب، ويحتمل و ،])١٨(ة الأحزابسور[}والقائلين لإخوانهم هلم إلينا{: المعاني في قوله تعالى

نهم يسكنون المدينة، ويحتمل أن يكون الأخوة في الدين حيث إنهم من إالأخوة بالأمر الجامع المشترك حيث يدخل و عكس هؤلاء تماما، يدخل في المنكر أنهم: أي }وإخوانهم يمدونهم في الغي{: فقالالمنافقين مثلهم،

. بحالافي الفواحش ويسترسل ويستمر عليها، ولا يكف عنه

فتابوا وأنابوا واستعاذوا باالله ورجعوا إليه ،عقاب االله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده: أي}تذكروا{: وقوله .حوا مما كانوا فيه قد استقاموا وص:أي }فإذا هم مبصرون{ ،من قريب

إن المبذرين كانوا إخوان {: كقوله، وإخوان الشياطين من الإنس: أي}هم يمدونهموإخوان{: وقوله تعالى . القابلون لأوامرهم، وهم أتباعهم والمستمعون لهم،])٢٧(سورة الإسراء[ }الشياطين

أو الشياطين يمدون الإنس بالغي، :يأ، ؟}وإخوانهم{: بقولهالمرادما هذه الآية فيها كلام كثير لأهل العلم

، لكن الأقرب ي يمدونهمالضمير فالسبب في اختلافهم هو عود الإنس إخوان الشياطين من الجن يمدونهم، و، لا يزال يزين إخوان الشيطان تمدهم في الغي: يعني}وإخوانهم{ -رحمه االله-هو ما ذكره الحافظ ابن كثير

وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا {، كتاب الإيمان، باب )٣١( بكرة رضي االله عنه برقميأب رواه البخاري من حديث - 5 . المؤمنينفسماهم} بينهمافأصلحوا

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

واالله -، على ذلك، لا يكف ولا ينقطع ولا يرعوي ولا يقصر-عز وجل-لقى االله له الباطل والمنكر حتى ي .-تعالى أعلم

}في الغي مونهدموقال ابن كثير، تساعدهم الشياطين على المعاصي وتسهلها عليهم وتحسنها لهم: أي}ي :

إن الشياطين تمد : قيل معناه}قصرونثم لا ي{ يعني الجهل والسفه ، يعني يزيدونهم في الغي،المد الزيادة -ماعنهرضي االله تعالى - كما قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ،الإنس لا تقصر في أعمالهم بذلك

ولا ،لا الإنس يقصرون عما يعملون: قال، الآية}وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون{: في قوله

.ن تمسك عنهمالشياطي

}ونقصر{: كما قال تعالى، لا تفتر فيه ولا تبطل عنه}لا ي مهتؤز لى الكافرينع اطينلنا الشيسأنا أر تر ألم .تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا: وغيره-مارضي االله تعالى عنه- قال ابن عباس ،])٨٣(سورة مريم[ }أزا

فاستكثروا منهم بإغوائهم وإضلالهم، : أي،])١٢٨(سورة الأنعام[ } معشر الجن قد استكثرتم من الإنسيا{: قولهسورة [ }واكموقال أوليآؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مث{

الواحد منهم إذا فكانأن الجن يستمتعون بطاعة الإنس لهم، وخوفهم منهم، وتعظيمهم لهم، : أي ،])١٢٨(الأنعامدنا الإنس س: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه، فينتفش الجن ويتعاظمون، ويقولون: نزل واديا قال

لال من بني آدم حيث يتقربون والكهنة، والضن كفعل السحرة إليهم من القرابيوالجن، وكذلك ما يتقربون بهإذا سكن أحدهم دارا ذبح على البحر أو ذبح في أسس هذه الدار أو نحو فللجن بالذبح والنذر وما أشبه ذلك،

تعاون مع السحرة النشد الضالة، ويكون ب -كذلك أيضا-هذا مما يستمتع به الجن، واستمتاع الإنس بالجن ، وقد يعرف العلة والمرض، أو يعرف سحر من سحره، أو يسحر هذا على مطلوبهيحصلقد طين، ووالشيا

أو نحو ذلك مما يحصل على ، أو يبتز ماله،ويفسد عليه عيشه، وينغص عليه حياته، ويفرق بينه وبين أهلههذه أخوة بينهم فنس، واستمتاع الجن بالإ،هذا من استمتاع الإنس بالجنفكل يد هؤلاء بإعانة الشياطين لهم،

}ونقصرلا ي ثم في الغي مونهدمي مانهإخوو{ .

وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصآئر من ربكم وهدى {محرةوؤمنونم ي٢٠٣(سورة الأعراف[ } لقو([.

}قالوا لولا اجتبيتها{: في قوله تعالى-مارضي االله تعالى عنه-قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس

وقال ابن جرير عن عبد االله بن كثير عن ،لولا أحدثتها فأنشأتها: وقال مرة أخرى ،لولا تلقيتها: يقول

،تخرجها عن نفسك: قالوا،لولا اقتضيتها: قال}وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها{: قولهمجاهد في .وكذا قال قتادة والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم واختاره ابن جرير

المعاني كلها متقاربة، فقالوا ذلك وهذه اصطفيتها واخترتها وأنشأتها من عندك،: أي}لولا اجتبيتها{ :قولهيكون المراد بها الآيات المتلوة التي يحتمل أن :لأنهم يرون أنه يختلق ذلك ويفتريه، وتحتمل الآيات معنيين

الآيات التي يقترحونها : ويحتمل أن يكون المقصود به، واختلقتها}لولا اجتبيتها{تخبرهم عما سألوا عنه مثلا ، كأن يحول الصفا إلى ذهب، أو يزيح عنهم جبال مكة، أو ينزل عليهم -صلى االله عليه وسلم- النبيلىع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

.كتابا من السماء يقرءونه، وما أشبه هذا من الأشياء التي اقترحوها

ليهم من إن نشأ ننزل ع{: كقوله تعالى، معجزة وخارق: أي}وإذا لم تأتهم بآية{: عنى قوله تعالىوما خاضعينله مناقهة فظلت أعاء آيم٤(سورة الشعراء[ }الس([.

لولا { :، لما كان الوحي يتأخر يقولونهذا في الآيات المتلوة }لولا اجتبيتها{: قال بعض أهل العلم في قوله عن أشياء فينتظر -صلى االله عليه وسلم-نوا يسألون النبي لولا اختلقتها، وكا،لولا اخترتها: ، أي}اجتبيتها

. فيقولون ذلك استهزاء وسخرية،الوحي

،؟ألا تجهد نفسك في طلب الآيات من االله حتى نراها ونؤمن بها: -صلى االله عليه وسلم-يقولون للرسول وإنما أتبع ما ،أتقدم إليه تعالى في شيء أنا لا :أي }يقل إنما أتبع ما يوحى إلي من رب{: قال االله تعالى له

وإن منعها لم أسأله ابتداء إياها إلا أن يأذن لي في ، فإن بعث آية قبلتها، فأمتثل ما يوحيه إلي،أمرني به

وأصدق الحجج ، ثم أرشدهم إلى أن هذا القرآن هو أعظم المعجزات وأبين الدلالات، فإنه حكيم عليم،ذلك

وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا * هذا بصآئر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون {: ت فقالوالبيناونمحتر لكملما ذكر تعالى أن القرآن بصائر للناس وهدى ورحمة أمر ،])٢٠٤-٢٠٣(سورة الأعراف[ }لع لا {: لا كما كان يعتمده كفار قريش المشركون في قولهم،ت عند تلاوته إعظاما له واحتراماتعالى بالإنصا

رضي االله تعالى -قال ابن مسعود : قال ابن جرير، الآية])٢٦(سورة فصلت[ }تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيهوإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم {: فجاء القرآن،على بعض في الصلاةكنا يسلم بعضنا : -عنه

ونمح٢٠٤(سورة الأعراف[ }تر([.

فرق بين السماع والاستماع، فالتاء والتاء تدل على السين }استمعوا له وأنصتواوإذا قرئ القرآن ف{ :قولهلا ينشغل عنه بشيء، فيقصد الاستماع، والإنصات هو السكوت للاستماع، تدل على طلب، بمعنى أن الإنسان

فمن بعدهم أن هذه الآية في الصلاة، إذا قرأ -مرضي االله تعالى عنه-والذي عليه عامة أهل العلم من السلف كنا خلف : قال-رضي االله عنه-عبادة بن الصامت لحديث القارئ في الصلاة؛ لأن الإنسان مأمور بهذا،

فثقلت عليه -صلى االله عليه وسلم- في صلاة الفجر فقرأ رسول االله -صلى االله عليه و سلم-سول االله رتفعلوا إلا بفاتحة لا((: قال،رسول االله نعم يا: قلنا ))لعلكم تقرءون خلف إمامكم؟((: القراءة فلما فرغ قال

))الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بهاصلى االله عليه - أن رسول االله -االله عنهرضي -عن أبي قتادة و ،)٦(

))فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب((: نعم، قال: ، قالوا))تقرءون خلفي؟((: قال-وسلمأن الإنسان في : فالشاهد)٧(

الإنسانإن ذلك في الصلاة وفي الخطبة، باعتبار أن: الصلاة مأمور بالإنصات، ومن أهل العلم من قال

من مس الحصى فقد لغا، فلا يشتغل عن و، وإذا قال لصاحبه أنصت فقد لغا، الخطبةفي أن ينصت مأمور

، في كتاب الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، وحسنه الألباني في مشكاة )٨٢٣( قم رواه أبو داود بر- 6.٨٥٤(، برقم )١/١٨٦(المصابيح (

صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين : ، وقال محققوه)٢٢٦٢٥( ، برقم)٣٠٩/ ٣٧( رواه أحمد في المسند - 7 . وعبد االله بن أبي قتادة -وهو ابن طرخان-سليمان التيمي

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

؛ حمل الآية على الأمرين، الإنصات في الصلاة، وفي حال الخطبة-رحمه االله-الخطبة بشيء، وابن جرير ، في حال الصلاة وفي حال الخطبة، ولكن الأقرب أن الآية تحمل على أعم مرنا بهلأن ذلك هو الذي أ

استمعوا وإذا قرئ القرآن ف{: ما حدد شيئا لا في الصلاة ولا في غير الصلاة، قال-عز وجل-االله ويها، معانيحمل على أعم معانيه، فكلما وجد الشرط، وجد المشروط، وهذا ف ، فهذا الأمر معلق على شرط}له وأنصتوا

.-واالله تعالى أعلم-بغيره إذا سمعه، فيستمع له وينصت، من الأدب مع القرآن أن لا يشتغل الإنسان عنه

} الغافلين نلا تكن مال والآصو ول بالغدالقو ر منهالج وندخيفة وعا ورتض في نفسك كباذكر رو * إنعب نع ونتكبرسلا ي كبر عند الذينوندجسي لهو ونهحبسيته و٢٠٦-٢٠٥(سورة الأعراف[}اد([.

وسبح بحمد ربك {: كما أمر بعبادته في هذين الوقتين في قوله،يأمر تعالى بذكره أول النهار وآخره كثيرا . وقد كان هذا])٣٩(سورة ق[ }قبل طلوع الشمس وقبل الغروب

يأمر }واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة{ :في قولهتبادر من السياق، الم هو -رحمه االله- ابن كثير كلام حمل ربط هذه الآية -رحمه االله-هو ظاهر القرآن، وابن جرير وتعالى بذكره أول النهار وآخره كثيرا،

إذا : عند سماع القرآن، في حال سماع القرآن، يقول} تضرعا وخيفةواذكر ربك في نفسك{: بالتي قبلها، قاليات تعظيم الآ وإذا كان في ،يات تخويف تخافالآمه، فإذا كان في عظ: أيالقرآن فاذكر ربك في نفسك ئقرم فإنك تعظمه، وتذكره في نفسك وتتذلل، وتستجيب وتنقاد وتؤمن بهذا الذي سمعته من كلا-عز وجل-الله واذكر ربك في نفسك {، وهذا فيه بعد، فالآية في الذكر، وليس في حال سماع قراءة القرآن -عز وجل-االله

يحرك وإنما ،معنى أن الإنسان يذكر في قلبهال سرا، وليس : اذكر ربك في نفسك يعني}تضرعا وخيفةر ذلك بالقلب فقط، فإن هذا لا يكون من الذكر الذي يجزيه ذكر، أما الذكر بإمراالإنسان لسانه وشفتيه في ال

يقرأ بعينه، أو يقول الأذكار في نفسه فقط : وليس كما يقال وقول الأذكار التي أمره الشارع بها، ،في القراءة . القلب واللسانؤدون أن يحرك لسانه بها، فلا يكون الذكر إلا بتواط

أو ، لا تدع-عز وجل- وخضوع وإخبات مع الخوف من االله وتذللضراعة ب يعني }تضرعا وخيفة {:هوقول .خائفالضرع الذليل متر الوإنما ذك، -عز وجل-على االله دل ومتفضلمتذكر في حال كأنك

. وهذه الآية مكية، هذا قبل أن تفرض الصلوات الخمس ليلة الإسراءوقد كان

.مل أن يكون المقصود به الذكر عموماتويحه، يحتمل أن الصلاة كانت في أول النهار وفي آخر

. بالغدو وهو أول النهار:وقال هاهنا

الغدو معناه ما بعد الفجر وطلوع الشمس، ثم أطلق بعد ذلك بتوسع على أول النهار، فبعض أهل العلم وقف ولى تبدأ من بعد يبدأ من الزوال، فالساعة الأ:ةالجمععند المعنى اللغوي في الألفاظ فقال في التهجير يوم

الزوال، والساعة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة، قال بهذا جماعة من أهل العلم فأخذوا لفظ التهجير من .الهاجرة، ثم صارت تطلق بمعنى أوسع من مجرد المعنى الأصلي الذي وضعت له ابتداء

. كما أن الإيمان جمع يمين،جمع أصيل }والآصال{

. من بعد اصفرار الشمسح ويكون ذلك بصورة أوض،صل وهو ما بعد العصريل وأ جمع أصالآصال

*لانا أسائلهايص فيها أوقفت * * جوابا وما بالربع من أحدعيت

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

الغدو ف }بالغدو والآصال{ ، وهذا أفضل ما يكون في وقت الذكر، بعد اصفرار الشمس،بمعنى وقت الأصيل هذا كله يقال ، المساء يبدأ من بعد زوال الشمس،يقول أذكار المساء }والآصال{ ،الشمسبعد الفجر إلى طلوع

لكن الذكر كما قال االله ،ه؛ لأن هذا مساءأ لأجز-أذكار المساء- فلو قال الإنسان الأذكار بعد الظهر ،له مساء .ه هو عند ذبول الشمسسن ما يقع في وآكد ما يكون ذلك وأح، وهو بعد العصر}والآصال{: -عز وجل-

ودون {: ولهذا قال، وبالقول لا جهرا، في نفسك رغبة ورهبة اذكر ربك: أي}تضرعا وخيفة{: وأما قوله . لا يكون نداء وجهرا بليغا، وهكذا يستحب أن يكون الذكر،}الجهر من القول

صلى االله - يؤذي الآخرين، فقد صح عن النبي الذكر يكون بصوت خافت بحيث يسمع الإنسان نفسه، ولا)) بالقرآن كالمسر بالصدقةرسالجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والم(( : -عليه وسلم

)٨(.

رفع الناس أصواتهم بالدعاء في بعض : قال-رضي االله عنه-في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري فإنكم لا تدعون ،عوا على أنفسكمبرايا أيها الناس ((: -مصلى االله عليه وسل- فقال لهم النبي ،الأسفار

أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته، إن الذي تدعونه سميع قريب، ولا غائباأصم ((الحض على : والمراد)٩(

ولهذا مدح الملائكة الذين يسبحون الليل ، لئلا يكونوا من الغافلين،كثرة الذكر من العباد بالغدو والآصال

.الآية }إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته{: ار لا يفترون فقالوالنه

،])٥٥(سورة الأعراف[ }ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين{: في الدعاء-وجل عز– االله قال لا ترفعوا أصواتكم في الدعاء إذا كان }وخفية{ضوع وإخبات، واستكانة وخذلوبضراعة يعني : تضرعا

الإنسان يدعو لنفسه، وإذا كان خلفه من يؤمن عليه، فإنه يدعو بأدب دون رفع زائد للصوت فإن هذا من ر ربك واذك{: في الذكر، وقال }تضرعا وخفية{، -تبارك وتعالى-الاعتداء في الدعاء وسوء الأدب مع االله

فذكر الخيفة وذكر الإسرار دون الجهر }في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال -رحمه االله- يدل على أن المراد به الذكر، لا كما قال ابن جرير }في نفسك{: بالقول بالغدو والآصال، وقوله

. -واالله أعلم-، ؟كيف يكون بالغدو والآصالإذ حال سماع القرآن، من أن ذلك في

ولهذا شرع لنا السجود هاهنا لما ذكر سجودهم ،ى بهم في كثرة طاعتهم وعبادتهمقتدرهم بهذا ليوإنما ذك

يتمون الصفوف الأول ؟ الملائكة عند ربهاون كما تصفألا تصف((: كما جاء في الحديث،-عز وجل-الله

كتاب ) ٢٥٦١(، كتاب التطوع، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، والنسائي برقم )١٣٣٣( رواه أبو داود برقم - 8 هذا حديث حسن غريب، كتاب فضائل القرآن عن رسول االله :قالو) ٢٩١٩(رقم ، باب المسر بالصدقة، والترمذي بالزكاة

، )١٢٠٤(، وصححه الألباني في صحيح أبي داود برقم -رضي االله عنه- كلهم من حديث عقبة بن عامر صلى االله عليه وسلم،.٣١٠٥(وفي صحيح الجامع برقم (

، )٢٧٠٤(، كتاب الجهاد والسير، باب ما يكره من رفع الصوت في التكبير، ومسلم برقم )٢٨٣٠(رواه البخاري برقم - 9أقرب إلى أحدكم من عنق ((: فار، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، روياه بدون زيادةكتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغ

، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، قاله محققو المسند، )١٩٥٩٩(برقم ) ٣٢/٣٧٤( فهي عند أحمد في مسنده ))راحلته.٧٦٨٠(والنسائي في الكبرى برقم (

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

))ول ويتراصون في الصففالأ وهذه أول سجدة في القرآن مما يشرع لتاليها ومستمعها السجود ،)١٠(

.بالإجماع

لأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام ا، كتاب الصلاة، باب )٤٣٠(رواه مسلم برقم - 10 .-رضي االله عنه-، من حديث جابر بن سمرة وإتمام الصفوف الأول والتراص فيها والأمر بالاجتماع

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com