115

Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

  • Upload
    others

  • View
    5

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا
Page 2: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

2

Page 3: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

3

وتقد�ر شكر اجناز اىل ووفق&ا الواجب هذا �داء �ىل ��اننا و واملعرفة العمل درب لنا ��ر ا�ي � امحلد

العمل هذا اىل و7م5نان 4لشكر �تقدم �ن ل0رسين انه

بتوجهياهتا �يل تبFل مل اDكتورة جناة Aن معر اليت ومرشفيت �س;تاذيت .البحث هذا امتام يف يل عو� اكنت اليت القمية ونصاحئها

س;تاذ اDكتور الطاهر بلحيا ا�ي اكن لنا س;ندا و عو� اىل الشكر جبزيل كذY �تقدم و ا م&ذ بداية مشوار� يف املاجس;تري

من iكhدوه ما �ىل املوقر�ن املناقشة جلنة �عضاء �ساتذيت اىل الشكر جبزيل �تقدم كام .القمية مبقرتoاهتم اغناهئا و املتواضعة مذjريت قراءة يف عناء

�و قريب من سا�دين من لك اىل و7م5نان الشكر جبزيل �توuه �ن tرسين اsهناية يف و . العمل هذا اجناز �ىل بعيد من

Page 4: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

4

فهرس المحتويات

06.......................................................................مقدمة

…13..............................................الرتمجةالثقافة و : الفصل األول

.15..........................................الثقافة، مكوناا و عناصرها -1

..28.....................................................الثقافة و الرتمجة -2

.32........................................عناصر الثقافة من منظور ترمجي -3

38............العناصر الثقافية يف مفرتق النظريات، بني األمانة و التلقي: الفصل الثاين

39...............................................................االجتاه املصدري -1

39...............................................أنطوان برمان - 1-1

..47...........................................ميشونيكهنري - 1-2

50..............................................الورانس فينويت - 1-3

53.................................................................االجتاه اهلديف -2

53...........................نايداالنظرية السوسيولسانية ليوجني - 2-1

60................................النظرية التأويلية ملدرسة باريس - 2-2

و "La répudiation"دراسة حتليلة لرتمجة العناصر الثقافية يف رواية : الفصل الثالث

..………………………………..…………70أثرها على التلقي

71.............................................الرواية اجلزائرية ذات التعبري الفرنسي -1

71.............................ريعبأسباب الظهور و إشكالية الت - 1-1

74.............................................النشأة و التطور - 1-2

78........................................اخلصائص و املميزات - 1-3

80........الرواية اجلزائرية املكتوبة باللغة الفرنسيةإشكالية الرتمجة يف - 1-4

85........................................................من هو رشيد بوجدرة؟ -2

Page 5: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

5

85.................................نبذة عن حياة رشيد بوجدرة - 2-1

86..........................خصوصية الكتابة عند رشيد بوجدرة - 2-2

87..........................اللغوية عند رشيد بوجدرة االزدواجية - 2-3

88...............................................................قراءة يف املدونة -3

88.............................................ملخص الرواية - 3-1

93..............................................تقدمي املرتجم - 3-2

94................................................تقدمي الرتمجة - 3-3

95...................اذج حتليلية إلشكالية ترمجة العناصر الثقافية و أثرها على التلقيمن -4

105.....................................................................خامتة

108...........................................................املصادر و املراجع

Résumé...............................................................111

Page 6: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

�����

6

ةـــدمــمق

Page 7: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

�����

7

: مقدمة

تعترب الرتمجة احملرك األساسي لعملية التواصل و التبادل الثقايف بني الشعوب و احلضارات و

فعلى مر التاريخ، ثبت أن خمتلف احلضارات املتعاقبة . هي مبثابة مهزة وصل بني الثقافات املتباعدة

كان ال بد من اللجوء إىل عملية الرتمجة لكسر اختذت من الرتمجة وسيلة لبناء أسسها و معاملها، و

و من هذا املنطلق، ترمجت علوم اليونان و الفلسفة، و نقلت إبداعات العرب و . حاجر اللغة

و ال تزال الرتمجة، إىل يومنا هذا، تساهم يف رقي . املسلمني إىل أوروبا يف العصر احلديث

لقصص و روائع األدب العاملي إىل خمتلف اتمعات و ازدهارها، فترتجم آالف الروايات و ا

.اللغات ليصل صداها إىل شىت أرجاء املعمورة متحدية يف ذلك عائق اختالف اللغات و الثقافات

بل أكثر من ذلك، فقد أصبح يقاس مدى تقدم و تطور األمم بكم الكتب املرتمجة سنويا، إذ

.الف كتاببلغ عدد الكتب املرتمجة يف إسبانيا مثال حوايل عشرة آ

لكن عمليات الرتمجة هذه معرضة للتحريف و التحوير و حىت التشويه الذي قد يطال

وقد يرجع السبب يف ذلك رمبا لعدم كفاءة املرتمجني من الناحية اللغوية و . بعض األعمال األدبية

سباب عدم متكنهم من اللغتني األصل و اهلدف، أو جلهلهم بالثقافة اليت يرتمجون هلا و رمبا أل

متليها طبيعة النصوص املرتمجة و ما حتويها من فوارق ثقافية قد ال ميكن نقلها إىل الثقافة املستقبلة

. كما ترد يف النص األصلي

Page 8: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

�����

8

عند - األديباملرتجم السيما - إن اختالف اللغات و الثقافات قد يقف عائقا أمام املرتجم

نقل نص ما من لغة إىل أخرى، فلكل ثقافة نظرا اخلاصة إىل العامل و لكل جمتمع خصوصياته

فضال عن –لذا وجب على املرتجم . سواء أكانت خلفياا دينية أم سياسية أم تارخيية أم عرقية

و إليها قصد إمتام التمتع بسعة اطالع على الثقافتني املنقول منها -إتقانه للغتني األصل و اهلدف

عملية التواصل اليت يصبو إليها على أكمل وجه يف ظل البحث الدائم عن املكافئ الذي حيمل

كما عليه أيضا إدراك االختالفات . إىل اللغة اهلدف نفس الرسالة اليت جاء ا النص األصلي

النص األديب، االجتماعية و الثقافية اليت قد تكون مصدر أكرب العقبات اليت تواجه مرتجم

خصوصا إذا متت عملية الرتمجة بني لغتني ختتلفان متاما من الناحية الثقافية، كاللغتني العربية و

. الفرنسية مثال

فقد جيد املرتجم نفسه أمام وضعية ثقافية أو اجتماعية يف النص األصل يتعذر إجياد

ه قد يكون يف نقل املوقف إىل اللغة مكافئ هلا يف اللغة اهلدف، رمبا النعدام املكافئ أصال، أو أن

إذ ما يبدو عاديا لدى جمتمع ما، و لنقل . اهلدف حرجا أو خدشا حلياء القارئ أو ما شابه ذلك

اتمع األورويب مثال، قد يكون من أشد احملرمات لدى جمتمع آخر و ليكن اتمع العريب مثال، و

. ون من أبسط يوميات اتمع األمريكيما يكتسي قدسية لدى اتمع اهلندي مثال، قد يك

قصد نقل العناصر ) األصل و اهلدف(من هنا وجب على املرتجم معرفة حدود الثقافتني

جتاوز اخلطوط احلمراء للثقافة الثقافية من لغة اإلنطالق إىل لغة الوصول بطريقة ناجعة و دون

اخلطوط احلمراء هي ما يصطلح على و هذه. املستقبلة سواء أكانت اجتماعية أم دينية أم سياسية

Page 9: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

�����

9

يف هذه ". كلمة بولينيزية تطلق على احملظور يف نظر اتمع" و هي" الطابو"تسميته باحملظور أو

و نعين باألوىل أخالقيات الرتمجة اليت . احلالة جيد املرتجم نفسه يف صراع بني األخالق و األخالق

و نقصد بالثانية، قيم القارئ و مبادئه . املهتفرض عليه أمانة يف نقل النص األصلي بكل مع

. االجتماعية و الثقافية

كما أن مسألة األمانة من املسائل اليت أسالت و ال تزال تثري الكثري من احلرب لدى

فالنص األديب خيتلف عن باقي أنواع . املنظرين و املفكرين الذين يهتمون بالرتمجة، السيما األدبية

ة منه تتجاوز نقل املعلومات و املعارف فقط، بل هو يعرب عن مظاهر ثقافية النصوص، إذ أن الغاي

: فبني األخالق و األخالق، يطرح اإلشكال. و اجتماعية

فكيف يتعامل املرتجم مع هذه العناصر الثقافية أثناء ترمجته للنص الروائي هل حيافظ على

عريب، إال أنه كتب بلغة خصوصية النصل األصلي الذي، و إن كتب من قبل كاتب جزائري

فرنسية حتمل يف طياا إحياءات ثقافية على الرغم من أا تروي واقعا جزائريا؟ هل يعتمد املرتجم

احلرفية من منطلق األمانة للنص األصلي الذي ليس ملكا له و ال حيق له التصرف فيه كما حيلو

ريب الذي قد يصدم و خيدش له؟ و إن كان كذلك، أليس هذا على حساب ثقافة املتلقي الع

حياؤه؟ أم أن املرتجم حياول تكييف النص مع الثقافة املستقبلة حىت تتم عملية التلقي بشكل سليم

بعيدا عن كل مظاهر النفور، من أجل حتقيق مقروئية جيدة للنص املرتجم؟

Page 10: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

�����

10

فة اجتماعية تتعلق بثقا أوإىل أي مدى جيوز للمرتجم التحكم يف النص ألغراض أخالقية

هل تفرض ثقافة املتلقي على املرتجم تعديل النص األصلي إذا كان من شأنه أن يصدم تلقي؟امل

قارئه؟ أم أن للمرتجم احلرية يف التعامل مع النص، فيحذف ما يراه غري مناسب لثقافة املتلقي تارة،

ات األدبية؟ و يلمح إليه مبكافئ تارة أخرى؟ هل تؤدي الرتمجة احلرفية الغرض عند نقل احملظور

و ألن الرواية أضحت أكثر األجناس األدبية شيوعا يف الوقت الراهن و األكثر ترمجة،

للروائي La répudiationارتأينا أن نتناول بالدراسة موضوع العناصر الثقافية يف رواية

هذا األخري فرض نفسه على الساحة األدبية بكسره للمحظورات يف أكثر . اجلزائري لرشيد بوجدرة

، و اليت ستكون مدونة لبحثنا هذا، راح يتناول 1969فمنذ ظهور أول رواية له سنة . من مرة

فهو يثور . ظموضوعات كان تبدو إىل ذلك احلني من احملرمات يف اتمع اجلزائري اإلسالمي احملاف

على سلطة األب، و يتحدث بسخرية عن مظاهر دينية و يصف بصورة طبيعية عالقاته احلميمة،

و جسد املرأة املتربجة، و يتطرف إىل اجلنس يف جمتمع يعترب يف الدين اإلسالمي دستور احلياة

.اليومية

لذاتية منها فا. و تعود أسباب اختيار املوضوع أوال إىل أسباب ذاتية و أخرى موضوعية

تعود إىل شغفنا بالرواية اجلزائرية السيما منها املكتوبة بالفرنسية ملا تفتحه من آفاق إلطالع على

. لغة الغري يف قالب حملي

Page 11: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

�����

11

أما من الناحية املوضوعية، فإننا نزعم، حسب اطالعنا املتواضع، أن املوضوع مل حيض بعد

ظل دراسة اإلشكاالت الثقافية يف الرتمجة األدبية، بدراسة دقيقة و إن يكون قد مت التطرق إليه يف

و أردنا ذه الدراسة طرق باب مل يفتح من . فهو يستدعي مزيدا من البحث قصد كشف خباياه

. قبل، رمبا لعدم توفر اجلرأة الالزمة أو خوفا من كسر احملظورات

: فيما خيص الفرضيات اليت سنؤسس عليها دراستنا، فتتمثل فيما يلي

ن الرتمجة ليست أمرا هينا كما قد يبدو من الوهلة األوىل، فليس كل متكلم مزدوج اللغة إ

فإذا انطبق هذا األمر على النصوص العادية، فما احلال بالنصوص . بقادر على أداء عملية الرتمجة

بل و أكثر من ذلك، عندما يتضمن النص وضعيات قد تعترب يف لغة النص األصلي . األدبية

ينما هي يف الثقافة املستقبلة من احملرمات أو قد تشكل خدشا حلياء متلقي الرتمجة؟ هنا رمبا عادية ب

يلجأ املرتجم إىل إجياد مكافئ ثقايف يف اللغة اهلدف، أو قد يستعمل التلميح أو الكناية للتعبري عن

.هذه احملرمات أو احملظورات

أما . ة فهو املنهج التحليلي النقديو فيما خيص املنهج الذي سنعتمد عليه يف هذه الدراس

يف املدونة ملعرفة "ظوراحمل"التحليل فسيكون يف مواضع ورود العناصر الثقافية املصنفة يف إطار

و أما النقد فللقول إىل أي مدى وفق يف نقل هذه . كيفية تعامل املرتجم مع هذه العناصر الثقافية

.النظرياخلصوصيات حسب معايري يتم حتديدها يف اجلزء

Page 12: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

�����

12

سيقتضي األمر تقسيم البحث إىل مقدمة يتم فيها حتديد اإلشكالية و خمتلف التساؤالت،

مصحوبة ببعض الفرضيات اليت سنحاول اإلجابة عنها مع حتديد األهداف، و كذا جزأين أحدمها

.نظري و اآلخر تطبيقي

و هو " الثقافة و الرتمجة" الفصل األول حتت عنوان. أما اجلزء النظري فينقسم إىل فصلني

خمصص للعناصر الثقافية من خالل ضبط مفهوم الثقافة و مكوناا و عناصرها و خمتلف

املقاربات السوسيولوجية و األنثروبولوجية لتحديد مفهوم الثقافة، كما يتضمن أيضا عالقة الثقافة

از، كما تساهم أيضا بقسط بالرتمجة باعتبار هذه األخرية حوار بني احلضارات و فعل ثقايف بامتي

كما سنلقي أيضا نظرة على عناصر الثقافة من منظور ترمجي و اخرتنا له . وافر يف ظاهرة املثاقفة

.وجهة نظر بيرت نيومارك كوا بدت لنا شاملة إىل حد بعيد

" العناصر الثقافية يف مفرتق النظريات بني األمانة و التلقي"مث الفصل الثاين حتت عنوان

ننوي من خالل . ي سيخصص لعرض خمتلف آراء و مقاربات بعض املنظرين حول املوضوعالذ

. هذا الفصل وضع إطار نظري للموضوع

بني الرتمجة " "La répudiationالعناصر الثقافية يف رواية " و الفصل الثالث املوسوم بـ

سية من خالل حملة عن نشأا و الذي نتناول فيه موضوع الرواية اجلزائرية املكتوبة بالفرن" و التلقي

تطورها و خصائصها، لننتقل إىل مؤلف الرواية و خصوصية الكتابة لديه، قبل أن نتناول بالتحليل

Page 13: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

�����

13

مناذج من العناصر الثقافية الواردة يف املدونة و نتبني منهجية املرتجم يف نقلها من حيث مراعاة

.لكاملتلقي و األمانة يف الرتمجة، و إصدار رأينا يف ذ

: و قد استفدنا يف هذا البحث من دراسات سابقة نذكر منها

من إعداد سليم بوالداد عن اخلصوصية الثقافية يف ترمجة الرواية اجلزائرية إىل اللغة الفرنسية -

.قسنطينة –جامعة اإلخوة منتوري

نقل خصوصيات الثقافة الشعبية اجلزائرية إىل الفرنسية، من إعداد مسعود مسعي، عن -

. قسنطينة –جامعة اإلخوة منتوري

ترمجة اخلصوصيات الثقافية يف الرواية املغاربية و إشكالية التلقي، من إعداد الطالب حممد -

. محزة مرابط

للدراسات يف جمال - الشيء القليل و لو- إن حبثنا هذا ما هو إال حماولة متواضعة إلضافة

يد كل من يقرأ هذا البحث الرتمجة األدبية خاصة منها اليت تم بالرواية اجلزائرية، و نتمىن أن يستف

.سواء أكان خمتصا أم قارئا عاديا يبتغي إثراء معلوماته يف جمال الرتمجة

Page 14: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

14

-الفصل األول -

الثقافة والترجمة

الثقافة، مكوناتها وعناصرها: المبحث األول

:الثقافة -1

لغة - 1-1

اصطالحا - 1-2

:مكونات الثقافة -2

تقسيم رالف لينتون - 2-1

.العموميات - أ

.اخلصوصيات - ب

.املتغريات أو البدائل - ت

الثقافة المادية والالمادية - 2-2

ة املاديةالثقاف - أ

ة الالماديةالثقاف - ب

الثقافة والترجمة : ث الثانيالمبح

� J الرتمجة وحوار احلضارات

� J الرتمجة فعل ثقايف

� J الرتمجة واملثاقفة

عناصر الثقافة من منظور ترجمي : المبحث الثالث

عناصر الثقافة لدى بيرت نيومارك -

Page 15: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

15

جزة عن هذا الفصل أن نوضح مفهوم العناصر الثقافية من خالل تقدمي حملة مو يفسنحاول

قبل أن روبولوجيا ثنجتماع واأليت أوردها علماء االلف التعريفات التخم عن طريق استعراضثقافة ال

أن هناك إىل جتدر اإلشارة. نا الوصول إليهاعطاليت استالعناصر الثقافية تقسيمات نورد خمتلف

جهة احلضارة منو كذا يف الفصل بني الثقافةو اختالف كبري يف حتديد مفهوم الثقافة من جهة،

نثروبولوجيا إىل التمييز بينهما، يف حني يرى البعض اآلخر أن فقد ذهب بعض علماء األ. أخرى

يده عسريا صطلحان يعربان عن الظاهرة نفسها، كما أن مفهوم الثقافة يبدو حتداحلضارة مو الثقافة

. وتعدد ااالت اليت تناولت املوضوع جدا حبكم اختالف الرؤى

Page 16: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

16

.عناصرها، مكوناتها و الثقافة: ل المبحث األو

: الثقافة -1

العلماء و ال زال الباحثونو لعل من أعقد املفاهيم يف العصر احلايل مفهوم الثقافة الذي كان

لون أن يصوغوا له تعريفا دقيقا حياو اإلثنولوجياو األنثروبولوجياو علماء االجتماعالسيما منهم

إىل اختالف الباحثني -ال ريب-هذا راجع و ثري من التعقيدإال أن هذا املفهوم يشوبه الك. ثابتاو

كذا إىل اختصاص كل و ،إىل طريقة تناوهلم له من جهة أخرىو يف إدراكهم للموضوع من جهة

فقد .األنثروبوجلياو نظرة علم االجتماع إىل املوضوع مثال ختتلف عن منظور علم النفسواحد، ف

.منها ما خيتلفو عريفا منها ما يتفق على نفس العناصرمخسني تو وجد للثقافة أكثر من مائتني

ستون تعريفا للثقافة يف كتاما و مخسةو كروبر مائةو جيان كلوكهونلو قد مجع العاملان األنثروبو و

يف بداية حبثنا و ،"Culture : a critical review of concepts and definitions " املعنون بـ

أصل و يفات الواردة يف املوضوع انطالقا من التعريف اللغوي للثقافةسنحاول استعراض خمتلف التعر

.الكلمة، إىل خمتلف التعريفات االصطالحية

: فة لغةالثقا -1-1

قرآن الكرمي مبعىن وجد قد جاء ذكره يف الو إن أصل كلمة ثقافة من الفعل الثالثي ثقف،

نة أشد واقـتـلوهم حيث ثقفتم " :سورة البقرة الشيء يف وهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتـ

م كذلك جزاء من القتل وال تـقاتلوهم عند المسجد احلرام حىت يـقاتلوكم فيه فإن قاتـلوكم فاقـتـلوه

ملعونني أيـنما ثقفوا :"ا ورد أيضا يف سورة األحزاب وجدمتوهم، كمو أي أدركتموهم 1"الكافرين

. 2"أي حيثما لقوا" أخذوا وقـتـلوا تـقتيال

:مث إذا حبثنا يف معاجم اللغة العربية، فقد ورد الفعل ثقف باملعاين اآلتية

191 ورة ا�رة، ا��� 1

261 ورة ا��زاب، ا���

Page 17: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

17

� J حذقهثقوفةو ثقافاو ثقفا الشيء ثقف: ثقف: جاءت يف لسان العرب البن منظور ،،

املعرفة يف و ، فالثقافة هي إدراك الفرد للعلوم 1.فهمالثقف حاذق و ثقفو رجل ثقفو

.شىت جماالت احلياة

� J أما يف املعجم الوسيط فقد ورد كما يلي :

.ثابت املعرفة مبا حيتاج إليه املراد هناو ، 2صار حذقا فطنا فهو ثقف، ثقفا: ثقف

� J كتاب العني للخليل ابن أمحد الفراهيدي أما يف :

،وفعله ثقف إذا لزمالثقف مصدر الثقافة، و ،ثقفت فالنا يف موضع كذا، أي أخذناه ثقفا

.3هو سرعة تعلمهو ثقفت الشيءو

ي املشتقة من الفعل الفرنس Cultureأما يف اللغات األجنبية فقد وردت لفظة

cultiver يف القاموس الفرنسي الشهريLe petit Larousse بالشكل التايل :

Culture4 : action de cultiver أي فعل الزراعة

La culture des fleurs غرس األزهار

Ensemble de connaissances acquises أي جمموعة املعارف املكتسبة

Instruction, savoir املعرفة و التعليم

: ) Oxford(مث جاءت يف اللغة االجنليزية يف قاموس أكسفورد

Culture : The arts, customs and institutions of a nation,

people or group.5

�ل ���ل ا�د�ن ن ��رم ان ��ظور�. 492، ا���%د ا�$��#، ص 2003� �ن ا�!رب، دار �در، �روت ���ن، : أو ا� 1

98، ص�2004 ر، ةا�را!�، ا��ھر+� ا�!ر��، ا��!�م ا�و �ط، ��*� ا�(روق ا�دو���، ا�ط!� ���& ا�% 2

204 � ا�/%�# �%�طو/�ت، �روت ���ن، : أو /د ا�ر��ن ا�.%�ل ن أ��د ا��راھ�دي ، ص �1970*�ب ا�!�ن، �ؤ 3

4 Le petit Larousse en Couleurs: Larousse, 1984, P254.

5 Oxford Paperback Dictionary Thesaurus, Oxford University Press, 2001, P208.

Page 18: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

18

. مؤسسات أمة أو أناس أو جمموعة ماو عاداتو أي فنون

: الثقافة اصطالحا -1-2

اتفاق على أا نتاج تراكم متنوعة حبسب نظرة املشتغلني ا وهناك اتللثقافة تعريف

عمل إنساين لقرون عدة ، ويظل املعىن االصطالحي مثار للجدل واالختالف بني علماء

، والذي نتج عنها نثروبولوجيا األ و الدراسات الرتبوية والنفسية واالجتماعية وعلماء األجناس

.اليت اختلفت باختالف العصور ، وجماالت االستخدام اتريفالعديد من التع

Edward Burnett)يعترب عامل األنثروبولوجيا الربيطاين إدوارد برينت تايلور

Taylor) يف كتابه املعنون الثقافات البدائية الذي ورد و للثقافةتعريف صاحب أشهر

"Primitive cultures " الزال يعترب من أمشل التعريفات كما أن و الذي كانو 1871عام

البحوث املتعلقة مبوضوع الثقافة السيما و خمتلف الكتابات استعماله ال يزال ساريا يف

:فقد عرف تايلور الثقافة على النحو التايل. األنثروبولوجية منها

«… that complex whole which includes knowledge,

belief, art, morals, law, custom, and any other capabilities and

habits acquired by man as a member of society » 1

األعرافو القانونو األخالقو الفنو املعتقداتو هي ذلك الكل املركب الذي يشمل املعرفة"...

خالل من . )ترمجتنا( "العادات األخرى اليت يكتسبها اإلنسان باعتباره عضوا يف اتمعو القدراتو

اليت يكمل بعضها العناصرجمموعة من هذا التعريف يبدو أن تايلور يعرف الثقافة أا تتكون من

من جمتمع آلخر أو العناصرختتلف هذه و جمتمع ما، يف اليت يكتسبها الفرد بصفته عضواو بعضا

اليت تشكل الالماديةو العناصر املاديةكما أن هذا التعريف جيمع بني خمتلف . من فئة إىل أخرى

عي للثقافة، فحسبه ال ميكن احلديث عن كما يربز هذا التعريف البعد اجلما. ثقافة كل جمتمع

1 Taylor, E. B.: Primitive Culture, Sixth Edition, Murray, London England, 1920, P 01.

Page 19: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

19

الفنونو األخالقو التقاليدو العاداتو الثقافة إال داخل جمتمع على اعتبار أن كل املمارسات

أي معىن أو قيمة إذا كانت معزولة عن شبكة العالقات غريها ال تكتسي و القيمو األحكامو

العالقة مع اآلخر داخل أطر و اعلمعانيها من خالل التفو إمنا تأخذ ماهيتهاو االجتماعية ،

.حمددة

: و يعرف ويسلر الثقافة بأا

"all social activities in the broadest sens, such as language,

marriage property system, etiquette, industries art, etc.."1

اإلتيكيتو مللكيةنسق او الزواجو كل األنشطة االجتماعية يف أوسع معانيها مثل اللغة"

"الفنو

يعرفها مرة و فالثقافة عنده مرتبطة باألنشطة االجتماعية اليت ميارسها اإلنسان يف حياته،

2".الثقافة هي أسلوب حياة تتبعه اجلماعة أو القبيلة تتضمن جمموعة املعتقدات: " أخرى فيقول

ضمن هذه الطريقة جمموعة من تت و فالثقافة هي طريقة احلياة اليت تتبعها لقبيلة أو اجلماعة

هذا التعريف يبني اجلانب املعنوي للثقافة و األفكار املختلفة اليت يؤمن ا األفراد،و املعتقدات

. فقط

ذلك الكل املركب الذي يشمل العادات:" فيما تعرف روث بينيدكت الثقافة بأا

يضا مت الرتكيز على جانب العاداتهنا أو .3"التقاليد اليت يكتسبها اإلنسان كعضو يف اتمعو

التغاضي عن اجلانب املادي الذي يكمل بدوره اجلانب املعنوي، فال غىن عن أي و التقاليدو

.منهما

1Wissler, Clark D.C Duvall Mythology of the Blackfoot Indians, Biblio Bazer, 2009, P22

2 Ibid, P100.

، 1959/�ر ا�د و4# وآ.رون، �را�!� � ن ���د �وھر، ���� ا���ن ا�!ر#، ا��ھرة، : �د�ت روث، أ�وان �ن $��1ت ا�(!وب، *ر��� 130ص

3

Page 20: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

20

الثقافة هي مجيع طرائق احلياة اليت طورها اإلنسان يف « : فريى أن ) Nills( نيلز أما

يبتعد عن التفصيل إال أنه و ةيتضح من خالل هذا التعريف أنه يتسم بالعمومي 1»اتمع

كما . ، فهو يعترب الثقافة مجيع طرائق احلياةالالماديةو المادية العناصرجيمع، يف املقابل، بني

يبدو أنه يركز على كون الثقافة نتاج عمل اإلنسان فضال عن حتديد حيز الثقافة داخل اتمع

. ل اجلماعةما يضفي عليها صفة اجلماعية أي أا ال تكتمل إال داخ

:االثقافة بأ) R.Linton(الف لينتون ر كما عرف األنثروبولوجي األمريكي

“A culture is the configuration of learned behavior and results of

behavior whose component elements are shared and transmitted by

the members of a particular society."2

لنتائج ذلك السلوك يشرتك يف مكوناا اجلزئية أفراد جمتمع و تنظيم للسلوك املكتسبلثقافة ا"

"ينتقل عن طريق هؤالء األفراد و معني

ثانيهما و يتبني من خالل هذا التعريف أن رالف لينتون يرى للثقافة خاصيتني أوهلا االكتساب

مث يرى أن هذه . كة بني أفراد اتمعفالثقافة يف رأي لينتون مكتسبة كما هي مشرت . االشرتاك

. السلوكات ال تقف عند الفرد الواحد بل تنتقل بني أفراد اتمع

الثقافة هي ذلك الكل املتكامل الذي يتكون من اخلصائص : " و يعرف مالينوفسكي الثقافة بقوله

احلرفو األعرافو املعتقداتو البنائية ملختلف اموعات اإلجتماعية من األفكار اإلنسانية

معتقداتو مجع مالينوفسكي يف هذا التعريف جل مكونات الثقافة من أفكار .3"األدواتو

194، ص1994ا�ردن، /��ندار ا�(روق �%�(ر وا�*وز�&، ا��د.ل إ�6 ا�*ر�� وا�*!%�م، : �!�م �!���#./د 5 ا�ر(دان ود.د 1

2 Ralph Linton, The Cultural Background of Personality, New York, Appleton-Century-Crofts, 1945, p. 32. 3 Malinowsky, Bronislaw: A Scientific Theory Of Culture, Oxford University Press, New York, 1960, p 36.

Page 21: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

21

جتسدها على أرض الواقع، و حىت األدوات اليت متثل اإلنعكاس املادي لألفكارو حرفو أعرافو

.فتعريفه هذا يشبه إىل حد بعيد تعريف تايلور

:للثقافة عريف اليونسكوت

م يف حماولة لتحديد معىن 1982ممثلو اليونسكو يف املكسيك معظم شهر يوليو عام اجتمع

مجيع « للثقافة ، عرف االجتماع باسم إعالن مكسيكو ، وتوصلوا إىل التعريف التايل بأنه

السمات الروحية ، واملادية ، والفكرية ، والعاطفية ، اليت متيز جمتمعا بعينه ، أو فئة بعينها ، وهي

شمل الفنون واآلداب وطرائق احلياة ، كما تشمل احلقوق األساسية لإلنسان ، ونظم القيم ت

.1 "والتقاليد واملعتقدات

تعريف اليونيسكو للثقافة حاول أن يضع خالصة ملختلف التعريفات السابقة اليت وضعها

ة عامل يف شطره األول قبل بصفاألنثروبولوجيون، فأورد خمتلف العناصر الثقافية و علماء االجتماع

نظم و األساسيةاحلقوق و طرائق احلياةو اآلدابو أن يتطرق إىل تفصيلها موضحا أا تشمل الفنون

. املعتقداتو التقاليدو القيم

هذا بالنسبة ملفهوم الثقايف يف املنظور الغريب، أما بالنسبة للمنظور العريب فإن سالمة موسى

كان هذا و يف اللغة العربية cultureناها األورويب كمقابل للفظ أول من أطلق لفظ ثقافة مبع

كنت أول من أفشى : " هو يقول يف ذلكو ،1922بداية العشرينيات من القرن املاضي سنة

مل أكن أنا الذي سكها بنفسي فإين انتحلتها من ابن و لفظ الثقافة يف األدب العريب احلديث،

الثقافة هي املعارف. شبيه بلفظ كلتور يف األدب األورويبخلدون، إذ وجدته يستعملها يف معىن

مع ذلك هي و قد حتتويه الكتبو يتثقفون او الفنون اليت يستعملها الناسو اآلدابو العلومو

يظهر جليا أن سالمة موسى قد تأثر باملدرسة األملانية بربطه الثقافة باألمور . 2"خاصة بالذهن

ا�ر �# �%�و� �و إ/9ن �� ��و ا�!���# �%*�وع ا�$�1#، ا��و4& http://www.unesco.org/bpi/eng/unescopress/2001/adiversiteculturelle.htm

1

6 . 52، ص1927ا�$���1 وا����رة، ��%� ا�:9ل، ا��ھرة � ر، : ��9، �و 2

Page 22: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

22

أما . تربط هذه األخرية باألمور املادية فقطو احلضارةو متيز بني الثقافةالذهنية، فاملدرسة األملانية

تظم "أن هذه األخرية " مشكلة الثقافة"عامل االجتماع اجلزائري مالك بن نيب فريى يف كتابه

مركزا على اجلانب املعنوي للثقافة بغض " باإلضافة إىل األفكار أسلوب احلياة يف جمتمع معني

1.أسلوب احلياةو الذي يعترب جتسيدا لألفكارو ب املاديالنظر عن اجلان

تتكون من جمموعة من العناصر، الثقافة أننستخلص للثقافة ومن التعريفات السابقة

نه باحلواس والبعض اآلخر غري وميكن التحقيق ماإلنسان كل ما ينتجه يتمثل يف بعضها مادي

. واألساليب الفنية خالقالعادات والتقاليد والقيم واأل ويتضمنمادي

تضاربت كذلك وجهات النظر اختلفت يف حتديد مفهوم الثقافة، فو تعددت اآلراء مثلما

لتظهر بذلك أربعة اجتاهات، حيث يرى االجتاه األول أن احلضارة، و بني الثقافة قالفر يف تبيني

بينما يرى . لفرتة طويلةظل هذا الفكر سائدا يف البداية و احلضارة يعنيان الشيء نفسهو الثقافة

هي حتتويها باعتبارها كال اجتماعيا يشمل ما هو روحيو االجتاه الثاين أن الثقافة أمشل من احلضارة

بينما مييز االجتاه الثالث بني . ما هو معنوي فهو يعد احلضارة جزءا من الثقافة اليت تشكل الكلو

خمتلفني ال حيتوى أحدمها على اآلخر على احلضارة يعربان عن شيئنيو يرى أن الثقافةو املفهومني

التقاليدو العاداتو الرغم من إقراره بارتباطهما، فالثقافة متثل اجلانب املعنوي فقط أي الدين

مث جند يف األخري االجتاه الرابع فريى عكس . إخل بينما تعين احلضارة اجلانب املادي... القيمو

.حلضارة اليت هي عبارة عن كيان كلياالجتاه الثاين أي أن الثقافة جزء من ا

إن تقاربا يف و –و من مث فإنه يتضح لنا أنه ال جيوز اخللط بني املصطلحني، فكال منهما

خمتلفان يف املضمون، فاحلضارة البدائية هي حضارة لكنها بدون ثقافة،-الشكل اخلارجي

العالقات و الفنونو اآلدابحضارة اآللة هي حضارة قائمة على ثقافة العلم مع إغفال ثقافة و

.إخل... اإلجتماعية بشىت أنواعها

#، ���ك ن � : ، �!. 13، ص�1984(�%� ا�$��1، *ر��� /د ا� ور (�ھ�ن، دار ا���ر ا��!� ر، �روت ���ن، ا�ط!� ا�را 1

Page 23: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

23

:الثقافة مكونات -2

: تقسيم رالف لنتون -2-1

حمتوى الثقافة يف أي جمتمع متجانس يكاد ينقسم إيل ثالثة أقسام رئيسية يرى رالف لينتون أن

)Ralph Linton (البدائلو اخلصوصياتو تتمثل يف العموميات.

وهي تلك العناصر اليت يشرتك فيها أفراد اتمع مجيعا وهي ): Universals( العموميات

اللغة و الدينأساس الثقافة ومتثل املالمح العامة اليت تتميز ا الشخصية القومية لكل جمتمع مثل

األفكار واالستجابات العاطفية املختلفة وأمناط السلوك أيضا وهي . والعادات والتقاليد والقيم

يشرتك فيها مجيع أفراد اتمع الواحد ومتيزهم كمجتمع وثقافة عن غريهم من وطرق التفكري اليت

لو تناولنا هذا املثال األخري مثال . )السكن وطريقة امللبس وطريقة الزواج (اتمعات ومثال ذلك

يف الثقافة اإلسالمية، أقصد نظام الزواج، فهو يتكون من جمموعة من العناصر اليت يفرضها الدين

لدى باقي اتمعات اليت ال تدين بالدين و اليت قد ال توجد يف غريه من األديانو سالمياإل

يشرتط فيه عنصر الصيغة الذي ال يصح الزواج و اإلسالمي، فهو يضمن للمرأة مثال حق املهر ،

كما يتضمن أيضا عناصر ذات . إخل... شرط حضور ويل الزوجة و عنصر الشاهدينو من دونه،

احللي الذي تضعه و ، كاأللبسة التقليدية اليت ترتديها املرأة،االجتماعيةالتقاليد و داتعالقة بالعا

حلويات، و ألبسةو بعض األغراض اليت تأخذها إىل بيت الزوجية من أفرشةو على اختالف أنواعه

. إضافة عن بعض األمور املتعلقة مبراسيم الزفاف، فضال عن ما يسبق ذلك من خطبة

"First, there are those ideas, habits, and conditioned emotional

responses which are common to all sane, adult members of the

society. We will call these the Universals"1.

1 Linton, Ralph: The Study Of Man, Appleton Century Crofts, New York Usa, 1916, p 272.

Page 24: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

24

يؤكد لنتون أن بعض العناصر الثقافية اليت تصنف كعموميات يف ثقافة ما ميكن أن تفقد يف كما

. رى موضحا بأن هذه املصطلحات اليت يقرتحها تنطبق على مكونات الثقافة الواحدةثقافة أخ

"An element classed as a Universal in one culture may be completely

lacking in another 1 "

هي اليت تكون األساس العام للثقافة الذي و و هذه العموميات ختتلف من ثقافة إىل أخرى

.كل ثقافة عن الثقافات األخرىتتميز به

يتبني لنا من خالل هذه املالحظة الصعوبة اليت قد جيدها املرتجم لدى نقله لبعض العناصر

الثقافية حبكم انعدامها يف اللغة املنقول إليها ما يدفعه إىل البحث عن اسرتاتيجيات متكن من أداء

. ئ عند تلقي مثل هذه العناصرمهمته بالشكل املطلوب، بالتايل اختالف استجابة القار

ال يتعلق . ثقافة كاملة لشعب أو أمة أو حضارة - يف مستوى أول -كما ميثل الدين

مبا هو -أساسا -األمر، هنا بالدين من حيث هو جمموعة نصوص وتعاليم وقيم فحسب، بل

ث صريورته كيان جمسد يف طقوس اجتماعية وتقاليد وأفعال ميارسها الناس أيضا، أي من حي

نظاما من املمارسات املادية قد تقوم مسافة ما واقعية بني وضعه النظري ـ يف نصوص ـ وبني طريقة

.طرف املؤمنني به تعبريا مباشرا يف حقل اجتماعهم املدين استيعابه والتعبري عنه من

؛ ومن واقع نسانواإلللطبيعة، والوجود، : حيتسب الدين ثقافة من واقع كونه يعرب عن رؤية للعامل

: على حنو يغطي أحيانا أدق تفاصيل هذا االجتماع اإلنساينكونه يقدم تصورا لبناء االجتماع

أمة (ت عقيدة ما إىل بناء ليس يهم إن سع. اخل.. اقتصادا، وسياسة، وأخالقا، وأحواال شخصية

الم، بل األهم أا قامت سشأن اإل) أمة اجتماعية وروحية( شأن النصرانية أو إىل بناء )روحية

اجلمعي مبادئ ) روعهم(على تعاليم رمست للمنتسبني إليها ختوم اجلائز وختوم املمنوع، وقذفت يف

حتولت إىل قواعد صارمة للفكر والسلوك، وأفكارا حتولت إىل عقائد راسخة ال تقبل املراجعة يف

1 Ibid, P272.

Page 25: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

25

.ب املتصلة مبيدان االجتماع املدينجانبها الالهويت حىت وإن كانت تقبل بعض التغيري يف اجلوان

، خيتلف يف األسس )الطبيعي واالجتماعي(الدين هنا ثقافة بوصفه منطا من املعرفة بالوجود

فله مسلماته . واملبادئ عن سواه من أمناط املعرفة األخرى كالعلم، والفلسفة، واألسطورة، وسواها

ا، وله طريقته اخلاصة يف بناء أحكامه ليست اليت ال يقوم اإلميان ـ داخل نظامه ـ بغري اإلقرار

.إخل.. تفهم قضاياه وأحكامه بغري ربطها بنمط االستدالل فيه

من الطقوس والشعائر والقيم، أي طريقة ثابتة املالمح يف ) مغلقا (مث إنه ثقافة بوصفه منطا

ـ بنية عقلية كاملة للمجتمع، ممارسة احلياة ويف بناء االجتماع وإعادة إنتاجه، وهو ميثل ـ يف احلالني

باملعىن األنثروبولوجي الكامل للكلمة، أي منطا من التفكري والسلوك يكتسب منطقا ذاتيا خاصا

.ميتنع فهمه أو تعليله مبعزل عن شبكة املعاين والدالالت اخلاصة به

تعبئة ثقافة ما، لكن الدين ميثل ـ يف مستوى آخر من العالقة ـ عامال من العوامل األساسية يف

الدين هنا . وشحنها بالرموز واملضامني واملطالب، وتشكيل حقلها اخلاص داخل االجتماع املدين

ليس رؤية للعامل، شأنه يف احلالة األوىل، بل عنصر يف بناء هذه الرؤية اليت قد ال تكون رؤية دينية

فقد تفرض ضغوط . ذلك بالضرورة، وإمنا حيتمل أن تكون رؤية اجتماعية أو قومية أو سوى

سياسية واجتماعية على شعب أو مجاعة تعبئة املخيال اجلماعي برموز وقيم من شأن استثمارها يف

وهذا ما . واألمثل احلقل الثقايف أن يعيد التوازن إىل الذات، ويشحنها بالقدرة على األداء األفعل

ية، وملاذا يكاد التعبري الثقايف مييل يفسر ملاذا جيري استدعاء الدين عند كل أزمة اجتماعية أو وطن

.إىل توطني الرموز الدينية وإىل إفساح اال أمامها لتشكيل خطاب املواجهة

Page 26: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

26

: )Individuals( لخصوصياتا - أ

وهي عناصر الثقافة اليت يشرتك فيها جمموعة معينة من أفراد اتمع مبعىن أا العناصر اليت

ألسباب مهنية أو دينية أو اجتماعية أو اقتصادية ريهم يف اتمعحتكم سلوك أفراد معينني دون غ

.أو عرقية أو غري ذلك من أسباب تفرد فئة من الناس بعناصر ثقافية ال يشرتك فيها عامة الناس

“Second, we have those elements of culture which are shared by the

members of certain socially recognized categories of individuals but

which are not shared by the total population. We will call these the

Specialties”1.

اجتماعية حددها اتمع يف تقسيمه بنشاطاتفهي العادات والتقاليد واألدوار املختلفة املختصة

ة أو طبية مثال اخلصوصيات الثقافية للعمل بني األفراد وقد تكون هذه اموعة مهنية متخصص

اخلاصة باملعلمني أو املهندسني أو األطباء أو غريهم وهم يتصرفون فيما بينهم بأمناط سلوكية معينة

وقد تشمل هذه اخلصوصيات عناصر تتعلق باملهارات األساسية للمهنة واملعرفة الالزمة إلتقاا

ت اليت تربط أبناء املهنة الواحدة ومتيزهم عن غريهم كما تشمل أيضا طرق أداء املهنة ونوع العالقا

. من الناس

وقد تكون اخلصوصيات مرتبطة بالطبقة االجتماعية فالطبقة األرستقراطية هلا سلوكيات

وعاداا اليت متيزها عن الطبقة املتوسطة أن كذا وكذا من السلوك ال ينتمي إيل عادات

يات ال تنفى اشرتاك أفراد الطبقة أو املهنة عن كل أفراد األرستقراطية وجيب أال ننسى أن اخلصوص

. اتمع يف العموميات اليت ناقشناها من قبل

1 Linton, Ralph, Op.cit., P272.

Page 27: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

27

: و تقسم اخلصوصيات الثقافية بدورها إىل عدة أقسام

كل مجاعة هلا خصوصياا الثقافية اليت تتميز ا عن غريها كاألطباء: اخلصوصيات املهنية - أ

إخل... البنائني و حلداديناو احملامنيو املهندسنيو

. كل طبقة يف اتمع هلا خصوصياا الثقافية اخلاصة ا: اخلصوصيات الطبقية - ب

.الوسطىو فخصوصيات الطبقة األرستقراطية ختتلف عن خصوصيات الطبقة الدنيا

اليت متيز األفراد و لكل عقيدة عناصرها الثقافية اخلاصة ا: صوصيات عقائديةاخل - ت

فتختلف طقوس . املؤمنني ا عن غريهم من أفراد العقائد األخرىو التابعني هلا

.غريهمو املسلمني عن طرق التعبد لدى املسيحيني

تظهر يف ممارسة بعض األقليات املوجودة يف اتمعات ألسلوب : صوصيات عرقيةاخل - ث

تحية عند العادات اليت ميارسوا، كأسلوب الو القيامو التقاليدو احلياة اليت يعيشون فيها

. املقابلة مثال

):alternatives( البدائل والمتغيرات - ج

تنتمي إيل العموميات فال تكون مشرتكة بني مجيع األفراد ال وهي من العناصر الثقافية اليت

مهنة واحدة أو طبقة اجتماعية واحدة بني أفراد وال تنتمي إيل اخلصوصيات فال تكون مشرتكة

،وجترب ألول مرة يف ثقافة اتمع وبذلك ميكن االختيار من بينها ولكنها عناصر تظهر حديثة

تصبح عناصر من و تظل بدائل الثقافة على حافة الثقافة فإذا حظيت بالقبول تتحول اجتماعياو

.ذلك حسب درجة انتشارها يف اتمعو عموميات الثقافية أو خصوصياا

Third, there are in every culture a considerable number of traits

which are shared by certain individuals but which are not common to

Page 28: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

28

all the members of the society or even to all the members of any one

of the socially recognized categories. We will call these Alternatives.1

العمل وطرق التفكري وأنواع االستجابات غري األفكار والعادات وأساليببدائل الثقافة وتشمل

املألوفة بالنسبة ملواقف متشاة مثال ذلك ظهور موضة جديدة يف امللبس مل تكن معروفة من قبل

يف اتمعات وهذه املتغريات قليلة الطعام ومل يعرفه الناس من قبل، أو ظهور طريقة إلعداد

ة يف اتمعات املتقدمة وتكون هذه املتغريات أمناط سلوكية قلقة مضطربة إيل أن البدائية وكثري

تتسم هذه البدائل بالقلق واالضطراب إيل أن تستقر علي وضع .تتالشى أو تصبح خصوصيات

.وتتحول فيه إيل اخلصوصيات أو العموميات الثقافية فهي متثل العنصر النامي من الثقافة

ماديةال الو الثقافة المادية -2-2

األفكار و جانب العناصر املادية للثقافة : يصف علماء االجتماع جانبني أساسيني للثقافة

مما الشك فيه أن اجلانبني مرتبطني متاما فالعنصر الثقايف املادي ما هو إال و املرتبطة ذه اجلوانب،

).معنوي(تعترب عنصرا غري مادي جتسيد لفكرة

:عناصر مادية - أ

فة املادية إىل األشياء املادية، واملوارد، واملساحات اليت يستخدمها الناستشري الثقا

أماكن التعبد واملكاتب واملصانع و اليت حتدد ثقافتهم، وتشمل املنازل واألحياء واملدن واملدارسو

إخل كل هذه اجلوانب املادية ... واملعامل واألدوات ووسائل اإلنتاج والسلع واملنتجات، واملخازن

على . تصورات أعضاء كل جمتمع ينتمي إىل الثقافة الواحدةو عد على حتديد سلوكياتتسا

سبيل املثال، تشكل التكنولوجيا جانبا حيويا من الثقافة املادية اليوم يف الواليات املتحدة

حيث جيب على الطالب األمريكيني تعلم كيفية استخدام أجهزة الكمبيوتر من أجل .األمريكية

القيام بشىت األعمال التجارية، وعلى النقيض من الشباب يف اتمعات البدائية و سةمتابعة الدرا

1 Linton, Ralph, Op.cit., P273.

Page 29: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

29

كتلك اليت تعيش يف أدغال إفريقيا الذين جيب أن يتعلموا كيف صناعة األسلحة اليت متكنه

. من صيد احليوانات

:)معنوية ( ناصر غير ماديةع - ب

قاليد واللغة والفنون وكل تتضمن العرف وقواعد السلوك واألخالق والقيم والت

العناصر السيكولوجية اليت تنتج عن احلياة االجتماعية ولكن تقسيم لنتون أنسب وأقرب إيل الواقع

من هذا التقسيم الثنائي الن الثقافة جتمع العنصرين معا وال ميكن فصل أي منهما عن األخر

. وحىت لغرض الدراسة يف هذا اال

دية مجلة األفكار اليت تشكل ثقافة جمتمع ما، مبا يف ذلك تعين الثقافة غري املا

على سبيل . املعتقدات والقيم والقواعد واألعراف واألخالق، واللغة، واملنظمات، واملؤسسات

املثال، فإن املفهوم الثقايف غري املادي املتمثل يف الدين يتكون من جمموعة من األفكار واملعتقدات

حتديد طرق استجابة الثقافة لدى أفراد ، هذه املعتقدات. الق، واملعامالتعن اهللا، والعبادة، واألخ

يف هذا الشأن حيدد علماء .الثقافة الواحدة جتاه املوضوعات الدينية، والقضايا، واألحداث

أربعة من أهم هذه سلوكات أفرادها،و اإلجتماع عدة عمليات تستخدمها الثقافة لتحديد أفكار

. قيم واملعايريهي الرموز واللغة وال

: الترجمةو الثقافة: المبحث الثاني

التبادل الثقايف بني الشعوبو ال تزال الرتمجة احملرك األساسي لعملية التواصلو كانت

فالرتمجة متثل حركة أخذ . 1"اللغات املتباعدة و فهي الوسيط الواصل بني الثقافات"احلضارات، و

قتصادياالو التطور احلضاريو ا أمهية كبرية يف حتقيق التقدمتبادل يف مجيع ااالت كما هلو عطاءو

يف و األممو متثل الرتمجة وسيلة ضرورية يف تعميق عالقات التواصل بني الشعوب. االجتماعيو

1�روت، ا�ط!� ا�و�6 : ا�*ر���و ��ر ا�(�>، ا�$��1 - ،# 09ص ،2010أوراق 1# ا�*ر���، دار ا���را

Page 30: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

30

لغاته، حىت أصبحت درجة التقدم و توسيع دوائر احلوار اليت تؤدي إىل امتالك مفردات العصر

يف هذه األمة أو تلك، كما تقاس مبدى مشول هذه احلركة يف تقاس بدرجة ازدهار حركة الرتمجة

. اختالف جماالاو تعدد

تقرب بني ثقافات العاملو تقوىو كلما التقت الثقافة باألخرى، تنشط حركة الرتمجة

فتاريخ احلضارات ما هو إال تاريخ اقرتاض . تسهم إسهاما كبريا يف تعزيز التفاعل احلضاري العامو

. ن غريها عرب قرون مع حمافظة كل حضارة على هويتها األصليةكل حضارة م

أخرى، فإن الرتمجة تنقل إىل لغة عيدا عن كوا جمرد عملية نقل لغوي لنص من لغة إىل و ب

هي مبثابة جسر و اجتماعية مضمرةو ثقافيةو تارخيية شحناتاللغة اهلدف النص بكل ما حيمل من

يصطلح على تسميته حوار احلضاراتو ة دورا أساسيا فيما يسمىلرتمجؤدي اتو هذا. بني الثقافات

الثقافات، إذ ال ميكن أن نتصور أن حيدث اتفاق بني ثقافتني ناطقتني بلغتني حمتلفتني دون و

اللجوء إىل الرتمجة، وقد ظهر هذا جليا منذ بداية الوجود اإلنساين على وجه األرض، إذ احتاج

. بينهم ألن اإلنسان بطبعه كائن اجتماعيبنو البشر إىل التواصل فيما

كيف ميكن لعملية االتصال أن تتم يف هذه احلال دون : إال أن هناك سؤال أساسي يطرح

لذا فإن اختالف الثقافات قد يقف عائقا أمام املرتجم عند نقل نص ما من لغة إىل لغة الرتمجة؟

خصوصياته سواء أكانت دينية أم لكل جمتمع و أخرى، فلكل لغة نظرا اخلاصة إىل العامل،

من اهلدفو سياسية أم تارخيية أم عرقية، وجب إذا على املرتجم، فضال عن إتقانه للغتني األصل

، التمتع بسعة اطالع على الثقافتني املنقول )إخل..الصوتيةو الصرفيةو النحوية(خالل معارفه اللغوية

إليها على أكمل وجه يف ظل البحث الدائم عن املكافئ يصبو إليها قصد إمتام عملية التواصل اليت و منها

لرسالة اليت جاء ا النص األصلي، من خالل إعادة خلق نفس الوضعية الذي حيمل إىل اللغة اهلدف نفس ا

... اإليديولوجيةو التارخييةو لن يتأتى ذلك إال عندما يأخذ بعني االعتبار خمتلف العوامل االجتماعيةو الثقافية

الثقافية اليت قد تكون مصدر أعسر العقبات اليت تواجه، و عليه أيضا إدراك االختالفات االجتماعية كما إخل،

. الفرنسية مثالو خصوصا إذا متت عملية الرتمجة بني لغتني ختتلفان متاما من الناحية الثقافية كالعربية

Page 31: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

31

: و تقول ماريان لوديرير يف هذا الشأن

« il ne s’agit pas seulement de savoir quel mot placer dans la langue d’arrivée en

correspondance à celui de la langue de départ, mais aussi et surtout de savoir

comment faire passer au maximum le monde implicite que recouvre le langage

de l’autre. »1

كلمة جيب وضعها يف اللغة اهلدف كمقابل لتلك اليت وردت يف ال يتعلق األمر فقط مبعرفة أي "

خاصة معرفة كيف مترير، إىل أقصى حد ممكن، العامل املضمر الذي و لكن أيضاو لغة االنطالق،

. "حتتويه لغة اآلخر

من قبل عند تعريفه للرتمجة بكوا عملية استبدال مادة نصية يف دهذا عكس ما ذهب إليه كاتفور

.نصية مكافئة هلا يف اللغة اهلدفصل مبادة اللغة األ

:يقول جدعون توري يف عالقة الرتمجة بالثقافة

« Translation is a kind of activity which inevitably involves at least two

languages and two cultural traditions ».2

. ترمجتنا" من التقاليد الثقافيةاثننيو الرتمجة هي نشاط ينطوي حتما على لغتني على األقل"

ء ال يتجزأ من العملية الرتمجية اليت ال تتمثل فقط يف إجياد املقابل اللغوي للنص فالثقافة إذن جز

األصلي يف اللغة اهلدف، بل تتعدى ذلك إىل إجياد نفس الوضعية الثقافية بكل ما حتمله من

ما يتعلق األمر بالرتمجة األدبية، كما هو احلال يف ، السيما عندتصورات يف ثقافة املتلقيو إحياءات

صعوبات ذات طابع ثقايف يتعذر عليه إجياد و ، فاملرتجم غالبا ما جيد نفسه أمام عوائقحبثنا هذا

مما ثقافة القارئ املتلقي و حل هلا أو رمبا قد يتمكن من إجياد املقابالت اليت من شأا أن ال تتالءم

1 Lederer, Marianne: La Traduction Aujourd'hui- le modèle interprétatif, Lettres modernes, minard, Paris,

2006, P102. 2G. Toury, “The Nature and Role of Norms in Translation”, in Venuti, L. The Translation Studies Reader.

London: Routledge. 1978, revised 1995, P200.

Page 32: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

32

خيدش حياءه أو مشاعره السيما إذا تعارض العنصر املنقول مع أعراف قد يصدم هذا األخري أو

فقد يوجد يف الثقافة الغربية ما ال يوجد يف الثقافة .االجتماعيةو تقاليده الدينيةو عاداتهو املتلقي

عيد الفطر ال وجود هلا يف الثقافة الغربية،و العكس كاألعياد الدينية مثل عيد األضحىو العربية

اليت ال جندها يف الثقافة (Thanksgiving)عيد الشكر و بل جند االحتفال بعيد امليالدباملقاو

لذا، فإمنا نقل أميا صياغات تعبريية لسانية ذات صبغة : " يقول مسري الشيخ يف هذا الصدد. العربية

ة بالسنن الثقافيو احلال هذه مشكلة ما مل يكن املرتجم على وعي باألمناطو سوسيوثقافية يكون

. 1"للمجتمعات اإلنسانية

اخلربات فيما بينها على مر العصورو مع ذلك، كان ملختلف الثقافات أن تتبادل املعارف

الفوارق اليت تفصلها بينها السيما خاصة تلك الفوارق الزمنيةو األزمنة بعض النظر عن املسافاتو

خمتلف اللغات يف مجيع أصقاع املعمورة اللغوية، إذ ترمجت جل روائع األدب العاملية إىل و اجلغرافيةو

نصهار يف أدب اللغات اريخ كتابتها ما ال مينعها من االحىت قرون عن تو عقودو بعد سنوات

الفلسفة و الثقافات، فرتمجت علوم اإلغريقو املستقبلة لتصبح بذلك جزءا ال يتجزأ من هذه اللغات

يف اعات املسلمني على اختالفها إبدو فيتاغورث،و نظريات طاليسو أرسطوو ككتب أفالطون

جابت روايات األدباء الروس مجيع بقاع و حبوث الزهراوي ،و كقانون ابن سيناالعصر الذهيب

. غريهاو بودلري و بريسحىت روائع شيكو دوستويفسكي، و كأعمال تولستوي األرض

ق،أوراق 1# ا�*ر���، : ا�*ر���و ��ر ا�(�>، ا�$��1 -� 10ص �ر�& 1

Page 33: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

33

: عناصر الثقافة من منظور ترجمي: المبحث الثالث

� J يتر نيوماركعناصر الثقافة لدى ب :

العناصر الثقافية، مطلقا عليها مصطلح Peter Newmarkلقد صنف بيرت نيومارك

إىل مخسة أصناف معتمدا يف ذلك على تصنيف " cultural wordsالكلمات الثقافية "

: جاء هذا التصنيف بالشكل اآليتو .يوجني نايدا الذي قسمها بدوره إىل أربعة

هذا رغم و أخذ معانيها من الثقافة الطبيعية اليت حتيط بناهي الكلمات اليت ت: البيئة -1

فاالختالفات املوجودة بني بيئة كاتب النص األصلي. اجلغرافية العامة اليت نعيش فيها

عند و بيئة القارئ األجنيب تؤدي ال حمالة إىل صعوبات عدة أثناء الرتمجة من جهةو

ونان بيوجني نايدا يف هذا يستشهد جورج مو .تلقي النص املرتجم من جهة أخرى

يقول نيومارك يف هذا الشأن أا تتضمن كل الكلمات اليت تعرب الشأن فيورد له مثاال

كل هذه السمات .1"حياة النبات، حياة احليوان، الريح، السهول، اهلضاب"عن

يئا اجلغرافية من شأا أن تعترب ثقافة حملية ألا تعرب عن بيئة املرسل مث قد ال تعين ش

فلو قلنا . بالنسبة للقارئ األجنيب الذي ختتلف بيئته عن بيئة صاحب النص األصلي

، تعين هذه الكلمة سهال عشبيا فسيحا يف أمريكا اجلنوبية، "Tundras"مثال

« steppes »األمر نفسه بالنسبة لكلمة و فتصعب على قارئ من إفريقيا أو آسيا،

.سهل روسي/ اليت ترمز إىل سهب

هذه الكلمات مجيعها ذات عناصر قوية من اللون احمللي "قول نيومارك أيضا أن كما ي

".تعرب عن ثقافة بلد معنيو أي أا تعكس الطابع احمللي للنص

�.151، ص�2006ن، ا�ط!� ا�و�6، *ر��� � ن =زا��، ��(ورات دار و��*� ا�:9ل، �روت � ا����& 1# ا�*ر���، : ��و��رك، �*ر 1

Page 34: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

34

التضاريس و )إخل...مطر، ثلج، حرارة مرتفعة(حاالت الطقس و تعترب كذلك الفصول

.األنواع كلمات ثقافية على رأي نيومارك و من خمتلف األحجام

يقصد بالثقافة املادية كل ما ينتجه اإلنسان من مواد تسهل عيشه من : الثقافة املادية -2

هناك فوارق كثرية يف أساليب احلياة املادية حىت . وسائل نقلو مسكنو ملبسو مأكل

. يزداد االختالف بروزا عندما ختتلف احلضاراتو ضمن احلضارة الواحدة

ملادية إىل أربعة أقسام هي الطعام واأللبسةلقد قسم بيرت نيومارك هذه العناصر ا

.وسائل النقلو املدنو املنازلو

. 1"أمهيةو يعترب الطعام بالنسبة للكثريين أكثر تعابري الثقافة حساسية: "الطعام - أ

يعتمد مدى انتشارها و ختتلف من جمتمع آلخر،و تتنوعو تتعدد مصطلحات األطعمة

pizzaفكلمات مثل . التفاخريةو يةيف غالب األحيان على االهتمامات التجار

فية إيطالية فحسب بل صارت اإليطاليتني مل تعد تعترب كلمات ثقا spaghettiو

. عاملية

كثري ا ما يعكس اللباس الثقافة اليت ينتمي إليها الفرد، كما أن : األلبسة - ب

فعندما نرى شخصا يضع على . اللباس هو أول عنصر يوحي إىل ثقافة الشخص

إذا رأيت امرأة ترتدي و .فهو ال حمالة ينتمي إىل ثقافة عربية إسالمية رأسه عمامة

يضرب نيومارك أمثلة عن املصطلحات و .فهي يابانية دون شك Kimonoلباس

القفطان الرتكيو اجلينز األمرييكيو الثقافية اليت تعرب عن األلبية مثل الساري اهلندي

. املادة املستعملة يف صنعهاو ملناخكما يضيف أن وصفها يتنوع حسب تنوع ا. اجلبةو

إال أن الكثري من هذه األنواع من األلبسة انتقلت من كوا خصوصية ثقافية إىل

. « universals »عناصر عاملية

154�*ر ��و��رك، م س، ص 1

Page 35: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

35

اجلزائرية خاصة ألبسة تتميز ا عن باقي الثقافات يف العامل و للثقافة العربية

فضال عن ألبسة " السروال العريب"و "اجلالبة"و "القشابية"و "العجار"و "كاحلايك"

إخل"... القسنطينية"و "الفرقاين"و "البلوزة"األفراح السيما النسائية منها مثل

: املدنو املنازل - ح

املدينة ليست نفسها يف كل أحناء العامل، فالثقافة و إن نظرة كل ثقافة إىل العمران

كما أن اللغة الفرنسية . الصغرية الفرنسية مثال تظهر تركيزا ثقافيا باعتبارها بلد املدن

1).قرية( bourgو )مدينة( ville حتوي كلمات كثرية للتعبري عن أنواع املدن حنو

.156ص

إن النقل، حسب نيومارك، ميدان اختصاص أمريكي إجنليزي بالدرجة األوىل، : النقل - خ

إال أن هذا . ةكلمة تعرب عن السيار 26فاللغة اإلجنليزية حتتوي على سبيل املثال على

فعرف . ال يقتصر فقط على اللغة اإلجنليزية فكل شعب له وسائل نقله اخلاصة به

اخليل يف رحالم كما تغنوا ا يف أشعارهمو العرب مثال قدميا باعتمادهم على اإلبل

اختاذهاو يعرف سكان آسيا بتفضيلهم للدراجة اهلوائيةو هذا،. مدحوهاو قصائدهمو

. اهلنودو مجاعية على غرار الصينينيو فرديةسيلة نقل و

مع و .هو عبارة عن عربة جمرورة حبصانو calècheو أوجد الفرنسيون ما أمسوه بـ

امليرتوو الطائرةو السيارةو الثورة الصناعة ظهرتن اخرتاعات كثرية كالقطار البخاري

. الدراجة الناريةو

.156م ن، ص 1

Page 36: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

36

.وقت الفراغو العمل: الثقافة االجتماعية -3

كذا و تقاليد كل جمتمعو لثقافة االجتماعية الكلمات النابعة من عاداتيقصد با

يقسمها نيومارك إىل قسمني حسب إشكالية ترمجتها و .الطبقات االجتماعية املختلفة

. الدالليةو إىل مشاكل الرتمجة اإلشارية

ال جند صعوبة يف patisserieو droguerieو charcuterieفلكمات مثل

ة االجنليزية ألنه ميكن حتويلها أو إجياد هلا ترمجة قريبة أو تعريفها وظيفيا نقلها إىل اللغ

على خالف . جزار حلم اخلنزير، خردوات عامة، حلويات: كأن نقول يف العربية

- الطبقة العاملة -اجلماهري -عامة الناس –الشعب : الصعوبات الداللية مثل

لفاظ مثال قد يستخدم بعضها على سبيل إخل فهذه األ... الطبقة الكادحة -الربوليتاريا

يستعمل مصطلح الشعب إما سلبا أو و .السخرية أو املزاح فتوضع بني مزدوجتني

.إجيابا

وقت الفراغ السيما يف الثقافة األوروبية و مث جند الكلمات الثقافية الدالة على التسلية

يف pétanque: ةاجلماعيو الرياضات بنوعيها الفرديةو أين تكثر األلعاب الوطنية

البلياردوو السنوكرو رياضات التنسو يف إسبانيا corrida de torosفرنسا،

. جمموعاا اللفظيةو القمارو كذا عدد ضخم من ألعاب الورقو الباولينغو السكواشو

: مفاهيم –إجراءات - نشاطات - أعراف -منظمات -4

بلد ما يف مصطلحاته ية لالسياسو االجتماعيةتنعكس احلياة : إداريةو سياسية - أ

فمنصب رئيس الدولة خيتلف من جمتمع آلخر ليكون رئيس اجلمهورية أو . املؤسسية

هذا حسب طبيعة نظام احلكم يف الدولة سواء و رئيس الوزراء أو امللك أو األمري،

لو . كما أن تسميات املؤسسات ختتلف من بلد آلخر. ملكي أو مجهوري أو غريمها

Page 37: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

37

يف الواليات املتحدة the department of State قلنا على سبيل املثال

the department ofمثله و يقابله يف البلدان العربية وزارة اخلارجية،

defence على نفس املنوال جند و .اليت يقابلها وزارة الدفاع يف بعض البالد العربية

. يف بريطانيا (house of lords)جملس اللوردات و جملس الشيوخ يف أمريكا

تسميات املناصبو غري احلكوميةو املنظمات احلكوميةو كذلك ختتلف أمساء اهليئات

.التياراتو التوجهاتو املفاهيم السياسيةو

متعددة ذات طابع تارخيي و توجد مصطلحات كثرية: مصطلحات تارخيية - ب

L’ancien régimeو siècle des lumièresيذكر منها بيرت نيومارك

" النظام القدمي" و "عصر التنوير"حتويلها إىل اللغة اهلدف حنو و يقرتح عدم ترمجتهاو

على أن يتم إرفاقها مبصطلح وظيفي أو وصفي إذا اقتضى األمر كأن نقول النظام

. القدمي يف فرنسا حىت يتضح للقارئ اإلطار املكاين للمصطلح

يت هي املصطلحات املؤسسية الدولية اليت غالبا ما تأو :املصطلحات الدولية - ت

تطغي عليها اللغة اإلجنليزية، مثل و )abbréviations(يف شكل خمتصرات

U.N. )األمم املتحدة( وW.H.O )يوضح بيرت و ).منظمة الصحة العاملية

نيومارك أن اإلجنليزية تطغى على هذه املصطلحات لكنها ليست مرفوضة دائما يف

.UNICEFو UNESCOالفرنسية مثل

ح املصطلحات الدينية إشكاالت كبرية يف الرتمجة تطر : املصطلحات الدينية - ث

خاصة إذا كانت منافية ملبادئه و السيما عندما يكون متلقي النص غريبا عن هذه الديانة

الدينية كأن يتحدث الكاتب عن اخلمر أو العالقات احلميمية بالنسبة للقارئ العريب

مبا فيه من طقوس وصف لعيد األضحى العكس كأن يرد يف النص العريب و املسلم،

. ما يرافقها من عادات تبدو بالغرابة مبكان بالنسبة للقارئ غري املسلمو الذبح

Page 38: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

الثقافة والترجمة: الفصل األول

38

يقول نيومارك أن مصطلحات الفن تعتمد على مدى : مصطلحات الفن - ج

املذاهب و أنواع الرقصاتو الفرق الفنيةو تضم أمساء اآلالت املوسيقيةو معرفة القارئ هلا،

. دور األوبراو املسارحو اء األبنية كاملتاحفأمسو األدبية على اختالفها

الوظيفة عندما يتعلق األمر برتمجة و هناك متييز بني الوصف: العاداتو اإلشارات -5

اإلشارات، فالتصفيق مثال أو اإلمياء بالرأس عن عدم املوافقة أو اإلشارة و العادات

يقرتح بيرت نيومارك و .ىباإلام للداللة على املوافقة ترد يف بعض الثقافات دون األخر

أن أنسب حل ملشاكل الرتمجة يف هذا اال ال يعتمد على املتالزمات اللفظية أو

هذا األخري حيتاج إىل . السياق اللغوي أو الظريف بقدر ما يعتمد على مجهور القراء

). غري املتعلم -العام املثقف -اخلبري(ثالث ترمجات خمتلفة عادة حسب فئاته الثالث

نستخلص مما سبق، أن الثقافة مفهوم معقد يصعب احتواؤه يف تعريف واحد و يعرف

اختالفا كبريا و تنوعا يف التعاريف و هذا حسب وجهة نظر العاملني عليه و اختصاص كل واحد

كما رأينا املنظرين يف احلقل الرتمجي، على غرار بيرت نيومارك و يوجني نايدا، قد تناولوا . منهم

ناصر الثقافية يف الرتمجة و صعوبة نقلها من لغة إىل أخرى، السيما عند اتساع الفوارق موضوع الع

و سعى هؤالء املنظرين، كل . ، سواء أكانت هذه الفوارق جغرافية أو زمانية أو لغويةبني الثقافات

و سنرى يف الفصل الثاين بعض التوجهات . يف وجهة نظره، إىل تصنيف هذه العناصر الثقافية

sourciers et)من تيار مصدري و تيار هديف ظرية فيما خيص ترمجة العناصر الثقافيةالن

ciblistes.(

Page 39: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

39

-ثانيالفصل ال -

العناصر الثقافية في مفترق

النظريات، بين األمانة و التلقي

االجتاه املصدري -1

أنطوان برمان 1-1

هنري ميشونيك 1-2

الورانس فينويت 1-3

االجتاه اهلديف -2

النظرية السوسيولسانية ليوجني نايدا - 2-1

النظرية التأويلية ملدرسة باريس - 2-2

Page 40: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

40

نشاطا يكتنفه الكثري من الغموض و التعقيد، و هي مهمة يف كانت و ال تزال الرتمجة

الصعوبة مبكان السيما الرتمجة األدبية منها اليت تعترب من أصعب أنواع الرتمجة باعتبارها ال ختل من

فالرتمجة . العوائق و املطبات ذلك ألا عملية جتمع بني طرق و أساليب لغوية و ثقافية خمتلفة

إىل إعادة إخراج النص األصلي يف ثوبه اللغوي األسلويب يف -لوقت نفسهيف ا –األدبية تسعى

اللغة اهلدف دون إغفال نقل املعاين بكل ما حتمله من شحنات ثقافية، فهي جتمع إذن بني

.اجلماليات اللغوية و اخلصوصيات الثقافية

صلي و النص لذا جيد املرتجم نفسه أمام معضلة التوفيق و حتقيق التوازن بني النص األ

فالقارئ يفضل قراءة نص سهل املنال سلس اللغة و يف احلني . املرتجم دون اإلخالل بأي منهما

نفسه يتوق إىل معرفة كل ما يعج به النص األصلي من غرابة يف مضمونه، فرييده نصا أجنبيا، و

يف إجياد هذا ما يزيد من مهمة املرتجم تعقيدا ففضال عما يكتنف عملية الرتمجة من صعوبات

معناه إال فالنص ال يكتمل . املقابالت اللغوية يف النص اهلدف، يضع املرتجم نصب عينيه املتلقي

و هنا اختلفت نظريات الرتمجة يف مدى اهتمامها بالنص بالقارئ املتلقي، فمنها من . عند القارئ

النص و استيعابه، و يراعي املتلقي فيعتمد بعض األساليب يف الرتمجة اليت تسهل على القارئ فهم

الفريق اآلخر يويل كل اهتمامه للنص األصلي على حساب املتلقي حىت لو ترتب عن ذلك سوء

اصطلح على تسمية هذين االجتاهني . فهم من قبله أو خدش حليائه أو تناف مع مبادئه و عقائده

. ciblistesو االجتاه اهلديف sourciersباالجتاه املصدري

المصدرياالتجاه -1

: أنطوان برمان -1-1

إن من أشهر رواد االجتاه احلريف و أكثرهم تأثريا يف دراسات الرتمجة، املرتجم و الفيلسوف

، الذي غريت مقاالته و كتبه منحى الدراسات Antoine Bermanالفرنسي أنطوان برمان

Page 41: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

41

الرتمجية مبناهضتها و اعرتاضها الشديد على ما أمساه بالنزعة املركزية العرقية أو اإلثنومركزية

Ethnocentrisme و كذا التفخيمية و تعين هذه األخرية رد كل شيء إىل ثقافة املرتجم

Hypertextualité و هي االستعانة بالتكييف و اإلبدال و التحوير و غريها لتجعل من

جم يبدو كأنه كتب أصال يف اللغة اهلدف، فتنزع منه غرابته ، و تتعلق التفخيمية النص املرت

تأثر أنطوان برمان كثريا يف ذلك بالرومانسيني األملان على غرار غوته .باجلانب الشكلي للنص

Goethe و شاليرماخر Schleiermacher اللذان كانا قد انتقدا بشدة هذه النزعة

ان فإن جل الدراسات اليت حظيت ا الرتمجة مل تتم من طرف أشخاص حسب برم. اإلثنومركزية

. متمرسني يف اال بل متت من قبل بعض الفالسفة و الفقهاء و األدباء و رجال الدين و غريهم

:لذا فقط أظهرت هذه الدراسات عيوبا ونقائص كثرية يذكر منها ثالثة و هي

« La traduction est demeurée une activité souterraine,

cachée ».1

.ترمجتنا" الرتمجة بقيت نشاطا باطنيا، خفيا أن

و يقصد بذلك أن عمل املرتجم مل يكن ظاهرا للعيان جليا، بل كانت الرتمجة و لزمن طويل

غري مفكر فيها "خرى بقيت و يعتقد أنطوان برمان أيضا أن الرتمجة من جهة أ .نشاطا ثانويا

.ترمجتنا". لذاا

« elle est restées largement « impensée » comme telle ».2

و يرجع السبب يف ذلك إىل أن من تناولوا الرتمجة بالدراسة كانوا يلحقوا بعلوم و نشاطات

. أخرى على غرار األدب و اللسانيات و النقد

1 Berman, Antoine : l'épreuve de l'étranger, Edition Gallimard, Paris, 1984, P11.

2 Bermain, Antoine, Op.Cit., P11.

Page 42: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

42

نقاط (ن حتما التحاليل اليت قام ا بشكل شبه حصري غري املرتمجني تتضم"مث إنه يضيف أن

. ترمجتنا" )عمياء

« les analyses pratiquées presque exclusivement par des non-

traducteurs comportement fatalement –quelques soient leurs

qualités- de nombreux « points aveugles »1.

الرتمجة أكثر عملية، لكن الوضع تغري يف القرن العشرين و أصبحت الدراسات يف جمال

مرتمجون هلم من اخلربة العلمية ما يكفيهم لسرد جتارم و استخالص ها عندما توىل أمور

. املالحظات العلمية اليت بنيت عليها أغلب النظريات

ة يف الرتمجة هي احلل الوحيد و األنسب و بالرجوع إىل عملية الرتمجة ذاا فإن برمان يرى أن احلرفي

الرتمجة هي ترمجة احلرف و النص باعتباره : "... حة، فهو يعرف الرتمجة كما يليلرتمجة ناج

يؤكد برمان من خالل تعريفه للرتمجة على أمهية احلرف، و اإلبقاء عليه معناه احلفاظ . 2"حرفا

على النص املصدر أثناء الرتمجة، ألن النص املصدر أساس كل ترمجة و منه ينطلق املرتجم و

خيرج ترمجة جيدة، و كل تغيري من حذف أو إضافة ال خيدم النص يعتربها خيانة يتشبث به حىت

. له و تدمري للحرف و خداع للقارئ

برمان تصورا مناهضا للتمركز العرقي يف الرتمجة من أجل احلفاظ على ما يسميه أسسلقد

، فالرتمجة برأيه مقام استقبال الغريب املتمثل يف لغة اآلخر و ثقافته و "غرابة النص األصلي"

كل هذا ". l’étranger"التفاعل مع هذا اآلخر و تلقيح كل ما هو ذايت مع هذا الغريب

: اليت تدفع بكل ثقافة للشعور بأا كاملة و عريقة، حيث يقولاإلثنومركزية يتعارض مع النزعة

1 Ibid, P11.

2، 2010، �1��ن، ط –ا�د�ن ا��ط��، ا��ظ� ا��ر��� ���ر��، ��روت ا��ر�� و ا��رف أو �م ا���د، �ر�� �ز : �رن، أ�طوان

.43ص

Page 43: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

43

« toute culture voudrait être suffisante à elle-même pour, à

partir de cette suffisance imaginaire, à la fois rayonner sur les

autres et s’approprier leur patrimoine »1

إىل االكتفاء بذاا حىت تتمكن من خالل هذا االكتفاء املزعوم أن تبسط تسعى كل ثقافة "

"نفوذها على الثقافات األخرى و أن تستحوذ على تراثها الثقايف

كما يؤكد برمان على أمهية احلرف يف الرتمجة و اإلبقاء عليه معناه احلفاظ على النص املصدر أثناء

منه ينطلق املرتجم، و يتشبث به حىت حيقق ترمجة الرتمجة، ألن املصدر هو أساس كل ترمجة و

.جيدة، و كل تغيري أو إضافة ال ختدم النص يعتربها خيانة له و تدمري للحرف و خداع للقارئ

من جهة أحرى يرى برمان أن الفعل األخالقي يف الرتمجة يكمن يف االعرتاف باآلخر كآخر و

: تقبله، و يقول

« Or la traduction, de par sa visée de fidélité, appartient

originairement à la dimension éthique. Elle est, dans son

essence même, animée du désir d’ouvrir l’Etranger en tant

qu’étranger à son propre espace de langue… »2

فهي ترغب عرب ماهيتها . أخالقيةو احلال أن الرتمجة تنتمي يف األصل إىل البعد األخالقي غايتها "

إن فعل الرتمجة "و يضيف ". ذاا يف جعل الغريب منفتحا كغريب على فضائه اللساين اخلاص

".مرتبط مبنطق آخر ، هو منطق األخالق

1 Berman, Antoine: L'épreuve de l'étranger, Gallimard, Paris, 1984, P16.

2 Berman, Antoine: La traduction et la lettre ou l'auberge du lointain, Editions du Seuil, Paris, 1999, P75.

Page 44: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

44

أيضا ثالثة حماور أساسية من شأا حتديد نظرة حديثة و مقاربة جديدة لفعل الرتمجة حدد برمان

: و أخالقية الرتمجة و حتليلية الرتمجة، جاء هذا يف قولهتاريخ الرتمجة : و هي

« Histoire de la traduction, Ethique de la traduction,

Analytique de la traduction, tels sont les trois axes qui peuvent

définir une réflexion moderne sur la traduction et les

traducteurs ».1

: تاريخ الترجمة

فالباحث . يلعب البحث التارخيي دورا هاما يف وضع معامل صحيحة ألي حماولة للتنظري للرتمجة

ملزم بوضع إطار عام لغوي و ثقايف اجتماعي و حىت فلسفي ملختلف األحباث و األعمال السابقة

أنه أن خيلص و املمارسات الرتمجية على مر األزمنة حىت يرسى نظريته على أساس صحيح من ش

.به إىل مالحظات و اقرتاحات ناجحة

: أخالقية الترجمية

يعىن بأخالقية الرتمجية األمانة يف الرتمجة أي مراعاة كل خصوصيات النص و االمتناع عن إحداث

.أي تغيري أو حتوير مهما كان السبب يف ذلك مراعاة لعنصر األمانة

: تحليلية الترجمة

مستمر و يلية الرتمجة حيث يتوجب على املرتجم وضع نفسه حمل حتليليف األخري تأيت مرحلة حتل

". املقاومة الثقافية"دائم أثناء الرتمجة حىت يتمكن من استخراج التشويهات اليت قد تفرضها عليه

1 Berman , Antoine: L'épreuve de l'étranger, Op.Cit, P23.

Page 45: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

45

الشعورية و كان برمان قد صنفها إىل ثالثة عشر هذه التشويهات حتدث يف غالب األحيان بصفة

:يأيت بياا 1نزعة تشويهية

و هي إعادة صياغة البنيات الرتكيبية للنص األصلي و :Rationnalisationالعقلنة

اهلدف و هدم ) اللغة(عالمات الوقف بطريقة تسمح بتنظيمها وفقا لنمط اخلطاب يف النص

التنوع الرتكييب و حتل حمله كتابة خطية، مما يؤدي إىل جعل احملسوس جمردا و هو ما يتعارض مع

.النثر و الرواية خاصة، عن طريق ترمجة األفعال إىل أمساء مثال

: Clarificationالتوضيح

نتقال من الداللة املركبة إىل الداللة الواحدة و هو نتيجة طبيعية للعقلنة على رأي برمان، و يعين اال

.إلظهار املضمر من النص بطريقة واعية بغية التوضيح

:Allongementالتطويل

و يقصد به برمان الزيادة يف الكتلة اخلام للنص . هو نتيجة للنزعتني السابقتني، العقلنة و التوضيح

دون إضافة شيء إىل خطابه أو داللته، كما يعتربه تراخيا قد يؤثر على إيقاعية العمل

Rythmique و هو ما يسمى غالبا الرتمجة الزائدةSurtraduction.

:Ennoblissementالتفخيم

هو ما يسميه برمان الرتمجة األفالطونية و املثالية و يسعى من خالله املرتجم إىل إخراج نص يفوق

النص األصلي مجالية من حيث الشكل و ال يعدو حسبه هذا االجتاه كونه سوى إعادة كتابة

. أسلوبية على حساب النص األصل

1 Voir: Berman, Antoine: La Traduction et la Lettre ou l'auberge du lointain, Op.Cit., P52.

Page 46: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

46

appauvrissement qualitatifاالختصار الكيفي

ال مفردات و مصطلحات و عبارات النص األصلي بأخرى ال حتمل يف طياا غناها و هو استبد

.الصويت و ال الداليل و ال اإليقوين، و يقصد باإليقوين كل كلمة تعطي صورة عن مدلوهلا

appauvrissement quantitatifاالختصار الكمي

ت و بالتايل نصا أطوال، لكن هو أن تقدم الرتمجة نصا فقريا من حيث الداللة املعجمية للكلما

). التطويل(طول النص يكون إلخفاء النقص الكمي باستعمال ما سبق ذكره

Homogénéisationاانسة

هي توحيد نسيج النص األصلي املتنوع أصليا، و هذه العملية نتيجة للنزعات السابقة، حبيث مييل

األجنبية بطابع التجانس و التماثل مع املرتجم إىل توحيد و ربط ما هو متنوع فيطبع النصوص

.النصوص احمللية مما يفقدها خصائصها املميزة و ميحي منها بصمة اآلخر

Destruction des rythmesدم اإليقاعات ه

إيقاعية عن نظريه الشعري، و يتم التشويه عندما ميس يؤكد هنا برمان أن النص النثري ال يقل

يؤدي بالنصوص إىل فقدان بعالمات الوقف مثال بوصفها جزءا من إيقاع النثر و املساس ا

.أوزاا

Desctruction des structures de signifianceهدم الشبكات الدالة و الضمنية

jacentes.-sous

السطحية للنص و إغفاله للبىن العميقة و الدالالت املضمرة جيعله يفكك إن اهتمام املرتجم بالبنية

.نسيج النصوص و يقضي على اإلحياءات الباطنية اليت حتملها

Page 47: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

47

Destruction des systématismesهدم التنسيقات

يقصد بنسق النص اجلمل و الرتاكيب املستعملة ، و يشكل استعمال الزمن أيضا أحد هذه

كن النزعات السابقة الذكر من عقلنة و تطويل و توضيح تدمر هذا النسق بإدراج التنسيقات، ل

.عناصر جديدة

Destruction ou exotisation desهدم أو تغريب الشبكات اللغوية احمللية

réseaux langagiers vernaculaires

استبداهلا بتعابري هو امليل حنو تدمري أو تغريب التنوع اللغوي أو اللهجي داخل النص عن طريق

ميس هذا اإلجراء اللهجات احمللية . فصيحة أو إجياد بدائل عامية أخرى ال توافقها يف اللغة اهلدف

اليت تشكل جزءا كبريا من مجالية النص الروائي حيث يتم تغيري داللة النص األصلي من سياقه

. الوصولالعامي إىل سياق الفصيح أو تغريبه عرب إدراج بدائل عامية يف لغة

Destruction des locutionsهدم التعابري

تكثر يف النثر الصور و الصيغ و األمثال املتعلقة بشكل كبري باللغات احمللية، و إن استبدال هذه

التعابري االصطالحية و األقوال املأثورة و األمثال الشعبية مبا يعادهلا يف املعىن يف لغة الوصول ما هو

إلثنومركزية، األمر الذي يرفضه برمان ألنه يرى يف جلوء املرتجم إىل املكافئات إال جتسيد للنزعة ا

تعد على النص األجنيب، ببساطة ألنه حييل قارئ الرتمجة إىل ثقافته احمللية و يف هذا تنكر صريح

. للمرجعية الثقافية للنص األصل

Page 48: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

48

.Effacement des superpositions des languesحمو الرتاكب اللغوي

يعد تداخل اللغات أو التنوع اللغوي أحد أهم خصائص النص النثري و خباصة النص الروائي، و

غالبا ما ميحى هذا التداخل بني مستويات اللغة الواحدة يف الرتمجة و يتالشى، ويعترب برمان أن

. أكرب التحديات اليت ميكن أن تواجه املرتجم األديب ترمجة التداخل اللغوي يف الرواية هو أحد

و على ضوء ما سلف، فإن برمان يدعو إىل الرتمجة احلرفية حملاربة و جماة هذه النزعات التشويهية

ألخرية الرتمجة اليت للرتمجة، و هنا يفرق بني الرتمجة كلمة بكلمة و ترمجة احلرف و يعين ذه ا

اللغوية و الفكرية و االجتماعية و الثقافية و حتافظ على بنيته و تلتصق باألصل بكل خائصه

و هذه النظرية اليت تبناها برمان أي احلرفية تأخذ أساسها من مفهوم الغرابة . إيقاعه و مجاليته

للنص األصل و مميزاته األجنبية على مجيع املستويات مع احلفاظ على احلرفية األسلوبية و املعنوية

: كنري ميشونيه -1-2

، أحد أبرز رواد االجتاه احلريف Henri Meschonnicيعد املنظر الفرنسي هنري ميشونيك

الذين دافعوا عن فكرة احلرفية يف الرتمجة و نادوا بفكرة التقريب و إرغام اللغة اهلدف على تقبل

اليت من شأا إثراء néologismesالتعابري الدخلية اليت مل تألفها و كذا املفاهيم اجلديدة

و إذا كان برمان قد ركز اهتمامه على ترمجة األعمال النثرية و الروائية . اللغات و إنعاش الثقافات

بوجه خاص، فإن ميشونيك قد وجه معظم أحباثه حنو اللغة و اإليقاع و الشعر، فهو يرى أن

. لذان ترتكز عليها نظرية الرتمجةالرتمجة و الكتابة أمران ال ميكن الفصل بينهما فهما العنصران ال

و يعد ذا من القالئل الذين خاضوا يف مسألة ترمجة الشعر و نقده إذ ثار هو اآلخر، و على

برمان ضد كل االجتاهات اليت تكرس اإلدماج و اإلحلاق يف الرتمجة و خباصة يف . غرار معاصره أ

اليت ترمي إىل اإلحلاق ترمجة الشعر، حيث انتقد جمموعة من النزعات التشويهية

annexionnisme يف األعمال الشعرية بلغة و ثقافة متلقي الرتمجة إذ يعد امليل إىل التجريد

Page 49: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

49

abstraction حسب ميشونيك أحد أهم تلك النزعات و هو يف الواقع جتريد حيمل معىن

أما اإلجراء التشويهي اآلخر فيتمثل يف التمديد . ennoblissementالتنميق

allongement الذي غالبا ما يكون نتيجة لإليضاح explication ما ينجم عنه فيما ،

.بعد هدم إيقاع النص

و على مسحة النص األصلي l’étrangetéيف املقابل دعا ميشونيك إىل احلفاظ على الغرابة

: الذي يعرفه بقوله le décentrementعن املركز االنزياحمن خالل اقرتاحه ملفهوم

« décentrement, un rapport textuel entre deux textes, dans

deux langues-cultures jusque dans la structure linguistique de

la langue »1

اإلنزياح عن املركز هو تلك العالقة النصية اليت جتمع بني نصني ينتميان إىل لغتني و ثقافتني مبا يف "

".ذلك البىن اللغوية للغة ما

« le rythme»كما أكد هنري ميشونيك، من جهة أخرى، على ضرورة احملافظة على إيقاع

اجلمالية للنص األصلي، و النص عند ترمجته، و هذا حىت يؤدي النص املرتجم نفس الوظائف

لكي يصل املعىن إىل القراء بقد متساو من الدالالت و هو يف هذا ال يعترب الرتمجة فعال ثانويا، بل

و هو ما يفرض على املرتجم، حسب ميشونيك أن يؤدي ا تساوي النص األصلي قيمة، يرى أ

دور املبدع و أال خيتبئ وراء النص األصلي، و اهلدف من ذلك هو إعطاء ترمجة شفافة و مفهوم

الشفافية لديه مستمد من مفهومها لدى والرت بنيامني، و هي تعين أن حيتجب املرتجم ليكون

: يامنيشفافا، يقول بن

1 Meschonnic, Henri: Pour la poétique de la traduction2, Gallimard, Paris, P53.

Page 50: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

50

« la vraie traduction est transparente, elle ne cache pas

l’original, n’offusque pas sa lumière, mais c’est la pure

langue »1

الرتمجة احلقيقية ترمجة شفافة، إا ال حتجب األصل و ال تعوق ضوءه و لكنها تسمح للغة النقية "

". أن تربز

ذلك يعين أن الرتمجة الشفافة اليت يدعو إليها ميشونيك يف الرتمجة احلرفية اليت تسمح بربوز

و يقرتح ميشونيك معيارا عاما . خصائص النص األجنيب و من مث تقبل الغرابة و احرتام الغريية

دف التجانس بينها و بني األصل، le décentrementيسمح للرتمجة باإلنزياح عن املركز

: معىن ذلك أنهو

« Si la traduction est une création au même titre que le texte

original, elle doit garder les mêmes rapports entre ce qui est

marqué dans l’original et ce qui est marqué dans la langue

d’arrivée ». 2

األصلي، فإا جيب أن حتافظ على العالقات نفسها بني إن كانت الرتمجة إبداعا يضاهي النص "

".ما هو مميز أسلوبيا يف النص األصلي و ما هو كذلك يف لغة الرتمجة

إن معياري الشفافية و االنزياح عن املركز من شأما أن مينحا الرتمجة وضوحا

intelligibilité غة و ثقافة هذا الوضوح يرتكز على احرتام الكاتب بل. جيعلها مفهومة

.أجنبية

1 Benjamin, Walter: La tache du traducteur, Gallimard, Paris, 2000, P249.

2 Oseki-Dépré, Ines: Théories et pratique de la traduction littéraire, Armande Coin, Paris, 1999, P84.

Page 51: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

51

إذن ترتكز هذه النظرية على النقل احلريف للنص األصلي، و تركز على طابع الشعري و

ستجمالية و اال annexionnisteاإليقاع فيه، و باملقابل تنتقد النزعة اإلحلاقية

esthétisante ا و ليس يف عوامل . يف الرتمجةفاملعىن، ميكن حسب هذه النظرية، يف اللغة ذا

. تارخيية و ثقافية و اجتماعية و غريها: خارجية، عوامل غري لسانية

هذا، و يعارض ميشونيك فكرة توطني النص و إبعاد املرتجم من الصورة عمال بالتعريف

رتمجا الدليل األكرب على جناح الرتمجة و اليت ينبغي هلا الذي جيعل من عدم شعورنا بأننا نقرأ عمال م

. وفق للتعريف ذاته، أن تكون شفافة مثل الزجاج الصايف نرى ما بداخله و ال نراه

نستنتج يف األخري أن موقف هنري ميشونيك من غرابة النصوص األدبية تتقاطع و إىل حد كبري

ك وجه جهوده حنو ما يعرفه بالشعرية اليت يقصد فبالرغم من أن ميشوني. مع مواقف أنطوان برمان

، rimeو القافية rythmeا اإلبداع حبيث تظهر اللغة مؤثرة يف الرسالة من حيث اإليقاع

فإن كال املنظرين يلح على فكرة احلفاظ على هوية النص األجنيب جبميع مكوناته األسلوبية و

. اق يف الرتمجةالثقافية و كالمها يرفض فكرة اإلدماج و اإلحل

Lawrence Venuttiالورانس فينوتي -1-3

يعترب املنظر األمريكي الورانس فينويت أحد أبرز و أشرس املدافعني عن مفهوم الغرابة يف

الرتمجة معتربا أن النص املرتجم هو املكان الذي جيب أن تظهر و تربز فيه اللغة و الثقافة

a translated text should be the site »: األجنبيتني، و يظهر هذا يف قوله

where a different culture emerges, where a reader gets a

glimpse of a cultural other”1

1 Venuti, Lawrence: The translator's invisibility, Routledge, London , 1995, P306.

Page 52: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

52

، إذ يؤكد على foreignizationهذا يف إطار ما يطلق عليه فينويت اسرتاتيجية تغريب الرتمجة

ما يدعو كذلك إىل ما يسمى باإلفراط يف ضرورة إبراز غرابة النص للحصول على ترمجة سليمة، ك

Philip من خالل تبين املبدأ الذي جاء به فيليب لويس abusif fidelityاألمانة

Lewisو يقول يف هذا الشأن ، :

« Philip Lewis’s concept of « abusive fidelity » can be useful in

such a theorization ».1

يعمل على نقل اخلصائص املتواجدة يف النص األجنيب و اليت ميكن أن متس أي أن املرتجم

لذا وجب على املرتجم أن يظل وفيا للنص األصلي و أن . املعايري السائدة يف الثقافة املستقبلة

السائدة يف هذه يساهم يف إحداث تغيري يف الثقافة املستقبلة عن طريق مقاومة الصيغ و القيم

مما ينتج عنه وفاء و أمانة للنص املصدر بدال من حماولة تغيري الثقافة يف اللغة الثقافة اهلدف،

: املستقبلة، يقول عن هذه املقاومة

"Such a translation strategy can best be called resistancy, not

merely because it avoids fluency, but because it challenges,

the target-language culture even as it enacts its own

ethnocentric violence on the target text" 2

و هنا يلتقي مع سابقه أنطوان برمان يف مناهضة النزعة اإلثنومركزية يف الرتمجة، مقدما

: إسرتاتيجية التغريب كبديل مالئم و مناسب هلذه النزعة، و يقول

1Venuti, Lawrence: The translator's invisibility, Op.Cit, P23.

2 Ibid, P24.

Page 53: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

53

"I follow Berman […] good translation is demystifying: it

manifests in its own language the foreignness of the foreign

text"1

و كان يعين " invisible"ة إىل أن تكون الرتمجة ممارسة غائب و ما طرحه فينويت هو ميل

لصاحل صوت بغائبة، ميل املرتمجني إىل طمس ذوام يف أعماهلم و التخلي عن صوم اخلاص إما

أن املرتمجني حني "املستقبلة، إذ يرى يف الثقافة السائدة ستقبال احل أساليب االاملؤلف و إما لص

يعيدون كتابة النص وفقا ملا هو سائد يف الثقافة املستقبلة من أساليب، و حني يكيفون الصور و

الثقافة املستقبلة، فإم حينئذ االستعارات يف النص األجنيب طبقا ألنساق املعتقدات اليت تفضلها

ال يكبلون أنفسهم باألغالل من حيث االختيارات اليت يعتمدوا إلجناز مهمتهم فحسب، و

لكنهم أيضا مرغمون على حتريف النص األجنيب لينسجم مع الصيغ و األفكار يف الثقافة

2"املستقبلة

ية التمرير إنكار منهجي لغرابة و يعترب فينويت الرتمجة رديئة عندما حتمل حتت غطاء قابل

، مربزا يف رأيه أن الرتمجة اجليدة هي تلك اليت دف إىل احلد من اإلنكار 3العمل األجنيب

: اإلثنومركزي، إذ يقول

"Good translation aims to limit the ethnocentric negation"4

و بعد استعراض هذه النظريات و املواقف إزاء الرتمجة األدبية و اليت تقف موقف احلرفية و

تنتصر لغرابة النص األجنيب، جيدر بنا أن نقول أن كل من أنطوان برمان و هنري ميشونيك و

الورانس فينويت، حىت ال نذكر إال هؤالء، كلهم يرون أن مهمة املرتجم كما يسميها والرت بنيامني 1 Venuti, Lawrence: The Scandals of translation, Routledge, London, 1998 , P11.

2 -إ��ھت �&ر، �ر�� !�د ��د ا��ز�ز &�وح، �$ورات ا��ظ� ا��ر��� ���ر��، ��روت -#� �ظر�� ا��ر��: "���!�ر، إدو�ن

.115، ص2007، �1��ن، ط3 Venuti, Lawrence: The scandals of translation, Op.Cit, P81.

4Ibid, P81.

Page 54: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

54

هي الوفاء و األمانة لثقافة الكاتب األصل ة عبقرية اللغة اليت كتب ا النص األصلي و بالتايل

إن . نقل املعىن كما هو دون املساس به سواء بالزيادة أو بالتحريف أو احلذف أو حىت التحوير

واجبها أن دور الرتمجة، يف رأيهم، هو النقل الويف لفكر ثقافة األصل إىل اللغة اهلدف اليت من

أن ننقل ما " األخالق"لكن هل من . تستقبل خصوصيته و غرابته بانفتاح قصد التوسع و التطور

حبجة احملافظة على ثقافة النص شأنه أن يصدم متلقي النص األصلي أو خيدش حياءه، من

ماذا عن ما يتعارض مع صميم معتقدات القارئ املتلقي من مبادئ دينية و اجتماعية؟ األصلي؟

يف مقابل هذا التيار املصدري الذي ينتصر للنص األصل شكال و معىن، جند جمموعة من

العلماء و املنظرين الذين تبنوا التيار احلريف و دعوا إىل نصرة اللغة اهلدف و مراعاة املتلقي يف

. الرتمجة، سنورد تفصيل ما جاء به بعضهم أدناه

Les ciblistesاالتجاه الهدفي -2

يستند أصحاب هذا الطرح إىل االهتمام بلغة النص اهلدف، من خالل احملافظة على املعىن

و صياغته دون التقيد باألنظمة اللسانية الصارمة و السعي إىل إحداث األثر نفسه الذي حيدثه

. النص األصلي لدى قارئه

: Eugene Nidaالنظرية السوسيولسانية ليوجني نايدا -2-1

املفكرية و املنظرين يف علم الرتمجة و تطبيقاته، فقد جتلت أعماله من خالل يعد نايدا من أبرز

الرتمجة الدينية و األفكار اليت صاغها من خالل هذا النوع من الرتمجات، كما اهتم بدراسة البعد

ة الثقايف يف العملية الرتمجية حماوال إخراج الرتمجة من تقوقعها يف إطار اللسانيات اليت حللت الظاهر

.الرتمجية حتليال علميا و حمصت وقائعها على مستوى اللغة مهملة السياق االجتماعي الثقايف

Page 55: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

55

un modèleمنوذجا ترمجيا ) اإلجنيل(اقرتح نايدا انطالقا من جتربته يف ترمجة الكتاب املقدس

de traduction متمثلة يف 1يرتكز على ثالثة إجراءات :

l’analyse Analysis التحليل *

transfert transferالنقل *

la restructuration restructuring إعادة التركيب*

: عملية التحليل -أ

يقوم املرتجم بتحليل النص األصلي مع إظهار العالقات النحوية بني وحدات النص و تبيان املعاين

لقيم اإلحيائية للرتاكيب النحوية و الوحدات املرجعية للوحدات الداللية ما ميكنه من حتصيل ا

.يف اللغة اهلدف الداللية و سعيه مبدئيا إىل إجياد ما يطابقها

:عملية النقل

أي نقل فحوى الرسالة، اعتمادا على العوامل املستخرجة أثناء عملية التحويل و توظيفها إليصال

.املعاين املتضمنة فيها حبرص و بشكل مناسب

: إعادة الرتكيب - ج

تتم هذه العملية عن طريق إعادة صياغة و تشكيل النص مع احرتام االختالف بني اللغتني و

إجراء تعديالت لتوافق ثقافة اللغة اهلدف، ما يعين ضرورة تكييف الرسالة املتضمن يف النص للوفاء

. باالحتياجات اللغوية و التوقعات الثقافة للمتلقي

1 Nida, E.A & Taber, C: The theory and practice of translation, united bible societies, Brill, 1982, P202.

Page 56: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

56

) املرسل إليه(أن حتدث الرتمجة إىل اللغة اهلدف نفس األثر الذي جيده القارئ يرى نايدا ضرورة

. Equivalenceمبفهوم التكافؤ Nidaللنص األصلي يف لغته األصلية، و هذا ما مساه نايد

استنادا إىل هذه اإلجراءات، يتضح أن نايدا يويل عناية كبرية إىل اجلوانب الثقافية، مؤكدا أن معرفة

و عادات و تقاليد و حضارة اللغات ال ختدم العملية الرتمجية ما مل تقرتن مبعرفة أعراف و عادات

: اتمعات اليت تتكلمها، إذ يقول

« […] only a socio-linguistic approach to translation is

ultimately valid » 1

"ال يصلح للرتمجة يف النهائية إال مقاربة سوسيوثقافية"

ل مبعىن أنه يتوجب على املرتجم أن يأخذ بعني االعتبار العوامل الثقافية و االجتماعية للنص األص

صورات و الرؤى من اليت قد تؤثر يف الفعل الرتمجي، فعلى غرار االختالف يف اللغات، تتباين الت

.جمتمع آلخر، ما يستدعي االهتمام بالسياق السوسيوثقايف

على ضرورة البحث عن أقرب و أضمن مكافئ C. Taberو تابر Nidaكما يؤكد نايدا

لضمان نقل املعىن بدقة و أمانة إىل اللغة اهلدف، و االهتمام بتكافؤ القيم الداللية الواردة ضمن

النص األصلي مع احلرص على نقلها لتحدث نفس االستجابة لدى املتلقي، ألن اتمعات ال

، و ألن بعض الكلمات قد تكتسب معان حسب السياق 2تصوغ نفس املدلوالت اللفظية

لذلك البد من املرتجم مراعاة هذه االختالفات و أن يكون على . السوسيوثقايف الذي ترد ضمنه

. معرفة سابقة مبرجعيات املتلقي ليتمكن من إنتاج نص يتفق مع لغته و ثقافته

1Nida, E. A.: A frameword for the analysis and evaluation of theories of intranslation. In Brislin, R.:

Translation, Application and Research, GardnerP Press, New York, 1976, p77. �د ا���ر، ط�و�ت وزارة ا*�(م، ا��راق، –��و ��م ا��ر�� : ��دا، �و��ن 2 � .194، ص �1976ر�

Page 57: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

57

Formal Equivalenceالشكلي و مييز نايدا بني أسلوبني يف الرتمجة يتمثالن يف التكافؤ

.Dynamic Equivalenceو التكافؤ الدينامي

: التكافؤ الشكلي

و يقصد به االهتمام بشكل الرسالة و مضموا و نقل داللة األلفاظ، ما يعين االحتفاظ بنفس

و أقسام الكالم و ترتيبه، إذ يقتضي على املرتجم احلفاظ على التطابق بني عناصر النص األصلي

1.عناصر النص املرتجم، فهذا الصنف موجه أساسا حنو املصدر

قد يتسم هذا النوع من الرتمجات بالغموض، و يستدعي االستعانة باهلوامش و املالحظات

التفسريية لتوضيح النص و حتديد معناه، ألن املرتجم ينقل فيها شكل الرسالة األصلية و مضموا

عىن أنه حيرص على موازنة الرسالة املنقولة إىل لغة املتلقي بكل حرفيا و معنويا قدر اإلمكان، مب

.مكوناا يف اللغة األصل

: التكافؤ الدينامي

يركز هذا النوع من التكافؤ على استجابة قارئ الرتمجة و ينبغي على النص اهلدف أن يستحضر يف

ما يعين أن . 2اللغة املصدر بقارئهقارئ اللغة اهلدف استجابة مكافئة أو تأثريا مكافئا ملا فعل نص

هذا النوع من الرتمجات ال جيعل من الرسالة نفسها موضوع الرتمجة، كما أنه ال يسعى إىل احملافظة

هدف إىل حتقيق مبدأ التكافؤ، إذ يعمل املرتجم على شكل و مضمون الرسالة األصلية بقدر ما ي

مجة هي نفسها بني املتلقي األصلي و بني الرسالة على أن تكون العالقة بني املتلقي و الرسالة املرت

األصلية

308ا�ر�, ا�!�ق، ص : ��د، �و��ن 1

2 309ا�ر�, �.!-، ص

Page 58: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

58

أن املعىن املؤثر ألية رسالة هو ذلك اجلزء من املعىن الذي يصل إىل Nidaكما يعترب نايد

من خالل إحداث أثر موازي لألثر " دينامي"املتلقي، لذلك يتوجب على املرتجم إجياد مكافئ

. الذي أحدثه النص األصلي

: دا و تابري إىل إمكانية الرتمجة، حيث يقوالنو يذهب ناي

« anything can be said in one language can be said in

another »1

"ما يقال يف لغة ما ميكن إعادة صياغته يف لغة أخرى"

لذلك يتوجب على املرتجم االهتمام بالشكل و املضمون إلحداث األثر ذاته املتضمن يف الرسالة

باعتباره املعيار الوحيد الذي يسمح لنا باحلكم على الرتمجة ألن عملية الرتمجة دف األصلية،

.باألساس إىل أن يكون التعبري طبيعيا متاما و عدم اإلحساس بالغرابة أثناء قراءة النص املرتجم

يتصف . النحو و املعجم: على حد تعبري نايدا تتطلب التمكن من جمالني" فالرتمجة الطبيعية"

لتكييف يف اجلانب النحوي بالسهولة يف التطبيق أما من الناحية املعجمية فإنه يتسم بالصعوبة ملا ا

: 2يتطلبه من دالالت يف لغة املتلقي، و هي تتمثل يف ثالثة مستويات

صطلحاتاللغوية اليت ال تسبب أي عائق أثناء النقل بسبب تطابقها مع م املصطلحات -

.(tree, stone)... جر شجرة ، ح: مثل اللغة األخرى

املصطلحات اللغوية اليت تدل على األشياء ثقافيا و هلا وظائف مشاة لذلك يقتضي -

نقلها اختيار املصطلح الذي يعين الوظيفة املكافئة على حساب التطابق مثل كلمة

.« book »" كتاب" 1 Nida, E.A & Taber, C: The theory and practice of translation, united bible societies, Brill, 1982, P04

2 .��322دا �و��ن، ا�ر�, ا�!�ق، ص

Page 59: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

59

.املصطلحات اللغوية اليت تدل على اخلصوصيات الثقافية -

و تتجلى طبيعة التعبري يف النص املرتجم يف درجة التالؤم مع طبيعة التعبري يف النص األصلي

طبقات الكالم و ما تدل عليه، و البيانات الثقافية اليت ختتلف عند : على عدة مستويات منها

1. الشعوب، باإلضافة إىل طبقات دالالت األلفاظ و أشكال احلديث

لرتمجة نشاط ثقايف اجتماعي أكثر منها نشاط لغوي، فيعيب على و عليه فإن نايدا يرى أن ا

، يف حني تضم أمانتهم املعتمدة على الوفاء للشكل احلريف "ألمانةا"الذين يتبعون احلرفية ادعائهم

.شىت أنواع التشويه للمعىن و تعسري فهمه على القارئ اهلدف و هو ما يرفضه يوجني نايدا

دا يرفض التكافؤ الشكلي لعدم جدواه ألنه يركز على معادلة كما نستخلص مما سبق أن ناي

إذن منقوص الدالالت اللغوية و ال يعري اهتماما للعوامل السوسيولوجية و ال للعناصر الثقافية فهو

، بينما يتبىن التكافؤ الدينامي الذي يشرتط فيه أن حيقق النص مقبولةيف نظر نايد و ال حيقق ترمجة

و يعتمد . اهلدف التأثري نفسه الذي حيقق النص األصلي يف املتلقي األصلي اهلدف يف املتلقي

جناح الرتمجة على مدى التطابق يف التأثري، و كلما كان مستوى التطابق عاليا كانت الرتمجة

. 2ناجحة

حسب نايدا جيب أن تكون العالقة بني املتلقي و الرسالة مطابقة إىل حد كبري للعالقة اليت

ة بني املتلقي األصلي و الرسالة نفسها، أي أن الرتمجة ذات التكافؤ الدينامي تستند كانت قائم

أو « le principe de l’effet équivalent »" مبدأ التأثري املكافئ"إىل ما يسميه

و الذي « le principe de la réponse équivalente » "مبدأ االستجابة املكافئة"

.طبيعي للرسالة يف اللغة اهلدف يسعى إىل إجياد أقرب مكافئ

1 .��324دا، �و��ن، ا�ر�, ا�!�ق، ص

2 Nida, E. A. & Taber C., Op.Cit, P 24.

Page 60: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

60

أقرب مرادف طبيعي لرسالة اللغة "ل إحدى تعريفات الرتمجة ذات التكافؤ الدينامي يف أا ثو تتم

. 1"املصدر

ميكن أن نقول مما سبق إن الرتمجة ذات التكافؤ الدينامي هي ترمجة موجهة إىل النص

إجياد تكافؤ يف االستجابةـ إي إجياد و تبحث عن) املتلقي(اهلدف، و إىل القارئ املستهدف

نفس التأثري الذي أحدثته الرسالة املصدر يف قارئها، و ذلك من خالل البحث عن التعبري الطبيعي

.يف اللغة اهلدف

و من املمكن أن نصف الرتمجة ذات التكافؤ الدينامي على : "و يقول نايدا يف هذا الصدد

شخص الذي جييد التكلم بلغتني، و له اطالع على الثقافتني عن أا الرتمجة اليت تم مبا يقوله ال

2".الرتمجة فيقول تلك هي متاما الطريقة اليت سنقول فيها هذا التعبري

: تنطوي الرتمجة ذات التكافؤ الدينامي على تكييف النص املصدر و أقلمته على مستويني

حتويل تركيب الكلمات و "و يتمثل تكييف النص على مستوى النحو يف . النحو و املعجم

أما التكييف على املستوى . 3"استعمال األفعال مكان األمساء و استبدال األمساء بالضمائر

و املعجمي يف النص املصدر فيتطلب جهدا كبريا ألن هناك مفردات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالثقافة

.تكييفها جرأة كبرية من املرتجم يتطلب

و من احلتمي أيضا أن تكون هناك مواضيع و تفاصيل ال " :يقول نايدا يف هذا الشأن

ميكن احملافظة على طبيعتها بواسطة عملية الرتمجة عندما متثل لغة املصدر و لغة املتلقي ثقافات

.4"خمتلفة جدا فيما بينها

1 321ا�ر�, ا�!�ق، ص: ��د، �و��ن

2 321ا�ر�, �.!-، ص

3 .322ا�ر�, ا�!�ق، ص

4 .323ا�ر�, �.!-، ص

Page 61: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

61

: كما يدعو نايدا إىل تبين الرتمجة ذات التكافؤ الدينامي الذي يتوجه حنو رد فعل املتلقي فيقول

أكثر مما حترفها الرتاجم ذات إن الرتاجم ذات التكافؤ الشكلي متيل يف التطبيق إىل حتريف الرسالة "

عادة و يعترب املرتجم الذي ينتج مواد مرتمجة ذات تكافؤ شكلي غري واع ]...[التكافؤ الدينامي

1"للمدى الذي حتتويه ترمجاته األمينة ظاهريا حتريفات خطرية فعال

جناح الرتمجة يعتمد على أربعة متطلبات أساسية يف الرتمجة أوهلا حتقيق "أن و يرى نايدا

مبدأ االستجابة املكافئة، و أن يكون للرتمجة معىن و أن تنقل روح النص و أسلوبه و أن يكون

2".شكل التعبري طبيعيا و أن حتدث تأثريا مماثال

مدرسة باريس: النظرية التأويلية -2-2

مع بداية سنوات الستينيات يف القرن املاضي، باملدرسة العليا لقد ظهرت هذه النظرية

Danicaبباريس، و تزعمت التنظري هلا دانيكا سلسكوفتيش ) ESIT(للرتامجة و املرتمجني

SELESKOVITCHK بعد أن اشتغلت ملدة طويلة يف الرتمجة الفورية باملؤمترات، و ،

فقد كان شغلهما الشاغل . Marianne LEDERERساعدا يف ذلك ماريان لوديرار

La »الذي ترمي إليه الرتمجة، وبذلك تعرف هذه النظرية أيضا بنظرية املعىن " املعىن"هو

théorie du Sens » .

و قد اعتمد أصحاب هذه النظرية على املنهج التأويلي أثناء العمل الرتمجي باعتباره

أثناء الرتمجة l’interprétationلتأويل و يرون أن ا. الوسيلة األجنع لتحصيل املعىن و إدراكه

: إذ تقول ماريان لوديرار. ليس مهما فحسب، بل أنه أمر ضروري يف الرتمجة

1 .366ا�ر�, �.!-، ص

2 .317ا�ر�, �.!-، ص

Page 62: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

62

« il s’agira ici de dire qu’on ne pourra pas traduire sans

interpréter » 1

"املقصود هنا هو القول باستحالة الرتمجة دون تأويل"

الولوج إىل املعىن " كفء"لى مبدأ التأويل و أنه على كل مرتجم مبعىن أن كل ترمجة تقوم ع

لكي يتسىن له أداء الرتمجة عن طريق إزالة الغموض عن العالمات اللغوية و بالتايل تصبح مدلوالا

.واضحة مفهومة

و تعتقد دانيكا سلسكوفيتش أن املرتجم ال ينتقل مباشرة إىل حترير ترمجته يف اللغة اهلدف

: أن يتمكن من فهم النص املصدر من خالل سلسلة من اإلجراءات مبينة ذلك يف قوهلا إال بعد

« La traduction interprétative ne se fonde pas sur une langue

pour arrive à une autre mais bien sur le sens du texte premier

pour arriver à l’expression de ce sens dans une autre

langue. »2

ال تعتمد الرتمجة التأويلية على لغة ما للوصول إىل لغة أخرى و لكنها تعتمد على معىن النص "

" األول للتوصل إىل التعبري عن هذا املعىن يف لغة أخرى

لقد جتلت معامل هذه النظرية يف الكتاب الذي ألفته سلسكوفتش و لوديرار بالشراكة

التأويل سبيال "الذي ترجم إىل العربية « Interpréter pour traduire »املوسوم بعنوان

، لتليه مؤلفات كثرية، و قد حددت يف هذا الكتاب مبادئ العملية الرتمجية و مراحلها "إىل الرتمجة

و ) التأويل(حسب النموذج التأويلي، و ضبطت فيه مصطلحاا العلمية على غرار مصطلح

1 Lederer, Marianne: La traduction Aujourd'hui- le modèle interprétatif, Op.Cit., P11.

2 Seleskovitch, Danica: "La traduction interprétative", Palimpestes1, 1987, p45.

Page 63: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

63

جانب املراحل الرتمجية اليت تقرتحها هذه النظرية و هي ثالثة إىل ) الوحدات الداللية(و ) املعىن(

يشرتط على املرتجم أن مير ا إلخراج ترمجة ناجعة تنقل املعىن بأمانة و حتدث نفس االستجابة

الفهم، التجريد اللغوي و إعادة الصياغة، سنورد : لدى قارئ النص املرتجم، و هي املراحل هي

.تفصيلها أدناه

: املعىن

ضع هذه النظرية مفهوم املعىن يف الصدارة فتييح التغلغل يف كنه النص بتجاوز الغشاء اللغوي، مما ت

إن العنصر احملوري للرتمجة ة لكل عالقة إنسانية هو . يسمح بالتصرف و ال يدع جماال للحرفية

القائمة يف نظر أصحاب هذه النظرية فهم يبنون نظريتهم أساسا على انتقاد فكرة الرتمجةاملعىن

على االنتقال بني لغتني و اليت هدفها إجياد الكلمات و الرتاكيب يف اللغة اهلدف املقابلة لكلمات

.اللغة املصدر و تراكيبها

املعىن هو حجر األساس الذي تبىن عليه النظرية التأويلية بدليل أا تسمى أيضا نظرية املعىن ألا

ياغة املعىن الذي تعرفه سلسكوفتيش على أنه مراد القول تعترب عملية الرتمجة هي عملية إعادة ص

الذي متيزه عن القصد حيث أكدت على عدم نسيان أو تناسي بأن الرتمجة وليدة احلاجة إىل

: التواصل، قائلة

« n’oublions pas que le besoin de traduction découle

directement du besoin de communication »1

و بالتايل فإن إجراء الرتمجة يتطلب عملية الفهم اليت تليها عملية التجريد اللغوي فعملية إعادة

. صياغة ما فهم إليصاله إىل املتلقي

1 Lederer, Marianne: "Transcoder ou réexprimer" In: Seleskovitc, D. & Lederer, M.: Interpréter pour

traduire, Didier Erudition, Paris, 4ème

édition, 2010, P18.

Page 64: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

64

و حسب نفس النظرية التأويلية فإن املعىن غري حمتوى يف اللغة و إمنا هو نتاج إحلاق مكمل معريف

حركة، (بني فكرة جمردة لغويا و إشارة سيميائية و بتطلب توصيل املعىن إرتباطا . بامللفوظ

، و يقتضي تلقي املعىن فعل إدراك من طرف املتلقي ألن املقابالت توجد دائماـ و إن ...)كالم

وجدت فهي ال تتالءم كمكافئات ، و عليه كان لزاما عدم االكتفاء بربط امللفوظ بالدالالت

.اللغوية

الرتمجة وحدة املعىن اليت تسمح للقارئ بإدراك مراد قول ن، و املعىن هو مراد قول املؤلف و تكو

املخاطب من خالل الرتكيب اللغوي و تكون وظيفة املرتجم ليس التفسري و التأويل و إمنا نقل

.مراد القول

Unités de sensالوحدات الداللية

هي يف نظر التأويليني أصغر وحدة لغوية حتمل معىن مكتمل ميكن فهمه و ترمجته، و تعرفها

: سلسكوفتش على أا

« […]unité de sens et qui est à mes yeux l’unité minimum de

compréhension, en deçà de laquelle il n’a y pas encore de

sens »1

و . هذا ما يعين أن شرط الفهم دائم احلضور يف الوحدات الرتمجية و ال مناص منه الكتمال املعىن

: تدعم لوديرار قول زميلتها قائلة

1 Seleskovitc, D. & Lederer, M.: Interpréter pour traduire, Op.Cit., P41

Page 65: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

65

« l’unité de sens est le plus petit élément qui permette

l’établissement d’équivalence en traduction »1

"يسمح حبدوث التكافؤ يف الرتمجةالوحدة الداللية هي أصغر عنصر "

و عليه فاملرتجم ينطلق من هذه الوحدات الداللية اليت تعترب أصغر وحدة للمعين لرتمجة النص

.كامال بطريقة موحدة

:مراحل العملية الرتمجية

: متر العملية الرتمجية عند أصحاب النظرية التأويلية بثالث مراحل أساسية، حيث تقول لوديرار

« La théorie interprétative […] a établi que le processus

consistait à comprendre le texte original, à déverbaliser sa

forme linguistique et à exprimer dans une autre langue les

idées comprises et les sentiments ressentis » 2

لرتمجية تقتضي فهم النص األصلي، جتريده من شكله اللساين، بينت النظرية التأويلية أن العملية ا"

".مث إعادة صياغة األفكار املتضمنة و األحاسيس يف لغة أخرى

إذن فاملراحل الثالث اليت متر ا العملية الرتمجية حسب لوديرار هي مرحلة الفهم و مرحلة التجريد

.هلدفاللغوي للنص األصلي و مرحلة إعادة الصياغة يف اللغة ا

1 Lederer, Marianne: La traduction Aujourd'hui, Op.Cit, P21.

2 Lederer, Marianne: La traduction Aujourd'hui, Op.Cit, P07.

Page 66: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

66

: مرحلة الفهم

الفهم عبارة عن عملية تأويلية يتأتى ا املعىن، فبالنسبة لرواد هذه النظرية جيب التأويل من أجل

الرتمجة، و يعين مصطلح التأويل التفسري أو إظهار املضمر من املعاين عرب األدوات اللغوية اليت

طة مبا أضمر ميكننا القول أن التأويل هو االنطالق من ظاهر النص لإلحا. يقدمها النص األصل

أي أننا نفتحه على إمكانيات متعددة للمعىن، فاملعىن حيدد بأشكال لغوية معقدة فيه من معاين

تظهر و تضمر حسب العالقة اليت جتمع املتكلم مبخاطبيه و حسب الصورة اليت سريمسها هلم لذا

.يغلب على اخلطابات املوجهة إىل اجلماهري اإلفصاح و التفسري

إن الكاتب ال يقول بالكلمات كل ما يريد تبليغه من معىن ذلك أن و على العموم ف

السياق و املقام يلعبان دورا كبريا يف تبيني ما أضمر من كالم و هنا تظهر أمهية املرتجم كونه

خيتلف عن القارئ العادي فهو جمرب على استجالء ما أضمر من أفكار و قراءة ما بني السطور

: لوديرارو يف هذا تقول . امال و من دون أي نقصليتمكن من حتصيل املعىن ك

« Le traducteur est un lecteur privilégié appelé à comprendre

les arguments d’un texte et à ressentir les tonalités affectives »1

".إن املرتجم قارئ مميز مدعو لفهم عرض نص ما و اإلحساس بالنربات العاطفية"

إن التأويل خالل عملية الرتمجة يهدف إىل حتصيل معىن النص مث التعبري عنه يف اللغة اهلدف عرب

و بالتايل فإن . احملافظة على تركيبة مناسبة بني املضمر و املظهر تأخذ بعني االعتبار نوعية املتلقي

.يف النص األصلالتأويل يهتم باخلطاب داخل سياقه لتحصيل إمكانية للمعىن تتوافق مع ما جاء

1 Lederer, Marianne: La traduction Aujourd'hui, Op.Cit, P30.

Page 67: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

67

أي معرفة connaissances linguistiquesفالفهم يعين إذن استحضار معارف لسانية

اللغتني املنقول منها و إليها، و يف الوقت ذاته يستدعي معارف غري لسانية أي خارجة عن اللغة

connaissance extralinguistiques .

مرحلة التجريد اللغوي

اللغوي تلك العملية اليت ترافق فهم اخلطاب يف اللحظة اليت يدرك تقصد سلسكوفتش بالتجريد

و حسب لوديرار فإن التجريد اللغوي هو علميا مرحلة وسيطة بني .فيها املعىن الذي يتجاوز اللغة

فهم نص و إعادة التعبري عنه يف لغة أخرى، حيث يتم التحرر من اإلشارات اللسانية املالزمة

، فهي تعرف التجريد sens affectifو املعىن اإلنفعايل sens cognitif إلدراك املعىن املعريف

: اللغوي كما يلي

« affranchissement des signes linguistiques concomitant à la

saisie d’un sens cognitif et affectif »1

إىل حتصيل املعىن لغوي عملية ذهنية تنطلق من املادة اللغوية للنص املصدر، يهدفإن التجريد ال

عن طريق االستعانة باملكمالت املعرفية، و بعد إدراك املعىن و حتصيله يتم التحرر من الدالالت

و تعرب عن ذلك ماريان . اللسانية يف اللغة األصل، و إعادة صياغة هذا املعىن يف اللغة اهلدف

: لوديرار بقوهلا

« pour rendre intelligible le sens original, elle doit, après

l’avoir cerné, le séparer soigneusement de l’enveloppe verbale

1 Lederer, Marianne: La traduction Aujourd'hui, Op.Cit, P180

Page 68: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

68

première pour le recouvrir de l’enveloppe appropriée dans

l’autre langue »1

إلعادة صياغة املعىن األصلي بوضوح جيب فصله برفق عن الغشاء اللغوي األصلي مث إعادة "

". إلباسه غطاءا لغويا مالئما يف اللغة اهلدف

إذن فمرحلة التجريد اللغوي دف إىل التحرر من البنيات اللغوية للنص املصدر و البحث عن

فادي التداخل بني نظامي اللغتني املصدر بنيات لغوية جديدة يف اللغة اهلدف و ذلك من أجل ت

. و اهلدف أثناء مرحلة إعادة الصياغة

كما تستدعي مرحلة التجريد اللغوي االبتعاد عن بنيات النص املصدر و التعبري حبرية يف

اللغة اهلدف، و تدعو إىل ضرورة نقل املعىن يف سياقه العام، و عليه ميكن القول أن مرحلة التجريد

. وسط بني إدراك الدال و املدلول يف النص املصدر و إعادة الصياغة يف اللغة اهلدفاللغوي تت

األفكار املركزية و األساسية للنظرية إن مرحلة التجريد اللغوي بعد عملية الفهم هي إحدى

التأويلية، كما أن هذه املرحلة تؤكد على ضرورة الفصل بني الشكل اللغوي و بني املعىن الذي

ال جيب على املرتجم إذن أن . يف الرتمجةية قصوى لدى أصحاب النظرية التأويلية يكتسي أمه

.يتمسك بالشكل اللغوي للنص األصلي، ألن موضوع عمله هو املعىن

: مرحلة إعادة الصياغة

حيمل املعىن يف النظرية يف التأويلية طابعا ديناميكيا ينشأ فوريا أثناء اخلطاب بفضل الفهم و الذي

ميثل املرحلة األوىل يف عملية الرتمجة و بعدها يتم جتريده و أخريا إعادة صياغته بقواعد لغة أخرى

. و تراكيبها

1. Seleskovitc, D. & Lederer, M.: Interpréter pour traduire, Op.Cit., P68

Page 69: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

69

سب أصحاب النظرية التأويلية و هنا فإعادة الصياغة هي املرحلة األخرية يف العملية الرتمجية ح

يتحرر املعىن من الشكل اللغوي نتيجة لعملية الفهم و التجريد اللغوي اللتان سبق ذكرمها و

.و تتم إعادة الصياغة استنادا إىل بنية اللغة اهلدف مع احلفاظ على تلقائية الرسالة. التطرق إليهما

تقول . قان اللغة شرط أساسي يف مرحلة إعادة التعبريو يرى أصحاب النظرية التأويلية للرتمجة أن إت

:لوديرار

« seule une excellente maitrise de la langue d’arrivée permet la

réexpression adéquate de ce sens »1

أي أن املرتجم ال يستطيع التعبري عن املعىن بصورة مالئمة إن مل يكن يتقن اللغة اهلدف إتقانا

ا أن ماريان لوديرار قد نوهت، يف موضع آخر، بأمهية املعارف اللغوية للمرتجم يف مرحلة كم. تاما

: إعادة الصياغة أيضا حيث قالت

« les connaissances linguistiques du traducteur font partie de

son bagage cognitif et sont bien entendu indispensable à la

compréhension des textes à leur réexpression ».2

تشكل املعارف اللغوية للمرتجم جزاء من خمزونه املعريف، و ال ميكن االستغناء عنها يف فهم

و بالرغم من أمهية املعارف اللغوية لدى املرتجم إال أا . النصوص و ال يف مرحلة إعادة الصياغة

قل معىن من لغة إىل أخرى و يعرب غري كافية، فيحب أن ميتلك معارف موسوعية كي يتمكن من ن

. عنه بكل أمانة

1 Lederer, Marianne: La traduction Aujourd'hui, Op.Cit, P42.

2 Ibid, P34.

Page 70: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ا��ظر��ت، ��ن ا����� و ا� ���ا����ر ا������� �� � رق : ا�ل ا�����

70

تقضي إعادة الصياغة يف النظرية التأويلية بإعادة التعبري عن املعىن و الذي مت استخالصه و

و تساهم يف عملية إعادة الصياغة حسب لوديرار ثالثة عوامل هي . جتريده من غطائه اللغوي

: ، إذ تقولاملناسبة و السياق اللفظي و السياق املعريف

« … je vois trois facteurs intervenir dans la transformation de la langue en

discours : la situation […], le contexte verbal […] et le contexte cognitif.1

أما املناسبة، فهي العوامل اليت ترافق إنتاج اخلطاب من إشارات و إمياءات و مكان إلقاء

اخلطاب، أما السياق اللفظي فهو الكلمات اليت حتضر مباشرة يف الذاكرة حيث ال مكان لتعدد

و أما السياق . الدالالت للفظة الواحدة، مبا أن السياق يفرض استعمال كلمة معينة دون أخرى

.املعريف فهو كم املعلومات املتدفقة منذ بداية اخلطاب و اليت تكون وحدات املعىن مع تسلسله

هذا و تعتمد النظرية التأويلية يف مرحلة إعادة الصياغة علة عالقات التقابل و التعادل،

. خيتص باملعىن) التعادل( التطابق بني العناصر اللغوية يف حني أن الثاين) التقابل(حيث يعين األول

د بعض ذا ال ينفي وجو هو عالقة التعادل هي األصح يف نظر أصحاب النظرية التأويلية، إال أن

.العناصر اليت جتيز التقابل خصوصا إذا تعلق األمر مبصطلحات متخصصة

نستخلص مما سبق من عرض ملختلف النظريات اليت تناولت ترمجة العناصر الثقافية يف

حقل الرتمجة األدبية، أن لكل التوجهني حججه و براهني يف املوضوع و ختتلف باختالف

إن اختيارنا هلذه النظريات من بني كل النظريات املتاحة، مل . نقدياإليديوجلية و التوجه األديب و ال

يكن اعتباطا، و إمنا مطابقة ملوضوعنا و مراعاة لعنصري األمانة يف الرتمجة و التلقي، فاإلجتاه

املصدري ال يكاد يعري اهتماما للمتلقي مركزا اهتمامه على الثقافة املرسلة يف حني أن االجتاه اهلديف

يف الفصل الثالث سنرى بالتفصيل كيف . ول و الوحيد هو املتلقي و الثقافة و املستقبلةمهه األ

. تعامل املرتجم مع العناصر الثقافية و أي توجه تبناه خالل ترمجته هلا 1 Seleskovitc, D. & Lederer, M.: Interpréter pour traduire, Op.Cit., PP 43-44.

Page 71: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

71

-الثالثالفصل -

دراسة تحليلية لترجمة العناصر الثقافية في رواية

La répudiation" " و أثرها على التلقي

الرواية اجلزائرية ذات التعبري الفرنسي -1

أسباب الظهور و إشكالية التعبري -1-1

النشأة و التطور -1-2

اخلصائص و املميزات -1-3

باللغة الفرنسيةإشكالية الرتمجة يف الرواية اجلزائرية املكتوبة -1-4

من هو رشيد بوجدرة؟ -2

نبذة عن حياة رشيد بوجدرة -2-1

خصوصية الكتابة عند رشيد بوجدرة -2-2

اإلزدواجية اللغوية عند رشيد بوجدرة -2-3

لرشيد بوجدرة La répudiationرواية : قراءة يف املدونة -3

ملخص الرواية -3-1

تقدمي املرتجم -3-2

تقدمي الرتمجة -3-3

الثقافية و أثرها على التلقي مناذج حتليلية إلشكالية ترمجة العناصر -4

لرشيد بوجدرة La répudiationيف رواية

Page 72: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

72

: لرواية الجزائرية ذات التعبير الفرنسيا -1

: أسباب الظهور و إشكالية التعبري -1.1

ظروفا على اتمع اجلزائري من أجل السيطرة عليه و تقييده، فسلط عليه لقد فرض االستعمار

نوعني من احلرب متثلت األوىل يف االستيالء على األراضي و تعمريها بالعنصر األورويب و طرد

أصحاا منها، و دفعهم إىل اهلجرة حنو فرنسا، ليجعل منهم الطبقة العمالية الكادحة هنا، أما

قد كانت من نوع آخر ال يقل عن األول فتكا و تدمريا، بل لعلها األشرس و احلرب الثانية ف

فية و ، و هدم البنيات الثقا1لإلنسان ضرب القيم املعنوي و الروحيةاألخطر ألا تستهدف

من خالل حماربته للغة العربية و الدين اإلسالمي، و تطويق الثقافة اإلجتماعية للشعب اجلزائري

، باملقابل أيضا إحالل بنيات أخرى حملها 2مية و إبقاءها منغلقة على نفسها العربية اإلسال

مستمدة من ثقافة املستعمر و نظمه اإلجتماعية و يدخل ذلك ضمن نطاق فرنسة البالد و تغيري

و األنساب و األلقاب، كما ال ننسى دنمعاملها اإلسالمية، إضافة إىل تغيريات أخرى كأمساء امل

فرضه للتعليم باللغة الفرنسية يف املدارس، و اقتصر تعليم اللغة العربية على أهم شيء و هو

املساجد فقط، و هي يف أوىل اخلطوات اليت قام ا املستعمرون منذ استيالءهم على البالد،

معتقدين أم بذلك سيتمكنون من الدخول إىل عقول اجلزائريني و جيعلوم يقبلون باملستعمر و

، و )التعليم باللغة الفرنسية فقط(ه، فكان رد الشعب يف البداية الرفض هلذه العملية يتعايشون مع

رضخوا إىل األمر، و أصبح اإلحتالل منعوا أوالدهم من الذهاب إىل املدارس و لكن مبرور الوقت

، و راحوا يتعلمون يف تلك املدارس الفرنسية و انكبوا على 3أمرا واقعا بالرغم من رفضهم له

اسة تلك اللغة و االغرتاف من مناهل ثقافتها الفرنسية، فساعدهم ذلك على إغناء تراثهم و در

إبداع أدب إنساين عاملي، فانبثق أدبا جديدا اختذ لغة املستعمر أداة للتعبري عن أفكاره و آراءه و

. 4أصبح سالحا من أسلحة املعركة يف سبيل التحرر من ذلك العدو

� و �طوره و �����ه، د�وان ا��ط�و��ت ا� ����� ، ا� زار، : �ور، أ��د ���.60، ص 2007ا%دب ا� زاري ���" �ن ا�!ر � 1

.82، ص 1963ا%دب ا� زاري ا����*ر، درا � أد��� (د��، ��ورات ا��ر)ز ا� ����، ��روت ، : ���د '�ر، ��د 2

�، ص : �ور، أ��د ! + .63ا��ر 3

���82د '�ر، ��د، ا��ر + ا� ��ق، ص 4

Page 73: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

73

ية األدبية إبان مرحلة اإلستعمار و مرحلة االستقالل جيد فيها و لعل الباحث يف العمل

جتارب غنية ختتلف من مستعمر آلخر بالرغم من الظروف اإلقتصادية اليت سادت تلك

املستعمرات إال أن التطور اإلجتماعي فرضته ظروف خاصة، فكل من املوقع اجلغرايف و السياسة

ذا األخري و نعين ا عوامل رمست الطريق لذلك التطور،لهاليت جاء ا املستعمر يف تلك املناطق ك

و إذا كان احلديث يدور عن أدب باللغة . تطور العالقات االجتماعية و التارخيية على مر األجيال

العربية أو أدب باللغة الفرنسية أو أدب باللغة الرببرية فال يعين ذلك أن هناك آدابا منفصلة تتكلم

ات الشعب املختلفة، كما ذه اللغات، بل إن األدب اجلزائري يكون وحدة متكاملة ساعدت فئ

.1فرضت عليه الظروف املوضوعية اخلاصة أن يستخدم كأداة للتعبري هذه اللغة أو تلك

و كان من أهم األسباب اليت سامهت يف ظهور هذا النوع من األدب أيضا هو االضطهاد

مه و االستغالل الذي كان مفروضا آنذاك و حماولة املستعمر تضييق اخلناق عليه، و استخدا

للشعب كطبقة عادة يف الدول الرأمسالية، كعمال يف املناجم مثال أو للقيام مبشاريع أخرى شاقة،

مما أدى إىل ظهور طبقات يف اتمع، و أيقظ هذا النظام حركة التحرر فيها كذا طريق الثورة

سي و املسلحة للتخلص من املستعمر الغاشم، إضافة إىل انفتاح اجلزائريني على األدب الفرن

التبادل الثقايف الذي وقع مع املساندين للشعب اجلزائري و حرب التحرير، كل هذه الظروف أدت

إىل ظهور أدب جزائري قومي متطور، مستمدا إهلامه من خالل تراثه العريب األصيل فهو أدب ولد

له تصاالت الفنية مع األدب الفرنسي و من خال غمرة ذلك النضال، و يف غمرة االو تطور يف

باقي اآلداب العاملية، أدب استمد موضوعاته من واقع حياة الشعب اجلزائري، يتغىن ببطوالت

. 2املقاومة و حرب التحرير

يعترب البعض أن مشكلة التعبري هامة جدا فاضطرار الكاتب إىل استخدام اللغة الفرنسية

لتارخيية سالفة الذكر و ليعرب عن أي موضوع يتناوله يف الواقع حقيقة فرضتها تلك الظروف ا

املعروفة، فحتمت على اللغة الفرنسية أن تقوم بالدور الذي كان على اللغة العربية أن تقوم به فيما

. ���141د '�ر ��د، ا��ر + ا� ��ق، ص 1

�، ص ! + .230ا��ر 2

Page 74: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

74

، و هذه اللغة اليت 1لو كانت اجلزائر قد عاشت ظروفا طبيعية لتطورها االجتماعي و الثقايف

تراثهم العريب، انقلبت عليها و عليهم و طمس فرضتها فرنسا على اجلزائريني من أجل السيطرة

أصبحت سالحا ضد أصحاا أنفسهم، فكان أداة يعرب من خالهلا الكاتب عن ذلك اجلانب

املشرف لألمة اجلزائرية نفسها، بل أداة تعبري أيضا كما تلك القيم و تلك املثل اليت حاول

. 2املستعمر حتطيمها

لعاملي، و لعل استخدام اللغة الفرنسية يف و استطاع أدباء اجلزائر يف مصاف إنتاج األدب ا

بلد عريب مسلم هي مشكلة ال يستهان ا و هي مرتبطة مع مشاكل أخرى، حلها متوقف على

حل هذه األخرية، كالقضاء على تفشي األمية بني الشعب و نشر التعليم، و بالتايل مواصلة الثورة

الثقافية إال أنه و بعد مرحلة االستقالل استمر يف مجيع ميادين احلياة االقتصادية و االجتماعية و

دفعت خنبة من األدباء يف الكتابة باللغة الفرنسية حىت أيامنا هذه، و إذا كانت ظاهرة التعريب قد

الذي توقف عن " مالك حداد"بعض الروائيني إىل التوقف عن الكتابة باللغة الفرنسية، أمثال

مع املبادئ اليت كان ينادي ا أثناء الثورة، نتيجة إحساسه الكتابة منذ فجر االستقالل، متاشيا

الذي اختار اهلجرة " حممد ديب"بالغربة اخلانقة يف اللغة الفرنسية، أما من استمروا يف ذلك جند

الذي اجته حنو " كاتب ياسني"إىل فرنسا و فضل الغربة، و هناك من انتهج مسلكا وسطا مثل

ائرية مطعمة بالفرنسية، كما يالحظ أن بعضا من هؤالء اجتهوا إىل املسرح الناطق بالعامية اجلز

ممارسة الكتابة باللغة العربية و استطاعوا تقدمي أعمال روائية، اعتربها البعض مشروعا حلركة احلداثة

الذي قدم روايات باللغة العربية ذات مستوى فين " رشيد بوجدرة"الروائية يف اجلزائر، نذكر منهم

. 3ة أدبية ال يستهان ا عال و قيم

و بالرغم من مأساة اللغة اليت عاىن منها الكتاب اجلزائريون إال أنه ظل أدبا نقيا يعرب عن

مهوم وطنية و قومية و إنسانية برؤية تقدمية، كما ظلت السمة التفاؤلية غالبة عليه، و مل يكن أدبا

231ا��ر + ا� ��ق، ص 1

�، ص ! + .233ا��ر 2

.24، ص 1995، 9ا�روا�� ا��.�ر��� ذات ا�����ر ا�!ر � ، � "� ا�����ن، ا� زار، ا��دد : ا�زاوي، أ��ن 3

Page 75: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

75

كولونياليا كما يسميه البعض بل هو أدب فرنكفوين ليس إال، و هذا ما ساعده على عدم

السقوط يف التعميم و الغموض مثل بعض الكتاب الفرنسيني املتواجدين يف اجلزائر و الذين أفرزم

.1الثقافة االستعمارية

النشأة و التطور - 1-2

الفرنسي ليس ميدانا جديدا، و قد سبقت فيه موضوع الرواية اجلزائرية ذات التعبري

دراسات و حبوث على األقل يف إطار األدب اجلزائري املعاصر قام ا كبار األدباء و النقاد نذكر

.ثال ال احلصر عبد امللك مرتاضمنهم على سبيل امل

دب الروائي، فقد و باعتبار الرواية اجلزائرية ذات التعبري الفرنسي ظاهرة فريدة من نوعها يف عامل األ

نالت اهتمام الدارسني حسب مقتضى أحباثهم يف زمن تريد فيه ثقافتنا أن جتمع أشالئها اليت

شتتها اإلستعمار، و كاد يطمسها لوال أصالة الشعب اجلزائري و تعلقه مبقاومته الوطنية، حيث

يت طغت على باقي كانت الرواية منطلق األديب اجلزائري املكتوبة باللغة الفرنسية ، و هي ال

األنواع النثرية األخرى، و لعل اختيار الرواية مرده إىل رغبة الكتاب يف التعبري عن أقصى ما ميكن

أن يعرب عنه، و عرض أكرب عدد من القضايا و تصوير أكرب عدد ممكن من الوجوه و املشاهد

.امهت يف إثرائهااجلزائرية اليت خلفتها خمتلف األحداث اليت وقعت مبرور الزمن و اليت س

فظهور الرواية اجلزائرية الفرنسية التعبري و تطورها و ارتقائها إىل مصاف اآلداب العاملية مل يأت من

عدم، و إمنا هو نتيجة اجتيازها ملراحل خمتلفة، انتقلت فيها من صورا األوىل إىل ما هي عليه

.2الفاصل بني األطوار السياسية اليت مرت ا اليوم، ففي البداية كانت احلرب العاملية الثانية احملور

.75، ص 1986ا� �ھ�ت ا�روا�� ا��ر��� 1� ا� زار، ا��ؤ � ا�وط�� �")��ب، ا� زار، : %�رج، وا ��ا 1

. 126ا��ر + ا� ��ق، ص : ���د '�ر، ��د 2

Page 76: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

76

و إذا ما أردنا حتديد تاريخ الرواية اجلزائرية الفرنسية اللسان، فيمكننا أن نعترب أن سنة ألف و

تسعمائة و عشرون هي املنطلق بالنسبة هلا حيث جند أن أول رواية ظهرت بقلم كاتب جزائري

1Ahmed Ben Mostefa le"بن الشريفأمحد بن مصطفى القومي للقايد "هي رواية

Goumier

و من . و انطالقا من هذا التاريخ ميكننا التعرض إىل أهم و أبرز الروايات اليت جاءت بعد ذلك

، إضافة إىل الرواية املذكورة، جند رواية 1930-1920الروايات اليت ظهرت يف تلك العشرية

لعبد القادر حاج محو سنة " Zohra, la femme du mineurزهراء امرأة املنجمي "

,Mamounمأمون بدايات مثل أعلى "ألف و تسعمائة و مخسة و عشرون، و رواية

l'ébauche d'un idéal " لشكري خوجة اليت صدرت يف ألف و تسعمائة و مثان و

El-Euldj, Captid des العلج أسري بربروسيا"عشرين، و كذلك رواية

barbaresque "2ه سنة أألف و تسعمائة و تسع و عشرينللكاتب ذات .

هؤالء الكتاب نتاج املدرسة الفرنسية و هم أبناء املتعاونني مع اإلدارة االستعمارية، و كانوا

يؤمنون بفكرة اإلندماج يف جمتمع املستوطنني، و كان منهم Les Evoluésيعرفون باملتطورين

. 3املعلم و صاحب األعمال احلرة و أبناء املوظفني

و بعد أن انتهت احلرب العاملية الثانية ظهر وجه جديد للرواية اجلزائرية، و قد سامهت

احلرب يف اختالط الشعوب، و يف نوعية اجلنود اجلزائريني الذين احتكوا جبنود آخرين من األقطار

آسيا، و املختلفة فقد كانت احلرب فرصة للجزائري شاهد فيها احلركات الوطنية يف بلدان أوروبا و

كان لكل هذه العوامل أثر يف اجتاه الرواية اجلزائرية فكانت اية احلرب بداية إلنطالقة جديدة

للرواية متيزت هذه املرحلة بالصراع املتبادل بني الكيان اجلزائري و الكيان الفرنسي، و نقصد

1 Déjeux, Jean: Littérature Algérienne contemporaine, Collection Que sais-je? PUF, Paris, 1975, P 59.

.94ا��ر + ا� ��ق، ص : �ور، أ��د 2

3 Déjeux, Jean: Situation de la littérature maghrébine de langue française, PUF Alger, 1982, P29.

Page 77: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

77

لوجيا االستعمارية و باملرحلة هنا فرتة اخلمسينيات اليت جاءت بتجارب كرست للقطيعة مع اإليديو

منعطفا " إدريس لعلي احلمامي و لبيك ملالك بن نيب"سياسة اإلدماج، فقد شكل ظهرور رواييت

حامسا يف تطور الرواية اجلزائرية املكتوبة بالفرنسية على مستوى املضمون، فلم يعد احلديث عن

لوطين، و عن كفاح الشعوب، الزواج املختلط و الدعوة إىل اإلدماج، و إمنا أصبح يعرب عن الوعي ا

كما عربت عن حياة البؤس و الشقاء الذي عاشه البسطاء من عامة الناس، و من روايات هذه

ملولود فرعون سنة ألف و تسعمائة و مخسني، إىل Le fils du pauvreالفرتة إبن الفقري

ة و مخسني، سنة ألف و تسعمائة و ثالث La terre et le sangجانب رواية األرض و الدم

سنة ألف و تسعمائة " الدار الكبري"و يتأكد هذا التوجه اجلديد من خالل ثالثية حممد ديب

. إثنان و مخسني و احلريق سنة أربعة و مخسني

سنة Le sommeil du justeو عند كتاب آخرين كمولود معمري يف نوم العادل

كاتب ياسني سنة ستة و مخسني، و ل" جنمة"ألف و تسعمائة و مخسة و مخسن، و كذلك رواية

تشرتك هاتني الروايتني يف تعبريها عن حالة احلرمان و الفقر و التخلف و االستغالل و املهانة اليت

.تعرض هلا الشعب اجلزائري

و تقف كتابات حممد ديب و كاتب ياسي هذه على رأس األعمال اليت جسدت حقيقة

ال مبثابة لوحة عظيمة للشعب اجلزائري و هو يف أوج تلك املرحلة التارخيية و كانت تلك األعم

نضاله فحاول الكتاب من خالهلا إجياد األساليب الفعالة و األكثر بساطة للوصول إىل الشعب،

و من خالل هذه الروايات ميكننا أن جند مناظر . 1و هذا احلس الثوري و النضال من أجل احلرية

كما عاجلت العديد من القضايا االجتماعية و االقتصادية من الفقر الذي كان يعيش فيه اجلزائري،

مثال تعرب البطلة عن الوطن و هو حالة ال يستطيع فيها التعرف على " جنمة"و السياسية، ففي

هويته احلقيقية فهو حماط بالغموض الذي يطوق حياة جنمة، و حول هذا اجلوهر ، قضايا أخرى

حنراف، و سيطرة القوة االستعمارية على املواطنني إضافة إىل خمتلفة كمشكلة العمل و الثقافة و اإل

.76ا��ر + ا� ��ق، ص : ا%�رج، وا �� 1

Page 78: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

78

العديد من املواضيع اليت شكلت جزءا من حياة الشعب اجلزائري، و هناك أيضا رواية الدروب

الوعرة سنة ألف و تسعمائة و سبعة و مخسني ملولود فرعون، فهي يف جوهرها إبراز لذلك العامل

هو ينسف بفعل هجوم العصر و الطبيعة الشاقة و املأسوية املنغلق الذي مل ميسسه الزمن، و

.1أحيانا لتأثري هذا الصدام بني اجلديد و القدمي يف وعي الناس و سلوكهم

كل هذه الروايات اليت جاءت و أثرت يف األدب اجلزائري و إن كان باللغة األجنبية جندها

و بقيت الروايات اليت ظهرت بعد كتبت أثناء الثورة من موقف ملتزم و منحاز إىل الثورة،

اليت " أطفال العامل اجلديد"اإلستقالل تنتمي إىل هذا اإلجتاه الثوري إن صح ذلك مثلما جند رواية

تناولت قضايا و املرأة و الوطن معا يف عرض دقيق و شامل، مث جاءت رواية األفيون و العصا

.ملولود معمري اليت وصفت احلياة الصعبة داخل السجون

فقد حاول أصحاا من خالل تلك األعمال تعميق اإلحساس بالوعي الوطين و وحدة

األمن غري أن مرحلة ما بعد االستقالل عرفت توجها جديدا غلب على روايات هذه الفرتة و ذلك

اليت وقعت آنذاك، فتغريات التوجهات الفكرية جلملة من الكتاب، و بفعل األحداث السياسية

يش يف اخلارج حىت يتمكنوا من التعبري عن آرائهم حبرية تامة و كان ذلك التوجه منهم من فضل الع

بأدب النزعة االحتجاجية، االجتماعية و "اجلديد ذو نزعة سياسية انتقادية، فقد أمساه البعض

روايات حممد ديب على غرار معلم الصيد، و ، وجاء بأعمال روائية كثرية نذكر منها 2"السياسية

لرشيد بوجدرة، la répudiationملراد بوربون، و رواية اإلنكار le muezzinذن رواية املؤ

كل هذه األعمال من حيث املضمون، . اليت اخرتناها و ترمجتها لصاحل القرمادي مدونة لبحثتا

كانت توجه نقدا شديدا لألوضاع السياسية و االجتماعية لتلك الفرتة حىت و إن اختلفت الطرق

و بقي هذا التوجه مستمرا يف العديد من األعمال الروائية . فنية يف التعبري عن ذلكو األساليب ال

، "طومبيزا"و " النهر احملول"اليت ظهرت الحقا، و جند ذلك يف روايات رشيد ميموين على غرار

.31ص ،2002ا%دب ا� زاري 1� �رآة ا ��را���، دار ا�(*�� �"�ر : �و��)�ر، ��د ا��ز�ز 1

.120ا��ر + ا� ��ق، ص : �ور، أ��د 2

Page 79: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

79

ال الطاهر جاوت يف و احلال ذاا يف أعم. هذه األخرية انتقد فيها بشدة األوضاع االجتماعية

. les chercheurs d'os عن العظام البحثرواية

و مع اية مثانينيات القرن املاضي و بداية التسعينيات، برزت أعمال روائية تنتقد املد

اإلسالمي يف اجلزائر و تعتربه خطرا سياسيا يهدد الدميقراطية و احلريات العامة و أهم روايات هذه

. الفرتة اموعة القصصية لرشيد ميموين

حتدثنا عن تطور الرواية اجلزائرية ذات التعبري الفرنسي و ذكرنا بعض الروايات اليت جاءت

و أثرت رصيد األدب اجلزائري فاختلفت مضامينها من فرتة إىل أخرى و استقت موضوعاا من

. األحداث و الواقع الذي سايرته، و خاض فيها كبار الرواية اجلزائرية الذي سبق ذكرها

: ري ميكننا أن خنلص باحلديث أن هذا النمط من الروايات مر مبراحل أربعةو يف األخ

األوىل يف مرحلة ما بني احلربني و هي مرحلة البداية اليت كانت متعثرة فنيا و ضعيفة استمدت

ضعفها من كوا مفتعلة و صادرة عن غري وعي حقيقي باألمور و قد خصت بنقد الذع جلانب

و املرحلة الثانية امتدت ما بني اية احلرب العاملية الثانية و اندالع ثورة التملق املوجود فيها،

التحرير و هي مرحلة القلق حول ما سيحدث يف املستقبل، و املرحلة الثالثة عي مرحلة الثورة اليت

مل يكن فيها أي جمال للرتدد أو احلياد، أما املرحلة األخرية، فهي مرحلة االستقالل اليت عرفت

وعا كبريا يف املواقف و الرواة حول خمتلف القضايا االجتماعية و التوجهات السياسية و الفكرية، تن

.1و حول القضايا الفنية أيضا، كما عرفت تأثر باألحداث السياسية الكبرية اليت مرت ا اجلزائر

:اخلصائص و املميزات - 1-3

اللغة الفرنسية أمثال مولود فرعون، مولود لقد كانت كل التجارب اليت تركها األدباء اجلزائريني ب

إخل، تعرب عن أحوال اتمع اجلزائري و عن ... معمري، كاتب ياسني، مالك حداد ، آسيا جبار

.26ا��ر + ا� ��ق، ص : �ور، أ��د 1

Page 80: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

80

معاداته لالستعمار الفرنسي، كما صورت بطشه و بشاعة أعماله، و أشادت بكفاح الشعب و

اإلحساس بالوعي الوطين و وحدة األمة، تغنت بأجماده و مآثره القدمية و احلديثة من أجل تعميق

هو واقعيته حيث اهتم بالتصوير الواقعي الدقيق للعادات و التقاليد و أهم ما ميز هذا األدب

اجلزائرية و استعمال املصطلحات العامية اجلزائرية باللغة الفرنسية مربزا بذلك العناصر الثقافية

.للمجتمع اجلزائري بشىت أنواعها و أصنافها

و ميكن لقارئ الرواية اجلزائرية املكتوبة بالفرنسية أن يكشف العديد من اخلصائص و

املميزات، لعل أمهها هي انعكاس ظاهرة الفقر على معظمها، و تصوير الصراع احلاد بني اإلنسان

جل و اجلوع و معاناته اليومية لتحصيل قوته، إضافة إىل ارتباطه الوثيق بأرضه و كفاحه الدائم من أ

احلفاظ عليها، و ظهور عدد من الكتاب اجلزائريني مستخدمني اللغة الفرنسية يف أعماهلم األدبية

من قصة و رواية و مسرح و شعر، و بالتايل جاءت تلك األعمال منافسة ألعمال األدباء

و الفرنسيني، و هذا ما جعل العديد من الدارسني يعتقدون بأن هذا النتاج األديب هو فرنسي قلبا

قالبا، مما أثار حفيظة الغيورين عليه إىل التصدي هلذا الرأي، و هذا ما خلق هلم مشكل اإلزدواجية

وية هذا األدب، يف األدب اجلزائري خاصة بعد االستقالل، فاختف الكتاب أنفسهم حول ه

مبينا شعوره بعقم اللغة 1فهناك من شعر بأساه يف استعمال اللغة الفرنسية أمثال مالك حداد

الفرنسية يف التعبري احلقيقي عما خياجل كيانه و أحاسيسه العربية، يف املقابل جند كاتب ياسني يدافع

عن فعالية اللغة الفرنسية معتربا أنه ال عيب يف استخدامها و يعتربها فرصة و ثورة للثقافة

. 2اجلزائرية

ائري حمض ألنه وطين طاملا كان سالحا من إذن، ميكننا القول أن هذا األدب نتاج جز

.أسلحة املعركة، معركة هذا الشعب، فهو أدب وطين يتحدث عن تارخيه

���ف ، ��.78، دار )وز �"�ر، ص �3د'ل إ�8 ���م ا�روا�� ا� زاري، �راءة �!����� ، ج : �)� 1

.90ا��ر + ا� ��ق، ص : �ظر، ���د '�ر، ��د 2

Page 81: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

81

و تعترب تلك الكتابات ردا على حماولة االستعمار املستمرة يف تصفية مجيع تقاليد و قيم و

درسة الفرنسية فقط مبادئ الشعب اجلزائري، فهؤالء الكتاب مل يكتبوا انطالقا من كوم خرجيي امل

أو ألم اتصلوا بذلك األدب الفرنسي، بل ألم عاشوا حقيقة الشعب اجلزائري و ذاقوا املرارة

فأرادوا التعبري عن ذلك الواقع من أجل إحياء تلك التقاليد و القيم من جديد و احملافظة على

لرواية اجلزائرية ذات اللسان شخصية األمة اجلزائرية العربية و وحدا، و بالتايل فإن موضوعات ا

.دة من حياة الشعب مبختلف طبقاتهالفرنسي مستم

:إشكالية الرتمجة يف الرواية املكتوبة باللغة الفرنسية - 4.1

تعد الرواية اجلزائرية املكتوبة باللغة الفرنسية من أهم االجتاهات اإلبداعية اجلزائرية، إن مل

جلزائر سواء من خالل مرحلة الثورة إىل ما بعد االستقالل و ما نقل أمهها، لكوا قد أرخت حملنة ا

حلقها من أحداث سياسية فأغنت األدب اجلزائري كثريا، لتجد نفسها أمام مشكلة ال يستهان

ا، فإذا كانت الظروف السياسية التارخيية مانعا يف ترمجة تلك اإلبداعات األدبية إىل اللغة العربية

إن مرحلة ما بعد االستقالل كانت مليئة بتباشري التغيري و االرتقاء، و أخذ يف عهد االستعمار، ف

احلركة األدبية توجها جديدا أساسه الفصل بني الكتابة باللغة الفرنسية و الكتابة باللغة العربية،

حيث انقسم اإلبداع إىل قسمني متباينني ل فيه األول من اآلداب الفرنسية و نسج على منواهلا،

وال إثبات متيزه باملضامني لكنه يبقى حبيس اللغة الفرنسية، مبعىن آخر حبيس االنتماء، أما حما

القسم الثاين فقد أسهم يف تطور الرواية العربية بطريقته اخلاصة، فقد كان بإمكانه االطالع على

ل ترمجة الرواية اجلزائرية ذات اللسان الفرنسي لالستفادة منها و تطوير العربية و ذلك من خال

عات الروائيني الرواد أمثال مولود فرعون و حممد ديب و مولود معمري و مالك حداد و أسيا إبدا

جبار و رشيد بوجدرة إىل اللغة العربية، و انتشار النسخ العربية عند شرائح القراء بطريقة متكنهم

Page 82: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

82

من االطالع عليها بصفة دائمة بإعادة النشر كلما ازداد الطلب عليها، و لألسف هذا الذي مل

. حيدث

و ال أعمال فنحن مل نعايش مغامرات دون كيشوت اإلسباين سرفانتس باللغة األصلية،

الروائيني الروس أمثال فيودور دوستويفسكي، و ال غوغول، و ال ماكسيم غوركي بلغتهم األصلية

لكن الرتمجات السائدة هي اليت فتحت أعيننا على األدب الروسي أو اإلجنليزي مثل روايات و

شارل ديكنز الواقعية و غريهم من رواد األدب اإلجنليزي الذي جاء بغري لغته و غريهم يف اآلداب

.األخرى على غرار األدب اإليطايل و األملاين

زائريني باللغة الفرنسية جعل اهلوة تتسع بني إن اإلصرار على تداول إبداعات الروائيني اجل

اجلزائريني، و عوض أن تتأخر الرواية العربية إىل غاية السبعينيات من القرن العشرين لتظهر املبدعني

و كذلك ريح اجلنوب لعبد 1أول رواية ذات مستوى فين عال و هي رواية الالز للطاهر وطار

االستفادة من التجربة الفنية لكتاب جزائريني كتبوا احلميد بن هدوقة يف حني كان من املمكن

.باللغة الفرنسية من أجل حتقيق تطور أكثر نضج من مساره احلايل

و لقد عين املهتمون باألدب اجلزائري برتمجة روايات الستينيات و اخلمسينيات من القرن

يكتب ألصحاا معايشة الثورة، املاضي و أمهلوا الروايات اليت سبقت هاتني الفرتتني، و بالتايل مل

فبالرغم من أن هذه األخرية قد سبقت ذلك التاريخ، إال أننا جند أن املؤرخني للرواية يف اجلزائر قد

أعطوا األمهية و األولوية لكتابات حممد ديب و مولود فرعون و مولود معمري على أم رواد

يات السابقة و اإلبداعات جعلها تبقى حبيسة و ذلك اإلمهال الذي لقيته الرواالرواية اجلزائرية،

أدراج املكتبات العتيقة، ال يتداوهلا إال املتخصصون، و مل تعرف طبعا جديدا منذ صدورها ألول

مرة، بينما جند أن نصوصا من األدب الفرنسي و االجنليزي تعود إىل القرن السادس عشر و السابع

بالرغم من ضعف أسلوا، فأمهيتها التارخيية سبب عشر و الثامن عشر يعاد طبعها يف حلل ية

.1989ا��ؤ � ا�وط�� �")��ب، ا�روا�� �وذ � درا � (د��، ا�)���� ا�وا����، ا�ط�ھر وط�ر � ر��: وا ��ا%�رج، 1

Page 83: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

83

معقول لنشرها و رواجها، فعلى سبيل املثال جند رواية العلج أسري الربابرة اليت ال نسمع أو نقرأ هلا

ذكرا يف تاريخ األدب أو األحباث اجلامعية املتعلقة بتاريخ الرواية اجلزائرية الفرنسية اللسان، و لكن

يد عمار منحت للمؤلف و روايته حياة جديدة برتمجتها إىل اللغة العربية، و هنا مرتمجتها سامية سع

تكمن أمهية الرتمجة اليت تعرف القراء على نص روائي يعود إىل الثالثينيات من القرن املاضي، بغض

. النظر عن قيمته األدبية و تساهم يف عملية التأريخ للرواية اجلزائرية

اية اجلزائرية ذات التعبري الفرنسي حمل جدل مستمر مبرور الزمن، لقد كانت و ال زالت الرو

فكان رحيل حممد ديب و مولود فرعون و كاتب ياسني و مالك حداد و رشيد ميموين خسارة

لألدب اجلزائري، كما كان سببا يف نبذ اخلصومات و النظر إىل هذه الظاهرة األدبية بنوع من

. املوضوعية

ذي جاؤوا فيما بعد قدموا أعماال ال تقل أمهية عن سابقاا من يف حني أن األدباء ال

حيث الشكل و املضمون و املستوى الفين ترمجت بعض منها إىل اللغة العربية ترمجة ناجحة ألا

سامهت يف شهرا، قام ا جمموعة من املهتمني ذا النوع من الروايات ممن اطلعوا عليها و عرفوا

بل أعمال أخرى باللغة األصلية اليت كتبت ا، و كانت حكرا على املثقفني و قيمتها، و يف املقا

. املهاجريناملتمكنني من اللغة الفرنسية و أغلبهم من

و لعل مرحلة التسعينيات من القرن املاضي و خاصة العشرية السوداء أثرى رصيد الرواية

النقاد من تصوير واقعي مرير تأذت منه كل اجلزائرية ذات التعبري الفرنسي فجادت قرائح األدباء و

شرائح اتمع على اختالف مستويام الفكرية من العادي إىل املثقف و عليه ظهرت مناذج من

الروايات املرتمجة من اللغة الفرنسية إىل اللغة العربية و اليت دارت رحاياها بني أقالم األدباء

يد ميموين و يامسينة خضرا ، و منهم من أطلقوا اجلزائريني كآسيا جبار و رشيد بوجدرة و رش

العنان لقرائحهم يف نقل صور مأساة الشعب اجلزائري برمته فتنالوا هذه الظاهرة بالوصف و

التحليل و النقد من خالل أدم، فهب عدد من الروائيني املتمرسني إىل سرد العديد من األعمال

Page 84: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

84

فسرت واقعهم، و صور مشهد األزمة على حمك الرتمجة األدبية املكتوبة بالفرنسية و اليت عربت و

ذي يغلب عليه طابع األسى و احلزن تارة و النقد و الثورة على الوضع الراهن تارة أخرى، يف ال

ظل الفراغ الثقايف الذي أحدثته األزمة من شتات فكري، و صراع نفسي يتجرع مرارته كل ثانية

اصة غدر تكمم أفواههم إىل األبد، و قد أطلقت تسميات املثقف و املبدع و الفنان يف انتظار رص

عدة على هذا النوع من الرواية كرواية احملنة أو األدب االستعجايل أو الرواية السوداء و اليت تعرب

. عن املأساة اجلزائرية إبان سنوات التسعينيات

و من أهم مميزات الرواية ذات اللسان الفرنسي املرتمجة إىل العربية هو انفتاحها على خمتلف

أصبحت الرواية املرتمجة املعاجلة لقضية العنف أكثر اتساعا األجناس األدبية و الفنية، فقد

الستيعات غريها من األجناس كاملقال الصحفي مثلما جند ذلك واضحا يف رواية تيميمون و

. يث عن قتل الثقافة و الفن يف اجلزائراحلد

كما متيزت الرواية املرتمجة من الفرنسية إىل العربية بالتعدد اللغوي داخل املنت السردي إىل

العامة، لتعطي الرواية بصمة التفرد و االنتماء و اخلصوصية اجلزائرية و الغالب يف كل األعمال

ن استعملت اللغة الفرنسية يف بعض املواضع و كل و لكاإلبداعية هو بقاء الفصحى كلغة مركزية

.1هذا االستخدام يف حدود ما ال يصل إىل درجة املساس وية اللغوية للرواية

و من مثار ترمجة الرواية اجلزائرية ذات التعبري الفرنسي إىل اللغة العربية هو أا أصبحا ثنائية

و عن كونه مضمونا جزائريا، فقد اعتمد املخزون الفكري و اللغوي و الثقايف، الذي ال يعد

اخلطاب السردي املرتجم يف خلفيته على الواقع احليايت بكل حيثياته اليت حتمل فنيا الواقع املرير

.الذي تعاجله الرواية

� ���ت ا� زار )ص ردي، ا��"�(8 ا�دو�� ا� ��+ �"روا��، ��د ا����د �ن ھدو��، درا �ت ا��"�(8 ا� �دس، دار ھو�� : ��دي، ا�راھ�م

�ر، ا� زار، ص "�25. 1

Page 85: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

85

إن القارئ لتلك الروايات املرتمجة إىل العربية، قد ال يعرف بأنه نص مرتجم ألن النص عريب

حىت و إن كتب بغري العربية، فهناك يف النص املرتجم ما يلغي فارق االنتماء جزائري اهلوية

الثقافتني الفرنسية و العربية، فقد كتبت الروايات للجزائر و عن اجلزائر و املرتجم ترمجه للجزائر يف

املقام األول، و قارئ الرواية العربية ثانيا، و كان النص املرتجم أو الروايات املرتمجة مبعىن أصبح

ختلف لو أن مرتمجا من أصل غري جزائري حوله إىل اللغة العربية، فاملصطلحات و اللغة و سي

.نفس السارد اجلزائري و اهلوية طفت على الرواية مما جعلها تدخل يف اخلصوصية االنتمائية

و جاءت تلك الرتمجات مبصطلحات مرتمجة بلهجة عامية جزائرية اليت تبدو غريبة بعض الشيء

.ات العربية األخرى، و هي كلمات فرنسية كتبت حبروف عربيةعن الثقاف

فشكل استعمال هذا الزخم من املصطلحات الفرنسية األصل و اليت كتبت حبروف عربية

يطرح الكثري من التساؤالت على املرتجم، و ثقافة اتمع اهلجينة هذه، و حول سبب إدراجها

التأويل اشتغال ذهين و حبث عن فائض املعاين املتداخلة هلذه الصيغ، فالرتمجة هي قراءة و تأويل و

بني النص األصلي و النص املرتجم ، فالنص السردي بعد عملية الرتمجة يصبح نصا آخرا مستقال

عن النص األصلي، و لعل استعمال املرتجم هلذه املصطلحات العامية من باب إضفاء اللمسة

لنص قبل و بعد إخضاعه لعملية الرتمجة، و ليس من باب اجلزائرية و الثقافية الذي ينتمي إليه ا

العجز يف الرتمجة إىل العربية، و نالحظ أن أمني الزاوي خري دليل على هذه الظاهرة فنجده

متمسك جدا بقوميته و انتمائه اجلزائري حلرصه على ترك بصمة اللهجة العامية يف ترمجاته مثل

.ينة خضراليامس" مب حتلم الذئاب"ترمجته لرواية

و جند أن مرتمجي الرواية اجلزائرية ذات اللسان الفرنسي قد التزموا يف ترمجتهم بنقل األفكار

و مصطلحات ضرورية املطروحة يف العمل اإلبداعي، خاصة عندما يتعلق األمر بأفكار و مفاهيم

على وجه اخلصوص، فرتمجة هذا النوع من الروايات لفهم ما مييز الثقافة الغربية عموما و اجلزائرية

Page 86: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

86

تدعي التنسيق بني املرتجم للعمل األديب، و عرضه على الروائي صاحب العمل األصيل قبل يس

. نشره يف دور النشر و قبل وصوله للقارئ

بلغت هذه الرتمجات دورا هاما يف معرفة اآلخر، و التالقح بني خمتلف الثقافات، و

و بأخرى على سرد األحداث التارخيية، كما يظهر من خالل تلك الروايات حافظت بطريقة أ

املرتمجة إىل العربية التكوين أو االنتماء الثقايف هلؤالء املرتمجني و غالبا ما يكون للثقافة الفرنسية أو

. الدارسني للغة الفرنسية و كثريا ما جيهلون عن العربية مما يرتتب عليهم أخطاء شكلية كثرية

خالصة القول يف هذا اال هو أن األديب اجلزائري الذي يكتب باللغة الفرنسية، فهو و

يفكر بلغة األم، و يكتب بلغة ثانية هلا انتماء آخر و منطق آخر، أي لغة اإلبداع، أي أن احلقل

اللغوي و الثقايف الذي خط به هؤالء املؤلفني روايام هو حقل شفوي رمزي لعقلية و تفكري

نسان اجلزائري الشعيب، و من هنا كانت الرتمجة ملختلف كتابات اجلزائريني الذين تناولوا قضايا اإل

جمتمعهم حتليال و نقدا، هو التوضيح و الشرح للحس األديب و حماولة إشراك املتلقي يف هذا اهلم،

ة تفهم ذلك األمل و التطلع إىل معرفة مهوم هذه النخبة من األدباء الذين كتبوا بغري لغتهم، و حماول

الذي جعلهم يهرعون لآلخر يف غرضهم إنتاجهم السردي، و ثقافتهم و إثبات وجودهم يف ديار

.الغربة و املنفى الفكري هدفه التواصل الثقايف بني ضفيت املتوسط و إفريقيا

من هو رشيد بوجدرة؟ -2

: نبذة عن حياة رشيد بوجدرة 1.2

بعني البيضاء والية أم البواقي، حيث ترعرع 1941م ولد رشيد بوجدرة يف اخلامس من سبتمرب عا

يف كنف عائلة ثرية و عاش بداية شبابه هناك، مث انتقل إىل قسنطينة ليتابع دراسته و بعدها إىل

عاصمة ثانوية الصادقية بتونس، مث عاد بعد االستقالل إىل اجلزائر ليواصل دراسات يف الفلسفة بال

، 1965أحداث إال أنه بعد . مث انتقل إىل باريس، عني بعد رجوعه أستاذا يف مدينة البليدة

اشتغل . 1974اضطر إىل مغادرة وطنه ليعيش بني فرنسا و املغرب، مث عاد إىل اجلزائر سنة

Page 87: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

87

عام احتاد الكتاب مستشار بوزارة الثقافة، أمني : بالتعليم و تقلد عدة مناصب نذكر منها

.زائريني، و غريها من املناصباجل

pour neمن أجل إغالق نوافذ احللم " بدأ بوجدرة جتربته األدبية مبجموعته الشعرية

plus rêver " إىل جانب احملاوالت اليت كتبها و لكنه مل يفجر القنبلة 1965الصادرة سنة

الفرنسية و اليت اليت كتبها ألول مرة ب La répudiationاألدبية إال بعد إصداره لروايته

اخرتناها مدونة لبحثنا، و اليت كسرت كل الطابوهات بتناوهلا ملسألة زنا احملارم و طابوهات أخرى

، )l'insolation) "1972الرعن "عديدة، لتستمر تلك الظاهرة مع نصوص جرئية أخرى مثل

Topographie idéale pour uneطوبوغرافية مثالية العتداء موصوف "و

agression caractérisée) "1975 ( اليت كتبت يف السياق نفسه، لكنه صنع الفارق يف

ألف و عام من احلنني "و )escargot entêté) "1977احللزون العنيد "روايات متميزة مثل

Les 1001 années de la nostalgie) "1979( اليت جرب فيها الكتابة على طريقة

ة اليت كرسته كاتبا باللغة الفرنسية، يتخلى رشيد بوجدرة عن و بعد هذه املسري . الواقعية السحرية

أول رواية باللغة العربية فك ا صلته اإلبداعية بلغة 1982الفرنسية و يهجر متلقيه ليجرتح سنة

و بالفعل . ى جنبااليبدأ رحلة إبداعية جديدة ال يعلم ما ينتظره عل" بالتفكك"فولتار و ومسها

و نقاد فرنسيني و ممن عاد إليهم قراء و نقاد وم مزدوج ممن طلقهم، قراء تعرض بوجدرة إىل هج

و لكن بوجدرة سرعان ما عرب مأزق االمتحان لتساقط من قلمه روايات أخرى بلغة الضاد . عربا

مل تكن نزوة إبداعية إمنا هي نقطة حتول كلي يف جتربة املبدع، فكانت " التفكك"تثبت أن رواية

و فوضى األشياء ) 1986(و معركة الزقاق ) 1985(و ليليات امرأة آرق ) 1984(رواية املرث

غري أنه عادة إىل الكتابة بالفرنسية ألسباب تتعلق بالنشر، فكانت آخر أعماله ). 1990(

Hotel Saint Gorges فندق سان جورج"، و )les funérailles) "2005 اجلنازة"

الربيع "و آخرها رواية ) 2010( Les figuiers de Barbarie و ) 2005" (

Page 88: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

88

Printemps " اليت أحدث ضجة كبرية يف الوسط األديب و اإلعالمي بتناوهلا 2014سنة

. الشذوذ اجلنسي عند النساءموضوعا حساسا و كسرها لطابو آخر هو موضوع

: خصوصية الكتابة عند رشيد بوجدرة 2.2

لقد اختارت الكتابة السردية عند رشيد بوجدرة أن تكون كتابة قطيعة و كتابة مقاومة و

احنراف عن الطرق املسطورة و كتابة مترد على تاريخ الكتابة العربية خاصة، فانشغلت نصوصه

معجمه اخلاص ليعرب عن عصره املوبوء بكل العورات، بتعرية املستور ليكون ساردا يتمرس وراء

لقد خلصها الروائي . نصوصه تعهر جبرأة عظيمة و مستحيلة بني أحضان احلرف العربيةفأصبحت

. رشيد بوجدرة من قداستها ليحوهلا إىل لغة ماجنة معربدة

غري أنه ال ميكن أن نلم بكل اجلوانب اليت جتعل من رواية بوجدرة رواية غري تقليدية، رواية

التكرار و التناص أو : لذلك سنكتفي بعنصرين اثنني نقارب من خالهلما و مهاجتنح إىل احلداثة،

1التكرار العابر للروايات : ما أطلق عليه كمال الرباحي

ميثل التكرار عالمة بارزة يف كتابات الروائي رشيد بوجدرة، و يتخذ مستويات متعددة و :التكرار

بسهولة، إذ حيضر التكرار عند بوجدرة يف أشكاال خمتلفة، و ميكن للقارئ أن يكتشف ذلك

العمل الروائي الواحد من خالل تردد مقاطع سردية معينة على امتداد النص، و يكون هذا التكرار

إما إعادة نسخية ملقطع سردي، أي كما ورد أول مرة أو إعادة املعىن أو إعادة سرد احلدث

لتكرار الذي ميز كتابات بوجدرة هو و لكننا نعتقد أن أهم شكل من أشكال ا. بأسلوب آخر

، فنعثر عند بوجدرة بسهولة على مقاطع كثرية "autotextualité"" التكرار العابر للروايات"

. ترحتل من نص إىل آخر نسخا أو ببعض التغيري الطفيف

�"8 27/05/2016: � ر��د �و درة، �(�ل *�در �"8 ا��و�+ ا�A)�رو� د�وان ا��رب، ��ر�@ و ��� ا?ط<ع1� روا�: ا�ر����، )��ل 21:03ا� ��� http://www.diwanalarab.com/spip.php?page=article&id_article=9502 1

Page 89: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

89

إن التعامل مع نصوص بوجدرة الروائية مغامرة حمفوف مبخاطر عديدة ألم هذا الكاتب يقدم

جديدة يف الكتابة العربية قد ال تتالءم مع ذائقة القارئ العريب الذي ظل إىل وقت قريب مجاليات

.سجني منط كتايب معني

: اإلزدواجية اللغوية عند بوجدرة 3.2

ميثل رشيد بوجدرة حالة استثنائية بني الكتاب العرب الذين مارسوا الكتابة بغري العربية، فقد انطلق

الرجل يف الكتابة بالفرنسية ليعرف كاتبا فرانكفونيا إىل جانب حممد ديب و مالك حداد و آسيا

ن الفرنسية و و بعد هذه املسرية اليت كرسته كاتبا باللغة الفرنسية يرتد رشيد بوجدرة ع. جبار

. يكتب أول رواية له باللغة اهلربية ليشبع رغبته بالكتابة بلغة األسالف

ما جيعل الكاتب رشيد بوجدرة متميزا هو كونه حيوز على مزيج من اللغات، اللغة العربية

. الكالسيكية، و اللغة الشعبية و اللغة الفرنسية

: قراءة في المدونة -3

عن 1969يف نسختها األصلية بالفرنسية سنة La répudiationصدرت رواية

و قد مت حظرها يف اجلزائر ملدة طويلة، بسبب جم الكاتب على السلطة Denoelمنشورات

حسب بوجدرة، فإن الصفحات األوىل للرواية كتبت غداة االنقالب العسكري الذي . السياسية

" التطليق"ا احلدث مبثابة و قد اعترب هذ. على حكومة أمحد بن بلة 1965جوان 19حدث يف

هنا قد يكون بوجدرة قارب بني األوضاع الصعبة اليت . للمثالية الثورية اليت ميزت جيال كامال

الذي عانت منه لسنوات طويلة، مع هذا احلدث " اإلنكار"عاشتها أمه يف ظل تسلط والده، و

ن يعلم بوجدرة أن كا. سنة صدور الرواية 1969السياسي، ليهاجر حينها إىل فرنسا، سنة

La répudiationمل ترتك رواية . روايته لن تنشر أبدا يف اجلزائر، لذا جلأ إىل نشرها يف اخلارج

النقاد غري مبالني، سواء أكانوا نقاد أدبيني أو سياسيني، ألن هذه الرواية صدرت بعد سبع سنوات

درت عن الكتاب اجلزائريني تعىن بعد أن كانت الروايات السابقة اليت ص. فقط من استقالل اجلزائر

Page 90: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

90

يد رشيد بوجدرة على La répudiationباجلانب اإلثنوغرايف و اإلثنولوجي، جاءت رواية

لتقليب املوازين، كونه شجب و استنكر بتصوير متعدد و تعابري خمتلفة وضعية املرأة يف اجلزائر،

. فتوالت ردود الفعل مباشرة بعد صدور الرواية

: ملخص الرواية 3-1

نزوال عند (céline)" سيلني"بطل الرواية يف سرد قصة حياته لعشيقته " رشيد"يبدأ

، فقد كانت تالحقه دائما ذا السؤال كلما )15ص" (زدين من احلديث عن ميا"طلبها امللح

مبيناء و هي حجرة تقع . زارته يف حجرته البائسة، اليت استأجرها من عند أحد اخلواص لإلقامة ا

تستزيده من احلديث عن قصة أمه، قصة العشرية " سيلني"كانت . اجلزائر العاصمة، مواجهة للبحر

ترى مل كانت تلح علي يف هذا السؤال؟ : "أما هو فقد كان يتسائل. اليت قضى بينها سنني طفولته

).07ص" (إا تبتغي أن نتحادث عن ميا من جديد

لك أمرا يدعو إىل الريبة، بل إنه كان حماولة منها و مع ذلك مل يكن يرى يف إحلاحها ذ

تريدين : " ... لدفعه إىل التفريغ اإلنفعايل، من أثر ما أصابه على أيدي العصابة السرية، إذ يقول

حيا و ال حتلم إال بانتزاع ذكريايت مين، ال الستعماهلا لغاية ما، بل إلفنائي و إذابيت من خالل

و هكذا يندفع ). 15ص" (ضب هلا معني، و إلفراغي من جنوين امللموسثرثريت القاحلة اليت ال ين

اليت نشأ فيها و ذلك إبان الفرتة اليت سبقت " القبيلة"احلديث عن قصة العائلة، اليت يسميها هو

.استقالل اجلزائر بسنوات عديدة

هي كانت الدار الكبرية اليت نشأ فيها رشيد، تقع بني حي احلدادين و حي اجلزارين، و

، رجل إقطاع "سي زوبري"دارة كبرية تضم أسرته و أسر أعمامه، لكن صاحب النفوذ فيها كان أباه

ثري، ختضع له رقاب أهل الدار، فقد كان أكربهم سنا، يف اخلمسني من عمره، و تاجرا ثريا، قد

لك كله، كان حمل لذ. مجع ثرائه نصيبا من الثقافة العربية الرتاثية، و حظا وافرا من اللغة الفرنسية

لكنه، مع ذلك، و على الرغم مما . تقدير و إجالل من العائلة، و من الناس، عامتهم و خاصتهم

Page 91: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

91

. كان يبديه من تدين، كان ميارس حياته السرية بعيد عن العيون، باختاذ العشيقات من كل صنف

ة، مبا كان ، اجلنسيو خالصة القول أنه كان مولعا بالنساء، ال يتورع عن إشباع غرائزه و نزواته

و مل يقف به األمر عند هذا احلد، بل إنه قرر أن يتزوج ثانية، و يطلق أم . ميتلكه من أموال طائلة

و ها هو الرواي . ، اليت التزمت الصمت حيال قرار زوجها، و استسلمت لألمر الواقع"رشيد"

نت أمي على علم كا: "، يصف لنا موقف أمه من املوضوع"رشيد"الذي ليس يف الواقع إال

بل كانت تصمت فال تديل بشيء و ال جترؤ على القول !باألمر و مل يكن ا ال ثورة و ال خنوع

إن قلبها يتورم أملا. إا كانت مرهقة منهوكة القوى.. !مل يكن هلا حق. بأا موافقة على القضية

و لكن جيرؤ ). 32ص" (كان عليها أن تلزم الصمت فأيب ال يسمح بأي قول أو تعبري […]

بل إا أعدت العدة إلقامة األفراح احتفاال . أحد من العائلة على رد قراره ذلك أو حىت مناقشته

األخ األكرب " زاهر"و مع أن . ، اليت ال يتجاوز سنها اخلامسة عشر"زبيدة"مبقدم العروس

مل يكن بإمكانه، و هو شاب يافع أن يعرتض على قرار أبيه مباشرة، إال أن مترده عليه ،"رشيد"لــ

عندما "بقتل اجلنني، فــته حالة من اهلسترييا، كان يهدد خالهلا العائلة اختذ حنوا سلبيا إذ تلبس

بأن إىل املنزل خممورا و أدخل اهللع يف نفوس النساء " زاهر"أشرف حفل الزفاف على ايته رجع

و مع أن هذه احلالة اهلستريية زالت عنه مبرور األيام، إال ).64ص( "غمزهم غمزا على رؤوس املأل

.أنه أصبح معاقرا للخمر، مدمنا عليها

" فيال"األب إىل " سي زوبري"و هكذا يسدل الستار على مرحلة من حياة العائلة، بانتقال

و أدى هذا الوضع . عيدا عن زوجته األوىل املطلقةالختاذها حمال إلقامته ب" زبيدة"زوجته اجلديدة

اجلديد إىل تأزم العالقة بينه و بني أبناء أسرته السابقة، إذ صار يتوجس خيفة منهم، و تنتابه

اهلواجس مما قد حياك ضده من مؤامرات إىل حد أصبح معه مهووسا، فكان كثريا ما ينهال على

كان يزعق و خيور و جيلس مث ينهض و يأيت باألحاديث . "أبنائه بالسب و الشتم و الضرب املربح

املشوشة املضطربة و يثقب اهلواء بذراعيه املرختيني و يصفعنا على وجوهنا و يطلق التأوهات و

).87ص"(الشخرات و حيمحم و يبصق علينا و يكبنا و يلومنا على جبننا

Page 92: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

92

مواصلة حياة اون، فقد تعرف ، فلم يكن أمامه بد من االستسالم لألمر الواقع، و" زاهر"أما

إىل يهودي و صار يصطحبه معه إىل املنزل ، لكن عالقتهما هذه اختذت منحى جنسيا شاذا،

و لطاملا اصطحب . ، كان ال يتورع عن ارتياد أوكار الفساد، و إتيان املعاين من كل صنف"زاهرا"فـ

الذي كان " رشيد"لكن . املدينةإىل هذه األماكن يف جوالته بأحياء " رشيد"معه أخاه األصغر

مازال طفال صغريا، ال يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، أبدى نفورا من العوامل الدنسة اليت كان

و مع ذلك، مل يسلم هو ذاته من دوافعه اجلنسية العاصفة اليت أخذت ". زاهر"يعشاها أخوه

البداية مع بنات عمه يف الدار لقد كانت. تستبد به يف تلك السن، إىل حد صارت معه داء دفينا

و قد كان يفسر سلوكه . الكبرية مث تطور األمر مع مرور األعوام إىل أن أصبح عشيقا لزوجة أبيه

و أن حبه ).122ص" (صلة الرحم املهانة طيلة قرن كامل من العنف و النار" هذا بأنه ثأر لـ

، تزامنت مع تفتح وعيه الوطين، )122ص" (إال مرحلة من مراحل الكفاح" اآلمث لزوجة أبيه ليس

و يعرب عن هذا اللقاء العجيب بني مشاعره الغرامية و مشاعره . أثناء مزاولتاه للدراسة باملعهد

وكان حيب قد وافق فرتى يقظة مشاعري السياسية فكنت أنفث مذاهيب يف : " السياسية بقوله

و إذا كان ينكر على أبيه .)117ص" (أنفس رفاقي باملدرسة و أنشدهم أناشيد عمر الشاعر

مسلكه االجتماعي و أفكاره الدينية، فإنه يعرتف باملقابل بأنه ورث هذا الوعي بالقضية الوطنية

لقد أتت تعاليم سي زبري القومية أكلها و أصبحت متصلبا يف أفكاري ال : "من أبيه إذ يقول

)117ص" (أتنازل عنها قيد أمنلة

ن األحداث املأساوية اليت عاشتها أسرته بعد ذلك، إذ مث يسرد علينا الراوي سلسلة م

و زفت يف موكب يج، لكن اإلخفاق الذي منيت به حياا الزوجية مبكرا " يامسينة"زوجت أخته

و ما تعرضت له من ضغط نفسي طيلة شهرين انتهي ا إىل مستشفى األمراض العقلية و من مث

حبمى األمعاء و مل تعش أكثر من واحد و "ماتت لكن شفاءها مل يدم طويال إذ. إىل الطالق

" ليلى"و ال ميضي وقت طويل حىت تفاجأ العائلة مبقدم فتاة، تدعى ). 144ص" (عشرين ربيعا

" هذه أختك: "االعتناء ا قائال له" رشيد"إىل البيت، أجنبها األب من امرأة يهودية، و طلب من

Page 93: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

93

ذه العناية أدى يف النهاية إىل اقرتافه مرة ، لكن التقارب الذي حدث بينهما بسبب ه152ص

كانت تأيت كل ما يف وسعها لكي يج مشاعري و تتواطأ " ليلي"ذلك ألن "و . أخرى لزنا احملارم

.نفسه" رشيد"ـ على حد قول )153ص" (معي يف اخلطيئة

ن الذي مات يف املهجر بفرنسا، م" زاهر"بعد ذلك بزمن قصري، تفجع العائلة بوفاة ابنها

و قد تباينت . أثر إدمانه الكحول و املخدرات و االنغماس يف حياة اللهو و العبث و االستهتار

الذي تلقى اخلرب " رشيد"مواقف األهل و األقارب جتاه وفاته، ما بني آسف و غري آسف، لكن

بقليل من املباالة، مل يقدر هول الفاجعة إال حني ووري أخوره الثرى، إذ مل يكن قادرا على

[…]أن زاهر قد مات حقا "موت أخيه، لكنه أدرك أخريا و هو يف املقربة : تصديق هذه احلقيقة

).178ص" (!ما يف ذلك شك !لقد مات زاهر حقا

، يبدأ عقد العائلة الكبرية يف االنفراط، إذ تتشتت يف شرق البالد، و يف "زاهر"مع موت

الذي أصبح عضوا " رشيد"الذي كان يدرس به الوقت نفسه تشتد الدعاية للحركة الوطنية باملعهد

نشطا يف صفوفها، ضمن التيار الشيوعي الذي استلهم مبادئه من أحد أساتذته الذي وصفه

بالكاهن األعظم، و الذي تعرض للتصفية اجلسدية من قبل رفقاء السالح، بسبب إيديولوجيته

املسلحة بعد هجرانه مقاعد الدراسة، و مع ذلك، بقي وفيا لتعاليمه، و شارك يف الثورة. املاركسية

. إىل اجلبال

لكن والءه للكاهن األعظم، جلب له سخط النظام السياسي الذي توىل مقاليد البالد

العسكري، فصارت أعني الرقابة األمنية ال تفارقه، " جوان"بعد االستقالل، و حتديدا مع انقالب

، كانت تبادله احلب، و "سيلني"حلظة و حينها كان قد تعرف إىل أستاذة فرنسية متعاقدة، تدعى

. ىل غرفته الواقعة بامليناء، و اليت كان جيد فيها مالذه الوحيد من عنف السلطة و عنق القبيلةتأتيه إ

املعتقل " الفيال"لكن اعتقاله يف تلك الليلة اليت تلت االنقالب، كدر عليه صفو احلياة، فاقتيد إىل

مستشفى حيث مت استنطاقه و تعرض أللوان شىت من التعذيب النفسي و اجلسدي، مث نقل إىل

Page 94: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

94

األمراض العقلية ليزداد عذابه هناك مع اهللوسة العقلية اليت كانت تنتابه، و الكوابيس اليت كانت

اليت كانت تأتيه إىل املستشفى و " سيلني"مل يكن مثة عزاء له إال يف . تعرتيه يف احللم و اليقظة

إىل مسكنه، و ختبطه يف لكن استمرار االعتقال يف كل مرة، يعود فيها . حتيطه بعنايتها و عطفها

إىل سجن األشغال الشاقة إىل املستشفى مث إىل مسكنه، أفقده " الفيال"دوامة ال اية هلا، من

.رشده

مغادرة البالد إىل فرنسا، لترتكه شا لوساوسه النفسية، إذ " سيلني"يف تلك األثناء، قررت

أكثر أن أطفق يف مناجاة نفسي و منذ قطيعيت مع تلك العشيقة صار يتفق يل أكثر ف: " يقول

" بصوت مرتفع و أنا بزنزانيت فأحدث بتلك الصورة، و بدون قصد كوابيس تتخلل نوم حراسي

و مع ذلك فلن . و يف الزنزانة بلغه خري موت أمخ، و معاودة أبيه للزواج مرة ثالثة). 262ص(

دره، فلن يطول هذيانه اجلنوين تثنيه هذه احملن و النكبات على مقاومة ظالم الزنزانة اجلامث على ص

..."أن أستمر يف الصمود وقتا ما ]يقول[فعلي "إىل األبد،

هكذا إذن، كسر رشيد بوجدرة يف روايته هذه اليت هي األوىل يف مسريته األدبية احلافلة

بالنجاحات و اليت ترمجت فيها أعماله إىل لغات كثرية يف شىت أقطار املعمورة، كسر فيها خمتلف

اع الطابوهات الدينية و االجتماعية و السياسية، حمدثا ثورة يف عامل األدب و الرواية، باستثناء أنو

بعض احملاوالت احملتشمة من قبل بعض الروائيني و اليت مل تكن بنفس اجلرأة اليت اعتمدها بوجدرة

كما يعرف عن بوجدرة حبه للخروج عن املألوف و. La répudiationيف كتابته لرواية

التطرق إىل كل ما هو مسكوت عنه عن طريق تعرية الواقع االجتماعي تمع يعترب حمافظا يف

. صورته الظاهرة

: تقدمي املرتجم 3-2

أستاذ، باحث، لغوي، أديب، مرتجم، نشأ يف وسط ) 1982-1933(صاحل اهلادي القرمادي

شعيب حبي احللفاوين بالعاصمة التونسية، و كان أبوه عامال تنقل بني السكك احلديدية و العمل

Page 95: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

95

يف ورشة ميكانيكية و التجارة يف السوق املركزية، كما مارس اإلبن بعض املهن اليدوية أثناء دراسته

وواصل دراسته من االبتدائي إىل املعهد الصادقي بتفوقه، مث حتول . مثل التجارة و صناعة الفخار

بفرنسا حيث حتصل على إجازيت العربية و اإلجنليزية، و عاد إىل تونس سنة " بوردو"إىل جامعة

و أسس و اشتغل منذ عودته بالتدريس يف اجلامعة التونسية و اهتم باللسانيات و الرتمجة . 1959

يف بداية الستينيات ضمن مركز الدراسات و البحوث االقتصادية و االجتماعية " األلسنية"قسم

كما كان من بني خنبة من . بتونس الذي كان له فضل يف تكوين جمموعة من اللسانيني التونسيني

بنشأة لغة و كان موضوع أطروحته التكميلية تعىن . "التجديد"املثقفني الشبان الذين أصدروا جملة

و الدارجة الرياضة و تطورها بالعربية ) من خالل الصحافة(الرياضة و تطورها بالعربية الفصحى

من خالل (و الوسطى ) من خالل تسجيالت الشارع(و الدارجة ) من خالل الصحافة(الفصحى

صمة و موضوع أطروحته األساسية لدكتوراه الدولة يصف بنيويا عربية سكان تونس العا) اإلذاعة

1. يف املستويني الصويت و النحوي

رشيد بوجدرة / ، اإلنكار)ترمجة(مالك حداد / ، سأهبك غزالة)شعر(اللحمة احلية : من أعماله

ترمجة، باإلضافة إىل كتابات باللغة / فادرينان دي سوسور/ ، دروس يف األلسنية العامة )ترمجة(

.الفرنسية و قصص و أشعار يف دوريات تونسية

: مي الرتمجةتقد 3-3

صدرت الرتمجة اليت قام ا صاحل اهلادي القرمادي، يف طبعتها الثانية عن منشورات املؤسسة

بعد الطبعة األوىل اليت كانت قد 2002سنة (ANEP) الوطنية لالتصال و النشر و اإلشهار

، شأا يف ذلك شأن النسخة األصلية اليت اعتمدنا 1984صدرت عن ذات دار النشر سنة

و قد حافظت الرتمجة على نفس غالف الرواية األصلية باللونني األصفر و البنفسجي، و . عليها

. صفحة 351هي عبارة عن كتيب من

. 241ا�ط��� ا��B��،ص ����2002 ا%�<م �"زر)"�، دار ا�ن �زم، : ���د '�ر ر���ن �و ف: �ظر 1

Page 96: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

96

: مناذج حتليلية إلشكالية ترمجة العناصر الثقافية و أثرها على التلقي -4

La répudiationقبل الشروع يف حتليل بعض األمثلة عن العناصر الثقافية الواردة يف رواية

إن . لرشيد بوجدرة، بودنا أن نقدم توضيحا ينبين عليه ما سيأيت من حتليل يف هذا اجلزء التطبيقي

خصوصية الكتابة الروائية عند رشيد بوجدرة تفرض عليها التعامل معها حبذر شديد و عناية كبرية،

صائص اليت ذكرنا منها فأسلوب بوجدرة الروائي يتميز عن غريه من األساليب الروائية ببعض اخل

أما من حيث . سابقا عنصر التكرار و التناص اللذان يظالن خاصيتني بارزتني يف الرواية البوجدرية

فهو يثور . املضمون فرواية بوجدرة تثور على كل ما هو مقدس من سياسي و اجتماعي و ديين

يف اقرتاف جرمية " رشيد"بطل على السلطة األبوية يف روايته اليت هي مدونة حبثنا، إىل حد رغبة ال

، إىل أن يصل إىل ارتكاب "ميا"والدته " بتطليق"القتل يف حق والده بعد أن قام هذا األخري

حمرمات أخرى و خرق للمقدسات االجتماعية و الدينية و العرفية بارتكابه لزنا احملارم أوال يف

، هذه األفعال "زبيدة"ع زوجة أبيه صغره مع بنات أعمامه مث إعادة الفعلة نفسها مع أخواته مث م

" ميا"بعد كل ما قام به هذا األخري يف حق " سي زبري"اليت كان يرى يف قيامه ا انتقاما من والده

ليس هذا فقط، و إمنا خيرق بوجدرة كل ما هو مقدس يف اتمع اجلزائري، فيذهب إىل . والدته

من شرب للخمر و ارتياد للمالهي " زاهر"مى وصف حياة اون اليت كان يعيشها أخ البطل املس

الليلية و املواخري و تدخني للكيف، و حىت ممارسة الشذوذ اجلنسي مع صديقه األستاذ

ظاهرة الشذوذ اجلنسي مل جندها . الذي هو فضال عن ما سبق، يهودي و ملحد" هيماتلوس"

بأكمله و مل يسلم منها حىت كانت متفشية يف اتمع " رشيد"فقط عند زاهر، بل على حد تعبري

أي معلم املدرسة القرآنية الذي كان يتطاول على الفتيان الصغار حفظة القرآن، و حىت " الطالب"

. على النساء املتسوالت اللوايت اختذن من جدار املسجد مالذا للتسول

مل يكتف رشيد بوجدرة ذا القدر من خرق للمقدسات و الطابوهات ذا القدر فقط،

راح يتناول يف روايته عناصر ثقافية أخرى يعترب خرقها من أشد احملرمات يف اتمعات العربية بل

Page 97: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

97

اإلسالمية، على غرار اتمع اجلزائري احملافظ، خصوصا يف فرتة الستينيات من القرن املاضي، عند

الستعمار ، أي سبع سنوات بعد استقالل اجلزائر من غمرة ا1969صدور الرواية يف أول مرة سنة

أويت من قوة، طيلة فرتة قرن و ثلث القرن، طمس معامل الفرنسي الغاشم، الذي حاول بكل ما

ال نقول هنا أن هذه احملرمات و . الشخصية اجلزائرية العربية املسلمة، إال أنه مل يفلح يف ذلك

ىل العلن و زاد من اخلروق غري موجودة يف اتمع اجلزائري، لكن بوجدرة بالغ نوعا ما يف إظهارها إ

حدا، خياال ال واقعا، فراح يصف جسد املرأة بالتفصيل الدقيق، حىت أبعد حد من املناطق

بطل الرواية بنات أعماه اللوايت كان ال يرتدد يف مالمستهن، و بعض " رشيد"فوصف . احلميمة

و " زبيدة"زوجة أبيه النسوة يف الدار الكبرية اليت كان يعيش فيها، و صور ذلك حىت عند والدته و

عشيقته الفرنسية اليت تدور أحداث الرواية حول سرده لقصته على مسامعها حني كانت " سيلني"

يف احلديث عن فرج املرأة، و ال الشهوة " رشيد"فلم يتوان . تزوره يف الغرفة املطلة على امليناء

عي و تفاصيل ليلة اجلنسية، و ال احليض، و ذهب حىت إىل وصف النسوة يف احلمام األسبو

الزفاف و املالبس الداخلية للمرأة بطريقة تدفع للقول أن الرواية قد تصنف يف صنف الروايات شبه

و هذه اخلصوصيات لدى بوجدرة تطرح مشاكل كثرية يف الرتمجة وبعد الرتمجة أي عند . اإليروتيكية

جزائري ذات ثقافة عربية التلقي، إذا علمنا مسبقا أن النص املرتجم موجه جلمهور قراء عريب

إسالمية تتعارض متاما مع مثل هذه املظاهر و ال تسمح بتاتا باحلديث عنها علنا فهي من أشد

فكيف تعامل املرتجم التونسي صاحل اهلادي القرمادي مع هذه العناصر . ∗"الطابوهات"احملرمات

صية النصل األصلي ؟ هل حافظ على خصو La répudiationالثقافية أثناء ترمجته لرواية

الذي، و إن كتب من قبل كاتب جزائري عريب، إال أنه كتب بلغة فرنسية حتمل يف طياا إحياءات

ثقافية على الرغم من أا تروي واقعا جزائريا؟ هل اعتمد املرتجم احلرفية من منطلق األمانة للنص

و إن كان كذلك، أليس هذا األصلي الذي ليس ملكا له و ال حيق له التصرف فيه كما حيلو له؟

أو ا� �� � أو �C (، أي �� ����ره أ�راف ا�� ��+ )ا���ظور 1� ظر ا�� ��+(�ط"ق �"8 �و���ز�� )"��) ���وھ�ت. ج (ا����ووإن )�ت 1� ��ض ا%���ن �(رن �دى ا���ض ��!Cوم ) ا��� �د�ن ��C ذاك ا�� ��+ ا��ر��� و��س ���� و1ق(�ن ا���ر��ت ) أ'رى

�وزه �.ض ا�ظر �ن �دى )ون 'ط أ��ر �����1و أي". ا��رام"و" ا��<ل"� +�� ��ررا أو ��8 ��� (� �+ ) ا����و(A �(�ل ا��+ : أظر .ا�(وا�ن وا��را

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D9%88

Page 98: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

98

على حساب ثقافة املتلقي العريب الذي قد يصدم و خيدش حياؤه؟ أم أن املرتجم حاول تكييف

النص مع الثقافة املستقبلة حىت تتم عملية التلقي بشكل سليم بعيدا عن كل مظاهر النفور، من

أجل حتقيق مقروئية جيدة للنص املرتجم؟

ترمجة بعض النماذج من العناصر الثقافية لنتبني أي هذا ما سنراه من خالل حتليل

اسرتاتيجية اعتمدها املرتجم و من مث إصدار حكمنا املتواضع فيم إن وفق يف مهمته أم أنه يكون

. قد جانب الصواب

1- "L'amante ne se rendait pas compte de sa narcissique

douleur"

"مل تكن العشيقة شاعرة بأملها النرجسي" -1

للداللة على العالقة اليت "l'amante"وظف هنا كاتب النص األصلي رشيد بوجدرة مفردة

، و تعين هذه املفردة يف اللغة "سيلني"بفتاة فرنسية اجلنسية تسمى " رشيد"تربط بطل الرواية

:الفرنسية

"personne qui a des relations sexuelles à une autre à qui elle

n'es pas mariée"

أي أا تعرب عن عالقة جنسية غري شرعية بني شخصني ال تربط بينهما عالقة الزواج، و هذا أمر

و هي " العشيقة"و قد ترجم صاحل القرمادي هذه اللفظة بـ. منبوذ و حمرم يف الثقافة العربية اجلزائرية

امرأة ، عشق الشيء هويه و تعلق به و أحبه حبا شديدا، عشق "عشق"اسم املفعول من فعل

اإلفراط يف حبها، و هنا ال جند أي تلميح لعالقة غري شرعية يف كلمة عشيقة، لكن املرتجم قد

.وظف هذه الكلمة كأسلوب تلطيف املعىن مراعاة لثقافة املتلقي

2- "Je savais gré à ma maitresse de sa résistance …"

..."أحب يف صاحبيت صمودها" -2

Page 99: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

99

اليت وظفها الكاتب للتعبري عن العالقة ذاا اليت maitresseاألمر نفسه ينطبق على كلمة

: maitresse، و تعين كلمة "سيلني"بـ" رشيد"تربط

"Femme avec laquelle un homme a des relations sexuelles en

dehors du mariage"

يقة فرتمجها ، إال أن املرتجم مل يتعامل معها بنفس الطر amanteفهذه الكلمة إذن مرادفة لكلمة

و اليت تعين يف اللغة العربية الزوجة، و قد ورد ذكر هذه الكلمة يف القرآن الكرمي " صاحبة"بكلمة

و "إذ يقول احلق سبحانه و تعاىل " عبس"من سورة 36يف مواضع عديدة نذكر منها اآلية

قصد التلطيف يف ملرتجم أورد الكلمة يف غري حملهافا ،و يقصد هنا ا الزوجة". صاحبته و بنيه

املعىن حىت ال يصدم قارئ النص املرتجم إذ أن العالقة املوجودة يف الرواية تتناىف و معتقدات

.القارئ العريب

3- "…par la faute de menstrues démentielles qui ne

voulaient pas s'arrêter"

"من جراء حيض جنوين فاض عليها فما هو مبتوقف و ال هو مبنته -3

و اليت تعين الدورة الشهرية لدى "menstrues"جاء يف النص األصلي يف هذا املثال لفظة

و تعين menstruationsاملرأة، و هو مصطلح علمي وظفه الكاتب يف نصه مشتق من كلمة

ترمجت هذه اللفظة باحليض و أصل . األوىل السائل الذي يفرزه جسم املرأة أثناء الدورة الشهرية

و نالحظ هنا أن . الفعل حيض املاء، سيله و حاضت املرأة سال الدم من رمحهاالكلمة من

املرتجم قد ترجم الكلمة ترمجة حرفية دون مراعاة مشاعر املتلقي الذي ال جتيز ثقافته التطرق إىل

. موضوع من مواضيع احلياة احلميمية للمرأة

4- "je ne bougeais pas de ma place et restais à la regarder

fumer cigarette sur cigarette"

"مل أحترك من مكاين بل مكثت أرقبها و هي تدخن السيجارة بعد األخرى" -4

Page 100: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

100

ر من قبل يف هذا املثال لدينا مظهر من مظاهر الثقافة الغربية األوروبية، الذي هو تدخني السجائ

هذه الرتمجة و اليت تتقبل النساء، و هو مظهر قد يفتقد يف الثقافة العربية، الثقافة اهلدف يف

تدخني الرجل و تستهجن تعاطي املرأة للتدخني ألنه يربط باحنالل سلوكها األخالقي، فالتدخني

يشوه أنوثة املرأة و يسلبها نعومتها و رقتها املعهودة فهي عادة ميقتها اتمع العريب و حيرمها الدين

اعتمد هنا احلرفية و احملافظة على غرابة النص اإلسالمي، لذا يف رأينا أنه كان على املرتجم الذي

كنت أرقبها : أن يوظف عبارة تتالءم مع ثقافة املتلقي كأن يقول مثال" برماين"األصلي من منطلق

...."و هي

5- "elle riait de mes imprécations et de mes jurons arabes"

"لغة العربيةكانت سيلني تضحك كلما مسعتين أطلق اللعنات و السب بال" -5

، و تعين األوىل الدعاء حبدوث juronsو imprécationsورد يف هذا املثال مفردتني مها

: مكروه لشخص ما

"souhait appelant le malheur de quelqu'un"

: Larousseيف قاموس juronsبينما يقصد بالثانية

"Expression grossière […] une réaction vive de dégout ou de

colère"

و قد ترمجهما القرمادي باللعنات و السب، و يف قاموس املعاين جند أن اللعنة معناها اخلروج من

رمحة اهللا و تستعمل للدعاء على ذلك، أما السب فهو القذف بكلمات نابية و كالمها منبوذ يف

سباب املسلم فسوق و قتله ": الثقافة اإلسالمية و انا عنها النيب صلى اهللا عليه و سلم بقوله

من حلف على ملة غري اإلسالم فهو كما قال، و ليس على ابن آدم نذر فيما ال : "و قوله 1"كفر

، و من ميلك، ة من قتل نفسه بشيء يف الدنيا عذب به يوم القيامة، و من لعن مؤمنا فهو كقتله

. 48، ا��د�ث ر�م H��*2001 ا��'�ري، دار طوق ا� �ة، ا�ط��� ا%و�8 : ���د �ن إ ����ل أ�و ��د G ا��'�ري 1

Page 101: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

101

نا املرتجم إىل الرتمجة احلرفية و عمد ه. و كالمها من أشد احملرمات 1"قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله

.مراعيا ثقافة النص األصل للمحافظة على عناصره

6- "assise sur le lit en tailleur, centrale, les jambes happées

sous les cuisses puissantes"

"كانت جالسة على السرير مرتبعة متصدرة و قد اندست رجالها حتت فخذيها الغليظتني" -6

يف مقطع غزيل إن صح القول، " سيلني"يصف هنا الكاتب جسم عشيقة بطل الرواية

. واصفا جزاء يعترب عورة لدى املرأة يف اتمع العريب اإلسالمي، حيظر على هذه األخرية إظهاره

احلايل إذن و إن كان يبدو أمرا عاديا لدى الثقافة األصلية أي الفرنسية فهو يتعارض فالوصف

املتلقي اهلدف و من شأنه أن حيدث حرجا لدى مجهور قراء النص اهلدف، إال أن مع ثقافة

املرتجم صاحل القرمادي اعتمد هنا أيضا، و مرة أخرى، على الرتمجة احلرفية غري معريا أي اهتمام

.للمتلقي العريب، و هو ما نلمسه يف جممل الرواية، فكانت اسرتاتيجيته يف أغلب األحيان كذلك

7- "les prostituées chamarrées comme des pouliches nous

chassaient à grands cris"

" ...املومسات املزركشات كاألفراس يصحن فينا و يطرددنا كانت " -7

و اليت تعين إقامة "prostituée"يف املثال احلايل جند مفردتني من الثقافة األجنبية الغربية و مها

عدد غري حمدد من األشخاص نظري مبالغ مالية، و قد ترجم صاحل عالقات جنسية غري شرعية مع

و هي ترمجة حرفية إذ تعين هذه الكلمة يف العربية املرأة اليت " املومسات"القرمادي هذه اللفظة بـ

chamarrée) صفة(أما املفردى الثانية . جتاهر بالفجور و هي مشتقة من الفعل أومس

عت لنفس اإلجراء الرتمجي أال و هو احلرفية فتعين هذه فخضعت لنفس اإلجراء الرتمجي فخض

.6047ا��ر + ا� ��ق، ا��د�ث ر�م 1

Page 102: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

102

و هي صفة تكره أن تكون عليها املرأة اليت حيظر عليها أن ) امللون بعدة ألوان(الكلمة املزركش

.تبدي زينتها إال لزوجها

8- "… nous laissait rêveurs et perdus dans des supputations

au sujet du sexe, qui était presque bedonnant…"

تركتنا حاملني ضائعني تائهني يف التخمني يف مسألة اجلنس و خبصوص فرجها الذي يكاد " -8

..."يكون مكورا كالبطن

حمظورا و يندرج ضمن ما يسمى بالثالوث احملرم يعترب موضوع اجلنس موضوعا حمرما و

ن بني الروايات م La répudiationالذي يضم الدين و اجلنس و السياسة، و لعل رواية

فرشيد بوجدرة اختذ من اجلنس موضوعا يف جل . اجلزائرية القليلة اليت تزخر ذا النوع من املواضيع

اليت sexeيف هذا املثال جند أنه وظف كلمة . 1969رواياته منذ بدايته يف العمل الروائي سنة

فنجد أن املرتجم مل . ناسليقد تدل على اجلنس أي املمارسة كما ميكن أيضا أن تعين اجلهاز الت

بالفرج و مسألة اجلنس sexeيتبني فعال مراد قول الكاتب و اختار أسلوب التوضيح فرتجم كلمة

أما . يف احلني ذاته، حىت ال يرتك جماال لسوء الفهم و يف رأينا يكون قد وفق يف نقل النص بأمانة

. لعريبمن حيث التلقي فاملوضوع يتعارض مع ثقافة القارئ اهلدف ا

9- ""Forniquez avec autant de femmes qu'il vous plaira…""

"" ...و انكحوا ما طاب لكم من النساء ""-9

استهزاء صريح بالدين اإلسالمي من خالل حتريف آلية قرآنية تتعلق بالنكاح يف هذا املثال

Forniquezو تعدد الزواجات، إال أن الكلمة املستعملة من طرف كاتب النص األصل أي

تعين ممارسة عالقة جنسية غري شرعية على خالف ما تنص عليه تعاليم الدين اإلسالمي اليت حترم

إال أن املرتجم جنده قد وفق إىل حد بعيد يف ترمجته بتكييفه للنص األصلي و . مثل هذه العالقات

Page 103: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

103

نالحظ أنه مل املناسب، إذ formeإدراجه لآلية القرآنية الصحيحة و إن مل يكن ذلك بالشكل

يتمم اآلية بل وضع ثالثة نقاط، إال أن هذا ال مينعنا من القول أن ترمجته كانت موفقة من حيث

.التلقي فهو مل يورد نصا من شأنه أن يصدم املتلقي العريب

10- "… essayait de détourner notre surprise par quelque

jurons obsènes. Va-t-en sinon je pisse sur le Dieu de ta sale

mère. Rien. Nul "

فيطفق يسب الدين بعبارات بذيئة صائحا يف كان حياول أن حيول اندهاشنا و يغري جمراه "-10

"يا لك من صفر و ال شيئ"وجه أختنا

وردت يف النص األصلي للمثال احلايل عبارة يف غاية اخلطورة، و هي سب للذات اإلهلية و العياذ

باهللا، و هذا كفر صريح، جتنب املرتجم إيراده يف الرتمجة عن طريق احلذف و أصاب يف ذلك و

مناف للدين اإلسالمي احلنيف، دين التوحيد، الذي هو عقيدة املرتجم التونسي و أحسن فهو

. انة و عقيدة جل اتمع العريب الذي هو متلق النص املرتجمدي

11- "C'était le seul endroit où les putains se laissaient

embrasser sur la bouche"

كانت تلك الدار أيضا احملل الذي كانت القحبات فيه يرتكن زبائنهن يقبلون على "-11

"أفواههن

ثال احلايل، تطلق يف الفرنسية على املرأة الفاجرة البغي و هي ما الواردة يف امل putainإن لفظة

و أصل هذه الكلمة من اللغة العربية من الفعل ) قحبة(يسمى يف اللهجة اجلزائرية الشعبية

أي سعل من لؤمه، و أطلقت الكلمة على املرأة البغي ألا كانت يف اجلاهلية تؤذن ) قحب(

قد توصل صاحل القرمادي إىل هذه الرتمجة و اليت تعترب األقرب من و. طالا بقحاا أي بسعاهلا

Page 104: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

104

أما يف الشطر الثاين من املثال فنجد عبارة . حيث التكافؤ إىل ما جاء به النص األصلي

embrasser sur la bouche و هي وصف حلركة جنسية ينطبق عليها ما سبق قوله يف

نا أدت املعىن لكن على حساب التلقي لدى القارئ العريب فالرتمجة احلرفية ه. األمثلة املذكورة آنفا

.الذي ال تتوافق معتقداته مع الصورة اجلنسية

12- "leurs lits sont dures à cause des amulettes exorcisantes

qu'elles y cachent"

"إن فراشهن صلب بسبب التمائم و احلجب السحرية اليت خيفينها فيها"-12

مظهر من مظاهر الثقافة الشعبية اجلزائرية و هو اللجوء إىل السحرة و املشعوذين، يف املثال احلايل

و هذا بالرغم من املعتقد الديين اإلسالمي الذي يغلب على اتمع اجلزائري، إال أن هذه الظاهرة

إبان اإلستعمار الفرنسي للجزائر و حىت بعد االستقالل، فاالستعمار كانت متفشية بشكل كبري

غرس شىت أنواع اخلرافات و اخلزعبالت، اليت ال متت للدين اإلسالمي بأية صلة، يف أوساط حاول

اليت تعين amuletteفاملرتجم يف هذه احلالة أتى باملكافئ الدينامي لكلمة . اتمع اجلزائري

.احلجب السحري و التمائم فنقل املظهر الثقايف الوارد يف النص األصلي بكل أمانة

13- "… parmi les dockers et les chômeurs venus au bord de

l'eau fumer du kif"

""الكيف"بني عمال الرصيف و مجاعات البطالني و قد جاؤوا إىل حافة املاء لتدخني "-13

نتناول يف هذا املثال أيضا ظاهرة متفشية يف أوساط اتمع اجلزائري و هي ظاهرة تعاطي

كل مسكر "من احملرمات يف الدين اإلسالمي من منطلق أن املخدرات اليت تعترب هي األخرى

هنا تعين نوعا من املخدرات، " الكيف"و أن املخدرات تغيب العقل و ختدر، و كلمة " حرام

مما سهل مهمة املرتجم يف اسرتجاعها إىل " الفرنسة"وظفها الكاتب يف النص األصلي عن طريق

Page 105: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

��ر�� ا�����ر ا������ �� روا� :ا��ل ا����ث������ و أ�رھ� ��� ا����� La répudiationدرا�

105

احلرفية اليت تفي بالغرض من حيث األمانة إىل النص اللغة العربية اجلزائرية مستعمال الرتمجة

إال أنه من حيث التلقي، فهذا العنصر الثقايف ال جيد مكانه يف الثقافة العربية اإلسالمية، . األصلي

فكان من األوىل و األجدر ترمجته عن طريق استعمال أسلوب التعميم للتخفيف من شدة التأثري

.دراتخم: على املتلقي كأن يقول مثال

Page 106: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

�����

106

:خاتمة

إن الرواية عامة و الرواية العربية خاصة السيما منها اجلزائرية، جنس أديب يصور احلياة

العامة و اليومية للمجتمع، لذا فالعناصر الثقافية جزء ال يتجزأ من هذا اجلنس األديب، الذي أصبح

من شعر و مسرحية و يف زماننا هذا هو الرائد يف اال األديب مقارنة باألجناس األدبية األخرى

و لقد حققت الرواية اجلزائرية ذات اللسان الفرنسي، لليت كانت ظروف ظهورها . قصة و غريها

خاصة جدا، جناحا باهرا وصل إىل حد العاملية، و بالرغم من أا تكتب باللغة الفرنسية إال أا

فرتمجة هذا . ادية و معنويةتصور واقعا جزائريا عربيا بامتياز، بكل ما حيمله من عناصر ثقافية م

اجلنس األدب تعترب عملية حمفوفة باملخاطر إذا ما نظرنا إىل طبيعة النصوص من جهة و إىل

متطلبات العملية الرتمجة من جهة أخرى، فاملرتجم يف هذه احلالة يوجد بني نارين أو لنقل بني

ادئ األمر يظهر األمر بسيطا يف ب. مطرقة األمانة للنص األصلي و سندان مراعاة ثقافة املتلقي

يف جدا، و يبدو من الوهلة األوىل على أنه جمرد اسرتجاع لثقافة عربية كتبت بلغة أجنبية، إال أنه

الواقع يتعدى ذلك، كون اللغة األجنبية حىت و إن كانت تصف واقعا عربيا فليس بإمكاا أن

وى النحوي و األسلويب و الصريف و تتخلى عن الشحنات الثقافية احململة يف طياا على املست

و يزداد األمر صعوبة عندما يتعلق األمر برتمجة رواية للكاتب اجلزائري شيد بوجدرة . إخل... الصويت

السيما –فالكتابة عند بوجدرة . بالنظر إىل خصوصية الكتابة عنده اليت تكتسي طابعا خاصا جدا

على كل ما هو مقدس يف اتمع، من ، حتمل يف ثناياها ثورةLa répudiationيف رواية

عند قراءة نص هذه . سلطة أبوية و عادات و تقاليد اجتماعية و معتقدات دينية و نظام سياسي

Page 107: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

�����

107

الرواية يتبادر إىل ذهن القارئ من الوهلة األوىل أن هم الكاتب الوحيد هو خرق كل املقدسات و

، يف حماولة منه للتعبري عن رفضه كلية التطاول على كل ما يعترب خطوطا محراء ال جيب جتاوزها

أي الدين و " الثالوث احملرم"هلذه املنظومات خصوصا عندما يتعلق األمر مبا يصطلح على تسميته

املوضوع األثري و األكثر عرضة - على الدوام –إذ شكل هذا الثالوث احملرم . السياسية و اجلنس

.لصورة اإلمام و املرأة للخرق يف نصوص بوجدرة مع ما يستسيغه من توظيف

و من خالل حتليل النماذج اليت أوردناها يف الفصل التطبيقي، بدا لنا أن املرتجم التونسي

صاحل اهلادي القرمادي، قد انتهج اسرتاتيجية الرتمجة احلرفية يف أدق تفاصيلها عند ترمجته للرواية

املتلقي و من بداية النص إىل ايته متشبثا بالشكل و املضمون، ضاربا عرض احلائط ثقافة القارئ

كل معتقداته االجتماعية و الدينية ، إال يف مواضع قليلة جدا اعتمد فيها على توظيف مكافئات

دينامية لوضعيات ثقافية، كان نقلها حرفيا من شأنه إفشال عملية التلقي يف اللغة اهلدف، و

فه متاما الذي عمد املرتجم إىل حذ -و العياذ باهللا –نقصد هنا موضوع سب الذات اإلهلية

و من خالل هذه الدراسة تبدى لنا مراعاة املرتجم جلانب األمانة إىل النص . مكتفيا بالتعميم

ما جاء يف النص األصلي من عناصر به إن صح القول، على الرغم من أناألصلي إىل حد اهلوس

عالقات ، من وصف جلسد املرأة و ال" الطابوهات"أو ما يسمى بـ " احملظور"ثقافية تنتمي إىل

اجلنسية يف أدق تفاصيلها، و االستهزاء بالعادات و التقاليد الدينية و االجتماعية ، و احملرمات

تعارض متاما مع عقيدته من زنا احملارم و الشذوذ اجلنسي و تعاطي اخلمر و املخدرات، كلها ت

. اإلسالمية

Page 108: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

�����

108

لعناصر الثقافية، ال توجد لعل أبرز نتيجة نتوصل إليها من خالل حبثنا أنه يف جمال ترمجة ا

اسرتاتيجية عامة جيب على املرتجم اتباعها و السري على خطاها للحصول على ترمجة ناجحة

ناجعة، و أقصد بذلك أنه ال جيب على املرتجم أن يعتمد كليا على الرتمجة احلرفية حىت يصري يف

فقده غرابته و أجنبيته و األمر مساس بالتلقي، كما ليس عليه أن يتصرف يف النص األصلي حىت ي

يصري النص املرتجم نصا جديدا ال تربطه أية عالقة بالنص األصلي، بل أن كل وضعية ثقافية و

كما أن جانب التلقي من شأنه أيضا أن . كل عنصر ثقايف يفرض أسلوبا خاصا يف الرتمجة

يتعلق األمر، و احلال يفرض علينا أن نتعامل مع العناصر الثقافية بطريقة متميزة، السيما عندما

هذه، بنص كتب بلغة أجنبية من قبل كاتب جزائري مزدوج اللغة و الثقافة، لكنه يروي واقعا

جزائريا عربيا حيمل يف ثناياه صورة اتمع اجلزائري مبا فيها من عناصر ثقافية مادية و معنوية

.ن إزدواجية سلف ذكرهااجتماعية و إيديولوجية، مصبوغا بصبغة فرنسية نظرا ملا للكاتب م

Page 109: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

109

:المصادر و المراجع

باللغة العربية

القرآن الكرمي -

.2002، 2، اجلزائر العاصمة، ط ANEPاإلنكار، ترمجة صاحل القرمادي، منشورات : بوجدرة، رشيد -

- Boudjedra, Rachid: La répudiation, Editions ANEP, Alger, 2002.

:الكتب

.1989الواقعية، الرواية منوذجا دراسة نقدية، املؤسسة الوطنية للكتاب، الطاهر وطار جتربة الكتابة : األعرج، واسيين

.2002األدب اجلزائري يف مرآة استشراقية، دار القصبة للنشر : بوباكري، عبد العزيز

.1994املدخل إىل الرتبية والتعليم، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان األردن، : نعيمجعنيين.عبد اهللا الرشدان ود

.، دار كنوز للنشر3ة مفتاحية ، ج مدخل إىل عامل الرواية اجلزائري، قراء: اشة ، شايفعك

2010أوراق يف الرتمجة، دار الفارايب، بريوت، الطبعة األوىل : مسري الشيخ، الثقافة والرتمجة

48احلديث رقم ،2001صحيح البخاري، دار طوق النجاة، الطبعة األوىل : حممد بن إمساعيل أبو عبد اهللا البخاري

.1963ت املركز اجلامعي، بريوت ، األدب اجلزائري املعاصر، دراسة أدبية نقدية، منشورا: حممد خضر، سعاد

.2007األدب اجلزائري باللسان الفرنسي نشأته و تطوره و قضاياه، ديوان املطبوعات اجلامعية ، اجلزائر، : منور أمحد

:الكتب المترجمة

، 1لبنان، ط –الرتمجة و احلرف أو مقام البعد، ترمجة عز الدين اخلطايب، املنظمة العربية للرتمجة، بريوت : برمان، أنطوان

2010.

عمر الدسوقي وآخرون، مراجعة حسن حممد جوهر، جلنة البيان العريب، : بندكت روث، ألوان من ثقافات الشعوب، ترمجة

،1959القاهرة،

.1984ت لبنان، الطبعة الرابعة ، ة عبد الصبور شاهني، دار الفكر املعاصر، بريو مشكلة الثقافة، ترمج: بن نيب، مالك

إجتاهات معاصر، ترمجة سعد عبد العزيز مصلوح، منشورات املنظمة العربية للرتمجة، -يف نظرية الرتمجة: غينتسلر، إدوين

.،2007، 1لبنان، ط -بريوت

.2006وت لبنان، الطبعة األوىل، غزالة، منشورات دار ومكتبة اهلالل، بري ترمجة حسن اجلامع يف الرتمجة،: ومارك، بيرتني

:المعاجم

.، الد الثاين2003وت لبنان، لسان العرب، دار صادر، بري : أبو الفضل مجال الدين بن مكرم ابن منظور

.1970بريوت لبنان، مي للمطبوعات، كتاب العني، مؤسسة األعل: أبو عبد الرمحن اخلليل بن أمحد الفراهيدي

.2004طبعة الرابعة ،القاهرة مصر، جممع اللغة العربية، املعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ال

Page 110: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

110

1 Le petit Larousse en Couleurs .libraire Larousse 17 rue du Montparnasse -paris

VIe, 1989.

1 The Oxford Dictionnary

:المجالت و الجرائد

1995، 9الرواية املغاربية ذات التعبري الفرنسي ، جملة التبيني، اجلزائر، العدد : أمنيلزاوي ا

.1927جملة اهلالل، القاهرة مصر، الثفافة واحلضارة،: سالمة، موسى

:المواقع اإللكترونية

: تاريخ و ساعة اإلطالعيف روائية رشيد بوجدرة، مقال صادر على املوقع االلكرتوين ديوان العرب، : الرياحي، كمال

على الساعة 27/05/2016

21:03http://www.diwanalarab.com/spip.php?page=article&id_article=9502

إعالن مكسيكو العاملي للتنوع الثقايف، املوقع الرمسي لليونسكو

http://www.unesco.org/bpi/eng/unescopress/2001/adiversiteculturelle.htm

الطبعة الثانية 2002ار ابن حزم، تتمة األعالم للزركلي، د: حممد خري رمضان يوسف

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D9%88

: ملتقيات

تسعينات اجلزائر كنص سردي، امللتقى الدويل السابع للرواية، عبد احلميد بن هدوقة، دراسات امللتقى : سعيدي، ابراهيم

.لسادس، دار هومة للنشر، اجلزائرا

Page 111: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

111

:األجنبية باللغات

- Berman, Antoine : l'épreuve de l'étranger, Edition Gallimard, Paris, 1984.

- Berman, Antoine: La traduction et la lettre ou l'auberge du -lointain, Editions

du Seuil, Paris, 1999.

- Déjeux, Jean: Littérature Algérienne contemporaine, Collection Que sais-je?

PUF, Paris, 1975.

- Déjeux, Jean: Situation de la littérature maghrébine de langue française, PUF

Alger, 1982.

- G. Toury, “The Nature and Role of Norms in Translation”, in Venuti, L. The

Translation Studies Reader.London: Routledge. 1978, revised 1995.

- Lederer, Marianne: La Traduction Aujourd'hui- le modèle interprétatif, Lettres

modernes, minard, Paris, 2006.

- Lederer, Marianne: "Transcoder ou réexprimer" In: Seleskovitc, D. &Lederer,

M.: Interpréter pour traduire, Didier Erudition, Paris, 4ème édition, 2010.

- Linton, Ralph: The Study Of Man, Appleton Century Crofts, New York Usa,

1916.

- Malinowsky, Bronislaw: A Scientific Theory Of Culture, Oxford University

Press, New York, 1960.

- Meschonnic, Henri: Pour la poétique de la traduction2, Gallimard, Paris.

- Nida, E. A.: A frameword for the analysis and evaluation of theories of

intranslation. In Brislin, R.: Translation, Application and Research, Gardner

Press, New York, 1976.

- Nida, E.A & Taber, C: The theory and practice of translation, united bible

societies, Brill, 1982.

- Oseki-Dépré, Ines: Théories et pratique de la traduction littéraire, Armande

Coin, Paris, 1999.

- Ralph Linton, The Cultural Background of Personality, New York, Appleton-

Century-Crofts, 1945.

- Seleskovitch, Danica: "La traduction interprétative", Palimpestes1, 1987.

- Venuti, Lawrence: The Scandals of translation, Routledge, London, 1998 .

- Venuti, Lawrence: The translator's invisibility, Routledge, London , 1995.

- Walter, Benjamin: La tâche du traducteur, Gallimard, Paris, 2000.

Page 112: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

112

RESUMÉ

La présenté recherche vise à étudier la traduction des éléments culturels

dans le roman "La répudiation" de Rachid Boudjedra, entre traduction et

réception. Nous avons réparti le travail en trois chapitres. Le premier consiste à

définir les éléments cultures à travers un cadre théorique de la culture du point

de vue sociologique et anthropologique. Nous avons ainsi exposé les différentes

définitions de la culture, nous avons vu le terme "culture" fait partie des termes

les plus difficiles à définir, cela est dû à la complexité du phénomène d'une part,

et à la multiplicité de définitions selon le domaine d'étude. Puis, nous avons

procédé à l'exposition des différentes classements d'éléments culturels, dont le

plus récurrents est celui de Ralph Linton, anthropologue américain, et le

second classement établi en fonction de la nature à savoir culture matérielle et

culture morale.

Ensuite nous avons pris le point de vue de la traductologie en ce qui concerne

les référents culturels à travers la classification de Peter Newmark dans son livre

intitulé "A textbook of translation", basé sur l'étude de son prédécesseur Eugène

Nida, à laquelle il ajoute quelques modifications donnant lieu ainsi à cinq

catégories de référents culturels.

Dans le deuxième chapitre, nous avons abordé les différentes théories de

traduction qui se sont intéressés aux transferts culturels, répartis en deux

courants: courant sourcier et courant cibliste. Le courant sourcier est représenté

par le théoricien français Antoine Berman avec sa théorie littérale basée sur "la

traduction de la lettre" du texte en tant qu'il est lette, dans laquelle il défend

l'étrangeté du texte source. A ses côtés on trouve son compatriote Henri

Meschonic avec la théorie de "la poétique", intéressé en premier lieu sur la

traduction de la poésie et appliquée par la suite à la prose. Il suit Berman en

s'attaquant aux "tendances déformantes" en traduction visant à l'annexionnisme.

Page 113: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

113

Il cite ainsi certaines tendances à savoir ennoblissement, allongement,

explication…etc. ces tendances induisent, selon lui, à la destruction du rythme

du texte. Il a aussi appelé au respect de l'étrangeté du texte source en proposant

le concept du décentrement. Il défend une traduction transparente qui ne cache

pas l'original.

Dans le même courant, on trouve aussi le l'américain Lawrence Venuti, qui a

lui aussi défendu la notion d'étrangeté en traduction, dans le cadre de la stratégie

qu'il appelle "Foreignization", ce qui veut dire préserver l'aspect étranger du

texte source loin de tout ethnocentrisme, en suivant Antoine Berman.

De l'autre coté, on retrouve le courant cibliste, qui vise à concentrer toute

l'attention du traducteur sur la langue et la culture cible. Deux théories

viennent alors au premier plan, à savoir d'abord la Théorie Sociolinguistique

d'Eugène Nida, évangéliste américain et un des plus célèbres théoriciens de

traduction. Celui-ci propose un modèle de traduction qui comprend un triple

processus, à savoir: analyse, transfert et restructuration. Il propose alors le

principe d'équivalence dans lequel il distingue deux types: Equivalence formelle

consistant à reproduire la forme du texte source, considérée par Nida comme

inefficace, et Equivalence Dynamique consistant à reproduire le même effet sur

le lecteur de la traduction, qui celui constaté sur le lecteur du texte source. Nida

considère la traduction comme une activité socioculturelle plus que

linguistique.

On retrouve aussi dans le courant cibliste, la théorie interprétative appelée aussi

"théorie du sens" initiée par l'éole de Paris, ayant comme cheffe de file Danika

Seleskovitch, aidée par Marianne Lederer, lesquelles de par leur expérience dans

le domaine de l'interprétation de conférences, ont proposé un modèle de

traduction basé sur l'interprétation du "sens". En effet, selon Seleskovitch et

Lederer, le sens revêt une importance capitale en traduction. Pour arriver à

Page 114: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

114

saisir le sens, le traducteur doit impérativement passer par trois étapes:

compréhension, déverbalisation et reformulation.

Les deux théoriciennes pensent qu'on ne peut traduire sans interprêter, cela

passe par la distinction d'unités de sens.

Pour ce qui est du troisième chapitre, nous avons abordé le roman algérien

d'expression française par un bref historique, les spécificités de ce type de

romans, puis nous nous somme interessé à notre corpus "La répudiation" à

travers un résumé, une présentation du traducteur et de la traduction. S'en est

suivi une analyse de certains exemples de réferents culturels présentant des

difficultés de traduction à l'égard de la réception. Ces exemples comprennent

des sujets "tabous" dans la culture cible, à savoir: le corps de la femme, le sexe,

l'homosexualité, la religion… etc.

Nous avons conclu trouvé que "ELKARMADI" a opté pour la traduction

littérale présentant ainsi l'intégralité du texte source avec tous les référents

culturels qui s'y trouve sans considérer la culture du lecteur cible, ce qui a des

conséquences négatives sur le lecteur.

Nous avons ainsi conclu qu'il n'existait nullement une stratégie globale pour la

traduction des référents culturels en termes de réception dans l'œuvre de Rachid

Boudjedra, car chaque élément impose un procédé de traduction en fonction

de la nature du sujet, "interdit" ou non, et en fonction de la culture du lecteur

cible.

Page 115: Impression de la page entière - univ-oran1.dz · ﺎﺣﻼﻄﺻا -2-1: ﺔﻓﺎﻘﺜﻟا تﺎﻧﻮﻜﻣ-2 نﻮﺘﻨﻴﻟ ﻒﻟار ﻢﻴﺴﻘﺗ-1-2. تﺎﻴﻣﻮﻤﻌﻟا

ملخص

ینطوي ھذا البحث على إشكالیتین أساسیتین ھما إشكالیة الترجمة و إشكالیة التلقي في

La"عند ترجمة روایة Répudiation"و لقد جاء .للكاتب الجزائري رشید بوجدرة

تناولنا فیھ "الثقافة و الترجمة"الفصل األول تحت عنوان.ھذا البحث في ثالثة فصول

العناصر الثقافیة من خالل ضبط مفھوم الثقافة و مكوناتھا و عناصرھا و مختلف

ما یتضمن أیضا المقاربات السوسیولوجیة و األنثروبولوجیة لتحدید مفھوم الثقافة، ك

عالقة الثقافة بالترجمة باعتبار ھذه األخیرة حوار بین الحضارات و فعل ثقافي بامتیاز،

ثم الفصل الثاني تحت .كما ألقینا أیضا نظرة على عناصر الثقافة من منظور ترجمي

الذي قد خصصناه "العناصر الثقافیة في مفترق النظریات بین األمانة و التلقي"عنوان

ختلف آراء و مقاربات بعض المنظرین حول الموضوع قصد وضعھ في إطار لعرض م

دراسة تحلیلة لترجمة العناصر الثقافیة في روایة "و الفصل الثالث الموسوم بـ.نظري

La répudiation""الذي تطرقنا فیھ إلى موضوع الروایة "و أثرھا على التلقي

نشأتھا و تطورھا و خصائصھا، الجزائریة المكتوبة بالفرنسیة من خالل لمحة عن

لننتقل إلى مؤلف الروایة و خصوصیة الكتابة لدیھ، قبل أن نتناول بالتحلیل نماذج من

العناصر الثقافیة الواردة في المدونة و نتبین منھجیة المترجم في نقلھا من حیث مراعاة

.المتلقي و األمانة في الترجمة

:الكلمات المفتاحیة

؛ المتلقيرشید بوجدرة؛ صالح القرمادي؛ اإلنكار؛ الترجمة؛ التلقي؛ الثقافة؛ الروایة؛

.باللغة الفرنسیة؛ الروایة الجزائریةالتأویل

2016جویلیة 03نوقشت یوم