16
ملخص ندلسي في الشعر اة وموضوعاتيا المدائح النبويÉloges prophétiques et thèmes de la poésie andalouse د. اري السعيد قور، معة أـ البواقي جا، ائر. الجز[email protected] (:ريخ التسميـ تا / / ) ، ريخ التقيي تا ـ:( / / ) ، ريخ القبوؿ: تا( / / 8102 ) : لنبوية مكانا مشرقا فتؿ المدائح ا تح ي الشعرربي عامة الع، ندلسي خاصة . وا اضغرت مف اؾ المدائح التي صنف وىي تمست رداء الصدؽ الدنيوية واكت، حيث كاف حب سيد الخمؽيا ىو الدافع إليمفت فاخت مف ا بذلؾ عف غيرىا لمدائح التي كانت اضغر اوؿ. افعيا الدنيوية داندلس بمدح اء امت دواويف شعرقد حف ف النبيلعالمية كمالتو اشادة برسا وا جمالػو ووصفوا اتوف معجز تحدثوا عميـ وحبيـف تعظي الخمقي و عبروا ع توسمواـ لزيارة قبره.كما وشوقيلشفاعةء لنيؿ الرجاليب النبي بأسا إلى ا فخرة. ي المفتاحت اما الكم ية: المدائح النبوية، لموضوعات ا، ندلسي الشعر ا، ات النبي معجز، الكريـ. الشوؽ إلى النبيAbstract : The praise of the Prophet occupies a great place in Arabic poetry and the andalusian one in particular. These praies were considered as mundane purposes and qualified from the other praises because they aim to praises the master of creation . while the others. Are for mundane normal aims andalusian poems were full of prophets praise . and the praise of his universal message as they talked about his miracles and described his moral beauty and expressed their magnanimity, love and longing to visit his grave. As they begged the Prophet in the ways of hope for the intercession of the Hereafter Keywords: Almadayah Prophetic, Subject, Andalusian Poetry, Miracles of the Prophet, longing for the Holy Prophet. عة أم البواقينسانية لجامعلوم اة ال مجلISSN 1112- لتاسع العذد ا جوان102 OEB Univ. Publish. Co .

New يقاوبلا مأ ةعماجل ةيناسنلإا مولعلا ةلجم ISSN 1112- · 2019. 1. 9. · ةثم ۺّسمك Àاوجك ب¦ ةܐ܁أث ۺ ثۜ܆ ام ؿ۟܆ ى܂۳ﷺ

  • Upload
    others

  • View
    33

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • ملخص

    المدائح النبوية وموضوعاتيا في الشعر األندلسيÉloges prophétiques et thèmes de la poésie andalouse

    الجزائر.، جامعة أـ البواقي، السعيد قوراريد[email protected]

    (8102/ / )تاريخ القبوؿ:، ( / / )ـ:تاريخ التقيي، ( / / تاريخ التسميـ:) :

    ي تحتؿ المدائح النبوية مكانا مشرقا ف واألندلسي خاصة .، العربي عامةالشعر

    وىي تمؾ المدائح التي صنفت مف األغراض حيث كاف، الدنيوية واكتست رداء الصدؽ

    ىو الدافع إلييا ملسو هيلع هللا ىلصحب سيد الخمؽ لمدائح التي بذلؾ عف غيرىا مف ا فاختمفت الدنيوية دافعيا األوؿ.األغراض كانت فقد حفمت دواويف شعراء األندلس بمدح

    واإلشادة برسالتو العالمية كما ملسو هيلع هللا ىلصالنبي تحدثوا عف معجزاتو ووصفوا جمالػو

    الخمقي و عبروا عف تعظيميـ وحبيـ وشوقيـ لزيارة قبره.كما توسموا

    إلى النبي بأساليب الرجاء لنيؿ الشفاعة ي اآلخرة.ف، المدائح النبوية :يةالكممات المفتاح

    ، معجزات النبي، الشعر األندلسي، الموضوعات الشوؽ إلى النبي الكريـ.

    Abstract :

    The praise of the Prophet occupies a

    great place in Arabic poetry and the

    andalusian one in particular.

    These praies were considered as

    mundane purposes and qualified from

    the other praises because they aim to

    praises the master of creation . while the

    others. Are for mundane normal aims

    andalusian poems were full of prophets

    praise .

    and the praise of his universal message

    as they talked about his miracles and

    described his moral beauty and

    expressed their magnanimity, love and

    longing to visit his grave. As they

    begged the Prophet in the ways of hope

    for the intercession of the Hereafter

    Keywords:Almadayah Prophetic,

    Subject, Andalusian Poetry, Miracles

    of the Prophet, longing for the Holy

    Prophet.

    مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي ISSN 1112-

    102 جوان –العذد التاسع

    OEB Univ. Publish. Co .

    mailto:[email protected]:[email protected]

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    679 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    مقدمة:وكانت ىذه القصائد مرتبطة بالمناسبات ، ملسو هيلع هللا ىلصاىتـ األندلسيوف بنظـ القصائد في مدح الرسوؿ

    مناسبة اتخذه الشعراء، وقد صار األمر تقميدا فيما بعد، الدينية. خصوصا مولد النبوي الشريؼأظيروا فييا سمو اإلبداع في ىذا الفف . تاركيف قصائد اتسمت بالغنى والطرافة تالحـ فييا التعبير

    فجاءت غاية في الجماؿ دالة مف جية أخرى عمى واسع اطالع أصحابيا ، الفني باإلحساس الدينيكيز بصفة خاصة عمى ومعرفتيـ الدقيقة الواعية لمسيرة النبوية الشريفة في مختمؼ أطوارىا مع التر

    ، ذاكريف بعض صفاتو وأخالقو، ملسو هيلع هللا ىلصطور البعثة وما صاحبيا مف معجزات خص بيا اهلل تعالى نبيو ، وىي ما عرفت باسـ المدائح النبوية التي تعتبر فنا مف فنوف األدب الرفيع، وشيئا مف سيرتو ومآثره

    ينية الصادقة واإليماف والعواطؼ الد، ألنيا ال تصدر إال عف قموب مفعمة بالصدؽ واإلخالص . ملسو هيلع هللا ىلصوالخصاؿ الجيدة التي يتحمى بيا النبي ، العميؽ بصدؽ الرسالة المحمدية

    لمدائح النبوية؛ فضاًل عف أىميتيا ا المديح النبوي في الشعر العربي مفيومو ونشأتو: -1 اإلبداعية كنمط جوىري مف أنماط الشعر العربي؛ تعد بمثابة خيوط نورانية تصؿ ماضي األدب

    قادر عمى االستفادة مف ، ينفرد بأنو لوف عميؽ األصالة، فيي لوف أدبي خاص، العربي بحاضرهودوف أف ، مستجدات العصر والمذاىب األدبية الوافدة والمستحدثة دوف أف يتغير طابعو األساسي

    أنيا ش -وتتطور-يفتقد جذوره وعراقتو ومالمحو المميزة. وال شؾ في أف المدائح النبوية قد تطورت نضاجيا دخوؿ شعراء كبار إلى ميداف ، شأف سائر األنماط واأللواف األدبية وقد أسيـ في تطويرىا وا

    اإلنشاد الديني والمديح النبوي عبر عصور مختمفة؛ بدءا بحساف بف ثابت وكعب بف زىير ومرورًا .بالشريؼ الرضي والبوصيري

    إذ شبو والدتو ، ملسو هيلع هللا ىلصب إباف والدة محمد أوؿ ما ظير مف شعر المديح النبوي ما قالو عبد المطم : عبد المطمب بف ىاشـيقوؿ ، بالنور واإلشراؽ الوىاج الذي أنار الكوف سعادة وحبورا

    .(669ص.، 6996، )ابف األثير َوأَْنَت َلمَّا ُوِلْدَت َأْشَرَقِت َاأَلْرُض َو َضاَءْت ِبُنػوِرَؾ َاأُلُفؽُ

    يَ َاْلنُّوِر َوُسُبِؿ َاْلرََّشاٍد َنْخَتِرؽُ اء َوِفػي َفَنْحُف ِفي َذِلَؾ اَْلضِّوقصائد ، "طمع البدر عمينا"وتعود أشعار المديح النبوي إلى بداية الدعوة اإلسالمية مع قصيدة

    كحساف بف ثابت وكعب بف مالؾ وعبد اهلل بف رواحة وكعب بف زىير صاحب ملسو هيلع هللا ىلصشعراء الرسوؿ .(84ص.، دت، بف زىير الالمية المشيورة: )كعب

    ـْ َيِفػْد َمْكُبوؿُ ـُ ِإْثَرَىا َل َباَنْت ُسَعاُد َفَقْمِبي اَْلَيْوـَ َمْتُبوُؿ ُمَتيَّكسا ملسو هيلع هللا ىلصوقد استحقت ىذه القصيدة المدحية المباركة أف تسمى بالبردة النبوية؛ ألف الرسوؿ

    اإلسالمي الممتـز الذي ينافح عف الحؽ صاحبيا ببردة مطيرة تكريما لكعب بف زىير وتشجيعا لمشعر

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    677 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    وينصر اإلسالـ وينشر الديف الرباني ونستحضر قصائد شعرية أخرى في ىذا الباب كالقصيدة (.45ص.، 6986، التي مطمعيا: )األعشى لألعشىالدالية

    مٍ ـْ َتْغَتٍمْض َعْيَناَؾ َلْيَمَة َأْرَمػَدا َوَعاَدَؾ َما َعاَد السَّ ـُ الُمَسيََّداَأَل يفي مدح النبي الكريـ عينيتو المشيورة في الرد عمى خطيب حساف بف ثابتومف أىـ قصائد

    (.232ص.، دت، قريش عطارد بف حاجب:)ابف ثابتـْ َقْد َبيَُّنوا ُسنًَّة ِلمنػَّاِس تُتَّبػعُ ْخَوِتِي َإفَّ الذََّواِئَب ِمْف ِفْيٍر َواِ

    واإلشادة بالمياجريف ملسو هيلع هللا ىلصمشيورة في تصوير بسالة المسمميف ومدح الرسوؿ وال ننسى ىمزيتو ال (. 66ص.، دت، )ابف ثابت :واألنصار والتي مطمعيا

    َعَفْت َذاُت اأَلَصابِػِع ِفاْلِجػَواء ِإَلى َعػْذَراِء َمْنِزِليػَا خاَلءُ قصيدتو الرائعة الميمية والسيما في الفرزدؽومف أىـ شعراء المديح النبوي في العصر األموي

    يقوؿ في مطمع ، التي نوه فييا بآؿ البيت واستعرض سمو أخالؽ النبي الكريـ وفضائمو الرائعة . (678ص.، دت، القصيدة: )الفرزدؽ

    َوْطَأتُػُو َوالَبْيُت َيْعِرَفُو َوالحؿُّ َوالَحَرـُ َىَذا الَِّذي َتْعِرُؼ الَبْطَحاءُ بمدح أىؿ البيت وتعداد مناقب بني ىاشـ وأبناء فاطمة كما وجدنا ذلؾ ملسو هيلع هللا ىلصالنبي وقد ارتبط مدح

    . (27ص.، دت، الذي قاؿ في بائيتو:)ابف زيد الكميتعند الفرزدؽ والشاعر الشيعي طرْبُت َوَما َشْوًقا ِإَلى الِبيِض َأْطَرُب َواَل َلِعًبا ِمنِّي َوُذو الشَّوِؽ َيْمَعبُ

    التي مدح فييا أىؿ دعبؿ الخزاعي ا النوع مف المدح تائية الشاعر الشيعيويندرج ضمف ىذ .(52ص.، 6998، الخزاعي: )البيت قائال في مطمعيا

    َوَمْنِزُؿ َحيِّ ُمقَفػُر الَعَرَصاتِ َمَداِرُس َآَياٍت َخَمْت ِمػْف تػاَلَوٍة أىؿ البيت وخاصة مناقبوذكر ملسو هيلع هللا ىلصمذىب التصوؼ في مدح الرسوؿ الشريؼ الرضيويذىب

    ، 6995، أبناء فاطمة الذيف رفعيـ إلى مرتبة كبيرة مف التقوى والمجد كما في داليتو: )الرضي .(68ص.

    اػِلُبَكاِء َفاِطَمػَة َعَمػى َأْواَلِدىَ َشِغَؿ الدُُّموَع َعِف الدَِّياِر ُبَكاُؤنا اليجري مف أىـ شعراء المديح النبوي ومف الذي عاش في القرف السابع البوصيري ولكف يبقى

    المؤسسيف الفعمييف لمقصيدة المدحية النبوية والقصيدة المولدية كما في قصيدتو الميمية الرائعة التي .(424ص.، دت، مطمعيا: )البوصيري

    ـٍ َأِمْف َتذكُُّر ِجيػرَاِف ِبػِذي َسَمػـٍ مزَجْت َدْمًعا َجَرى ِمْف ُمْقمَػٍة ِبػدَ يُح ِمْف ِتْمَقاِء َكاِظَمٍة َوَأْوَمَض الَبْرُؽ ِفي الظَّْمَماِء ِمْف ِإَضـٍ ـْ َىبَِّت الرِّ َأ

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    679 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    ومف أىـ ، وقد عورضت ىذه القصيدة مف قبؿ الكثير مف الشعراء القدامى والمحدثيف والمعاصريفؿ فييا المحسنات البديعية بكثرة في ىؤالء الشعراء ابف جابر األندلسي في ميميتو البديعية التي استعم

    .(496ص.، 2445، معارضتو الشعرية التي مطمعيا: )ابف جابرـْ َسيَِّد اأُلَمـِ َواْنُشْر َلُو المْدَح وانثْر َأَطيَب الَكِمػـِ ِبِطيَبَة اْنِزْؿ َوَيمِّ

    وبعده جاء شعراء ، د المديحفقد امتأل ديوانو بعيوف قصائ، ويعد حساف بف ثابت رائد المدح النبويونظموا الكثير مف القصائد التي تعبر وتترجـ حبيـ ، عمى مر العصور األدبية اىتموا بيذا الفف

    وتعكس قيمتو في نفوسيـ . ، ملسو هيلع هللا ىلصوعشقيـ لمنبي :لقد تنوعت الموضوعات التي عالجتيا موضوعات المديح النبوي في الشعر األندلسي -2

    وقصائد ، الشعراء قصائد في وصؼ مآثر الرسوؿ ومناقبو ومعجزاتوفنظـ ، قصيدة المدح النبويلكف ىذه القصائد تتصؿ ببعضيا ، والتبرؾ بآثاره الكريمة، يتشوقوف فييا إلى زيارة مقامو الكريـ

    .ملسو هيلع هللا ىلصاتصاال وثيقا ألنيا تدور جميعا حوؿ موضوع واحد ىو مدح النبي ويسعى إلى تتبع تمؾ ومآثرهملسو هيلع هللا ىلصنبي ال صفات يقـو الشاعر بتعداد:وحبوملسو هيلع هللا ىلصالشوؽ لمرسوؿ -أ

    في مدح ابف الجناف المرسيعمى نحو ما نجد في دالية ملسو هيلع هللا ىلصالصفات التي تدخؿ في تشكيؿ شخصيتو .(74ص.، دت، فيي تحمؿ أثر الحنينإلىالرسوؿ الكريـ منو قولو:)األنصاري ملسو هيلع هللا ىلصالرسوؿ

    ـْ َيزَ َحؽِّ َوالُيَدى َساَلـٌ َعَمى َمْف َجاَء ِبال ْؿ ِبالُمْعِجزَاِت َمَؤبَداَوَمْف َل ِإَلْيِو َفَيْؿ ُيْدِني اْشِتَياِقي َأْبَعَدا َساَلـٌ َعَمْيِو ِإفَّ َنْفِسي ُمَشوقٌة وقد عرؼ بشاعر المديح النبوي عند العديد مف ملسو هيلع هللا ىلصفابف الجناف المرسي اشتير بمدح الرسوؿ

    فالناظر "شعر النبويات" مؽ عمييا أحد الباحثيف النقاد والمؤرخيف.ورد لو الكثير مف قصائد المديح أطمنيا قصيدتو الجيمية التي تحدث فييا ، لشاعر وحبو لمرسوؿ الكريـا في تمؾ القصائد يممس حنيف

    .(354ص.، دت، عف ركب الحجيج الذاىب إلى مكة يقوؿ:)األنصاري ُقْرِب َقْمِبي َوَشاِيَجا َوَصْمُت َلُو ِمفْ ُحبِّ َأْحَمِد ِسَوىَفَما ِلي آَلَماِلي ـُ اهلِل اَحِميٌؼ َشَجا يْكَنى ِمَف الُبْعِد َناِشجَ ِذي صَباَبٍة ِمفْ َعَمْيِو َساَل

    َسَفْكَف ِدَماًء ِلمدُُّمػوِع َمَواِزجا َحؽَّ َوْجِدِه َأْجَفاَنوَوَلْو أَْنَصْفَت فيو ال يينأ لو ، حنيف مستمر إلى الرسوؿ الكريـالذي ظؿ عمى ابف جبير واألمر ال يختمؼ مع

    .(24ص.، دت، )ابف جبيرباؿ حتى يرى تمؾ المشاىد التي تبعث عمى الحنيف والشوؽ يقوؿ: َحَنْنُت لُو َحَف الُمْسَتَياـِ َأُقوُؿ َوَقْد َدَعا ِلْمَخْيػِر َداٍع ـْ ُزْر ِفي ِطيبَة َخيْػَر اأَلناـِ أَ َواَل َطاَبْت َحَياٌة ِلي ِإَذا ل

    ـَ َواْقَتِضِو ِرَضا يْدِني ِإَلى َداِر الساَلـِ َوُأْىِديِو السَّاَل

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    676 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    وتأخذ ، فيرى بأف محبتو تقود إلى رضا اهلل ؛ ملسو هيلع هللا ىلصفيصور حبو لمرسوؿ الفازازي أبو زيد أما، الذي يأمؿ شفاعتو ملسو هيلع هللا ىلصيارة قبر النبي أف روحو متعمقة بز األبيات اآلتية منحى الشعور بالذنب. ويرى

    .(37ص.، 6996، يقوؿ:)اليرامة لِكْف ُحبَُّؾ َشاِفٌع َوُمَشفٌَّع يْغَشى ُمِحبََّؾ ُيْمَنُو َوَأَمانػوُ

    ْوِض َصاِفَح َروَحَو ِرْيَحاَنوُ َوَعَمْيَؾ َيا َخْيَر اأَلَناـِ َتحيًَّة َكالرَّـْ َيػُزْرَؾ ِلَذْنبِػِو ُجْثَمانػوُ ِممَّْف يُزوَرَؾ خطُّ ُو َوَكاَلُمُو ِإْذ َل

    واألمر ال يختمؼ مع ، يالحظ عمى أبيات الفازازي حنينو وحبو لمرسوؿ الكريـ. راجيا منو شفاعتوفيو ال ، ملسو هيلع هللا ىلص( الذي ظؿ عمى حنيف مستمر إلى الرسوؿ 57.ص، دت، )كحالةفرج بف لب الغرناطي

    .(564ص.، رى تمؾ المشاىد التي تبعث عمى الحنيف والشوؽ. )المقرييينأ لو باؿ حتى ي ِإَذا الَقْمُب ثػَاَر َأثػَاَر ادِّكػَػاًرا ِلَقْمبِػي َفَأْذكػَػى َعَمْيػِو ُأَوارَا َأِحفُّ اْشِتَياقػًا ِلِريػٍح َسػػَرْت َوأُْبػِدي ِىَيامػًا ِلَبػْرٍؽ َأنػَارَا

    َشْوقػًا ِإَلػى َمْعمـِ َحَوى َشَرًفا َخاِلًدا اَل ُيَجاَرىَحِنيًنا وَ محمد بف ويتمنى زيارة معممو ولو تطمب ذلؾ ركوب البحار.أما ، فيو يحف إلى الرسوؿ الكريـ

    ، وتعظيمو مف خالؿ مدحػو، ملسو هيلع هللا ىلصفيصور حبو لمرسوؿ . (644.ص، كحالةيحي الغساني البرجي) .(73-68. ص ص، دت، يقوؿ: )المقري

    مْف َفْضِمِو َشَرُؼ َتْعمُػو َمَراِتبػُوُ معاىُد شرفػت بالُمْصَطفى َفَميا ُد الُمجَتَبى اليػَاِدي الشَِّفيػِع ِإلى َربِّ الِعَباِد َأِميف الَوحْػِي َعاقبوُ محمَّ

    مػْت مَناِقبػُوُ َأْوَفى الػَوَرى دمًمػا َأمأسيـ ِىَمًما َأْعاَلُىـ كرمػًا ج ُىَو المَكمػُِّؿ ِفي َخْمػٍؽ َوفي ُخمٍؽ زكَّْت حاَله َكَما َطاَبْت َمناِسُبوُ ْبِح تَْبُدو تََباِشيػرٍا َكَواِكبوُ ـُ ِبِو كالصُّ َجاَءْت تَُبشُِّرنػَا الرُُّسػُؿ الِكػَرا

    بَؽ األْرِض َأْعاَلًما ُتَجاِوُبػوُ َتَطاَبَؽ الَكْوُف في الُبْشَرى ِبَمْوِلِدِه َوطحيث يعبر الشاعر بعد وصؼ تشوقو لمديار المقدسة عف حبو وتشوقو لمرسوؿ الكريـ والصالة

    ص، فيورد ىذه األبيات مادحا الرسوؿ مف خالؿ األوصاؼ التي أطمقيا: )المقري زمرؾ عميو.أما ابف .(672 -48.ص

    ػَا ِظؿُّ اإِلَلِو الَواِرِؼ اأَلْفياءِ َخْيُر الَبِريَِّة ُمجتَباىػَا ُذْخَرى َتاُج الرَِّساَلِة ختُمَيا َوِقَواُمَيا َوِعَماُدَىا السَّاِمي عَمى النَُّظَراءِ

    لْواَلُه لأَلْفاَلِؾ َما اَلَحْت بَيػا ُشُيٌب تُِنيُر دياَجي الظمَماءِ أكَبْرَف َعْف َعدٍّ َوَعْف ِإْحَصاءِ ُذو المْعِجَزاِت الغرُّ َواآَلي اأُلَلى

    ـُ ِبَبْعثِو ـَ الُكَياُف ِباأَلْنبػَاءِ َقْد بشََّر الرُُّسُؿ الكِػَرا َوتَقدَّ

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    699 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    فيو يمدح النبي الكريـ مف خالؿ ذكر فضمو عمى األمة اإلسالمية ومعجزاتو التي ال تعد وال تحصى.

    قالئد في ملسو هيلع هللا ىلصء موضوع التحدث عف معجزات الرسوؿ لقد جعؿ الشعرا:ملسو هيلع هللا ىلصمعجزات النبي -بو االعتزاز ، فقد راحوا يسردوف معجزاتو في أساليب تغمب عمييا التقريرية والحب الخاص، مدائحيـ

    بصانع الممحمة اإلسالمية التي ال مثيؿ ليا في التاريخ القديـ والحديث. فحديث شعراء األندلس عف ، 2445، ولو كانت اإلشارة عابرة.)ابف صخرية، ة أو قصيدةمعجزات الرسوؿ ال تكاد تخمو منو مدح

    .(47ص.وذكر صفاتو. والمعجزة ىي أحد مظاىر ملسو هيلع هللا ىلصفتعداد معجزات النبي غالبا ما يأتي بعد مدح النبي

    ، فاختصيـ اهلل تعالى بمعجزات، النبوة فما مف نبي إال وأيده اهلل تعالى بما يثبت نبوتو وصحة رسالتوالذي يعد معجزة. إذ إّف اهلل تحدى بو العرب فعجزوا عمى أف يأتوا ، ف الكريـوقد ذكرت في القرآ

    ثبات عجز الخمؽ عف معارضتو »بمثمو ، )محمود« فالقرآف الكريـ بإعجازه ىو إثبات لقدرة اهلل تعالى وا ْلَنا َعَمى َعْبِدَنا َفأْ وَ قاؿ اهلل تعالى: (65ص.، دت ـْ ِفي َرْيٍب ِممَّا َنزَّ ْف ُكْنُت ُتوا ِبُسوَرٍة ِمْف ِمْثِمِو اِ

    ـْ َصاِدِقيفَ (.23)سورة البقرة: َواْدُعوْا ُشَيَدْاَءُكـ ِمف ُدوِف اَْلمَِّو ِإْف ُكْنُتبادئا ، ملسو هيلع هللا ىلصمف خالؿ ذكره لمناقبو ابف الجنافكما نممس أثر الحنيف إلى الرسوؿ في أشعار

    قصيدتو بالصالة عميو: ًما َوَأَجُؿ َمْف َحاَز الُفَخاَر َصِميػـُ َصمُّوا عَمى َأْسَمى الَبِريَِّة خي

    قصة حنيف ، حيث ذكر معجزة استنطاؽ الجماد، ومناقبو ملسو هيلع هللا ىلصثـ يذىب إلى ذكر معجزات الرسوؿ باإلضافة إلى كؿ ىذا فإننا ، جذع األسطوانة إلى الرسوؿ الكريـ وليمة اإلسراء وصعوده إلى السماء

    .(265-264 ص. ص،، دت، : )المقريملسو هيلع هللا ىلصيرجو شفاعتو نممس أثر الحنيف والشوؽ إليو وىو ـْ َآَيٍة َنَطَقْت ُتصدُِّؽ َأْحَمٌد حَتى الِجَماُد أَجابَػُو َتْكِميمػًا َك أْضَحى لمْوَعاِت الِفػَراِؽ َغِريًما والِجْذُع َحفَّ َحِنيَف َصب معَرـٍ ـَ َوالُيَدى َتْخِنيًما َجمَّْت مَناِقُب َخاتـِ الرُُّسِؿ الَِّذي ِبالنُّوِر َخَت

    َصمُّوا َعَمْيو َوَسمِّمػُوا َتْسِميًما َيا َأيَُّيا الرَّاُجوَف ِمْنُو َشَفاَعػًة وعدوه مف اآلثار التي تذكرىـ ، كما تناوؿ الشعراء في مدحيـ لمرسوؿ الكريـ)مثاؿ نعؿ النبي(

    الذي أظير شوقو إلى رؤية األبارالبمنسيىؤالء الشعراء: ابف يصفونو ويتبركوف بو. مف ملسو هيلع هللا ىلصبالرسوؿ .(365ص.، دت، ذلؾ المثاؿ ولثمو والتبرؾ بو. في قولو:)عبد المجيد

    لمثَاُؿ َنْعِؿ الُمْصَطَفى َأْصَفى الَيَوى َوَأَرى السمػَو َخِطيئَػًة َلْف ُتْغفػرَاَذا ُأَصاِفُحػُو َوَأْمَسػُح اَلِثمػًا َزا َوُمَوقػَِّرا َواِ َأْرَكانػَػُو َفُمعػػزِّ

    شاقنػي ذلؾ المثػاؿ فطالما شاؽ المحب الطيؼ يطرؽ في الكرى إف

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    699 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    واإلشادة ، مف خالؿ مدحو والثناء عميوملسو هيلع هللا ىلصفيكذا عبر الشاعر األندلسي عف حنينو إلى الرسوؿ ي نتيجة لمظروؼ واألحداث التي حمت وقد ازدىر ىذا النوع مف الشعر الدين، بمناقبو وآثاره ومعجزاتو باألندلس في تمؾ الفترة.

    تحدث في ، يعرض في قصيدة طويمة يزيد عدد أبياتيا عف ثمانيف بيتا ابف حـز األندلسيوىذا .( 37ص.، 6994، . يبدأىا بقولو: )ابف حـزملسو هيلع هللا ىلصوصحة نبوتو ، بدايتيا عف نعـ اهلل وكونو

    َـّ َلَؾ الَحْمُد َيا َربُّ َوالشُّْكػُر َلَؾ الَحْمُد َما َباَح ِبالشُّْكػِر قُػـْ تَػِني ِمْنَؾ ِمْف َفْضٍؿ َوَعـْ َلَؾ الَحْمُد ِفي ُكػؿِّ مػَا َحالَػٍة َفَقْد َخصَّ

    .(44ص.، ابف حـز ثـ أخذ يعد المعجزات الباىرات قائال: ) ا َقَضاُه َومػَا قَػْد َحتَػػـْ َوَأْرسَػَؿ مْرَسَمػُو ِباليػَُدى َعَمى مَ

    ـْ ُمَحمػَُّد الُمْصَطفَػى ِبالِكتػَاِب ِبِو َأْنِبَياُء الُيػَدى َوقَػْد َختػَػ َفَشؽَّ َلنػَا الَقَمػُر الُمْسَتِنيػُر ِبَحَضَرٍة َراِضيَف َأْو َمػْف َزَعػـْ

    ـْ ػَفَأْرَوى ِبِو الَجْيُش َو الَجْيُش حَ َوأَْبَدى الَيَناِبيػَع َعػْف َكفِّػِو ـْ ػُأوِلي َحَضػر َوب َو َأْعَجَز فِػي َنْظػـِ ُقْرَآنػِو َداِة الِخيػَػ

    ػْف َزعػـْ َوَداَف الُممػُوَؾ آَلَياتِو ِخاَلُؼ التَكاِذيِب ِممَّوتفجر الماء مف بيف أناممو وارتواء الجيش ، فيو يشير إلى معجزة انشقاؽ البدر المنير ليمة مولده

    ومف كاف مف الصحابة ظمآف.وختـ ذلؾ بذكر معجزة القرآف العظيـ الكبرى الذي أخرس ببيانو البداة بأسموب خاؿ مف التعقيد ومف الغرابة واإلبياـ ، والحضر.وذؿ لو الجبابرة مف ذوي السمطاني الفاني

    المذيف ال يوصالف إلى المراد.وجاء حنينو إلى ، لقد طرؽ الشاعر األندلسي ىذا الجانبوؽ لزيارة قبره المصطفى: التش-ج -مثال-صادقا ومعبرا مف خالؿ مدحو والثناء عميو والتشوؽ إلى زيارة قبره الشريؼ. فنجد ملسو هيلع هللا ىلصالرسوؿ

    وتظير شعوره ملسو هيلع هللا ىلصالكثير مف األشعار التي تعبر عف حنينو إلى الرسوؿ أبي زيد الفازازيفي أشعار .(37ص.، 6996، زف مف خالؿ تخمفو عف زيارة قبره الشريؼ: )اليرامةبالح

    ـُ َو ُىَو اأَلِخيػُر َزَماُنوُ َيا َسيَِّد الرُُّسِؿ الَمِكيِف َمَكاَنُو َومقَدَرْتػُو ُذُنوُبُو َوالشَّْوُؽ َتْمَفُح َقْمَبُو ِنيَرانػَوُ َناَداَؾ َعْبػٌد َأخَّ

    ألنو ، يتبرؾ بو ويتمنى زيارتو، أحد المعالـ اليامة عند الشاعر األندلسيملسو هيلع هللا ىلصالرسوؿ ويمثؿ لحدفنجد مف ، يحوي أشرؼ خمؽ اهلل. وىذا يدؿ عمى أف قبر النبي دليؿ عمى حنينيـ وشوقيـ إليو

    .(58ص.، 6985، يقوؿ: )ابف األبارابف األبار الشعراء الذيف حنوا واشتاقوا إلى قبر الرسوؿٍد ُبْشَرى َلـ ِبالسَّْبِؽ ِفي الُزوَّارِ َيا زاِئرِ يَف الَقْبَر َقَبَر مَحػمَّ

    ـْ َوفُػوُىوا ِباَلِذي ـْ َشْوًقا ِإَلى الُمْختَارِ ُفوُزوا ِبَسْبِقُك حَمْمُت

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    699 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    ويينئيـ عمى تحقيؽ ، فيو يرسؿ أشواقو وحنينو مع ركب الحجيج الذاىب إلى بيت اهلل الحراـ .(58ص.، 6989، عف زيارة قبر الرسوؿ الكريـ: )القرطاجني حاـز القرطاجني ثويتحد الزيارة

    ـَ َعَمى السِّرَاِج األْنَورِ ػٍد َو الَمْنَبِر وُقِؿ السَّاَل ِقْؼ َبْيَف َقْبِر ُمحمٍَّد َوِبذلَؾ الَعْفِر األسَرة َعفػرِ ـْ َثَرى َقْبِر النَِّبيِّ ُمَحمَّ اْلِث

    ـْ ِبِو َواْجعْمُو َخْيَر َذِخيَرٍة ِلْمَمْحَشرِ َواْسَتنْ ِشْؽ ِطيَب َنِسيِمِو َواْنع فيو يظير تشوقو وحنينو لزيارة ىذا القبر كأنو يتخيؿ نفسو بتمؾ الديار.

    .(229ص.، أبياتا يقوؿ فييا: )المقري أبو العباس بف العريؼويورد ـْ ِبأَِليـِ الشَّْوِؽ َقْد َباَحػاَشدُّوا الرَِّحاَؿ َوَقْد َناُلوا الُمَنىبِ ِمًنى َوُكمُي

    ـْ تْنػَدى رَواِئَحَيا ِطيًبا ِبَما َطاَب َذاَؾ الَوْفُد أْشَباَحا راَحْت رَكاِئُبُيػـْ َراَج ِإَذا سُكروا ِمْف َأْجِمِو َفاحَ ـُ َقْبػِر الُمصَطَفى َلُيػ َنِسيػ

    ـْ ُجُسوًما َوُزْرَنا َنْحُف َأْرَواًحاَيا َراجِميَف ِإَلى الُمْختَاِر ِمْف مضِر ُزْرُتلذات حزينة وقفت ترقب عف كثب ركب الحجاج ينطمؽ مع ، ىي صورة جميمة تغمميا نفثة صوفية

    إلى حيث يبوح الكؿ بما أجنتو الضمائر مف أليـ الشوؽ إلى قبر ، الفجر الندي إلى البقاع المقدسة .ملسو هيلع هللا ىلصالمصطفى

    وحاؿ الشعراء األندلسييف في الشوؽ والحنيف كحاؿ العشاؽ ترى أعينيـ تفيض مف الدمع حنينا ، خوفا مف الفراؽ، فإذا كاف المقاء رأيت نفوسيـ تذىب حسرات ودموعيـ تنيؿ غزارا، وشوقا إلى المقاء

    .(322ص.، 6979، في وداع القبر الكريـ: )ابف منصور أحمد بف الصقر الخزرجييقوؿ ُب الُمِحبِّ ِمَف الُمِحبِّ َسػاَلـٌ َيْقِضي ِبِو َيْوـَ الَوَداِع ذَماـحس

    ُرْحَنا َوَرْوُع الَبْيِف يخِرُس ُنْطَقَنػا َوِمَف الدُُّموِع ِإَشاَرٌة َو كػاَلـٌ ـُ َأْنَت الُمَنى َلْو ُتْسِعُؼ األيَّاـُ َيا َأْرَض َيْثِرَب اَل عػَداِؾ غَما

    ػَف َأعظَمػا َتْعِظيَما َعْنُو يِصحُّ الدِّيػُف َواإِلْساَلـُ َقْبػٌر َتَضمَّ، إلى البيت المقدس بيذه األشواؽ المبيمة ويعمف حبو لمرسوؿ وحنينوابف الصباغ ويصرح

    .(45ص.، دت، ر إذا ىو لـ يحقؽ أمؿ الزيارة: )ابف الصباغويتحس َلَقْد َطاَؿ َشْوِقي لْمَحِبيِب َو َقْبرِِه فَيا َلْيَت ِشْعِري َىْؿ ُيَتاُح ِلي المَِّقا َتِميُؿ ِبي اأَلْشَواُؽ ُحبِّا ِلِذْكػرِِه إَذا َما َسَرى َبْرُؽ الُعَذْيِب َو َأْبَرَقا

    يْطِرُبِني َلْحُف السََّماِع َفَأْنثَِني َكَأنِّي ُغْصٌف بالصَباَبِة َأْوَرقػَاوَ فحنيف الشاعر إلى أياـ الصبا والشباب في تمؾ األماكف ىو شوٌؽ إلى العيش في ذاؾ الزمف

    زمف النبوة.، الماضي

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    699 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    ، ختمجو مف شوؽ وحنيفوما ي، فيصور لحظات وصولو إلى قبر الرسوؿ الكريـ ابف جبيرأما .(235ص.، 6975، وقد غمبو الدمع مف فرط الشوؽ والحنيف. يقوؿ: )ابف الخطيب

    ـَ َحَمْمَنا ِفنػَاَء الرُسػوِؿ َنَزْلَنا ِبَأْكػَرـِ َمْجػٍد جَوارًا ول َوِحيَف َدَنْوَنا ِلَفْرِض السَّاَلـِ قصْرَنا الطرَؼ إالَّ انِكَسػارًا

    اَل يظَيُر الَوْجُد إالَّ اكِتِتاًما واَل نمَفُظ الَقػْوَؿ إالَّ سػَرارًاوَ ـَ َعَمْيَيػا ِمَرارًا َوَقْفَنا ِبَرْوَضِة َداِر السَّاَلـِ ُنِعيُد السَّاَل ارَاوَلْواَل َمَياَبُتُو ِفي النُُّفوِس لثْمَنا الثََّرى والَتَزْمَنا الجدَ

    جالال ألشرؼ الخمؽ أجمعيف، فيو يصور مشيد السكينة والوقار ذاؾ المشيد الذي ، ميابة وا .(77ص.، دت، فيقوؿ: )ابف الجناف الجناف األنصاري يتمناه كؿ مسمـ.أما ابف

    ـْ يبِصْر ِسَوى المَّْيَؿ ِإْذ َسَجا َفوا َحْرًبا اَلَح الصَباُح لمبِصُر َوَقَمِبي َل َشِفيِعي َأْف َيُكوَف مًعا َجاَل لِػَداِء ُذُنػوِب ِبالشَِّفاِء ُمَعاِلًجػا لعؿَّ

    فينشُقِني َبْيُت اإِلَلِو َنَواِفًحا ويعَبُؽ ِلػي َقْبػُر النَِّبيِّ َنَواِفَحا ِبي َوشاِيَجاوَصْمُت َلُو ِمْف ُقْرِب َقمْ َفَما ِلي آَلَماِلي ِسَوى ُحبُّ َأْحَمِد

    متمنيا زيارة قبره الكريـ والوصوؿ إليو. ، فيو يرى أف زيارتو تكفيرا لذنوبو ألف ، ينضوي ىذا الموف مف الشعر ضمف المدائح النبويةالحنيف والشوؽ إلى المرابع النبوية: -د

    بار أف الحديث الشعراء غالبا ما يربطوف بيف الرسوؿ الكريـ وبيف الحديث عف األماكف المقدسة باعتوىو مف أكثر األلواف عموقا ، عميو الصالة والسالـ عف مكة أو المدينة إنما ىو حديث عف الرسوؿ

    بقموب األندلسييف.، دت، يتميؼ عمى الكعبة ويزداد شوقا إلييا وىو يطوؼ حوليا: )ابف عربي ابف عربييقوؿ .(676ص.

    ِفيَيا لَعاِشِقَيا ِفي الِسرِّ َأْعاَلؽُ ِإنِّي ِإَلى الَكْعَبِة الغراِء ُمْشتَاٌؽ ِإَذا َتَذكَّْرُت َأْسَراِري َوَمْشَيُدَىا ِفيَيا ُتَحرُِّكِني ِلْمَبْيِف َأْشَواؽُ

    وُح تَاِئَيٌة َوالنَّاُس َواِلَيػٌة َوالَقْمُب ُمْحَتِرٌؽ َوالدَّْمُع ِمْيرَاؽُ َفالرُّمف الكعبة عند الطواؼ ويمصؽ كبده بيا فال يكوف شيء أدنى إلييا ابف عربي ويقترب

    ألنو وىو داف بجسمو وعنصر ترابو لـ تزؿ ، منو.فمع ىذا الدنو وااللتصاؽ يحس في نفسو شوقا الىياويشتد حنينيا إلى أف تدرؾ مف معاني الروحانية فوؽ ما ، روحو نائية بعيدة لـ تحض بما كانت تأممو

    أما جسده فيو يعمؽ بالفانيات. كأنو الشاعر ، ذلؾ القرب البدني وروحو لـ تعمؽ إلى الباقياتأدركو .(672ص.، الغزؿ الذي يقوؿ:)ابف عربي

    َقٌة ِإَلْيَيا َوَىْؿ َبْعَد الِعَناِؽ َتَداَنػى ُأَعاِنُقَيا َوالنَّْفُس بعُد مشوَّ

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    699 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    وحانية التي جاءت ببيانيا اآلثار مف مرور ألوؼ وشوؽ ابف عربي يتجدد كمما تذكر األسرار الر . عديدة مف المالئكة المسبحيف الميمميف بالبيت المعمور المغشى بالنور والمقابؿ ليذا البيت كؿ يـو

    يحي بف بقي ، ومف الشعراء الذيف أضناىـ الشوؽ إلى بيت اهلل الحراـ وتعذر عمييـ الوصوؿ إليو (659-658 ص. ص، 6984، ي يقوؿ:)التجيبيالذ، السالويالمعروؼ بػ أبو بكر

    ػبُّ الِعيسِ َيا حَداَة ـْ َأَمالَ ميػاًل فَعَسى يبمُػُغ الصَّ لدْيُك َغَدا ُمْرَتِحػالَ غػَدا ُمسَتْوِطًنا َوَفَؤٍاد َقػدْ ِجْسـٍ آٍه ِمػْف

    واْسُعوا زمالَ َيا ِرَجػااًل َبْيػػَف َأْعاَلـِ ِمًنى اْلِثُمػوا األْستَارَ َعَرَفاٍت وْقفًة َتْمُحوا َعف ِذي زلٍة َما عِمالَ ِفػيَوِقفُػوا َذا ـْ َواِ َواَلَحْت َيْثِرُب فاكحُموا ِبالنُّوِر منَيػا المقػالَ ُزْرتُػػ

    الذي خانو الحظ في أف يكوف واحدا ، فمناسبة قوؿ ىذه القصيدة ىي توديع موكب الحجيج الذي اشتد بو الشوؽ إلى البقاع المقدسة محمد ابف جبير البمنسيأفراده. ومثمو األديب الرحالة مف

    ولكنو لـ يستطع مفارقتيـ بقمبو فتتبعيـ بروحو وخيالو وىـ يؤدوف ، يـو عرفات فخاطب الحجاج مينئا .(28ص.، دت، مناسكيـ حيث يقوؿ: )ابف جبير

    ـْ ِبالمُ ـْ َأْىػػْؿ ِمنػَػىَيا ُوُفوَد المَّػِو ُفْزتُػ َنػى فَيِنيًئػا َلكـْ فمَيػَذا برَح الشَّػػْوُؽ ِبَنػا َقػْد َعَرْفنػَا َعَرَفاَت َمَعُكـْ ِبَمِذيػِذ الذِّْكػِر َوىنػَػا َعمََّنػػا عمَّنػَا نْمَقػى خَيػااًل ِمْنُكػ

    ـْ ِبالمنَحَنى َلْو حَنا الدْىُر عمْينػَا َلَقضى باجتَماٍع ِبُكػػ .(29ص.، )ابف جبير: أوؿ رحمتوابف جبير وأنشد كذلؾ

    ثَػاَلٍث اَل ُتَشدُّ الرَِّحاَؿ ِإالَّ ِإَلْيَيا ِبقػَاعٍ َطاَؿ َشْوِقػي إَلى اأَلَماِني َطاِئًرا اَل َيُحوـُ ِإالَّ َعَمْيَيا َسَماءِ أفَّ لمْنْفِس ِفي

    مْنُو الَجَناُح َفُيَو َمِييُض كّؿ َيْوـٍ َيْرُجو الُوُقوَع لَدْيَيا قصَّ أكثر تعمقا وحنينا إلى الديار المقدسة. حيث حف إلى زيارة المساجد ابف جبيرحيث يعتبر

    مشبيا نفسو بالطائر.، والمسجد األقصى، والمسجد الحراـ، ملسو هيلع هللا ىلصالثالث وىي مسجد الرسوؿ الجيمية التي بدأىا بتذكره لركب ابف الجناف ذلؾ كثيرة منيا ما نجده في قصيدة واألمثمة عمى

    .(74ص.، دت، الحجيج الذاىب إلى مكة. معبرا عف حنينو إلى تمؾ الرحاب في قولو: )ابف الجناف تذاَكْرَف ِذَكَرى أو َتِييُج المََّواِعَجا فَعاِلْجَف َأْشَجاًنا ُيَكاِثْرَف َعالَجا

    الُعذْيِب َوَباِرؽ َنواييٌج ِفي ِتْمَؾ الشَِّعاِب َنَواِعَجا بيفَ ركاًبا َسَرْت

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    699 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    ثـ وقطعو لممسافات الشاسعة ال يأبو بالمشاؽ واألىواؿ.، ثـ يمضي قي وصؼ ركب الحجيجذلؾ الركب إلى مكة وقد حطت ركابيـ وأخذوا في يظير حنينو إلى البيت الحراـ حيث يصؼ توجو

    .(76ص.، ابف الجنافيقوؿ: )، أدية مناسكيـ وما فرض عمييـت َفِممَِّو َرْكٌب َيمَُّمػوا َنْحَو َمكَّػَة لَقْد كرُموا قْصًدا وَحمُّوا َمَناِسَجا

    ُلوا ِمْف َكَراَمٍة فكاَنْت ِلَما َقْد قدَُّمػوُه َنتَاِئجا ـْ خوَّ ـْ ك َفُبْشَرى َلُيوىو أحد األودية القريبة مف مكة المكرمة حيث نزؿ ، إلى وادي)األراؾ( ويصؼ وصوؿ الركبوما يعترييـ ، ثـ يصور المسير واصفا حنيف ذلؾ الركب إلى تمؾ البقاع، وحط رواحمو طمبا لمراحة

    .(74ص.، ابف الجنافيقوؿ: )، مف رغبة وشوؽ عارميف الوصوؿ إلى تمؾ الديار ازاَِل َفَيْطِويَف آاًل في اأَلَراِؾ َسَجا َسَجاتيمَّْمَف مْف واِدي األَراِؾ َمنَ

    لُيفَّ مَف األْشَواِؽ َحاَد َفِإْف ونْت حَداًة يرِجْعػَف الَحِنيَف َأَىاِزَجا، فقصائده تعبر عف الحنيف إلى الديار المقدسة، أكثر شعراء المديح النبوي ابف الجنافويعتبر

    .(74ص.، ابف الجنافيقوؿ: )ِب َخاِرَجا ُروَرِة َىْؿ َأَرى ِإَلى المَِّو َوالبْيِت المحجَّ أاَل َلْيَت ِشْعِري لمضَّ َلُو المَُّو مْف ِذي ُكرَبٍة َلْيَس ُيْرَتَجى لمرَتِحٍؿ يْوًما ِسَوى المَُّو َفاِرَجا

    ذر ذىابو بكثرة ذنوبو فقد عمؿ تع، حيث يظير الشاعر مدى أسفو مف تخمفو عف ذلؾ الركب ، حيث أظممت الدنيا في وجيو، وخطاياه فامتزج حنينو إلى البيت الحراـ بذلؾ الحزف الذي خيـ عميو

    .(74ص.، ابف الجنافيقوؿ: )، وصار ال يبصر سوى الظالـ ّوّقْد أسَيَمْت َشتَّى المَساِلِؾ ُدوَنُو َفاَل نْيَج يْمَقى ِفيػِو المَُّو َناِىَجا

    يُخوُض بحاُر الذَّْنِب َلْيَس َيَياُبَيا ويْصعُؽ ُذْعًرا َأْف َيَرى الَبْحَر َىاِئَجاـْ يبصْر ِسَوى المَّْيَؿ ِإْذ َسَجا َفَوا حْرًبا َقْد اَلَح الصَباُح لمبِصَر َوقْمِبي َل

    مف ألـ وحنيف بسبب بعد فتجربة الشاعر األندلسي لتمؾ األماكف يؤكد لنا ما يجيش في خاطره المسافة بيف األندلس واألماكف المقدسة.

    عمى ، وقد يأتي الشوؽ إلى المدينة مف خالؿ الحنيف إلى ساكنيا عميو أفضؿ الصالة والسالـمف قصيدتو الرائية التي عبر فييا عف حنينو إلى مدينة حاـز القرطاجنينحو ما نجد في قوؿ

    .(58ص.، دت، )القرطاجنيحيث قاؿ:، ملسو هيلع هللا ىلصالرسوؿ ـَ عَمى السَراِج اأَلْنَورِ والمْنَبِر مَحمَّدِ ِقػْؼ بْيػَف َقْبِر َوقُػِؿ السَّاَل

    يِح عْنَيػا تْخَبرِ ـَ الرِّ ـَ ِطْيَبَة ِفي الّصَبا َواْسَأْؿ َنِسي واْسَتْنِشْؽ طيَب َنِسيَذا َنظ كرًا ِلإِلَلِو َوَكبِّرِ ِإْشَراِقَيا فأىؿ ش سنػاِإَلى رتَ وا

    بؿ إلى الرسوؿ الكريـ وقبره . ، وليس إلييا فقط، فحاـز يتشوؽ ويحف إلى رؤية المدينة

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    699 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    ، ويتمنى أف يحظى بزيارة مدينتو ملسو هيلع هللا ىلصوىا ىو ابف األبار يظير شوقو وحنينو إلى مدينة الرسوؿ .(365ص.، دت، يقوؿ: )ابف األبار

    اِر ليَجػْرُت ِلمدَّاِر الَكِريَمِة َداِريَلْو َعػف ِلي َعْوٌف ِمَف الِمْقدَ ِطينَة ِمػْف ِطْيَبَة َجاًرا ِلَمْف َأْوَصى ِبِحْفِظ الَجارِ أْطَيبَ وَحَمْمُت

    حيث ، وتمنى الوصوؿ إلى تمؾ الديار، أحد الشعراء الذيف انتابيـ الشعور بالغربة فابف األبار والشعراء منيـ خاصة. يقوؿ أحد الباحثيف:، بيا أغمب األندلسييف عبر عف تجربة شعورية أحس

    رف بما كتب في الموضوع مف ال يقا ملسو هيلع هللا ىلصوشعر ابف األبار في المديح والشوؽ إلى زيارة الرسوؿ »ابف شعر كتب في وقت ، تشوقات. ولكنو مع ذلؾ شعر منبعث عف إخالص وحب صميـ مدائح ، 6954، عبد المجيد. ).«ويضمف لو السالمة، ومف يمجأ ليحميو، بالحاجة إلى مف يعتمد عميو األبار (368-367.ص ص

    فقد ورد ذكرىا والشوؽ ، مكانة كبيرة في قموب الشعراء األندلسييف ملسو هيلع هللا ىلصوتحتؿ طيبة مدينة الرسوؿ ومدينة ، إلييا في كثير مف قصائدىـ. مثمما نرى عند ابف جبير الذي اشتد حنينو إلى الديار المقدسة

    وقضى ، وحج بيت اهلل، فيو يرى أف السعادة قد ضمنت لكؿ مف ناؿ الوصوؿ إلييا ملسو هيلع هللا ىلصالرسوؿ (235ص.، دت، يقوؿ:)ابف الخطيب، وحط عف النفس ذنوبيا وأوزارىا، مناسكو

    َحجَّ َبْيَت الُيَدى َوَحطَّ َعِف النَّْفػِس َأْوزََارَىا ِلَمفْ َىِنيًئا فَّ ٌة ِلَمْف َحجَّ ِطيبَة َأْوَزاَرَىاَمْضُمونَ السََّعاَدةَ َواِ

    حيث يقوؿ: ، فيمزج حنينو وشوقو مف خالؿ جمعو بيف مدينة طيبة وقبر الرسوؿابف زمرؾ أما .(48ص.، )ابف الخطيب

    الشَِّفيِع َمثَاَبًة تطمُع ِمْنَيا َجنَّػٌة َذاُت َأْفَنافِ َيُؤمُّوَف ِمْف َقْبػرِ ِبِجَوِارِه فأِكَرـ موَلى َضَـّ َأَكَرـَ َضْيَفِاف ِطْيَبةَ ُلوا ِمْف إَذا َنزَ

    واْمَتدَّ ِظمُُّو َوَزاَف حَمى الَتْوِحيِد َتْعِطيُؿ أْوثَافِ اإِليَمافُ ِبَحْيُث َعاَل اِىُر ِإيَمافِ َمظَ ، رْحَمٍة َمَعاِىُد أْماَلؾٍ َمثَاَبػةُ ، َمَطاِلُع َآَياتٍ

    بؿ يطمب الشفاعة أيضا مف الرسوؿ األعظـ . ، فالشاعر لـ يحف إلى مدينة الرسوؿ فقط ألبي القاسـ محمد بف إبراىيـ بف محمد بف حميد قصيدة لساف الديف بف الخطيبويسوؽ في قمبو. وقد يعرض الشاعر في مقدمتيا الضطراـ نار الشوؽ واليوى ، في المدح النبوي التجيبي

    أنارتيا بروؽ أبرقت في الحجاز وسرت بيا أنفاس الصبا عمى بطحاء مكة فإذا ىو يصيح قائال:)ابف .(343ص.، 6983، الخطيب

    ـَ ِبَيْثِرَب ِجْئتُ َيا َصاٍح ِإْف َوثوْبُت ِمْف َذاَؾ الِحَمى ِبَمَكافِ الِخَيا َبى وحرْرُت ِفي َواِديِو َفْضػَؿ عنػَػافِ اأَلَجاِرِع َوالرُّ ِتْمؾَ َوَسَرْيُت ِفي

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    697 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    َواْفُضْض ُىَنػاَؾ َخَواتػَـ الِكْتَمافِ ِبِفَناِئِو َمَحبَِّتػيَفاْنُشْر ِلػَواَء ـْ عَمى ِصْدٍؽ الَمَحبَِّة َواِضَح الُبْرَىافِ واشَرْح َقِضيَّاِت الَيَوى َوأِق

    ـْ ِبِطيْ َمْف حبست َلُو َشْمُس النََّياِر َوُخػصَّ ِبالُفْرَقافِ َقْبرَ َبَة والِث ومدى عشقو لتمؾ األجارع والربا . ، فيذه القصيدة تصور حنيف الشاعر إلى المدينة المنورة

    ، وعف صفاتو وأخالقو ومعجزاتو، ملسو هيلع هللا ىلصفالشوؽ إلى مكة والمدينة مدعاة لمحديث عف الرسوؿ الكريـ األمر الذي يجعمو ييفو إلى نيؿ ، عف كؿ ىذا ينمي ويزيد مف عظمتو في قمب المادح والحديث

    -88)سورة الشعراء: .َيْوـَ اَل َيْنَفُع َماٌؿ َواَل َبُنوَف ِإالَّ َمْف َأَتى اَْلمََّو ِبَقْمٍب َسِميـٍ شفاعتو في اآلخرة: 89.)

    فقد نظـ الشعراء قصائد في اآلخرة:التوسؿ إلى النبي بأساليب الرجاء لنيؿ الشفاعة في -ىػوىذا قصد نيؿ العوف في الدنيا والشفاعة في اآلخرة. فالشاعر ، أو الحنيف إلى مرابعو ملسو هيلع هللا ىلصمدح النبي

    الكريـ وأف يناؿ شفاعة رسولو األندلسي يتضرع إلى اهلل تعالى أف يصؿ إلى تمؾ الرحاب الطاىرة.ابف األّبار: يقوؿ ، تفيا بإرساؿ السالـ مع الزائريفأو مك، متمنيا زيارة قبره الشريؼ، يـو القيامة

    .(695ص.، دت، )المقريَوارِ ـْ ِبالّسبِؽ ِفي الزُّ َيا َزاِئِريَف الَقْبَر َقْبػُر ُمَحمَّػٍد ُبْشَرى َلُكـْ َوبػرُدُه َأْرُجو اإِلَجاَرَة ِمػْف ُوُروِد النَّارِ ـَ سمْمُت َأدُّوا السَّاَل

    ونيؿ شفاعتو.ملسو هيلع هللا ىلصيو يتمنى زيارة قبر النبي فحبو لو مظيرا ذلؾ مف خالؿ، ملسو هيلع هللا ىلصفيمضي في تصوير حنينو إلى الرسوؿ أبو زيد الفازازيأما

    فيرى بأف محبتو تقود إلى رضا اهلل. وتأخذ األبيات التالية مف القصيدة منحى الشعور بالذنب أيضا. (37ص.، دت، يأمؿ شفاعتو: )اليرامة الذي، ملسو هيلع هللا ىلصويرى أف روحو متعمقة بزيارة قبر النبي

    َلِكْف ُحبَّػَؾ َشاِفػٌع ُمَشفَّػٌع يْغَشى محبََّؾ يْمَنُو َوَأَماَنوُ ْوِض َصاَفَح ُروُحُو رْيَحاَنػوُ وعَمْيَؾ َيا َخْيَر اأَلَناـِ َتِحيَّػًة َكالرَّ

    َيُزْرَؾ ِلَذْنِبِو ُجْثَمانوُ ِممَّْف َيُزوَرَؾ خطُّػُو َوَكاَلُمػُو ِإْذ َلـْ راجيا منو شفاعتو .، فما يالحظ عمى أبيات الفازازي حنينو إلى الرسوؿ الكريـ وقبره

    .(354ص.، : )المقريابف الجنافويقوؿ َفِإَذا َما َتَذكَّْرُت الذَّْنَب َفاَضْت ُمْقَمتَاُه َواْغَرْوَرَقْت ِبالدُُّموعِ

    ُه ِإنَُّو ِمْنَربِِّو َخاِئٌؼ َكِثيُر الُخُشوعِ اَل ُتَخيِّْب َرَجامتوسال ومتشفعا بو. وقد وثقت بو نفسو التي أصابيا ، ملسو هيلع هللا ىلصويمضي في حنينو إلى الرسوؿ

    .(252ص.، المقريحيف قاؿ: )، عمى نحو ما يمقانا في إحدى مقطوعاتو، الضعؼ واليواف تَفاوُح َرْوَض الُحْزِف ِبالمَِّو الُمَزفُ ِإَلى َأْحَمِد الُمْخَتاِر نْيِدي َتِحيًَّة

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    699 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    ِتَيا الَوَىفُ ر ِبَيا ِمْف ُضْعِؼ ُقوَّ ِعيَفُة َبْعَدَما َأضَّ ِبِو وثْقْت نْفِسي الضَّ ِإَلْيِو َصاَلِتي َقْد بعثت مشفًَّعا َساَلًما ِبِو اإِلْحَساُف َيْنَساُؽ َوالحسفُ

    .لرسوؿ األعظـ، طالبا منو الشفاعةنتيجة شوقو إلى ا، سو الضعؼقد أصاب نف فابف الجنافنكتفي باالستشياد بالبيتيف اآلتييف: )ابف ، فيقوؿ في قصيدة تتألؼ مف ثالثيف بيتا ابف جبيرأما .(236ص.، دت، الخطيب

    َعَسى َلْحَظًة ِمْنَؾ ِلي ِفي َغٍد ُتَميُِّد ِلي ِفي الجَنػاِف القَرارَا َضؿَّ َمْف ِبمسَراؾ اىَتَدى َواَل َذؿَّ مْف بػذَراؾ اْسِتَجارَاَفَما

    وختميا بالدعاء والرجاء بنيؿ ، والثناء عميو، ملسو هيلع هللا ىلصفينا يتجمى أثر الحنيف والشوؽ إلى الرسوؿ شفاعة الرسوؿ الكريـ.

    خاتمة: ووجد صيغتو المكتممة حينما احتؾ بالتصوؼ ، النبوي فف أدبي نشأ في البيئات الصوفية ديحالم

    وشعر المديح النبوي ىو امتداد لشعر المدح الذي . بعد أف ازدىر ىذا األخير وانتشرت مذاىبو وطرقو. وقد يشكؿ أكثر األغراض الشعرية ذيوعا وانتشارا في خريطة الشعر العربي عبر عصوره المتالحقة

    ولكنو وجو اىتماـ الشعراء إلى وجية جديدة بحيث يكوف الممدوح فييا ىو ، ظؿ مرتبطا بيذا األصؿ وتكوف سيرتو ودعوتو ىي مدار المدح والثناء.، شخص النبي صمى اهلل عميو وسمـ

    المراجع: قائمةؽ: عبد السالـ تحقي، (.الديواف6985أبو عبد اهلل بف أبي بكر البمنسي.)، ابف األبار األندلسي -

    الدار التونسية لمنشر. (.تونس:6اليراس )ط.تح: ، (.أسد الغابة في معرفة الصحابة6996أبو الحسف عمي بف محمد الجزري.)، ابف األثير - لبناف: دار الكتب العممية.، (.بيروت6أحمد الرفاعي )ط. -عادؿ وت لمطباعة والنشر.(. بيروت: دار بير 6(.الديواف )ط.6986ميموف بف قيس.)، األعشى - (. بيروت: دار الكتب العممية.6محمد بف سعيد.)دت(. الديواف )ط.، البوصيري -ـ(. زاد المسافر وغرة محيا األدب 6984أبو بحر صفواف بف إدريس.)، التجيبي المرسي -

    (.بيروت: دار الرائد العربي.6السافر تحقيؽ:عبد القادر محداد )ط.ـ(. ديواف نظـ العقديف في مدح سيد 2445د بف أحمد بف عمي. )محم، ابف جابر األندلسي - (.دمشؽ: دار سعد الديف.6تح: أحمد فوزي الييب )ط.، الكونيف(. لبناف: دار 6أبو الحسف محمد بف أحمد البمنسي.)د.ت(.الرحمة )ط، ابف جبير األندلسي -

    الكتاب المبناني.

    mailto:harrak212@%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%AD

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    696 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    (. 6)ط.، تح: منجد مصطفى بيجت، ف(.الديوا6994األنصاري األندلسي.)، ابف الجناف - بغداد: مطابع التعميـ العالي.

    تح: عثماف ، (.الديواف6989أبو الحسف بف محمد بف حسف األنصاري.)، حاـز القرطاجني - الكعاؾ )د. ط(. بيروت: دار الثقافة.

    تح: صبحي زياد عبد الكريـ ، (.الديواف6994أبو محمد عمي بف أحمد. )، ابف حـز الظاىري - مصر: دار الصحابة لمتراث. -(. طنطا6ط.)

    سوريا: –(. حمب 6تحقيؽ: وليد عرفات )ط.، حساف بف ثابت األنصاري.)د. ت(.الديواف - طبعة أمناء سمسمة جب التذكارية.

    (. بيروت: دار 6إبراىيـ األميوني )ط. تحقيؽ: (.الديواف:6998دعبؿ بف عمي.)، الخزاعي - الكتب العممية .

    (. بيروت: دار صادر.6عب.) د.ت(.الديواف تح : محمد يوسؼ نجـ )ط.ك، بف زىيرا -، تح: يوسؼ شكري فرحات، (. الديواف6995أبو الحسف محمد بف الحسيف.)، الشريؼ الرضي - (. بيروت: دار الجيؿ.6)ط.

    (. الرباط: خزانة 6تح: نور اليدى الكتاني )ط.، محمد بف أحمد.)د.ت(. الديواف، ابف الصباغ - اآلداب.كمية ىػ. 8إلى نياية القرف5(.شعر الفقياء في األندلس مف القرف 2445عبد الحميد.)، ابف صخرية -

    الجزائر. باتنة.، أطروحة دكتوراه دمشؽ: دار القمـ.(. 6محمود.)د.ت(.المعجزة واإلعجاز في سورة النمؿ )ط.، عبد الحميد -المغرب: الطبعة -(. تطواف6تبو )ط.(.ابف األبار حياتو وك6954عبد المجيد.)، عبد العزيز -

    .الحسنيةمحيي الديف محمد بف عمي الطائي األندلسي.)د.ت(.ترجماف األشواؽ ، بف عربيا - (.بيروت: دار صادر.6)ط.

    (.بيروت: دار صادر.6أبو فراس ىماـ بف غالب.)د.ت(. الديواف )ط.، الفرزدؽ - شركة التمدف. (. القاىرة:6(.الياشميات )ط.6334بف زيد. )، الكميت

    تحقيؽ:محمد عبد اهلل عناف ، (.اإلحاطة في أخبار غرناطة6975لساف الديف بف الخطيب.) - (. القاىرة: مكتبة الخانجي. 6)ط.

    (.الكتيبة الكامنة في مف لقيناه باألندلس مف شعراء المائة 6983لساف الديف بف الخطيب.) - افة.(. بيروت: دار الثق6تح: إحساف عباس )ط.، الثامنة (.الرباط: المكتبة الممكية.6(.أعالـ المغرب العربي )ط.6979عبد الوىاب.)، ابف منصور -

  • السعيد قوراريد. المدائح النبوية وموضوعاتيا في...

    669 102 جوان -مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي العدد التاسع

    لبناف: دار قتيبة (.6آثار أبي زيد الفازازي )ط. (.6996عبد الحميد عبد اهلل.)، اليرامة - لمطباعة والنشر.